okasha
24-10-2007, 02:04 AM
** في رمضان العام الماضي، أغضبتنا حلقات « طاش ماطاش » وطريقة تقديمها للشخصية السودانية ، فكتبنا مقالا نعيده في رمضان هذا العام لأن الحلقات أيضا عادت كما « هي .. !! ».
** لو جسدوا الدور الذي ظل يلعبه السوداني - فكرا و ساعدا - في بناء دويلاتهم لاشدنا بهم ، و لو عكسوا اخلاق اهل السودان الذين يعيشون بينهم بقيم الطهر والنقاء و النزاهة و الاخلاص لشكرناهم ، و لو بادلوا وفاء بني جلدتي وحبهم لهم بوفاء و حب لاثنينا عليهم ، ولو اعترفوا بفضلنا عليهم لاعترفنا بافضالهم علينا ايضا ...!!
** ولكن أن يستغل بعض أنصاف المواهب بتلك الفضائية العربية هذا الشهر الفضيل لاظهار السوداني بمشهد الساذج أو العبيط أو الاحمق من خلال الحلقات الدرامية المسماة ب «طاش ما طاش » ، ويثير فيه الضحك و السخرية و الشفقة ، هذا امر نرفضه جملة وتفصيلا ، ونستنكره ، ولا نرضاه لشعبنا ووطننا ، ولا نقبله لسفيرنا المغترب ببلادهم ..!!
** للسوداني في بلادهم ألف صفة حميدة و مائة من الخصال السامية ، هم يعلمونها جيدا ، و تعاشروا معها بعمق ، و يجاهرون بها دوما ، كل صفة تصلح أن يكتب فيها المبدعون شعرا و رواية ، و كل خصلة تصلح أن يجسدها المخرجون مسلسلا و فيلما ، و للسوداني في بلادهم مواقف من النبل و الشهامة و الصدق و الامانة ، وكل موقف يصلح أن يكون مسرحا لتعليم الامم و الشعوب لتلك القيم ..!!
** و لكن عباقرة « طاش ما طاش » حين لم يجدوا من يجسد لهم في « هطرقاتهم » المسماة بالدراما دور المغفل و الاهبل و الساذج لجأوا الي السوداني ، هذا الحائط القصير الذي - بطيبته و حسن نيته - دأب أن يتحمل كل رمضان مطرقة الصيام في ديار الغربة وسندان تلك الحلقات الساذجة كاظما الغيظ و الحزن احتراما لأداب الضيافة و الاغتراب ، و هم للأسف يظنون الاحترام ضعفا و كظم الغيظ والحزن قبولا لتلك « الهبالة » الدرامية و شخصياتها السودانية ..!!
** لنا فضائية بمساحة الفضاء مساحة ، ولها ارشيف من المنوعات و الدراما تجاوز النصف قرن عمرا ، على كل العرب من المحيط الي الخليج أن يبحثوا أنفسهم في هذا الارشيف ، ثم يخبرونا هل وجدوا مشهدا عربيا لا يليق بهم .. لا لن يجدوه .. لا لأزمة التفكير في مبدعينا و لا لقلة ما يمكن تقديمه ، ولكن لأدب راسخ في نفوسنا و اخلاق سودانية تحول بين فضائيتنا و بين ما يخدش حياء العرب و اذواقهم .. وكان على عباقرة تلك الفضائية و جهابزة « طاش ما طاش » ان يبادلوا احترامنا لاوطانهم باحترام وطننا و تقديرنا لشعوبهم بتقدير شعبنا ..!!
** و قضايا الامة العربية التي يمكن عكسها دراميا على « قفا من يشيل » لو وجدت فضائيات حرة و برامج حرائر ، شلالات الدم التي تكاد أن تجرف الشعوب تصلح لذلك .. بحيرات الدموع التي تكاد ان تغرق الارامل و الايتام تصلح لذلك .. سفن النفط التي تصب خيراتها في الارصدة الغربية تصلح لذلك .. السجون و المنافي و المقاصل التي تحاصر العربي من كل جانب تصلح لذلك .. جيوش التتار التي تغزو في كل عام عاصمة عربية تصلح لذلك .. و كل يوم تشرق فيه الشمس على ارض العروبة لا تغرب الا و قد عانقت اشعتها انكسارا عربيا لا يجد سيناريست بارعا او مخرجا شجاعا ...!!
** دعوا السوداني في حاله .. وانتبهوا لقضايا العروبة التي لم تعد تجد مساحة وسط زحام «الفيديو كليبات » و ضوضاء نانسي عجرم وصويحباتها ، واللهم اني صائم ... بالله عليكم دعونا في حالنا ... هذا الوطن - بشعبه المغترب - أشمخ مما تتصورون .. وتصورونه ...!!
__________________________________________________ _
هذا المقال منقول من صحيفة الصحافة بقلم الاستاذ الطاهر ساتى
لتعم الفائدة
ودمتم
** لو جسدوا الدور الذي ظل يلعبه السوداني - فكرا و ساعدا - في بناء دويلاتهم لاشدنا بهم ، و لو عكسوا اخلاق اهل السودان الذين يعيشون بينهم بقيم الطهر والنقاء و النزاهة و الاخلاص لشكرناهم ، و لو بادلوا وفاء بني جلدتي وحبهم لهم بوفاء و حب لاثنينا عليهم ، ولو اعترفوا بفضلنا عليهم لاعترفنا بافضالهم علينا ايضا ...!!
** ولكن أن يستغل بعض أنصاف المواهب بتلك الفضائية العربية هذا الشهر الفضيل لاظهار السوداني بمشهد الساذج أو العبيط أو الاحمق من خلال الحلقات الدرامية المسماة ب «طاش ما طاش » ، ويثير فيه الضحك و السخرية و الشفقة ، هذا امر نرفضه جملة وتفصيلا ، ونستنكره ، ولا نرضاه لشعبنا ووطننا ، ولا نقبله لسفيرنا المغترب ببلادهم ..!!
** للسوداني في بلادهم ألف صفة حميدة و مائة من الخصال السامية ، هم يعلمونها جيدا ، و تعاشروا معها بعمق ، و يجاهرون بها دوما ، كل صفة تصلح أن يكتب فيها المبدعون شعرا و رواية ، و كل خصلة تصلح أن يجسدها المخرجون مسلسلا و فيلما ، و للسوداني في بلادهم مواقف من النبل و الشهامة و الصدق و الامانة ، وكل موقف يصلح أن يكون مسرحا لتعليم الامم و الشعوب لتلك القيم ..!!
** و لكن عباقرة « طاش ما طاش » حين لم يجدوا من يجسد لهم في « هطرقاتهم » المسماة بالدراما دور المغفل و الاهبل و الساذج لجأوا الي السوداني ، هذا الحائط القصير الذي - بطيبته و حسن نيته - دأب أن يتحمل كل رمضان مطرقة الصيام في ديار الغربة وسندان تلك الحلقات الساذجة كاظما الغيظ و الحزن احتراما لأداب الضيافة و الاغتراب ، و هم للأسف يظنون الاحترام ضعفا و كظم الغيظ والحزن قبولا لتلك « الهبالة » الدرامية و شخصياتها السودانية ..!!
** لنا فضائية بمساحة الفضاء مساحة ، ولها ارشيف من المنوعات و الدراما تجاوز النصف قرن عمرا ، على كل العرب من المحيط الي الخليج أن يبحثوا أنفسهم في هذا الارشيف ، ثم يخبرونا هل وجدوا مشهدا عربيا لا يليق بهم .. لا لن يجدوه .. لا لأزمة التفكير في مبدعينا و لا لقلة ما يمكن تقديمه ، ولكن لأدب راسخ في نفوسنا و اخلاق سودانية تحول بين فضائيتنا و بين ما يخدش حياء العرب و اذواقهم .. وكان على عباقرة تلك الفضائية و جهابزة « طاش ما طاش » ان يبادلوا احترامنا لاوطانهم باحترام وطننا و تقديرنا لشعوبهم بتقدير شعبنا ..!!
** و قضايا الامة العربية التي يمكن عكسها دراميا على « قفا من يشيل » لو وجدت فضائيات حرة و برامج حرائر ، شلالات الدم التي تكاد أن تجرف الشعوب تصلح لذلك .. بحيرات الدموع التي تكاد ان تغرق الارامل و الايتام تصلح لذلك .. سفن النفط التي تصب خيراتها في الارصدة الغربية تصلح لذلك .. السجون و المنافي و المقاصل التي تحاصر العربي من كل جانب تصلح لذلك .. جيوش التتار التي تغزو في كل عام عاصمة عربية تصلح لذلك .. و كل يوم تشرق فيه الشمس على ارض العروبة لا تغرب الا و قد عانقت اشعتها انكسارا عربيا لا يجد سيناريست بارعا او مخرجا شجاعا ...!!
** دعوا السوداني في حاله .. وانتبهوا لقضايا العروبة التي لم تعد تجد مساحة وسط زحام «الفيديو كليبات » و ضوضاء نانسي عجرم وصويحباتها ، واللهم اني صائم ... بالله عليكم دعونا في حالنا ... هذا الوطن - بشعبه المغترب - أشمخ مما تتصورون .. وتصورونه ...!!
__________________________________________________ _
هذا المقال منقول من صحيفة الصحافة بقلم الاستاذ الطاهر ساتى
لتعم الفائدة
ودمتم