المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل لك هذه الموهبه؟؟؟



مرتضى عبدالقادر
26-08-2007, 03:17 PM
هل تروق لك فكرة أن يتعرف القارئ على الكاتب، القاص أو الشاعر بمجرد أن يتناول جزءاً من قصيدة ما، رواية ما أو حتى قطعة نثرية ما؟
هنالك شئ يسميه الأدباء النفس – بفتح الفاء – كأن تقرأ قول الشاعر: و لا في رحلة السنوات ماتت جذوة الشوق العنيد، فيتبادر اللى ذهنك الأديب الراحل محمد سعد دياب لطول التفعيلة، أو كأن تحس بالماء يغمر جوانحك مداً و جذراً بمجرد أن تبدأ في التهام قصيدة حبلى بالمفردات المطرية و الخريف و الأنواء فينتابك شك اقرب الى الحقيقة منه الى انعدام الوزن انها روضة الحاج!
أو كأن تحس بالمفردات تنساب عبر شرايينك قبل أذنيك من شدة الشجن و تشعر بالرهافة تدغدغ الحنايا طلاوتها، تدهن بالحزن جدار فؤادك و يلسع نحل النشوى وجدانك فلا تعرف كيف تحك وجدانك، فتجزم أن الهرم اسماعيل حسن قد مر من هنا ( و سجمك أكان لسع نحل النشوى وجدانك ) .
أو كأن تطغى الرمزية على كل الألوان و تكون البساطة و الأناقة سيدتا الموقف و يتصدر الاسلوب السهل الممتنع القائمة بكل جدارة فتشمخ ناصعة كالثلج الأبيض صورة الروائي العالمي مصطفى سعيد ... آسف ... الطيب صالح. أو كأن ...
عودة الى السؤال: هل؟ و لكن قبل ذلك دعنا عزيزى القارئ نبحث عن سبب ذلك، سبب أن يكون لكل قاص، شاعر أو كاتب لونية معينة تميزه و تدل عليه، تكون عنوانه الصحيح و وصفه الدقيق! ثم هل لذلك سبب؟
الكتابة ترجمة مباشرة لأحاسيس و انفعالات تنتاب المرء منا في فترة زمنيه معينة، يدعها الكثيرين منا تمر مرور الكرام و لا يهدأ للبعض الآخر بال حتى يفرغوا هذه الشحنات فترى قلمهم يصول و يجول يئن تارة و يحاول الفرار تارة لكن أنى له أن يهرب ما لم ينضب المداد أو ينتهي النص.
كتب اسحق الحلنقي متين عرف الهوى قلبك - أو كما يحلو للكثيرين منا – وراء البسمات كتمت دموع – فى عشرة دقائق فقط و لم يتوقع الحلنقي نفسه أن تخلق كل ذلك الألق بل و ان تصبح مفرداتها زاداً لمسيرة ملايين العشاق في بلادي. و السؤال بالطبع لماذا؟ هل لأن العملاق ود الأمين قد أضفى لها سحراً بأوتاره الدافئة و صوته العندليبي الجهور؟ الاجابة: لا. ان القصيدة أو الاغنية فيما بعد لاقت استحسان شعبى الذويق فقط لانها كانت و بلا شك نتاجاً طبيعيا و مولودا شرعياً لتجربة بعينها.
واذا ما انعطفت قليلاً من الشارع العام – الأدب السوداني العربي – و عرجت في مسار آخر موازي للأول – الأدب الانجليزي – فأوجه الشبه متقاربة برغم اختلاف الدين و اليد و اللسان.
كانت الصبغة السائدة على كل أضربة الأدب في العصر الفكتوري – حكم الملكة فكتوريا لبريطانيا العظمى – أن يعكس الكاتب كل آلامه آماله، أحزانه و افراحه، نقاط ضعفه و مكامن قوته من خلال الأدب شعراً و نثراً و قصاً.
فاذا ما كان ابطل يتيماً يقتات فتات الخبز، يواجه الأهوال يجمد الشتاء اطرافه في رحلة البحث عن المأوى، و يشوى الصيف جبينه و تتيبس من الظمأ شفتيه فذلك بلا شك الروائي المعذب ( تشارلس ديكنس) أطل برواية جديدة.
أما اذا كان النص مهذباً، خالياً من القبل و الممارسات الجسدية و الارتعاشات الزائفة و النزوات و ساده الحب العفيف الطاهر – يا حليله – و الوازع الديني الكثيف فهى بلا شك الروائية الراقية ( جين أوستن ) التي كتبت سته روايات على نفس النسق احتوت احداها على قبلة واحدة فقط و أين؟ على جبين البطلة!!!
ختاماً: هل لك موهبة ان تتعرف على كاتب نص ما بمجرد أن تلتهم جزءاً منه؟ هل يحق لي جدلاً أن أسميها موهبة؟ هل سألت نفسك يوماً لماذا و كيف؟ هل .....؟

معتز الريح
26-08-2007, 11:10 PM
هل لك موهبة ان تتعرف على كاتب نص ما بمجرد أن تلتهم جزءاً منه؟

رغم انو طولنا منك ..
لكن ياها كتاباتك الجميلة .. وإبداعاتك المفيدة ..

ما ذكرته في موضوعك الجميل هو حقيقة ..
تعيشها كما ذكرت مشكوراً في اغاني اسماعيل حسن ..
تعيشها في ألحان ود الحاوي وكلمات الحلنقي ..

اسمح لي ان اسمي ذلك حساسية تجاه الإبداع ..
كما أن كل مبدع له لونية (فرايحية ، حزاينية ، عاطفية ، ..)

أما أخوانا الإنجليز .. فأنت أدرى بهم ..

مرتضى يوسف العركي
27-08-2007, 03:07 AM
المسكون مرتضى عبد القادر
سيأتي يوم ما واعترف لك بانني اتنفس بكتاباتك فتقوم بوقفها فاسقط صريعا

الموهبة هي انت ايها المرتضى واحسب ان من يقرأ لكم فهو محظوظ ويمكن ان يكون موهوب فهل يا ترى الامر ينطبق على من يتابعك حدسي يقول نعم

مرتضى عبدالقادر
27-08-2007, 03:41 AM
المسكون مرتضى عبد القادر
سيأتي يوم ما واعترف لك بانني اتنفس بكتاباتك فتقوم بوقفها فاسقط صريعا

الموهبة هي انت ايها المرتضى واحسب ان من يقرأ لكم فهو محظوظ ويمكن ان يكون موهوب فهل يا ترى الامر ينطبق على من يتابعك حدسي يقول نعم
عزيزي الحلامابي
سيظل وعدى قاطعاً، بل راكزاً ألا أنقطع عن المنتدى و الكتابة ما دامت الحياة تسري في جسدي.
أن كنت موهوباً - كما تفضلت سيدي و أشك - فذلك لأنني قد تنسمت عبق المحروسة مدني منذ أن كنت في المهد رضيعاً. انما هى سهام أطلقها ان اصاب بعضها كبد الحقيقة فيا لحسن حظي، و ان طاش الكثير منها فلك مني العتبى و كأساً من البرتقال.