المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سودانية الكيان وخليجية اللسان



حسن سادة
09-12-2007, 04:31 AM
قرر حاج الماحي أن يضع حداً لسنوات الغربة العجاف ولسان حاله يقول
(غربتنا ما هنّتنا يا حلوين، هناك الهمّ بدل واحد يبين همّين
وفيها قلوبنا تتأوه ونتاوه سنين وسنين
مصيره الحى يلاقى حبايبه لو صادقين سماع أهلاًَ من الاحباب شروق أمال
ووصف البهجة بالكلمات محال يتقال حلاوة العودة غنيناها فى موال "
فعاد إلى الديار نهائياً بمعية أفراد أسرته وأقام في بيته الخاص الكائن في الحاج يوسف وجلب والدته من البلد لكي تعيش معهم في الضواحي طرف المدائن.
وسرعان ما تأقلم أفراد أسرته مع أجواء السودان والخرطوم والغبار والمطر ونسوا أو تناسوا التكييف والراحات الأخرى ولكن المعضلة كانت في لسان الإبنة الصغرى سهى التي كانت تتحدث اللهجة الخليجية بطلاقة منقطعة النظير وكأنها من حسناوات نجد وتهامة وسليلة قبيلة قحطان والشمري والعنزي وسائر قبائل البادية السعودية
أما والدتها وإخوتها كن قد تعودن على كلامها منذ أن كانوا بحي الغبيرة بالرياض ولكن جدتها المسكينة التي لم تبرح السودان قط في حياتها واجهت صعوبات جمة لفهم وإستيعاب كلامها الأعوج.

وذات صبيحة من صباحات الحاج يوسف الندية فرشت الحاجة سكينة - جدة الطفلة سهى من أبوها – حصيراً في وسط الحوش ووضعت طبقاً مليئاً من حبات القمح وإنهمكت في فرزها وتنظيفها من الشوائب العالقة وهي تدندن بأغاني قديمة وفجأة خرجت إليها البنت سهى وهي في طريقها إلى الخارج لزيارة صديقتها في بيت الجيران فأخذت تحييها قائلة:
" إيش لونك يَدتي (جدتي)؟ عساكي طيبة إن شاء الله!!!
فأجابت الحاجة سكينة وقد نثرت حبات القمح من يديها على الطبق:
" يا بتي إنتي ما صاحية والله شنو؟
فسألتها سهى مندهشة:
" إيشلون ماني بصاحية ما تقولي لي بالله؟
فأردفت جدتها قائلة:
" يا بتي مالك قاعدة تسأليني من لوني! اللون ده ما واحد شنو اللي بغيّره؟
وبعدين تعالي هنا!!! عليكي الله لوني ده ما أفتح من لونك؟ عايني وجهك في المرايا!! بري منكن وكُر يا بنات آخر الزمن.
فضحكت سهى ملء شدقيها وقالت:
" جدتي إيش لونك في الخليج يعني كيف حالك فهمتي يا جدتي؟
فأجابت جدتها وهي تنظر إلى شعر سهى متهكمة:
" أنا حالي حال السرور يا يابا مآكلة وشاربة والحمد والشكر لله"
ثم أردفت:" وبعدين تعالي هنا!!! إنتي مارقة برة وشعرها منكوش كدة ذي الشيطان بسم الله الرحيم الرحيم تعالي هنا ألمّ ليك شعرك المنفوش ده"
فقالت سهى وهي تبدي رفضها:
" جدتي!! إيش دراكي عن الموضة والإستايل،،
يعني إيشلون بالله تبغيني أصير مثلك أمشط شعري والله إيش"
فقالت الحاجة سكينة وقد إستشاطت غضباً:
" يا بت تعالي هنا وما تقعدي تبرطمي لي!!
أنا كلمة واحدة من اللي قلتيها ما ناقشاها.
تعالي هنا والله أنادي أبوك من جوة؟
فهرولت سهى نحو الخارج وهي تقول:
" أبوي موب هنيا راح حق رَبَعه برة"

نتوقف هنا وندع الحاجة سكينة تكمل فرز القمح
ثم نعود مجدداً ريثما تعود سهى من الخارج

زيزي
09-12-2007, 10:17 AM
مشكور عزيزي حسن سادة
وتقبل مروري
دمت في رعاية الله

حسن سادة
09-12-2007, 10:15 PM
شكراً لمرورك يا زيزي وإن شاء تسلمين ويعطيك العافية

حسن سادة
09-12-2007, 10:15 PM
أرادت سهى وهي في طريق عودتها إلى البيت أن تبتاع شيئاً من البقال فوجدته مقفلاً فوقفت حائرة أمام البقال وفجأة مرت بجانبها سيدة تتأبط خضاراً فإستوقفتها سهى سائلة: " مسامحة يا الشيخة" وقبل أن تكمل السؤال أخذت هذه السيدة تتمتم في سرها قائلة: " أجي يا بت أمي! عملتيني شيخة مرة واحدة،، حكمة والله وحكاية تشغل أذهان العباد" فإستطردت سهى": وإيش بلاها هذه البقالة مسكرة اليوم عسى ما شر؟ فأجابت السيدة وهي تضع الخضار جانباً:" اللهم يرفع البلاء من العباد!!! قصدك يا بتي الدكان ده قافل مالو الليلة؟ والله يا بتي ما عارفة يمكن صاحبه سافر الجزيرة " ثم تأبطت الخضار تارة أخرى ومضت في سبيلها وهي تقول:" في دكان تاني في آخر الشارع في الناصية ،،، فتك بعافية يا بتي" وفجأة رن الهاتف النقال وكانت أمها هي المتصلة فأجابت سهى:" ثَم يا حبيبتي بغيتين شئ أنا رحت البقالة وحصلتها كلش مسكرة والحين ما أدري وين أروح ما تعرفين بقالة ثانية هنيا"
الأم على الطرف الثاني: لا يا ماما تعالي البيت بسرعة عشان أبوكي رجع من برة وقالب الدنيا عليكي وأغشي الحلاق وسوقي أخوكي من هناك زمانو خلّص من الحلاقة ،، يا الله مع السلامة يا بتي"
أسرعت سهى نحو صالون الحلاقة فوجدت شقيقها لؤي وقد إنتهى على التو من الحلاقة فقالت له معلقة على قصة الشعر الجديد لأخيه:" إش إش وإيش ها الكشحة يا لؤي؟ فأجابها لؤي وهو يتحسس شعره:" هذه الله يسلمك قصة بيكهام أدري إنك قاعدة تتنظين عليّ = (تسخرين مني) يا لئيمة أصلك ما تدرين شيء عن الموضة،،، كل ربعي في الديرة يقصون شعرهم هااللون" فقالت سهى وهي لا تزال في نبرة السخرية" بالمبارك ،، أشوى = (أحسن) ما قصيتها المارينز،، تَرى أنا كلش ما أداني (لا أعجب به) هالقصات الجديدة اللي طايحين فيها = (يتهاتفون عليها) الشباب هاالأيام" فقال لها لؤس:" وإنت وإيش خصك وإيش فيك من السوالف هذه والله حول" فقالت سهى:" ويلي ويلي وايد تأخرنا على البيت قو نمشي"

بنت الرفاعي
09-12-2007, 10:59 PM
ماشاءالله أخوي حسن إجادة تامة للهجة الخليجية، يبدو إنك أقمت في واحدة من تلك الدول أو كنت في ما مضى.

شبارقة
09-12-2007, 11:11 PM
وش ها القصة الغريبة!!
اقول ..
ترى سهى هذي باينها خليجية مركبا بودي سوداني ..
* * *
احمد الله الجابني سوداني ، وفي السوداني عوج لساني ، وفي اللسان دراب دراب !!

حسن سادة
10-12-2007, 02:07 AM
مرحباً بمرام في الحاج يوسف في بيت ناس سهى
وأهلاً بطلتك الأنيقة فوق سماء البوست
أما أنا فلا زلت في الخليج في البحرين
أسأل الله أن يرد غربتي بخير
ويعمر سوداننا الغالي
اللهم آمين

حسن سادة
10-12-2007, 02:13 AM
عزيزي الشبارقة
حيا الله الربع
ويا هلا ومسهلا
وعساك على القوة يا طويل العمر
وما غريب إلا الشيطان

وشكراً لزيارتك وإن كانت خاطفة

صديق بلال
10-12-2007, 07:56 AM
يا هلا بالمهلي اللي ما يولي....
عزيزنا وأخينا حسن سادة...عالقوة... طال عمرك...
ويش لونك...
والله حنا... طال عمرك... من المعجبين جدا بكتاباتك...
ياليت ماطول علينا من مثل هالكتابات...
وحنا دوما نبي مثل هالسوالف الزينة...
والله يعطيك ألف عافية...
وتسلم يالغالي...
مع تحيات
أبو ديغيليب

moh_alnour
10-12-2007, 02:32 PM
تسلم يا حسن سادة
أسلوب جميل وراقي وساخر للتعبير عن تناقض الشخصية السودانية التي عاشت في الخليج
والتي أصبحت مسخ مشوه لا هي سودانية ولا هي خليجية
وتقبل مروري وفي إنتظار المزيد منك

حسن سادة
10-12-2007, 08:29 PM
الأخوة الأحبة صديق بلال ومحمد نور
فرحانة بيكم كل النجوم اللي في البوست
وتحليقكما من هنا منح الساحة ألقاً
خاصاً أفخر به وأسعد الله صباحكما الجميل

حسن سادة
10-12-2007, 09:31 PM
طرق مدو باغت في باب بيت ناس سهى عندما شارفت الشمس إلى المغيب - والليل لبس أجمل وشاح – مما جعل أم سهى تنادي من المطبخ وتقول:" يا بت إنتي ما سامعة الخبيط ده أمشي أفتحي الباب قوام" فأجابت سهى قائلة: " إن شاء الله يا أمي ثَمّي يا طويلة العمر" فراحت وفتحت الباب وكان الطارق هيثم إبن عمها الذي ضاق ذرعاً من الطرق على الباب حتى كلّ متنه فصاح في وجه سهى متذمراً :" يا ناس إنتو نايمين لسع والله حكايتكم شنو؟ فأجابت سهى: " إيش فيك إنت ما في أحد ينوم ها الحزة = (في هذا الوقت) تو الناس = (لسع بدري) حياك يا هيثم دش داخل = (أدخل جوة)
وأخذ هيثم يسأل سهى:" وين أمك يا بت" فثارت سهى في وجهه قائلة:" هيثم مليون مرة أقول لك لا تناديني بت إيش فيك أنت؟ ما أنت بصاحي = (إنت ماك نصيح)
فأجاب هيثم متهكماً :" خلاص أمك وين يا هانم والله أقول ليكي أمك وين يا البرنسيسة يا السنيورة" فضحكت سهى وقالت : الحين أشوى = (أحسن) ولو إني حاسة إنك بتتنظ علي (بتسخر مني) لكن ما علي أصبر علي كان ما علمت = (أخبرت) أبوك. وأخيراً خرجت أم سهى وألقت التحية لهيثم ثم أردفت قائلة:"
يا أولاد إنتو مالكم طوالي متناقرين وجارين الشكل؟ في شنو يا هيثم؟ فقال هيثم يا خالتي أنا أمي رسلني عشان أقول ليكم تعالوا أحضروا خطوبة محاسن أختي الليلة بالليل " فقالت أم سهى ما شاء الله عقبال إنت كمان يا ولدي لمان تكبر كدة وتجيب ليك عروسة بت حلال تسعدك فقال هيثم " إن شاء الله ثم إنصرف وقد رفض تناول الإفطار معهم بذريعة الإستعجال.

وعندما حان وقت العشاء (بكسر العين) جاءت مجموعة من الحسان ليصطحبن سهى إلى بيت الحفل ثم ذهبن سوياً ولم يكن الحفل على نطاق واسع بل ضم نفر من الأقارب والجيران وكان فنان الحفل ياسر إبن خالة سهى الذي تخرج على التو من جامعة السودان ولا يزال يبحث عن عمل وجلس الخطيبان على مقعدين مزينين بأكاليل الورود وقد إرتدا أحلى الثياب وبدأ ياسر في أداء وصلة من الأغنيات لكبار الفنانين وفي منتصف الحفل أخذ الفنان الصاعد ياسر يردد صادحاً :
" مستحيل عن حبك أميل بساهر الليل يا جميل "
وعندما همّ بإختتام الأغنية أي القفلة بلغة الموسيقيين أخذ يكرر ويعيد:
" الليل ده طويل يا جميل "
وقد أعاد هذا المقطع عشرات المرات فضاقت سهى ذرعاً بذلك وإقتربت منه
وقالت له:" إيس فيك ياسر ذبحتنا وبطيت كبدنا مليون مرة تكرر الليل ده طويل يا جميل لين كملت الليل كلش؟ مادام إنك قاعد تغني حق الليل ليش ما تغني لنا
( سرى الليل وحنا ما سرينا ) فضحك ياسر وقال لها ساخراً " طيب يا أختي مالكم ما سريتو المنعكم شنو؟ منعوك أهلك؟
فعادت سهى وجلست جوار صديقتها نشوى وقالت لها وهي تلتفت يمنة ويسرى كمن يبحث عن شئ مفقود فسألتها نشوى مستغربة:" مالك يا سهى بتكوسي على شنو؟
فقالت سهى وهي لا تزال مستمرة في عملية البحث:" ما أدري يا خيتي نشوى!
ماني محصلة الدفة مالتي" فقالت نشوى:" با بتي دفتك شنو وإنت أصلك مركب والله شنو" فأردفت سهى:" ما تعرفين الدفة ما أدري ويش يسمونها هني العباءة جنها (كأنها) " فسألتها نشوى مجدداً: " ما بتذكرني ختيتيها وين والله إديتها منو؟
فقالت سهى:" أنا أعطيتها قريبتنا آمنة اللي كانت تجلس هنا" فقالت نشوى:" آمنة منو يا إنت؟ عمري ما سمعت بي واحدة قريبتك إسمها آمنة" فأجابت سهى :" ما تعرفين آمنة اللي تسكن في حي الجرايد؟ فضحكت نشوى وقالت:
" قصدك الصحافة يا عبيطة"

نتوقف هنا ونواصل السرد لاحقاً

حسن سادة
10-12-2007, 10:31 PM
لب الموضوع

لا ألقي باللائمة للشخصية التخيلية بطلة الموضوع الآنسة سهى

لأن الظروف المعيشية الطاحنة في السودان قد أجبرت والدها

للإغتراب بحثاً عن وضع معيشي أفضل في الخليج

أو غيرها من بقاع الأرض وهذا حق مشروع مكفول له

ولكن هذا الإغتراب وإن كان سترة حال

إلا أن له سلبياته وتداعياته أيضاَ وهي الإنخراط في ثقافات

ومجتمعات أخرى ولكننني أطمئن الآنسة سهى بأن هذه الحالة

دائماً ما تكون مؤقتة لأن العديد من أولاد وبنات المغتربين

ممن عادوا بصورة نهائية للإستقرار في السودان

أو للدراسة في الوطن الحبيب قد تأقلموا مع الطبيعة السودانية

وأخذوا يتعلمون الكلام السوداني والعادات السوادنية بسرعة

منقطعة النظير وأصبحت العادات واللهجة الخليجية التي إكتسبوها

في الخارج مجرد ذكريات ومحطة مضيئة من محطات حياتهم

وربما تعد تجربة تضاف إلى تجاربهم الحياتية بسلبياتها وإيجابياتها

وهذا هو وجهة نظري الشخصية البحتة

وربما كان للمنتدين هنا آراء ووجهات نظر مغايرة أو متفقة

لست أدري !!!!!

فقط أحببت أن ألقي الضوء على شريحة من المجتمع السوداني

حسن سادة
12-12-2007, 08:10 PM
يا جماعة الخير ما أحد شاف سهى وين راحت؟
عسى ما شر؟

DANY
12-12-2007, 08:34 PM
جدتي!! إيش دراكي عن الموضة والإستايل،،
يعني إيشلون بالله تبغيني أصير مثلك أمشط شعري والله إيش"
فقالت الحاجة سكينة وقد إستشاطت غضباً:
" يا بت تعالي هنا وما تقعدي تبرطمي لي!!
أنا كلمة واحدة من اللي قلتيها ما ناقشاها.
تعالي هنا والله أنادي أبوك من جوة؟
فهرولت سهى نحو الخارج وهي تقول:
" أبوي موب هنيا راح حق رَبَعه برة



والله مكشن البنات والاولاد البيجو عاوجين لسنهم بلكنة اهل الخليج !!

حسن سادة
12-12-2007, 09:06 PM
العزيز داني
أسعد الله صباحك
أولاً شكراً لمرورك بالبوست

ثانياً لا يمكننا أن نلقي باللائمة لهؤلاء الأولاد والبنات
ولكن الظروف هي التي حكمت بذلك
وهي من سلبيات الغربة وتداعياتها
فأصبحت تشكّل ظاهرة تلقي بظلالها الثقيلة على المجتمع
شئنا أم أبينا

الله يكون في عون السودان الحبيب

بنت الرفاعي
12-12-2007, 11:02 PM
لم نلقي عليهم اللوم؟؟ فهم لاذنب لهم فيه ، فبعضهم ولد وترعرع في تلك الدول ، فأخذوا ثقافاتها ولهجاتها، اللوم يقع على الوالدين الذين لم يعرفوا أبناءهم بثقافاتهم وتراثهم، ولم يزرعوا فيهم روح الوطنية، وأحيانا لا يذهبون إلى بلدهم في الإجازات ، وإذا حدث احيانا يكون على فترات متباعدة جدا.
أما من يذهبون في الإجازات فهؤلاء لايكون تأثير تلك الدول فيهم شديد ، وأحيانا لا تؤثر فيهم.

حسن سادة
12-12-2007, 11:35 PM
العزيز مرام شكراً لبزوغ نجمك الأنيق مجدداً هنا
وأسعد الله صباحك المشرق فقد أصبت كبد الحقيقة فإذا كان الآباء يحثونهم
على التواصل مع ثقافة البلد الأم لما إنخرطوا بالثقافات الأخرى
كما نجد أن بعض المغتربين يحملون معهم الوطن في الخارج في حناياهم
وحدقات عيونهم وينشرون ثقافتنا السودانية للآخرين كالسفراء

حسن سادة
12-12-2007, 11:36 PM
في الصباح الباكر من صباحات الحاج يوسف المشرقة جلست سهى
تستمع إلى سي دي عبد المجيد عبد الله وتحديداً أغنيته الشهيرة " يا طيب القلب وينك" وقد كان الصوت مدوياً يجلجل الأرجاء بحيث لم تتمكن سهى من سماع صوت أمها التي ظلت تناديها مراراً من المطبخ ولما يئست الأم وقد بح صوتها أتت إلى غرفة سهى وأخذت تزجرها قائلة:" يا بت إنتي طرشاء والله حكايتك شنو ما سامعة الكواريك دي؟" فأقفلت سهى جهاز السي دي بلاير وأجابت:" لا والله ما سمعت شء أبد،، وإيش لون أسمعك وصوت الغنية عالية ها اللون،،ن والحين بغيتين مني شيء ترى أنا حاضرة ؟ تأمرين بشيء يا أمي إنتي تآمرين وإتدللين بس"
فقالت الأم :" يا بت بطلي الغلبة والبكش وقومي جيب لينا برسيم من سوق الخضار عشان أخوكي طلع من صباح الرحمن وابوكي طلع وما عارفة مشى وين" وأردفت قائلة وبعدين أقفلي البتاعة دي عشان جابت لينا صداع"

لبست سهى عباءتها وهرولت إلى السوق وبينما كانت في طريقها إلى السوق قابلت بياع الترمس والكبكبي فطلب منها أن تبتاع شيئاً منها وهو يردد :" أيوة الترمس ترمس ترمس كبكبي تعالي يا بتي إشتري ليكي حاجة عشان الترمس مغذي وبقولوا فيه الكالسيوم فوقفت سهى عن مسيرها وأخذت تتفقد أكياس الترمس والكبكبي وسألت البياع :" بس ما أشوف مكتوب عليه تاريخ الصلاحية" فقال الرجل المسكين مستغرباً:" تاريخ شنو يا بتي وجغرافية شنو؟ كيفن يعني" فقالت سهى وهي لا تزال ممسكة بالأكياس:" يا عمي ما تدري ويش تاريخ الصلاحية يعني إمتى تنتهى مدة المنتج؟ فقال البياع وهو مستغرق في الذهول:" يا بتي أنا قاعد أسويه في البيت براي كل يوم واليوم التاني بيكمل" فرفضت سهى الشراء وأعادت الأكياس للرجل وقالت:"
لا لا هذا ما يصلح لي كلش أعمار الناس مو لعبة وما يصير كدي" ومضت في سبيلها إلى الخضار وعلى ناصية السوق وقف تاجر البرسيم وهو يردد :" أيوة البرسيم" فإقتربت سهى منه وقالت له:" إيش لونك عمي،،، لو سمحت عطني ربطة برسيم والله أقول لك خليها ربطتين" فناولها الرجل الربطتين وعندما همت سهى بدفع القروش إكتشفت أنها قد نسيت أن تأخذ القروش من أمها ولكنها وجدت محفظتها بمعيتها ولم تكن بها القروش بل إمتلأت بأوراقها الثبوتية وبطاقة إئتمان فيزا
فقالت لتاجر البرسيم :" يا عمي ما تقبلون هنيا كريديت مارد؟ فأجاب الرجل مذعوراً " شنهو؟ يا بتي كلميني عربي – النبي عربي" فقالت سهى" أقول ما تقبل أعطيك بطاقة الإئتمان ؟ يصير والله ما يصير فنادى الرجل أحد المارة من الصبية فقال له:" عليك الله تعال يا ولدي ترجم لي البت دي قاعدة تقول في شنو" فدنا الشاب فقال لسهى مستفسراً:" السلام عليكم يا أخت إنتي عايزة شنو من بتاع البرسيم؟
فأجابت سهى قائلة :" أبد والله ما صار إلا الخير،،، قاعدة أقول له ما يقبل كريديت كارد بش أشوفه ما يفهم علي ما أدري وإيش بلاه" فقال لها الشاب:" با بت إنتي مجنونة والله حكايتك شنو بطاقة إئتمان عشان تدفعي حق البرسيم إيه المسخرة دي!!
خلي برسيمك هنا وأمشي جيبي ليه القروش من البيت"
ففعلت سهى بنصيحة الشاب وهرولت مسرعة إلى البيت

moh_alnour
13-12-2007, 03:37 PM
الأخ : حسن سادة
واصل وفي إنتظار المزيد منكم

بنت الرفاعي
16-12-2007, 03:30 AM
فعلا هناك من هم سفراء لبلدهم بمعنى الكلمة، فتجدهم يعلمون من حولهم لهجتنا السودانية، ويعرفونهم بثقافات بلدنا ، وحتى أنواع الأكلات السودانية تجدهم يعلمونها لهم، أحيي هؤلاء الذين يجعلون لبلادي منظرا جميلا في عيون الآخرين بعيدا عن ما نراه في التلفاز من دمار وما يعكسه من فهم خاطيء لدى الآخرين.

حسن سادة
23-12-2007, 11:59 PM
الأحبة محمد النور ومرام
لكما التحية والتجلة
إطلالتكما البهية هاهنا
لها عافية المطر وإخضرار الجروف واللوبيا
وجمال القيف اللي بيعاين القيف
وحمرة الوردة وحب الندى الرقاش
فشكراً لمروركما من هنا

نزار حسن محمد
24-12-2007, 08:02 PM
حسن بيه العزيز
لانى مستمتع حتى النخاع ...
ماعندى غير انا فى انتظارك
كملت الصبر كله..واصل ياحبيب
وكل سنه وانت بالف خير

حسن سادة
24-12-2007, 09:35 PM
عزيزي نزار
مبارك عليك العيد
وعساك من عوّاده يا طويل العمر
وإيش فيك يا أخوي كملت الصبر
ترى الصبر وايد وايد زين

ابوجود
24-12-2007, 11:09 PM
يديك العافيه عمنا حسن والله دى حقيقه ونعيشها نحن الان
تحياتى

ابوجود

حسن سادة
25-12-2007, 12:11 AM
عزيزي أبوجود
أولاً دعني أبلغك بإعجابي الشديد للعبارة التي زيّلت بها مداخلتك
( كل الفرح سافر وراك )

ثانياً لمرورك من هنا نشوة العائد إلى الوطن
وفرحة لقاء الأحباب وأمل باكر وعشم باكر
شكراً لهذه الإطلالة الأنيقة أيها العزيز

ابوجود
25-12-2007, 07:01 AM
مشكوور عمنا حسن على الرد الجميل
وكلك زوق
اديك العافيه
ابوجود

حسن سادة
25-12-2007, 09:30 PM
مرحباً بإطلالة أبو الجود والكرم مجدداً
في أرجاء البوست فقد أتحفتني بجودك الحاتمي
وأضفيت بهاءاً لهذه المساحة التي أفردتها هنا
فالروعة قد إستكملت وأضحى المكان أجمل
فأهلاً بك أيها العزيز الغالي

هيثم عبدالعال
25-12-2007, 09:44 PM
مبدع أنت أخي حسن في إختيار الموضوع ومتفرد في طريقة طرحه ، والله تناولت مسأله مهمة نعايشها وننظر لها بسلبية دون محاولة معالجتها ، وأظنني آخر المكتوين بنارها فطفلتي التي أدخلتها المدرسة هذا العام تعود كل يوم للبيت بلسان معوج( بحكم المعلمات والزميلات ) فنبدأ ووالدتها عمليات الترميم أول بأول قبل حلول اليوم التالي وتراكم الحصيلة وهكذا نحن كل يوم في عملية إحلال وإبدال قبل أن يتغير الحال .
لك التقدير والمودة

ابوجود
25-12-2007, 10:38 PM
عمنا حسن صباحك فل
شوف القصه دى
جود الحبيبه صحت اليوم بدرى من غير عادتها فى عز نومه الصباحيه الحلوه ديك قبل مشوار الدوام . اخذت مفاتيح السياره وجابتن لى وهى تقول بابا بصوت جميل بابا بابا فتحت عيونى واذا بها تتلعثم بالكلام وهى تقول بابا بابا باب تيت . بكلامها هذا تعنى يلا يابابا نطلع من القفله دى نمشى بالعربيه .
بالله شوف حتى الصغار كرهو قفله الغربه وعاوزين يطلعو . هسى دى كان فى البلد كان زمان لفه ليها عشره بيوت من الصباح لزوم الترفيه.
ياغربه متين تفكيــــــــــــــــــــنا ...؟
سؤال صعب والقرار اصعب منه
ولا رايك شنو ؟

ابوجود

حسن سادة
26-12-2007, 02:02 AM
عزيزي المطبوع فناً والمعتق بعطر الصندل
والمجرتق بحرير الود الأستاذ هيثم عبد العال
إطلالتك هنا ذي شعاع النور
ووجيهك فرحة الدنيا
فقد َمسحتَ عن رؤاى الضيم
وتفجرت مسامك ضي
مع الصبح الغشانا شوى
زهيراتاً غشاها الطل

شكراً لهلتك هنا أيها العزيز
يالكحلت عيون الدنيا بلون الغنوة
يالضفرت ضفاير احساس الكلمة الحلوة
يالشتت نجوم الليل في وش النيل
عقدا فوق القمره بيقدح فينا الضو

فقد وجدتك ترفل هنا وقد ولجت البوست بغتة وأنت
" تمرق بين ورتاب الزرع الفرهد
تمرق بين حبات المطر الطقطق نقط
يحضن ليلا سود ..هج ..وهود
تمرق بين النيل الكتر ادفق و نمرق
تمرق بين الوترالصفق غنا و زغرد
تمرق بين صفقات الشجر اخضر و ورق
قام اتشابى و عانق كتف الليل
اتطاول باس القمرة وقبل عين الشمس "

أسأل الله أن يرد غربتك بخير
وأن يحفظ لك السنيورة الأمورة بنتك المصونة
والمحروسة بإذن الله وبمناسبة الغربة والإغتراب
تقبل مني هدية بسيطة وهي رائعة من روائع
الشاعر الفذ عبد العال السيد
وغناء الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد طيب الله ثراه
وتغمده بواسع رحمته وغفرانه

غربـة ومطـر

الدنيا ليل .. غربة ومطر
وطرب حزين
وجـّع تقاسيم الوتر
شرب الزمن فرح السنين
والباقى هداهو السهر
*******
ياروح غناى
الغربة ملّت من أساى وغربتى
وبقيت براى .. حاضن أساى
الوحشة ملت من شقاى .. ووحدتى
لا غنوة .. لا موّال يبدد حسرتى
غير الدموع ياملهمة
الغربة مرة .. ومؤلمة
*********
كلمى النيل ضفة .. ضفة
والعشيات لما تصفى
والنسيمات البتاخد
من عفاف ريدتنا .. عفة
إنو شوقى يفيض بحر
شوقى شوق إنسان مضيـّع
ضيعو الليل .. والسهر
لا ينابيع ريدى جفـّت
لا .. ولا أشواقى كـفـّت
كل يوم فى الغربة زايدة
وبيها كل الدنيا .. عرفت

حسن سادة
26-12-2007, 02:13 AM
عزيزي الغالي أبو عروستنا السمحة جود
الله يخليها ويحفظها ويحرسها من كل شر يا رب
والله يرد غربتنا جميعاً بالخير
ونعود غانمين ومظفرين لأرض الوطن
والله يعمّر بلدنا ويصلح حالها
اللهم آمين

" كفاك ترحال
منو القال في السكون
راجيانا راحة البال
وايه باقي العمر معناه
دون أحلام ودون آمال
وكيف لو يبقى ليما محال
إذا عزم المحب صادق
بيهزم كل صعب ومحال
ينور شمعة الإخلاص على الأجيال
وقصة جميلة تكبر في خيال أطفال
بشوفك في طلة الأصحاب
ورعشة شوق غريب طول
بعيد عن دارو والأحباب

في دقة الباب وفى الترحاب
وفى كل جميل وكل خلاف
بشوف بيها الجود حولي
وأناجيها
وجيهتك لسة ممدودة
تكابد دربك المداد
في ليل هود تشيل شيلك وتتحزم
وتتلزم وتوحد
ويتساق حزن ليلك قليل الزاد
على اللحظة البتبكي غناك
ضنا وتبريح وتتمدد
مع النجم السهر وارياك
ملاذ الحلم لو يرسى
بتمشي حدود خملية براك
معادك قاصد المرسى
ونحن معانا شوق لسه
وصبر نرجاك
ولابنرتاح ولابننسى "

عثمان جلالة
26-12-2007, 02:41 AM
حسووووووووووون ... وتحياتي وعيدك مبارك بالخليجي .. وبالسوداني .. العيد مبارك عليكم .. وبالفلاتي .. أيدم بارا ... ألينا .. أليكم ..كل سنة طيبين طيبين ... اخير سهى ... قلبت خليجي .. أنا خايف بتي تقلب أردو وانجليزي .. لأنو جيراننا باكستان والولد القدرها ... والبلعب معاها ... اليوم كلو ... بتجينا عجميه تب (باني) للمويه .. (نا) لا ... و Open door وقصة عجيبة والله يرد غربتنا .. اها سهى جابت قروش البرسيم ولا لسه؟؟؟؟

حسن سادة
26-12-2007, 03:17 AM
عزيزنا أبو عفان حيا الله الربع
وحيا الله من جاء
عساك على القوة وأنا أخوك
وقول لبنتك المحروسة كيا منتا
وكدر جهيقا وكيحلي
وقول ليها بالإنجليزي
Have a cooool day sweaty daughter

وشكراً لسؤالك عن سهى
وهي لم تحضر القروش لأن البهائم سرحوا في جناين الحاج يوسف

Madanawi
26-12-2007, 05:01 AM
سرد جميل ونتاج تجربة ومعاشرة طويلة للبحرينيين يا سادة
أتمنى أنك تواصل وتتحفنا مما نهلته من الخليج

سهى ومثيلاتها من الاطفال السودانيين الذين كانت نشأتهم
خارج الوطن لا بد وان يتأثروا بالوسط المحيط
وبكرة يرجعوا تاني لي اهلهم وصحابهم ولغتهم
والعرجا .. لي .. مراااااااحة،،

حسن سادة
26-12-2007, 09:11 PM
العزيز مدناوي
أصبح الصبح وها نحن مع النور إلتقينا
وأذن الفجر الذي شق الدياجي
فكانت إطلالتك هنا بشارة خير
وجمال الفال
وراحة البال
وهجعة زول بعد ترحال
وتنّية حلوة للشبال
ودنيتنا ومشاويرنا
وغنواتنا الى ما بتِنقال
ونجوم ركّت على الياسمين
وعقد منضوم بخيط النور
وطلة وردة من السور
ونغمة تنادى من طمبور
وشُعلة فرحة فى الوادى
تَشِع جَذلانه ليها شهور


فشكراً لمرورك الذي أثلج صدري
وإليك هدية الصباح الوردية
وهي رائعة الشاعر المخضرم
صلاح حاج سعيد

عدّى فـات ..
زمن العيون الإلفـة
والحضن الملاذ
ورهـافة الحس البلوّن .
ضحكة الناس العـزاز
بعد الحنان .. الكان زمان
إستوطن المطر .. الحراز
روّح زمانى .. وفى رجاك
عانيت قساوة الإنـتـظار ..
فى ضل شبابيك السفر
صادقت ليلات الموانئ..
الـساكنة فى بحر
الأمانى بتنتظـر
لو يوم طيوف لحظك تفوت
تعبر خيالاتك تمر
قلق المواعيد الضّجر
سهر العيون ... الإحتراز
إتعزز النوم ..فى الخزار ...
وإتمدد الشقا فى العمر
ملّيت تباريح الجراحات البقت
بعدك أسى وزمناً قسا
وحالاً أسيف
ومشيت أفتش عن
خطاويك القبيل .
واضّارى من زمناً ..
وراك ملانى خـوف
أشتقـت ليك ..
اشتقت أرتاح فى عيون
فيهن ملامحك ذاتا
من غير أىّ .. زيف
وإشتقت لى ضحكة صباحك .
والدعاش عطر رزاز مطر الخريف
أنا وإنت والدنيا الزمان
الناس وفـا وخلة صفـا
ودفء المشاعر الشاتية صيف
أنا وإنت والدنيا الزمان
زمن الغناوى الطالعة من قلباً ..
رضى وحسّاً ندى و زوقاً رهيف
أنا وإنت والـدنيـا الأمـان
ما العمر شتّان بين
أوان زمناً حييتو
وعمر ما بتقدر بتعرف ..
بكرة يصبح حالو .. كيف

حسن سادة
26-12-2007, 09:37 PM
بينما كانت أم سهى منهمكة في إعداد طعام الغداء وهي تقلّب في حَلّة الرجلة باللحمة
وتتبلها بالبهارات ولجت سهى المطبخ ويبدو أن الجوع كان قد إستبد بها فحاولت أن تتفقد ما يجري في المطبخ على قدم وساق فقالت لها أمها وهي لا تزال مشغولة في إعداد الطعام :" سهى حبيبتي عليك الله ناوليني العدس من الرف" فقالت سهى وهي تناولها العدس :" إيش قاعدين تطبخين يما؟ وإيش غدانا اليوم؟ فأجابت أمها وهي تتناول العدس منها: " ذي ما إنت شايفة يا بتي طابخة ليكم ملاح رجلة حتأكلوا أصبعينكم معاه حاجة ما حصلت أصلو يا بتي ملينا من أكل القراريص والويكات والمفروكات خلينا نغير الليلة ونعمل حاجة بتتآكل بالعيش والله رأيك شنو يا بتي؟
فأجابت سهى وهي تهم بالجلوس فوق البنبر الموضوع بجانب أمها:" والله بغيتين الصراحة يما أنا كلش مشتهية آكل برياني والله غوزي أو كبسة (مجبوس) والله ما أحلاها المندي والمظبي والبخاري والرز المضغوط" ثم أعقبت وهي تستعدل في جلستها على البنبر:" يما ما أحصل مطاعم خليجية هني؟ فقالت أمها وقد إستغرقت في الضحك:" والله يا بتي ما أظن في حتات ذي الحاج يوسف والأمبدات والكلاكلات وفي الضواحي طرف المدائن يكون فيها أكلات خليجية لأنو الخليجيين ما قاعدين يمشوا ليها لكين إحتمال في العمارات والطائف والمنشية وكل أحياء سكان البرج العالي ممكن يكون فيها" فقالت سهى متذمرة:" يعني إيشلون بالله؟ وإذا بغينا أكل خليجي لازم نروح الأحياء هذه والله إيشلون؟ ما تقوليلي؟ فقالت الأم وهي تخفض نار البوتجاز بعد أن وضعت العدس على ملاح الرجلة:" ماعندك عوجة يا بتي خالتك سكينة جات أمبارح في إجازة مع راجلها من خميس مشيط وهي ماهرة في طبخ الأكل الخليجي أنا حأكلمها تطبخ لينا البرياني والغوزي وكل اللي إنتي عايزاه إيه رأيك؟ فقالت سهى:" ما ظنتي إنها تقدر تطبخ ها الطبخت هذي هنا؟ فسألتها الأم مندهشة:" ليه يا بتي المانع شنو؟ فأجابت سهى:" لأنو الطبخات هذه يبغالها شغلات وايد مثل اللومي الناشف والكركم والزعفران والهيل والزبيب والمسمار وين تحصل ها الأشياء هذي هنا؟ فقالت الأم وهي تهم بالنهوض من البنبر:" يا بتي الحمد لله سودانا فوقه كل حاجة وحتاجة الخير راقد والله يا بتي أمشي هايبر ماركت عفراء تلقي فيه لبن الطير والله أمشي إتفرجي على المجمعات التجارية الجديدة اللي ظهرت دي تلقي فيه العجب العجاب سودانا بخير يا بتي" ثم أعقبت الأم وهي تهم بالخروج من المطبخ:" قومي يا بتي أمرقي وجيبي لينا عيش عشان أبوكي قرّب يجي من الشغل"

moh_alnour
28-12-2007, 06:57 AM
تسلم يا حسن سادة
وكل الخير في سوداننا الحبيب
وفي إنتظار المزيد

ابوجود
28-12-2007, 10:16 PM
جيد عمنا حسن كلام مظبوط تمام
احيى ام سهى نعم سوداننا بخير

ابو جود

حسن سادة
29-12-2007, 09:19 PM
الأخوة الأعزاء محمد نور سليل جزيرة الفيل العراقة
وعزيزي الذي يصر أن يناديني عمي أبوجود (الله يحفظها)
شكراً لإطلالتكما عبر سماء البوست وأسأل الله أن يعم الخير كل أرض بلادي
السودان ويحرسها من كل مكروه وشر

حسن سادة
29-12-2007, 09:20 PM
]لقد تناهت إلى مسامع سهى أن صديقتها الأصغر منها سناً مريم قد قدمت من الرياض للإلتحاق بالجامعات السودانية وقد أقامت مع خالتها في بحري المزاد ريثما تتم إجراءات القبول والإنتقال لاحقاً إلى داخلية البنات فأسرعت سهى نحو أبيها الذي جلس في الأريكة في منتصف الصالون وأخذ يتصفّح الصحف اليومية السيارة التي لا تتثاءب أبداً فقالت له: " صباح الخير يا أغلى أب في الدنيا وعساك على القوة" فأجاب أبوها وهو يعدل النظارة الطبية التي إستقرت في أرنبة أنفه وقال:" يا بت بطلي غلبة وبكش وقولي طلبك من غير ولا دوران ومقدمات!! عايزة شنو يا بت؟ فقالت سهى وهي تحاول جاهدة إخفاء إبتسامة كانت قد علقت بشفتيها :" تكفى يوبا لا تفشلني عاد ،،، لأنو الطلب مو ها القد وكلش بسيط!! تذكر صديقتي مريم في الرياض بنت صديقك عمو الطيب اللي كانوا يسكنون في غبيرة؟ فأجاب الأب وقد وضع الصحف جانباً:" أيوة بتذكرها كويس،،، مالها وحصل ليها شنو؟ فقالت سهى:" ما صار لها إلا الطيب والزين بس قالوا لي إنها الحين هني في الخرطوم وبغيت أزورها يا أبوي أصلي ولهانة عليها وايد والله يسلمك وتكفى لا تقول لا" فقال الأب:" خلاص يا بت ما تطولي الكلام وأنا ماشي للخرطوم حأوديكي معاي وحأخليك هناك تشبعي منها وأسوقك بعدين في العصر" فصاحت سهى جذلة ولا يسعها الفرح:" هيييي كفو والنعم فيك يا أبوي ما أدري إيش كثر جمايلك إن شاء الله أجازيك في الخير وترى ما تقصر " فقال الأب:" يلا أمشي ألبسي قوام عشان أنا إتأخرت"
فدخلت سهى تركض مهرولة إلى غرفتها للإستعداد للخروج.

وصلت سهى إلى منزل خالة مريم بالمزاد وما أن إستقبلتها مريم في الباب أخذت تحييها بلهفة بالغة قائلة: " حيا الله مريوم إيشلونك خيّتي وحمد الله على السلامة أشوفك متنتي (سمنتي) شوي وإيش كنت تأكلين من زمان وأنا أقول لك لا تأكلين برياني وايد" وإصطحبتها مريم إلى الصالون وأخذت سهى تسألها مجدداً وإيش أخبار رياض الخير وإيشلون صحباتي رشا ونغم في الشميسي؟ فأجابت مريم:" والله زينين الحمد االله ويسلمون عليك وايد بس الحين هدوا (تركوا) الشميسي وسكنوا في المنفوحة يقولون الإيجارات هناك كلش رخيصة" فقالت سهى لمريم وهي تحدق ملياً في الإكسسوارات التي كانت تتجمل بها:" إش إش وإيش ها الأناقة هذه أسألك بالله من فين شريتيهم هدولي ؟ أكيد من أسواق العقارية والله مجمع الشعلة والله مركز الخزامى بالعليا؟
فقالت مريم:" الحين في أسواق جديدة تجنن إنتين ما شفتين مجمع الفيصلية الجديد والله مجمع المملكة وكلها أسواق فاخرة" فقالت سهى وكأنها قد إستدركت شيئاً :" نسيت أبارك لك النجاح بس ما أدري كم النسبة اللي حصلتين عليها؟ فقالت مريم:" والله النسبة اللي حصلت عليها مو ها القد 90% بس وما أدري إذا كان يؤهلني لكلية العلوم جامعة الخرطوم أم لا؟ فقالت سهى وهي تفرك عينيها :" ما ظنتي،،، لكين يمكن يؤهلك للإقتصاد الله أعلم عموماً موفقة إن شاء الله"

ونواصل في حلقة جديدة

moh_alnour
30-12-2007, 05:02 AM
تسلم يا حسن سادة
طاش ما طاش بالطريقة السعودانية
وفي إنتظار المزيد

حسن سادة
16-01-2008, 11:48 PM
سافرت نشوى صديقة سهى إلى عاصمة الضباب لندن لتكملة دراساتها العليا في العلوم فغابت عن السودان قرابة السنتين ثم عادت في عطلة الصيف لزيارة الأهل بالسودان وإلتقت بسهى صدفة في بيت قريبتها في الشعبية بحري وأخذت تحييها بالأحضان وقد إستبد بهن الشوق والحنين بعد غياب السنين وقالت لها وهي لا تزال تتبادل طقوس التحية والسلام
بنبرة لا تخلو من السخرية والتهكم على لكنتها الخليجية:
" إش إش أمسكي الخشب أشوفك إحلويت وايد (كتير) يا سهى ما تقوليلي وإيش صاير معاكي؟ أكيد قاعدة تستخدمين خلطة الكريم اللي طايحات فيها البنات ها الأيام؟ فأجابت سهى وهي تحاول جاهدة أن تبادلها نفس السخرية:" والله ما عارفة يا نشوي أختي السماحة عاد ما سماحة الروح والطبع يا بت أمي والله الكلام ده ما صحي؟ فإندهشت نشوى لردها
وقالت لها وهي لا تزال لم تفق من هول الصدمة:" أجي يا بت أمي يا بنات ألحقني ووب علي البت سهى بقت تتكلم سوداني وباين عليها نست الخليجي في السنتين الغبتهم ديل غايتو حكمة والله وحكاية تشغل أذهان العباد سبحان الله صحي قالوا في المثل دوام الحال من المحال"
فإلتفتت سهى لصديقتها الأخرى مريم وقالت:" يا أختي اللي بتباري ناس مريم ديل تنسى أي حاجة البت دي يومي على الله شابكاني عليكي الله والرسول ووب علي وبري يا يما وسجم خشمي لغاية ما نستني الكلام الخليجي تب يا الله سوداني خليك سوداني ذي ما في الدعاية"
فأعقبت نشوي وهي تهم بالجلوس فوق المقعد في وسط الصالون:
" والله أنا فرحانة ليك شديد وإن شاء الله تكوني إتعلمتي العواسة والطبيخ والله لسع بيطبخوا ليكي البرياني المخصوص؟
فقالت سهي وهي تلم خصلات الشعر التي تتطايرت على جبينها:
" يا زولة أسكتي خليها على الله ساكت!!! العجيبة كمان بقيت ما أحب إلا الكسرة المرة إشي بالويكة وإيشي بالملوخية وكانت بقت بي ملاح الرجلة تكون الناقصة وتمت ونلت مرادي وقلت يا دنيا ما فيكي إلا أنا" ثم جلست فوق السرير إلى جانب مريم وقالت:" غايتو عواسة الكسرة دي لسع بدري علي لكين القراصة إتعلمتها تب والبركة في مريم هي اللي علمتني عواسة القراصة ولو إنو شايفة إنها ما راضية بي قراريصي بتقول سميكة شديد ذي قراصة أهلنا الشوايقة" فقالت مريم وهي تكتم الضحكة:
" يا أختي العافية درجات خليكي في قراصة المناصير دي وبعدين لي قدام حأعلمك عواسة الكسرة والأبري في رمضان الجايي ده إن شاء الله رأيك شنو يا سهى هانم؟ فقالت سهى:" والله كدة تكوني جيهتيني تب كتر خيرك يا بت أمي إن شاء الله نخدمك في السعادة قولي آمين"

ونواصل لاحقاً فأبقوا معي
ٍStay tuned

moh_alnour
17-01-2008, 04:40 PM
الأخ : حسن سادة
حمداً لله على السلامة
وكل عام وأنت بألف خير بمناسبة كل الأعياد الما طليت علينا فيها
ومالك يا أخوي سودنة لينا الشخصية ما كنا ماشين معاك كويس
يلا أكيد حتتحفنا بقصص ومواقف كتيرة عن سهى السودانية
وسوداني وخليك سوداني
وفي إنتظار المزيد منكم

ودتابر
18-01-2008, 02:55 AM
الأستاذ / حسن سادة ...

قرأت كل ما خطه بنانك بكل دقة وعناية .. فأنا من ارتويت من هجير البعد عن وطني (ثلاثين) عاماً .. ونشأت أسرتي معي في ديار الغربة وارتحل الكبار منهم للجامعات بالسودان .. وأكمل من أكمل وعاد .. ومستمر من هو مستمر ..
فأقولها لك بكل صدق .. لقد لمست فينا جرح دفين .. ولكن والحقيقة تقال ان من يريد أن ينشيء أبناؤه وبناته على سودانيتهم ووطنيتهم فلن يكون ذلك بغريب عليه .. وحتى نحن الذين اختلطنا باخوانا الخليجين عشرات السنين لم يستطيعوا أن يمسخوا هويتنا السودانية التي نعتز بها دوماً (( فهي الأصل التي لا مثيل له )) هوية سودانية لا عربية ولا أفريقية هوية متفردة .. من هنا فإن كل من يتعمق في قلبه حب السودان الوطن الواحد البلد الشاسع يستطيع أن ينشيء جيلاً عاشقا (( لفاطمة السمحة )) .. ولو بعدت المسافات وقسمت الأيام .. نعم أوافقك الرأي أن هنالك قلة تمسكت باللهجة التي سمعتها في المدارس أو في مواقع العمل .. ولكن ساعة الجد وعند الارتحال إلي ربوع فاطمة السمحة .. فإن الحال سيتغير واللكنة ستتبدل .. لأن الأصل سيطغى على البديل .. والوطن الأم .. المغرد المفرهد المغروس في الدواخل سيغلب طالت أم قصرت الأيام ..

عزيز عيسى
18-01-2008, 09:17 AM
الأستاذ حسن سادة،

حكي في غاية الروعة وسلاسة في السرد.. يوحي بأننا موعودون بمقدم كاتب
متمكن في مجال القصص القصيرة التي تعالج واحدة من أكبر المشاكل التي أصبحت
الشغل الشاغل لمعظم المغتربين الذين لديهم أبناء ويعانون من مسألة تأقلمهم
مع طبيعة بلدهم السودان.. لقد تطرقت للمشكلة وتناولتها بأسلوب ذكي وبطريقة
لا تخلو عن الطرافة لإنسان متعايش مع الوضع.

لقد تابعت القصة من أولها وأعجبت بها وما زلت في إنتظار المزيد كبقية المنتدين..
في البداية حزنت لوضع سهى ومعاناتها بأيجاد صعوبة في مخاطبة المواطنين..
ولكن سرعان ما تبدل هذا الحزن الى فرحة حينما بدأت تتأقلم مع الجو المحيط بها
متخطية كل الحواجز لتتحدث في النهاية باللهجة السودانية وهذا دليل واضح
على أن كل مشكلة إغتراب لابد وأن يكون لها حل خاصة مع الأبناء الذين ولدوا ونشأؤا
وتعلموا في تلك البلاد الخليجية وحكمت عليهم الظروف بالعيش في بلاد المهجر.

أحييك على هذا الأبداع المميز.. وأرجو أن تواصل إبداعاتك وتتحفنا بالمزيد..
إعجابي وتقديري.

moh_alnour
18-01-2008, 02:56 PM
الأستاذ حسن سادة،

حكي في غاية الروعة وسلاسة في السرد.. يوحي بأننا موعودون بمقدم كاتب
متمكن في مجال القصص القصيرة التي تعالج واحدة من أكبر المشاكل التي أصبحت
الشغل الشاغل لمعظم المغتربين الذين لديهم أبناء ويعانون من مسألة تأقلمهم
مع طبيعة بلدهم السودان.. لقد تطرقت للمشكلة وتناولتها بأسلوب ذكي وبطريقة
لا تخلو عن الطرافة لإنسان متعايش مع الوضع.

لقد تابعت القصة من أولها وأعجبت بها وما زلت في إنتظار المزيد كبقية المنتدين..
في البداية حزنت لوضع سهى ومعاناتها بأيجاد صعوبة في مخاطبة المواطنين..
ولكن سرعان ما تبدل هذا الحزن الى فرحة حينما بدأت تتأقلم مع الجو المحيط بها
متخطية كل الحواجز لتتحدث في النهاية باللهجة السودانية وهذا دليل واضح
على أن كل مشكلة إغتراب لابد وأن يكون لها حل خاصة مع الأبناء الذين ولدوا ونشأؤا
وتعلموا في تلك البلاد الخليجية وحكمت عليهم الظروف بالعيش في بلاد المهجر.

أحييك على هذا الأبداع المميز.. وأرجو أن تواصل إبداعاتك وتتحفنا بالمزيد..
إعجابي وتقديري.


أولاً بعد أذنك يا حسن سادة
يا خواجة أهم شيء تعلم الأولاد الراندوك
عشان ما يطلعوا فارات زي أبو هم
وعشان يجو يكبو الراندوك للحنان في الجامعات
وعشان ناس عشوشة ديل ما يطلعوا بيهم العالي

ريانية
19-01-2008, 10:52 PM
واضح إن سهى إتعودت على الكلام الخليجي ودخلت من هي صغيرة المدرسة في الخليج ودا شي طبيعي إنها تتكلم خليجي لانها إتعودت على كلامهم .. طيب أديكم مثال أنا من صغيرة في المدرسة القطرية من صف أول... وصحباتي من زمان أغلبيتهم قطريات ومازلت إلى الان فلما اكون في البيت ولا لما نسافر السودان بتطلع كلمات مني باللهجة الخليجية وانا ما بكون منتبهة ودايما بتحصل معاي ...

ريانية
19-01-2008, 11:32 PM
واضح إن سهى إتعودت على الكلام الخليجي ودخلت من هي صغيرة المدرسة في الخليج, وطبعا دا شي طبيعي غنها تتكلم خليجي لإنها إتعودت على كلامهم حالها حلانا كلنا إللي عايشين في دولة خليجية طيب أديكم مثال أنا عايشة في طر من زمان ودرست في المدرسة , وصحباتي هسي اغلبيتهم قطريات وإتعودت على كلامهم القطري ولما اكون في البيت ولا لما نسافر السودان تطلع مني كلمات باللهجة القطرية بدون ما انتبه والحكاية دي تحصل معاي دايما... ولكم شكري...

بنت الرفاعي
20-01-2008, 04:41 AM
كلام جميل جدا سهى إتعلمت سوداني وكمان تطبخ !!!!!:confused::eek:

حسن سادة
22-01-2008, 10:36 PM
أحبتي الغالين
العزيز محمد نور
والشفيف ودتابر
والهميم عزيز عيسي
والمصونة ريانية
والعفيفة مرام
يقيني أن طلاتكم البهية هذه
هي جمال الفال
وراحة البال
وهجعة زول بعد ترحال
وتنّية حلوة للشبال
ودنيتنا ومشاويرنا
وغنواتنا الى ما بتِنقال
ومداخلاتكم وكلماتكم الرقيقة
ما هي إلا :
" نجوم ركّت على الياسمين
فرح فى عين جمالها حزين
زَفَافَ عاشقين بعد فرقه
وسط باقات دُعَاء الطيبين
عقد منضوم بخيط النور
وطلة وردة من السور
ونغمة تنادى من طمبور
وشُعلة فرحة فى الوادى
تَشِع جَذلانة ليها شهور "

فشكراً لكم
يالكحلتو عيون الدنيا بلون الغنوة
يالضفرتو ضفاير احساس الكلمة الحلوة
يالشتتو نجوم الليل في وش النيل
عقدا فوق القمرة بيقدح فينا الضو "
فيقني أنه بكم جميعاً:
"تمرق بين ورتاب الزرع الفرهد
تمرق بين حبات المطر الطقطق نقط
يحضن ليلا سود ..هج ..وهود
تمرق بين النيل الكتر ادفق و نمرق
تمرق بين الوترالصفق غنا و زغرد
تمرق بين صفقات الشجر اخضر و ورق
قام اتشابى وعانق كتف الليل
اتطاول باس القمرة وقبّل عين الشمس "

حسن سادة
22-01-2008, 10:37 PM
طرقت نشوى باب منزل سهى وبمعيتها صديقتها سلمى ففتحت أم سهى الباب
ورحبت بهن خير ترحيب وأدخلتهن إلى الصالون ثم أجلستهن فسألتها نشوى مستفسرة:
" يا خالتي سهي وينها؟ ما قاعدة في البيت والله شنو؟ فأجابت أم سهى وهي تقدم
إليهن صينية العصير:" سهى مشت الدكان عشان تجيب العيش والفول،،،
زمانها راجعة حسع أهلاً بيكن يا بناتي" وفجأة دخلت سهى المنزل وهي تنادي أمها من الحوش
قائلة:" يما يما أنا جيت،، لكين سامحيني يا يما عشان نسيت أجيب الجبنة اللي طلبتيها"
فقالت لها نشوى متهكمة:" من حسع وبقيت تنسى جدائل الريد وقت تظهر وحياتك
ما بتتدسى،،، يا بتي أمي إنتي لسع صغيرة على النسيان إن شاء الله الشايل عقلك
يتهنابو" فدخلت سهى إلى الصالون وقد فوجئت بالضيوف وقالت وهي تحييهن:
" ووواووو،،، ما معقول وما مصدقة إيه المفاجآت السارة دي يا بنات؟ والله نورتو بيتنا وشارع بيتنا والفريق كلو نور بيكن وحبايبي الحلوين مرحب جوني وأنا ما قايلة حلوين ذي ديل بزوروني" فصاحت الأم وهي منهمكة في إعداد الفطور:" با بت يا سهى عليك الله وطي صوت المسجل ده جبتي لينا صداع عديل وفلقتي رأسنا" فسألت نشوى سهى:" يا سلام شريط المرحوم هاشم مرغني ده لقيتيه وين ؟ الأغنية دي بالذات أنا بحبها شديد" فأجابت سهى وهي تتوجه صوب المسجل لتخفض الصوت:" ده ما هاشم مرغني يا أختي صححي معلوماتك" فقالت نشوى مستغربة:" أجي يا أخواتي ويطلع منو كان ما هاشم مرغني؟ ده صوت هاشم مرغني الخالق الناطق" فأجابت سهى:" ده فنان خطير ومبالغة صوتو ذي صوت الكنار ما شاء الله إسمو محمد حسن من الطالعين جداد ديل" وظل الفنان محمد حسن يردد مقاطع رائعة الراحل المقيم هاشم مرغني:
" اديتك القلب المعذب قلت لى المو بتزيلو
يلقى فى وارف رموشك فرحتو ولحظات مقيلو
تبقى نور تبقى فجرو تمنع الدمعات يسيلو
وهسة لو داير تسيبو حتى باقى عمرى شيلو
بى محنة الزول بلوم دمعة فى الخدين بتجرى
كنت بامل انا فى سماحك الظروف فرقتنا بدرى
انت ماريدى ومناياكل لحظة بتضوى عمرى
وكنت دايرك يا حبيبى لو مره بى االامى تدرى
وهسة لو داير تسيبو حتى حتى باقى عمرى شيلو
فى نهاية لومى برضى بطمع تانى ترجع
كنت راجى الدنيا تبسم لينا بى افراحها ترجع
اصلى عارفك يا منايا كل لحظه بتصبح اروع
وانت من طليت على طرفى ما اظن مره دمع "
وعندما أخذ يردد مقطع في نهاية لومي ليك
لومي ليك عدة مرات سألت سلمى سهى قائلة:
" أسمعي بمناسبة نهاية لومي ليك ده أنا لايماكي
لوم شديد يا سهى" فقالت سهى مستغربة:
" لايماني في شنو يا بت أمي خير إن شاء الله الحكاية شنو؟
فقالت سلمى:" إنت ما وعدتيني تعملي لي نسخة إلبوم طه سلمان
الأخير اللي إشتريتيه من مجمع عفراء والله نسيتي الموضوع
لو إنت نسيت أنا ما نسيت ولو كان الزمن نساك أنا ما نسيت؟
فقالت سهى وهي تنهض متكاسلة:" يا أختي إنتي إنتي بتتنسي؟
حسع أمشي وأجيبو ليكي من جوة... عزيزة وغالية إنتي تدللين بس
ذي ما بيقولوا في الخليج" فقالت لها نشوى:
" أنحن ما صدقنا إنك نسيت الكلام الخليجي،،
مالك عايزة تعوجي لينا لسانك تاني؟
والله الطبع غلاب ذي ما بيقولوا؟"
فقالت سهى دي مفردات بتجي وتمر مرور الكرام في لساني ذي المس كووول " فقالت لها سلمى:" بمناسبة المس كوول ما عندك جارجر (شاحن) بتاع سامسون أنا شايفة موبايلي داير شحن" فقالت سهى:" بري يا بت أمي البيت كلو هنا تلفوناتهم نوكيا ،،، نوكيا وبس"
فقالت سلمى :" حلوة نوكيا وبس دي،،، عاملة ذي دعايات التلفزيون"

ونواصل الحديث لاحقاً

moh_alnour
23-01-2008, 05:33 PM
تسلم يا حسن سادة
نورت المنتدى وشارع بيتنا وبيت ناس سهى
وشهيتنا الفول بالجبنة على الطريقة السودانية البحتة
وفي إنتظار إبداعك

حسن سادة
23-01-2008, 10:39 PM
مرحباً بإطلالة صديق البوست العزيز محمد النور
فارس جزيرة الفيل النائمة في خفر على صفحة الأزرق
ويقيني أيها الغالي أن ولوجك في البوست
" أداني إحساس بالأمل
فى كل رحلة شوق .. تطول
وأدى الخطاوى الراجعة ليك
فى سكتك عشم الوصول
ما الدنيا كلها إنتظار
والإرتحال قدر الفصول
الموجة تحلم بالضفاف
والغيمة تحلم بالهطول
********
جايى ومعاى ضى الأمانى
وذكرى للأيام .. هناك
لحظات بتذخر بالأمانى
وكيف أنسى تذكارات هواك
نتحمل الغربة .. ونعانى
ونصبر عشان نكسب رضاك
ونغنى لو زاد الحنين
ياريتو كان سفراً .. معاك "

وليتك تسافر معي في بحور سهى وما ترجع
فما أحلى السفر معك أيها العزيز

حسن سادة
24-01-2008, 02:20 AM
لا زالت البنت سهى وصويحباتها نشوى وسلمي يتسامرن في الصالون
وهن منهمكات في إحتساء الجبنة (بفتح الجيم والباء والنون) ولست الجبنة التي نسيت أن تجلبها من الدكان فقالت نشوى وهي تضع فنجان الجبنة على الصينية:
" إيه رأيكم يا بنات نقوم نمشي كلنا لمجمع عفراء عشان بصراحة أنا عايزة أشتري لي بلوزة عشان ألبسها في خطوبة فاتن جارتنا يوم الخميس الجاي" فقالت سهى بلهجة ماكرة:
" طيب يا أختي إنتي وعرفناك ماشة تشتري البلوزة،،، ونحن البودينا هناك شنو؟
فقالت نشوى وهي ترمق إلى ساعة اليد:" يخسي عليكم والله ما عندكم ذوق صحي يعني ما تونسوا أختكن وحبيبتكن في المشوار البعيد ده والله كان ما جيتن معاي أخاصمكم وما أكلمكم خير شر،،، أهان رأيكن شنو؟ فأجابت سهى وهي لا تزال ممعنة في مكرها وخبثها:" والله أختنا وحبيبتنا على عينا ورأسنا وربنا يخلينا لي بعض طوالي لكين نقوم نقطع لينا كوبري المنشية ومشوار في السخانة دي لي أركويت دي قطع شك عايزة حوافز مشجعة وعروض ترويجية والله رأيك شنو يا أختي سلمي مالك ساكتة وعاملة كلامنا ده كلام الطير في الباقير؟" فقالت سلمى وهي ترفع نظارتها من أرنبة أنفها:" والله كلامك ده يا بتي يا سهى وقع لي في رأسي تب وكلام مالي مركزه وياهو الرأي الما خمج لكين الهانم دي حترضى تدينا حوافز ما أظن يا أختي" فقالت نشوى وقد إستبد بها الغيظ:" يا الله ما خسارة فيكن عصير في الكافتيريا على حسابي الخاص أهان تاني ما عندكن حجة يا بنات يا جشعات ،،
يا لطيف الزمن ميّل يا لطيف الزمن ده ما في حاجة بي بلاش ولله في لله،،،
حتمشوا حسع والله أغير رأيي وأمشي مع أخوي لؤي بكرة؟ فأجاب شقيق سهى الذي دخل الصالون على التو وهو يخاطب نشوى:" يا أختي طالما فيها حوافز وجوائز تشجيعية،،، حرّم الأمجاد بتاعي كمان رهن إشارتكم وبلاش البهدلة في المواصلات"
فقالت نشوى تخاطب سهى:" أهان عجبك الكلام ده؟ الحكاية جرت وبقت قصة وموال،، ووينها أختك الصغيرة لمى عشان تخليها كمان تجي معانا وتأخذ ليها جائزة عشان تكون الناقصة وتمت" فقالت سهى لشقيقها:" يا الله مستني شنو أمش دور السيارة وسخنها لغاية ما نلبس ونشوى مستعدة تكب ليك البنزين فُل تنك عايز شنو تاني داير تنهب؟ فركض شقيقها إلى الخارج وهو يردد بصوت خفيض:" تقوم بينا العربية وتودينا الصحافات يا وأركويت يا وعفراء نفر يا،،، العربية تقوم بينا وتودينا العربية إلخ"

لنا عودة قريبة

ريانية
24-01-2008, 09:26 AM
مرحبا أخوي حسن..
كويس والله إتعودت على السوداني تب ماشاءلله وتبارك الله منتظرين منك الباقي إذا في..
تشكراتي ليك..

moh_alnour
24-01-2008, 03:48 PM
تقوم بينا العربية تودينا لي حسن سادة
سلامات يا زول يا رائع
تسلم يا حسن سادة
وكن بعافية دوماً ، وفي إنتظار كل جديد ورائع منكم

حسن سادة
26-01-2008, 10:38 PM
ها أنت قد أتيتني يا صديق البوست محمد النور
وأتيتني..
هلا ّ أتيت إذا أتاك حديث عشقي
مثقلاً بالوجد مستعراً بنار الكبرياء..
صمت الرزاز عن التضرع للسحاب ِ
وما ارتوت في العمق أمطار الرجاء..
عمّ السكون زُهى البرية واعتلىَ
سطحَ المجرة نورُ وجهك
فارتقى صرح الفضاء
وتتابع الشغف الحثيث لمقلتيك لعله
يغفو على أمل اللقاء
والورد بعدك ما تنفس صدره
فيض الجوى
إيماءة منسية بين الهواء
رباه ما هذا الذي بالحق أنت وهبته
هذا الجمال بلا انتهاء
رباه ما هذي العيون صنعتها
من لؤلؤة وإستبرق
وعد المشيئة حين شاء!!
رباه قد أوفى الذي بالحمد يصدق وعده
رمزاً يطوقه الوفاء
منذا الذي بسمائه من بعدها
وقفت عليه قصيدتي واستوقفت
أطلالها بين التشهد والبكاء
مشدوهة بالحسن سكري باللمىَ
وهج العذوبة والنقاء "

فإطلالتك دوماً تمنحني وهج العذوبة والنقاء
تماماُ كما أسلف شاعرنا د. معز بخيت

ودتابر
27-01-2008, 12:27 AM
العزيز / حسن سادة ..
لك التحية

لله درك يا أبوعلي .. عبرت وأفصحت .. وما أروعها تلك الأبيات .. لقد حملتني إلي عوالم مضيئة متوهجة بالصدق والنقاء .. وما أبدعه المرهف دكتور معز .. فللجميع التحية .. ونتمنى أن لا تنقطع الدرر والمطر الهطول الآتي من قلب المزن الحالمة ..

ولكم جميعاً تحياتي وتقديري

حسن سادة
27-01-2008, 01:10 AM
عزيزي ود تابر
يقيني أن لطلتك الأنيقة هنا
دفء الشمس ونداوة الطل وعبق الزهر
ليس هذا فحسب بل لطلتك عافية المطر
فإليك إذن رائعة شاعرنا الفذ الدكتور معز بخيت
عافية المطر هدية الصباح الوردية

لهواك عافية المطر
لست أكتمك الخبر
هذى جذور البحر تعبرنى اليك
ولا مفر
سقط المساء على دروب العشق
وانتصب القدر
و نظرت نحوك هائما
بالسحر فاحترق النظر
ظلّت غصون الشعر مسدلة عليك
وها أنا
فى الجوف احلم بالمطر

وأدور فى فلك المنى
وحدى وانتظر السفر
ياشاديا ملك الزمان نضاره
ونما بقامته السنا
سقط التماسك من سمائى
واستوىَ عود الهوى عندى
وعافية الهنا
كلِفٌ أنا بك والسحاب مضمخ
بالعشق ينزق كالشهيد
رزازه طلل يعانق سوسنا
قدرى بحبك خاشعا
وأنا بحبك موقنا
ماكنت احسب حين غادرت الديار
تذكُّرى
فى هدب ذاكرة بقلبك
سوف يصبح عالقا
وحسبت أنى فى محطة عاشقيك مسافرا
سينام دوما فى الرصيف
وفى حواف الاروقة
وأكون فى دنياك غيما عابرا
وأكون فى رمل الطريق كذرة
عطشى لمائك حين صرت مفارقا
محرابك النذر القديم رميتنى
فوق الملاذ مروضا
وسقيتنى كأس النقاء معتقا
تبقى ملامحك الحضور فأقتنى
كنز الحياة جداولا وحدائقا
وتعود اذ ما جئت بالقلم الذى
رسم الشعار على الفؤاد
وحاط بى عشق تسامى و ارتقى
وأعود أسأل عن هواك لعلنى
كذّبتُ حدسى اذ لقيتك عاشقا
واخذت اطرق الف باب للخيال
وامتطى صهو التمنى
راحلا خلف العصور
وشاهراًَ حبى اليك بيارقا
لو كنت اعرف اننى
يوما سألقاك امتدادا للحياة
لما غفوت دقائقا
ولما بكيت على الجراح
وما اصطليت حرائقا
ومحوت احزان الوجود لغيتها
وحرقت لعنات الهزيمة
وانتظرتك سامقا
لو كنت ادرك ان لقياك العوالم
والحضارة
ان رؤياك الربيع
وان منبتك التُّقى
لحجبت وجه النار عنك باضلعى
وحملت عنك الوجد وعدا صادقا
وفَرشتُ دربى فى انتظارك لؤلؤا
وجعلت بيتى مغربا مشارقا
لكنها إبر الحياة ووخزها
سنن لنا متوثقة
نحيا كأطيار الخليج مواسما
والقلب تصهره الشجون ببوتقة
ونعود كالامطار حينا
ثم نخرج للدنا
سحبا ستبقى فى السماء معلقة
لو كنت اعلم بالذى يأتى غدا
لبنيت للطوفان ليلا زورقا
وضحىً حملتك باتجاهى ها هنا
من دون خلق الله
كى لاتغرقا
واراك تصلب فوق جدران الوداع تعلّقى
وتدور حولى الرياح مصفقا
دوما وتتركنى وحيدا عاريا
امضى اليك مشتتا وممزقا
او هكذا يبنى لنا القدر المسافة برزخا
متفجرا وصواعقا
ونظل كالليل الذى لم يلتق
بالصبح منذ تألقا
كذبا علمت فحبنا
سيظل عطرا عابقا
وسنستريح على الربى
زهوا ونمضى للبعيد
الشوق يحملنا معا
آمالنا متدفقة
إن كنت أحلم بالُمنى متحجبا
عن كل اوراق الطبيعة
او حنينا اعمقا
فلننتشى فرحا
فاحداق العيون منابعا
تهدي إلينا رونقا
من خيرنا
فى الارض نجنى غرسه
ونعود كالاطفال ننسج عشنا
متزينا ومنمقا
وسنلتقى أبداً على مر العصور
ونلتقى دوما بشط الملتقى
حتى يعود الخير فى اعماقنا
ونعود للدنيا
ربيعا مُشرقا

moh_alnour
27-01-2008, 03:53 PM
الأخ : حسن سادة
غابت سهى ولكن لم تغب الروعة
حروف أنيقة وجميلة تلك التي نثرتها عبر هذا البوست
لك وللرائع ود تابر كل التحية والتجلا والتقدير
وفي إنتظار عودة سهى

بدر الدين محمد
02-02-2008, 11:33 PM
عجيبة سهى
واكيد صار مطربها المفضل عبد المجيد عبد الله
...
عايشت بنات المغتربين كطالبات في كلية الفنون ووججدتهن يعانين من مشكلة عدم الالمام بثقافة بلادهن مما يشكل عائق كبير في تعمهن..
وهنالك قصة احد معارفي والذي كان يقيم في اوروبا .. جاءته انته المراهقة ذات مساء تسأله (ليه ما عندي بوي فرند) فرد عليها (غدا صباحا انشاء الله يكون عندك بوي فرند)
وفي نفس المساء قرر ونفذ وحسم عودتهم الى السودان..

حسن سادة
03-02-2008, 12:02 AM
عزيزي صديق البوست الدائم محمد النور
عمت صباحاً يا فارس جزيرة الفيل
هلا أفردت جناحي الود هنا يا رسول الشوق
وهطلت كغيمة الخريف
وأشرقت هنا كالشس في رائعة النهار
ورحبت معي بسلطان الريشة واليراع
أعز الناس محمد بدر الدين

مرحباً بك يا يالكحلت عيون الدنيا بلون الغنوة
يالضفرت ضفاير احساس الكلمه الحلوه
يالشتت نجوم الليل في وش النيل
عقدا فوق القمره بيقدح فينا الضو

ويقيني أيها العزيز أنه:
" معاك يبقى الزمن حاضر معاك رجع الصفا الصداح من الهجرة
و اتكتبت على الأبواب معاني النظرة لبكرة
همد موج الحزن و غابت حرقة الذكرة
وأصبح يقيني معاك هوى و إلفة و جمال فكرة"

حتى الكلام لوجيتنا ما
بنحكيه بنفس الحروف
كلماتنا تتفجر غزل
بين كل فاصلة تعيش ظروف
والشوق دوام يغري الخيال
يسرح وبى حسنك يطوف
احلامنا تتناثر أمل
في كل روضة تضوع قطوف "

فما أسعدني بهذه الإطلالة وهذا اللقاء
حينما ألتقيك كالطير المهاجر للوطن زمن الخريف
وعلى أطروحة الحلم المسافر .. ألتقيك
على حمى الرحيل المستمر .. الآن .. فى كل المواطن ألتقيك
فى مساحات التوهج .. فى جبينى .. ألتقيك
فى إنشطار الوقت .. فى كل الذرى
وفى حكايات الطفولة .. إذ يعود بنا الزمان .. القهقرى

moh_alnour
03-02-2008, 03:40 PM
روعة العمر إخاء في إخاء
جنة الدنيا حب في وفاء
عز المرء حمد رب السماء
وخير خاتمة في الجنه اللقاء
وأجمل خدمة
أذكرونا عند الدعاء
الأخ : حسن سادة للمرة الثانية غابت سهى ولم تغِب الروعة
وفي إنتظار جديدكم الدائم

ودتابر
03-02-2008, 10:09 PM
عزيزي ود تابر
يقيني أن لطلتك الأنيقة هنا
دفء الشمس ونداوة الطل وعبق الزهر
ليس هذا فحسب بل لطلتك عافية المطر
فإليك إذن رائعة شاعرنا الفذ الدكتور معز بخيت
عافية المطر هدية الصباح الوردية
الحبيب / حسن سادة
جعلتني أفرد اشرعتي وأبحر في يم عميق سحيق .. ساقتني أحرف الدكتور الراااااائع إلي عوالم قديمة ساحرة .. زمن المطيرة الصابة .. والغمامة الحانية .. والبنية السمحة السكرية .. في داخل الحنايا مطوية .. ساقتني الكلمات مع زخات المطر المتعافى فأنعشت روحي .. رغم ألم الذكريات .. فكما يصطحبني معه الباشمهندس الشاعر علي محجوب فتح الرحمن في رائعته (( قطار الشوق )) التي عشتها لحظة بلحظة .. وظلت محفورة في ذاكرتي .. تعيدني لعهد الصبا والعشق المصون .. جاءت هذه الأبيات الحبلي بالمطر وبالخير القادم وبالأمل المغرد .. لتزيح الغبار .. وتنفض عن ناقوس الذكري ما علاه من تراب الغربة .. لك وللدكتور والشاعر المرهف الرااااائع معز التحية .. ولا تستغرب فنحن دوماً عطشى للمزيد فلا تقطع عنا حبال التواصل والوداد بمثل هذه الإبداعات الرائعة .
ولك خالص التقدير

حسن سادة
04-02-2008, 12:06 AM
ها قد عدت ثانية إذن أيها العزيز محمد النور
وبمعيتك الحبيب المنتظر ود تابر
فعادت البسمة وإرتسمت في الشفاه الظامئة
وعاد النبض إلى القلوب الحياري
بل عاد الليل والشوق زاد
وعاد الفرح الذي تاه من دارنا

فإستعدت توازني وإنتشيت كوامني
وجعلني أزرع البوست نجماً راقصاً
تماماً كما وردت في رائعة من نعشقه جميعاً
د. معز بخيت التالية:

يممتُ شطرك فاستعدت توازنى
ونزلت بحرك فانتشلت كوامنى
يا سرّ وعدى واقتدار تكونّى
انى زرعت الدرب نجما ً راقصا
وفرشت بالغيم المعتق مسكنى
وسقفت بابى مرمرا و لالئا
زيّنته بالبرق لما زارنى
فادخل سلاما آمنا ومؤمنا
فيض المكارم فوق صدرك ضمّنى
قدر الزمان امام عرشك ينحنى
ولقد فقدت الوقت لما شدّنى
قدرى
وقد تاهت دماى
توترت رئتاى
والعصب اكتوى
مذ طاش سهمك فى الفضاء
وصابنى
لكننى لما اتى برد الحياة و لفّنى
احسست بعدك أننى
شىء تحدّاه العدم
فسكبت عمرى فى انتظارك قائما
ورويت أوتار الليالى بالنغم
وكتبت فى صدر الزمان قصيدتى
لوّنتها بالعشق فالجرح التأم
ها أنت تحلم والربيع سينقضى
والصبر يجلس فوق صدرك كالهرم
لكنها قد عاتبتنى برهة
وأنا غرست البحر نخلة حبِّها..
ومشيت كالطاؤوس مختالا بها
وكأننى ملك الوجود
على حديقة قصرها
قد كان ضوء الصبح شعلة شمسها
قد صار كل الكون فى كفّى لها

حسن سادة
05-02-2008, 03:07 AM
جلست سهى مستلقية فوق السرير المقابل لجهاز التلفاز
وأخذت تحدق في برامجه وقد أمسكت بالريموت كنترول
وجالت بين الفضائيات التي لا حصر لها وقالت لأخيها
وهي تتفرج على روتانا سينما عند الفاصل الإعلاني الذي تقول فيه
المذيعة :" روتانا سينما!!! مش حتغمض عينيك" : " والله حاجة تجيب الضغط
عليكم الله شوفوا المسخرة دي – وأغمضت عينيها برهة وهي تقول:" أها غمضت عني ونمت كمان عاجبك يا بت أمي؟ وعشان أريحك تمام أهان أنا ماشة قناتنا الحبيبة هارموني ووجدت فيها فرقة عقد الجلاد وهم يرددون في مطلع الأغنية :" لا لا لا ،،، لا لا لا ،،، لا لا لا " فقالت متهكمة:" والله يا أولاد بالغتو عديل كدة!!! ما تخلصونا من اللاءات الكتيرة دي وخشوا لينا في الغناء طوالي!!! إلى أن إستهلت الفرقة المقطع الأول صادحين:
" لأنك عندي كل الخير ووجيهك فرحة الدنيا ودواخلك ذي شعاع النور إلخ"
حتى تنفست سهى الصعداء وقالت وقد بدى عليها الإرتياح:"
أيوة كدة الله ينور دواخلكم ذي شعاع النور قول آمين يا لؤي"
فقال لؤي آمين ثم أعقب :" إنتي ما تشوفي لينا قناة تانية غير القناة دي؟
فقالت سهى:" إيه رأيك نمشي نعاين شروق؟ فقال لؤي متذمراً:" يا أخي شروق كلها مقابلات ونضم كتير غير الدعايات المسيخة عن أبراج شكنية ومشاريع عقارية ما ليها آخر،،، كدي ودينا الفضائية السودانية خلينا نشوف فيها شنو"
فأدارت سهي أزرار الريموت صوب الفضائية القومية الرائدة فوجدت فيها برنامج
ليالي النغم بصورته الجديدة حيث يجلس الدكتور شبو مع الفنان الشامل طارق جويلي وكان البرنامج حول أغنية الهرم السوداني العملاق ود الأمين (كلام زعل)
فسأل لؤي سهى مستغرباً:" إنت الزول القاعد على آلة الأورغن ده ما الزول الشفناه قاعد بي وراء مع فرقة عقد الجلاد؟ فقالت سهى ساخرة من أخيها لؤي:
" بالغت لكين !! معقول ما بتعرف طارق جويلي يا لؤي وعامل فيها فنان ومقدد ناس الوسط الفني كلهم" فقال لؤي وهو يهم بالخروج:" البرنامج ده مع حبي الكبير للقامة ود الأمين دمه تقيل لأنه أكاديمي بحت وعايز واحد بيعرف الموسيقى ومفرداتها ومصطلحاتها يعني فيه صبغة علمية أكتر مما يكون برنامج تسلية والله رأيك شنو يا سهى؟ فقالت سهى وهي منهمكة في تفقد رقم ما في هاتفها النقال:
" ده رأيك إنت وإنت حر أما بالنسبة لي حتى المشاهد العادي مفروض يلم بأبجديات الموسيقى وفنياتها ويتثقف موسيقياًَ والبرنامج عاجبني شديد وأنا حأتفرجه للطيش أهان رأيك شنو يا العامل فيها ناقد؟ ومضى لؤي في حال سبيله غير مبال بسؤال سهى.
ونواصل


مع إعتذاري الحار وإعجابي
الشديد بفرقة عقد الجلاد المميزة
وعلى رأسهم المبدع الفنان الشامل طارق جويلي

حسن سادة
05-02-2008, 03:08 AM
حذف للتكرار

moh_alnour
05-02-2008, 04:17 PM
مرحب بعودة سهى
ومرحب بعودة الطيور المهاجرة في زمن الخريف
إلى أحضان الوطن الغالي
كل الطرق تؤدي إلى سوداننا الحبيب
تسلم يا رائع وفي إنتظار الجديد
تخريمة : ذكرتني نكتة الفنان وردي مع أهلوا الحلفاويين
لما ردد ليهم مقطع أغنية لو بهمسة
قالوا ليهو ياوردي بي همسة بي ستة خلصنا

ودتابر
05-02-2008, 09:37 PM
ها قد عدت ثانية إذن أيها العزيز محمد النور
وبمعيتك الحبيب المنتظر ود تابر
فعادت البسمة وإرتسمت في الشفاه الظامئة
وعاد النبض إلى القلوب الحياري
بل عاد الليل والشوق زاد
وعاد الفرح الذي تاه من دارنا

فإستعدت توازني وإنتشيت كوامني
وجعلني أزرع البوست نجماً راقصاً
تماماً كما وردت في رائعة من نعشقه جميعاً
د. معز بخيت

العزيز .. حسن سادة
أولاً : التحية لك على هذا الفن والإبداع الواقعي الراقي .. والذي نتمنى أن لا ينقطع أبداً .. خاصة ونحن نعيش في الغربة وبين ظهرانينا الكثيرات من أمثال سهى .
ثانياً : عبرك وعبر هذا البوست الثر دعنى أرسل التحية لفرقة عقد الجلاد .. التي ولدت سامقة .. وبإذن الله ستظل دوما في العلالي .. وأخص بالتحية الأستاذ الفنان الشامل كما وصفته طارق جويلي .. الذي إلتقيته ذات ليلة رائعة في (( مركز أصدقاء البيئة )) بالدوحة وكان معه كوكبة من الإعلاميين الذين حضروا لدورة بقناة الجزيرة .. ويومها وفي تلك الليلة عرفته عن قرب .. وكان في معيتنا عدد من مبدعي الدوحة على رأسهم الصديق والأخ الشاعر الراائع مدني النخلي .. .. وبما أنك بادرة بإهدائي روائع الدكتور المبدع معز فأنا أرد لك الهدية برائعة مدني النخلي (( كنوز ترابك )) :


كنــــوزك ترابـــــــك

وحيد فى البلود ..
الغريبة وبعيدة
بعيد عن عيون
البنيه البريدا
أطارد خيالا
الجميل فى القصيدة
وأناجي النجوم
البترحل وحيدة
واتوه فى البلود
الغريبة وبعيدة
***
أغيب فى الليالي
الأسيفة ومخيفة
جليد المواني
المغلف خريفا
براى فى العواصف
جريح العواطف
وغابة شقاى
الحزينة وكثيفه
بتحجب رؤاي
عن عيون البريدا
وأهّوم وحيد
فى البلود البعيدة
***
بواخر تسافر
تغادر تهاجر
وليل التمنى
البفتر يغني
يقول عن شقاك
الحكاوي الغريبة
يساءل عيون
المكان الكئيبة
بلادك حبيبتك
تهاجر تسيبا
تشيلك مصيبة
وتختك مصيبة ..
تقاسى الظروف
اللئيمة وعصيبة
بعيد عن عيون
البنيه التريدا
تناجى النجوم
البترحل وحيدة
***
بلادك وسيعه
وكنوزك ترابك
قطنك ثيابك
قراك والمداين
ترحب حبابك
ورغمك تهاجر
تفارق صحابك
قصادك أمانى
وتطارد سرابك
تعيش فى البلود
الغريبة وبعيدة
بعيد عن عيون
البنيه التريدا

ريانية
05-02-2008, 10:25 PM
تحياتي اخي حسن..

لقد عدت وعدت بما تفعله سهى بعد رجوعها من الغربة وقد عرفت اشياء كثيرة
وجميل انها تشاهد القنوات السودانية باستمرار وربي يحفظها
انشاءلله..
تشكراتي لك..

حسن سادة
06-02-2008, 12:27 AM
عزيزي صديق البوست الفخري محمد نور
شكراً من أعمق الأعماق لحضورك الثر في البوست
ويقيني أنه يمنحني العنفوان للمضي قدماً في سرد سيرة سهى
ولا عدمناك اخاً وصديقاً نعتز به

تخريمة مماثلة
يا أخوي إنت نسيت أنا كمان حلفاوي حتى النخاع
(اللهم لا عنصرية ولا جهوية)
وتخيل كيف يكون حالي لو ما كنت حلفاوي
وناس القراصة ما أهلي
لو ما كنت من ناس ديل وا مأساتي ولا أسفاي وا ذلي

مع الإعتذار للراحل المقيم إسماعين حسن

حسن سادة
06-02-2008, 12:44 AM
أحبتي في هذه الدوحة الغناء
ما أسعدني حقاً بإطلالة الإنسان المرهف ودتابر
تلكم الإطلالة الأنيقة التي منحتني إحساس بالأمل في كل رحلة شوق تطول
وقادت الخطاوي الراجعة ليك في سكتك عشم الوصول
ما الدنيا كلها إرتحال …
والإنتظار قدر الوصول
الموجة تحلم بالضفاف …
والغيمة تحلم بالهطول
D D D D D
راحل معاي ضي الأماني
وذكري للأيام هناك
لحظات بتذخر بالمعاني
وكيف أنسى تذكارات هواك
نتحمل الغربة ونعاني
ونصبر عشان نكسب رضاك
ونغني لو زاد الحنين
ياريتو كان سفراً معاك "
ليتك تسفر معي هنا أصلي مشتاق للسفر
وأمنح البوست ألقاً براقاً
زي شعاع شمس الأغاني
جا الحنين عاودني تاني
كنت راجيك لو تضلي
وكنت ليك كل المواني
داير أصارحك بالبحسو
وبالأسى وزمن الكآبة
D D D D D
القصايد سائلة عنك
في الحروف باين عتابه
جاني الحنين عاودني
تاني ليك للغنى والكتابة "
وأسعدني أكثر أن تكون عاشقاً لمعشوقي
مدني النخلي الذي أهوى شعره
فيسكنني وأسكنه ما أروعه هذا الإنسان الشفيف
المضمخ بأريج الإبداع وجل ما أدهشني وأثلج صدري أيضاً
أن تكون عاشقاً لمعشوقي الآخر القامة الفنية الرفيعة
طارق جويلي وكم أعجبني تلكم الليلة وهو يسطر بأنامله
الذهبية سيمفونية الهرم وردي والهرم الآخر ود الأمين
كما أعشقه أيضاً مقدماً ناجحاً للبرامج إذ يتسم بحضور طاغ وكاريزما لا يقاوم
وجاذبية فريدة وألق من نوع خاص ليتك تقرؤهما سلامي وإعجابي بهما
إن كنت تعرفهما معرفة خاصة وهذا طلب خاص

وإليك مثلها من الباقة التي إقتطفتها من حديقة المبدع الساحر ود النخلي
" مردودة من صرخة وصدى
مولودة في الزمن العقيم
رغم المسافة الدهشة
والشوق والندم
أدمنت تحديق السراب
هدمت في ليل الحزن
أوغلت في الزمن الغياب
أدمنت فيك عشق الحروف
رغم إنهزامي مع الظروف
D D D D D
لا المدرات المسافر فيها لعيونك مداي
لا هواك كان مبتداي لا مداك كان منتهاي
كنت فارد للحلم في ليل رحيل مليون جناح
كنت فاتح صدري ديمة
وما بخاف في الزمن الخرافي
ودمي كان باقي المداد
نبضي في حزن القوافي
وصبري في الليل الودار
وديمة أنسج في الغناوي
والتواشيح القديمة
أعشق الأمل البعاين
في المسافات الأليمة
تسخر أقداري العنيدة
وتبكي أحزانها القصيدة
لا زفافك كان مطاف للأماني وللعفاف
وخاصمت عيني الغمامة
وداس فرح عمري الجفاف "

وسلاماً عاطر أعدو به الريح وأختال الهوينى يا عزيزي

" زي شعاع شمس الأغاني
جا الحنين عاودني تاني
كنت راجيك لو تضلي
وكنت ليك كل المواني
داير أصارحك بالبحسو
وبالأسى وزمن الكآبة
D D D D D
القصايد سألة عنك
في الحروف باين عتابه
جاني الحنين عاودني
تاني ليك للغنى والكتابة
زي شعاع شمس الأماني
جا الحنين عاودني تاني
D D D D D
لما سبت هواك رحلت لي دروب بالحب بخيلة
للضياع سلمت عمري وقــلت مـا بـالـيـد حـيـلة
وزي شعاع شمس الأماني ساقني لي كل المواني
إنتي يا الراجع صباحك
بي بشاشتك وبي سماحك
بعد ما الأيام شقتني
وإنتي كم نزفت جراحك
وزي شعاع شمس الأماني
كنت ليك كل المواني "

حسن سادة
06-02-2008, 12:52 AM
عزيزتي صاحبة الصون والعفاف ريانية
تحليقك فوق سماء البوست وأنت تنثرين الود والإلفة
أجمل من فراشة مجنحة على ضفاف المقرن الجميل
وأجمل من نوارة مفتحة على ضفاف بانت (مدني) الجميل
فأهبطي رويداً في أرجاء البوست وإتخذي لك مقعداً دائماً
وحبابك عشرة

مهند عادل
06-02-2008, 05:26 AM
أشكرك الأخ حسن على ماقدمته من أبداعك الرائع الذي أدهشني كثيرا والله يصبر أهل سهى عليها وأكيد حطول الأيام وترجع لهجة سودانيه تب100%
ودمت في ابداعك المشرق

حسن سادة
06-02-2008, 06:12 AM
عزيزي مهند عادل
طاف خيالك في البوست والليل كافر
وأخذت الدنيا تنتشي وتزغرد
والنسيمة الحلوة تطربنا وتنقر بابنا كو كو
ففتحت لها الباب على مصراعيها
لتدخل شاهراً مهندك لا غازيا
بل حبيباً تنشد الإلفة والود
وطرزت ليك النيل زفاف
حرقت ليك الشوق بخور
وفرشت ليك الريد لحاف
لا السكه بيك بتنتهى
ولا معاك ملينا الطواف

وأهديك هذه الهدية فقد أعطتني إياها
الإبنة سهى عرفاناً بحبك للسودان
ويا هو ده السودان
والجوة وجداني بريده سوداني
وهي رائعة الراحل المقيم عميد الفن أحمد المصطفى
طيب الله ثراه وتغمد روحه بواسع رحمته ورضوانه
اللهم آمين يا رب العالمين

" نحن في السودان . . نهوى اوطانا
وان نرحلنا بعيد. . نطره خلانا

نطرى جلستنا في ضفاف النيل
والسواقي تدور في سكون الليل
القماري تعيد لحن كالتنزيل
والوتر يشدو والطبيعة تشيل
النغم مفرح والحبيبة تميل
توحي الحانا

نطرى نجوانا وحبنا العزري
والوفاء معروف فينا من بدري
تلقاه فوق امدر في ربوع بحري
العواطف دين والجمال فطري
تلك اوطانا وحبها الخالد
يجري في دمائنا "

moh_alnour
06-02-2008, 05:17 PM
الهجرة من زمناً بعيد
زي ساقية فينا مدورة
عائلة أبوي عبد الرحيم
من حلفا جات متهجرة

تلك مقتطفات من أغنية عطبرة ( غناء فرقة عقد الجلاد ) وهي للشاعر الأستاذ جمال عبد الرحيم
أبن حلفا القديمة وعطبرة وأخيراً جاري بجزيرة الفيل بمدني والتي أستقر بها منذ منتصف السبعينات .

الرائع : حسن سادة
لم تكن متابعتي للبوست محض صدفة وأنما روعة تصويركم
لواقع أبناء المغتربين بهذه الحرفية والمهنية العالية هي التي أجبرتني على متابعة البوست
فلك مني كل الود والتقدير
وأتشرف بك أخاً وصديقاً عزيزاً نتقاسم معه روعة الأحرف والكلمات
دمت لنا بألف خير وعافية

حسن سادة
06-02-2008, 09:33 PM
عزيزي محمد النور
لك التفرد والوداد كيفما تشاء
وانا أيضاً أيها العزيز لم أسميك صديق البوست الدائم
جزافاً ولا أعتباطاً معاذ الله ولكن لأنك:
" إنت ما نسمة في هجير
إنت ما راحة ضمير
إنت ما بهجة مشاعر
إنت ما رحلة عبير
إنت ما ياكا الحنين
إنت ما يا كا الأمير
وكيف نسيبك تمشي تاني
وإنت نورت البوست
العذاب فارق طريقنا
وإنت نوارة البلد
والعيون ما سهرهن هجد"


فكن معي هنا في هذه الواحة
لأنني وبصراحة:
" إنت معاي لا بندم ولا بقضي العمر تبريح
فتعال وبادلني الوداد والله قاسمني السهاد
بينى بينك شوق عمر
لانام لا مد انحسر
بينى بينك
لا الشعر قادر يقولو ولا الوتر
يا قريب مني بعيد متى نهري بيك يجود
اراك وابقى سعيد وظلامي يبقى نور
بي قربك أتهنى ..

رسالة عبرك للصديق الأديب ودتابر
الزهور صاحية وإنت نايم
اطرد الاحلام..يا جميل اصحى..
قوم.نقضى.الليل..فى ضفاف النيل..
ننشد..الفسحه...

moh_alnour
07-02-2008, 05:18 PM
أتت سليمان يوم العرش هدهدة وأعطته جراداً كان في فيها
ونطقت بلسان الجمال قائلة إن الهدايا بمقدار هاديها
لو كان المرءُ يهدي فوق طاقته لكان قدركم الدنيا وما فيها
الأخ الرائع : حسن سادة
مرحى لنا بما تكتب من أحرف وكلمات يعجز الأنسان عن مجاراتها
لك كل الود والتقدير
وفي إنتظار كل جديد منكم

ودتابر
09-02-2008, 10:06 PM
عزيزي ود تابر
يقيني أن لطلتك الأنيقة هنا
دفء الشمس ونداوة الطل وعبق الزهر
ليس هذا فحسب بل لطلتك عافية المطر
فإليك إذن رائعة شاعرنا الفذ الدكتور معز بخيت
عافية المطر هدية الصباح الوردية

عزيزي الرائع .. حسن سادة
لك التحية والتقدير .. ولقلمك الرائع روعة جروف النيل .. والسامق الشامخ شموخ النخيل .. ولروحك النبيلة المرهفة الرقراقة .. كنسائم بلادي عند الأصيل ..

عزيزي .. إن الفراشات لا تحوم إلا حول النور .. والطيور لا تتسابق إلا لموارد الماء والعشب .. ونحن في رياض الروعة فراشات تحول وطيور تحلق .. .. وتكون الهجعة والترياق عند كلماتك دوما ..
فدم يا عزيزي .. مبدعاً ... لا تنقطع أحرفك .. مسترسلاً في إندياحك نحونا وستجدنا نحوك نسعي باللهفة والشوق الدفين ..
ولك جل تقديري

ودتابر
09-02-2008, 10:15 PM
الهجرة من زمناً بعيد
زي ساقية فينا مدورة
عائلة أبوي عبد الرحيم
من حلفا جات متهجرة

تلك مقتطفات من أغنية عطبرة ( غناء فرقة عقد الجلاد ) وهي للشاعر الأستاذ جمال عبد الرحيم
أبن حلفا القديمة وعطبرة وأخيراً جاري بجزيرة الفيل بمدني والتي أستقر بها منذ منتصف السبعينات .


العزيز المرهف .. محمد نور
لك التحية .. وللأستاذ والشاعر المبدع .. جمال عبدالرحيم ألف ألف تحية وتحية عبرك .. لكم أسعدني وأشقاني .. وقتلني وأحياني .. وأضحكني وأبكاني .. برائعتة عطبرة .. فأنا اسمعها كل يوم عبر المبدعين عقد الجلاد .. فاتشتت واتبعثر في دروب الذكريات .. واتوه في سكك السفر البعيدة .. ولكن تردني لصوابي حواري عطبرة وسوق عطبرة .. ومحطة عطبرة .. وطيبة ناس عطبرة .. وذكريات ستظل في الأعماق كل يوم حبلى ..
عزيز ... محمد نور
أنت رائع وحباك الله بحب الرائعين وبجيرتهم .. فاسمح لى أن استأذنك بأن أرسل عبرك عاطر وجل تحياتي للشاعر جمال عبدالرحيم .. الذي اختزل كل ما فينا وأفرده عبر هذه الكلمات مع اختلاف المكان .. وروعة الزمان .. ...

ولكما الود موصول .. للأخ حسن سادة صاحب القلم الساحر .

حسن سادة
10-02-2008, 10:12 PM
مهلاً يا هؤلاء
محمد النور،،، ودتابر ،،،، حسن سادة
ما رأيكم في هذا الثالوث الإبداعي
(حاشا وليس ثالوث المنتخب القومي السوداني)
الذين عطروا هذه البراحة العامرة
بحلو الكم وبالدرر النفيسة
فقد لبثنا هنا سوياً نتسامر في حضرة مجلس سهى
فما أسعدني بحضوركم البهي
لا أدري لماذا تحضرني في هذه اللحظة
رائعة المرحوم هاشم مرغني طيب الله ثراه

" أنتي وأنا
انتي وانا
مــــن حقنـــا
نفرح نطير زي الفراش لمكان
بعيد ما زارو زولا قبلنــــا
نلملم عقاب الذكريات
لو الذكرى تاني تلمنا
ونبقى عشاق للابد
نشيل الغرام في دمنا
لا انتي تنســــيو لا انــا

انتي وانا عاشقين رهاف ساكنين
ضفاف شتل الاماني وحبنا
ومن حقنا نسكن في الكواكب
في قصر لى غيرنا ابدا ما انبنى
نسامر النجوم ويزورنا القمر
الحتى لو جافا الظهور ما بغبنا

ورجعنا تاني لقينا الصبر
كان اصلو مزروع عندنا
انتي ما روحي واماني والزول
الجميل الاصلو مخلوق مننا
وشنو الفضل ما بقيت
انا وباقي الحكاية المحزنة
انسان بريد عينيك كتير
عشق حكايتك وادمنا
ولما رحع خطوي ولقاك
بق يكره الغربة المريرة ويلعنا
وياربنا وياربنا العشناه من
ظلم الهوي ما يعيشو زولا بعدنا
وانتي ونا نبقى عشاق
للابد نشيل الغرام في دمنا
لا انتي تنسيو لا انا "

moh_alnour
11-02-2008, 04:56 PM
أستاذنا ود تابر
لك مني الوعد إن أمد الله في العمر بأن اُبلغ تحياتك للشاعر الأستاذ : جمال عبد الرحيم
الأخ : حسن سادة
أظل أردد دوماً أن الروعة لم تغب عن هذا البوست
بل زادت ألقاً وجمالاً بتعقيب وتعليقات أستاذنا ود تابر
فلكما مني كل الود والتقدير
ودمتما لنا أقلاماً تنثر الفرح والجمال في هذا المنتدى

حسن سادة
12-02-2008, 12:09 AM
ذهبت سهى في الصباح الباكر لزيارة صديقتها مريم في الكلاكلة صنقعت برفقة شقيقها لؤي ووجدت مريم تقف عند الباب مع صديقتيها
حنان وإبتسام وسرعان ما إقتربت سيارة الأمجاد منهن حتى صاحت مريم مخاطبة سهى:" نورتو الكلاكلة يا ناس الحاج يوسف فضلوا أدخلوا جوة" فأجابت سهى بعد أن ردت التحية بأحسن منها:" إنتو يا بنات شكلكن طالعات برة ماشات مشوار،، بري منكن يا بنات الكلاكلة جنكن حوامة،، ما تقعدن في البيت شوية" فقالت مريم :" إنتي وأخوكي كمان حتمشوا معانا مشوار قريب هنا في لفة الكلاكلة ونجي راجعين"
فقال لؤي وهو يقفل باب الأمجاد:" مالكم عندكم شنو في اللفة أكيد ماشات النت كافييه" فقالت حنان وهي تتحسس حقيبتها اليدوية:" نت شنو يا أخوي لؤي،،، منو الفاضية للحاجات دي نحن ماشات مع مريم عشان قالت دايرة تشتري توب جديد عشان مسافرة البلد وقلنا بالمرة نفطر هناك ونغيّر من أكل القراريص دي شوية" فقالت سهى وهي تتجه نحو باب الأمجاد:" ياالله طيب منتظرات شنو؟ أنا ذاتي ميتة من الجوع
بس لازم نأكل في الأول وبعدين نمشي لي توبك يا مريم أصلك ما بتشبعي تيبان كل شهر تشتري توب جديد قصتك شنو يا بت؟

وبينما كانت سيارة الأمجاد تتجول في شوارع اللفة في طريقها إلى المطعم المرتقب قالت إبتسام وهي تحدق عبر النافذة إلى جموع غفيرة من البشر تتدفق في أزقة سوق اللفة:" يا جماعة الناس دي مالها كترت كدة في البلد دي،، إنتو متأكدين إنو مصر هي أكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان،،، غايتو أنا شاكة في الحكاية،،، قطع شك السودان فاتت مصر في الحتة دي" وقاطعها لؤي وهو يركن الأمجاد قرابة مطعم سياحي جديد:" يا بنات كفاكن نضم وأنزلن في المطعم الراقي ده"
ثم دخلوا جميعاً في المطعم ووجدوا أن المطعم غاية في الرقي والأناقة
ويتسم بمحيط خلاب يأسر الألباب ثم جلسن في مكان قصي داخل المطعم يتمتع بإطلالة بانورامية على الشارع والمدهش في الأمر أن العاملين في المطعم من صفرجية وعمال نظافة وكاشيرية كلهم كانوا من الجنسية البنغالية في قلب آسيا وقد إرتدوا زياً موحداًُ نقش في مقدمته شعار المطعم وإقترب أحدهم منهم وقال بعربية مكسرة:"
تأكلوا شنو عايزين" فقال له لؤي :" رفيق إنتو عندكم شنو هنا؟ فأجاب:" أنا يروح يجيب لكم الـ Menu (قائمة الطعام) فذهب مسرعاً وأحضر قائمة الطعام فطلب كل منهم ما يشتهيه من الشيات والفول المصلح وغيرها من أطايب الطعام فأحضرها لهم بنغالي آخر ولكنه جلب لهم أيضاَ صحون الشوربة (الحساء) فقالت حنان وجلة:"
سجم خشمي البنغالي ده جن والله شنو ؟؟؟ في زول فيكم طلب شوربة؟
فأجاب البنغالي وقد إستوعب كلامها بصعوبة بالغة:" لا يا أخت هذه كومبلمنتري Complimentary فصاحت إبتسام التي لا تجيد الإنجليزية:" وووب علي الراجل ده قاعد يقول في شنو؟ ما ترجموا لينا يا أمة" فقالت لها سهى وهي تهم بتذوق الشوربة:" يعني بلاش يا أختي ملح،، فاهمة" وأقبل الجميع على تناول الفطور في جو رومانسي هادئ وصوت الراحل المقيم طيب الله ثراه أحمد الجابري يردد مدوياً أرجاء المطعم :" أنا في العيون ببني له دارين من محنة ومن مُنى" فصاح لؤي ساخراً:" الناس ما لاقية تبني ليها فت دار واحد إن شاء الله في الشقيلاب حتى والفنان ده داير يبني ليه دارين والله حكم" فزجرته سهى قائلة:" يا ولد ما تأكل وإنت ساكت،،، إنت ما عارف آداب الأكل؟ وبعدين الأغنية دي بالذات من أروع أغاني الجابري" فقالت حنان ساخرة وهي تحدق في أرجاء المطعم:" والله لو عايزة الجد يا أختي سهى الروعة كلها في المطعم ده ذي ما قال الجابري ذاته عليه رحمة الله ( الروعة تستكمل ويبقى المكان أجمل)

نواصل لاحقاً

moh_alnour
12-02-2008, 04:10 PM
واصل يارائع
ونحن في الإنتظار
ودمت بعافية

حسن سادة
13-02-2008, 12:23 AM
العزيز الغالي محمد نور
لا أدري لماذا تداهمني السعادة وتغمرني الأفرح
كلما وجدتك تحلق هنا في سماء البوست؟
لست السعادة فحسب بل ألق يحاصرني
وجمال يكسوني فأزدهي وأختال الهويني
فلا تحرمني جمال جياتك

حسن سادة
13-02-2008, 12:42 AM
لا زالت سهى وشقيقها وصديقاتها يجلسن في المطعم وقد فرغن على التو من تناول الطعام وفجأة قالت إبتسام وهي تمسح يديها بمنديل ورقي : " شنو يا لؤي،، المطعم الراقي الجبتنا فيهو ده ما فيه تحلية يا كاف البلاء؟ فقال لؤي وهو يضع صحن الشية جانبا:
" قطع شك بكون عندهم لكين إنتو دايرات شنو بالضبط يا بنات؟ كاستر والله جلي والله مهلبية والله كريم كراميللا والله شنو بالضبط ؟ الحلويات هنا لا ليها حد لا ليها قيف بس حسنكم أمر ،، كدي خلوني أنادي ليكم البنغلاديشي الواقف هناك داك عشان يجي يشوف طلباتكم شنو والله الليلة حسابنا حيدق فوق الخمسين ألف جنيه مع جنس السفسفة دي الله يستر" فقالت له سهى:" وإنت مالك إنت يا حشري وإنت اللي حتدفع نحنا كلنا معزومات" فجاء البنغلاديشي وقال لهم:" شنو عايزين؟ فقالت إبتسام :" عايزين تحلية يعني حاجة حلوة" فقال البنغلاديشي وهو يجمع قائمة الطعام :" أجا أجا يعني إنتو عايزين deserts تكي هي" فقالت إبتسام:" ديزرت شنو يا إنت؟ الكلمة ديذي اللي مرت علينا في حصة الإنجليزي في المتوسط ومعناها صحاري لو أنا ما كضابة،،، غايتو أنا ما شايفة لي واحدي مننا طلبت ليها صحراء" فقال لؤي متهكماً وساخراً :" يا بت إنتي أكيد كني بتطلعي الطيش في المتوسط،،، ديزرت يا هانم معناها حلويات برضو ذي كلمة Ruler معناها مسطرة ومعناها حاكم برضو ،، ما تتعلموها يا ناس" وفجأة قفزت سهى من مقعدها وهي تنظر إلى الخارج عبر النافذة الزجاجية:" أجي يا أخواني" فقال لها لؤي: لا ما تجي،،، مالك يا بت بتعايني في الشارع لي شنو؟ فقالت سهي وهي لا تزال تحدق النظر على المارة في الشارع:" يا لؤي الماشة برة ديك شايلة ليها شنطة جلدية ما منى؟ فقال لؤي:" منى منو يا إنتي؟ فقالت سهي وهي تهم بالخروج إليها مسرعة:" يا ولد نسيت منى صالح قريبتنا الكانت جارتنا في الشميسي في السعودية واللي كانت بتجيب ليك إنت سيديهات معتز صباحي ؟ ثم خرجت مسرعة وهي تنادي بأعلى صوتها:" يا منى يا منى" فأدارت منى بوجهها إليها وقالت :" ما معقول سهى بت قريبنا حاج الماحي إذيك وأخبارك وأخبار أهلك والله صحي الحي يشوف البعض،،، الجابك شنو هنا في الكلاكلة يا بت؟ فقالت سهى :" تعالي معاي جوة شوية عشان أعرفك بي صحباتي وبعدين أقول ليك الجابني للكلاكلة شنو" ودخلت منى إلى المطعم برفقة سهى وألقت التحية على صحباتها فدعونها لتناول الفطور ولكنها رفضت معتذرة وهي تقول:" والله سبقتكن قبل شوية كنت معزومة في فطور مدنكل فضلة خيركن قراصة باللحمة والدمعة بي دكوتها وشطتها عند ناس آمنة خالتي في القطعية القريبة دي" فسألتها سهى:" والجابك شنو هنا في اللفة دايرة تشتري توب برضو؟" فقالت منى وهي تضع حقيبتها فوق الطاولة:" التيبان أنا عندي بالكوم الحمد لله ،، تذكري تيبان البطحاء ديك في أسواق الرصيرص ما خليت منهم توب ما أشتريتها" ثم أعقبت قائلة:" لالا أنا جاية هنا أشتري لي بلاي ستيشن لي ولدي مجنني وطين عيشتي من صباح الرحمن جيبي لي الجهاز ده"
فخرجن سوياً إلى سوق اللفة للتسوق

moh_alnour
13-02-2008, 03:57 PM
دمت يا حسن سادة
بس بقترح عليك بعد كدا تغير العنوان
من سودانية الكيان وخليجية اللسان
إلى سودانية الكيان وسودانية اللسان
وفي إنتظار المزيد يا رائع

نزار حسن محمد
13-02-2008, 10:01 PM
الحبيب الغالى حسن ساده سكر زياده
يعلم الله مشتاق ..للجلسه العصريه
مع ناس سهى ..وعلويه ..وطال هاجرك
وزاد ...يالغربه الحالفه ..ماتخلينا..
ازيك وكيفنك ..انشغلتا عنك ..لكن
جايك برواقه ..ايها المبدع الاصيل
حســــــــــــــــــن ســــــــــــــــــاده
لك الود ،،،

ودتابر
13-02-2008, 11:57 PM
العزيز الأديب الرائع .. حسن سادة

عبر عنا .. واحمل دواخلنا بين أصابعك أحرفاً ترسم المستقبل .. لأبناء ولدوا في رحم الغربة .. ولكنهم إلي الجذور ينتمون .. وإلي مواطن العزة والفخر في أرض فاطمة السمحة ينتمون .. لله درك يا جميل الكلم .. .. ويا سيد التعبير .. انطلق بنا .. ... نور دروب الوهم الكبير الذي يعشعش في عقول البعض بأن إبناء الغربة غرباء ..

ودعني أعطي نفسي الحق .. وأضم صوتي لصوت العزيز المرهف محمد نور .. بأن بطلتنا اصبحت سودانية الكيان .. واللسان ...

فياهو دا السودان .. لا يتخلى عن بنيه حتى وإن بعدت الشقة .. .. حتى لو قسى الزمن على الآباء فسينجرف الأبناء إلي رماله .. ويمرحون في فيافيه .. ويقطفون من ثماره .. .. وينهلون من ثقافته وحضارته .
فلك التحية يا عزيز

حسن سادة
14-02-2008, 03:23 AM
أحبتي الغالين محمد نور ونزار والمبدع ود تابر
إطلالتكم هنا تدفعني دفعاً للمضي قدماً في الكتابة
فأنتم الزخم الذي أستمد منه الألق إن كان بالألق باقي
فشكراً لتشجيعكم وسأعود بكم مجدداً إلى لب الموضوع
وعنوان البوست في المداخلة التالية

حسن سادة
14-02-2008, 03:28 AM
ذهبت سهى برفقة خالتها آمنة إلى مجمع المغتربين لعمل تأشيرة العودة لها وكانت قد جاءت إلى الخرطوم لحضور مراسم زفاف إبنها ياسر وأخذت تتجول معها من مكتب إلى مكتب وقد إكتظ المجمع بجمع غفير من المغتربين وبعد قضاء المهمة قالت آمنة لسهى وقد أعياها التعب : " ووب علي يا بتي جسمي ده كلو داير يتكسر حتة حتة وخلاص فترت تب من الحوامة الكتيرة دي،، تعالي نرتاح شوية في الكفتيريا دي ونشرب لينا حاجة تبرد جوفنا من السخانة دي" فقالت سهى وهي تأخذ منها جواز السفر وتضعها في حقيبتها اليدوية:" لكين ما تقولي لي خالتي إنتي بخيتة وسعيدة إجراءاتك الليلة كانت متيسرة للآخر وما شفنا التعب البيقولو عليه،،، تعالي جوة في حتة هناك فاضية وما فيها زحمة" وفجأة صاحت سهى بأعلى صوتها:" يا صفاء،،، يا صفوية تعالي هنا" فجأءت إليها فتاة في مقتبل العمر ترتدي عباءة خليجية مطرزة وقد تأبطت حفنة من الأوراق والوثائق
وأقبلت نحو سهى مسرعة واللهفة تسبقها وعانقتها بحرارة ودفء قائلة:"
إيشلونك خيتي سهى ؟ ،، وإيشلون السودان وياكي ؟ أشوفك كلش نقصت في وزنك وحتى لونك صار مرة،،، حتى هرجك وحكيك صار غير أشوفك تحجين سوداني الحين،،،، وبعدين أنا زعلانة وياك أفا عليكي يا قريبتي كل ها المدة لا تسألين عن أختك الصغيرة ،،، لا لا ما عندك حق!! لا تقوليلي إنك ضيعت رقم الجوال مالي!! ما يصير" فقالت سهى:" حيلك حيلك شوية علي يا بت الناس،،، أول حاجة خليني أسألك عن أبوك عم حسن وأمك خالتي رقية وأخواتك وبعدين لوميني" فقالت صفاء وهي تهم بالجلوس بجوار خالة سهى وقد وضعت أوراقها فوق طاولة الكافتيريا:" كلهم بخير وما فيهم شر وترى يسلمون عليكم وايد وايد خبريني إنتي إيشلون المعيشة صايرة هنيّ والله أنا متوهجة ومتخوفة إيشلون أقدر أنسجم مع الناس هنا " فقالت سهى وهي تطمئنها وتهدئ من روعها وتوجسها:" يا أختي سنوات وتعدى
By hook or crook كلنا مرينا بالمحنة
دي لكن بتمر الأيام وبتعدي وتلقي نفسك إنسجمت مع الناس هنا وبقيتي واحدة منهم يعني مجرد وقت ،، أي نعم السنة الأولى حتعاني شديد من إختلاف البيئة والجو والثقافة لكين شوية شوية لي قدام شوية كلو حيبقى تمام وعال العال"
فقالت صفاء: الله يستر ،،، نسيت أقول لك ترى صحباتك في الفريج يسلمون عليك وايد حصة القحطاني ونوف المطيري وسبيكة الشمري ونورة العنزي وكل الشلة اللي كانوا وياكي في ثانوية الناصرية" فقالت سهى:" والله قربت أنسى البنات ديل وما قلتي لي صحي صحبتي هيفاء التويجري إتزوجت وسافرت جدة والله الحكاية دي إشاعة؟ فقالت صفاء:" ما أعرفها هذي!! من هي هيفاء هذي اللي كانت تسكن في المعذر ما أذكرها هذه لأني كنت بعد صغيرة يوم إنك بالسعودية"
ونواصل لاحقاً

مهند عادل
14-02-2008, 12:41 PM
العزيز حسن ساده لك التحيه من القلب
أعتذر لك على الرد متأخرأولأ وأشكرك على المقتطفات الرائع ثانيآ ووووأقول حمد الله على سلامة سهى قلتها أكيد حتى طول الأيام حترجع سودانيه 100%وبي مناسبة لأستوعا ب سهى البنت الجميله على شيىء الحاصل في الوطن أهدئي ليكم قصيده جميله بقلم شاعرتنا الجميله روضه الحاج بعنوان:
عام مضىء

وأنا الترقب وانتظار المستحيل
عام مضي
والمد والجذر الهلامي الملامح شفتي
كم ترهق المحار أرجحة الوصول
ويصطلي نار احتمال اللا وصول
عام مضي
وأنا أخبيء وجهي المملوء بالتوق المصر
واستحي من ان اقول
لكن تخون اصابعي
تأبي التجمع هكذا
فيلوح لي ضعفي وقلة حيلتي
وهو أن العمر في هذا السبيل
عام مضي
ومساحة الشجن استدارت في دمي
كتلاً من الحزن النبيل
ماعاد في المقدور أن أبقي هنا
اتري سأرجع مرة أخري
فأمتهن الرحيل !!!؟؟؟
عام مضي
بخريفه وبصيفه وشتائه
كل الفصول
لكنني .. من أجل وجهك يا صفي القلب
أعلنت الطواريء يومها صيفاً
فحاورت الغيوم البيض والأنداء
والعشب الجميل
وغزلت من أسمال هذا الشعر ليلاً
رغم ضوء يختفي مني
ومغزلة تعاندني
ومنوال ثقيل
دثراً تقيك البرد في الليل الشتائي الطويل
وأتي الخريف ..
وحينما ارسلت للأمطار ملحفةً
أجابتني ..
وخطت في اجندتها دخولك أو خروجك
ثم جدولت الهطول
عام مضي .. وأنا أعد
يا جرح بعد العام تندمل الجراح
يا شوق صيراً فأحتمل
أصبر عليً فذا جبين العام لاح
ووعدت الاف القصائد بالسفر
ووعدت حرفي والمقاعد والقصاصات
الصغيرة والصور
فبما اليها اعتذر ؟؟
عام مضي
وبدا جديد يستريح علي دمي
قف أيها العام الجديد ولا تسر
عام مضي
ماذا الذي قد كان في وسعي
ضننت به عليك؟؟
اسقطت كل الناس
في كل المدينة
واختزلت عيونهم في مقلتيك
وتخذت منك مدينة أهوي اليك
في كل يوم
تجرح القلب العميد فأختبيء
بالجرح أخفيه
وأهمس لا عليك
امشي علي الطرقات سامقة
وكم أجثو لديك
عام مضي
كم اكره القلب العمي واذدريه
كم أكره الجرح المعاود للبكا
فليصطلي ما يصطليه
كم أمقت البنت التي
تحتاط بالكفين والعينين باب القلب خائفة
لأنك أنت فيه
عام مضي
وأمامي انتحرت بطقات الرحيل الي القمر
وتعثرت في خطوها
كل القصائد قافلة
حلم جميل كان أن يأتي المطر
وخرجت من كل المعارك هكذا
وخرجت من كل القصائد
لست أملك غير قلب منكسر
فأعصف به كالريح
لا تبقي لديه ولا تذر
عام مضي
كم كان صعباً أن أقول وان اسير
كم كان صعباً أن ألوح بالحياة لتختفي
ويظل خلف سياجه ذاك الأسير
كم كان صعباً أن تكون مدينتي شبراً
وقد عودتني حلم المسير ...!



ولك تحياتي

moh_alnour
14-02-2008, 03:39 PM
الأخ : حسن سادة
واصل إبداعك يا رائع
فقد أدهشتنا بذلك السرد الجميل لواقع أبناء المغتربين
ومعاناتهم مع تجاذب الشخصية ما بين الجذور السودانية والنشأة الخليجية
ولكن وبإذن الله ستظل متأصل فينا تلك الصفات والموروثات السودانية الجميلة
لك مني كل الود
وتحية خاصة للرائع مهند عادل والذي ظل يتحفنا بروائع خنساء السودان
سمراء النيل أبنة التاكا المبدعة روضة الحاج
ومن قبله لأستاذنا المرهف الجميل ود تابر المتيم بحب فاطمة السمحة
وللغالي نزار ود حسن ( أبسفروق )
دمتم لنا مبدعين نتقاسم معهم روعة الحروف والكلمات

حسن سادة
16-02-2008, 10:53 PM
عزيزي محمد نور بشراك بمقدم الأمير مهند عادل
إلى واحتنا الوارفة بل أنه لم يكتف بالإطلالة
بل نثر حبات رذاذ الماء فوق مروج البوست
فأينعت الأزاهير وتلونت بلون الجمال
ومرحباً بإطلالتك أيضاُ يا أيها النور
الذي بهر بالضياء
وشكراً للأنيق مهند إذ أتحفنا
برائعة من روائع سلطانة الإبداع الشعري
وشاعرة العرب بلا منازع أستاذنا السامية روضة الحاج

وإليك رائعة أخرى من روائع ملكة الشعر المتوجة روضة


وتثقل بعدك الأيام خطواً
ويثقل كاهلى شوقا وشوقاً
احس كأنى بعضى قد تهاوى
وان القلب بالاشجان شقا
لقيتك يا ربيع العمر عمرا
وضعت لكي اضل انا واشقى
وملء العين طيفك ...لو اتانى
غدوت بساحر الشواق غرقى
وملء السمع صوتك لو غشاني
نسيت اجش صوت او ارقا
وملء القلب انت فويح عمرى
ترى بعد ارتحالك كيف ابقى
وقبلك ما عرفت الدمع شوقاً
وهانذي بدمع الشوق اسقي
احسك بين نبض القلب نبضاً
يضىء بمهجتى ومضاً وبرقاً
احسك فى دمي سحراً وعطراً
يناغم جاهداً فيما تبقي
والمح اذا ارى عينيك نفسى
احدق فيهما صاح فارقى
الى افق من الشجان رحب
فاشفى ثم اشقى ثم اشقى
احقاً يا ربيع العمر يوماً
ستجمعنا دروب العمر جمعاً؟؟

moh_alnour
17-02-2008, 04:46 PM
تسلم يا رائع
شكراً حبيبنا حسن سادة
وشكراً سمراء النيل خنساء السودان
وحقاً هي بلاد تُنبت الشعر كل مناخاتها
دمتم لنا جميعاً بألف عافية

ودتابر
17-02-2008, 08:24 PM
العزيز الرائع حسن
وبقية المبدعين المتساقطين على هذا البوست تداعياً نحو الاصالة والجذور .. والوصول إلي قلب الوطن النابض في نفوس الجميع من خلال تغلغله في الكيان الأصيل ..

أرسلوا العبارات جزلى .. وسطروا الأحرف فرحى .. واطلقوا العنان لسهى مرحى .. لتكون كما شاء لها التكوين .. سودانية وبس .
ودمت يا سودان متأصلا في نفوس كل بنيك .