النور محمد يوسف
19-10-2007, 07:48 PM
كانت برامج أيام عيد الفطر المبارك لهذا العام 1428هـ على شاشة التلفزيون القومي السوداني متمحورة حول التسامح وزرع قيم العفو والتقاضي عن الصغائر والتركيز على الهم الأكبر "الوحدة" ....وحدة السودانيين وتضافر جهودهم نحو رفعة هذا الوطن ونبذ التشرذم والعرقية والطائفية.
ففي حلقة ثاني أيام العيد تألق الدكتور حمزة مقدم البرنامج باستضافة كوكبة من مثقفينا الأعلام الأستاذ حسين خوجلي وأخصائي الدراما السودانية الدكتور فيصل والأستاذة رجاء حسن خليفة والأستاذة رباح الصادق المهدي بالاشتراك مع عندليب الشباب الفنان جمال فرفور .... لقد حلقت هذه الكوكبة بنا في قمة الفرح والاحتفاء بعيد الفطر المبارك في سماوات النفس البشرية وخاصية القبطة والحسد....فقد قاموا بمحاولات لتشخيص الشخصية السودانية وأوضحوا كيفية تميزنا نحن السودانيين بالمقدرة على كبح جماح أنفسنا في وتيرة المحافظة على تناغم لونية هذا المجتمع المتعدد الثقافات والسحنات للعيش في كنف القومية السودانية تحت ظل الوطن الواحد الموحد.
لقد ناقشوا تفردنا نحن السودانيين عند الحديث عن غريزة "حب النفس البشرية للاستزادة من الخير" وكيفية تكييف أنفسنا مع نجاحات الآخرين حتى يكون الفوز أو الكسب منفعة لجميع أفراد المجتمع....وعن كيفية تحصين أي نجاح في مجتمعنا من انهيار قد يأتي نتيجةً لعدم لجم وتهذيب تلك الغريزة وتحولها إلى حسد .... .
وشرحوا كيف يجعل المجتمع من نجاحات أفراده مفردة من مفردات النجاح العام وكيفية تجنب التعطيل جراء المفرزات الشخصية لميول فئة من المجتمع فشلت في السيطرة على ضبط النفس في الانفعال سلبا مع ترقي البعض لسلالم الرقي درجةً في عتبات تسنم القمة..... .
كيف وأن الاعتراف بنجاح الآخر يكون مدعاة لخلق مستندية للمرجعية الجماعية يستطيعون عبرها تتبع نتائج نجاح سلفنا في مجالات الحياة المتعددة ....الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والروحية.... واستشرفوا الحالة التي سيكون عليها مجتمعنا عندما نبرمج حياتنا لفرد مساحات كبيرة للاحتفاء بنجاحات غيرنا ... .
وكيف نربي أطفالنا على تقبل نجاح الآخر ابتداءً من خلق حفل صغير على نطاق الأسرة ثم تدريج طفلنا حتى يتقبل قيام احتفال أكبر بمناسبة نجاح ابن الجيران ثم نجاح ابن أو ابنة الحي ثم الاحتفاء بنجاح المواطن على مستوى السودان....... .
آن لنا أن نستفيد من نجاحات كل قادتنا في جميع المجالات وبمختلف مساراتهم الفكرية والأيدلوجية بعد اقتناع المعارضين لهم بالاعتراف في مذكراتهم بنجاحات غيرهم فيكون هذا ديدناً وسلوكا ...... .
وأوضح النقاش في تلك الحلقة كيف أن غريزة حب النفس للخير تتحول إلى حسد عندما يركن الإنسان إلى الجمود وعدم أخذ المعول لشق الطريق رجاءً وأملا في الله في التوفيق وبلوغ ذلك النجاح حتى لا تتحول محاولاته بعد عجزه واليأس إلى حالة مرضية تتمنى بعدها النفس زوال تلك النعمة ....نعمة النجاح والتفرد..... .
لعمري إن هذه المجموعة التي أثرت الحوار في هذا الجانب أضاءت لنا جوانب كانت مخفية حيث ذكروا أن الحسد يمكن أن يكون إفرازا سلطويا عندما يكون هنالك اختلال في توزيع الثروات وعندما تغيب الحياة المؤسسية وعندما تنعدم خدمات التعليم المجاني والصحة في البدن وفي البيئة وفي الحياة وعندما تتفشى البطالة بين الفئات الشبابية.... .
كم كنت رائعة روضة الحاج ففي فرحنا ببزك لقبيلة الرجال والنساء في مملكة الشعر اعتراف بأن النفس السودانية بخير ما زالت تحب النجاح وتسانده لابن وبنت الوطن المتميزة ....آن لقادتنا أن يعترفوا بنجاحات غيرهم من معارضيهم في المجالات التي نجحوا فيها.
لقد كانت الحلقة إضاءة موفقة برؤية صادقة في علة ستأكل الأخضر واليابس إذا استفحلت ...وقد ترك المشاركون الباب مفتوحا لتتم المعالجة بمبضع المتخصصين في مجالات التعليم والتربية وعلم النفس وفي المجال الاجتماعي والاقتصادي وفي مجال الحركة الثقافية متمثلة في المسرح والفنون بجميع أنواعها ابتداءً من السيناريست وانتهاء بالممثل والمتلقي......لعمري إن تلك هي البدايات الصحيحة....فما هو دورنا؟؟؟
يجب أن تكون لنا رسالة نعيش من أجلها ...يجب أن تكون لدينا أهداف نسعى لتنفيذها ....وإلا فالأنعامُ أهدَى ونحن أضل.... تعالوا نبدأ بأنفسنا فنفرح لنجاحات غيرنا ....تعالوا نقول للمبدع أنت مبدع ونشد على يده ونبارك له من أعماقنا ..تعالوا نعتبر نجاحه نجاحا لنا جميعا..... تعالوا نشيع المعرفة في مجتمعنا بأهمية الآخر وعظيم دوره مهما صغر... تعالوا نأخذ بيد الآخر الذي يحاول أن ينجح حتى ينجح وبذلك يكون نجاحه ملكنا جميعا.....تعالوا نحافظ على نجاحاتنا بحمدنا لله وبعدم الغرور والصلف والكبر...تعالوا نتنافس على إتباع سبل التنافس الشريف من أجل ديننا ودينيانا في وطننا الكبير... تعالوا نتحزم ونجتهد في خلق بيئة أخوية تحت ظله ورعايته تشذيب جميع السبل والقنوات التي تؤدي إلى النجاح وتنقيتها من كل شائبة وكل معضلة وكل تحبيط ...تعالوا لا نكترث للمثبطين والقاعدين والمخلفين .... .
ولنبدأ باعترافنا بفضل الآخر ومساهماته فيما وصلنا إليه من نجاح ....فهل نحن إلا نتاج لموروثات عديدة لم يكن لنا دور في الكثير منها ساعدت في نجاح من نجح منا ....تعالوا نشد من أزر بعضنا بعضا ونقدم خلاصاتِ تجاربنا إلى الأجيال من بعدنا.....تعالوا نعذّرُ بعضَنا بعضا ونحسنُ الظن في سلوكيات غيرنا وتصرفاتهم نحونا .....
ونخلص من هذا كله بالدعوة إلى التسامح وتقبل الغير واعتباره مفرزة من مفرزات التكامل ومشروعا للتعارف والانصهار....فأنا موجودٌ لأنك موجود... أنا افرحُ لأني أجدُك تفرحُ لفرحي وأحزنُ لأني أراك حزينا بجانبي ....أنا قدَرُك أن تعيشَ ونعيشَ سويا ....فعليك أن تقبلني....فقدَري أن أعيشَ عُمُري هذا ...بجسدي هذا... وبهمي هذا ... وفهمي هذا ليس مع نابليون أو هتلر أو صلاح الدين أو حتى مع جحا وحماره....بل معك أنت....فأنت قدَريَ المكاني وقدَريَ الزماني وقدَريَ الحياتي وأنت جيليَ القدرُ وأنت قدريْ كمساحاتٍ لانطلاقاتي فلتعتبرْني أنا هكذا بالنسبة لك كما اعتبرتُك يا قدري ولنتسامح.
وكل عام أنتم بخير بإذن الله
النور
ففي حلقة ثاني أيام العيد تألق الدكتور حمزة مقدم البرنامج باستضافة كوكبة من مثقفينا الأعلام الأستاذ حسين خوجلي وأخصائي الدراما السودانية الدكتور فيصل والأستاذة رجاء حسن خليفة والأستاذة رباح الصادق المهدي بالاشتراك مع عندليب الشباب الفنان جمال فرفور .... لقد حلقت هذه الكوكبة بنا في قمة الفرح والاحتفاء بعيد الفطر المبارك في سماوات النفس البشرية وخاصية القبطة والحسد....فقد قاموا بمحاولات لتشخيص الشخصية السودانية وأوضحوا كيفية تميزنا نحن السودانيين بالمقدرة على كبح جماح أنفسنا في وتيرة المحافظة على تناغم لونية هذا المجتمع المتعدد الثقافات والسحنات للعيش في كنف القومية السودانية تحت ظل الوطن الواحد الموحد.
لقد ناقشوا تفردنا نحن السودانيين عند الحديث عن غريزة "حب النفس البشرية للاستزادة من الخير" وكيفية تكييف أنفسنا مع نجاحات الآخرين حتى يكون الفوز أو الكسب منفعة لجميع أفراد المجتمع....وعن كيفية تحصين أي نجاح في مجتمعنا من انهيار قد يأتي نتيجةً لعدم لجم وتهذيب تلك الغريزة وتحولها إلى حسد .... .
وشرحوا كيف يجعل المجتمع من نجاحات أفراده مفردة من مفردات النجاح العام وكيفية تجنب التعطيل جراء المفرزات الشخصية لميول فئة من المجتمع فشلت في السيطرة على ضبط النفس في الانفعال سلبا مع ترقي البعض لسلالم الرقي درجةً في عتبات تسنم القمة..... .
كيف وأن الاعتراف بنجاح الآخر يكون مدعاة لخلق مستندية للمرجعية الجماعية يستطيعون عبرها تتبع نتائج نجاح سلفنا في مجالات الحياة المتعددة ....الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والروحية.... واستشرفوا الحالة التي سيكون عليها مجتمعنا عندما نبرمج حياتنا لفرد مساحات كبيرة للاحتفاء بنجاحات غيرنا ... .
وكيف نربي أطفالنا على تقبل نجاح الآخر ابتداءً من خلق حفل صغير على نطاق الأسرة ثم تدريج طفلنا حتى يتقبل قيام احتفال أكبر بمناسبة نجاح ابن الجيران ثم نجاح ابن أو ابنة الحي ثم الاحتفاء بنجاح المواطن على مستوى السودان....... .
آن لنا أن نستفيد من نجاحات كل قادتنا في جميع المجالات وبمختلف مساراتهم الفكرية والأيدلوجية بعد اقتناع المعارضين لهم بالاعتراف في مذكراتهم بنجاحات غيرهم فيكون هذا ديدناً وسلوكا ...... .
وأوضح النقاش في تلك الحلقة كيف أن غريزة حب النفس للخير تتحول إلى حسد عندما يركن الإنسان إلى الجمود وعدم أخذ المعول لشق الطريق رجاءً وأملا في الله في التوفيق وبلوغ ذلك النجاح حتى لا تتحول محاولاته بعد عجزه واليأس إلى حالة مرضية تتمنى بعدها النفس زوال تلك النعمة ....نعمة النجاح والتفرد..... .
لعمري إن هذه المجموعة التي أثرت الحوار في هذا الجانب أضاءت لنا جوانب كانت مخفية حيث ذكروا أن الحسد يمكن أن يكون إفرازا سلطويا عندما يكون هنالك اختلال في توزيع الثروات وعندما تغيب الحياة المؤسسية وعندما تنعدم خدمات التعليم المجاني والصحة في البدن وفي البيئة وفي الحياة وعندما تتفشى البطالة بين الفئات الشبابية.... .
كم كنت رائعة روضة الحاج ففي فرحنا ببزك لقبيلة الرجال والنساء في مملكة الشعر اعتراف بأن النفس السودانية بخير ما زالت تحب النجاح وتسانده لابن وبنت الوطن المتميزة ....آن لقادتنا أن يعترفوا بنجاحات غيرهم من معارضيهم في المجالات التي نجحوا فيها.
لقد كانت الحلقة إضاءة موفقة برؤية صادقة في علة ستأكل الأخضر واليابس إذا استفحلت ...وقد ترك المشاركون الباب مفتوحا لتتم المعالجة بمبضع المتخصصين في مجالات التعليم والتربية وعلم النفس وفي المجال الاجتماعي والاقتصادي وفي مجال الحركة الثقافية متمثلة في المسرح والفنون بجميع أنواعها ابتداءً من السيناريست وانتهاء بالممثل والمتلقي......لعمري إن تلك هي البدايات الصحيحة....فما هو دورنا؟؟؟
يجب أن تكون لنا رسالة نعيش من أجلها ...يجب أن تكون لدينا أهداف نسعى لتنفيذها ....وإلا فالأنعامُ أهدَى ونحن أضل.... تعالوا نبدأ بأنفسنا فنفرح لنجاحات غيرنا ....تعالوا نقول للمبدع أنت مبدع ونشد على يده ونبارك له من أعماقنا ..تعالوا نعتبر نجاحه نجاحا لنا جميعا..... تعالوا نشيع المعرفة في مجتمعنا بأهمية الآخر وعظيم دوره مهما صغر... تعالوا نأخذ بيد الآخر الذي يحاول أن ينجح حتى ينجح وبذلك يكون نجاحه ملكنا جميعا.....تعالوا نحافظ على نجاحاتنا بحمدنا لله وبعدم الغرور والصلف والكبر...تعالوا نتنافس على إتباع سبل التنافس الشريف من أجل ديننا ودينيانا في وطننا الكبير... تعالوا نتحزم ونجتهد في خلق بيئة أخوية تحت ظله ورعايته تشذيب جميع السبل والقنوات التي تؤدي إلى النجاح وتنقيتها من كل شائبة وكل معضلة وكل تحبيط ...تعالوا لا نكترث للمثبطين والقاعدين والمخلفين .... .
ولنبدأ باعترافنا بفضل الآخر ومساهماته فيما وصلنا إليه من نجاح ....فهل نحن إلا نتاج لموروثات عديدة لم يكن لنا دور في الكثير منها ساعدت في نجاح من نجح منا ....تعالوا نشد من أزر بعضنا بعضا ونقدم خلاصاتِ تجاربنا إلى الأجيال من بعدنا.....تعالوا نعذّرُ بعضَنا بعضا ونحسنُ الظن في سلوكيات غيرنا وتصرفاتهم نحونا .....
ونخلص من هذا كله بالدعوة إلى التسامح وتقبل الغير واعتباره مفرزة من مفرزات التكامل ومشروعا للتعارف والانصهار....فأنا موجودٌ لأنك موجود... أنا افرحُ لأني أجدُك تفرحُ لفرحي وأحزنُ لأني أراك حزينا بجانبي ....أنا قدَرُك أن تعيشَ ونعيشَ سويا ....فعليك أن تقبلني....فقدَري أن أعيشَ عُمُري هذا ...بجسدي هذا... وبهمي هذا ... وفهمي هذا ليس مع نابليون أو هتلر أو صلاح الدين أو حتى مع جحا وحماره....بل معك أنت....فأنت قدَريَ المكاني وقدَريَ الزماني وقدَريَ الحياتي وأنت جيليَ القدرُ وأنت قدريْ كمساحاتٍ لانطلاقاتي فلتعتبرْني أنا هكذا بالنسبة لك كما اعتبرتُك يا قدري ولنتسامح.
وكل عام أنتم بخير بإذن الله
النور