مشاهدة النسخة كاملة : مكتبتى الخاصة هنا
العاقب مصباح
25-05-2009, 05:08 AM
احبابى واهلى
ناس منتدى ود مدنى
كنت قد احتفظت ببعض ما كتبت هنا
وفى منتديات اخرى
اسمحوا لى بأن اوردها هنا
ولا اوردها مختلفة فى بوستات متعددة تجنبا للتكرار
خالص محبتى واحترامى
العاقب مصباح
25-05-2009, 05:17 AM
1
-ـــ دخان نسوان السودان ضد كيوتو :-
**دخان نسوان السودان ....ضد كيوتو ....***
________________________________________
كانت الساعة الرابعة مساء حين نادت سعيدة جارتها تهانى وايضا الجارة الاخرى العروس نادية....
وكان الرائى يبصر من بعيد تصاعد الدخان من بيت سعيدة ورائحة الدخان مميزة كالعادة وهى مثار تعليقات اهل القرية حين تصل الى انوفهم وخاصة غير المتزوجين منهم ويصيح بعضهم ((يا الله تعرس لينا))....
كانت سعيدة مشهورة بكثرة الدخان فى بيتها ولا يمر يومان الا ويتصاعد من بيتها ذلك الدخان وعندما يسألنها نساء القرية كانت تتحجج كل مرة بحجة جديدة....اخر تلك الحجج انها تقوم بعملية الدخان لأجل طفلها المريض ...حضرت سعاد على عجل وحضرت نادية وفى يدها كيس اسود به كمية من الطلح الاضافى والذى تخفيه عن اعين الفضوليين داخل ثوبها مع ان الامر ليس عيبا ولكن لحداثة تجربتها اراها تمارس الخجل ايضا....
سالت سعيدة نادية عن ما تخفيه فأرتها الطلح ...هنا ضحكت سعيدة وقالت لها.:-
:- ما دا الموضوع الناديتكم عشانه زاته..
نادية مستغربة:-
:- موضوع شنو يا سعيدة..
:- موضوع الدخان البنعمل فيهو كل يومين دا...
:- هى ما تعملى هسع فى زول سألك..
:- انتى ما فاهمانى يا نادية ...
فى ذلك الوقت كانت تهانى تجلس فى تلك الحفرة المحترقة ولم تعر الونسه اهتماما لأنها ستعرف ما يقال حين تنتهى من طقوسها ...
:- اها الحكاية شنو يا سعيدة والله وقفتى قلبى ..
:- الحكاية وما فيها قالوا انو الدخان البنعمل فيهو يضر بالارض...
:- تطلقها تهانى ضحكة مجلجلة:- مالها يا بت امى الارض بتتحرق هدا نحن بنحرق فى جلدنا وما قلنا شئ خلى الارض....ومن قمت ما سمعت لى بارض بتحرق...اتى اظنك دايرة تخلى الدخان يا سعيدة ودايرة ليك سبب....ونحن ما بنخليهو كان تصبح رماد...انتى دايرة يطلقونا ولا شنو....يا مره هييي والله ابو اولادى ما يرضى كله كله...
:- هى انا ما الفته من راسى دا كلام قالته لى عواطف بت الزين بعد جيتها من الخرطوم امس...
:- اها وقت قالوهو ليك مالك ما وقفتيهو وقت مقتنعة....
:- والله قلت اعمله اخر مره ما معروف يمكن الحكومة تطلع قرار وتقول تانى ما نتدخن...
:- هههههه تطلقها نادية ضحكة...يجازى محنك ااسعيدة نحن لسع فى شهرنا الاول دايرين توقفوهو والله ولا بنوقفه ولا حاجة...وبعدين عواطف دى مما مشت الخرتوم وسكنت فيها بقت كلها محن ومصائب...ودا السبب الطلقوهو بيها زاته.
:- كدى اسكتن اسكتن هديك عواطف جاية علينا...كدى قومى يا تهانى النطفى الدخان دا...
:- والله كان اتحرق ما اقوم خليها بعد تجى النشوف قصتها شنو ....
تدخل عواطف ..وبعد السلام والسؤال عن الاهل جميعهم نراها تغطى انفها خوفا من استنشاق الدخان اليها...
تبادرها سعيدة :- هى يا عواطف وري النسوان ديل القصة الكلمتينى بيها امس ابن يقتنعن لى كله كله..
نادية:- هى عاد ما دايرين نفهم القصة فى الاول وبعد كدا نقتنع...
عواطف...امرأة تبدو على ملامحها الثقافة...فهى تسلم بطرف يدها....وتضع الثوب بدون طرحة على رأسها...وكثيرا ما ينحسر فيكشف شعرها المرتب بعناية فائقة...تخرجت من الجامعة وحصلت على وظيفة بأحدى الجمعيات التطوعية بالخرطوم...مثقفة اكثر من احتياجاتها للثقافة...يبدو ان لا احد يستطيع مجاراتها عند التحدث ...فهى تملك الكثير من المعلومات المهمة حول العالم بأسره...
تقول عواطف :- العالم بقى يساهم بكمية كبيرة فى ثقب الاوزون وذلك نتيجة لإستخدام الطاقة بكمية مهولة دون التحسب للمستقبل مما يودى الى انبعاث غاز ثانى اوكسيد الكربون الى الجو...استخدام الكهرباء غير النظيفة ...وحرائق الغابات....كلها تؤدى الى ثقب الاوزون...ونحن فى السودان الطاقة بتاعتنا نظيفة...لاننا بنستخدم كهرباء المياه....ومشاركتنا فى احتراق الاوزون يشكل نسبة ضئيلة جدا....لكن نحن النسوان بنزيد النسبة دى بالدخان البنعمل فيهو كل يوم ...هسع لو جمعتى مليون مره وقعدن يتدخنن فى مكان واحد وعاينى للدخان البيكون طالع شكله كيف...وما تنسن اننا دولة موقعة على اتفاقية كيوتو للحد من انبعاث ثانى اوكسيد الكربون للجو....عشان كدا لازم نشارك فى ساعة الارض...وما نحن بس البنشارك فى يوم الارض كمان فى دول كتيرة جدا...واستراليا مثلا قررت ايقاف استخدام الكهرباء فى اماكن مهمة جدا لمدة ساعة عشان يلفتوا الانتباه ...
اها رايكم شنو نحن نوقف الدخان دا نهائى عشان نثبت للعالم اننا بنساهم فى الحفاظ على البيئة....
يبدو ان تهانى ونادية وسعيدة قد سرحن بعيدا ولم يفهمن ما قالته عواطف....
تهانى :- والله ما فهمنا اى شئ كدى قولى لينا كلمة كلمة وخلينا النشوف اخرتك شنو...
عواطف :- يا نسوان اقول ليكن براحه كدى...نحن بنحرق فى الطلح صح...
:- اى صح..
:- اها نحن بحريقنا دا بنسخن الجو ...وفى ناس ساكنين فى القطب الشمالى والقطب الجنوبى اسمهم الاسكيمو ....وبى طريقتنا دى الجو حيسخن....والجليد حيذوب...والناس دى بتغرق....وما بعيده نحن كمان نغرق...
اها فهمتنى ولا لسع....
:- والله فهمنا لكن بقت على عيدان الطلح ديل يعنى ...
:- لا ما كدا لكن نعتبرها مساهمة منكن فى الحملة دى...
:- هووووووووى يا عواطف....بطلى الشغل البتعملى فيهو دا....والله نحن بنحافظ على بيوتنا وعلى اولادنا...والناس التغرق....ان شاء الله يعدموا طافى النار....
هنا اكفهر وجه عواطف ورفعت توبها المنحسر وانسلت خارجة عنهن...وتواصلت الونسه...
سعيدة :- اها رايكن شنو فى كلام المخرفه دى..
تهانى :- هوووووووى دى مره فاكة منها الشغلة وما عندها بيت تحافظ عليهو....ونحن لا بنسمع كلامها لا حاجة...نخلى الرجال النشوف رايهم شنو كان قالوا وقفوهو بنوقفه لكن برانا تب ما بنقول حاجة ....
ذهبت تهانى الى بيتها..
ونادية ايضا...
يأتى زوج سعيدة الى البيت منهكا وبى اخر نفس يرمى السلام....
يبادرها زوجها :- شايف عواطف كانت هنا مالها طلعت سريع ...
:- البركة الطلعت والله كان عرفتها قالت لينا شنو تموت بالضحك...
:- اها قالت شنو المرة دى..
:- قالت لينا الناس عايزة توقف الكهرباء واى حاجة لمدة ساعة فى العالم كله عشان ناس الاسكيمو ما يغرقوا...
:- ونحن مالنا ومال الكهرباء لمبتنا الواحدة دى نوقفها يعنى...هى وين الكهرباء...خلى بعد يجيبوا لينا الكهربة ينقطعها عشرة ساعات خلى ساعة واحدة...
:- دا ما المهم ..
:- اها المهم شنو...
:- قالت لينا نوقف الدخان وتانى ما نتدخن...
:- اااااااااااااااااا
:- اى والله
:- المرة دى مجنونة ولا شنو ...
:- اها انتى رايك شنو ....
:- قلت اجرب اخلى الدخان ...
:- دايرة تخليهو يا سعيدة...
:- يمكن..
:- اقول ليك حاجة ..
:- اها..
:- على الطلاق تغيبى منه يوم واحد انتى طلقانة وبالتلاتة كمان...النشوفك بتسمعى كلامى ولا كلام عواطف...
قامت سعيدة بسرعة تجرى فى اتجاه المخزن...واتت بمحفار الى داخل بيتها...
:- مالك اامره...يسألها زوجها...
:- دايرة احفر لى حفرة دخان ..
:- ما هدى عندك محفورة ...
:- تلتفت سعيدة الى الحفرة فتجدها بجوارها...هنا ينقطع نفسها....وتتصبب عرقا...
:- اااى عارفاها بس قلت اسو لى تانى واحدة كل حاجة ولا زعلك ات...
تنطلق ضحكة مجلجلة من الزوج...تتبعها دموع من سعيدة....لتعلن وفاء لا حدود له...
يقترب زوجها بحنية ...يربت على رأسها...ترفع رأسها وتقول :-
بتطلقنى االخزين....؟؟؟
:- ها مره قولى بسم الله طلاق شنو بهزر معاك ساى...
ومن يومها اصبحت سعيدة العدو الاول لإتفاقية كيوتو....ولساعة الارض....
بصورة يومية....
وكله من عواطف....
احتراماتى وبشدة
العاقب مصباح
العاقب مصباح
25-05-2009, 05:18 AM
2ـــــــــانهيار البنوك العالمية سبب وفاة بابكر
اجتمع اهل القرية حينما علموا من الراديو بأنِ البنوك فى امريكا مثل بنك ليمان برازر قد انهارت وان هذا الوضع سيجر اليه الكثير من العواقب لدى كل بنوك العالم وخاصة بنوك الشرق الاوسط نسبة لأرتباط عملتها بالدولار الامريكى فأصاب الرجال نوعا من الحزن وبدأت النساء فى ردم التراب على رؤوسهن وانتشر الخبر ووصل الى جميع البيوت فحالة الحزن كبيرة جدا فى ذلك اليوم وهو حزن استثنائى كيف لا واطيب رجل فى القرية يعمل بأحد البنوك فى وظيفة مراسل خطابات ..
اتخذ كبير القرية مجلسه وسط تلك الدار ممنيا نفسه بأن تكون جميع اقتراحات اهل القرية تعرض عليه حتى يتم انقاذ البنوك...
لم تكن تهمهم البنوك بالمعنى العام وانما كل همهم ان لا يحصل مكروه لذلك الرجل الطيب (بابكر) مراسل البنك.
جلس حاج عباس بجوار رئيس كبير القرية الذى يظهر على شكله قوة الرأى والحكمة نسبة لما يتمتع به من طول فارع وجسم ممتلئ شحما ولحما..وبدأت الحوارت الجانبية بين كل شخصين متجاورين ..فجأة وقف حاج عباس وصفق مرتين بيده معلنا الصمت للحضور قائلا :- ها ناس نحن جينا هنا عشان نشوف حل للمشكلة دى عشان كدا نخلى العمدة يتكلم نشوف رايه شنو...فى اخر الصف سمعت صوت همسات من حاج عابدين والذى اشتهر بمعارضته للعمدة فى كل شئ لأن العمدة قد اخذ من والده ارضه الوحيدة بطرق لا تمت للقانون بصلة ومنذ ذلك اليوم اصبح حاج عابدين لا يطيق العمدة ولا احاديثه المكررة والتى يبدأها عادة بقوله ((الشكر كل الشكر لمن واسانا بالحضور او ابرق معزيا لنا )..
وقف العمدة ثم تنحنح وتلفت يمنة ويسرى متفقدا لمن غاب عن الجلسة الطارئة والتى لا يمكن تفويتها ثم رفع شاله الى الخلف وعدل من طاقيته ولم ينسى ان يقول جملته المعهودة ((الشكر كل الشكر لمن واسانا ...وقبل ان يكمل ارتفع صوت الحضور ((او ابرق معزيا لنا)) ثم تحدث قائلا:-
اهلى وناسى السلام عليكم.
.وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....
مواصلا:-
اتو طبعا عارفين وسمعتو من الرادى الحصل فى البنوكة ...اخر مرة مشيت الخرطوم لقيت البنوكة دى كبار تب وعليك امان الله كان طلعت فيها ومديت ايدك السحابة دى تمسكها بى ايدك....
الكترااااااابل ...الغزااااااللللل..والله جنس كضب .. صوت متداخل من الخلف وفى غالب الاحيان سيكون هو حاج عابدين...
اها قالوا وكلمونى ناس عندهم (كشات) شيكات هناك انو الزول البناهو دا غشاهم ساى واكل قروشهم وقالو كمان الفوق دا كلو خشب ودا السبب الخلاهو يقع مع ناس امريكا ..دحين آناس دايرين نشوف طريقة للزول دا (بابكر) ما يكون جاتو عوجة وعلى بالطلاق مستعد ابنى لى بابكر دا واحد فى حلتنا دى ..الناس دى بتضيع فى ارواح الناس ساى مافى زولا يقول ليهم النصيحة ...
كدى فى الاول النعرف السبب شنو فى الوقعة دى يا اخوانا ..
هنا انبرى حاج التوم مقفلا الزرارة الاعلى من جلبابه مسلما على اهل القرية واحدا واحدا وهو من اكثر الناس سفرا للبندر حينما يكلفه العمدة بتوصل كلام للحاكم...
:- على الطلاق آ ناس قالو السبب فى دا كلو الامريكان والصهاينة ديل الله يجيب خبرهم ..الناس ديل قالو رسلو ليهم سلاح من هناك ما وقع الا فى البنك الشغال فيهو بابكر دا..عشان كدى اى زول يشيل بندقيته ونمرق فد مرقة ولا نحنا ولا هم الناس ديل قايلننا هينين ولا هينين...
صفق الناس من الحماسة وفجأة (تب) احد الشاب فى وسط الاجتماع واطلق طلقة نارية فى الهواء معلنا حالة الحرب ضد من ساهم فى (انهيار) البنوك وازمة الرهن العقارى..
الرأى السديد كان من عبد الله حينما خاطبهم قائلا :- ها جماعة الكلام دا لا من امريكا ولا حاجة..الكلام دا قالوا البنكى عندو قروش كتيرة تب اها البنكى دا قالوا قام بنى بالقروش عديل رصاهم لحدى ما بقوا زى بيوتنا ديل ..اها والحتة دى قالوا ياها الشغلو فيها بابكر يعد ساى قدر ما ينتهى يشيل من الحيطة ويعد لحدى ما وقع ..اها انا بقترح ليكم نتبرع عشان عشان نبنى ليهم واحد جديد زى ما قال العمدة....
وتتابعت الاراء ...
واخيرا اتفق رأى اهل القرية على ان سبب انهيار البنوكة هو مطرة استمرت تلاتة ايام فى الخرطوم كانت السبب فى وفاة بابكر وان كل ما يسمعونه فى الراديو هو من باب التخويف والتسويف والمماطلة مثلها مثل اسعار بيع محصولهم الزراعى الذى سمعوا ببيعه بالدولار ولم يقبضوا ثمنه حتى الان...
هنا وقف العمدة محذرا العامة من اتجاه الكلام الذى اتخذ منحا اخر غير الغرض الذى من اجله اجتمعوا...
وفى تلك اللحظة حضر اسماعيل والد بابكر فوقف الجميع معلنا(( الفاتحة)) وارتفع صوت النساء السكالى لوفاة بابكر فى حادثة انهيار البنوك والسوق العقارى العالمى...
انتشر الخبر فى كل اصقاع المحلية والتى ابرق رئيسها سريعا الى السيد المحافظ يستحثه على تقديم ((الفاتحة)) لأهل بابكر والذى وافته المنية كما قلنا بسبب السياسات الرعناء لحكام دول العالم الاول وراح فيها زولنا المسكين.....
السيد المحافظ لم يكتفى بفاتحته لوحده بل اراد توسيع الدائرة فأرسل الى رئيس الحزب بالولاية والذى كبر وهلل ثلاثا ثم امر سيارات الولاية ان تستعد مبكرا لهذا الحدث الهام...
بعض من اتباع السيد رئيس الحزب اشاروا اليه ان الطريق لم يكن امنا بسبب الامطار والتى حجزت لورى حاج الطاهر وهو فى طريقه الى المستشفى يحمل فى داخله سعاد ذات الثلاثة عشر ربيعا وتوفيت لأن الام المخاض اتتها فى منتصف الخريف ....توفيت فى الحال ...صب اهل القرية جام غضبهم على الشركة التى صنعت ذلك اللورى لأنه لم يستطع التحرك واطاراته كلها داخل الوحل...تناسوا فى تلك اللحظة الاسباب الاخرى ....شوارع لا تصلح لسير اعظم التراكتورات ....رجل يزوج ابنته ذات الثلاث عشر عاما لأجل التخلص منها ظنا بأن كل امرأة هى ((فضيحة)) وشؤم يجب التخلص منها بأسرع ما يكون...((الفرق بينهم والجاهلية ان الجاهليون يوأدون بناتهم عند مولدهن اما اهل القرية فيوأدون بناتهم عند ظهور اول طامع فى جسمها المتمايل)) ..
لم يقتنع رئيس الحزب بحديث اتباعه مقنعا اياهم بأن سياراتهم جاهزة كلها فى اكس ار وجى اكس ار ولا توجد بينها وبين اللورى ((قاتل سعاد)) اى علاقة ....
ثم تحدث معهم عن ان المرحلة القادمة هى مرحلة انتخابات ولابد من الوقوف مع اهل القرية فى الافراح والاحزان وهذه اصوات لا يمكن التفريط فيها بأى سبب ..
انفرجت اسارير الاتباع واقترح احدهم ان يقوم بحجز ذلك الفنان ذى الصوت الاجش ليحي لهم الحفل ولكن احد المتنفذين نهره فأصابته رجفة قائلا له:-
نحن ماشين عزاء ما ماشين عرس عشان كدا شوفوا لينا فرقة جهادية ....
صفق الحضور جميعا وفى تلك اللحظة علا صوت الفنان الجهادى مكبرا ثلاث مرات ومهللا ايضا وصحب ذلك خروج بعض الدمعات من عينه اليسرى نتيجة الصراخ لم يفهمها بعضهم فبكوا معه فى الحال ....
وبدأت الوفود مستعدة للسفر الى تلك القرية لتقديم العزاء فى وفاة بابكر والذى توفى فى حادثة انهيار النظام المالى العالمى وسوق العقارات كذلك.........
عند الساعة الرابعة مساء لاحظ اهل القرية وجود نشاط مكثف لبعض افراد القرية وهم ممن اشتهروا بالمساندة والخروج فى كل المظاهرات التى تدعو لها الحكومة مرات بأسم ادانة الاحتلال الاسرائيلى للقدس ومرات لرفض اى قرار يصدر من الامم المتحدة ومرات بأسم التنكيل بالمعارضة لأنها خانت الوطن وجلست فى فنادق الدول الغربية مع العلم ان الفنادق السودانية مليئة بمثل هؤلاء ودون حتى ان يكونوا معارضين او منفيين , كان دافع هؤلاء للخروج ربما تغيير جو القرية او وتغيير وجبتهم اليومية ((كسرة وويكة)) ان وجدت بوجبة تتكون من الخبز والطحنية فى احسن الاحوال والسعيد منهم هو صاحب اللورى او البص الذى يقوم بنقلهم فهو يحصل على كمية اكبر من الوقود..
تحرك هؤلاء بعد ان سمعوا بأن وفود الحكومة سوف تصل بعد ساعتين تماما لتقديم واجب العزاء وتم توزيع الادوار بينهم..بعضهم كلف بأيجاد عربة بوكس ليحمل عليها المايكرفون ليعلم اهل القرية والقرى المجاورة بوصول الحاكم وروعى فى اختياره ان يكون من ذوى الصوت الجهور وتم تكليف البعض الاخر بالحصول على صيوانات اخرى للعزاء فالصيوانات الموجودة غير مؤهلة لجلوس السيد الحاكم ويجب ان يأتوا بأخرى تليق بمقامه السامى…
اكثرهم نشاطا اقترح عليهم ان يجلبوا معهم كراسى لأن الحاكم لا يمكن ان يجلس فى الارض مثله ومثل عامة الناس …
تم تكليف احد الشباب بعمل لافتة ترحب بالسيد الحاكم ووفده المرافق ولافتة اخرى لكتابة مطالب القرية …..
فى ساعة واحدة من الزمن كان كل شئ جاهزا لأستقبال الحاكم ووفده الميمون..
حاج عباس كان غير مطمئنا تماما لقرب وصول الحاكم لأنه وحتى تلك اللحظة لم يجد ما يقوله فى كلمته امام الوفد الحكومى ..وهو الذى تعود ان يقول امامه اجمل الخطابات التى كان يكتبها لها صهره من القرية المجاورة…
وكانت كلها تتحدث عن انتصار الامام المهدى على الاتراك ومن ثم بنهى خطابه بضرورة ادخال الكهرباء للقرية والتى كان يسمع وعودا من الحاكم نفسه سنويا بجلب خبراء اجانب لحل مشكلة كهرباء القرية فيفرح اهل القرية حينا من الدهر ثم ما يلبثوا ان يعودا فى ظلمتهم المقيمة...اراد اهل القرية ان يتحول مأتم بابكر الى مؤتمر للمطالب من الحكومة..مؤتمر ليناقشوا فيه اسباب تدنى انتاجية المحصول بسبب لا يعلمه الا الله ثم الحكومة....لا يريدون نتائج وتوصيات بقدر ما يريدون كلمات تبرد بطونهم يسمعونها عند كل عام من الحاكم نفسه ..ترجع كل خسارة فى الانتاج الى الابتلاءات والصهيونية والعملاء والخونة ولم يتطرقوا مرة واحدة الى ان البنك وطرق تمويله هى السبب..
نفرة زراعية لم يسمعوا بها من قريب او بعيد الا عند زيارته لهم....
فهل توجد علاقة ما بين التمويل البنكى وانهيار محصولهم ام ان الامر لا يعدو كونه مصادفة للتسمية فقط....
