مرتضى يوسف العركي
11-09-2007, 09:42 PM
المكان مدني حي القبة
الزمان يوم مغادرة مدني عند انتهاء الإجازة
المساء خيم لتوه على أبنية صالة المغادرة الأنيقة بمطار الخرطوم ثلة من أقاربي وأصدقائي و زملائي بالشرطة في ونسة لا تتبين بعضها من كثرة الهرج والضجيج الذي تضيق به الصالة من المودعين والمسافرين شتان ما بين هذه الضجة وما خطه أديبنا الطيب صالح عن الهدوء (كان المكان هادئا لا كما تنعدم الضجة بل كان النطق لم يخلق بعد) وغريب أمرنا كوننا نقعد نقف على كيفنا لا نلتهب إلا في اللحظات الأخيرة نتساوى جميعا في ذلك حتى نسائنا لا تطيب لهن الونسة ودق الحنك إلا في خواتيم الزيارة وعلى باب الشارع عندما تهم صاحبة الدار مودعة زائرتها وذات الانفعال والحدة تشق طريقها إلينا ضرب وعراك لأتفهه أسباب الاختلاف بعكس بقية الشعوب الذين لا يتعاركون ولو توفرت أكثر من أسباب ولا يفترقون بهذه الحميمة الجارفة ولعل هذا السلوك المتجزر دفع حتى التشريعات الجنائية السودانية إلى استثناء جريمة القتل العمد من كونها قتل عمد ومن كامل العقوبة عند الدفع بالعراك المفاجيء sudden fight على ذلك لن يستغرب المرء إصرار هؤلاء مشاركتي انتظار مغادرتي للرياض منذ السابعة وحتى العاشرة موعد الإقلاع كأنني أوراقهم وظروفهم متنها وحواشيها تاركين مشغوليتهم الحياتية الأخرى عالقة انتظار إقلاع الطائرة لو لم تدفع لهم الأقدار بمثلي مغادرا
اتصل بي أمين نور الدائم من أمريكا..... فقاطعه أحدهم متى مشى... يا راجل.... الراجل ليه أكثر من ثمانية أعوام عندك اتصال بيه يا مرتضى ... نعم طوالي قاتلنا بالسهر فليلنا لديهم صباح وصباحنا ليهم سؤال ......على فكرة اسعد جاء في إجازة من هولندا ايوه لاقيتو..... يا جماعة الخير عبده عوض جابو ليه بت والراجل من قطر أخيرا استقر في أمريكا وأمس محمد ماهر جاء من بريطانيا سألني عن جوالو .....شنو يامرتضى اللوتري وبرامج الهجرة دي اصلوا ما جاتك يا حاتم محمود قول جأتني فكرك مع أبنائي العصابة دي أمشى يبقوا لي منظمة إرهابية والعمر فضل فيهو شنو لبرد كندا أو مجاهل أمريكا واستراليا ونيوزلندة يا أخي أنا في برد الرياض دي برجف نهائي يا بلد الله ورسوله وإلا العودة للبلد .. هكذا تبعثرنا في دروب الدنيا كشوفات انتظار لدى كل المطارت والمحطات والأرصفة تميزها سحنتنا السمراء بصورة لافته داهمني شاعرنا الدوش
أعلق في جناح سفري
خطابات لي زمن فجري
وادخل من درب سري
لكل مضاجع الأحزان
واضفِّر من شجر بلدي
بروقاً مارقة من صدري .....لا عليكم .....
داهمتني العصابة وأمهم فاسترجعت مغادرتي في هذا الصباح الخريفي الذي ليس ككل الصباحات في ذلك الحي المتعثر الطرقات وأزقته التي لا تمت بصلة ما لملامح الطرقات تمددت في زمن سابق استدعي ود ام العيال زمن أشبه بسرداب طويل يمر بخيال المسافات وخاطر استحق طببه الجميع عليه حينها كما يستدعى الزمن خريف هذا العام الساكن يشاركنا المحبة في مدني شارع القبة ولو فت ذنبي عليك كما تذهب تلك الأغنية الخالدة أي ذنب يا رجل ذنبي أنا ذلكم المغادر ما أشبهني بكم استأذنا محمد مسكين ثمة شيء بظني مفقود وفراغ بيقين ممدود يلقي بظلاله على مغادرة أتت قبل الأوان وبداية قدرها الأخرى آتت بعد الأوان مع محبوبتي حينها و أم العيال فيما بعد . ....وين سرحت يا أبو الشباب طبعا من ما جابو سيرة العصابة سرحت فيهم وبخبث واضح أم العيال يا ترى ؟ لا بس انتو ما تلقوا ليكم واحد مسكين زي وتسرحو بيه زي ما دايرين لماذا ترانا نصر على عكس ما نسرح حقيقة شاننا في تناول لمشاعرنا تجاه زوجاتنا بسنة الله ورسوله من الممنوعات المحظورات ولو في تعليق عابر على هامش تمشية الحال بالزوغان من السؤال بل على النقيض فغالبا ما ندعي غير ذلك فالأمر لدينا سميه ما شئت رجالة أو حتى عيب لا يصح أن يقال قليلا ما نطراهن بالخير برغم الاستحقاق ما أشبهنا بصغار يطيعون والدتهم برفض الحلوى عند زيارة الجيران في زمن جميل حتما ليس كزماننا هذا الذي يتسابق فيه الجميع حتى الكبار نحو الشوكلاتات والبيبسي وماكدونالدز والتيك اوي
أعود لمحمد مسكين ومحبته في حي القبه ربما أعود لنفسي....
لم أعدو حينها سوى عاشق ككل العشاق ولا أزال لم أكن املك حينها مدخل فلا جوال يلقي جدران الصمت ولا نت يفك التواصل الحي كما الآن كان الأمر يبدو ككلام في الممنوع وأسرار حبيبة تفرض التراخي لا تستحق الفضوح للعيان اللهم إلا من بعض المقربين المؤتمنين متنفسا بتقريط محكم لمشاعر هي إفراط الملأ تسرح بقدسية همس وقلة حيلة عن الحكاوي الجديدة والحاضرة والقبيل والتي لا تتعدى مشاويري ردحا من زمن جميل بين أزقة ذلك الحي علني أجدها بين جخانين حي القبة التي لم استدركك منها يوما إلا احتفائي بعدم لقاءها و فشل أتلذذ غموضه وتثيرني قصر لحاقه فحملته أجندة من أجندتي القليلة قبل زحمة الهموم وغيوم العمر بدون هواجس بناء البيت و أضحى واجبا على قلته أجوب به كما الساهر في كل الطرقات ابحث عن وجها في كل الطرقات تحت الأمطار وضوء السيارات وفي مشاوير العصاري وليلا على حصان السواري الذي يمتطيه حرامي ان صح التعبير سقف إنجازه استراق نظرة واحدة ... واحدة ك(بنبون) في مسلسل الأطفال يبحث عنك في كل مكان يبحث عنها في كل الأزمان .... نواصل
الزمان يوم مغادرة مدني عند انتهاء الإجازة
المساء خيم لتوه على أبنية صالة المغادرة الأنيقة بمطار الخرطوم ثلة من أقاربي وأصدقائي و زملائي بالشرطة في ونسة لا تتبين بعضها من كثرة الهرج والضجيج الذي تضيق به الصالة من المودعين والمسافرين شتان ما بين هذه الضجة وما خطه أديبنا الطيب صالح عن الهدوء (كان المكان هادئا لا كما تنعدم الضجة بل كان النطق لم يخلق بعد) وغريب أمرنا كوننا نقعد نقف على كيفنا لا نلتهب إلا في اللحظات الأخيرة نتساوى جميعا في ذلك حتى نسائنا لا تطيب لهن الونسة ودق الحنك إلا في خواتيم الزيارة وعلى باب الشارع عندما تهم صاحبة الدار مودعة زائرتها وذات الانفعال والحدة تشق طريقها إلينا ضرب وعراك لأتفهه أسباب الاختلاف بعكس بقية الشعوب الذين لا يتعاركون ولو توفرت أكثر من أسباب ولا يفترقون بهذه الحميمة الجارفة ولعل هذا السلوك المتجزر دفع حتى التشريعات الجنائية السودانية إلى استثناء جريمة القتل العمد من كونها قتل عمد ومن كامل العقوبة عند الدفع بالعراك المفاجيء sudden fight على ذلك لن يستغرب المرء إصرار هؤلاء مشاركتي انتظار مغادرتي للرياض منذ السابعة وحتى العاشرة موعد الإقلاع كأنني أوراقهم وظروفهم متنها وحواشيها تاركين مشغوليتهم الحياتية الأخرى عالقة انتظار إقلاع الطائرة لو لم تدفع لهم الأقدار بمثلي مغادرا
اتصل بي أمين نور الدائم من أمريكا..... فقاطعه أحدهم متى مشى... يا راجل.... الراجل ليه أكثر من ثمانية أعوام عندك اتصال بيه يا مرتضى ... نعم طوالي قاتلنا بالسهر فليلنا لديهم صباح وصباحنا ليهم سؤال ......على فكرة اسعد جاء في إجازة من هولندا ايوه لاقيتو..... يا جماعة الخير عبده عوض جابو ليه بت والراجل من قطر أخيرا استقر في أمريكا وأمس محمد ماهر جاء من بريطانيا سألني عن جوالو .....شنو يامرتضى اللوتري وبرامج الهجرة دي اصلوا ما جاتك يا حاتم محمود قول جأتني فكرك مع أبنائي العصابة دي أمشى يبقوا لي منظمة إرهابية والعمر فضل فيهو شنو لبرد كندا أو مجاهل أمريكا واستراليا ونيوزلندة يا أخي أنا في برد الرياض دي برجف نهائي يا بلد الله ورسوله وإلا العودة للبلد .. هكذا تبعثرنا في دروب الدنيا كشوفات انتظار لدى كل المطارت والمحطات والأرصفة تميزها سحنتنا السمراء بصورة لافته داهمني شاعرنا الدوش
أعلق في جناح سفري
خطابات لي زمن فجري
وادخل من درب سري
لكل مضاجع الأحزان
واضفِّر من شجر بلدي
بروقاً مارقة من صدري .....لا عليكم .....
داهمتني العصابة وأمهم فاسترجعت مغادرتي في هذا الصباح الخريفي الذي ليس ككل الصباحات في ذلك الحي المتعثر الطرقات وأزقته التي لا تمت بصلة ما لملامح الطرقات تمددت في زمن سابق استدعي ود ام العيال زمن أشبه بسرداب طويل يمر بخيال المسافات وخاطر استحق طببه الجميع عليه حينها كما يستدعى الزمن خريف هذا العام الساكن يشاركنا المحبة في مدني شارع القبة ولو فت ذنبي عليك كما تذهب تلك الأغنية الخالدة أي ذنب يا رجل ذنبي أنا ذلكم المغادر ما أشبهني بكم استأذنا محمد مسكين ثمة شيء بظني مفقود وفراغ بيقين ممدود يلقي بظلاله على مغادرة أتت قبل الأوان وبداية قدرها الأخرى آتت بعد الأوان مع محبوبتي حينها و أم العيال فيما بعد . ....وين سرحت يا أبو الشباب طبعا من ما جابو سيرة العصابة سرحت فيهم وبخبث واضح أم العيال يا ترى ؟ لا بس انتو ما تلقوا ليكم واحد مسكين زي وتسرحو بيه زي ما دايرين لماذا ترانا نصر على عكس ما نسرح حقيقة شاننا في تناول لمشاعرنا تجاه زوجاتنا بسنة الله ورسوله من الممنوعات المحظورات ولو في تعليق عابر على هامش تمشية الحال بالزوغان من السؤال بل على النقيض فغالبا ما ندعي غير ذلك فالأمر لدينا سميه ما شئت رجالة أو حتى عيب لا يصح أن يقال قليلا ما نطراهن بالخير برغم الاستحقاق ما أشبهنا بصغار يطيعون والدتهم برفض الحلوى عند زيارة الجيران في زمن جميل حتما ليس كزماننا هذا الذي يتسابق فيه الجميع حتى الكبار نحو الشوكلاتات والبيبسي وماكدونالدز والتيك اوي
أعود لمحمد مسكين ومحبته في حي القبه ربما أعود لنفسي....
لم أعدو حينها سوى عاشق ككل العشاق ولا أزال لم أكن املك حينها مدخل فلا جوال يلقي جدران الصمت ولا نت يفك التواصل الحي كما الآن كان الأمر يبدو ككلام في الممنوع وأسرار حبيبة تفرض التراخي لا تستحق الفضوح للعيان اللهم إلا من بعض المقربين المؤتمنين متنفسا بتقريط محكم لمشاعر هي إفراط الملأ تسرح بقدسية همس وقلة حيلة عن الحكاوي الجديدة والحاضرة والقبيل والتي لا تتعدى مشاويري ردحا من زمن جميل بين أزقة ذلك الحي علني أجدها بين جخانين حي القبة التي لم استدركك منها يوما إلا احتفائي بعدم لقاءها و فشل أتلذذ غموضه وتثيرني قصر لحاقه فحملته أجندة من أجندتي القليلة قبل زحمة الهموم وغيوم العمر بدون هواجس بناء البيت و أضحى واجبا على قلته أجوب به كما الساهر في كل الطرقات ابحث عن وجها في كل الطرقات تحت الأمطار وضوء السيارات وفي مشاوير العصاري وليلا على حصان السواري الذي يمتطيه حرامي ان صح التعبير سقف إنجازه استراق نظرة واحدة ... واحدة ك(بنبون) في مسلسل الأطفال يبحث عنك في كل مكان يبحث عنها في كل الأزمان .... نواصل