مشاهدة النسخة كاملة : ولم الصمت
وفاء سعد عمر
08-01-2008, 11:10 PM
كنت في جلسة سمر" ونسه" مع بعض زميلاتي في العمل ونحن خليط من جنسيات مختلفة، وأثناء الحديث تلقت إحداهن رسالة عبر جوالها وكانت طرفة متداولة عن سوداني أذن لصلاة الفجر وأغفل ذكر" الصلاة خير من النوم" وعندما سئل عن السبب قال: يعني أكضب؟؟. ضحكت الحاضرات بل قهقهن طويلا!! أما أنا فغلى الدم في عروقي، وكتمت غضبي ببسمة هادئة وقلت لهن: في هذه الطرائف الكثير من الإجحاف في حقنا... وقبل أن أنهي تعليقي بادرتني إحداهن بسؤال عصف بي وكدت أصاب منه بشلل في مسار تماسي وتفكيري لولا ستر رب العالمين: هل في السودان علماء وشيوخ متفقهين في الدين الإسلامي؟
كان أمامي سبيلان للرد عليها... إما أن أقلب هذه الجلسة رأساً على عقب وأعنفها وأتهمها بالجهل المفرط، وإما أن أكبح جماح نفسي وأسيطر على ثورة غضبي وأجيبها بهدوء.فهدوء الأعصاب في كثير من الأحيان يوحي بالعقلانية والجدية مما يكسب الحوار بعداً جديداً يتسم بالموضوعية.. حينها أسعفتني الذاكرة بما قد قرأته منذ فترة وجيزة من كتابيي أستاذي القدير البروفيسور إبراهيم القرشــي" السهل الممتنع" عن الشيخ عبد الرحيم البرعي و" الشريف محمد الأمين الهندي" قطب القرآن وخاتمة المحققين عليهما رحمة الله.
استعدت ثقتي بنفسي وبأسلوب أحسبه مليء بالتشويق حدثتهن عن الشيخين العالمين الجليلين مبتدئة ًبالشيخ الشريف محمد الأمين الهندي الذي كان يعلّم القرآن الكريم في " نوّارة" حيث توقد خمسين ناراً" تقابة" لتحفيظ القرآن وثلاث عشرة ناراً أخرى لتجويده. فحفظ على ضوئها قرابة الأربعة وعشرين ألف طالب من شتى بقاع الأرض. كما كان يتلو القرآن بقراءاته السبع وبرواياتها الأربع عشرة. ثم ذكرت لهن عن الشيخ البرعي حافظ القرآن ومادح الرسول صلى الله عليه وسلم ودوره في الإصلاح الاجتماعي ومحاربته للعادات الضارة والمحرمة وقصصت عليهن من طرائفه. ثم ختمت حديثي بتعريفهن بأن هاتين الشخصيتين العالميتين كانا ملء السمع والبصر ولهما احترامهما في ديار الإسلام وأوروبا وقد تقلدا العديد من الأوسمة، وحصلا على أكثر من دكتوراه فخرية من عدد من الجامعات منها العالمية. كما أنهما أنشئا العديد من مدارس تحفيظ القرآن الكريم والمجمعات الإسلامية في السودان على نفقتهما الخاصة وتكفلا بالصرف على الطلاب أثناء دراستهم بها. فهل هناك عظمة أكثر من ذلك؟.
بذلك حققت هدفي وأوضحت ما أردته وأنهيت جلستي وفي الأذهان تقدير وإجلال لهذين الشيخين، ولكن ظلت غصة في نفسي تمور وسؤالاً حائراً: هل نحن السودانيين قمنا بواجبنا كسفراء لبلادنا في الخارج، وعكسنا بافتخار مالنا من إرث وتراث غنيّ ثر لا يقل بأي حال من الأحوال عن رصيد غيرنا من الشعوب؟؟ الحقيقة أن معظمنا يهمل هذا الجانب فلا يستغل المواقف ويخلق الفرص لإبراز عظمة بلادنا ومفكرينا وعلمائنا وأدبائنا فظلت بلادنا قابعة في زاوية مظلمة في أذهان العامة من أبناء الشعوب الأخرى ووجدت فكرة السوداني الكسول المتقاعس الغير متفقه في الدين طريق سهلاً ميسرا فتفشت كظاهرة نسجت حولها الكثير من الفكاهات والطرائف وأصبحنا لوكة على لسان الخلق.
ومن هنا كان دورنا الذي أصبح الآن أكثر تعقيداً هو أن نرد بحزم وندحض الأفكار التي تكونت عنا وذلك باستغلال كل الفرص المتاحة لإعادة رسم صورة للإنسان السوداني بتاريخه وأصالته وهويته الإسلامية، وشمائله وخصاله في النجدة والمروءة والتكافل.
أنحنا ألفينا مشهودة وعارفانا المكارم خيلها بنقودها
والحارّة بنخوضها
شبارقة
08-01-2008, 11:34 PM
أندى وأسمى وأرقى تحية أختنا الكريمة العزيزة وفاء،،
وأهلاً بك في منتديات ودمدني ...
أحيي فيك هذه العقلانية ، والتصرف الراقي الحضاري ..
ويكفي أنك مثلت السودان بأكمله في هذا الموقف ...
ولنقل لمثل زميلاتك :
ملئ السنابل تنحني بتواضع *** والفارغات رؤوسهن شوامخ
لك كل الشكر،،،
سواااح
08-01-2008, 11:35 PM
الاخت وفاء ..
لك عاطر مودتي ..
وما ذكرته نتعرض له كثيرا هنا
والامثلة علي ذلك لا تحصي ولا تعد
ولكن كراي شخصي
ان من يقول ذلك منهم يجب في الاول
ان نطلق عليه لقب جاهل
كونه لا يدري شيئا عن السودان
وعن ما يحتويه من علماء وفقهاء وادباء
وثانيا عن اهمالنا نحن لذاتنا
وتواضعنا وعدم محبتنا للحديث عن انجازاتنا
وذلك اصبح عيبا كونه يعكس صورة ومثال سئ
عن عدم تقدمنا ومعرفتنا وادراكنا وتواصلنا ..
ويستحضرني ما ذكره الاستاذ التجاني حاج موسي
في احدي المقابلات التلفزيونية في حديث لقناة ابو ظبي
في برنامج تقدمه نجاح المساعيد
عندما سالته بعد انا اذهلها بجمال كلمات اشعاره
فقالت له لماذا الشعر السوداني غائب عن الساحات الثقافية العربية
فكان رده اجمل ما يكون حين قال لها ..
بل قولي لماذا الشعر السوداني مغيب عن الساحات العربية ؟؟
وهل يقودنا الي سؤال اكبر ..
هل نحن غائبين .. ام مغيبين ؟؟
ود المطامير
09-01-2008, 12:09 AM
عندنا علماء وشيوخ متفقهين فى الدين ؟
هيع .. قولى ليها عندنا لحاقين بعيد
وبس .
عثمان جلالة
09-01-2008, 12:11 AM
الأستاذه وفاء .. لك التحية وشكرا لتمثيلك السودان خير تمثيل ... والسودان هذا البلد القارة مليء بالعلماء ... واهل الدين ... وما كان يقوله علمائنا في الدين ... كان يلجم أفواه الآخرين ... ولا زالت أرض الوطن حبلى بالعطاء ... وسيأتي اليوم الذي يكون فيه هؤلاء السمر قادة للعالم في كل المجالات ... فقه .. وتكنلوجيا ... مستفيدين من هذا التنوع الثقافي ... والجغرافي ... والديني .. والعرقي ... وتقبلي مروري
بورتبيل
09-01-2008, 12:49 AM
اولاً : عذراً الاستاذة الاديبة الرائعة وفاء عمر اذ فاتني الترحيب بشخصكم الرفيع هناك في نواحى اخرى من المنتدى
ثانياً: لكم ادهشني ردك على زميلاتك في العمل بما فيه من الحكمة والحنكة لاختيارك شخصيتين بارزتين في المجتمع السوداني - واخذهما كشاهد للرد على السؤال المطروح .. (وان تحفذت كثيراً لاتحدث عن امثلة للاسئلة المشابهة والتي قابلتني في كثير من المواقع بحكم غربتي واغترابي).
ثالثاً: رداً عن استفساراتك عن هل نحن نقوم بالدور الذي يجب علينا ان نقوم به للتعريف بالوطن السودان ومهامنا السفارتية اذا جاز التعبير .. اقول المكان احياناً لا يصلح للقيام بهذه الادوار - لا اقصد المكان تحديداً بل اقصد التواجد مع بعض العقول - لانك احياناً كثيرة تجد ان من يبادرك بالسؤال عن استفسار في السودان - لا يعرف كم عدد الدول العربية الناطقة بالعربية ؟؟ واحياناً يسالك اخر - (ليه المصريين بسموكم اولاد النيل) فاي ادوار اقوم بها ؟؟
احياناً يستعصى علينا الرد في مواقف كثيرة ليس تقصيراً منّا لدور الوطن ولكن لان المتلقى لا يستوعب احياناً واحياناً لا يريد ان يعرف معلومة عن السودان واحياناً يكون ما بعقله لا يتغير حتى ولو جلست تحكى له حتى الصباح. لذا نكتفى احياناً كثيرة بالصمت. وعزة الوطن نحن نعلمها.. ولا نريد ان يثني علينا احد.
النور محمد يوسف
09-01-2008, 01:11 AM
الأديبة وفاء ..... اهلا بك قلما حكيما عاقلا مثقفا ورزينا...... وهو بعض ارهاصات انتفاض حوائنا السودانية ..... وعودا الى هذه الهجمة الشرسة وفي هذا التوقيت بالذات على السوداني وثقافته وسلوكه وسبيل حياته إذ يوصم بالكسل ....
فإني أقول لعل الله يجعل فيها خيرا كثيرا ....وباذنه تعالى ستنقلب الى الضد .....فجميعنا نسال الله أن يجعل شرورهم في نحورهم ..... وهذه حكمة الله إن أراد بعبده خيرا يبتليه وما اصعب الابتلاء اذا اتاك من ذوي القربى .....
فدماؤنا تحتاج الى التجديد وثقافتنا تحتاج الى التجديد ورؤيتنا لغيرنا تحتاج الى الكثير من المراجعة والتجديد...... كنا نحسن الظن ونحسنه ولكن من غير أخذنا للحيطة والحذر ...كم نتمنى أن نكون شعبا يستصحب الأمن في جميع حركاته وسكناته .....
يجب علينا مضاعفة الجهد والعطاء والتضحية .... ولن يسكتوا عن هذه الفرية الا برؤية الطائرة صناعة سودانية وليكن هذا هدفنا .... لا ينفع الكلام فان من أطلق هذه الفرية مشهور بالكلام والفصاحة وهز ......اللسان ..... الرد بالفعل بالعمل بالانتاج
ولا تترددي حواءنا فالراية والريادة للجنسين معا
ولك تحياتي
عماد السائح
09-01-2008, 01:16 AM
الاخت وفاء سرني حضورك جدا"ولو سألوك تاني اقلبي الصفحة .
سألت احد المصريين زميل لي عن الحضارة الفرعونية فوجدت نفسي استاذ حضارات فابيت ان اساله عن حضارة البجراوية.
عندما كنا ندرس سياسة بسمارك الداخلية والخارجية وافو في الصين وجون في هولندا واحمد في مصر كان الناس في غيبوبة
سالني احد الامريكان بالتحديد من اين قلت له من السودان .قال لي بالحرف الواحد عاصمتكم مقديشو قلت له لا مقديشو دي بت عمي .
ولكن نقول لاباءنا واجدادنا شكرا"لكم فنحن نفتخر جدا"بمقولة تطبع الصحف في .... وتقراء في السودان .
الغالية وفاء اتمنى ان اراك في المنتدى الثقافي وكتاب حصاد الغربة مع النيرات اميمة واسماء وبقية العقد الفريد
دمتي..
Madanawi
09-01-2008, 02:42 AM
الأديبة .. ذات الرؤى الثاقبة .. وفاء
الحمد لله الذي جعلك تتملكين أعصابك وتحولي
براكين الغضب في دواخلك الى طيف علمي وعملي
يتسلل الى ذاكرة الفراغ فيملؤها معرفة وعلما
بسودان حمل على على عاتقه الكثير وبعث ابناءه
وبناته الى مشارق الارض ومغاربها لينهلوا من
شهد المعرفة .. فيطورونها .. ليقدموها لذة للشاربين
من الاخوة الجيران والجائرين عساها ترفع وضيعا
أو تعز ذليلاً،،،
نعرف قدر أنفسانا .. والآخرين !!
