المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريق التوبـــــــــــــــــــــــــــه



ابوقيس
15-10-2004, 04:01 AM
الحمدلله:

إن من حكمة الله تبارك وتعالى أن ابتلى خلق واختبرهم، ومن ابتلائه
لهم أن جعل طريق الشهوات محبباً للنفوس تشتهيه وتميل إليه، وجعل
طريق الطاعة شاقاً وثقيلاً عليها،

كما قال صلى الله عليه وسلم "حجبت الجنة بالمكاره وحجبت النار
بالشهوات"

وفي حديث آخر يخبر صلى الله عليه وسلم عن شأن الشهوات وطريقها
يقول:" لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر
إليها، فقال: وعزتك لا يسمع بها أحدٌ إلا دخلها، فحفَّها بالمكاره فقال:
اذهب فانظر إليها، ثم جاء فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد،
قال: ولما خلق الله النار قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر
إليها، ثم جاء فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفَّها
بالشهوات، فقال اذهب فانظر إليها، فلما رجع قال: وعزتك لقد خشيت
أن لا يبقى أحد إلا دخلها".

أخي الكريم إن أول نقطة في حل مشكلتك هي: أن تدرك خطورة
هذا الطريق والسبيل وأثرها، فكثير من الشاب الذين انحرفوا بعد
استقامتهم، وساءوا بعد صلاحهم كانت الشهوة سبباً وراء ذلك.


ثانياً: إن أهم ماتحتاج إليه في نظري ليس هو الجانب العلمي النظري
وليس التعرف على خطوات محددة تظن أنها ستنهي المشكلة إنما
تحتاج إلى العزيمة الجادة والإرادة القوية، والشعور بأنك وحدك
أنت الذي تملك حل مشكلاتك، ولن يحلها لك الآخرون، إنما دورهم يقف عند تقديم
النصح والتوجيه.

ثالثاً: تقوية الإيمان، وعوامل ذلك لاتخفى عليك، وأهم ما أوصيك به
العناية بالعبادات في المنزل، والحرص على النوافل وتلاوة القرآن الكريم،
وأن تقوم ماتيسر لك من الليل.

رابعا: الصيام وقد حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أنه وجاء
ووقاية من السير وراء الشهوة المحرمة، فقال :"يامعشر الشباب من
استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له
وجاء"، فاحرص وفقك الله على صيام قدر من النوافل والمحافظة عليه
ولوقل.

خامساً: تقوية الإرادة والعزيمة، وتعويد النفس على الضبط، والقدرة على
منعها وحجزها مما لايليق ولاينبغي.

سادساً: الدعاء فإنه سلاح المؤمن، وملجأه كما قال تبارك وتعالى (أم
من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)

سابعاً: احرص على التقلل من العوامل التي تثير الشهوة وتؤججها،
وأخطر ذلك إطلاق النظر إلى ماحرم الله تبارك وتعالى، أياً كان مصدره،
وابتعد عن الاستطراد في التفكير في أمور الشهوات ، وأشغل نفسك
دائماً بالتفكير فيما يفيد وينفع من أمور الدين والدنيا.

ثامناً: احرص على البعد عن الخلوة أو البقاء فارغاً، فإن ذلك مدعاة
لتسلل الشيطان إلى تفكيرك.

تاسعاً: إياك واليأس وأن يوهمك الشيطان أنك غير قادر على ترك هذه
المعصية، وكرر التوبة كلما تكرر منك الذنب ووقعت في الخطيئة.

في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه صلى الله عليه
وسلم قال: إن عبداً أصاب ذنباً-وربما قال:أذنب ذنباً- فقال:رب أذنبت ذنباً-وربما قال: أصبت- فاغفر، فقال ربه: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب،
ويأخذ به؟ غفرت لعبدي!. ثم مكث ماشاء الله ثم أصاب ذنباً-أو أذنب ذنباً-
فقال: رب أذنبت-أو أصبت آخر، فاغفره، فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر
الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي!. ثم مكث ماشاء الله ثم أذنب ذنباً-
وربما قال أصاب ذنباً - فقال: رب أصبت-أو قال: أذنبت- آخر فاغفره لي،
فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي!. ثلاثاً
فليعمل ماشاء".

وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال:" يا رسول الله:أحدنا يذنب، قال :" يكتب عليه " قال
ثم يستغفر منه ويتوب. قال:" يغفر له ويتاب عليه " قال:فيعود فيذنب. قال "
يكتب عليه "، قال:ثم يستغفر منه ويتوب قال :" يغفر له ويتاب عليه".
قال فيعود فيذنب. قال:"يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا ". وعن
علي -رضي الله عنه- قال:خياركم كل مُفَتًّن تواب، قيل فإن عاد؟
قال:يستغفر الله ويتوب، قيل:فإن عاد؟ قال:يستغفر الله ويتوب،
قيل:حتى متى؟ قال:حتى يكون الشيطان هو المحسور. وقيل
للحسن:ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم
يستغفر، ثم يعود، فقال:ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تملوا من
الاستغفار.

وقال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في خطبته:"أيها الناس من ألم
بذنب فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفر الله وليتب، فإن عاد
فليستغفر الله وليتب، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال وإن
الهلاك كل الهلاك في الإصرار عليها". وفقك الله، وغفر ذنبك، وطهر
قلبك، وحصن فرجك، ويسر لك الخير حيث كنت،،،،

خالد حمد موسى
15-10-2004, 04:16 AM
اديك العافيه تسلم...

ابوقيس
15-10-2004, 04:27 AM
الله يعافيك