رأى اهل القرية سرب من سيارات الحكومة تطوى الارض وهى متجهة اليهم وقد اتخذ صيوان العزاء شكلا احتفاليا جديدا ...لنرى ماذا يكون بعد وصول الحاكم اليهم.....
وصل السيد الحاكم فى تمام الساعة الخامسة مساء وسط تجمهر من اهل القرية والقرى المجاورة وصحبته تهليلات وتكبيرات وبعض الدموع التى تم ذرفها فرحا بمقدمه الميمون...وتسمع صوت مبحوح يهتف :- لن تحكمنا السى اى ايه....لا ولا للعملاء....ويتبعه اهل القرية فى صياحهم....انتفخ الحاكم وانتفخت ايضا زمرته التى اتت معه...واخذت الفرقة الموسيقية فى اعداد نفسها كعادتها تنتظر الختام منذ بدء وصول الحاكم الي القرية...
لا يوجد من يبكيك يا بابكر...
الحكومة جاءت لتغنى فى عزاءك...
لك الرحمة والمغفرة....
اصطف الحضور فى ذلك الصيوان المعد وبه كمية قليلة من الكراسى تكفى لجلوس سادة الحكومة وعلية القوم من اهل القرية ....
.يتوهطون الان...
اول الصاعدين الى المنبر كان يرتدى ((بدلة سفارى)) تلك التى يرتديها عادة رجال الامن كبر ثلاثا...وهلل ايضا ثلاثا...ودعى للحاكم بطول العمر ...ثم قدم ممثل القرية للحديث...
قام حاج عباس بعد ان تحسس الخطاب الموجود بجيب جلبابه وصعد الى المنبر متفحصا الحضور يمنة ويسرى...
وبعد ان حمد الله كثيرا ....طلب منهم جميعا ان يشيلوا الفاتحة على روح الفقيد بابكر....فوقفوا جميعهم حتى الحاكم ...وسالت دمعة من الحاكم....وصوت بكاء جهور من احد حراسه ويبدو انه تجمعه به علاقة شخصية...وحينها قام كل من بالصيوان بالبكاء والعويل بصوت مرتفع زاده ارتفاعا اكثر وجود الساوند سيستم بمكان العزاء...
وشوهدت حاجة التاية تشيل التراب من الارض وتكيله برأسها وتبعنها بقية النسوة فى الصراخ....
بعدها بقليل صعد الحاكم وتنحنح مرة او مرتين ثم رفع اصبعه لأعلى تبعته تكبيرات من الشخص المجاور فى المنصة وبعدها بدأ الحديث...
حدثهم عن الشهادة فى سبيل الله....وعن الحور العين التى تنتظر بابكروكيف ان سبعين من اهله سيدخلون معه دون حساب....ويجب عليهم ان لا يحزنوا يجب عليهم ان يفرحوا بذلك....واخبرهم ايضا بأن حاج بابكر لم يمت بل هو حى يرزق لأن الشهداء لا يموتون....
زغرودة انطلقت من اقصى يمين الصيوان فقام احد رجال القرية بهز الارض من تحتها كناية على الفرح والشهامة والرجولة والفرح ايضا...
حدثهم عن ان المؤامرات التى تحيك بهم من الغرب هى التى ادت الى صنع تلك الازمة....وان انهيار شركة جنرال موتورز وكرايسلر لن يؤثر فى توجهاتهم ....وان الحكومة ستدعم القطاع الخاص والذى بدوره سيساعد فى تجاوزها لتلك المحنة مما ينعكس اثره على اهل القرية البسطاء الطيبون والذى يشتم فيهم رائحة الجنة....
انطلقت تكبيرات اخرى من وسط الصيوان ثم هدأت....
فى اخر حديثه ترحم على الفقيد حاج بابكر ووصفه بأجمل الصفات ....وقال عنه انه كان شهما....ومهموم بمشاكل القرية....ولكنه طمأنهم بأن القرية بوجوهها النيرة ستنجب الف حاج بابكر اخر....
وهنا انطلق صوت الموسيقى وذلك الفنان ذو الصوت الردئ والذى لا ادرى كيف يتحملوه فى كل مشاويرهم ومحطاتهم...وهو ينم عن انحطاط ذوقههم هم وليس ذلك المغنى ......فهو فقط يغنى ليأكل وليس ليطرب....
بعد الاغنية الاولى صعد رئيس المحلية الى المنصة طالبا من اهل القرية تسجيل اسماءهم للجهاد...وطلب ايضا منهم التبرع ...وحدثهم عن ان ما نقص مال من صدقة....من اين لهم بأموال...كان من الافضل ان ينفق هو لا هم...عجبى.!!!!
وحدثم ايضا ان كهرباء القرية فى مرحلة الدراسات الاولية...وان الوفد الاجنبى هو من سيقوم بتوصيل الكهرباء حتى منازلهم مجانا....وبشرهم خيرا بأن الحاكم بنفسه سيقوم بالافتتاح.......
شاهد الحضور عربة لورى تقترب من مكان الحفل ويقف اعلاها شخصين....
اقترب اللورى من الحفل اكثر
توقف تماما بجوار الصيوان....
شاهد اهل القرية شخصان
كمسارى اللورى
وشخص اخر
اذهلهم الموقف
بعضهم اصابته صدمة الموقف
وبعضهم اصبح ينطق بتمتمات غريبة
وبعضهم ازداد بكاء
تفأجا كل الحضور
حاج بابكر يركب فى تلك العربة
فى اللورى
فى اعلى اللورى
ينزل مستغربا
يندهش عن من حوله
احتار كل الحضور
لم يستطع الحاكم ان يتمالك نفسه
اخذ حاج بابكر وضماه عليه
اخذ يبكى بحرقة
امسك بحاج بابكر وصعد به الى المنبر
وطلب منه ان يحكى عن موته
موت شنو يا زول قول بسم الله
ياخى عليك الله ما تهظر ساى نحن فرشنا ليك من امس تقول موت شنو
يا ناس قولو بسم الله والله العظيم ما مت
اها ورينا طيب الحكاية شنو
البنك انهار ماله
ولما انهار انت كنت وين
ورقدت مستشفى كم يوم...
ها ناس والله كان دايرين تجننونى
كدى ورينا ياخ
يا ناس والله لمن سافرت لى شغل البنك الشغل اخد معانا تلاتة وعشرين يوم...كنا شغالين طلب مع البنايين...وبعد انتهى اشتغلت لى فى دكان برمى الطعمية....لكن والله ما مت....
امسك الحاكم المايكرفون وقال لهم بثقة:-
انا ما قلت ليكم حاج بابكر ما مات.........
وانطلقت الاغنيات مرة اخرى
وتهليل
وتكبير
وغادر الوالى
وغادر المغنى الردئ
وزمرته
ولكن بقيت الازمة على حالها
وستبقى
مع تحياتى لكم
العاقب محمد العبيد مصباح
اهداء لمن اعجب بها واعجبت
العاقب مصباح
25-05-2009, 05:23 AM
3 ــــــــ تشفير قنوات الرى بمشروع الجزيرة
تشفير القنوات
بعد ان تم بيع قنوات رى مشروع الجزيرة لمجموعة من الاثرياء ومنهم من كان فى الحكم بدرجة وزير دولة ومنهم من كان مقربا لدى السلطة ومنهم من كان يشغل ذلك المنصب الحساس فى الوزارة...
قاموا بدفع المبلغ الذى تم تحديده كاملا ونقدا يحول من احد البنوك السويسرية والماليزية مناصفة وذلك لكبر حجم المبلغ وتم صرف العائدات ونصيب الفرد للمزارع بالدولار وذلك تحوطا من انهيار عملتنا السودانية وحيث ان الدولار قيمته السوقية ثابتة وقد امضوا اقرارا بأنهم استلموا كافة مستحقاتهم المالية وانهم قد باعوا نصيبهم من اصول رى المشروع للاشخاص الثلاثة ((محور الشر))...ولا يجوز لهم المطالبة بأى شئ بعدها...واعتبار اصول الرى للمشروع ارض محرمة عليهم لا يجوز لهم بأى حال من الاحوال المطالبة بأى شئ فيها.....
بعد ان اطمأن محور شر المشروع انهم قد استولوا على المشروع وقنواته كاملا قاموا بعمل جلسة فنية بمصاحبة تلك المغنية الجميلة...واصبحوا يتراقصون وهم يخفون لحاهم مع انهم هم فقط من يحضرونها...اذ ليس هنالك من يصبر ليستمع الى ذلك الصوت الا اذا كان مجبرا ومن هنا يتضح رداءة الذوق الفنى لهؤلاء الاربعة...فكيف يكون لديهم ذوق انسانى......
بعد طرد المغنية اجتمع هؤلاء يريدون ان يفكروا فى طريقة يستردون بها اموالهم بسرعة فائقة...هل يزرعون محاصيل هى نفسها التى كانت تزرع فى الماضى..ام يزرعون محاصيل جديدة مثل التفاح واليوسفى والعنب وبعض الفواكه الاستوائية وهم كما ذكرت لا ينقصهم المال ابدا فقد ورثوا من الدولة ما يكفيهم ويكفى دولة اخرى كاملة....
وقف شيخ عثمان (ود جلالة) قائلا :- يا جماعة نحن نقوم نعمل المشروع منطقة سياحية وبما انه المشروع كبير نقوم نعمل فيهو ملعب للغولف وبى كدا حيجونا كل لاعبين العالم ونعمل دورات وشركات تجى ترعى بدل ما كانت البهائم ترعى اها رايكم شنو...
تلفت شيخ الزين يمنة ويسره ومن ثم قال ..يا جماعة هوى ...والله نحن ناس زراعة...وغير فى الزراعة ما بنفهم...دحين خلونا نزرع لينا حاجة نستفيد منها بدل ما نقعد ننظر ساى...
حاج البكرى قام مؤيدا لفكرة شيخ الزين وطلب منهم ان يقوموا بتصليح قنوات الرى ومن ثم يطلبوا من المزارع ان يدفع التكلفة اخر العام لهم وليس عليهم سوى ان يطلبوا من الحكومة ان تسن قانون وتتم اجازته من المجلس الوطنى وهذا الامر لن يأخذ اكثر من شهر...وكلهم سيوافقون بالاجماع...
حاج عثمان ود جلالة ابتسم ...وقهقه...وضحك...وخلف رجلا على رجل...
توقف الباقيين ليسألوه عن سر ضحكته وقهقته ...مالك ااحاج؟
:- كدى اقعدوا لى فى الواطه دى.
:- اها اتحكرنا يلا قول..
:- يا ناس هوى
:- اها ياخ
:- انا عندى ليكم الحل
:- اها الحل شنو قول الله يرضى عليك..
:- افتحوا لى اضانكم دى كويييييييس واسمعوا كلامى دا..
:- يا زول والله ساكتين تب بس ات قول...
:- يا جماعة نحن السنة دى نقنع منها وما نزرع..
:- دا كلام شنو يا حاج ؟؟؟
:- زى ما بقول ليكم...وكمان نقول للحكومة توقف الاستيراد وتفتح باب التصدير ...وعارفين الحكومة ما بتقول حاجة وحتوافق على طول...
:- والله مانا فاهمين شئ...
:- افهمكم ...
:- اها ...
لما نقول للحكومة ما تستورد الحبوب يبقى الشعب بياكل من النصيب بتاع السنة الفاتت....ولما نقول ليها افتحوا باب التصدير يبقى الشعب حيصدر نصيبه....
وبى كدا خلال سنة واحدة الشعب كله يجوع وحيجينا نحن عشان نأكله...
:- طيب الناس لو زرعت بى مويه المطر نعمل شنو؟؟؟
:- الخطة جاهزة برضو..
:- خطة شنو ااحاج ...
:- نحن نستورد بيوت محمية يعنى نحاول نغطى كل اراضى المشروع عشان ما يجيها المطر ومويه المطر ...ونقنع الناس انو مويه المطر اصبحت حمضية يعنى نقول ليهم انو عنصر الكبريت متوفر بكمية كبيرة فى مويه المطر ودا كله بسبب امريكا واسرائيل...وانتوا عارفين الشعب بتاعنا اى حاجة فيها امريكا واسرائيل بيقتنعوا بيها على طول ...
:- اها وبعد كدا البيحصل شنو...
:- كله اترتب ...
:- كدى كلمنا طيب ..
:- انا اتفقت مع شركة يابانية امريكية صينية ...يعنى شركة عابرة قارات عشان تجى تعمل لينا نظام رى حديث...
:- اها ..
:- الشركة دى قالت عايزة ليها سنة واحدة....تجى تشيل النظام بتاع الرى القديم دا وتعمل لينا واحد جديد...وبعد سنة واحدة النظام يكون جاهز وبعد كدا نتحكم فيهو...النظام هو اول نظام يتم تركيبه فى العالم...اخر ما اتوصلت ليهو التكنولوجيا...نظام التشفير ...
:- التشفير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
:- ايوا نعم نظام التنشفير ...
:- والله ما فهمنا اى حاجة ..
: - نظام التشفير هو نظام لتشفير قنوات الرى...مش بتعرفو تشفير القنوات فى التلفزيون وما تشاهد الا بقروش ..
:-اى بنعرفها ...
:- طيب دى نفسها..يعنى نقوم نعمل المويه برقم سرى ...ويمكن بأسكراتشات....عندك حواشتك السقية الاولى لازم تشترى كرت بى 300 جنيه...والسقية التانية بى 250 جنيه...عندنا فئات صغيرة بى عشرة جنيه تستخدم للرقاعة وكدا ...
وحنقوم نربط الرى بالاقمار الصناعية...يعنى لما تجى تمسك المويه لازم تكون فى اتجاه القمر ...وعندك بعد افقى وراسى...ولازم يكون فى تردد كمان ...تحفظ بيهو حواشتك...وبى كدا نكون بنطلع فى حقنا اول بأول ....وكمان فى حاجة مهمة شديد...
:- اها قول ..
:- طبعا موية المشروع عندنا نوعين منها...النوع الاول مويه الصحة...مش فى مويه الشراب اسمها مويه الصحة...اها دى برضو اسمها مويه الصحة...بس بتفرق لانها دى بنخلطها بى المخلفات الزراعية والحيوانية والانسانية وهى اكثر خصوبة...
والنوع التانى اقل خصوبة وهو الذى يأتى من النيل مباشرة ...ومميزاته انه يأتى مصحوبا بالطمى..
طبعا النوع الاول اغلى عشان كدا لازم نربى حيوانات عشان نستفيد منها فى المخلفات وكدا...
بعد عام تم تطبيق النظام الجديد للرى ...واصبح الناس يتحدثون عن النظام الجديد بكل فرح...لأنهم سيزرعون بدون الخوف من انقطاع المياه...
ولاحظ الناس الزحمة حول دفع الاشتراكات للاشتراك فى القنوات...بعضهم يشترك لمدة عام...والبعض الاخر لمدة خمسة اعوام...والبعض الاخر يشترك فى باقة شهرية...
وتم صرف ريموت كنترول لكل مزارع بحيث يتحكم فى المياه من منزله بواسطة شاشه عملاقة تم تركيبها فى منزله ...وبذلك صار المزارع اكثر الفئات فى الشعب السودانى راحة فى حياته...بل ان البنات اصبحن يغنين فى المزارع ويفضلنه على الدكتور لأنه سيتواجد معها طول حياتها وليس كما كان فى السابق يلتقيان فى المساء فقط..وانتشرت الاغنية التى تقول :-
انا ما بدور الدكتور...بدور مزارع الكنترول يا عينى انا...
ولاحظ الناس اختفاء المشاكل التى كانت تحدث بسبب الاختلاف فى من يروى حواشته اولا واصبحت هنالك حرب سرية بين ابناء المزارع يتم فيها استخدام الهاكرز وغيرهم من المبرمجين ومن يكسرون الشفرات لقنوات الرى...بدلا من ان يكسرون الترع فى سابق العهد...وانتشرت ثقافة الزراعة فى وسط المجتمع السودانى ورجع المغتربون الى الجزيرة ...واصبح ابناء الشهادات العربية يحبذون دراسة الزراعة بعد ان كانوا يحبون الطب والهندسة....وهنا اصبح الفقراء يشكون من ارتفاع نسبة القبول لكلية الزراعة...وقد قالوا بأنها اصبحت خاصة بالطبقة الراقية فقط والطبقة المخملية....
وبعد فترة تغيرت حال المزارع الى الافضل ...وتغيرت حتى الامراض التى كانت تصيبهم...كانوا يصابون بالبلهارسيا والملاريا...فأصبحوا يصابون بأمراض راقية جدا...انفلونزا الطيور...سارس....تفككت اخلاقيات الناس فأصيبوا بمرض ال aids
اصيبوا بأمراض اخرى فى اخلاقهم...
اصبحوا غرباء عن بعضهم
لا يعرف الجار جاره...
وبعد فترة...
اقترب الحصاد...
تبقى شهر واحد فقط...
المشروع يحتاج لسقية اخيرة
سقية واحدة والحصاد
ولكن من اين
المزارع لا يمتلك حق الكرت
مافى ولا مسكول مويه
ذهبوا الى مكتب التشفير
يطالبون بأخر سقية ليحصدوا
اين الاموال لفك التشفير
لا توجد اى اموال
سوف يتم فك التشفير ولكن بشرط...
ما هو الشرط.:..
ان تقوموا برهن المزارع والحواشات...
اخر سقية تحتاج لمبلغ باهظ
ثلاثة الف جنيه جديد ثمن سقية
وهى ملبنة
سقية ويطلع الفريك
سقية
سقية
سقية
وافقوا على مضض
ان يرهنوا مزارعهم
لكن صاحب الامر غير فكرته
ان يرهنوا البيوت ايضا
وافق المزارعون
كلها كم يوم
ويحصدون
ويسددون ديونهم
ويفرحون بالعائد الكبير
تم فك التشفير
بعد ان وقعوا على رهنهم
مزارعهم ومساكنهم
قرر احد رؤساء المشروع ان يحرق محصولهم...
صب مبيدا يحرق مشروعهم فى ماء المشروع
...
صحى المزارع صباحا
متوجها الى المزرعة
لتسر عينه
لكنه لاحظ شيئا غريبا
كل المزارع اصبحت جرداء
تحولت الخضرة الى عبس
المزرعة تعبس فى وجه صاحبها..
لا محصول يحصد
ولا بيت يأويه حتى الموسم القادم ليعوض....
منه العوض وعليه العوض...
قبل ان يصل الى منزله
شاهد اهل القرية وهم خارجون منها...
كلهم رهنوا مزارعهم ومنازلهم...
لا يوجد لديهم شئ هنا...
عندما وصل الى بيته وجد ام العيال وهى تلملم حاجياتها...ولم يتبقى لها شئ...خرجوا جميعهم وفى قلوبهم غصة ...
تراهم والدموع تسيل منهم...
ودموع الفرح تسيل من ثلاثية الشر التى ابعدتهم...
اصبح المشروع بلا اخلاق...
اصبح الان بأخلاء فقط....
العاقب مصباح
25-05-2009, 05:24 AM
4 ــــــــــ كتااااااااااااااااحة للبيع
كان حاج الخضر راقدا فى احد عناقريبه ويده متدلية الى الاسفل وقد مسك بها عودا اخذ يشخبط به على الارض وهذه طريقة قوية جدا للتفكير لاتخاز القرارات ومجربة كمان...يعنى لو عايز تفكر صح اعمل نفس الحركة دى ولدينا فى نموزج السرة بت عوض الكريم خير مثال((قعدت على طرف العنيقريب المحازى الواطه شالت باصبعها ...شختت شخيت...الله يا رب ))...
المهم اعود بكم الى العنوان الذى هو باعلى الصفحة:-
فكر حاج الخضر او بالاصح اتته فكره وهو على ذلك الحال حينما سمع من الراديو الملتصق بجانب العنقريب ايضا ان ثقب الاوزون قد بدأ يتسع وان كمية الهواء النقى فى طريقها للتناقص ان لم توقع الولايات المتحدة على اتفاقية كيوتو للتقليل من انبعاث الغازات الحرارية...وهى بالتالى سوف تقوم باحراق كمية من الغابات ومن ثم اذابة الجليد والاهم ان الاوكسجين سيقل تبعا لذلك....
فكر حاج الخضر والذى هو اصلا مفكر كبير فى الحزب ورئيس لاحد اللجان المهمة جدا ومنصبه رئيس لاحدى المحليات فى ايجاد طريقة لتلافى ذلك الذى سيحصل...
هب من عنقريبه مزعورا واتصل بالوالى ليخبره بما تمخضت عنه فكرته وعن احساسه بضياع الشعب السودانى مستقبلا نتيجة لعدم وجود اوكسجين كافى وتخيل ان نصف الشعب سيروح فى ستين داهية عشان الهواء مافى...حليل زمن الكتاحة...
هنا ضحك الوالى وفرح لان هنالك من يحس بمعاناة المواطنين قبل وقوعها..ويعرف الاخطار ويهتم بالمستقبل..وقال له انك تستحق ان تكون وزيرا قريبا وسأخبر الرئيس...
نطط حاج الخضر رغم الوقار الذى يظهر عليه وتلفت يمنة ويسرى خوفا من ان يراه احد الماره وهو ينطط فيخبر اهل قريته...خصوصا وانه قد زودها ((حبتين)) حينما رقص القرد القرد....
فى الصباح الباكر رأى الناس تحركات سيارات راقية وغالية الثمن فى طريقها الى مكتب الوالى للاجتماع العاجل الذى دعى اليه الوالى لمناقشة الامر بصورة مستعجلة....وتم الاجتماع...
بعد ان شرح لهم حاج الخضر بالاضرار التى سوف تحدث وهم المنوط بهم حماية المواطن ورفع المعاناة عن كاهله اتته كمية من الاقتراحات تفتقت عنها ذهنية الرؤساء الذين حضروا الاجتماع....
اتفقوا على ان يرفع الامر الى رئاسة الجمهورية حالا ...وقام رئيس الوزراء بعمل اجتماع هام وعاجل .....
بعد طرح الفكرة بجميع ابعادها هب رئيس الوزراء مزعورا وطالب بحل عاجل والتفكير فى الطرق الممكنة لذلك لان الحكومة وصية على الشعب ويجب ان تهتم لأمره وتأخذ جميع الاحتياطات اللازمة لذلك...
طلب احد الوزراء الفرصة للنقاش وتم اعطاءه الفرصة...بعد ان حمد الله وشكره لرئيس الوزراء على اهتمامه بشعبه طلب منهم الاستماع الى فكرته مع الاحتفاظ بحقه القانونى والمالى فى حالة نجاح الفكرة:-
:- يا جماعة بما انو الوضع خطير جدا زى ما شايفين اقترح انو نقوم نعمل خزانات كبيرة للهواء نملاها من هسع وهى ما بتكلف شئ بس (كمبرسور) بى الف جنيه بتحفظ لينا اكبر كمية وممكن نعمل مليون خزان وبى كدا بنحفظ حقوقنا وحقوق شعبنا الابى المجاهد والصابر علينا المدة دى كلها...
قاطعه احد الوزراء بجانبه قائلا له ان تخزين تلك الكمية الكبيرة ستكون عواقبه وخيمة لان البلد هسع محتاجة تتنفس مش كفاية انو نحن كاتمين نفسه من زماااااااااااان...
صفق الجميع بحراراة لهذا الراى الصائب ومن ثم طلبوا ان تتكون لجنة لدراسة جميع الخيارات الممكنة والغير ممكنة..وتمت رئاستها لاحد الوزراء مع جعل الامر سريا حتى لا يؤدى هذا الى خلق بلبلة فى اوساط الشعب السودانى....ومن ثم ايجاد الحلول خلال يومين فقط....
بعد يومين فقط تم الاجتماع وقد تحدث رئيس اللجنة عن الاقتراحات التى توصلت اليها لجنته وطلب منهم الصمت للاخر ففعلوا....
قال لهم :-
يا اخوانا والله الحل ساهل جدا جدا وبسييييييييييط وكمان مربح..((.هنا اندهش الحضور لكلمة مربح وتهللت اساريرهم لما سوف يقال لاحقا..)).
نحن نقوم نوفر الهواء بتاعنا وما نعمل ليهو اى شئ ونقوم نستورد هواء من الخارج....
نستورد؟؟؟؟...هكذا سؤال احد الوزراء....
ايوا نستورد وكمان عندنا كم خيار للاستيراد ...الخيار الاول انو نستورد هواء اوروبى ...وهو زى ما شفنا من خلال زياراتنا هواء نقى وطيب ومنعش وبى كدا نقلل من الرحلات السياحية الى اوروبا لانو الناس(( حتسيح)) هنا بس يعنى تجى تشيل ليها كمية هواء وتعمل نائمة.....طبعا الهواء الاوروبى غالى شويه عشان كدا لازم نبيعه بسعر غالى ونعمل احتكار لواحد من تجارنا..
والخيار التانى انو نستورد من شرق اسيا ..طبعا الهواء من شرق اسيا رخيص جدا وهو يصلح للفئات الفقيرة.....
اها رايكم شنو؟؟؟
ضج المكان بالتصفيق ورقصوا وهللوا وكل واحد فيهم اتى اليه وسلم عليه ودعا له بطول العمر...
تم الاستيراد..
من اوروبا
ومن شرق اسيا...
كان الهواء محتكرا لديهم فقط ويتم بيعه لتجار الجملة ..والذين بدوهم قاموا ببيعه الى تجار القطاعى ودكاكين الاحياء فى عبوات كبيرة وصغيرة .....
وتم عمل اعلانات عن الاوزون وضرورة ان يشترى الناس الهواء النقى فتدافع الناس للشراء وانتشرت صفوف الهواء وحصلت الازمة بسبب ان الكميات غير كافية....وتم عمل استطلاعات تلفزيونية عن الشراء والبيع للهواء فتحدث احدهم بكل حسرة انه هو واولاده لم يحصلوا منذ بداية الشهر غير اسطوانة واحدة وهى انتاج صينى والدليل على ذلك سماعه لاولاده يتحدثون اللغة الصينية بكل طلاقة ...ويمارسون الكونغ فو...
وطلب مناشدة عاجلة من الوزير ان يوفر لهم هواء اوروبيا حتى لو كانت ربع رطل يشموها هو والاولاد...
وارتفع السعر للهواء المستورد حيث كان الرطل يباع بجنيه واحد اصبح يباع بأربعين جنيها....ونشأت طبقة جديدة من الهوائيين الاوروبيين والهوائيين الاسيويين والهواء السودانى بين قوسين كتاحيين...
وبعد فترة من الوقت لاحظ الناس اختفاء الهواء الاوروبى واستبداله بهواء من غرب افريقيا مع كتابة صنع فى اوروبا على العلبة الخارجية....
واصبح الناس يشترون الهواء المغشوش مما سبب لهم امراض افريقية واوروبية واسيوية ...والوحيدون الذين نجوا من ذلك هم الفقراء الذين لم يجدوا ما يشتروا به هواء نقيا ..
.ولاحظ الناس ان الكتاحة اكثر نقاء ...
واجمل والطف من اى هواء آخر....
وهنا خسرت الحكومة جميع اجهزتها التنفسية التى تعتمد عليها اجهزة شعبها ....حتى يهتف لها ...
لكم اشتقت لتلك الكتاحة!!!!!!!!!!!!!
كندشة
25-05-2009, 07:20 AM
عندي رغبة جامحة في البكاء
العاقب مصباح
25-05-2009, 07:38 AM
عندي رغبة جامحة في البكاء
اصبر اصبر ياااااااااااااااااخ
كندشة والاجر على الله
العاقب مصباح
25-05-2009, 07:40 AM
5 ----جنيهان وطفل سادس يقترب
جنيهان فقط هى ما تبقى لستر الحال
غرفة ضيقة متشابهة الزوايا والالوان
او بالاحرى ليس لها لون ...تماما كلون فرحتهم التى لم يروها فى حياتهم
خمسة اطفال لم يتجاوز عمر اكبرهم العاشرة....نصيبهم من الحزن يكفى لأقامة حداد عليهم من دولة كاملة...
نافذة تطل على الشارع يغطيها جوال مهترئ بفعل تراكم مياه الامطار عليها
سقف يمكنك ان ترى الشمس من خلاله طوال اليوم
تشتم من حائط مبكاهم رائحة روث حديثة جدا لم تتجاوز الشهر
هذا هو استقبالهم لعيد اتى بدون جديد عليهم لا ملبس جديد ولا حتى خبر يسر انفسهم فى تلك الليلة
فقط روث ابقار....
رغم ذلك تراهم يضحكون بملء بطونهم الفارغة....
سكناهم قرب المقبرة هو ما جعلهم اكثر ايمانا بالحياة ...
لم يكفروا بنعمتهم تلك
فقط الحياة وان كانت على هامش
سبعة اشخاص هو تعداد الاسرة حتى ذلك الوقت من الليل
ربما يضاف اليهم اخر عند اقتراب لحظة النوم الاخرى
ورغم ذلك سيفرحون به
الثامنة مساء الان
بدأت الاصوات تخف رويدا رويدا
فقط صوت زغرودة متقطعة فى اخر القرية وفى الجانب الاخر تماما
طفلان يتصارعان لأجل الفوز بتربيزة
نعم تربيزة للنوم وللضيافة ولأشياء اخرى...
سرير واحد فقط يتوسط غرفتهم
لحافه كمية من الملابس القديمة التى لا تصلح لنظافة فانوسهم والذى مر عليه شهران دون ان يحترق ....
صباحا ربما يضطر والدهم الى ايغاظ من نام فوقه حتى يلبس قميصا من القطع الملتحفة....
صوت برق قادما اليهم اخاف الصبية ....تكوموا كقطعة واحدة ...لم يعد يشعر بهم والداهم....
ريحا اتية
احيانا يضطر والدهم للمبيت حتى الصباح خارج غرفتهم
رغم عنف الامطار وقسوتها
فقط لتوفير مزيد من الحيز لطفل...
صوت طفل يرتفع معلنا جوعه....
دمعة من الام خفية ولكنها لن تطعمهم فقط دمعة مواساة..
وصبر لنفسها
ولكن ماذا تفعل لصغيرها
سألت الله ان ينام ذلك الطفل
لكيلا يشعر بالجوع مرة اخرى
فكل صرخة من احدهم تشعرها بذنبها فى ولادتهم
ولكنها تستغفر الله على ما فكرت به للحظة
مؤمنة جدا تلك المرأة
لطالما اعجبنى ايمانها ويقينها
لم تفكر يوما فى اتخاذ وسيلة اخرى لتطعمهم
فقط وفرت لهم الصبر ولم توفر لهم قطعة خبز واحدة
ويا ليتها لو وفرت خبزا
فليس بالصبر وحده يحيا الانسان
عاصفة ترابية قاتلة اقتربت
ها هى الان داخل غرفتهم
سريعا هب الصبية مع والداهم
كل شخص يحمل معه ما افترشه للنوم
الطفل ذو الست سنوات يحمل تربيزته معه رغم معاكسة الريح له
دخل الى اقصى الغرفة
اتخذ زاوية امنة للنوم
امهم قامت بمحاولة اخيرة لأضاءة غرفتهم
الفانوس الان يشتعل
حاجتهم اليه اكبر فى تلك اللحظة
ريحا عاتية تطفئ الفانوس
مرة اخرى يشتعل
ينطفئ
يشتعل
ينطفئ
يشتعل
ي......
اطلق الصبية ضحكتهم
ضحكوا جميعا لهذا الموقف الطريف
فقط والدهم هب مزعورا
رفع الصبية واحدة واحدة
كمن فقد شئ ثمينا
رفع جميع الملابس الملتحفة
لم يجد ما يبحث عنه
فى اخر الزاوية رأى طفلا ينام
وتحته جلبابا
قبل ان يدركه رأى التربيزة تتهاوى عليه
يسقط باكيا
موجة اخرى من الضحك لمن يراقبهم
لم يهتم الوالد به
بل راح يهتم بما تحته
جلبابا قديما
سألته زوجته
عن ماذا تبحث
لم يجب
اسرع خارجا من غرفته
رأى فى اخر مد بصره شيئا ابيضا
جرى نحوه
عاصفة اخرى قوية تسابقه
ارتفعت على اثرها جلابيته التى يبحث عنها
رأها ترتفع الى اعلى
الى اعلى
الى اعلى
الى اعلى
لن يستطع ان يصل اليها ابدا
لقد فقد تلك الثروة
جنيهان
هى كل ما يملك
لغد
وبعد غد
ليته جلب بها ما يسد رمقهم
ولكنه سمع حديثا من احد اصدقائه
ان حبوب منع الحمل سعرها جنيهان
لا غير
اضافة اخرى لعائلته
طفل سادس
العاقب مصباح
25-05-2009, 07:41 AM
6 ---- عالم بدون اخبار شخخخخخخخخخخ
صحى العالم وهو ينظر الى شاشات التلفزة بدون ان يرى فيها اى شئ ...لا اخبار ولا برامج حوارية ولا رياضة ولا حتى اغانى
كل القنوات توقفت فجأة عن البث ترى فيها فقط صورة المذيعين وهم يتجولون فى ردهات القاعات التى كانت مخصصة للبث..
تراهم متجهمون فقد انقطع رزقهم ولا يوجد لهم مصدر رزق اخر وهم قد افنوا جميع سنواتهم لاجل تلك الرسالة السامية...
كانت اخر الاخبار هو انسحاب اسرائيل من جميع الاراضى العربية التى احتلتها ..وفوق هذا وذاك طلبت العفو من الفلسطينيين ولعنت سنسفيل سايكس وبيكو كما لعنت بلفور الذى اودى بهم لان يرتكبوا محرقتهم فى العرب وقتلوا بدم بارد الفلسطينيين وقاموا بعمليات تجسسية لقتل الفلسطينيين ايضا ..
واعلنت امريكا عن تعويض كل من تضرر من الغزو الامريكى للعراق بمليون دولار وكل من دخل غوانتاناموا تعويضه بمليار دولار ...وشكت الادارة الامريكية من ان المتضررين لم يأتوا لأستلام اموالهم وان الاموال متكدسة عندها وتريد تصديرها الى افريقيا حتى يتستفيد افريقيا ايضا...غير ان افريقيا اعلنت انها لن تستقبل اى اموال من اى جهة فى العالم لأن ميزانيتها فائضة ولا يوجد شئ يريد دعما او اموالا...
واعلنت اسرائيل ايضا اعتزارها لروسيا ولالمانيا فيما يخص المحرقة النازية وقال كبير الحاخامات الاسرائيليين ان المحرقة ليس لها وجود وانها مستعدة لارجاع كل دولاد تم دفعه لاهالى الضحايا المزعومين....
غنوات الاغانى توقفت واصبح المشاهدون لا يحبون الاغانى ولا يحبون مشاهدتها نهائيا وترى الفنانون من امثال كاظم الساهر وهو يتجول فى احدى المقاهى العراقية وهو يشرب الشيشة ويبحث عن عمل اخر وقد وعده احدهم بأن يعمل فى احد مصانع السكر نسبة لانه اكتسب خبره كافية من اغنيته ((صباحك سكر))...وشاهدنا ايضا هانى شاكر وايهاب توفيق وتامر حسنى وشعبان عبد الرحيم وهم يلعبون الضمنة ويبحثون فى صفحة الوظائف بأحدى الصحف السيارة...
وقد ابلغنا مصدر مسئول ان نانسى وهيفاء وروبى قد التزمن بالحجاب وشوهدتا وهم بجوار احد البقالات يردن شراء بيبسى وهو يرتدين العباءات الكاملة وتم التعرف عليهن بصعوبة بواسطة احدى السيدات اللواتى سألنها ان كانت تعرف لهن وظيفة محترمة ولا يوجد بها اختلاط بين الرجال والنساء..
وعلن الاتحاد الدولى واللجنة الاولمبية عن توقف جميع انشطتهما الرياضية لان الناس قد اصبحت الرياضة لديهم هواية وليس لاكتساب ميدالية او غيرها وما دل على ذلك الحضور الضعيف لأولمبياد ((سوبا)) بالسودان.....فقد حضر فقط 12 شخصا من اصل اربعين الف مشارك...وقد تبين ان ال12 شخصا هم فقط اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية....
ومن ناحية اخرى اوردت اخر الاخبار التى ازيعت بالامس ان نادى برشلونة الاسبانى قد اغلق ابوابه وتم تسريح جميع اللاعبين اسوة باندية العالم الاخرى حيث لا توجد اى منافسات لتخوضها تلك الاندية ...........
وفى السودان فقد بلغ الامر حدا بعيدا لا يطاق ...فقد اشتكى المواطنون من ان الضرائب اصبحت لا يوجد من يأخذها...وقد شهدت شوارع الكلاكلة مطاردة عنيفة بين تجار يريدون دفع الضرائب وبين عدد من موظفى الضرائب الهاربين من تلقى تلك الضرائب وقد اعلنت الضرائب فى بيان مقتضب ان الضرائب هى عبء على الموظفين ويجب ازالتها بل واعلنت ان الامين العام للضرائب قد اشتكى من الاموال الطائلة التى تصله بالقوة من رجال المال والاعمال والمواطنين نتيجة للاحساس بالمسئولية الكبيرة على عاتقهم وانه اصبح لا ينام بالليل من هول الاموال التى بحوزته ولم يصل الى طريقة لينفقها حتى الان ...وقد اعلنت امانة دافعى الضرائب عن استيائها من تصريحات الامين العام للضرائب وتهربه من مسئولية جمع الضرائب وتحصيلها............
من جانب اخر اشتكى جهاز المغتربين من المعاملة السيئة التى يجدها من المغتربين والذين يقومون بدفع اشتراكاتهم بدون اى ايصال حتى...بل ويسددون جميع الرسوم التى فرضتها عليهم الدولة سابقا ...واعلن ان الاعفاءات التى قام بأصدارها على جميع المغتربين لم تؤتى اكلها وان المغتربين يصرون على دفع المسهمة الوطنية رغما عن قراراته بالغاءها فى وقت سابق من العام...وقد برر المغتربون ذلك بأنهم عندما ياتون الى السودان تكون اجازاتهم السنوية ستة اشهر ولا يستطيعون ان يصرفوا الدولارات التى معهم نتيجة لسهولة العيش وتوفر كل الاشياء مجانا.....ومن هنا اتى اصرارهم. على المساهمة الوطنية وانهم لا يريدون ان يرجعوا بتلك المبالغ الكبيرة الى الغربة مرة اخرى....
وفى اخر الاخبار التى تخص الجزيرة اعلنت رئاسة الجمهورية انه تعزر عليها العثور على وال يقوم بمهمة الحكم لولاية الجزيرة وان كل من شاورتهم اعلن زهده فى الحكم وانه يخاف الله وتلك مسئولية سيسال عنها يوم القيامة وان كل منهم قد نفض ايديه عن الحكم واصبحت الولاية بدون اى والى....
واعلنت الحكومة ايضا ان مشروع الجزيرة اصبح انتاجه اكبر واجود الانتاجيات فى العالم وان محاصيله من كل الانواع اصبحت لا تطاق من كثرتها...وقد تفكر الحكومة فى جلب بعض انواع الافات حتى يكون الانتاج مناسبا لكل فرد ولكل السودان....
هذه كانت اخر الاخبار من يوم الامس اما اليوم فلا يوجد اى خبر فى اى قناة تلفزيونية واصبحت فقط شاشات تعرض الموظفين والعاملين بها سابقا.....
وهنالك فقط صوت من كل قناة يقول...شخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ خخخخخخخخخخخخخ
كناية عن انقطاع البث لاجل غير معلوم.....
العاقب مصباح
25-05-2009, 07:45 AM
7 ---------- حديقة كوب عصير منزلا لم يعد يملكه
كان يجلس معها ذهب بعد برهة ليشترى لهما كوبان من عصير المانجو...
وجد صبيا يبيع الورود فأشتري لها وردة حمراء ووضعها بجانب كوبها وهو منتشى من فرحه بها..والسعادة تملأ جانبى كوبها...وكوبها يتمايل فرحا لأنها ستشربه...أُنثى يشربها عصير المانجو الرطب...اتى وإبتسامته تعلو محياه...اقترب منها لمسافة قدمين....ذهلت الفتاة....تلفتت يمنة ويسرى تبحث عن شخص اخر عله ينقذها من موقفها...تمنت فى تلك اللحظة ان تجد فتاة اخرى يقصدها بمناداته وهو يحمل كوباه ووردة ...للأسف لم تجد احدا...قال لها :-
:- اعذرينى حياتى ... تأخرت عليك..
لم ترد عليه اصابتها صدمة...شخص يناديها ((حياتى)) قالت بعد ان جمعت قواها :-
:- احترم نفسك !!! انا متزوجة وزوجى هنالك قادم الى .اذهب من هنا يا وقح...
اصابته رجفة ...وقعت على اثرها الوردة وتبعتها اكواب العصير وسحقت الوردة...
تلطخت ملابسه من هول الفاجعة واثر العصير...لم يصدق ما تراه عيناه...أان من يعشقها ويحبها منذ ثلاث سنوات متزوجة !!!...لماذا تتصرف معه بتلك الطريقة الفظة...اهو فعلا وقح...ماذا دهى تلك الفتاة...
قطع عليه سيل افكاره فى تلك اللحظة اقتراب زوج المرأة التى كان يكلمها...بدأ عليه الارتياب فبادره قائلا :-
:- هل من خطب ؟؟؟..
فبادرته زوجته قائلة :- لا لا يوجد شئ عزيزى فقط تعثر ووقع منه العصير...
لملم الشاب شتات افكاره وصدمته المبعثرة وصرها مبتعدا عنهم ...غير مصدق لما يجرى حوله...
اخذ اقرب تاكسى فى طريقه واتجه صوب منزله وحين وصل الى مكانه اعطى صاحب التاكسى مبلغا... ضحك صاحب التاكسى طويلا ...حتى اصابه بالذهول ..لماذا يضحك.اتراه مخبول ؟؟!.
.لم يأخذ صاحب التاكسى منه النقود تركه وذهب دون ان يجادله فى الامر...
مر ببقالة جانب بيته يتناول مسكنا للصداع الحاد الذى اصابه....
:- لو سمحت اعطنى مسكنا للالم يا عثمان ...
:- استغرب صاحب ((محل تصليح السيارات)) من الطلب الغريب ...شخص لا يعرفه...ويناديه بإسم اخر ...ومن ثم يطلب منه بندول مسكن !! ...
رد عليه متعجبا :- يا سيد هذا محل تصليح سيارات وليس لتصليح البشر ....
الصداع الحاد كاد ان يفتك به ازداد الالم كثيرا الان ....
ولى هاربا على غير هدى فى اتجاه منزله .....
فى الطريق الى منزله رأى صديقه المقرب اليه...ابن عمه ..والفرحة تتصاعد الى رأسه ...بدأ يفيق من اثر الصدمة التى المت به ... فأخيرا رأى ان هنالك من يبثه ما رآه فى هذا اليوم الغريب من تشويش وتشابك احداث ....
ناداه بأسمه....:-
:- ياسر ...
.لم يلتفت اليه ياسر !..
:-.ياسر ياسر ....لم يلتفت...
:- .ياااااااااااااااااااااااااسر......
بدأ رأسه يتأكل من الصداع ....
اختار ان يعرج الى بيته فلم يعد هنالك من يحكى له ما اصاب العالم من حوله....كان العالم من حوله يسير كما يشتهى واكثر.....امنياته كانت حبلى بكل ما يسر قلبه ....
وقف بجانب باب بيته....خاف اكثر ....(أأطرق الباب ام ادخل بدون ان اطرق)....اخيرا قرر ان يدخل دون ان يطرق ....أيطرق باب بيته !!!.... (انه لم يفعلها فى حياته) !!!...
دفع الباب بيده ولكنه لم يفتح....حاول بكلتا يديه ولم يفتح ايضا .... انه يعانده .... رفع رأسه الى اعلى عله يجد اخيه الصغير فى الفناء فيناديه كى يفتح له الباب...
رفع رأسه....وجد رجلا وامرأة ....فى وضع لا يسمح له بالنظر....ازدادت دهشته...!!!ماذا يفعل هؤلاء الاغراب فى بيته....طرق الباب بعنف طرقات يائسة ....بعد برهة اتى اليه ذلك الرجل....اتاه بوجه مكفهر ....اتت بعده المرأة منزعجة....سأله الرجل بغضب ...:- ماذا تريد وماذا تريد ......
:-.أ أ أ أأ اليس هذا بيتنا.؟؟؟؟
نظر اليه الرجل نظرة احتقار .....اغلق الباب فى وجهه...انهمرت دموعه فى تلك اللحظة....لم يعد يستطيع ان يسيطر على نفسه...
:-.ليتنى اجد من يستمع الى...يدلنى من انا....احس بكرات من اللهب تنهش رأسى....تتقاذفنى...وانا بينها تائه....لم اعد اعرف شيئا ....ليتنى اجد من يدلنى على...ترى من انا ...وكيف حدث ما حدث....كيف لم اعرف بيتى....ان كان اهلى قد باعوا بيتنا صبيحة هذا اليوم الا انهم لم يخبرونى...ترى الى اين اذهب....ابنة عمى تزوجت وانجبت بينما اجلب انا كوب عصير ووردة لها...والبقالة التى اشترى منها عادة سجائرى اصبحت تباع فيها اسبيرات السيارات بدلا عن مسكنات الالم....يا اللــــــــــــــــــــه....
اخيرا قرر الذهاب الى النهر ...عله يرد عليه ويقول له من هو....ذهب فى الاتجاه نفسه الذى تعود ان يمشى فيه....ولكنه لم يجد نهرا !!....فقط رمال لا اول لها ولا اخر...يا الله ...حتى النهر قد تبدل ....
فكر لم لا يكون هو نفسه من تغير ....وقرران يعيش بهذا الواقع الجديد....واقع انه غريب عن كل شئ....وكل شئ غريب عنه ...جلس فى كومة مرتفعة من الرمل....اخذ يحصى عددها....خلع ثوبه ليعد فيه عدد ذرات الرمل....تفاجأ عندما وجد ان ثوبه الذى يرتديه فقط خرقة صغيرة هى التى كانت تستره !!!!...
ترى اين ذهب هندامه....كان يهتم جدا بملابسه ...ضحك فقط على حاله ...وارتدى خرقته مرة اخرى....
سمع صوتا يناديه وبالقرب منه...لم يعره التفاتا....شخصين انيقين....رجل وفتاة يناديانه....بكت الفتاة بحرقة حين رأت منظره....لم يتمالك الرجل نفسه فكفكف دموعه خفية..وهو يضحك فقط ....يضحك لمرآهما ..يضحك لحالهما ...يضحك لرداءهما ...
.قالت الفتاة مشفقة بوهن واضح للرجل الذى معها ..
:- إنه ابن عمى كان يحبنى كثيرا...ويقدسنى ايضا....رفضه ابى لعدم اكمال دراسته .. فى اخر مرة جلسنا فيها معا فى الحديقة المقابلة للجامعة التى ادرس بها...اخبرته عن ان ابى قد قبل خطبتك لى .... حينها لم يتمالك نفسه....واصيب بنوبة بإغماء...وبعد ان افاق ببرهة ذهب ليشترى لى كوب عصير....ووردة....عل الوردة تكون تذكارا منه لى تعيننى فى بقية حياتى معك....بعدها سمعت ان اهله قد اخذوه الى المصحة النفسية وشفى تماما....وفى اول يوم ذهب الى الحديقة واشترى كوب عصير ووردة....وبعدها عاد الى جنونه مرة اخرى....رفضه اهله....واهلى ...لم يعد يهمه شيئ .....غير ان يشترى كوب عصير ووردة فى كل يوم ....ويبحث عن فتاة فى الحديقة...تكون هى انا .فيهديها اياها )...
...اخرجت الفتاة من حقيبتها وردة حمراء جافة ....اعطتها له....نظر اليها بغضب....واحتقار.....اخذ منها الوردة...ويديه ترتجف....وذهب مهرولا فى اتجاه الحديقة عله يجد انثاه فيهديها وردة....او ان يجد انثى وردة.....تعيده الى ما كان عليه....وما زال يجرى كل يوم ...حديقة....ومحل لتصليح سيارات.....ومنزل اخر لم يعد يملكه....
العاقب مصباح
25-05-2009, 07:47 AM
8 ________**حب فى المنتدى العام ***
ياسر عضو فى منتدى الاحلام
ساره ايضا عضو فى نفس المنتدى
كانت بداية تعرفهما بوست يتكلم عن الصداقة بين البنت والولد
كل منهما ايد فكره ان تتكون صداقة بين الجنسين
طلب ياسر منها ان يكونا اصدقاء
وافقت ساره بفرح
صداقة بريئة لا تتعدى المنتدى وفى اقصى حدودها الرسائل الخاصة للتعبير عن اعجابهما بكتابات بعضهم البعض
ستة اشهر وعلى على هذا الحال
كانت ساره تتحاشى التعليق او الرد على المواضيع التى يكتبها ياسر والمتعلقة بالحب
وياسر ايضا كذلك خوفا من ان تفهمه ساره فهما خاطئا
غير ان كل منهما لا يستطيع المرور على اى بوست لهما دن ان يعلقا ويبديا رأيهما
ستة اشهر اخرى تغير فيها حالهما
اصبحت ثقتهما فى بعضهما اكبر من المعتاد
كان كل منهما فى غاية الاحترام
غير ان كل واحد مهما ايضا معجبا اعجابا خفيا بالاخر
ولكن لم يستطيعا التعبير عن ذلك الا كناية
فهم يفتقدان القوة الكافية لذلك
ياسر يكون يومه سيئا حينما لا يجدها فى فى المتواجدين الان
اول ما يدخل المنتدى يبحث عنها
وفى احيان كثيرة يجدها هى ايضا تبحث فى المتواجدين الان
المكان الذى يعشقانه
يشعرهما بقربهما
واسمهما مكتوب فى نفس الصفحة
يخيل اليهما كما لو ان اسماءهم مكتوبة فى وثيقة زواجهما
محطة اخرى:-
غابت ساره اياما عن المنتدى
ودون ان تعلمه بغيابها
ساءت حالة ياسر كثيرا
اصبح يدخل ولا يكتب
ولا يقرأ
ينقب فقط عن الرسائل الخاصة التى ارسلتها اليه سابقا
يجد فيها بعض ما يطمئنه
يخرج سريعا
ويدخل خفية املا فى رؤية اسمها
ولكن بلا فائدة
حاله ياسر النفسية سيئة جدا
اصر ان يتحدث معها ان عادت عن نفسه اكثر
وان يخبرها بما شعر به فى غيابه
فى الجانب الاخر كانت هى ايضا تعانى من فقدانه
ولكن لديها ما يشغلها
فقد سافرت بعيدا عن مدينتها
وكانت تحن اليه فى كل لحظة
تتمنى فقط لو كانت قائمة المتواجدين الان معها فى حقيبتها
تنظر اليها كل لحظة
تماما كرؤية غالب النساء الى المرءآة
عادت ساره
وذهبت سريعا الى غرفتها المفضلة
المتواجدون الان
وجدته ايضا حيث يكون
المتواجدون الان
ذهبت سريعا الى الرسائل الخاصة
وذهب هو ايضا الى الرسائل الخاصة
وعلى عجل كتب لها وكتبت هى ايضا وقد امتلأت رسالتهما بالاخطاء المطبعية نتيجة السرعة
كانت الرسالتان قد اراحتا نفسيتيهما
غير ان رسالة واحدة لا تكفى
هكذا فكر ياسر
كتب اليها عن فقده لها
وعن المنتدى الذى اصبح مظلما
ولأول مرة يصارحها بشوقه اليها
تطير من الفرح ساره
تبادله الشوق بعنف
يخبرها عن المخفى فى حياتهما
تبوح له ايضا بماضيها واحلامها
اكثر من عشرين رسالة فى ذلك اليوم
اخر رسالة فقط كتب عليها:-
احبك,,,,
اخر رد منها كتبت له:-
احبك,,,,,,,,,,,
وصمتا بعدها
اتفقا ان يتقابلا مساء
حتى يتركها تأخذ قسطا من الراحة
محطة ثانية:-
كانت صفة وجودهما معا قد تغيرت بعد تلك اللحظة
اصبحا حبيبين
اصبح يكتب فيها هى فقط
واصبحت تكتب فيه هو فقط
لا يقرءآن الا الرسائل الخاصة
اصبح المنتدى فقط لرسائلهما الخاصة
محطة ثالثة:-
ارسل لها صورته تقبلتها بشغف
وبادلته بنفس السرعة
لم يصدق ما يجرى
احلامه بدأت تتحقق
اصبحا يتكلمان مع بعضهما بالتلفون
ساعات وهم على ذلك الحال
التلفون اظهر لهما بعض المساوئ عن بعضهما
لفترة شهرين بدأت علاقتهما بالتوتر
اختلفا فى اشياء كثيرة
احتكما لصوت عقلهما
افترقا
وكل منهما يحمل احتراما للاخر
فقد كان رأيهما صوابا
محطة رابعة :-
صديق يكتب بلغة اعجبت ليلى
يكتب عن تجربة حب عاشها فى فترة سابقة
تابعتها ليلى بشغف
وكانت ترد عليه كثيرا
يبدو ان ليلى قد عانت من نفس المشكلة ,
محطة خامسة:-
كتبت ليلى لصديق رسالة مواساة عن ما اصابه فى حياته
وكانت رسالتها رقيقة جدا
ربما كتبتها ليلى فى حالة من البكاء والحزن
فقد كانت رقيقة للغاية وعينها تدمع عن سماع قصص مثل هذه
كتب صديق لها ردا يفوق الوصف جمالا وتأنيقا
وقد اخبرها بأنه تعافى تماما من تلك التجربة
ومبديا ان يكونا اصدقاء
وافقت ليلى على طلبه
ورأت فيه بعض الشبه لحالتها
محطة قبل الاخير:-
بدأت الرسائل الخاصة تعاود الخروج من صديق
وبدأ بريده يستقبل رسائل اكثر رقة من ماضيه
اصبحت ليلى شغله الشاغل
واصبح هو شغله الشاغل لليلى
تحدثا طويلا
واعجبا ببعضهما
اصبحا لا يطيقان الابتعاد عن بعضهما
المتواجدون الان
دائما ما يكونا هما فقط
اصبحت حياتهما محاطة ببعض الحب
عبر لها عن حبه
ولكنها قالت له انك لم ترانى
اقنعها فهو يمتلك وسيلة قوية للأقناع
طلبت منه صورتها
رفضت وبشده
طلبت منه هو صورته
ارسلها لها على عجل
فى تلك اللحظة كانت قد وافقت بينها وبين نفسها ان ترسل له ايضا صورته
حتى تكافئه على وفاءه لها والحاحه عليها
تم ارسال الصور للجانبين
تنبيه فى اعلى قائمة المنتدى
رسالة خاصة جديدة
تم فتح الرسالة فى نفس اللحظة
ليلى فتحت الرسالة
صديق فتح الرسالة
كانت الدهشة القاتلة
كانت نهايتهما معا
كانت انهيارا للاحلام
وغروبا للطموحات
انهد السقف من فوقهما
كل منهما تمنى لو ان الارض قد ابتلعته
لم يحركا ساكنا
ولن يحركا ساكنا
فقد كانت الدهشة اعلى من حدود خيالهما
كانت ليلى هى سارة بنفس صورتها الباسمة
وكان صديق هو ياسر بنفس صورته الحالمة
كانا هنا
اجتمعا
افترقا
اجتمعا
ابت الظروف الا ان تجمعهما من جديد
ولكن بكمية من الاكاذيب
العاقب مصباح
25-05-2009, 07:52 AM
9 __________ عندما يتصافح ماء المطر
قطية
مكونة من القش وبعض اعواد السنط التى تأكلها السوس
عندما تجلس بداخلها لساعة واحدة من الضحك المتواصل يكون لون جلبابك قد تغير الى لون اخر تماما
يشبه لون النشارة التى تساقطت عليك
او هى تماما
هى بناية للسخرية ليس الا
سخرية من كل شئ
وضعهم البائس
عدم وجود ما يقتاتون به
هم واسرهم
حتى المكيفات الرخيصة جدا تنعدم هنا
الا من بعض الماء نصفه بارد والنصف الاخر حار
السبب ليس عدم وجود ثلاجة لحفظ ماءهم
وانما تقلب اجواءهم واجواء من حولهم
اللهم لا اعتراض على حكمك
امرأة واحدة وخمسة من رجال القرية
تعودوا ان يلتقوا يوميا هنا
حاجة سعدية اقتربت من التسعين عاما
اثار الشلوخ واضحة للعيان
ضمور فى كل اجزاء جسمها
تضع ثوبا قد من قبل ومن دبر
ليس بسبب رجل راودها عن نفسه
ولا راودته هى عن نفسها
فقط ثلاثة عشر عاما وهى داخل ذلك الثوب الوحيد
وهى كافية لتجعله مثل ((شملة كنيش ...الثلاثية وقدها رباعى))
كل احلامها اصبحت فى جبنة وونسة وضحكة من القلب
جلست على جانبها الايمن واخذت تمشط ما تبقى لها من شعر ابيض
عندما لا يجدون ثمن القهوة يذكرون طرائفهم عن عدمها فى غابر ازمانهم
والحقيقة ان كل ازمانهم اصحت غابر حتى هذه اللحظة
حاج الضو يكبرها عمرا
وهو نحيف الى درجة الخوف عليه عند هبوب ريح بالقرية
لا يستطيع ان يغيب عن تلك الجلسة السمرية مع حاجة سعدية
فهم قد عاشوا اجمل ايامهم معا قبل ان يطلقها .....
كثيرا ما يسمعون بصوت السقف يكاد ينهار ...
كانو فى بداية امرهم يهرعون من تلك القطية ...
عند سماع ذلك الصوت ...
الا ان الزمن وتتابعه عليهم عودهم ان يسمعوا ذلك الصوت دون ان يعيروه اى اهتمام ...
احيانا عندما يستند احدهم على حائطها تميل قليلا وتتبعها صيحات حاجة سعدية بالتحذير المصحوب بضحكتها..
:- ها جنا زح منها والله تقع فيك تلحقك ابوى .
:- يمه والله قطيتك دى اصلها ما تقع عاملة كدى زى الضرس تتلخلخ ساى...
ها جنا سيب مساختك دى التطير جنك حت...
ها جماعة المرة دى مكفرنة مالها ...
صوت ود البدرى من الخارج :- ياخى الحاجة دى والله خرمانة ليها لى جبنة...
حاجة سعدية :- إت االرخيص وكت عارفنى خرمانة لى جبنة مالك ما جبتها معاك راجل طول وعرض فى الفاضى..
ود البدرى :-إتى عاد ماك عارفة البير وغتايتها على بالايمان لى تلاتة يوم ما دخلت بطنى دى غير البليلة العدسية .الشكية لى الله ...
الناس فى شنو واتى فى شنو ..
على الطلاق الجبنة دى قنعت منها تب دى مصاريف فى الفاضى ..
حاجة سعدية تطلقها ضحكة مجلجلة :- مصاريف شنو ااود البدرى ات متين اشتريت ليك بن ما تخاف الله الخلقك ..
البركة فى عثمان ولدى علا هسع وين هو ...دمعات تخرج من حاجة سعدية ...فقد خرج عثمان قبل شهرين قاصدا الصعيد بحثا عن عمل المهنة الوحيدة التى يجيدها هى رعى الاغنام وإن وجدها تجده حامدا شاكرا ينفق منها ببزخ تلك التى يتحصل عليها منه .
يدخل شيخ الطاهر وهو اكثر وقارا واحتراما فى القرية فهو يؤم المصلين بقريتهم ..
كلماته لا تتعدى السلام والسؤال عن الصحة ...
لا يحب اللغو فى الحديث ...
ولكن حاجة سعدية ولسانها السليط لا يرحم....
حباب الشيخ ها جنا وسع ليهو خليهو يقعد جنبى يفتح لينا الكتاب النشوف الطاهر دا ختر وين....
حاج الطاهر :- والله يا امى الدجل دا انا ما بعرفه...
هى عاد بتعرف لى شنو عامل دقينتك دى وتغش فى منو ات...
يا امى غش شنو عليك الله استغفر الله العظيم....
اه
والله قعادكم بلا فائدة راجلا ساى فى الحلة دى يشوف لى ولدى دا وين...
صوت بكاء مرتفع يخيم عليها...
يقالدها شيخ الطاهر ويبكى بصوت مرتفع...
يبدأ الحضور فى البكاء....
تتجمع القرية
يبدأون فى الصراخ جميعهم
تخرج حاجة سعدية خلسه
تتوكأ على عصاتها
لم يلاحظها احد
اختارت نفس الطريق الذى سلكه ابنها
بدون زاد
بدون اعداد لتلك الرحلة
رحلة المها بفقدان ابنها
اختارت الضياع طريقا
لم تبالى بنفسها
الدنيا لا تساوى شيئا من غير ابنها
فهل يجتمعا
*********
امطار غزيرة فى الليل
ورياح عاصفة تهب على القرية
بعد هدوءها بقليل
اتى اهل القرية للاطمئنان على جدتهم
حاجة سعدية
لم يجدوها
انطلق اهل القرية بحثا عنها
لم يتركوا مكانا الا بحثوا فيه
فى كل قراهم
لم يجدوا لها اى اثر
سمعوا صراخا فى اخر القرية
ود البدرى يصرخ بأعلى صوته
يتجمهر حوله الناس
مالك اازول
يزداد صراخا
ها زول استغفر الله
استغفر الله العظيم
يبكى مره اخرى
بحرقة اكثر
لم يستطع النطق
ذهب خارجا من القرية
تبعه اهل القرية
وجدوا جثة متبللة
لأمراة فى التسعون من عمرها او يزيد
ترتدى ثوب حاجة سعدية
انها هى
ببساطتها
عاشت بسيطة
وماتت بسيطة
لم تكلفهم شيئا
حتى غسولها
قام به المطر نيابة عنهم....
لم يصدق الناس ما جرى لها...
واصل ود البدرى هرولته
على بعد امتار قليلة منه
جثة اخرى
لرجل يتأبط مخلاية
بها قهوة وبقية من سكر ذائب
وبعض حزن
وبعض امل
انه هو
عثمان
ولدها
امتار قليلة تفصلهم عن بعضهم
ولكن اموات
لا تستطيع ان تشرب قهوته
ولا يستطيع ان يفرحها بعودته
كلاهما بلا حراك
الا من بعض الماء المتسرب
بين حين واخر
من ملابسهما المهترئة
يكاد يتصافح ذلك الماء
المختلط برائحتهما....
ها هما قد اجتمعا اخيرا
ولكن بلا وعى!!!!!!!!!!!
وبقطرات الماء ليس الا
وليس بقهوة...........
العاقب مصباح
25-05-2009, 07:53 AM
البقية تأتى
عوض الكريم الخواض
25-05-2009, 10:12 AM
والله يا العاقب ...
أنت زول رآآآآآآآئع .
واحدة من قصصك ذكرتنى لامن كنت برلوم .
يا حليل زمان ... :eek::eek:
الملكة اسماء ( ام محمد )
25-05-2009, 10:18 AM
اخي العاقب مصباح
اسمح لي ان اقف احتراما لشخص اذهلني ببراعته واليوم بذكائه
ماشاء الله عليك
العاقب مصباح
25-05-2009, 11:41 AM
10 ------- امرأة من صمت القبور
ماذا تريد منى تلك المرأة .............
عمرها يقترب من الثمانون عاما او يزيد
سوداء كالليل ........
ترتدى خرقة بالية ..........
شعرها لا يغطيه غير بعض الشيب المتناثر........
التجاعيد لم تترك فيها اثر من شباب.........
وجهها يخلو من مسحة جمال.........
تنظر الى بعينين لا تحملان غير الغموض........
احاول ان اعرف الغرض الذى من اجله تراقبنى كل هذا الوقت وفى الثانية صباحا.........
اقترب منها مسافة مترين وجهها يختفى فى الظلام.
احاول اللحاق بها....
الهث ورائها مسافة ميلين..........
تتصاعد انفاسى ........
لا اقوى على المطاردة........
قلت لنفسى .........
انتظرها غدا.......
الثانية صباحا...........
كعادتها ...............
رمقتى بنصف نظرة ...........
عابسة هذه المرة............
افزعتنى لحد الخوف هذه المرة.............
حاولت ان الحق بها ثانية .....
تعثرت خطواتى وانا الهث تجاهها .........
لم تقو نفسى على المطاردة.....
نظرت الى وكالطيف اختفت ثانية .............
الغد افضل.........
ستعود حتما ............
وفى نفس التوقيت الثانية صباحا دون تاخير تعود من جديد..........
اتتنى ............
نظرت الى دون ان تعبس ودون ان تبتسم............
اقتربت منها هذه المرة على امل ان اعرف ماذا تخبئ...........
لم تتراجع هذه المرة........
يا الهى ........
لماذا لم تختفى كعادتها.........
تراجعت انا هذه المرة.........
لماذا اخاف منها..........
هل هناك شئ يدعوننى الى الخوف من امراة .؟؟؟؟؟؟؟؟
وبمثل هذا العمر..............
امراة لا تقوى حتى على الوقوف......
من الذى ارسلها الى بحق الجحيم.........
ماذا تريد.........
كان على ان اسالها.........
ولكن ربما تريد قتلى...........
لم اعمل فى حياتى ما يستحق ان اقتل لاجله............
ثوبها الاسود لا يدعونى لاطمئن لها..........
انها امراة من صمت القبور........
هل تمردت على قبرها .............
هل استغفلت حارسها لتاخذ جولة فى الحياة مره اخرى......
ام هل رات ان على ان ااخذ مكانها حيث اتت........
ولكن.؟؟؟؟
لم اعش بما يكفى لتاخذنى تلك الشمطاء........
(هل تنعتنى بالشمطاء)؟؟؟؟
اتى صوتها للمرة الاولى على مسامعى .
اصابنى الزهول ..........
قد سمعت بهذا الصوت من قبل؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكن اين.........
اجابتنى بصوتها الرقيق........
فى القبور................
افزعتنى بصوتها الذى يبدو فى العشرين من عمرها.......
وهى امرأة الثمانون عاما او يزيد..........
اتصبب عرقا............
جسدى لا يقوى على حملى...........
انفاسى تتصاعد...احاول النظر اليها .........
لا استطيع.........
عينى لا تقوى على الالتفات ناحيتها......
مستجمعا كل قوتى...........
نظرت اليها............
لم ارى اى شئ ............
رجعت القوة الى .............
قمت من سريرى حيث انام...........
بحثت عنها ولم اجدها........
تحسرت على الفرصة التى سنحت لى حين اقتربت ولم تهرب كعادتها منى ..........
نمت على امل ان ترجع مرة اخرى غدا.......
وفى الثانية صباحا..............
سوف اقترب منها هذه المرة .........
وليكن ما يكون.........
ليس لدى ما اخسره...........
حتى ولو كانت حياتى ثمنا للحقيقة..........
لقد عشت من حياتى ما يكفى لاموت فخورا بها.................
الثانية صباحا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كما هو متوقع..............
لم انم ليلتها.............
فى انتظار تلك المرأة.........
امرأة من صمت القبور.............
لم تأتى...............
اه..............
شئ من الشوق اليها............
شوق لشئ لا اتمناه ...........
مر اليوم دون ان تأتى ............
عجوز وشمطاء....
من اهل القبور....
كما سميتها بينى وبين نفسى..........
وقد سمعت بأسمها منى..........
غضبت عند سماعها لهذا الاسم........
الم يكن من الافضل ان تأخذ اسما يليق بشخص على قيد الحياة...
اتمنى ان اراها...واعرف سرها.....
وبعدها فلتذهب الى الجحيم....
بينى وبين نفسى ....قلت.....ربما لم تستطع ان تستغفل حارسها هذه المرة........
كانت الثانية الا دقيقة واحدة صباحا من اليوم التالى لغيبتها.........
عندما رأيت صورة سوداء لشئ ضخم يسير ناحيتى.........
لم تكن تلك المرأة .......
لوحدها.........
نسوة اخر اتين معها..........
يحملن شئ ما ............
اشبه بالتابوت.........
انتابنى خوف ما.......
اقتربت المرأة منى هذه المرة.........
جلست عند رأسى.........
لأول مرة تبتسم ...... والنساء يراقبنها من بعيد.....
مدت يدها .......مست شعر رأسى .....لأول مرة اراها بهذا الشكل ... بشعة لحد الموت ..........لها عينان يتقطران بعض الدم من احمرارهما.......يداها كانا هيكل عظمى فقط........
تلتحف ثوبا اسود .......ثوب الحداد تلبسه امرأة ميتة......
باقى جسدها نما بشكل طبيعى........
كصفة الاحياء تماما.......
لا ترتدى حذاء ..............
مسكت بيدها اليمنى جمجمة بينما اليسرى فوق رأسى تماما ........
ارادت قلع رأسى تماما..........
واستبداله بجمجمتها..........
عرفت سرها...........
تريد ان تكون جسدها من جديد ...
الم تجد رأسا غير رأسى لتأخذه ........
تبا لكى....
جمجمة بلا حياة .......
كيف ابدو حينها وانا ارتديها مستبدلا رأسى....
لم تعطنى فرصة للتفكير فيما اكون بعدها..........
انقضت على رأسى ..... هى ونسوتها........
اكتشفت حينها انهن بلاء رؤوس مكتملة .........
ولكن بأجساد......
فى الثانية صباحا من الليل التالى.........
وجدت نفسى اقف معهن ..........
امام احد اصدقائى.......
تتولى امرأة اخرى رأسه......
وانا اقف مختزلا حياتى ........
ولكن بدون رأس .........
جمجمة فارغة.........
ها قد اصبحت.........
وانتظر ان تأتينى لحظة انقض فيها على رجل اخر....
ليصبح............
رجلا من صمت القبور...........؟؟؟؟؟؟
العاقب مصباح
يونيو2006
العاقب مصباح
25-05-2009, 11:46 AM
11-------- الصغيرة التى ازعجتنى
ازعجتنى تلك الصغيرة ......................
دون ان اوفى بالعهد الذى بيننا..................
او بالاصح بالعهد الذى بينى ونفسى..................
حين وعدتها بعدم النظر اليك ثانية .........................
الا انى اقترفت ذنبى الاكبر محاولا التلصص اليك............
عبر كوة صغيرة من النسيان رجعت بنفسى الى الوراء..............
معلننا اول الخيانات لعهدى................
انه العهد القديم...............
الذى بينى وبينك.................
وليس الانجيل..............
مارا بلحظتك الثائرة على...............
اتلفت حبا وكراهية.................
خوفا من تغلب احدهما على الاخر.............
او ان يقوم احدهم بالوشاية اليك...................
ما ذلت متسمرا.....................
التدخين لم يشفع لى عند تلك اللحظة من الرهبة.........
لم اتصور كل هذا التوتر .......................
خرجت من غرفتى الى الهواء الطلق..............
عدت ثانية.............
سيجارة اخرى لتخفيف التوتر..........
الا انه ازداد رغم كل محاولاتى لاثبات العكس...........
ضجة حولى ولا يوجد غيرى.....................
تلفت توترا وضجة.............
امنى نفسى بطارق للباب يقطع على خلوتى .............
يمنعنى من جريمتى التى خططت لها حينا من الدهر.........
باسمة رأيتها...................
وكأن شيئا لم يكن.............
معكى الف حق......................
تم التصوير حين كنا فى فردوس العشق الاول..............
كان كل شئ يجرى كما هو مخطط لنا................
اتوقف عند كل لحظة اراها فيها...........
اتزكر عمرا بكامله يمر فى تلك اللحظة.............
ليتنى لم اعش تلك اللحظة التى سلبتها من عمرى................
اعدت تلك اللقطة ثانية....................
تبدين فيها وكأنك معى..................
سعادتك لا توصف ...............
رغم غيابى عنك فى تلك اللحظة...............
لقطة اخرى مشوشة..............
لم تظهر اى شئ............
ولكنى احاول التدقيق اكثر...............
بلا فائدة....................
لم احن اليك فى تلك اللحظة من الخيانة..................
التى تمثلت كما زكرت فى النظر اليك دون اذن قلبى منك.......
اتشوق حبا لرؤيتها..............
تمنيت ان تكون كل تلك النساء انتى..............
سمعت صوتك .................
تتحدثين مع تلك الصغيرة...........
كانت عودتى للوراء ...............
مستلقيا على المقعد الذى اجلس فيه.................
وعودتى للوراء ايضا..................
حين تصحبنا تلك الصغيرة.............
ذات الست سنوات.................
عشقتك واشتقت لكى ايتها الصغيرة................
كانت قلبنا المشترك...............
ما ان سمعت بأسمها وانتى تنطقين بها حتى اصابتنى رجفة الحنين اليها...........
واليك ايضا................
فى تلك اللحظة .............
وجدت نفسى بلا عقل.......................
ولكن بك والصغيرة...........
التى ازعجتنى..؟؟؟
العاقب مصباح
25-05-2009, 11:50 AM
12------------ كتابة عبثية فى لحظة اللون الاحمر
قلت اكتب عن الماضى
ذهبت للامام خطوتين
نكصت عن وعدى السابق
ها انا احاول الكتابة عنك مرة اخرى
دون ان اعريك بقلمى
ودون ان اعرى نفسى ايضا
تدحرج قلمى للبداية
محاولا منعى من ارتكاب تلك الجريمة
ولأنه الشاهد الوحيد
والذى سيبقى اسيرا طول كتابته معى
قام بكتابة اول جملة لى
(اغراق قلم)
اصبح مطمسا
لا يعرف لون حزنى السابق
لم يكن الاسود هو لون حدادى
بل كان الاحمر
لان حزنى يشبه ذلك اللون من الهزيان والحمى
لم اعد منتظرا فى محطتك الايلة للسقوط فى رأسى
ملما بكل تفاصيل الانحناء على ورقة حمراء
ابدا بعدم الشوق اليك كاذبا
محاولا اقناع نفسى بالنجاة من محاولة فاشلة للنسيان
اسيرا للون الاحمر فى زواياك
اسقط بأتجاه عقارب الزكرى
مبتعدا عن طرق البكاء اليك
ازرف دموعى حمراء
انتظر همسا منك
عن طريق الخطأ
لا ليعلن عودتك
ولكن لأرى زكراك وقد ماتت للابد
يبدو ان الانتظار سيطول
احتاج لأربعمائة عام اخرى
لأنسى لحظة واحدة حمراء معك
لم يشفع لى كذبى حين اقول
نسيت كل شئ عنك
اكتشفت الان
انى
اكبر من كذب على نفسه
ذات مساء احمر
اراك فى كل شئ
لونك الاحمر
وعطرك الاحمر
وكلماتك الحمراء
ارى نفسى انتمى لهذا اللون
لم تجدى كل الالون التى ارتديتها وانا اشيعك الى مقبرتك الحمراء
فقد صرت اهواك من وراء كذب
واتتبع خطاك من خلف كذب
واعلن موتك من اجل كذب
المرأة التى احمرت حين احببتها
وحين تركتها
لم تزل حمراء
ولم ازل انا احمر من شدة الشوق والجنون اليها
لحظة واحدة
لأعلن مقتى لها
دون ان ارى ثيابى وقد تلطخت بدماءها الحمراء
مختزلا عمرا من الحكى عنها
لم تزل حمراء
حتى كتابتى هنا
ملحوظة:-
انها لم تمت بعد
فقط قتلت نفسها داخلى وقتلتنى داخل نفسى
لتحيا تلك الحمراء
خربشة فى لحظة خرمجة لأمراة ما
العاقب مصباح
25-05-2009, 11:53 AM
13----- طلاء الاظافر بلون الموتى
بين طلاء الاظافر بلون الموتى
واقبية يتحلق حولها درويش
يطل علينا نهار جديد
تنسل الروح خارجة
تبحث عن رفيق
يحمل شهادة وفاته بيده
مختومة بغرغرة الانقياء الجدد
وصوت خيل يرتفع فى اخر الحانة
وصوت مغنية ينخفض
يتحول الى فوضاك
تراه يترنم بتراتيل من فوضى
ويردد اغنية الموت الاخيرة
كما فى الكنائس
يمجدون موتاهم
ويطلبون لهم الرحمة
قم
وانطلق
لا تلتفت لتلك الضجة
فهى لفتاة اغتصبها ابن الملك
نحن ملكه
نافذة تطل من اخر الضجة
لشخص احبها
واغتسل بداء العبودية
امرأة تنتظر فى نار فارسها
يحترق نصفها الاعلى
رائحة شواءها تملأ الاضرحة
وحولها شيوخ يقهقهون
تسكرهم تلك الرائحة
ترمقها جارتها بتأفف
على حد سيفك تجلس بعض الدماء
دماء شرفاء
اقتالوك روحا
وقتلتهم جسدا
اللحظة الاخيرة من الرماد
تتساقط عليك امطارا لتغسلك
وانت فى كامل غيابك
تمتلئى رهبة
طيور الشؤم تحلق حول المكان
اعلانا بحزن جديد
يأتى فى اخر النهر
فيضانا من الحمى
وموت خيميائى
بقلق تنظر الى اعلاك
لا توجد الان
غير بعض الاقنعة
وطاقية اخفاء حزنك
وانثى تمجد انتصارك
وجيش يحارب لأجلك
تترنح من فوضاك
تصفع خادمك المطيع
تناوله سما ليشرب
لن يتردد
يشربه ويطمئن
ويبتسم فى جهك
فى الظل يوجد متسول
مبتور الارجل والاذنين
ويد واحدة تبقت ليقبل بها حسنات المارة
وليست لتُقبل
تقطعها الان
تصل الى مضجعك
تنتظرك انثى
وبعض ملامح من نفاق
وكفر
وحراس ليلك
لكنهم عجزوا ان يمنعوا رسول الموت
حين اتى لأقتلاعك
العاقب مصباح
25-05-2009, 11:56 AM
الاوزون يُثقب بحرارة الشوق اليك
كل ما يقال عن تحضير الارواح هو عالم هراء والا لأستطعت استحضارك معى هنا ...احتاجك وبكثافة ............
الى تلك الاثنى الكائنة بعالم ما....عالم اخفاءها عنى...لكم اعانى وانزف فقدا .......................
اذا كان هنالك داء يسمى فقر الدم.........فيجب ايضا ان يكون هنالك داء اكثر قلقا يسمى فقدك وبشدة......
يجب ان نتعلم السير جيدا فى طرقك...لأن جميع الطرق...تسبب حوادث تؤدى الى الموت جسدا...والسير فى طريقك يسبب الموت شوقا فقط.............
عاهات مستديمة يسببها الشوق.....وها انذا لا اجيد التكلم عنك واليك...اى عاهة اكبر واعظم من هذه...
احيانا ...ونحن فى حشرجات الشوق الاخيرة........نسرح بعيدا.........اخاف ان انطق بشوقك ونحن فى اللحظة الاخيرة من بقاءنا معا...........سرا... وشوقا.....
ماذا بعد الشوق...ماذا نسمى تلك المرحلة...........اريد اجابة من مَن يمتلك...حتى استطيع ان اوصف ما فيه انا الان...
يا انت....احترس....امامك شوق ((وعر)) جدا....قد بكمية اضافية من الشوق..حتى تستطيع ان تتجاوز وبكل يسر ...ذاك المكان الذى يضمك وبرفق!!!!!!!
الفقراء يستجدون رزقا....والمحكوم عليهم بالاعدام يستجدون عفوا.....ولكنى لن استجدى غير كمية حارقة من الشوق ابثها اليك......
تشخيص لحالة مرضية.....الداء.....انسداد فى الشرايين نتيجة لأرتفاع فى كمية الشوق فى هذه اللحظة...الدواء ...الاشتياق اكثر فأكثر......فأكثر ايضا..............
يقول العلماء ان ارتفاع درجة الحرارة يتسبب فى ثُقب الاوزون ........اصدقهم ...ولكن ما لايفهمونه هو ان الشوق اليك هو السبب فى ذلك ايضا.....ربما يطالبون بتوقفى عن الاشتياق اليك...عفوا لا استطيع ....فليحترق العالم..لا يهمنى ابدا...........
اريد ان يؤرخ العالم تقويمه من ابتداء شوقى اليك....فهو اجمل وارق واعذب من كل ما يتبعونه حاليا...مع احترامى لهم طبعا..
يا انت تمنياتى لى بمزيد من الاشتياق اليك...لأعرف ماذا بعد هذا.............
الأن استطيع التنفس وبشوق اكبر..........
مع خالص احترامى وبعض بعض شوقى الذى بثثته بصورة حارقة لى ولك
العاقب مصباح
25-05-2009, 11:59 AM
14---يوميات برلوم فى الجامعة
العاقب مصباح
25-05-2009, 12:01 PM
الجزء الاول :-
كل شخص يكتب ما يراه يستحق ذلك وكذلك اكتب
االحياة الجامعية لا يمكن اختصار حلوها ومرها فى بضع كلمات ولكن اجترار بعضها قد يعيدنا الى ما فى تلك الايام من رحابة صدر وسعادة .
احيانا اجلس مع نفسى مجترا تلك اللحظات باحثا عن كنز لا يأتى ومحاولة التنفس عن الهموم التى لحقت بنا بعد مفارقتها .
طربنا كثيرا بالانس مع الاصدقاء وكلنا يختلف بميوله عن الاخر اقصد الميول السياسية ولكن نتفق فى حبنا للشعر والادب والغناء والروايات وغيرها من ضروب الحياة الجميلة نتسامر فى المساء بعد رجوعنا للداخليات نغنى لمصطفى سيد احمد و محمد الامين ونادر خضر وعقد الجلاد واحيانا محمد عبده .
نستمع الى اشعار حميد وقاسم ابوزيد وصلاح حاج سعيد وهاشم صديق ونقطع المسافات الطوال من اجل حضور ليلة شعرية يقيمها اتحاد طلاب جامعة الخرطوم .
نذهب ايضا باحثين عن ندوة يتحث فيها الحاج وراق او الصادق المهدى او احد قادة الاحزاب السياسية .
نستمع الى بعضنا كل منا يكتب على طريقته باثا نجواه عبر الهواء الطلق الى محبوبته التى تبعد عشرات الاميال .
نتناقش فى الامور التى تهم جامعتنا وكليتنا وكافة الاحداث التى تجرى .
غير ان اهم الاحداث التى مرت بنا وتذوقنا حلاوتها ومرارتها هو مشاركتنا فى كل المظاهرات التى تجرى فى ذلك العهد وكلما نسمع بأحدى المظاهرات الا وكنا اول المشاركين فيها حيث حلاوة البمبان و عصى الشرطة الا انها لا تخلو من بعض الاحداث المؤسفة التى لا يمكن ذكرها هنا .
وقد علمتنا تلك المظاهرات كيفية التمرد على كل الاحداث لا ما نكون مقتنعين به تمام الاقتناع المهم ما دعانى لأتناول موضوع المظاهرات هو ان احد اصدقائى العزيزين جدا كلما يخرج فى اى مظاهرة يعود مصابا
ولم يحدث مرة ان عاد سليما (احيانا نسميه شقى الحال او اختصارا شفيق افندى ) وهذه ظاهرة تستحق كل البحث والتمحيص للذين يدرسون الظواهر الغريبة فى المجتمع .
اعود الى الايام الاولى وهى ايام البرلمة كما يسمونها :-
كنت فى تلك الفترة اعيش احساس الطالب الجامعى والذى يرى نفسه فى فترة حصاد كل سنى الشقاوة والطفولة ولم ادرى انها فترة زراعة انسان من الريف .
فى الايام الاولى او بالاصح الاسبوع الاول كنت تائها تماما عن نفسى وعن العالم الغريب الذى الذى انتميت اليه والسبب هو عبقرية وزارة التربية والتعليم و التى لم تحاول اختراع ما هو افضل من ذلك .
المهم سيطر الاسبوع الاول على ولم اسيطر عليه كنت تائها تماما حتى عن الكافتريا لأن اخى الذى قام بتسجيلى ذهب بى خارج الجامعة لنتناول وجبة الفطور.ولما لم اكن اعرف اى كافتريا داخل الجامعة فى الاسبوع الاول كنت اتناول فطورى خارجا من الجامعة يكون ذلك بعد نصف ساعة او ساعة داخل الجامعة باحثا عن احدى الكافتريات داخل الجامعة ولكن هيهات .
كانت الكافتريات خارج الجامعة مليئة بالسناير والذين تشعر انهم واثقين من انفسهم بينما نحن يشدنا اقرب منظر ونحدق فيه لساعات كأن ترى احدى الطالبات تضحك مع صديقها ,نتساءل احيانا كيف يمكن الوصول الى تلك الدرجة من التلقائية وكم تمنيت ان اكون سنيرا فى تلك اللحظة لأضحك تلك البنت التى بجانبى وهى تتناول الطعمية والبارد وكأننى لا اعنيها .
قمت بشراء دفاتر جامعية من النوع الاغلى لأنها تجذب البنات اليك (كما كنا نعتقد) ولكنها لم تكن تجذب الينا غير التعريف بهويتنا التى لا يمكن تزييفها وهى اننا من مجتمع البرالمة .
نرى السناير وهم يحملون دفاتر عادية او( كراسات) كما كنا نطلق عليها فى بداية شراءنا لها . ويمشون كما بقية البشر ويأكلون ويشربون ويضحكون مع بعضهم البعض(يا لهم من سعداء ) ونحن نحاول ان نقلدهم ولكن كيف ؟؟؟؟
كنت احاول جاهدا الوصول الى المكان الذى يجمعنا كمجتمع البرالمة اوالقاعات كما تسميها الادارة الجامعية لم اكن لأسأل لأن معارفى كما اخبرونى ان السناير قد يضحكون على البرالمة (وكم من برلوم اراد الدخول الى القاعة ادخلوه استراحة البنات ولم يستطيع دخول الجامعة مرة اخرى وكم من برلوم اراد الدخول الى المسجد ادخلوه مكتب المدير واشياء اخرى فعلتها بعد بالبرالمة بعد ان اصبحت من السناير اضحك واحب و ابرلم كمان) .
بعد اسبوع من فقدان البوصلة اعلنت خبر جميل داخلى وهو التوصل الى المكان الذى ادرس فيه(تخيل اننى لمدة اسبوع لم اكن ادرى فى اى مكان ندرس) وكأننى اكتشفت دواء سينقذ البشرية من كل امراضها وبؤسها كان اكتشافا مذهلا حيث الناس متساوون فى عدم معرفتهم ببعضهم البعض لا يتكلمون كثيرا كل شخص يجلس لوحده .
عند وصولى الى القاعة قررت بعد طول اجتهاد وتفكير القيام بأول عملية برلمة فى تاريخى الحديث (قلت فى نفسى ان الطول الذى اتمتع به قد يكون كافيا لدرء شبهة البرلمة عنى) دخلت الى القاعة وهالنى ما رأيت من اعداد الطلاب والطالبات داخل القاعة حاولت التراجع غير انى قلت فى نفسى (ليس لدى ما اخسره) اقتربت من المكان ودقات قلبى تزداد بل واصبح فؤادى فارغا صعدت الى المكان نظرت الى الجميع نظرة من يمتلئ ثقة ولكن فى داخلى اكاد اذوب رهبة بداية جميلة ساد الصمت طلبت من احى الطالبات ان تمحو السبورة ففعلت دون ان تنبس ببنت شفه كانت وسيلتى هى التكشيرة فى وجه الطلاب ليصمتوا رويدا رويدا دخل الطلاب الموجودين فى الخارج الى داخل القاعة لحضور اول المحاضرات فى تلك السنة طلبت منهم فى الاول ان يكتبوا اسماءهم فى دفتر الحضور تساءلت بينى وبين نفسى ماذا ادرسهم اجابة ذهنى حاضرة ( ثقافة اسلامية)من منا لا يعرف الثقافة الاسلامية والدين الاسلامى وقبل ان استمر بضع دقائق دخلت امرأة تثق فى نفسها كثيرا وعندما اقتربت منى طلبت منى بكل احترام ان اغادر المنصة ولكنى رفضت بكل ثقة هى تقول لى ان المحاضرة لها هى وانا اقنعها انها لى استطعت اقناعها وذهبت وهى غاضبة فى تلك اللحظة وبجزء من الثانية كنت قد صرت فى خبر كان لم يعثر على خبر عنى وعشت يومها بخوف لأنى سوف افصل من الجامعة بسبب انتحال صفة استاذ ولم اكن سوى برلوم .
فى الايام الاولى حدثت طامة كبرى :-
اعلنت الادارة بعد تمحيص ودراسة ان تقوم بفصل البنات عن الاولاد (يا دى المصيبة) الطالبات بقاعة منفصلة وكذلك الطلاب ثارت ثائرتنا واصابنا الاحباط غير ان الامر لم ينفذ لأن عدد الطلاب كان كبيرا جدا بالمقارنة مع عدد الطالبات فتم فصلنا على قاعتين كل قاعة تضم عددا مختلطا من الطلاب والطالبات .
كان كل شخص منزوى مع نفسه ورويدا رويدا تم التعارف بيننا غير ان مجتمع البنات كان لا يزال ممارسا عادته فى عدم الاقتراب منا كأولاد وكنا نفسر الامر على ان البنات (متخلفات ).عرفنا فيما بعض ان نفس الصفات التى اطلقناها عليهن هن اطلقنها علينا ..
تعارفت بأحدى الطالبات وبدورها عرفتنى على صديقاتها كان ذلك فى الاسبوع الاول للدراسة كانت هولاء الطالبات من ما نطلق عليه (مجتمع الحناكيش) وانا ابن من ابناء الجزيرة كيف حصل هذا التوافق تختلف طريقة الكلام من بيئة لبيئة داخل السودان فكيف يكون الحديث بين قروى وطالبات الشهادة العربية .
هذا ما اجيب عليه فى الحلقة الثانية قريبا جدا .
العاقب مصباح
25-05-2009, 12:03 PM
يوميات برلوم فى الجامعة الجزء الثانى :-
ان الاقتراب مجرد الاقتراب من مجتمع الطالبات والتحدث اليهن فى ذلك الوقت المبكر من السنة الدراسية يعد بمثابة صعود و خطوة كبيرة جدا الى الامام وهى تمثل فرصة للالتقاء بأكبر عدد من الزملاء الباحثين عن شخص يتمتع بالجراءة والتوسط لمجرد بدء حديث مع احداهن والقول للذين هم خارج الجامعة (انا زول بحب فى الجامعة) وهذا قد يضفى عليه هاله عظيمة جدا وهى كافية لأحترامه من بين الزملاء ومحاولة خلق علاقة مع ذلك الشخص الذى يعتبر سنيرا مع انه لم يبدأ المحاضرة الاولى بعد .
كان العبد لله فى ذلك الوقت من العام قد استقبل خبر بداية الدراسة الجامعية بتجهيزات كبيرة تمثلت فى شراء اغلى الملابس والتى لا تدع مجالا للشك بأن العبد لله من الطبقة البرجوازية والتى تمتلك ما غلا ثمنه وخف وزنه .
كانت نظرة الطلاب الى يحفها كثيرا من الغبن لسببين :-
السبب الاول وهو غير مهم هو نظرة الطلاب الى اولاد الاثرياء بأعتبارهم هم من ظلموهم ولم يقاسموهم الثروة التى هى ملك الشعب ولذلك يحملون حقدا كبيرا تجاههم واعتبرونى منهم (يعنى ولد راحات) وعرفت منهم (ان هذا حقد اجتماعى دفين ناتج عن عقد نفسية عديدة) .
السبب الثانى وهو الاهم هو خلق علاقات واسعة مع مجتمع الطالبات والذين يرون انفسهم احق واولى بالحديث معهم فقط كانت تنقصهم الجراءة وهذا ما قمت به ( اضحك واتناول الساندويتشات واحيانا الفتة مع الجميع ما عرفتهم او لم اعرفهم) وهذا سبب المشاكل كلها .
لتفنيد هذه الاسباب اولا اننى فى داخلى لم اكن امثل البرجوازية ولا البرجوازية الوسطى فقد كنت امثل البروليتاريا بكل صخبها ولكن بظواهر برجوازية وقد تمثلت بقول الشيخ فرح ود تكتوك (كل يا كمى قبل فمى)
قبل دخولى الجامعة وفى الفترة الدراسية التى سبقتها ولما يتأخر (الراعى) كنت اقوم من الصباح( اسرح بالبقر) يعنى بالعربى كدا كنت(راعى ) وبزرع فى الحواشات وعمرنا ضاع ضحاوى وضهريات (لا توجد ترجمة) وهذا كافيا لدرء شبهة البرجوازية عنى .
تعرفت بأحدى الطالبات من الذوات وهذه بدورها قد عرفتنى الى صديقاتها واصبحت اتفقدهن ويفتقدننى حينا من الدهر وفى تلك الفترة كنت قد رحلت الى داخلية الكلاكلة حيث المعاناة بكاملها .
لابد ان تصحو من الرابعة صباحا حتى تجد طريقة لتجهيز نفسك واللحاق بالبص الذى كان يمثل لنا الحلم الاكبر الحصول على شماعة فى ذلك البص من نوع التاتا اما ان تجد مقعدا شاغرا فذلك من المستحيلات تماما كما الغول والعنقاء والخل الوفى . وكثيرا ما كانت تحدث فيه مشاكل واصابات والذهاب الى الشرطة من العادات اليومية ولى قصص اخرى عن مشاكل البصات سأعود اليها لاحقا انشاء الله .
المهم كانت الشلة التى بدأت تكوينها قد اصبحت كبيرة وقد ضمت اعداد اخرى من الطالبات والطلاب من (حناكيش الجامعة) ولا اذيع سرا اذا قلت ان قلبى بدأ يدق تجاه احداهن ولكنى اتراجع فى اللحظات الاخيرة بعد حسابات معقدة عن مألات الموضوع من دعوات فى المطاعم الراقية وهدايا متبادلة وغيرها مما يكلفنى فوق طاقتى .
فى احدى اليالى العامرة بالانس والضحك نظرنا الى الساعة ووجدناها تجاوزت الواحدة صباحا ونحن لم نتناول عشاءنا بعد ذهبنا الى الكافتريا فى الداخلية ولم نجد غير الخبز لم نجد ماء الفول (وجبتنا المحببة ) (كان معنا بعض الاخوة من الذين نفذوا وصايا اهلهم بالحرف الواحد فى الاقتصاد فى المصروفات لأن ذلك من دواعى النجاح) وبالفعل حققوا ما ارادوا اما نحن فلم نحقق شيئا فقط تخرجنا من الجامعة فقط ,كان هؤلاء الاخوة قد قرروا ان تتكون وجبة العشاء من (40) رغيفة +(300)جنيه فول +(200) جنيه جبنة +(100) جنيه زيت + كمية كبيرة جدا من موية الفول وهى تكفى لرى احد مشاريع الاعاشة الصغيرة .
المهم ذهبنا ولم نجد غير الخبز ذهبنا خارج الداخلية فى الاحياء المجاورة للداخلية والتى كان الذهاب اليها فى ذلك الوقت من الليل يمثل مخاطرة حقيقية نظرا للموت الذى يحدث فيها والجثث التى يتخلص المجرمون منها برميها بجوارنا (لذلك سميت داخليتنا تورابورا) . لم نجد ايضا ما نقتات به رجعنا خائبين لم يكن بالغرفة من المواد التموينية غير الملح قمنا بتسخين الماء لدرجة الغليان وصببناه على الخبز واكلنا كأن وجبتنا من كافتريا امواج وحمدنا الله ونمنا .
فى الصباح دخلت الكافتريا وبدأت الشلة فى الاجتماع ( الخرطوم 2 ,الصحافة ,الشهادة العربية ,ادرمان واغلب المناطق الراقية ) اخذوا يحدثوننى عن اشياءهم الخاصة احد الاولاد قال لهم ان (كلبه) قد اشتراه بمليون جنيه وينوى بيعه اذا وجد من يدفع اكثر ,احداهن قالت له ان كلبها لا تريد تغييره (واخوكم خارج الزفة ) ,(ما عارفين عندنا الكلاب زى قرع ود العباس العشرة بجنيه والزيادة مية ) بدأ الحديث يأخذ منحى اخر عن انواع اللحوم المفضلة لكل واحدة منهن ,عن المطاعم التى يتناولون فيها وجباتهم .
و كانت المرة الاولى التى اسمع فيها بتلك الوجبات حتى انهم فى احد المرات دعونى لأتناول معهم (فطائر مصرية) ورفضت قائلا لهم (انا ما بحب السكريات ) وبعد اصرار شديد ذهبت معهم لأكتشف ان الفطائر لا تحتوى على السكر وانما الملح . المهم بعد سماعهم كلهم وبعد ان استمتعت بحديثهم عن عشاء يوم امس حان دورى للتحدث قصصت عليهم عشائنا البارحة وكمية الدهون التى تناولناها فى عشاءنا ,اصيبوا بأحباط شديد اكتشفوا انى لا اصلح لمسايرة العصر الذى يعيشون فيه وبدأت اول بشريات الفراق بيننا غير مأسوف على ولا عليهم .
وبعد ذلك حان انضمامى الى تنظيم القاعدة ؟؟؟؟؟
العاقب مصباح
25-05-2009, 12:05 PM
يوميات برلوم فى الجامعة الجزء الثالث :-
اها النشوف قصص الفواتح بعد ما بقينا ناس فواتح ومجاملات...............
قصتى مع (الفواتح)......
• الطلاب فى الجامعة جميعا وبلا استثناء هزليون ....
كان لى صديق يأتى الى الجامعة وهو يرتدى الجلابية والطاقية والشال فى كتفه وكان كبير السن ايضا وهو ما ساعدنا على اضفاء نوع من الهيبة عندما يتقدم الصفوف بصوته الجهور معلنا (الفاتحة يا اخوانا) . وهو احسن حالا من شخص اخر اعرفه عندما يذهب الى احدى الفواتح يقول (يا شباب الفاتحة ).
بالمناسبة الفواتح بقت مقامات يعنى لو انت ضعييف وصغير او قصير ولم تكن لك سعة من المال عندما تقول الفاتحة بعض الناس قد لا يلتفتون اليك وبعضهم بيد واحدة والبعض الاخر ينظر اليك بأزدراء اما اذا كنت عكس ذلك تماما طويل القامة عريض المنكبين ذو عمة كبيرة ولك من المال الكثير قولة الفاتحة الجماعة كلهم يقيفوا على حيلهم التقول استاذ فى سنة خامسة ابتدائى وهاك يا شاى وهاك يا قهوة ويفتشوا ليهو فى اهل المرحوم عشان يشيلوا معاهو الفاتحة .
فى الشهر الاول من السنة الدراسية الاولى حدثت وفاة لقريب احدى الطالبات (من الحناكيش) .وطبعا من المهم جدا ابداء المشاركة وحسن النية من الجميع ......
قام بعض الطلاب من ذوى الهمة بأستئجار بصين من البصات التى تستطيع حمل (80) راكبا وامتلأت البصات عن اخرها وعندما وصلنا تجمعنا عند نقطة واحدة وسرنا بأتجاههم وعندما قلنا بصوت واحد (الفاتحة ) الجماعة اتخلعوا خلعة شديدة اها لمينا ليك فى الجماعة احسن الله عزاءكم ما خلينا زول .صيوان العزاء كان فى الشارع يعنى الشارع شالنا بأرتياح وحلفنا بى الله لا شاى لا موية من دربنا داك وركبنا البصات وهنا عمت الفوضى (عندنا سواق حافلة فى الحلة لما نكون ماشين لى فاتحة برة الحلة تلقاهو مشغل لينا قرأن لحدى ما نصل مافى زول بقول كلمة الجماعة ساكتين ويترحموا على الميت ,اها بعد ما نشيل الفاتحة ونركب الحافلة على طول يشغل لينا ود الامين ولا عصام محمد نور ولا شريط نكات ينسى ليك الجماعة الحاصل كلو اها الونسة بتتغير نوع يتكلم فى الحواشات ونوع يتكلم فى الكورة ونوع يتكلم فى السياسة والنسوان فى المرة الجات والمرة الما جات وفلانة ما جاتنى فى وفاة خالتى عشان كدا لما تموت خالتها ما بجيها شفتوا كيف ...؟
سائق البص الذى قال لنا المسجل لديه لا يعمل عندما طلبنا منه ان يسمعنا القرأن الكريم ولكن عند ركوبنا البص ونحن فى طريقنا الى الجامعة ادخل الشريط فى المسجل الذى لا يعمل وهنا عم الهجيج رقيص جد وطرب للنهاية وكمان مشاغلة للناس اللى ماشة فى الشارع ويا ويل من كان يمشى فى تلك اللحظة ومعه فتاة (يا ويلو وسواد ليلو )وهنا تكثر التعليقات (هييى ما يغشك) (هييى والله الولد دا كضاب) (بالله ما تغش البت) (يا بت الولد المعاك دا صاحبى والله بكذب عليك ) (عامل فيها بتحبها يعنى سيب حركاتك دى يا عمك) طبعا التعليقات دى من الطلاب الجالسين فى المقاعد الخلفية والعبد لله منهم (ذى الكنبة الاخيرة فى الابتدائى ) لكن الطلاب الجالسين فى المقاعد الامامية اختاروا الصمت لغة للكلام وهم ما نطلق عليهم او بالاصح ما يطلقون على انفسهم (العقلاء) .
بعد فترة من الوقت اصبحت من الذين يقومون بالمناسبات سواء كان ذلك الافراح والتى كان معى من الاصدقاء من من يعتمدون عليهم فى مثل تلك من جمع تبرعات الى المطالبة من الكلية بالمساهمة وهذا ما جعلنا من الذين يمكن الرجوع اليهم عند المناسبات التى تخص كليتنا .
فى المرة القادمة اذكر اننا اخذنا معنا الطالبات (للبكاء) عند وفاة قريب لأحد الطلاب حدث هذا الامر بعد تحسن العلاقات بين الشعبين الشقيقين (الطلاب والطالبات).
فى احد المرات حدثت وفاة لقريب لأحد الطلاب من الولايات ايضا تحركنا ومعى بعض الحادبين على المشاركات الاجتماعية وقمنا بجمع مبلغ كبير جدا من الكلية واخذت الاجراءات بعض الايام وعند استلامنا المبلغ تبين ان صديقنا قد عاد للجامعة احترنا ماذا نعمل وبعد تشاور فيما بيننا قررنا ان نسلمه المبلغ ,ولكنه رفض رفضا باتا رجعت الى الاستاذ والذى هو صديقى لأسلمه المبلغ ولكنه اصر قائلا ان المبلغ بعد خروجه من خزينة الكلية لا يعود اليها الاحسن ان نقوم بتسليمه المبلغ واحضار ما يفيد اننا ذهبنا مثل احضار تذكرة حافلات مثلا بكامل المبلغ ,اقترح على صديقى ان نذهب للسوق الشعبى ونبحث عن تذاكر قديمة بعض الشئ ذهبنا واحضرنا (12) تذكرة ذهاب وعودة وتمت تغطية المبلغ وزيادة , ولكن الاستاذ قال لنا ان التذاكر غير صالحة ويجب احضار فاتورة من احدى الحافلات ,واخيرا هدانا تفكيرنا الى كتابة ورقة عادية ( انا السائق فلان الفلانى حافلة رقم (خ/ك/ل 23564) قد قمت بترحيل الاتية اسمائهم من الخرطوم الى منطقة (.......) وقد استلمت منهم مبلغ وقدره (.....) .وهذا منى للاعتماد.
وقد اعتمد بالفعل ,غير ان المشكلة ان صديقنا لا يريد استلام المبلغ ,واخيرا قام صديقى والذى يمتلك القدرة على الاقناع بأقناعه واستلام المبلغ وذلك مع خصم نصف المبلغ عمولة واتعاب من مساسقة للسوق الشعبى فى الحرية ديك واتعاب التفكير فى الطرق اللازمة لتقنين الموضوع ومر الامر بسلام دائم حتى الان .
العاقب مصباح
25-05-2009, 12:08 PM
يوميات برلوم فى الجامعة الجزء الرابع :-
((الولد الحبيب))
كان الدخول الى الجامعة ومواكبتها فى ذلك الوقت يعتمد اولا على القدرة على خلق علاقات عامة سواء كان ذلك من الجنس اللطيف او الجنس الغير لطيف (ناس انا اخوك) .
المهم الواحد حاول ينفذ الوصايا العشر التى تعلمها من مصاحبة اولاد الجامعة والمحاضرات التى تلقيتها (قبل الدخول الى الجامعة والوصية الاولى تقول (جامعة بدون حب اخير الواحد يشوف ليهو غنيمات يسرح بهن ) اها جينا واول واحدة شفتها ليك عملت فيها بحبها بعد شوية شفت واحدة اجمل منه نزلت الاولى وحبيتها هى (طبعا دا كلو فى الاسبوع الاول ).
كان ساكن معاى فى الداخلية واحد(صاحبى )وكان بيطلب منى التقارير اليومية واخوكم ما بقصر بيشرح الحاصل ومعاهو زيادة (طبعا صاحبى دا ما بيقرأ فى الجامعة (يعنى زول سوق ساى) لكن مفتح .
فى بداية الاسبوع التانى اخوكم اتعرف على اجمل بتين فى الكلية (يشار اليهن بالبنان) اها اليوم كلو بيكون معاهن ونسة جد صاحبى الفى الداخلية عامل لى مشكلة قال لى يا زول حاول احسم الامور بدرى بدرى بعد شوية تقول ليك انا معتبراك زى اخوى وواطاتك اصبحت .
المهم الواحد ساهر سهر شديد من اجل حسم المواضيع وقعد يفكر يا ربى الخضراء ولا الصفراء واخوكم متأكد انو اى واحدة فيهن حتوافق على طول (الولد ما شاطر ) وممكن يشرح ليهن المواد كلها ويتخرجن من الجامعة بتقدير امتياز اقل شئ (طبعا اخوكم كان عامل فيها شاطر) اها الواحد بعد جهد ولأ ى شديدين قرر ان تكون الصفراء هى (صاحبة الحظ السعيد) .
الصباح بدرى الواحد خش ليهو فى بنطلون وقميص كاربات وجاء الجامعة يتضرع ونوى يعملها والبيحصل يحصل (وتنقد الرهيفة) وانا ما خسران حاجة وافقت هو المطلوب ما وافقت الخضراء قاعدة طوالى احبها .
اها الواحد دخل المحاضرة وما قعد الا جنبها طوالى والمحاحاضرة كلها افكر ياربى اقول ليها ولا ما اقول ليها هسع اقول ليها شنو المحاضرة كلها تتحدث عن شنو اخوكم ما عارف ....
اها بعد المحاضرة قلت ليها اسمعى يا بت الناس عندى كلام مهم عايزك تسمعيهو ...اها قالت لى الساعة 12 قلت اوكى الساعة 12 ما بعيدة ...
اها الساعة 12 جات واخوكم دخلت فيهو حرية ومرة سقطة اخد البنية ومشى شاف ليهو نجيلة وضل (طبعا النجيلة بتساعد الزول عشان يبوح يقعد يقطع فيها لحدى ما يجيب خبرها .......(طبعا لو فى شخصين ولد وبت قاعدين مع بعض وعايز تعرف انهم بيحبو بعض ولا لا عاين لى يديهم لو لقيتهم يقطعوا فى النجيلة على طول اعرف انهم مكسرين ) .
اها اخوكم قطع نص النجيلة وفضل النص التانى قال يوفروا لى عشاق اخرون (ويمكن الواحد تانى يجى يجلس ما معروف الظروف)
اها العبد لله احتار يبدأ من وين اها قعد يتكلم عن الجامعة وجمالها والمحاضرات حلوة والمفروض يجى بدرى وما يغيب من المحاضرات عشان يحقق اعلى الدرجات ويتوظف فى اعلى الوظائف وياخد احسن مرتب (ويتزوج) كلمة يتزوج دى مربط الفرس طبعا....
بعد كدا الواحد دخل فى الموضوع شوية شوية وقعد يرمى فى الكلام (الجمال الطبيعى دا احسن منو مافى ) (الجامعة دى لو ما مختلطة كان تكون مشكلة ) (انا حاسى انو انا اسعد انسان فى الدنيا لانى قاعد معاك ) (ما عارف لو ما قابلتك كنت حأكون كيف) (الواحد بقى حاسى انو طعم الدنيا اتغير بعد عرفتك) (الواحد حس انو فى شئ الواحد يستحق يعيش عشانو ) (الغريبة الساعة جنبك تبدو اقصر من دقيقة والدقيقة وانتى مافى مرة ما بنقدر نطيقا ) (انا اول ما شفتك حسيت انو نحنا لبعض ) (ما قادر اتخيل حياتى من دونك ) (انا والله مساهر الليل كلو افكر فيك ) وبقية الكلام اللى زى دا .
اها بعد مداولاات عدة والاحساس بأن اللغة اصبحت متبادلة بين البلدين الشقيقين قررت ان افك اخرتها .......
قلت ليها يا بت الناس انا بصراحة اذا استمريت بالصورة دى حأموت وعشان كدا لازم احسم الموضوع .....
بصراحة يا (.......) انا ما قادر اعمل اى حاجة فى حياتى , ومرتبك جدا ,وعايز اضع حد للكلام دا كلو ....
يا (.......) انا بحبك من الاخر كدا وعايز اعرف شعورك تجاهى شنو لأنو انا اذا استمريت بالطريقة دى حأجن ....
وعايز اعرف رايك شنو فينى ........
بعد صمت قليل طلبت منى ان اعطيها فرصة للفكير لحدى يوم السبت (بالمناسبة اليوم كان الخميس ) .
لكن اخوكم كان مصر اصرار عجيب لازم الرد فى قعدتنا دى (شفتو كيف)..............
بعد شوية البت نطقت خيرا وبادلتنى الغرام والحب والضحك واخوكم بقى حبيب .......
واليوم دا المحاضرة دك شديد ......
بعد كدا بقت المشكلة انو اليوم الخميس ولحدى السبت مشكلة ......
يعنى يوم الجمعة كامل ما اشوفك يا بت الناس انا ما بضيع بالطريقة دى؟؟؟؟؟؟
اخدت منها رقم تلفون الداخلية ,طبعا الوكت داك الموبايلات قليلة جدا العندو موبايل دا زول مروق تب ....
يوم الخميس بالليل احاول فى تلفون الداخلية والتلفون مشغول.....
البنات السناير ما ادننا ليك فرصة .......
اخوكم لى الساعة 12 صباحا ما لقى طريقة .....
اصبحنا الجمعة ومن الصباح جارى الاتصال والرقم مشغول ......
اخوكم اصابو الاحباط (معقول اليوم دا كلو ما اسمع صوتها ......
فعلا لحدى اليوم ما انتهى ما لقيت طريقة اعبر بيها عن الشوق ....
يوم السبت من الصباح الواحد جاى بى نفسيات حلوة وشايل معاهو كمية من الشوق تكفى البنات كلهن.....
المحاضرة الاولى دخلت وانا ما فاهم اى حاجة ..........
بعد المحاضرة اخوكم نوى على الخلط.....
سلمت على الاصحاب سريع سريع واتوكلت فى البحث عن البنية الودرتنى......
لقيتها ليك فى الكافتريا ومعاها البنية الخضراء ..........
سلمت عليها وحلفت تب ما اقعد وقلت ليها (يلا) ......
البنية قالت لى يلا وين .......
وين شنو يعنى ما عندنا مواضيع لسة ما انتهت...........
جانى ردها ..(والله يوم الخميس خالى جانى الجامعة فتش لى ما لقانى ومشى الداخلية برضو ما لقانى شاكلنى عشان كدا هسع ما بقدر اقوم اتونس معاك)...
يا بت انا بقول ليك يلا نمشى .....
لا لا يمكن خالى يجى تانى يعمل لى مشكلة ....
اخوكم اتوكل وقال ليها ..
(اسمع يا بت الناس لحدى هنا وتانى لا بينى لا بينك)...
وغضبت ليكم غضب شديد....
وما عرفت انا الشوكشتها ولا هى الشوكشتنى.....
بعد الرجوع وشيل الليل كلو تفكير قررت الاتى :-
(اكلم الخضراء عشان اغيظها واحب الخضراء دى حب شديد (وانا اصلا بحب الخضراء اكتر منها لكن القسمة بس)..............
مشيت الداخلية والنفسيات فى الارض وصاحبى الفى الجامعة حكيت ليهو الحاصل كلو ......
قال لى ولا يهمك الخضراء دى انا ببدأ ليك الموضوع معاها وانت تمو .....
يا زول عديلة واصلو مافى مشكلة .....
صاحبى الشفقان من الصباح مشى يتفولح ....
وقال ليها العاقب دا كدا وكدا وطلعنى ليك احسن واحد فى الدفعة .....
وطلب منها انو نقعد مع بعض .........
البنية طوالى وافقت.........
وجانى بالبشرى الجميلة....
(خلاص قالت ليك بعد المحاضرة وانا المواضيع كلها نهيتها ليك)
والله يا صاحبى كلامك يطمن ......
وحانت لحظة التتويج....
جيت لقيتها واقفة مع صاحبى .....
وافتكرت المواضيع كلها محسومة .....
يعنى نبدأ مما انتهى الاخرون وكدا (طبعا الاخرون يعنى صاحبى) ............
قلت ليها نمشى ......
قالت لى ما مشكلة هنا ممكن نتكلم (والمكان الواقفين فيهو دا مع باب القاعة والواحد عايز ينداح)..
ياخى نمشى مكان جميييل كدا احسن من الازعاج دا ...
لا ما مشكلة اتكلم عشان انا ماشة الداخلية....
بديت ارمى فى الكلام ..(انا وانا وانا وانا ......) الولد التقول جميل بثينة؟؟؟؟
خلتنى بعد ما تب كملت كلامى وقبلت على ...
ملحوظة (طول الكلام هى واقفة ورفضت الجلوس واخوكم قاعد )
يا العاقب انت يوم الخميس اتفقت مع صاحبتى وحبيتو بعض ,وهى كلمتنى بالحكاية كلها ,وبعد تلاتة يوم تجى تكلمنى الحكاية شنو هسع لو جيت كلمتنى قبل ما تكلمها هى كان ممكن يكون الامر غير كدا , لكن انت صعبتها ,ومستحيل انت بتكون بتحبنى ,وانا بعد كدا اعتبرتك زى اخوى عشان كدا لو بقينا اصحب احسن رايك شنو ؟؟؟ (شفتو المصيبة)...
اخوكم اتخت فى الامر الواقع (بصراحة هو غلطان )...
بعد مداولات قرر اخوكم تكون العلاقة صداقة .....
وبالمناسبة دى دى عزمتنى بارد وساندويتش اخوكم والله شرب البارد بس حلف تب من الساندويتش ..
والبارد الشربتو طعمو تب ما ضايقو ......
( البنية خلت خشمى ملح ملح ........)
العاقب مصباح
25-05-2009, 12:12 PM
يوميات برلوم فى الجامعة الجزء الخامس :-
يوم اكلت الجدادة؟؟؟؟؟؟؟
فى يوم من الايام ...........
وفى الاسبوع الاول للجامعة...........
اخوكم كان يومى بيمر بمطعم راقى كدا...........
بيقيف فى الباب بيقرا الطلبات الموجودة عندهم........
اكتر شئ استفزنى :-
دجاج مشوى (خمسة الف جنيه)........
اها بعد دراسة الامر بكل ابعاده قررت دخول المطعم والغداء بدجاج مشوى.........
قبل ما اصل وانا فى الطريق قمت بتخيل الامر........
دجاجة تجلس القرفصاء.......
يجيبوها التقول من اسى الحرب المربطنهم......
افترقها اخلى ها عربية فى المنطقة الصناعية......
دجاجة.....
بوخها يلوى..........
دجاجة كاملة الا الراس المافى............
يا ربى بقدر اكملها............
لا ما اظن.........
ياخى معقول دجاجة بخمسة الف جنيه وتكمل.......
دى مبالغة عديل كدا..........
ياخى الواحد يتغدى بمزاج ويمشى يعمل بيها ونسة........
دى موضوع جامد للونسة............
كل يوم فتة ولا ساندويتش طعمية..........
والشيرنق كلو خمسمية جنيه...........
ياخى تغرق شاحنة............
والبيحصل يحصل...........
الجيب مليان والواحد لازم يشحم شوية.........
هو الواحد جا الخرتوم عشان شنو يعنى.......
وبعدين جدادة فى الشهر مرة ما مشكلة........
الخمسة الف دى ممكن تكمل سجائر...........
اها اتوكلت على الله وقويت قلبى ودخلت المطعم.......
فى الباب مشيت اتضرع........
دخلت ليك التقول فتحت القسطنطينية.........
قعدت فى تربيزة برااااااى.......
وقعدت جنب المراية....
قلت عشان اشوف الجدادة جدادتين على حسب الفلسفة واثبات ان الدجاجة يمكن ان تصير دجاجتين واستطيع اثبات ذلك بالمراية....
طبعا المراية تعتبر توثيق مهم جدا لهذه المرحلة المهمة من تاريخى الحديث............
جانى العامل بتاع الكافتريا وقال لى :-
طلباتك يا معلم........
اخوكم بكل فخر واعتزاز وتحدى نبرة تنم عن كبرياء قال ليهو :-
دجاج مشوى لو سمحت.....
: تانى عايز حاجة......
:ومعاك بيبسى كمان ....
الزول دا مجنون ولا شنو؟؟؟؟
بعد الجدادة دى كلها وعايزنى اكل معاها حاجة......
اريتنى اكملها .........
انت قايلنى اول مرة اكل جداد ولا شنو.....؟؟؟؟
فى اللحظة ديك اخوكم بيتخيل فى الجدادة الحيجيبوها ليهو .....
صينية كبيييرة وجدادة فى نصها تحلف تقول وليمة لأحد ملوك العرب القدامى عندما تأتيه الجارية بها....
قلت عشان اعمل فيها راقى ومتعود على اكل الدجاج.....
اقوم اكل من السدر شوية ومن الرجلين شوية وبى كدا الواحد يكون وقف لمبة والباقى ما مشكلة ممكن ياخدوهو هم ......
وحانت لحظة الفرح..........
جانى العامل بتاع المطعم صارى بوذو التقول مدين منو...
جانى بى (صحين صغير) والجدادة فى نصو التقول رايحة ولا ناسيها زول........
جاب لى كراع واحدة ومعاها حبة عدس وجنبو عيشتين بس.....
خمسة الف يا مفترى وتجيب لى كراع واحدة........
كراعك انشاء الله فى السلاح الطبى.......
كراعك انشاء الله اختها عود قول امين.......
فى اللحظة ديك اخوكم دمعتو جرت تب...
والعينين رقرقن.....
(احترت ابكى ولا اشكى)...........
عاينت فيها كدا زى جواب الوفاة......
غايتو....
اكلت ليك وعلى بالطلاق تب ما ضقت ليها طعم....
خمسة الف خلتنى اضوق الجداد ملح ملح ........
والدخلتها فينى الجدادة دى لسة ما مرقت ....
طلعت من دربى داك ويا الداخلية جاك بلاء.....
طلبت (رجلة) واتغديت بى مزاااااج.......
والكاشير قلت ليهو سجل عندك لحدى اخر الشهر.....
من اليوم داك المطعم دا ما جيت بى شارعو تانى....
قال دجاج مشوى قال .......
المكاشفى
25-05-2009, 12:20 PM
ياحبه حمدا لله على السلامه
والله ياعاقب اخوى ماكنت هامى
لى شئ وانا سامع ليك قاعده البيانات
وعييك زى سمعنا بالازمه العالميه اللحقتنا
امات طه .... كنت هامى لى كتاباتك يافرده
الحمد لله كنت مفلشه والامور ماشه
وكان على شيل البحر من مشاركاتنا اللروحن
زكاه كى بورد ساااى والله
لقيتك من الحرقه بالجد ناس فردى
صديق عثمان وبشير عثمان
قمه فى الروعه
العاقب مصباح
25-05-2009, 12:20 PM
15 ----- تراجيديا ليلها الثامن عشر :-
كلام ليس عام
بيخص الحبيبة
وبيقتل احاسيس
اذا ما الحبيبة
بتهمس وئام
يجيك الف منفذ
يوديك بعيد
ويرميك حطام
تلملم بقاياك وترحل
تفتش دواخلك
اذا الحرب كانت
بتبعد سلام
فكيف انت تعشق
وبى كل كيانك
وفى لحظة بس
قراية شيوخهم
تخليك حرام..
زغرودة تطلع
تشل كل فرحة
بطعم الحقيقة
وتنثر مكانها
حزن الف عام
دا كان حلم نائم
بيصحى عليها
ونفس من دواخل
يطمن دواخلك
وكت ما هواك
طاف بيها حام
اسف لم يحن
فراق عن وطن
زبيح بسكين
للاسف لم يُسن
وشوقك يكون فى لحظة جنون
هو من يقتل الفرحة فيك
وضاعت جهودك وحبك سدى
فكيف انت تعرف ترتب دواخلك
اذا ما التبعثر وحاله حزن
هى الساكنة فيك
بسر والعلن
فلو خيروك
بين قماش لى زفافها
حتختارو كيف
وهو نفسه الكفن
الجندي المجهول
25-05-2009, 09:24 PM
انت رائع ومبدع وفنان كمااااان
تخريمة ----------
بدل الجدادة التعبانة دي ما كان اخير ليك لحمة صاح من خروف ود الجعلي .
العاقب مصباح
26-05-2009, 11:09 AM
والله يا العاقب ...
أنت زول رآآآآآآآئع .
واحدة من قصصك ذكرتنى لامن كنت برلوم .
يا حليل زمان ... :eek::eek:
انت الاروع والله يا ود الخواض بمرورك
فلا تحرمنا منه بين الفينة والاخرى
فى انتظار ان تحكى لنا عن تلك الايام (لامن كنت برلوم)
اها منتظرين يا حبيبنا
ودالعمدة
14-06-2009, 01:04 AM
احبابى واهلى
ناس منتدى ود مدنى
كنت قد احتفظت ببعض ما كتبت هنا
وفى منتديات اخرى
اسمحوا لى بأن اوردها هنا
ولا اوردها مختلفة فى بوستات متعددة تجنبا للتكرار
خالص محبتى واحترامى
النجم الساطع العاقب محمد العبيد مصباح
مكتبة ود مصباح الخاصة هنا
1ــ دخان نسوان السودان ضد كيوتو
2ــ انهيار البنوك العالمية سبب وفاة بابكر
3 ــ تشفير قنوات الرى بمشروع الجزيرة
4 ــ كتااااااااااااااااحة للبيع
5 ــ جنيهان وطفل سادس يقترب
6 ــ عالم بدون اخبار شخخخ عالم بدون اخبار شخخخ
7 ــ حديقة كوب عصير منزلا لم يعد يملكه
8 ــ **حب فى المنتدى العام **
9 ــ عندما يتصافح ماء المطر
10ــ امرأة من صمت القبور
11ــ الصغيرة التى ازعجتنى
12ــ كتابة عبثية فى لحظة اللون الاحمر
13 ــ طلاء الاظافر بلون الموتى
14 ــ الاوزون يُثقب بحرارة الشوق اليك
15 ــ 19 ــ يوميات برلوم فى الجامعة ( خمسة أجزاء )
20ــ تراجيديا ليلها الثامن عشر
عزيزى العاقب انها ليست مكـتبتك بل مكـتبة منتـديات ودمدنى
لنلقى على صدرها اشراقات العاقب ود مصباح فى دنيا الابداع
نحمد الله كثيرا ونعتز بأن يكون بيننا هذا القلم المتوهج والمتألق
ولو كنت أملك مطبعة لما ترددت فى نشر هذه اللوحات الراقية
الشـكر لك عـزيزى عقبـة فأنت فـخر لنا ولمنتـديات أم المدائـن
ورغم السيل فقد بقى يراعك كجلمود صخر لم يحطه السيل من علِ
وهأنت تعاود الكرة ليعود للمنتدى الألق والرقى (نأتلق لنلتقى ونرتقى )
وفى انتظار عودة الرائع أبو عمرو فى ( حكاية من حلتنا )
الاخوة فى الاشراف هذهـ دعوة لتثبيت البوست
فقد سبقها أن تم تثبيت محبتنا وتقديرنا للعاقب فى قلوبنا
esmat
14-06-2009, 01:28 AM
الاخوة فى الاشراف هذهـ دعوة لتثبيت البوست
فقد سبقها أن تم تثبيت محبتنا وتقديرنا للعاقب فى قلوبنا
---------------------
العاقب مصباح
14-06-2009, 01:58 AM
**سفة تمباك....فى يوم دُخلة..***
جلست عواطف وهى تحتل منطقة الوسط فى الجلسة التى ضمتها ومعها تهانى ونادية وهى يتحدثن فى امور الزواج وخصوصا ان زواج عواطف سيكون السبت المقبل ...
تناولت تهانى الحديث وهى توجهه الى عواطف عن ان الرجل لابد ان يرى العين الحمراء فى اول الامر وان المرأة اذا تساهلت فى حقوقها وفى احتياجاتها وطلبتاها منذ البداية تكون قد اتجهت وسلكت مسلكا خاطئا ولابد ان تلبس الزوج دبلة فى اصبعها الصغير...لا ادرى لماذا اصرت على اصبعها الصغير ولم تشر الى اى اصبع اخر هل لضآلة موقف الزوج ام هى طريقة مبتكرة للتهوين منه وجعله يسمع حديثها وينفذ طلباتها دون ان يقول لا فى اى شئ ...وان يصبح فى يدها كزوج سكينة ((الحنتها لسه ما شالت))
نادية :- يا عواطف هوى اسمعى كلامى دا والله الرجال ديل هينين ولينين كان هرشتيهم فى الاسبوع الاول ولو كان فى اليوم الاول يكون احسن وكان ما هرشتيهو والله بتبقى عليك اسمعى كلام مجرب وما تسمعى كلام طبيب...
تهانى :- يعنى انتى هسع يا نادية راجلك هارشاهو ما تخلى الكضب عليك الله..
نادية :- ما انا دقست وما دايرة عواطف تدقس زيى كدا دايرة ليك السمح والله...
وانتى هسع ما برضو راجلك هارشك والله كان قال ليك تلبى فى النار دى تتلبى..
تهانى :- منو دى؟؟؟ هوووووى وتانى هوى يهرش منو والله فى نص الليل ارسلو يجيب الحاجة من مافى وعليك امان الله العدة بيغسلها وبيفرش الملايات كل يوم ما تشوفى فصاحته قدام الرجال ديل..والله ما بيرفع عينه على ....
عواطف:- كدى خلونى منكم اها قلتوا لى اعمل شنو واعمل ليهو شنو دايراهو يكون بيخاف منى وما يعرس فينى تانى والله من هسع خايفة..
تهانى :- تخافى شنو يا بت الناس انتى عروس جديدة وعلى بال ما يفكر يعرس فيك داير ليهو زمن عشان كدا اتقوى عليهو واديهو بالجزمة...رجال الزمن دا ما بيمشوا عديل الا بالجزمة وكلهم عينهم زايغة...
عواطف :- انا شايفاكم بتنظروا لى ساى كدى خلونى اصلو والله اكرهو عيشتو...
نادية :- لا لا لا ما تستعجلى ...وما يشوف كعابتك من الاول ...ارخى ليهو الحبل فى البداية وبعد كدا شديهو منو بعد ما تضمنيهو وشويه شويه ..
تهانى :- لا لا يا نادية خليها من اول يوم كان صبرت حقها بضيع ساى ...
عواطف :- كدى فى حاجة مهمة دايرة رايكم فيها ..
:- اها ...
عواطف :- راجلى قالوا بسف سعوط.....
نادية وتهانى سويا :- لا حولاااااااااااااااااااااااا
:- قلتى شنو ؟؟؟؟
عواطف :- اى والله زى ما بقول ليكم قالوا بسف سعوط ..
نادية :- رايك شنو يا تهانى فى الكلام دا .؟؟؟
تهانى :- لا لا يا عواطف يا اختى ...كل شئ ولا السعوط....هسع كان بسجر ما مشكلة ...لكن سعوط والله والله ما بقعد معاهو فى بيت واحد ...
نادية :- انا زاتى والله مستحيل ارضى بى واحد بيسف سعوط وريحته الكريهة دى..
نادية :- انتى وكت عارفاهو بيسف رضيانة بيهو مالك؟؟
عواطف :- هى عاد هدا قربت ابور ومافى ولا واحد ساى جاء بالغلط وقال دايرنى وكان فوتو والله ايانى الما عرست .....
نادية :- خلاص انتى خليهو فى اول يوم بعد تعقدوا تب ويوم الدخلة قولى ليهو يخليهو ولا يخليك وانا متأكدة ما بقدر يخليك بس هسع ما تكلميهو ...
تهانى :- والله كلامك صح يا نادية خليهو فى اول يوم وانا متاكدة انو بيخلى السعوط....
عواطف :- يعنى هسع ما اكلمه..
نادية :- لا لا لا ما تكلميهو....وكان خلى السعوط معناها تانى اى كلام ليك بيسمعه وبتمشيهو زى ما دايرة...
هنا ابتسمت عواطف وابتسمت ايضا ناية وتهانى وهم فى انتظار تنفيذ الفكرة وكلهم امل بأن تتمكن عواطف من السيطرة على زوجها ...
وبعد اسبوع
وفى يوم الفرح
وبعد ان تفرق المعازيم كل على وجهته
جاءت تهانى ونادية يوصيانها الوصية الاخيرة
بأن تكون قوية فى وجه زوجها
وان تأمر ولا تطلب ولا تترجى
وحانت لحظة الجلوس لوحدهما
لا ثالث لهما
حين دخل سعيد ورأسه خال من المواد المسببة للشعر ...اى لا توجد فيه غير بعض الشعيرات التى تدل على انه كان يوجد شعر فى ذلك الراس منذ زمن ليس بالبعيد..
اول ما قام به سعيد بعد خلوه بزوجته ان اخرج ((الكيس)) دون مراعاة لزوجته...واخذ سفة مدورها بكل ما تعلم من خبرات فى هذا المجال وبحركة لا توجد الا عند لاعبى السيرك وضع السفة مبتسما وابتسامة اخرى عليها سوف تعلن وقوعها على ارض الخصم...
قامت عواطف وهى منفرة :- بتسف يا سعيد؟؟؟؟؟
وكأنها ترى ثعبانا التف برقبتها....او كأن نارا ستلتهم البيت المجاور ..ب
كل برود اجابها سعيد :- اى بسف فى حاجة .؟؟؟
عواطف :- هوى يا سعيد يا انا يا السعوط فى البيت دا اختار هسع وما بصبر لحدى الصباح..
قهقه سعيد وكأن الامر لا يهمه قائلا لها :-
يا عواطف لو عندك صاحب ليهو عشرين. سنة..وعندك صاحب ليهو شهر...وعايزة تخلى واحد فيهم ....حتخلى ياتو فيهم ...
عواطف :- حأخلى الليهو شهر اكيد..
سعيد :- اها انا بعرفك لى شهر ...وبسف لى عشرين سنة ....
وما بخلى السعوط كان روحك مرقت هسع قدامى...
تتراجف عواطف وتطلب منه ان يناولها كيس السعوط ...
سعيد :- دايرة ترميهو صح ؟؟؟؟والله ارميك وراهو بالشباك دا وزول يجيب خبرك مافى...
عواطف :- لا والله ما دايرة ارميهو بس دايراك تدينى منو سفة انا زاتى خرمانة شديد
احتراماتى وبشدة
العاقب مصباح
خالد 000 ابقرجة
20-07-2009, 04:34 PM
ود مصباح 000
منذ جلوسك بكرسي ود النور 000 وبعد زيارتي الأولي لك 000
هرعت لهذه المكتبة 0000 أضناني التعب بالبحث عنها 000
لكنني كنت متأكداً من انزوائها في مكان ما بعد 25\5 يوم العودة الأزلية لنا جميعا 000
وجدتها 000 وكنت أظن أنني فقط سأكتفي بالإقتباس الأحمر الذي نويت أن آتيك به هناك منذ اليوم الأول 000
لكنك هزمتني 000 كما فعل التكاسا بنا 000
ووجدتني أراوح علي طريقة القراءة الصامتة بين محبيك هناك 000
وبين هذه المكتبة التي ضربت علي جدارا من لهب 000
لهب القلم المشتعل الذي يمنعك الهروب 000
ولهب العبارة التي لا تترك لك الا سبيلا واحدا 000
هو سبيل البقاء هنا 000
ود مصباح 000
بمناسبة اندياحك هناك 000 والكل سعيد بالقرب منك 000
أسمح لي أن أعود بهذه المكتبة المفخرة لنا جميعا للصفحات الأول 000
حتي يشاركني الجميع 000 قراءة صديقي الذي أفخر به دوما 000
محبتي لك 000
العاقب مصباح
04-08-2009, 12:25 PM
الساعة الان الحادية عشر ليلا ,موعد ذهابى... هجرتى الى السرير,زوجتى فى هذا الوقت لديها طقوس خاصة بها ,لن تنام قبل ان تؤديها , كثيرا ما تعجبنى فيها تلك الطقوس , طقوس ما قبل النوم كانت قراءة القرآن وما تيسر منه ,لديها غرفة خاصة لم يأخذنى الفضول يوما لدخولها واقتحامها اردت ان اترك لها جانبا من حريتها فعش الزوجية لا يعنى ان نختنق ببعضنا ابدا...
فى ذلك اليوم سمعتها تتكلم فى غرفتها ...اثارنى الفضول لمعرفة سبب تحدثها مع نفسها ...ماذا اصابها سترك يا رب ...لم يكن معها احدا لذلك قادتنى قدماى الى باب غرفتها اتنصت اليها ....سمعتها تخاطب احدا ....وتقول له حبيبى ....يا الله !!! ايُعقل هذا ؟؟؟ هل لديها حبيب غيرى...لم استطع تكملة تصنتى عليها ذهبت مهرولا الى سريرى ودمعة تسبقنى الى وسادتى ....اخذت منديلا ومسحت دمعتى ....
عادت زوجتى الى غرفة نومنا وتمددت بجانبى وهى تخاطبنى ((حبيبى مالك نائم قبلى ؟؟)) فى حاجة ؟؟؟
غصة فى حلقى منعتنى من الاجابة حينها بعد برهة ابتسمت فى وجهها قائلا ((تأخرتى على ...اشتقت ليك ...
طبعت على جبينى قبلة وهى تقول ((تصبح على خير حبيبى ))... ووضعت دبدوبا بينى وبينها واتجهت الى الجهة الاخرى تنام ...
حبيبك؟؟؟ قبل دقائق هنالك شخص اخر تناديه حبيبك والان تقولين لى حبيبى....يا الله...!!! لم تسمعنى زوجتى فقد كنت اتكلم فى سرى ولم يسمعنى غيرى ودموعى..
بت ليلتى تلك اراجع نفسى ..هل اغضبتها يوما ؟؟؟ هل قصرت فى حقها ....لماذا تحب غيرى ....؟؟؟؟
بعد ايام وفى وقت متأخر من الليل رن جرس هاتفها ...نظرت الى الرقم ورمقتنى بنظرة ابتسام وذهبت الى غرفتها....انتظرتها نصف ساعة عادت تضحك ....لم اشأ ان اسألها خوفا من ان اُغضبها فأنا احبها كثيرا ولا اتحمل ان تغضب .....
قالت لى دون اى مقدمات انه مديرها فى الشغل ...
اى مدير هذا يتكلم فى ساعة متأخرة من ليلنا...حيث نود ان نكون معا ...لا ثالث لنا حتى الشيطان ....
اهو شيطان ام ماذا ؟؟؟؟؟
اصبح من الطبيعى ان يتصل ومن غير الطبيعى ان لا يتصل لذلك عودت نفسى وتعودت ان يشاركنى فى سماع صوتها فى وقت متأخر دوما ...
قبل تلك التلفونات كانت حياتنا تسير كما نخطط لها ....بدأت اعشق كل شئ فيها من يوم زواجى...همسها....ضجيجها....لعبها...جديتها....قوة رأسها ..
حتى اننى تعلمت ان استمع الى فنانها المفضل ...كانت تحب الاستماع الى مروان خورى وتدندن لى بين حين واخر بأغنية قصر الشوق ...
صرنا نرددها سويا :-
صوتك وجهك عطرك شعرك لمسة ايدك عمتندهلي
شايف فيكي ام ولادي شامم ريحة ارضي و اهلي
عارف خلف البحر الازرق لما الشمس تموت بتخلق
عارف انك عمري الجايي لما الماضي ببحرك يغرق
بقول بحبك قلبي بيكبر وسع الكون ويرجع يصغر
عمر فوق الرمل الدايب قصر الشوق اللي ما بيتعمر
بحلم فيكي و عم بتامل يكبر مرة الحلم ويكمل
عمر بيتي عايديكي بيت صغير يصير الأجمل
شو مشتاق لبيت صغير و انتي تحبيني مش اكتر
وشبابيك الالفة تضوي وبواب الحيرة تتسكر
دقة قلبك ترسم قلبي عمرك عمري ودربك دربي
مشتاق لوجهك يحميني يحميني من وجوه الكذبة
بقول بحبك قلبي بيكبر وسع الكون ويرجع يصغر
عمر فوق الرمل الدايب قصر الشوق اللي ما بيتعمر
بحلم فيكي و عم بتامل يكبر مرة الحلم ويكمل
عمر بيتي عايديكي بيت صغير يصير الأجمل
كان صوتها حين يخرج منها بتلك الاغنية يتحدى كل شئ لذلك عشقت الاغنية بصوتها واستمع اليها كل حين وبين الاغنية اسمعها ترددها بصوتها....
كان يعجبنى صوتها المتداخل اكثر من الاغنية نفسها...
فى كل مساء وحينما نهم بالنوم كانت تدنو من اُذنى واسمعها تردد لى :-
هوها يا هوها ....البقرة حلبوها.....بابا سافر مكة ...يجيب لنا حبة كعكة ...الكعكة فى المخزن... والمفتاح عند ال...
انام قبل ان تكمل .....
ماذا تغير فيها...وماذا تغير فى انا لكى يحدث كل هذا ..!!؟؟
اول امس رن هاتفها كالعادة ذهبت الى غرفتها...ذهبت انا الى بابها اتنصت كان هنالك ما يفجعنى ..!!
رأيتها تقول له وتحكى عن شوقها...عن ولهها به ...بعد برهة تحور حديثهما ...اصبحت تحدثه عن ما يود ان تلبسه له حين تقابله فى هذه المرة :-
:- ما رأيك فى لبسة جيب ...؟؟؟
:- حسنا أارتدى تى شيرت بلونك المفضل ؟؟؟
:- ام ارتدى بلوزة صدرها فاتح قليلا ...
:- وكيف تريد تسريحة شعرى ..؟؟؟
:- نعم ادرى انه يعجبك حتى من غير ان اسرحه ولكن حدثنى عن افضلها ...ليس لى سواك افعل لأجله كل هذا ...
اصابنى هذا بالجنون....ليتنى لم اتصنت عليها ...لم اتوقعها هكذا ....زوجتى تخوننى ...وتعُد نفسها لغيرى !!
البارحة كانت تجلس بجابنى فى الكرسى نشاهد نوعا من افلامها المفضلة لها ولى ايضا رن هاتفها فى الواحدة صباحا....لم تقم هذه المرة من مكانها ....حدثته بكل جرأة... واستطعت حتى ان اسمع صوته :-
:- هلا حبيبى ..
:- هلا عيونى وحشتينى جد ..
:- بالاكتر والله كيفك اليوم واحشنى خالص ...
:- تمام ناقصك بس ...
:- اها اتكلمت مع ابوى ؟؟؟
:- ايوا كلمته ...
:- وقال ليك شنو ....
:- قال خطوبتنا ان شاء الله يوم الخميس الجاى ...
:- ما بصدق ؟؟؟
:- والله جد...
:- ياااااااااااااااااخى بحبك...
:- وانا بموووووووووووووت فيك ...
:- حتكون احلى خطوبة فى الدنيا...
:- اكيد مش حنكون لى بعض ...
:- يلا بودعك لحدى ما نتقابل الصباح ونومى لى تمام عليك الله...
:- منو الحينوم دا خبر بيخلى الواحد ينوم معقولة بس....
خلاص نتواصل رسائل لحدى الصباح رايك شنو....
:- خلاص اتفقنا ...
:- يلا تصبحى على احلى حب...
:- تصبح احلى حبيب فى الدنيا ....
:- يلا سلام ...
:- لا اله الا الله ...
:- سيدنا محمد رسول الله..
التفتت الى زوجتى بعد التلفون وهى تمد يدها ليدى تريد ان تلمسها وصفعتها لأول مرة فى حياتى....
:- منو الكلمك دا ؟؟؟؟
:- دا ود عمى ....
:- ليه يكلمك فى وقت زى دا .؟؟؟
:- خطيبى يكلمنى فى اى وقت انت دخلك شنو ؟؟؟؟
جن جنونى فى تلك اللحظة وتمنيت لو قتلتها بيدى ...او قتلت نفسى قبل ان اسمع تلك الجملة منها ...
:- خطيبك ؟؟؟
:- ايوا خطيبى وخطوبتنا الخميس الجاى...
:- طيب وانا ؟؟؟؟
:- انت شنو ؟؟؟؟؟
:- انا مش زوجك ؟؟؟؟
:- قول بسم الله زوج شنو وكلام فاضى شنو معقولة بس انا اتزوجك انت ؟؟؟ انت جنيت ولا شنو ؟؟؟؟
تمددت على الارض ولم اقوى الا على الحديث معها...
لم تهتم بما يجرى لى تحت نظرها واخذت الريموت تتابع الفيلم كأن شيئا لم يكن..
مددت يدى بصعوبة وفصلت قابس الكهرباء اردت وضعه فى جسدى حتى اعلن نهايتى ولكنى لم استطع...
عاودت حديثى معها ..:-
:- وحبى لك الم يكن كافيا لتبقى معى ؟؟؟
:- الحب لا يصنع الزواج ...الحب مرحلة نمر بها وليس شرطا ان نوفى لأبعد حد...هو لحظة نعيشها....وقد عشتها معك ....لا يوجد نص فى الحب يجبر مرتاديه ان يتزوجا...
:- اريدك ان تبقى معى ...
:- ماذا عندك لى ؟؟؟؟
:- حبى لك اكبر من كل شئ ...
:- هو عنده وظيفة محترمة ....وسيارة ...وشقة .....
:- المال ليس كل شئ ....
:- والحب لا يساوى شيئا لدى ....
:- الم تكونى زوجتى قبل قليل والى الان ....؟؟؟
:- لا لم اكن زوجتك اطلاقا ولن اكون ماذا جرى لعقلك...
:- ولماذا انت فى بيتى اذا ؟؟؟
:- انا ؟؟؟
:- نعم ...
:- هذا ليس بيتك ...ولا يوجد بيت اصلا ....هذا فضاء حلمك كان اكبر منك....
:- لم افهم ما تقولين..
:- افهمك...
:- انت فقط احببتنى....وانا لا انكر اننى احببتك ايضا ...ولكنا لم نتزوج ...ولم نتخطب فى حياتنا....ابى يرفضك ...لا يوجد لديك ما يسعدنى ....سعادتى وجدها ابى عند شخص اخر ...ولا اراه مخطئا ابدا....
:- هل تقولين لى اننا لم نتزوج؟؟؟؟ ولم نتخطب ....فقط كانت احلام....؟؟؟
:-نعم احلام ..ويؤسفنى اننى شاركتك فيها...عبرنا تلك المساحات ونحن نحلق فيها معا بأجنحة صنعناها معا...ولن ظروفك وظروفى لم تساعدنا لنتزوج...يجب علينا ان ننفصل حالا ...
:- وحبى لكى ماذا افعل به ؟؟؟
:- يمكنك ان تحبنى للابد...لا يوجد لديك شئ تخسره...
:- ايُعقل هذا ان اعشق انثى متزوجة ؟؟؟
:- لا استطيع ان ابادلك شيئا ....وكما ترى احببت الان خطيبى ...ولا احب ان اكذب على نفسى ....
:- اخرجى من بيتى الان قبل ان اقتلك..
:- ليتك تستطيع فأنا ابعد عنك الان مئة وخمسون كيلومترا ومدينتى غير مدينتك...
:- انى اراك بجانبى !!!
:- فقط احلامك وخيالاتك هى ما دعتك لرؤيتى بجانبك...
ارجو ان لا تغضب منى ...كل شئ قسمة ونصيب ...ودعنا نكون اصدقاء ....
انقطع الصوت ....يبدو ان رصيدى لم يكن كافيا ....شعرت ببعدها عنى ....حقا تبعد عنى مئات الكيلومترات ...كان حلما لم اعد استطيع الافاقة منه بسهولة ....فى كل ليل ....وعند كل مساء اشعر بشئ ما ....يصيبنى برجفة...ارتعد عند حلول الظلام ...اتذكر ان زوجتى لم تعد لى ....عادت لرجل غيرى ....تعُد نفسها الان له ...
ليت الليل لم يعد ثانية فى حياتى...فقد صرت اكرهه بأحلامه....بوعوده الكاذبة ...بأنهيارى الذى يحدث عند كل غياب شمس جديد..
باتت لغيرى....وبت لا شئ دونها....
انها تلك المرأة ...زوجتى....وتعُد نفسها لغيرى ....
إحتراماتى وبشدة
العاقب مصباح
اهديها أيضا لجميع من يقرأها... وكان بودى أن اكتب اسماءكم هنا جميعا... لولا ضيق المساحة... اتمنى ان تكون بحجمها اللائق امام قامتكم السامقة.....
مع حبى
العاقب مصباح
07-10-2009, 06:42 AM
*** ست الجيل بت الحسن ...فى وفاة مايكل جاكسون ***
<hr style="color: rgb(201, 180, 125);" size="1"> <!-- / icon and title --> <!-- message --> <table id="table4" border="0" cellpadding="3" cellspacing="3" width="100%" height="250"> <tbody><tr> <td valign="top"> <!-- / message -->
اخذت ست الجيل بت الحسن كمية من التراب وغمرت به شعرها حين اتاها النبأ الحزين.... بوفاة مايكل جاكسون الخزين.... وقد كانت فى تلك اللحظة على وشك ان تنتهى من باغة العجين... لولا ان داهمها الخبر فرمت القرقريبة ووضعت الريكة فى مكان امين..... ثم ولت خارجة تولول وتنده لنساء القرية وتنشر الخبر فى اوساطهن والذى سرى كما تسرى النار فى الهشيم وارتفعت به الاصوات عاليه واخذ الغبار فى رؤوسهن وفى اعلى القرية مما يدل على كارثة عظيمة...ومصيبة المت بالقرية كالهجيمة... لم تترك فيها ثورا ولا بهيمة... وقضت على الاخضر واليابس بما فيه شجرة النيمة.... تلك التى تعود الناس ان يشربوا فى ظلها القهوة ومن ثم يأخذون تعريجتهم لقول النميمة ...
اول من سمعت الخبر من ست الجيل ... كانت السرة بت الهزيل.... وقد خرجت هذه بدون ثوبها معلنة حزنها وتضيقها من خبر نشر فى القرية العويل... فأصبحن النسوة بسببه يبكين دون مقيل ... مما اثار حفيظة الرجال ... وقرروا على اثره ان يقوموا بالذهاب الى بيت العزاء ... كل منهم وقد اخذ ملفحة وعمة .... وقد تحرك اللورى فى اتجاه اهل الغمة... كل منهم يمنى نفسه بأن يشيل الفاتحة وفى اقرب مكان يهجعون فيه وهم يذكرون خيره على الامة ....
عند ساعة الوصول ... وقف اللورى محاذيا صالون النساء ...وقد لمحوا من بعيد جنيفير لوبيز مهتمة بأمر الغداء .... وهى تضع المحشى والدجاج المعد على الشواء ... وهى ترتدى جينز من ماركة وتى شيرت يجبر الشباب على الجرسة والحب والبكاء ..
نزلت ست الجيل وهى تصرخ كالمفجوع... قابلتها عند المدخل جانيت جاكسون وتلاقت الدموع.... وهنا اصاب الموقف من كان موجودا وغير موجوع... فنزلت من مآقيهم دموع بلا رجوع.... وحلفن بقية النسوة ان يكون المأتم لمدة اسبوع... واتصلن على مديرى اعمالهن لكى يؤخر لهن اعمالهن حتى يرفع الحداد وترجع ست الجيل مع عملهن بإستعدادها للوضوع...
بعد شد وجذب... وبعد بكاء كنساء تم سبيهن فى حرب .... جلست ست الجيل مواجهة سيلين ديون... وقد رأتها تضع الكحل فى العيون..... وهى ترتدى نظارتها لكى تخفى ما اصاب الجفون.... فى تلك اللحظة ارادت ست الجيل ان تخفف عليها فقالت لها سبحان الله هم السابقون ونحن اللاحقون...فتضجرت منها بريتنى سبيرز,.....وهى قد اتت لتناول ست الجيل حلوى وكعك وخبيز....لأن العادات فى امريكا هكذا تُجيز ....
بعد ان شربت ست الجيل ماء الصحة... وعلى صوتها ظهرت بحه ...رأت ان هذا وقتا مناسبا للصيحة....فنظرت بطرفى عينها تبحث عن تراب ... ولم تجد غير الموكيت والرخام فى السرداب... فأستعاضت عنه ببودرة كانت موضوعة بطرف دولاب..... فأخذته وكشحته فى رأسها معلنة ان الارض ستصبح خراب ... فضمت اليها احدى مغنيات الراب ... وهى تصيح :-
اللييييييييييييييييلة يا مايكل جاكسون...
يا الما ركبت الداتسون ولا صحتك شفت فيها تحسن....
اللييييييييييييييييييييييلة...
يا الركبت الهمر وغنيت فى نص القمر
ماااااااااااا دوامة .....
الليييييييييييييييييييييييييييييييلة...
يا الكملت عمليات تجميلك.... ويا الوشك فاقد دليلك ...
ما دواااااااااااااااامة....
فى تلك اللحظة اتاها الخزين .... ووجدها فى غرفتها تنين .....وعرف انها فى حلم مبين ...فصاح فيها صيحة قامت بسببها مخلوعة..... وانها لم تذهب الى العزاء رغم انها مفجوعة....فأخذت عجينها تعوسه من جديد.... ولنار الدوكة تولع وتستعيد.... ولمايكل جاكسون تغنى دون ان تشارك فى الرقص ولو من بعيد ...
</td> </tr> </tbody></table>
<!-- / message -->
نخيل طيبة
07-10-2009, 10:03 AM
الاخ العاقب مصباح
والله مكتبة جميلة ومليئه
قرأت منها جزء كبير ولي عوده لاكمالها ان شاء الله
عمر المامون
01-11-2009, 09:19 AM
...........................................
العاقب مصباح
01-11-2009, 10:27 AM
اخي العاقب مصباح
اسمح لي ان اقف احتراما لشخص اذهلني ببراعته واليوم بذكائه
ماشاء الله عليك
الرائعة عمتو أسماء
لكى أنتى الإحترام
فما صببتيه فى المنتدى هنا كان له أثر كبير فى تكويننا
وبه صرنا أقرب إلى إجادة الكتابة
لكى الإحترام كله
نورتى المكتبة
العاقب مصباح
01-11-2009, 10:39 AM
ياحبه حمدا لله على السلامه
والله ياعاقب اخوى ماكنت هامى
لى شئ وانا سامع ليك قاعده البيانات
وعييك زى سمعنا بالازمه العالميه اللحقتنا
امات طه .... كنت هامى لى كتاباتك يافرده
الحمد لله كنت مفلشه والامور ماشه
وكان على شيل البحر من مشاركاتنا اللروحن
زكاه كى بورد ساااى والله
لقيتك من الحرقه بالجد ناس فردى
صديق عثمان وبشير عثمان
قمه فى الروعه
صاحب الأحاسيس الفوق
والكلمات الما بنلقى ليها رد
هسع أرد على احساسك دا كيف
يكفى أن نحتفظ فى قلوبنا لك بالحب
دمت بكل الروعة التى تكتسيك
ولا تحرمنا من إطلالة قلمك
وروحك السمحة
دمت بكل الخير يا صديقى
alanssary
01-11-2009, 10:52 AM
مااجمل كتباتك اخي العاقب...
تحول الصحراءالى جنة خضراء !
كتابات رائعة ... تدل علي روعة صاحبها...
نقاء الحرف وصدق الإحساس وعمق الشعور ينسجون من حرفكـ جميل العبق ورياحين الورد وعطر الياسمين...
ادامك الله مميزاً كما انت...
تحيهـ الى مقام ذوقك الراقي...
العاقب مصباح
05-12-2009, 11:30 AM
تاجر الرؤوس
:- هذا الرأس يشبهنى تماماً ... من أين أتيت به ..
:- لا لا هذا الرأس أهدانى له صديق نتيجة لعمل خاص قمت له به..
:- هل تسمح لى برؤيته من الداخل اشعر به كأنه رأسى .<o></o>
:- لا يمكن لك أن تراه أتيت إلى هنا لأبيعه مقفلاً إن كان من يشتريه محظوظاً سيجد به نفعاً وإن كان غير موفقاً شاء له أن يضعه مع التحف الموجودة عنده ...
:- بربك ليس معى نقود دعنى ارى ما بداخله .<o></o>
:- هذا آخر ما سأسمح به ..فى مسيرتى التى استمرت عشرون عاماً لم يطلب منى شخص أن ينظر فى رأس من الداخل خصوصاً إن كان غير محنطاً ...هذا الرأس تم زبح صاحبه بالأمس وتم فصل الرأس عن الجثة هذا الصباح بعد اداء الصلوات فى الكنيسة ...<o></o>
آثرت الرحيل من وجه ذاك التاجر البشع ..بائع الرؤوس وذهبت فى إتجاه منزلى ..
نزلت منى دمعة حارقة وتصاعدت ضربات قلبى ... لا يشبهنى الرأس فى تفاصيله ... إحساس فقط بأن ما بداخله من افكار يخصنى من اين اتى هذا الاحساس ..اليس من الممكن أن يكون كاذباً ...على أن اقتنع بأنه ليس رأسى ...<o></o>
ولكن من الذى يبيع رأسى وانا إمشى الان ...يا له من وغد .. <o></o>
بكم باع رأسى ..ليتنى أعرف ..أريد أن اعرف ...من الذى يدلنى على سعرى ...احفظ فى مخيلتى الانجيل والتوراة والملحمة اليونانية ..وكل كتب روما وما خطه عظماء اليونان ...احتفظ فى ذاكرتى بقوانين الفلك وعلم الجبر وبعض الطب ... بكم يكون كل هذا ... <o></o>
هل أسير أنا بلا رأس الآن ... اتحسسه ...أراه موجوداً ... ربما هذا ليس لى ...هل تم إستئصاله وإبدالنى برأس آخر ...أخشى ما أخشاه أن يكون رأسى قد تم إبداله برأس نسكافى أو قاطع طريق ... حينها لن يكون لى شأن فى مدينتى ... ويحتقرنى الناس وأنا اخيط احذيتهم الفاخرة .
ااااااااااااه رأسى سينفجر بحثاً عن أجوبة ..
عند باب بيتى وجدت بعض قطرات الدم ...إذا هذه حقيقة ...لم يدخل بيتى غير زوجتى ..هل تكون فعلتها تلك المشئومة ...أثق فى إنها هى من فعلتها .. فدائما ما اصحو من نومى وهى تتحسس رأسى وتبتسم ...لم تكن تلك الابتسامة غير إبطان لحقيقة حقدها على ... لنيتها بيعى فى سوق الرؤوس ... ترى أين هى الآن هل ذهبت للتبضع بثمن بيع رأسى ...أنده عليها فلا أسمع إجابة ... إذا ذهبت للسوق أتمنى أن تأتى لى بهدية من ثمن بيع رأسى ...هههههه ما حدث يدعونى للضحك أيضاً ...<o></o>
لدى سن من الذهب أتمنى أن لا تكون فى رأسى الثانى دعونى أنظر فى المرآة علنى أجدها ...
ما هذا ...<o></o>
أختفت تلك السن الذهبية ...إذا تأكدت من بيع رأسى يجب على أن أذهب إلى ذلك التاجر فأشترى منه رأسى ..<o></o>>
بسرعة جنونية نحو السوق ويدى فوق رأسى ...خفت أن يقع من على الرأس الذى معى فأكون مداناً برأس آخر ..من أين لى بثمن رأس آخر ...
إذا ها هو التاجر يجلس فى ذاك المطعم ... لا يوجد رأس معه ...<o></o>
:- أين رأسى ؟؟؟؟<o></o>
:- أمجنون أنت رأسك فوق كتفك ...<o></o>
ينهال جميع من بالمطعم ضحكاً.
:- لا قبل ساعة تركت معك رأسى وذهبت للبيت وقلت لك أن ترينى الرأس الذى معك وانت رفضت ..<o></o>
ضحكات أخرى من الجالسين بالمطعم ..
:- اسمعنى جيداً أنا لا ابيع رؤوساً ...أبيع النبيذ .... وأشترى العنب ...إن أردت نبيذاً فأنتظرنى حتى أعود فى بداية الاسبوع القادم ...
صرخت فى وجهه ...لا أنت تبيع رأسى أنت تاجر الرؤوس نفسه ... صمت الحاضرون عن الضحك ...لم أرى غير همسات جانبية .. <o></o>
إرتعد بائع الرؤوس وأخذنى بعيداً عن المطعم ..وفى زاوية مظلمة أوقفنى قائلاً :-:- أنا تاجر الرؤوس فعلاً ..بعت نصف ما بمدينتى من الرؤوس ...لم يتبق لى غير القليل منها ...وأظن أن رأسك أيضاً قد بعته ... أنت لا تعلم شيئاً ولا غيرك يعلم شيئاً ...أبيع ما به من علم للأغنياء ...الأغنياء يزبحون الفقراء والخدم والعمال لأبدل لهم رؤوسهم إن كنت مصراً على أخذ رأسك فدعنى أزبحك لأخذ رأسى واعد لك رأسك الذى تحتاجه ... ولكن أعلم أن هذه العملية ستكلفك أموالاً طائلة ..<o></o>
:- لا عليك أدخر بعض المال ولكن رجاء أعد لى رأسى أحتاجه كثيراً ...<o></o>
:-سأعيده لك .. قابلنى غداً فى الكنيسة المهجورة تلك .. وسأتى بقصاب يزبحك ..<o></o>
:- حسناً سأقابلك.<o></o>
تحسست رأسى عند المساء أملا فى العثور على شئ يعجبنى فيه ...أرى فيه بعض الشيب .. بل كله قد شاب ... لم أكن هكذا يوماً ...أريد أن اعرف صاحب هذا الرأس .. لأشكره فقد وهبنى حياة ما كنت لأعيشها بعد فقد رأسى الحقيقى ...<o></o>
ذهبت للكنيسة باكراً وجدت أشخاصاً كُثر كل منهم يتحسس رأس الآخر يثمنه ...بعضهم يُساوم والبعض الآخر يبيع على عجل ... لم يهتم بى شخص ..ولا حتى التاجر نفسه فقد كان مشغولاً برؤوس أخرى ..أهى مهمة أكثر منى أم ماذا ..؟؟؟
قررت فى لحظة جنون أن أشترى ذلك الرأس ..رأس تاجر الرؤوس ... <o></o>
قلت له :- بكم تبيعنى رأسك ... <o></o>
:- بألف جنيه ...<o></o>
:- هل أسددها لك على أقساط .؟؟<o></o>
:- لا أدفع المبلغ كاملاً وسيزبحنى القصاب فى هذه اللحظة ..<o></o>
:- إذا أشتريت ...<o></o>
سمعته يُنادى القصاب :-<o></o>
:- تعال وأزبحنى ...<o></o>
:- لم يتردد القصاب فى زبحه بعد أن ابتعدنا قليلا فى تلك الغرفة المملوءة بالدم ..وبعض الطقوس الغريبة ...لم أشأ رؤية رجل يُزبح ... فقدت الوعى للحظة ... بعدها خرجنا أنا وهو والقصاب ... <o></o>
ولكن بعدها رآنى التاجر نفسه وقد صرت أنا بائعاً للرؤوس ... أشترى ما بها لأبيعها ... أصبح التاجر هو من تُصيبه حيرته ... عدت كما أردت العيش ...تاجراً للرؤوس ..<o></o>
<o>
</o>
<o>>محبتى واحترامى</o>>
<o>>العاقب مصباح
</o>>
<!-- / message -->
عثمان جلالة
05-12-2009, 09:45 PM
العاقب مصباح
سجل عندك .. ما يلي :ـ
تمنيت لو أسميت هذا البوست ... "حديقتي هنا" .... ثم تضع بعدها مباشرة "أنقر هنا" :)
نقراً على كل الأوتار الحساسة .. والبعد الرابع
نقرا .. كما .. يتلطف النحل في تنقله بين الأزهار في حديقة ورافة
فنحن جميعنا ها هنا نحلا أو قل .. فراشات بين هذه الأزهار
سنعاودها .. كل حين ... وحين الظمأ
وسنستصحب في ذاكرتنا .. كل ما هو جميل .. وكل ما هو حكيم .. وكما ضرب الله مثلا رجلين جعل لأحدهما .. جنتين من أعناب وحفاهما بنخل وجعل بينهما زرعا .. علما بأن هذه الحديقة الوارفة ... ستزيد ألقا ووعدا وقمحا وتمني لأنها بنيت على حب الناس
أكتب يا صديقي ... فأنا قد مررت من هنا :)
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir