المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمى الوادى المتصدع اللهم اصرف عنا هذا البلاء



ولد مدنى
17-11-2007, 04:35 AM
تعريف المرض
حمى الوادى المتصدع مرض فيروسى تحت الحاد أو حاد ينتقل بواسطة الباعوض ويصيب كل من الإنسان والحيوان خاصة الأغنام والأبقار والماعز والجاموس والجمال

نبذة تاريخية عن المرض
ظهر مرض حمى الوادى المتصدع بصورة حادة بين الحملان لأول مرة عام 1912 فى الوادى المتصدع بكينيا وفى عام 1931 عاود الإنتشار بصورة وبائية شديدة بوادى الصدع بكينيا حيث قضى على 3500 جمل و1200 نعجة وتمكن العالم دويتى من عزل الفيروس المسبب للمرض وأسماه بالرفت فالى ، فى عام 1948 ثبت طرق نقل المرض بواسطة الحشرات ، ظهر المرض بصورة وبائية شديدة فى الفترة من 1950 حتى 1976 حوالى 16 مرة فى العديد من دول القارة الأفريقية ، ظلت وبائيات المرض تجتاح بلاد أفريقيا مع فترات بينية تتراوح بين 5 - 10 أعوام وهذه الفترة الزمنية تسمح بتواجد أعداد كبيرة من الحيوانات القابلة للعدوى (خالية من الأجسام المناعية ) ، عام 1985 أكتشف أحد العلماء تواجد الفيروس فى بيض الباعوض المتواجد فى المنخفضات الجافة حيث استمر حيا لحين امتلاء هذه المنخفضات بالمياه بعد هطول الأمطار ليظهر جيل جديد من الباعوض حاملاً للفيروس المسبب للمرض ، ظهر المرض فى مصر فى أغسطس عام 1977فى محافظة اسوان ونظراً لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة المرض فقد بدأت حدته تنخفض بشكل ملحوظ عام 1979 ولم تعزل سوى حالة واحدة فى عام 1980 وتوارى المرض على مدى 13 عاماً ثم عاد للظهور فجأة وأيضاً فى أغسطس عام 1993 بمحافظة اسوان ثم انحسر المرض تماما فى العام التالى مباشرة عام 1994 ، ظهر المرض ولأول مرة خارج قارة أفريقيا بالمملكة العربية السعودية عام 2000 .

المسبب المرضى
فيروس حمى الوادى المتصدع وهو من عائلة بونيا فريدىBunyaviridae جنس Phlebovirus ويحتوى الفيروس على الحامض النووى RNA ويتراوح قطر فيروس حمى الوادى المتصدع 100 - 90 نانو ميتر ، يتأثر الفيروس بالحرارة والمنظفات والأحماض ولكنه ثابت ومقاوم فى الرذاذ المتطاير ، يفضل استعمال المطهرات الحمضية فى القضاء على الفيروس مثل الفينول وحمض الخليك والفورمالين والكلوروفورم ، كما تستخدم المحاليل القلوية القوية مثل محلول هيبوكلوريت الصوديوم أو الكالسيوم والمحتوى على نسبة كلور تزيد عن 5000 جزيء فى المليون ، الفيروس مقاوم للظروف الطبيعية ويعيش لمدة 8 سنوات عند20 ْم وفى مصل الدم لمدة 3 سنوات عند - 4 ْ م وفى الدم لمدة 4 شهور عند + 4 ْم ، يتأثر الفيروس بدرجة حرارة 56 ْم لمدة 120 دقيقة .

العائل الطبيعى للعدوى
تختلف شدة الإصابة طبقاً لنوع وسن الحيوان وهو أساساً يصيب الأغنام والأبقار والجاموس والماعز والجمال والإنسان كما أن الفيروس يصيب القردة والكلاب والقطط والفئران .

الحشرات الناقلة

بعوض من جنس الكيولكس
حشرات الباعوض من جنس Culex,Aedes من أهم الأنواع التى تنقل العدوى ، يلعب الباعوض دوراً مهماً فى استمرارية العدوى حيث يستمر تواجد الفيروس لفترات طويلة خلال أطوار البعوضة المختلفة فى مراحل نموها فتظل العدوى كامنة فى البيض أو فى اليرقات لمدة سنوات إلى أن تنزل الأمطار بغزارة وتزداد الرطوبة ، لذا تلاحظ أن مواسم ظهور الأوبئة تكون بعد الأمطار حيث يتكاثر الباعوض ويعمل على نشر العدوى بصورة وبائية.

طرق انتقال العدوى
الباعوض هو الناقل الأساسى للمرض بين الحيوانات ومن الحيوان المصاب للإنسان .
التعرض المباشر للأجنة الحيوانية المجهضة بسبب المرض والتعرض لدم وسوائل وإفرازات وأنسجة الحيوانات المصابة أثناء رعايتها أو عند ذبحها كما تعتبر ألبان الحيوانات المصابة فى حالة عدم غليها مصدراً للعدوى .
عند قيام بعوضة بأمتصاص دم إنسان أو حيوان مصاب بالمرض فى طور الحمى وتواجد الفيروس فى الدم تصبح البعوضة مصابة بعد فترة 20 - 29 يوماً وينتقل الفيروس أيضاً إلى مبيض الباعوضة وبذلك يكون البيض الناتج من هذه الباعوضة حاملاً للفيروس وينتج جيلاً من الباعوض الناقل للمرض .
فترة الحضانة :
تتراوح مابين 1 إلى 6 أيام .

الأعراض فى الحيوانات :
1- 1لأبقــار :
يظهر المرض بصورة حادة فى العجول حديثة الولادة مصحوب بارتفاع فى درجة الحرارة تصل إلى 40 -41 ْم وخمول وقد تصل نسبة النفوق إلى 70 ٪ أما فى الحيوانات البالغة تبدأ الأعراض بارتفاع فى درجة الحرارة مع زيادة إفرازات اللعاب وفقد الشهية وضعف عام وإنخفاض نسبة الحليب وإسهال ذو رائحة كريهة وترتفع نسبة الأحماض إلى 85 ٪ فى القطيع المصاب بينما تكون نسبة النفوق حوالى 10 %

2- الأغنام والماعز :
يظهر المرض فى صورة فوق الحادة خاصة بين الحملان الصغيرة مصحوب بإرتفاع فى درجةحرارة الجسم تصل إلى 40 - 42 م وفقد الشهية وضعف ينفق الحيوان فى خلال 36 ساعة بعد ظهور الأعراض ، وتصل نسبة النفوق إلى 90 ٪ فى الحملان حديثة الولادة ( أقل من 7 أيام ) و20 ٪ فى الأكبر سناً ، أما الأغنام البالغةتبدأ الأعراض بارتفاع فى درجة الحرارة (40 - 41 م ) مع إفرازات أنفية مخاطية صديدية أنفية وقئ وإسهال وبول مدمم مع عدم إتزان الحركة أثناء المشى ورعشة عضلية ثم تظهر أعراض الصفراء تصل نسبة الإجهاض إلى 100 ٪ بينما نسبة النفوق إلى 20 - 30 ٪ .

الأعراض فى الآدميين
هناك 4 صور مرضية وهى :

فى حالة عدم حدوث مضاعفات يصاب الإنسان بحمى عابرة وآلام شديدة فى العضلات والظهر فى المنطقة القطنية - صداع مع فقد الشهية مع عدم وضوح الرؤيا ، تمتد فترة المرض 7 - 4 أيام .
تظهر صورة فقد الإبصار بعد 3 - 1 أسبوع من بدء الحمى مع ظهور آفات باثولوجية بشبكية العين.
الصورة السحائية للمرض تتميز بحمى شديدة على مرحلتين ومع ظهور الأعراض يصاب الجهاز العصبى المركزى والتى تظهر أعراضه خلال الطور الثانى من إرتفاع درجة حرارة الجسم وهى تشمل التهيج - ارتباك - ذهول وقد تصل إلى درجة الغيبوبة وربما إفراز لعابى غزير - طحن الأسنان - هلوسة الرؤيا مع دوار يعقب ذلك شفاء كلى أو جزئى يحدث بعد 50 يوماً مالم تحدث مضاعفات .
الصورة النزفية وتتميز بظهور حمى شديدة مصحوبةبيرقان - أنزفة واسعة الإنتشار تظهر من 4 - 2 يوم وعادة ما تتكرر من اليوم 6 - 3 نسبة قليلة من المرض تتماثل للشفاء بعد نقاهة بطيئة وطويلة .
الصفة التشريحية
أهم الآفات التشريحية المميزة لهذا المرض توجد بالكبد فى الحملان والعجول حديثة الولادة وكذلك الأجنة المجهضة ، تظهر على الجثة علامات الإلتهاب الكبدى نتيجة تنكرز كامل لخلايا الكبد مع وجود أنزفة ، ولكن فى الحيوانات الكبيرة يكون التنكرز محدوداً وعند القطع فى الكبد يكون السطح المقطوع محبباً وتشاهد بقع نزفية حول نقط بيضاء تحت غشاء الكبد ، ويكون لون الكبد أحمر يميل إلى البنى أو أصفر ذهبى ولا يحدث تضخم فى الكبد .
أنزفة تحت الجلد خاصة فوق الأكتاف والخلفيتين .
احتقان شديد وأنزفة فى الأمعاء .
تضخم فى الطحال فى بعض الحالات .
أنزفة تحت أغشية الكبد والطحال والكليتين .
تورم أوديمى فى غشاء الحويصلة المرارية مع وجود أنزفة وأحياناً تجلطات فى العصارة المرارية
تضخم وإحتقانات وأنزفة فى الغدد الليمفاوية .
التشخيص الحقلى للمرض
يعتمد التشخيص الحقلى على الصورة الإكلينيكية للمرض فى الأغنام والأبقار وتلازمها مع إصابات بين الآدميين وتشمل ما يأتى :
الإجهاض فى الحيوانات

ظهور حالات مرضية فوق الحادة مصحوبة بارتفاع نسبة النفوق بين الحملان والعجول وصغار الماعز والتى قدتصل إلى 90٪ .
وجود حالات إجهاض بنسبة عالية قد تصل إلى 100 ٪ بين الأغنام والأبقار .
تقل حدة المرض فى الأغنام والأبقار الكبيرة وتتراوح معدلات النفوق 30 - 10 ٪ .
عند إجراء الصفة التشريحية تظهر البؤر المتنكرزة بلون رمادى أو أصفر فى نسيج الكبد .
ظهور حالات شبيهة بالإنفلونزا بين الآدميين المخالطين للحيوانات المصابة والعينات الملوثة بالفيروس مصحوبة ببعض المضاعفات مثل النزف الشبكى ، وقلة الإبصار ، والحالات العصبية إلى جانب الإصابات الكبدية النزفية فى نسبة قليلة بين المصابين ( أقل من 5٪ ) .
غالباً ما تكون الصورة المرضية بعد موسم سقوط الأمطار ونشاط ملحوظ فى تكاثر البعوض .
العينات اللازم إرسالها للمختبر

أنزفة وسائل فى تجويف الصدر فى الأجنة

عينات دم من الحيوانات المريضة فى الطور الحاد للمرض على مانع للتجلط وأخرى بدون مانع للتجلط .
عينات أنسجة من الكبد والطحال والكلي والغدد الليمفاوية والمخ والأجنة المجهضة ، للفحص الفيرولوجى تحفظ العينات فى جلسيرين بفر وللفحوص الهستوباثولوجية ترسل العينات فى 10 ٪ فورمالين .

منظر عن قرب يوضح الأنزفة فى جنين آخر مصاب


التشخيص المعملى
عزل الفيروس المسبب للمرض بعد حقنة فى الفئران الرضيعة والحملان ( عمر 1 - 2 يوم ) أو أجنة الدجاج ( 6 - 8 أيام ) وخلايا زرع نسيجى مثل BHK-21,CER,Vero
الكشف عن المسبب المرضى فى المقاطع المجمدة من أنسجة الكبد والطحال والمخ باستخدام إختبار الفلورسنتى الغير مباشر .
إستخدام إختبار المثبت المكملCFT وإختبار الأجار الترسيبى المناعىAGID فى الكشف عن الأنتجين المسبب للمرض .
إستخدام إختبار الأليزا والفلورسينتى ومانع تلزن الدم إختبار المصل المتعادل والمثبت المكمل والأجار الترسبى المناعى فى الكشف عن الأجسام المناعية فى للمرض .
فحص شرائح من أنسجة الكبد هستوباثولوجيا حيث يشاهد تنكرز بخلايا الكبد وجسيمات إحتوائية داخل نواة الخلية الكبدية .
التشخيص المقارن
هناك أمراض تتشابه أعراضها مع بعض أعراض حمى الوادى المتصدع مثل مرض اللسان الأزرق والتسمم المعوى وطاعون المجترات الصغيرة فى الأغنام ومرض حمى الثلاث أيام والطاعون البقرى فى الأبقار وحيث أن الإجهاض صفة مميزة للمرض فى الأغنام والأبقار لذا يجب الأخذ فى الإعتبار الأمراض التى تسبب الإجهاض مثل البروسيلا والترايكومونياسيس .

فى الإنسان يجب التفرقة بين حمى الوادى المتصدع وحمى الدنج وحمى القرم النزفية وحمى لاسا وحمى إيبولا والحمى الصفراء .

العــلاج :

لايوجد علاج متخصص للسيطرة على هذا المرض ولكن يتم علاج الحيوان طبقا للأعراض (خافضات للحرارة -مضادات الإلتهاب -قابضات فى حالات الإسهال .

طرق الوقاية من المرض والإحتياطات الصحية :
فور ظهور المرض أو الإشتباه بوجوده فى مزرعة أو منطقة ما يجب تبليغ أقرب مديرية طب بيطرى أو القائمين على الطب البيطرى بالمنطقة لإتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة .
الحيوانات والإنسان الذين سبق إصابتهم بالمرض وتم شفاؤهم يكتسبون مناعة قوية وطويلة قد تصل إلى 12 عاما .
سرسوب اللبن من أمهات سبق إصابتها بالمرض أو تم تحصينها باللقاح الحى المستضعف يكسب النتاج مناعة قصيرة تصل إلى حوالى 3 شهور .
يجب توخى الحرص عند جمع العينات وتداولها خوفا من الإصابة الآدمية .
مكافحة القوارض والحشرات خاصة الباعوض على نطاق واسع ومكثف ومستمر . تتم مقاومة الباعوض فى الطور اليرقى بردم أو رش البرك والمياه الراكدة ورش أو حرق أكوام السباخ والرش المستمر للحيوانات والحظائر وأماكن تواجد الباعوض للقضاء على الحشرة البالغة .
يحظر تنقل الحيوانات الغير محصنة من مكان لآخر أثناء الوباء .
التوعية الصحية بين العاملين بالسلخانات والحظائر والمختبرات البيطرية والمستشفيات وإتباع الإجراءات الصحية اللازمة أثناء أخذ العينات والتعامل معها .
تحصين الحيوانات القابلة للعدوى باللقاح النسيجى الميت أو اللقاح الحى المستضعف .
أ- التحصين باللقاح الميت : يجب إعطاء جرعتان منه للحيوان خلال فترة 2-4 أسابيع ثم يكرر سنويا .
ب- التحصين باللقاح الحى المستضعف يعطى مناعة للحيوانات تصل إلى ثلاث سنوات ولكن لاينصح بإستعماله للحيوانات الصغيرة أو العشار كما يشكل خطورة على القائمين بالتحصين فى حالة عدم الإستخدام الآمن له .

تحصين العاملين الذين يتعرضون لمخاطر الإصابة أثناء إنتشار الوباء .
تشديد الرقابة على السلخانات ومراقبة المذبوحات لمنع ذبح الحيوانات المريضة

ولد مدنى
17-11-2007, 04:37 AM
حمى الوادي المتصدِّع مرض فيروسي حيواني المنشأ يصيب الحيوانات في المقام الأول، ويمكنه أيضاً إصابة البشر. ويمكن للعدوى أن تسبِّب مرضاً وخيماً لكلٍّ من الحيوانات والبشر، وأن تؤدِّي إلى معدلات عالية من المراضة والوفيات. كما يؤدِّي المرض إلى خسائر اقتصادية فادحة بسبب الوفيات وحالات الإجهاض التي تحدث بين الحيوانات التي تصاب بالحمى في المزارع.

ينتمي فيروس حمى الوادي المتصدِّع إلى جنس الفيروسات الفاصدة Phlebovirus، وهي أحد الأجناس الخمسة في فصيلة الفيروسات البونية Bunyaviridae. وقد تم تحديد الفيروس لأول مرة في عام 1931 أثناء تحرِّي وباء اندلع بين الأغنام في إحدى المزارع في الوادي المتصدِّع، في كينيا. ومنذ ذلك الحين، تم التبليغ عن فاشيات في بلدان جنوب الصحراء وشمال أفريقيا. وفي عامَيْ 1997 و1998 وقعت فاشية كبرى في كينيا والصومال وتنـزانيا. وفي أيلول/سبتمبر 2000 تم تأكيد حالات من حمى الوادي المتصدِّع في المملكة العربية السعودية واليمن، وكانت هذه الحالات أول وقوع للمرض تم التبليغ عنه خارج القارة الأفريقية، حيث أثارت قلقاً من إمكانية امتداد المرض إلى مناطق أخرى في آسيا وأوروبا.

الانتقال إلى البشر
تنجم الغالبية العظمى من العدوى التي تصيب البشر من التماس المباشر أو غير المباشر مع دم أو أعضاء الحيوانات المصابة. ويمكن للفيروس أن ينتقل إلى البشر عن طريق لمس أنسجة الحيوانات أثناء الذبح والتقطيع، أو أثناء المساعدة في ولادة الحيوانات، أو أثناء القيام بإجراءات بيطرية، أو نتيجة التخلُّص من جثث الحيوانات أو أجنتها. ولذلك تعتبر بعض الفئات المهنية، مثل المربين، والمزارعين، والعاملين في المجازر، والأطباء البيطريِّـين، شديدة التعرُّض لمخاطر العدوى. ويصاب البشر بالفيروس عن طريق التلقيح، وذلك من خلال جرح الجلد بسكين ملوَّثة أو بملامسة جلد مصاب، أو باستنشاق الضبوب الناتجة عن ذبح حيوانات مصابة. وقد أدَّت طريقة الانتقال من خلال الضبوب إلى إصابة العاملين في المختبرات بالعدوى.
وتوجد بعض البيِّنات على إمكانية إصابة البشر أيضاً بالعدوى بهذه الحمى، عن طريق شرب اللبن من الحيوانات المصابة وغير المبستر أو غير المغلي.
وقد نجمت العدوى البشرية أيضاً عن لدغات البعوض المصاب، ولاسيَّما البعوض من جنس الزاعجة aedes.
ومن الممكن أيضاً أن ينتقل فيروس الحمى عن طريق الذباب الماص للدم.
ولم توثـَّق حتى الآن أي حالة انتقال لحمى الوادي المتصدِّع من البشر إلى البشر، ولم يبلَّغ عن انتقال هذه الحمى إلى العاملين بالرعاية الصحية عند اتِّخاذ الاحتياطات العادية لمكافحة العدوى.
ولا توجد بيِّنات على وقوع فاشيات لحمى الوادي المتصدِّع في المناطق الحضرية.
السمات السريرية في البشر
الشكل الخفيف لحمى الوادي المتصدِّع في البشر

تـتراوح مدة حضانة حمى الوادي المتصدِّع (الفتـرة من العدوى وحتى بداية ظهور الأعراض) من يومَيْن إلى ستة أيام.
يعاني المصابون بالعدوى إما من أعراض يتعذَّر اكتشافها، وإما من شكل خفيف من المرض تميِّزه متلازمة حُمَّوية، مع ظهور مفاجئ لحمى شبيهة بالإنفلونزا، وآلام في العضلات، وآلام في المفاصل، وصداع.
يعاني بعض المرضى من تيبُّس الرقبة، والحساسية للضوء، وفقدان الشهية، والقيء. وفي المراحل المبكرة للمرض قد يُظَنّ أن هؤلاء المرضى مصابون بالتهاب السحايا.
وعادةً ما تستمر أعراض حمى الوادي المتصدِّع مدة 4 أيام إلى 7 أيام، تبدأ بعدها الاستجابة المناعية نتيجةً لظهور الأضداد، ويختفي الفيروس تدريجياً من الدم.
الشكل الوخيم لحمى الوادي المتصدِّع في البشر

برغم أن معظم الحالات البشرية خفيفة نسبياً، تصاب نسبة مئوية قليلة من المرضى بشكل أشد وخامة من المرض. ويظهر ذلك في شكل واحدة من ثلاث متلازمات محدَّدة: مرض عيني (0.5 – 2% من المرضى)، أو التهاب السحايا والدماغ (أقل من 1%)، أو حمى نزفية (أقل من 1%).
المرض العيني: في هذا الشكل من المرض يُلاحظ أن الأعراض الشائعة المقتـرنة بالشكل الخفيف من المرض تصاحبها آفات شبكية. وتبدأ الآفات العينية في الظهور بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من ظهور أول أعراض المرض. وعادةً ما يعاني المرضى من تغيُّم أو نقص الرؤية. وقد يختفي المرض من تلقاء نفسه دون ترك تأثيرات دائمة خلال 10 إلى 12 أسبوعاً. ومع ذلك، عندما تحدث الآفات في الشبكية يصاب 50% من المرضى بفقدان مستديم للرؤية. ولكن ليس من الشائع حدوث الوفاة بين المرضى المصابين فقط بالشكل العيني للمرض.
التهاب السحايا والدماغ: يبدأ هذا الشكل من المرض عادة بعد أسبوع إلى أربعة أسابيع من ظهور أول أعراض الحمى. وتشمل السمات السريرية الصداع الشديد، وفقدان الذاكرة، والهلوسة، واختلاط الذهن، والتوهان، والدُوار، والاختلاج، والنوام، والغيبوبة. وقد تظهر مضاعفات عصبية بعد ذلك (بعد أكثر من 60 يوماً). وينخفض معدل الوفاة بين المرضى الذين يعانون فقط من هذا الشكل من المرض، ولكن من الشائع أن يتخلف عنه قصور عصبي قد يكون وخيماً.
مرض الحمى النزفية: تظهر أعراض هذا الشكل من المرض بعد يومين إلى أربعة أيام من بداية العلة، وهي تبدأ ببيِّنات على اختلال وخيم في الكبد، مثل اليرقان. ويعقب ذلك ظهور علامات على النزف، مثل تقيئ الدم، ووجود الدم في البراز، والطفح الفرفري أو الكدمات (الناتجة عن النـزف في الجلد)، والنـزف من الأنف أو اللثة، وغزارة الطمث والنـزف من مواقع سحب الدم من الوريد. ويصل معدل الإماتة في الحالات بين المرضى المصابين بالشكل النـزفي للمرض إلى حوالي 50%. وتحدث الوفاة عادةً بعد ثلاثة أيام إلى ستة أيام من بداية ظهور الأعراض. ويمكن اكتشاف الفيروس في الدم لمدة تصل إلى 10 أيام في حالة المرضى المصابين بالشكل اليرقاني النـزفي لحمى الوادي المتصدِّع.
وقد تفاوت معدل الإماتة الكلي في الحالات تفاوتاً كبيراً من وباء لآخر، ولكنه كان عموماً أقل من 1% في الحالات الموثـَّقة. وتحدث معظم الوفيات بين المرضى المصابين بالشكل اليرقاني النـزفي للمرض.

التشخيص
يمكن تشخيص حمى الوادي المتصدِّع الوخيمة بطرق مختلفة. ويمكن للاختبارات السيرولوجية، مثل المقايسة المناعية المرتبطة بالإنزيم (طريقة ELISA أو طريقة EIA)، أن تؤكِّد وجود أضداد نوعية للغلوبولين المناعي للفيروس. ويمكن اكتشاف الفيروس نفسه في الدم في المرحلة المبكرة للمرض أو في نسيج التشريح، وذلك باستخدام طرائق متنوعة، مثل توالد الفيروس (في المزارع الخلوية أو في الحيوانات التي تم تطعيمها باللقاح)، أو باختبارات اكتشاف المستضد وبطريقة الإنزيم المنتسخ-التفاعل السلسلي للبوليميراز RT-PCR.
المعالجة واللقاحات
نظراً لأن معظم الحالات البشرية لحمى الوادي المتصدِّع خفيفة نسبياً وقصيرة المدة، لا يحتاج هؤلاء المرضى معالجة معينة. أما في الحالات الأكثر وخامة، فتعتبر المعالجة الشائعة معالجة داعمة عامة.
تم تطوير لقاح معطَّل للاستخدام البشري. غير أن هذا اللقاح غير مرخَّص به وغير متاح على النطاق التجاري. وقد استُخدم هذا اللقاح في المختبر لحماية العاملين البيطريِّـين والمختبريِّـين المعرَّضين بشدة لمخاطر العدوى بالحمى. وهناك لقاحات أخرى قيد البحث.
فيروس حُمَّى الوادي المتصدِّع في الحيوانات المضيفة
يمكن لحمى الوادي المتصدِّع أن تصيب العديد من أنواع الحيوانات، فتسبِّب مرضاً وخيماً في حيوانات المزارع، بما فيها الماشية والغنم والإبل والماعز. وتعتبر الأغنام أكثر استعداداً للإصابة من الماشية والإبل.
تبيَّن أن العمر عامل مهم في حساسية الحيوان للإصابة بالشكل الوخيم للمرض: إذ يموت أكثر من 90% من الخراف الصغيرة المصابة بحمى الوادي المتصدِّع، في حين تقل هذه النسبة بين الخراف البالغة إلى 10%.
يصل معدل الإجهاض بين النعاج الحوامل المصابة إلى حوالي 100%. وتؤدي فاشية الحمى عادة في الحيوانات إلى إجهاض حيوانات المزارع دون وضوح الأسباب، وقد يكون ذلك علامة على بداية الوباء.
نواقل حمى الوادي المتصدِّع
يمكن لعدة أنواع مختلفة من البعوض أن تنقل فيروس حمى الوادي المتصدِّع. ويختلف النوع الرئيسي الناقل للفيروس من منطقة إلى أخرى، كما يمكن لأنواع مختلفة أن تؤدِّي أدواراً مختلفة في استمرار عملية انتقال الفيروس.
ينتشر الفيروس بين الحيوانات أساساً عن طريق لدغة البعوض المصابة، ولاسيَّما جنس البعوض الزاعج aedes الذي يصاب بالفيروس عن طريق التغذي على دم الحيوانات المصابة. كما يمكن لأنثى البعوض أن تنقل الفيروس مباشرة إلى نسلها عن طريق البيض، فتأتي أجيال جديدة من البعوض المصاب. وهذا يفسِّر التواجد المستمر لفيروس حمى الوادي المتصدِّع في البؤر التي تتوطنها الحيوانات، حيث تتوافر للفيروسات آلية مستديمة للبقاء، إذ يمكن لبيض هذا البعوض أن يعيش عدة سنوات في الظروف الجافة. وفي أوقات الأمطار الغزيرة، عادةً ما تنغمر أماكن وجود اليرقات بالماء، مما يتيح فقس البيض وتزايد البعوض بشكل سريع، فينتشر الفيروس إلى الحيوانات التي يتغذى البعوض على دمائها.
من الممكن أيضاً أن تنتشر الأوبئة الحيوانية والأوبئة البشرية المقتـرنة بها إلى مناطق لم تسبق إصابتها. وقد حدث ذلك عندما أدخلتْ الحيواناتُ المصابةُ الفيروسات إلى مناطق توجد بها النواقل وتمثِّل قلقاً خاصاً. فعندما يتغذى بعوض الزاعجة aedes غير المصاب وغيره من أنواع البعوض على دماء الحيوانات المصابة، من الممكن أن تتسع دائرة أي فاشية صغيرة وبسرعة عن طريق انتقال الفيروس إلى حيوانات أخرى يتغذى البعوض على دمائها بعد ذلك.
الوقاية والمكافحة
مكافحة الحمى في الحيوانات
يمكن اتِّقاء فاشيات حمى الوادي المتصدِّع بين الحيوانات عن طريق تنفيذ برنامج مستمر لتطعيم الحيوانات. وقد تم تطوير لقاحات من الفيروس الحيّ الموهَّن والمعدَّل ومن الفيروس المعطَّل، وذلك للأغراض البيطرية. ويمكن لجرعة واحدة فقط من اللقاح الحي أن تمنح مناعة طويلة الأجل، ولكن من الممكن أن يؤدِّي اللقاح المستخدم حالياً إلى إجهاض تلقائي إذا أُعطي للحيوانات الحوامل. أما لقاح الفيروس المعطَّل فلا يؤدِّي إلى هذا التأثير الجانبي، ولكن يحتاج الأمر إلى عدة جرعات لتوفير الحماية، وهذا أمر لا يمكن تأكيده في المناطق الموطونة.
وفي أثناء حملات التطعيم الجموعي للحيوانات، قد ينقل العاملون في صحة الحيوان الفيروس، عن غير قصد، إلى الحيوانات بسبب استخدامهم للقنينة المتعدِّدة الجرعات وإعادة استخدام الإبر والمحاقن. فإن كان بعض الحيوانات في القطيع مصابين بالعدوى ويوجد الفيروس في دمائه (برغم عدم ظهور علامات واضحة على المرضى)، فسوف ينتقل الفيروس بين القطيع، وسوف تتضخم الفاشية.
وقد يكون حظر أو تقيـيد حركة انتقال حيوانات المزارع فعَّالاً في إبطاء عملية انتشار الفيروس من المناطق المصابة إلى غير المصابة.
نظراً لأن فاشيات حمى الوادي المتصدِّع بين الحيوانات تسبق وقوع الحالات البشرية، فمن الضروري إنشاء نظام فعَّال لتـرصُّد صحة الحيوانات لاكتشاف الحالات الجديدة، بغرض تقديم الإنذار المبكر للسلطات المعنية بالصحة البيطرية والصحة العمومية للبشر.
التثقيف بالصحة العمومية، والحد من المخاطر
في أثناء فاشية لحمى الوادي المتصدِّع، تم كشف أن التماس الوثيق مع الحيوانات، ولاسيَّما مع سوائل جسمها، سواء بشكل مباشر أم من خلال الضبائب aerosols، على أنها أهم عوامل الخطر المرتبطة بالعدوى بفيروس الحمى. وفي غياب المعالجة النوعية واللقاح البشري الفعَّال، يُعتبر إذْكاء الوعي بعوامل خطر العدوى بالحمى، والتدابير الوقائية التي يمكن للأفراد اتِّخاذها لاتِّقاء لدغات البعوض، هو الطريق الوحيد للحد من الوفيات والعدوى البشرية.
ينبغي أن تركِّز رسائل الصحة العمومية الرامية إلى الحد من المخاطر على ما يلي:
الحد من خطر الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، نتيجة للممارسات غير المأمونة في الذبح وتربية الحيوانات. فينبغي ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة، مع توخي الحذر أثناء لمس الحيوانات المريضة أو أنسجتها، أو أثناء ذبح الحيوانات.
الحد من مخاطر انتقال العدوى من الحيوانات إلى الإنسان بسبب الاستهلاك غير المأمون للدم الطازج، أو اللبن الخام، أو نسج الحيوانات. وفي المناطق التي تنتشر بها أوبئة حيوانية ينبغي طبخ جميع المنتجات الحيوانية (اللبن واللحم واللبن) طبخاً جيداً قبل استهلاكها.
أهمية حماية الأفراد والمجتمع من لدغات البعوض، باستعمال الناموسيات المشبَّعة بمبيدات الحشرات، واستعمال طاردات البعوض الشخصية إن وُجدت، وارتداء الملابس الفاتحة الألوان (قميص طويل الأكمام وبناطيل)، وتجنُّب الأنشطة التي تؤدَّى خارج المنازل في أوقات ذروة نشاط البعوض الناقل للمرض.
مكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية
برغم عدم ثبوت انتقال الحمى من البشر إلى البشر، لايزال هناك خطر نظري من انتقال الفيروس من المرضى المصابين إلى العاملين في الرعاية الصحية، عن طريق لمس الأنسجة المصابة أو الدم المصاب. ويجب على العاملين الصحيِّـين الذين يتولون رعاية المرضى المشتبه بإصابتهم بالحمى أو المؤكَّدة إصابتهم بها أن ينفذوا الاحتياطات العادية عند التعامل مع العينات المأخوذة من المرضى.
تحدِّد الاحتياطات العادية ممارسات العمل المطلوبة لضمان المحافظة على مستوى أساسي من مكافحة العدوى. ويُوصى بمراعاة الاحتياطات العادية في رعاية ومعالجة جميع المرضى، سواءً أكانت حالتهم مؤكَّدة أم مشتبهاً بها. وتغطي الاحتياطات العادية تداول الدم (بما فيه الدم المجفف)، وجميع سوائل الجسم ومفرزاته ومفرغاته الأخرى (باستثناء العَرَق)، بغض النظر عن احتوائها على دم مرئي أم لا، كما تغطي هذه الاحتياطات التاس مع الجلد والأغشية المخاطية غير السليمة. ويمكن الاطلاع على مذكرة لمنظمة الصحة العالمية حول الاحتياطات العادية في الرعاية الصحية، في الموقع التالي: l" target="_blank">http://www.who.int/csr/resources/publications/standard precautions/en/l
وكما ذكر آنفاً، يتعرض أيضاً العاملون في المختبرات للمخاطر. ولذلك فإن العينات المأخوذة من الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالحمى، ومن الحيوانات المصابة بها للتشخيص، ينبغي أن يتعامل معها عاملون مدربون، وأن تُفحص في مختبرات مجهزة بالمعدات المناسبة.
مكافحة النواقل
ثـَمَّة طرق أخرى لمكافحة انتشار الحمى، تشمل مكافحة البعوض الناقل للعدوى والوقاية من لدغاته.
يُعتبر رش مبيدات اليرقات في أماكن توالد البعوض الوسيلة الأكثر فعالية في مكافحة النواقل، إذا أمكن تحديد أماكن التوالد بوضوح وكانت هذه الأماكن محدودة الحجم والنطاق. أما في أوقات الفيضانات، فعادة ما يكون عدد وحجم أماكن توالد البعوض كبيرة، بما يجعل تدابير رش مبيدات اليرقات غير مجدية.
التنبؤ بحمى الوادي المتصدِّع والنماذج المناخية
من شأن رصد الأحوال الجوية أن يتوقَّع الظروف المناخية التي تقتـرن عادة بزيادة مخاطر الفاشيات، وأن يُسهم في تحسين سُبُل مكافحة المرض. وفي أفريقيا والمملكة العربية السعودية واليمن تقتـرن فاشيات الحمى اقتـراناً وثيقاً بفتـرات زيادة الأمطار، عن طريق الصور المرسلة بالأقمار الصناعية أو بالاستشعار عن بُعد. كما تقتـرن فاشيات الحمى في شرق أفريقيا اقتـراناً وثيقاً بالأمطار الغزيرة التي تهطل في المرحلة الدافئة لظاهرة تيار النينيو والتذبذب الجنوبي.

أتاحت هذه النتائج الإعداد الناجح لنماذج التنبؤ ونُظُم الإنذار المبكر بحمى الوادي المتصدِّع، باستخدام التصوير بالأقمار الصناعية وبيانات التنبؤ بالطقس والمناخ. ويمكن استخدام نُظُم الإنذار المبكر، كهذه النُظُم، لاكتشاف حالات الإصابة الحيوانية في مرحلة مبكرة للفاشية، مما يمكِّن السلطات من تنفيذ تدابير لتجنُّب أي أوبئة وشيكة.

في إطار اللوائح الصحية الدولية الجديدة (2005)، يُعتبر توقُّع فاشيات الحمى والإنذار المبكر بها، والتقيـيم الشامل لمخاطر انتشارها إلى مناطق جديدة، ضرورياً لتنفيذ تدابير المكافحة الفعَّالة وفي الوقت المناسب.

ولد مدنى
17-11-2007, 04:37 AM
حمى الوادي المتصدّع في السودان - آخر التطورات
7 تشرين الثاني/نوفمبر 2007

ما فتئت حالات حمى الوادي المتصدّع البشرية تزداد. فقد تم الإبلاغ، حتى 7 تشرين الثاني/نوفمبر، عن حدوث 228 حالة أدّت 84 حالة منها إلى الوفاة. والجدير بالذكر أنّ الوباء بات منتشراً في 15 بلدة تابعة لولايات النيل الأبيض وسنار والجزيرة. وتم الكشف، بفضل اختبار تفاعل البوليميراز التسلسلي أو اختبار "إيليزا"، عن حمى الوادي المتصدّع في أكثر من 25 عيّنة بشرية. بينما لم تتمكّن التحاليل المختبرية التي أُجريت على عيّنات تابعة لثلاث حالات من الخرطوم من الكشف عن المرض. كما لا تزال نتائج الفحوص التي أُجريت على العيّنات الحيوانية غير متوافرة حتى الآن.

ويُسجّل، عادة، ظهور عدوى حمى الوادي المتصدّع في الحيوانات قبل ظهورها في البشر. ويدور فيروس هذا المرض بين الحيوانات المجترة (الماشية والأغنام والماعز والإبل) عن طريق البعوض. وأكبر عوامل الاختطار المؤدية إلى إصابة الآدميين بالعدوى، أثناء حدوث الفاشية، هو التعاطي عن كثب مع الحيوانات الداجنة الموبوءة، وبخاصة مع سوائل أجسامها، إمّا بشكل مباشر أو عن طريق الرذاذ الصادر منها. غير أنّ الأهمية النسبية لانتقال العدوى من البعوض إلى البشر قد تزداد عندما تزداد كثافة النواقل.

ومع انعدام العلاج النوعي واللقاح البشري الناجع تبقى أنشطة التعبئة المجتمعية الكثيفة الرامية إلى إذكاء الوعي بعوامل الاختطار المرتبطة بالعدوى، فضلاً عن تدابير الحماية التي يمكن للأفراد اتخاذها للوقاية من التعرّض للمرض، الوسيلة الوحيدة للحد من الإصابات والوفيات البشرية.

وينبغي، أثناء فاشيات حمى الوادي المتصدّع، أن تركّز الرسائل الصحية العمومية المكثّفة الرامية إلى الحد من المخاطر على الأمور التالية:

الحد من مخاطر انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر نتيجة ممارسات تربية المواشي وممارسات الذبح غير المأمونة. وينبغي ارتداء القفازات وغيرها من الألبسة الوقائية المناسبة وتوخي اليقظة لدى مناولة الحيوانات المريضة أو نُسجها، أو عند ذبحها.
الحد من مخاطر انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر جرّاء استهلاك الدم الطازج أو الحليب الخام أو النُسج الحيوانية بطرق غير مأمونة. فينبغي، في المناطق التي تنتشر فيها الأمراض الحيوانية المصدر، طهي جميع المنتجات الحيوانية (الدم واللحم والحليب) بطريقة جيّدة قبل تناولها.
الأهمية التي تكتسيها حماية الأشخاص والمجتمعات المحلية من لدغات البعوض عن طريق استعمال الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات ومنفّرات البعوض الشخصية، عند توافرها، وبارتداء ألبسة ذات ألوان فاتحة (قمصان وسراويل ذات أكمام طويلة) وتجنّب القيام بأنشطة في الهواء الطلق عندما تشتد لدغات البعوض الناقل للعدوى.
وتواصل منظمة الصحة العالمية التعاون بشكل وثيق مع وزارة الصحة السودانية وسائر هيئات الأمم المتحدة والهيئات الدولية من أجل دعم برنامج فعال في مجال المكافحة يمكّن من حماية السكان.



اللهم انهم خلقا ضعيفا من خلقك لا حول لهم ولاقوة اللهم اصرف البلاء عنهم