ودالعمدة
30-01-2008, 07:41 AM
المغتربون بالوطن
لا أذكر متى كان آخر مرة أمسكت فيها بالمسدس اقصد بالقلم لأكتب (خارج الدوام) أشعارا كانت أو مذكرات أو حتى مقالة غير أن الأخ العزيز سيف الإسلام أبوبكر استفزني بمقالاته الكثيرة جدا بشروحه ومتونه عن الاغتراب والعودة وجهاز المغتربين في الإنترنت علـى سـودن أون لاين من أرض الكردي بالمدينة المنورة ، رغم اننى والزميل محمد أحمد الأمين (حمورى) أسسنا الحائطية ( الرسالة ) في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم 1980 فضلا عن صالوني أقصد ديواني ( البيادر ) .
وجيناكم ياحبايبنا بعد غربة وشوق ، وإذا كان للاغتراب خمسة فوائد على عصر الإمام الشافعي فان له خمسة مليار فائدة فى عصر كوفى عنان وأول فائدة معرفة معنى وقيمة الوطن ( فى الليلة الظلماء يفتقد البدر ) بما فيه من أزيار وفول مسلح وباصات الدباغة بمدني ، ومصانع جياد وبترول هجليج وأريبا وسودانى ، وسحارة الكاشف وهلال مريخ وعرس الزين ، وزيارات العيد وركشات ودنوباوى، وكتابات المرحوم محمد طه بالوفاق، وضرائب وزكاة جهاز المغتربين، وزحمة السوق العربى ( قراية ....قراية)، وبصات الجزيرة فى السوق الشعبى، ودافورى العصريات وغناء وداللمين :
ياريتنى لو بقدر اقول فيك الكلام المانكتب... واجلى المقاطع بالدهب ....
وافرد صباح حسنك وشاح.... يمسح عذاب عمرى المسطر باللهب...
بعد اغترابى مع مطلع القرن الحالى عرفنا كم هى شامخة بلادى وكم هو عزيز سوداننا ، وللمغتربين أن ينتقدوا الانقاذ كما يحلوا لهم ( اشارة خضراء) وأن يقولوا عن الحكومة كما شاءوا وشاء لهم الهوى (اشارة صفراء) ولكن لا بل مليارات اللا... لأى مساس بالسودان ( كل الأشارات حمراء فاقع لونها ).فحب الوطن من الإيمان وابدا ماهنت ياسوداننا يوما علينا ..
معاناة المغترب وهو بعيدا عن أهله وأصحابه (قريبا من الريال)تداويها سهولة الاتصالات بالجوالات والانترنت وزيارات الأهل والمعتمرين والحجيج ، هذه المعاناة تضمحل وتتضاءل عندما يدفع المغترب الضرائب والزكاة ودمغة الجريح ورسوم الهنايات ؟؟؟ وأنا أعرف عدد كبير من المغتربين لايذهبوا للسودان لأكثر من عشرة سنين بسبب هذه الضرائب لأنها تدفع من دم القلوب والترائب....
وأقترح الغاء الضرائب على المغترب نهائيا بأثر رجعى وتقدمى مع استرداد ماتم دفعه ، والاكتفاء فقط ب10% من راتب المغترب كتحويل اجبارى نهاية كل عام تستفيد منها الدولة كايرادات عملة صعبة جدا ويستفيد المغترب بوجود رصيد له عند العودة النهائية ليبدأ مشوارجديد على ان تكون هذه التحويلات فى بنوك استثمارية محددة أوسوق أوراق مالية اذا كانت حلالا وليكن ذلك فى مصرف يسمى بنك المغترب...
كما أقترح عمل مدارس على المناهج السودانية فى المدن الكبيرة والتى يتواجد بها عدد كبير من الأسر السودانية على نسق المدارس الباكستانية وغيرهاحيث أن مايدفعه الأباءلتكاليف ايجار المدرسة وسداد رواتب المعلمين وطباعة الكتب ...
واقترح عمل مؤتمر سنوى بحضور المغتربين فى موسم الاجازات (يونيو- أغسطس) فى مبانى جهاز المغتربين لمناقشة مشاكلهم وحلولها وطرح مشاريع استثمارية فى كل المجالات خلال المؤتمر يسبق ذلك حضوروفود لدول الخليج وغيرها لتسويق هذه المشاريع وليس فقط لبيع أراضى العشش....
أخيرا أهمس فى أذن البشير وسلفاكيروعلى عثمان طه و...بعد نهاية صراع السلطة والثروة أن هناك ثروة لابد من الاهتمام بها وهى أغلى من البترول والذهب بكل ألوانه!! ألا وهى هذا الانسان الذى امر الحق عز وجل الملائكة ان يسجدوا له امتثالا لأمره واجلالا لحكمة خلقه , هذا الانسان السودانى هو الثروة التى على الدولة رعايتها والعناية بها وذلك بما تقدمه الدولة لشعبها ...
ومن وحى الغربة أختم مقالتى بأبيات من الشعر كتبتها ردا على صديقى أحمد العراقى وهو من أبناء كريمة (آداب الخرطوم 1982) إذ قال لي :
ألا ياصبا الشوق المعطربلغيها التحايا من مشوق مستهام
الى خــــــل وفى بـــــل حبــــيب اذا ماالقوم عرضوا للملام
سقاك الطـل دار الشيـــخ مدنى اذا مافــــيك مثل أبى الكرام
سأقصر عن حديث ذى شجون وأشـواق ستفســد بالكـــلام
وكان ردى له باسلوب المجاراة :
ألا ياصبا العطر المشوق بلغيها التحايا من مهيم فى اشتياق
الى مـاجـد صــادق بــــــل ودود ومابقى للود عند القوم باقى
سقاك النيــل بين الأهـل كرمـا مثل ماكنت بين الناس ساقى
لاأقصر عن شجون فى حديثى فشهود الشوق كلم ياعراقى
م/ ياسرمحمد خير –المدينة المنورة
abdidi-100@hotmail.com
لا أذكر متى كان آخر مرة أمسكت فيها بالمسدس اقصد بالقلم لأكتب (خارج الدوام) أشعارا كانت أو مذكرات أو حتى مقالة غير أن الأخ العزيز سيف الإسلام أبوبكر استفزني بمقالاته الكثيرة جدا بشروحه ومتونه عن الاغتراب والعودة وجهاز المغتربين في الإنترنت علـى سـودن أون لاين من أرض الكردي بالمدينة المنورة ، رغم اننى والزميل محمد أحمد الأمين (حمورى) أسسنا الحائطية ( الرسالة ) في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم 1980 فضلا عن صالوني أقصد ديواني ( البيادر ) .
وجيناكم ياحبايبنا بعد غربة وشوق ، وإذا كان للاغتراب خمسة فوائد على عصر الإمام الشافعي فان له خمسة مليار فائدة فى عصر كوفى عنان وأول فائدة معرفة معنى وقيمة الوطن ( فى الليلة الظلماء يفتقد البدر ) بما فيه من أزيار وفول مسلح وباصات الدباغة بمدني ، ومصانع جياد وبترول هجليج وأريبا وسودانى ، وسحارة الكاشف وهلال مريخ وعرس الزين ، وزيارات العيد وركشات ودنوباوى، وكتابات المرحوم محمد طه بالوفاق، وضرائب وزكاة جهاز المغتربين، وزحمة السوق العربى ( قراية ....قراية)، وبصات الجزيرة فى السوق الشعبى، ودافورى العصريات وغناء وداللمين :
ياريتنى لو بقدر اقول فيك الكلام المانكتب... واجلى المقاطع بالدهب ....
وافرد صباح حسنك وشاح.... يمسح عذاب عمرى المسطر باللهب...
