فجر المشارق
04-09-2007, 07:15 AM
الشك هو ذلك القلق والتوتر الذي يبقى الفرد دائما على مسافة من الأفكار والأشياء، يبقيه بعيدا عنها ليراها عن بعد وبوضوح. الشك هو ذلك الخط الأخير الذي يبقي التساؤل والتفكر والمراجعة كأمور واجبة تجاه كل الأشياء مهما اعتقدنا قربنا منها أو تيقننا منها.
الشك هنا هو وقاية من التماهي مع أي شئ . الادلجة ، أي الانضمام إلى أيديولوجيا معينه ، هي شكل من إشكال التناهي وفقدان الذات والتحول إلى عدد ضمن مجموعة لا أكثر .
الايدولوجيا هنا هي منظومة الأفكار المغلقة على نفسها التي تدعي أنها على حق كامل ولا يطلب من أتباعها إلا التطبيق والإيمان أما التفكير فهو خطر عليها يفترض نبذه وأبعاده بسرعة .
هل يمكن تأسيس الشك ؟ بمعنى هل يمكن إدخال هذا المفهوم في ثقافتنا بمعناه ذي الأبعاد الكاملة ؟ المهمة أمام مفهوم الشك مضاعفة الصعوبة فعلى الأقل بسبب أننا لا نملك الكثير من المستقلين و أشباه المستقلين ، فلدينا جيوش من المؤدلجين الدوغمائيين الذين يرسخون الوثوق بكل تصرفاتهم وينبذون الشك وفى أنظارهم ستختلف الرؤية .
تأسيس مفهوم الشك يتطلب نقد العقل الوثوقي أولا ، دون نقد هذا العقل فإن المنافذ ستبقى مغلقة دون أي فعل أو ممارسة شكية .
العقل الوثوقي الدوغمائي عقل صلب وشديد الرسوخ في ثقافتنا وهذا ما يجعل من مهمة نقده مهمة ذات أولوية وتتطلب امتلاك أدوات فلسفية تأتي في مقدمتها أداة الشك .
الشك موقف من المعرفة ككل، وهو يأخذ صورة المبدأ الذي يرافق كل تفكير، الشك ببساطة هو الإبقاء على ضرورة التساؤل وإعادة التفكير في كل الحالات وتجاه كل المواقف.
الشك لا يعني الوقوف في المنتصف دائما بقدر ما يعني الوعي المستمر بنسبية المعرفة وخطر الوثوق والانغلاق. ومن اكبر مشاكل الشك أن لا شئ يدعمه في الخارج أي انه لن يجد الإنسان من يدعوه من خارجه لان يشك ، الكل يقدم له دعاية مستمرة ليتبعه . الدعاية تلفنا في كل مكان.
الخطاب السياسي خطاب دعائي والخطاب الاقتصادي دعائي بامتياز والخطاب اللغوي الديني لا يحتاج إلى مزيد على اسمه والخطاب الثقافي دعائي أيضا ولو بشكل مضمر. الخطاب البسيط يحمل باستمرار رسالة دعائية . من أين لنا بشك يبقى الفرد وجودا حقيقيا وسط الدعاية ؟ ليس للشك مصدر إلا في عمق الذات ، في دواخلنا ذلك التوتر والقلق الذي يكون لنا وعيا تجاه كل الدعايات وعيا يسمح بالتوجس منها والتشكك فيها وعيا يجعل منها شيئا مريبا باستمرار يتطلب القرب منها الكثير من التفكير والتساؤل ، وعيا يرسم حدود الذات الخاصة دون أي شئ آخر ، وعيا يقول انه مهما كان التقارب مع الدعايات فلا بد ألا نكون جزءا منها لا بد أن نحتفظ بمساحة بيننا وبينها ، هذه المساحة تؤكد قبل أي شئ على ثبات الإنسان كذات واحدة وتغير الأفكار والشعارات والدعايات ومن هنا ترافق التأسيس للشك مع إعادة الاعتبار للذات .
وعليه فإن تأسيس التفكير البشري الحديث أن يرى الإنسان من خلال احتفاظه بذاته المستقلة وسط الركام الهائل من الدعايات
الشك هنا هو وقاية من التماهي مع أي شئ . الادلجة ، أي الانضمام إلى أيديولوجيا معينه ، هي شكل من إشكال التناهي وفقدان الذات والتحول إلى عدد ضمن مجموعة لا أكثر .
الايدولوجيا هنا هي منظومة الأفكار المغلقة على نفسها التي تدعي أنها على حق كامل ولا يطلب من أتباعها إلا التطبيق والإيمان أما التفكير فهو خطر عليها يفترض نبذه وأبعاده بسرعة .
هل يمكن تأسيس الشك ؟ بمعنى هل يمكن إدخال هذا المفهوم في ثقافتنا بمعناه ذي الأبعاد الكاملة ؟ المهمة أمام مفهوم الشك مضاعفة الصعوبة فعلى الأقل بسبب أننا لا نملك الكثير من المستقلين و أشباه المستقلين ، فلدينا جيوش من المؤدلجين الدوغمائيين الذين يرسخون الوثوق بكل تصرفاتهم وينبذون الشك وفى أنظارهم ستختلف الرؤية .
تأسيس مفهوم الشك يتطلب نقد العقل الوثوقي أولا ، دون نقد هذا العقل فإن المنافذ ستبقى مغلقة دون أي فعل أو ممارسة شكية .
العقل الوثوقي الدوغمائي عقل صلب وشديد الرسوخ في ثقافتنا وهذا ما يجعل من مهمة نقده مهمة ذات أولوية وتتطلب امتلاك أدوات فلسفية تأتي في مقدمتها أداة الشك .
الشك موقف من المعرفة ككل، وهو يأخذ صورة المبدأ الذي يرافق كل تفكير، الشك ببساطة هو الإبقاء على ضرورة التساؤل وإعادة التفكير في كل الحالات وتجاه كل المواقف.
الشك لا يعني الوقوف في المنتصف دائما بقدر ما يعني الوعي المستمر بنسبية المعرفة وخطر الوثوق والانغلاق. ومن اكبر مشاكل الشك أن لا شئ يدعمه في الخارج أي انه لن يجد الإنسان من يدعوه من خارجه لان يشك ، الكل يقدم له دعاية مستمرة ليتبعه . الدعاية تلفنا في كل مكان.
الخطاب السياسي خطاب دعائي والخطاب الاقتصادي دعائي بامتياز والخطاب اللغوي الديني لا يحتاج إلى مزيد على اسمه والخطاب الثقافي دعائي أيضا ولو بشكل مضمر. الخطاب البسيط يحمل باستمرار رسالة دعائية . من أين لنا بشك يبقى الفرد وجودا حقيقيا وسط الدعاية ؟ ليس للشك مصدر إلا في عمق الذات ، في دواخلنا ذلك التوتر والقلق الذي يكون لنا وعيا تجاه كل الدعايات وعيا يسمح بالتوجس منها والتشكك فيها وعيا يجعل منها شيئا مريبا باستمرار يتطلب القرب منها الكثير من التفكير والتساؤل ، وعيا يرسم حدود الذات الخاصة دون أي شئ آخر ، وعيا يقول انه مهما كان التقارب مع الدعايات فلا بد ألا نكون جزءا منها لا بد أن نحتفظ بمساحة بيننا وبينها ، هذه المساحة تؤكد قبل أي شئ على ثبات الإنسان كذات واحدة وتغير الأفكار والشعارات والدعايات ومن هنا ترافق التأسيس للشك مع إعادة الاعتبار للذات .
وعليه فإن تأسيس التفكير البشري الحديث أن يرى الإنسان من خلال احتفاظه بذاته المستقلة وسط الركام الهائل من الدعايات