شكراً لك .. أيتها السفيرة الشعبية،،
جنيـــــدو
09-01-2008, 06:47 AM
الأخت وفاء :
الأخت وفاء
السودان بأرضه الشاسعة التي يمكن أن تعمر وتكون مناص للتائهين . ينقصه الكثير في شتى المجالات ، صحيح هنالك علماء وشخصيات بارزة تفردت على مستوى العالم في بعض المجالات ، لكن أين الاهتمام من جانب الإعلام والتطوير والرعاية الكاملة والمتابعة من قِبل الدولة لهؤلاء الذين لديهم الفكر وتنمو في دواخلهم الغيرة حول الدين . تشجعهم على تطور المجتمع السوداني .
إلا أن الذي يرى نفسه أنه تفرد أو تخصص في شيء نجِده يفكر في الغربة إما لتطوير نفسه في مجاله أو لمعيشته الخاصة .
والإعلام النائم في ثباته العميق الذي لا يلتفت سوى للفن والعراك السياسي و.. "الدروشة" فكيف ينتج من واجهة مثل هذه علماء !
عدم الاهتمام بالتفقه في الدِّين وطلب العلم هو ما جعل أمثال اللاتي كنّ معك بالتفوه بكلمة عن شعب ألمت به الحروب وشغلته عن الدِّين . ونكاد نكون منسيين في الخريطة العربية .
ما لفت انتباهي لموضوعك هو وصف السوداني بالكسول ... فبينما أناقش هذا الموضوع مع أحد الإخوة العرب يؤكد لي ذلك بأن السودان به أكبر أرض زراعية فلو استثمرت وعمل بها أبناء البلد لنتج عن ذلك ما تسمونه بسلة غذاء العالم لكن الكل يُفضِّل الغربة والعيش في بلد آخر !
مدنيّة
09-01-2008, 10:33 AM
فعلا ما قلتي الا حقا
( بلادنا قابعة في زاوية مظلمة في أذهان العامة من أبناء الشعوب الأخرى )
لو بارادتنا او بارادة الاخرين
وزي ما بيقولوا الخير بخص والشر بعم
لذلك تجدي من يسئ لنفسه في الخارج يسئ للسودان اولا ولا يلقي لذلك بالاً
وفاء سعد عمر
09-01-2008, 12:04 PM
أعزائي:-
شبارقة - سوااح - ود المطامير - عثمان جلالة - بورتيل - النور محمد يوسف - عماد السائح - مدناوي - جنيدو - مدنية.
(أكاد أتحسس نبض مشاعركم الوطنية المزدانة بالحماس والواقعية مما يجعلني فخورة بكم ... وما زلنا قادرين وقادرين ما دام أنتم أبناء بلدي)
moh_alnour
09-01-2008, 04:35 PM
الأستاذة : وفاء سعد عمر
لك ألف تحية وأنت تكظمين غيظك إلى هذا الحد
تستحضرني هنا قصة الأمام مالك مع ذلك الرجل الذي كان يحضر إلى حلقته في أبها ملابسه ولكنه كان يطيل السكوت ، فقال له الأمام مالك أني أراك تطيل السكوت فسل ما بدأ لك ، فقال له الرجل بلى أني سائلك ، فقال متى يفطر الصائم ، فقال له الأمام مالك عند غروب الشمس ، فقال له الرجل : وإن لم تغرب ، فتمثل الأمام مالك بقول القائل
وما الصمت إلا ستر للغبي *** وإنما صحيفة لب المرء أن يتكلمِ
هناك كثير من الأسئلة الشبيهة بذلك السؤال والتي نسمعها كثيراً من غير السودانيين بمهاجرنا المختلفة .
وأغرب ما سمعته بنفسي عبر برنامج من سيربح المليون أن هناك سعودي ويعمل بوظيفة محترمة بمدينة جدة وقد سأله جورج قرداحي عن عدد سور القرأن الكريم فقال أنه لا يدري مع وجود الخيارت ولكنه آثر أن يتصل بصديق فأتصل بأبيه وذكر له خيارات الأجوبة فرد الوالد بأنه يتوقع أن تكون الأجابة 120 سورة
و والله ثم والله لو لم أسمع هذه الحلقة بنفسي لم أكن لأصدقها إطلاقاً أن يكون هناك سعودي لا يعرف كم عدد سور القرأن الكريم
هل بعد كل ذلك تعليق
لكى التحيه بما قمتى به فهذا شعور اخلاقى خالص اتمنى لكى كل خير
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir