النور محمد يوسف
26-08-2007, 04:13 AM
مش حنتوب من حنتوب
دعوة للحوار
منذ أن كنا صغارا لم نبدل ميولنا... أبداً وكلا... ولا أهواءنا.... إلى غير حبنا الأزلي ودمدني .... حيث كانت مدني كمدينة وكمنطقة متميزة بحلاوة انصهار جميع سحنات ومكونات السودان فيها ..... فصارت المنطقة بأكملها نموذجا لسودان المستقبل سلوكا وأخلاقا وتعاملا وانصهارا......فذابت الفوارق الاثنية و الاجتماعية والاقتصادية وكذلك اللغوية واحتفظت بمؤصلات ثقافتها وجذورها في شتى الضروب ومن شتى البقاع والأصقاع.....فكان إنسان مدني ذلك المثقف الذي لا ينتقص من شخصه عدم انتماء لقبيلة أو عرق ولا يزيد من شخصه انتماء لقبيلة او عرق ....فكانت مدني بكل شمائل السوداني الأصيلة متجذرة في شخوص ساكنيها يرأفون وينظرون بشفقة على من ساقته زقاقات التنادي لإحياء عِرق هنا وتضخيم آخر هناك ...فأحب إنسان مدنى جميع إنسان السودان ولم يبخل على أخيه في واو أو في حلفا أو في سنكات أو في الجنينة أو في الخرطوم بخير كان من منطلق مفاهيم اليوم من المفترض أن يكون له وحده ولكننا ما زلنا نراهم " إخوتنا الصغار" وليس من حق الكبير ان يرتجي عائدا من أخي الصغير أو مردودا منه غير ان يكبر ويشيل معه الشيلة فلو تخاذل بعدها وحينها فللأخ الكبير ان يصبر ويصبر او يحتسب فما علَّمت مدني بنيها أن تلكموا حقوقكم بمفتول السواعد أرجِعوها ولكن ...... آآه من لكن وتواليها....هذا الأخ الأكبر حتما منها خلق واليها إلى الأرض سيعاد وليس من رهط جبريل وميكال إليها لا يُعادان ...... كل عملات الدنيا في مدني مقبورة ...ذهب أهلها وبقيت هي تحكي تاريخهم في قطاعات تريبات المدينة ... نصطادها كل حين....في قاع النهر الأزرق جارفا كل الأدران .....وعند حفرنا لصوامع الغلال (المطامير) لنحفظ للسودان أكمله توازن سوقه من الغلال... وصمدت مدني رغم نوبات التناسي اعترتها من بنيها ومن المسئولين القائمين على غيرها حينا من الدهر بل في اغلب الأحيان....... ليس من طريق واحد معبد يربط أطرافها ببنيها الهائمين عشقا بها حتى لا يشتد ساعدها وتتغول على أخواتها في المديريات الأخرى..... وما دروا أنها الأخ الأكبر يحب كل الخير لأخوته ودائما تختلط دعواته بدميعات تعضد من احتمالات الاستجابة لإخوانها وأخواتها لتكبر ومعاها للشيلة تشيل.....ولكن .... ماذا دهاهم ....غيرها.... في لحمها بدأوا ينهشون ..... ومن أطرافها ينتقصون ...... فسلبوها جوهرها ...درتها.... ومنارتها "حنتوب" .....تذرعا بتطوير وترقية.....ونسوا أن مدني بأهلها وكل المنطقة يمكنها ان تقيم تلك الكلية أو الجامعة في أي بقعة فيها فجميعها تصلح للتنوير وبث العلم والتعليم....... انتزعوها لإسكات كل ضمير حي ليس من مدني يكن لها الولاء والتقدير ..... انتزعوها لإسكات جميع أقلام الذكريات ....خاصة عندما تنساب كلمات لآليء من أفواه الثقات من عقول العباقرة والمشاهير..... ومدني ساكتة ...... وبدا بعدها التدني يطول جميع مناحي الحياة......أين مسرحك يا مدني!!!! فقد كنا في حنتوب نعرض كل أسبوعين مسرحية عالمية من تأليف أشهر الكتاب العالميين ..... وكانت رافدا لجميع حركة المسرح بالسودان....أين مكانك في كرة القدم يا مدني ......فقد كانت حنتوب بميادينها (6 كرة قدم ... 6 كرة سلة ..... 6 كرة طائرة ..... و10 قاعات لتنس الطاولة ....وأندية السباحة والزوارق بين الطلاب..... وكانت حنتوب الرافد الفكري لجميع الحركة الفكرية بالسودان...... أما الأندية العلمية ..... هل نتوقع عودتها قوية من غير عودة حنتوب؟ ...... سيأتي يوم وتعود حنتوب بجوهرها القديم بحلة عصرية ..... هل انا احلم ؟ هل هذا ممكن؟ هل نعتبرها أمنية بعيدة التحقيق؟ هل أنا أغرد في واد تركه وهجره الناس وصار ماضٍ يسخر الناس من كل من طرقه أو فكر فيه؟ ..... أتراني محقا عندما أربط كل إخفاقاتنا المحلية والعالمية في شتى المجالات لاختفاء حنتوب ؟ ....... وزمن اختفاء حنتوب .... كدنا نفقد مشروع الجزيرة ...ولكن الله ستر.....في يوم من الأيام بجامعة الخرطوم .... كنا جلوسا نتجاذب أطراف الحديث.... كانت مجموعة تتفاخر.... إن منطقتهم تلك لها نصيب الأسد من المثقفين .. فمعظم طلاب تلك الكلية ينحدرون منها....... لم نرض بذلك الحكم وبدأنا نحسب طلاب منطقة مدني من غرفة إلى غرفة فهالهم ما تحصلنا عليه.......أكثر من 60% كانوا من مدني ومنطقة مدني ومعظمهم درسوا بحنتوب ...... عندها عرفنا أن شيئا ما قد يدبر بليل عن قصد أو بغير قصد حتى جاءت الأيام ماسحة حنتوب من خريطة روافد تغذية الجامعات وتفريخ القيادات ......
نواصل في إطلالة أخرى
النور محمد يوسف
دعوة للحوار
منذ أن كنا صغارا لم نبدل ميولنا... أبداً وكلا... ولا أهواءنا.... إلى غير حبنا الأزلي ودمدني .... حيث كانت مدني كمدينة وكمنطقة متميزة بحلاوة انصهار جميع سحنات ومكونات السودان فيها ..... فصارت المنطقة بأكملها نموذجا لسودان المستقبل سلوكا وأخلاقا وتعاملا وانصهارا......فذابت الفوارق الاثنية و الاجتماعية والاقتصادية وكذلك اللغوية واحتفظت بمؤصلات ثقافتها وجذورها في شتى الضروب ومن شتى البقاع والأصقاع.....فكان إنسان مدني ذلك المثقف الذي لا ينتقص من شخصه عدم انتماء لقبيلة أو عرق ولا يزيد من شخصه انتماء لقبيلة او عرق ....فكانت مدني بكل شمائل السوداني الأصيلة متجذرة في شخوص ساكنيها يرأفون وينظرون بشفقة على من ساقته زقاقات التنادي لإحياء عِرق هنا وتضخيم آخر هناك ...فأحب إنسان مدنى جميع إنسان السودان ولم يبخل على أخيه في واو أو في حلفا أو في سنكات أو في الجنينة أو في الخرطوم بخير كان من منطلق مفاهيم اليوم من المفترض أن يكون له وحده ولكننا ما زلنا نراهم " إخوتنا الصغار" وليس من حق الكبير ان يرتجي عائدا من أخي الصغير أو مردودا منه غير ان يكبر ويشيل معه الشيلة فلو تخاذل بعدها وحينها فللأخ الكبير ان يصبر ويصبر او يحتسب فما علَّمت مدني بنيها أن تلكموا حقوقكم بمفتول السواعد أرجِعوها ولكن ...... آآه من لكن وتواليها....هذا الأخ الأكبر حتما منها خلق واليها إلى الأرض سيعاد وليس من رهط جبريل وميكال إليها لا يُعادان ...... كل عملات الدنيا في مدني مقبورة ...ذهب أهلها وبقيت هي تحكي تاريخهم في قطاعات تريبات المدينة ... نصطادها كل حين....في قاع النهر الأزرق جارفا كل الأدران .....وعند حفرنا لصوامع الغلال (المطامير) لنحفظ للسودان أكمله توازن سوقه من الغلال... وصمدت مدني رغم نوبات التناسي اعترتها من بنيها ومن المسئولين القائمين على غيرها حينا من الدهر بل في اغلب الأحيان....... ليس من طريق واحد معبد يربط أطرافها ببنيها الهائمين عشقا بها حتى لا يشتد ساعدها وتتغول على أخواتها في المديريات الأخرى..... وما دروا أنها الأخ الأكبر يحب كل الخير لأخوته ودائما تختلط دعواته بدميعات تعضد من احتمالات الاستجابة لإخوانها وأخواتها لتكبر ومعاها للشيلة تشيل.....ولكن .... ماذا دهاهم ....غيرها.... في لحمها بدأوا ينهشون ..... ومن أطرافها ينتقصون ...... فسلبوها جوهرها ...درتها.... ومنارتها "حنتوب" .....تذرعا بتطوير وترقية.....ونسوا أن مدني بأهلها وكل المنطقة يمكنها ان تقيم تلك الكلية أو الجامعة في أي بقعة فيها فجميعها تصلح للتنوير وبث العلم والتعليم....... انتزعوها لإسكات كل ضمير حي ليس من مدني يكن لها الولاء والتقدير ..... انتزعوها لإسكات جميع أقلام الذكريات ....خاصة عندما تنساب كلمات لآليء من أفواه الثقات من عقول العباقرة والمشاهير..... ومدني ساكتة ...... وبدا بعدها التدني يطول جميع مناحي الحياة......أين مسرحك يا مدني!!!! فقد كنا في حنتوب نعرض كل أسبوعين مسرحية عالمية من تأليف أشهر الكتاب العالميين ..... وكانت رافدا لجميع حركة المسرح بالسودان....أين مكانك في كرة القدم يا مدني ......فقد كانت حنتوب بميادينها (6 كرة قدم ... 6 كرة سلة ..... 6 كرة طائرة ..... و10 قاعات لتنس الطاولة ....وأندية السباحة والزوارق بين الطلاب..... وكانت حنتوب الرافد الفكري لجميع الحركة الفكرية بالسودان...... أما الأندية العلمية ..... هل نتوقع عودتها قوية من غير عودة حنتوب؟ ...... سيأتي يوم وتعود حنتوب بجوهرها القديم بحلة عصرية ..... هل انا احلم ؟ هل هذا ممكن؟ هل نعتبرها أمنية بعيدة التحقيق؟ هل أنا أغرد في واد تركه وهجره الناس وصار ماضٍ يسخر الناس من كل من طرقه أو فكر فيه؟ ..... أتراني محقا عندما أربط كل إخفاقاتنا المحلية والعالمية في شتى المجالات لاختفاء حنتوب ؟ ....... وزمن اختفاء حنتوب .... كدنا نفقد مشروع الجزيرة ...ولكن الله ستر.....في يوم من الأيام بجامعة الخرطوم .... كنا جلوسا نتجاذب أطراف الحديث.... كانت مجموعة تتفاخر.... إن منطقتهم تلك لها نصيب الأسد من المثقفين .. فمعظم طلاب تلك الكلية ينحدرون منها....... لم نرض بذلك الحكم وبدأنا نحسب طلاب منطقة مدني من غرفة إلى غرفة فهالهم ما تحصلنا عليه.......أكثر من 60% كانوا من مدني ومنطقة مدني ومعظمهم درسوا بحنتوب ...... عندها عرفنا أن شيئا ما قد يدبر بليل عن قصد أو بغير قصد حتى جاءت الأيام ماسحة حنتوب من خريطة روافد تغذية الجامعات وتفريخ القيادات ......
نواصل في إطلالة أخرى
النور محمد يوسف