بعد اغترابى مع مطلع القرن الحالى عرفنا كم هى شامخة بلادى وكم هو عزيز سوداننا ، وللمغتربين أن ينتقدوا الانقاذ كما يحلوا لهم ( اشارة خضراء) وأن يقولوا عن الحكومة كما شاءوا وشاء لهم الهوى (اشارة صفراء) ولكن لا بل مليارات اللا... لأى مساس بالسودان ( كل الأشارات حمراء فاقع لونها ).فحب الوطن من الإيمان وابدا ماهنت ياسوداننا يوما علينا ..
معاناة المغترب وهو بعيدا عن أهله وأصحابه (قريبا من الريال)تداويها سهولة الاتصالات بالجوالات والانترنت وزيارات الأهل والمعتمرين والحجيج ، هذه المعاناة تضمحل وتتضاءل عندما يدفع المغترب الضرائب والزكاة ودمغة الجريح ورسوم الهنايات ؟؟؟ وأنا أعرف عدد كبير من المغتربين لايذهبوا للسودان لأكثر من عشرة سنين بسبب هذه الضرائب لأنها تدفع من دم القلوب والترائب....
وأقترح الغاء الضرائب على المغترب نهائيا بأثر رجعى وتقدمى مع استرداد ماتم دفعه ، والاكتفاء فقط ب10% من راتب المغترب كتحويل اجبارى نهاية كل عام تستفيد منها الدولة كايرادات عملة صعبة جدا ويستفيد المغترب بوجود رصيد له عند العودة النهائية ليبدأ مشوارجديد على ان تكون هذه التحويلات فى بنوك استثمارية محددة أوسوق أوراق مالية اذا كانت حلالا وليكن ذلك فى مصرف يسمى بنك المغترب...
كما أقترح عمل مدارس على المناهج السودانية فى المدن الكبيرة والتى يتواجد بها عدد كبير من الأسر السودانية على نسق المدارس الباكستانية وغيرهاحيث أن مايدفعه الأباءلتكاليف ايجار المدرسة وسداد رواتب المعلمين وطباعة الكتب ...
واقترح عمل مؤتمر سنوى بحضور المغتربين فى موسم الاجازات (يونيو- أغسطس) فى مبانى جهاز المغتربين لمناقشة مشاكلهم وحلولها وطرح مشاريع استثمارية فى كل المجالات خلال المؤتمر يسبق ذلك حضوروفود لدول الخليج وغيرها لتسويق هذه المشاريع وليس فقط لبيع أراضى العشش....
أخيرا أهمس فى أذن البشير وسلفاكيروعلى عثمان طه و...بعد نهاية صراع السلطة والثروة أن هناك ثروة لابد من الاهتمام بها وهى أغلى من البترول والذهب بكل ألوانه!! ألا وهى هذا الانسان الذى امر الحق عز وجل الملائكة ان يسجدوا له امتثالا لأمره واجلالا لحكمة خلقه , هذا الانسان السودانى هو الثروة التى على الدولة رعايتها والعناية بها وذلك بما تقدمه الدولة لشعبها ...
ومن وحى الغربة أختم مقالتى بأبيات من الشعر كتبتها ردا على صديقى أحمد العراقى وهو من أبناء كريمة (آداب الخرطوم 1982) إذ قال لي :
ألا ياصبا الشوق المعطربلغيها التحايا من مشوق مستهام
الى خــــــل وفى بـــــل حبــــيب اذا ماالقوم عرضوا للملام
سقاك الطـل دار الشيـــخ مدنى اذا مافــــيك مثل أبى الكرام
سأقصر عن حديث ذى شجون وأشـواق ستفســد بالكـــلام
وكان ردى له باسلوب المجاراة :
ألا ياصبا العطر المشوق بلغيها التحايا من مهيم فى اشتياق
الى مـاجـد صــادق بــــــل ودود ومابقى للود عند القوم باقى
سقاك النيــل بين الأهـل كرمـا مثل ماكنت بين الناس ساقى
لاأقصر عن شجون فى حديثى فشهود الشوق كلم ياعراقى
م/ ياسرمحمد خير –المدينة المنورة
abdidi-100@hotmail.com