عوض صقير
13-08-2007, 10:27 PM
نحن «عطية» عامل كنترات في بيوتنا نحن «عطية» حالف باليمين ما يفوتنا الجبادة نرميها ونقوي خيوطنا يغطس يقطعها ويمرق علينا يشوتنا هذه الأبيات جاءتني من أحد الأصدقاء لم يكتب اسمه وعطية المقصود هنا هو الفقر، وفي بعض المناطق يسمى الفقر كوكو، فيحكى عن أحد أعمامنا رحمه الله رحمة واسعة انه استدان كيلة ذرة واستعار حمار جاره وذهب به الى الطاحونة وفي الطريق عثر الحمار فسقط عمنا ومعه كيلة العيش التي اندلق نصفها على الأرض مع وقعة الحمار فما كان منه إلا أن أخذ يخاطب الفقر بعد تجسيده في شخص قائلاً: «أسمع يا كوكو العيش دا إن شاء الله تطيرو في السما بكرة بطلع عيشنا وبنرجعو، لكن حمار الناس دا ما تقوم تكسر كراعو»، وبعد ذلك كشح بقية الذرة على الأرض وأرجع الحمار الى صاحبه، وعاد الى بيته بالجوال الفارغ. عطية يا جماعة الخير هذه الأيام منتشر وبشدة في بلادنا بالتحديد لأنها بداية «المسور» في كل القطاع الزراعي الذي يمثل «85%» من سكان البلاد هذا قبل النزوح الرهيب الى العاصمة التي أصبح ثلث السكان بها، ولكن حتى هم في العاصمة يتأثرون بالفقر الذي يضرب القطاع الزراعي فالأموال التي تضخ في القطاع الزراعي تجد طريقها للعاصمة بكل سهولة. وزارة المالية استشعرت وطأة الفقر ووقوف الحال وسيطرة الأخ عطية على الآفاق فبأمر منها سوف يضخ البنك المركزي مبلغ «400» مليون جنيه «بالجديد طبعاً» لتحريك السيولة كما جاء في أنباء الاسبوع المنصرم، ولكن أغلب الظن أن هذا المبلغ سوف يتلقفه «الجماعة الفوق» أصحاب الديون على الحكومة «إن شاء الله تكون حقيقية».. أما الذين عطية عامل كنترات في بيوتهم فلن «يشموها شم» كما قالت الاستاذة في حق الإمام. مزارعو الجزيرة الذين سلموا قطنهم للشركة منذ بداية العام لم يصرفوا الفتات الذي يسمى أرباحاً إلا قبل أيام وبعضهم لم يصرف حتى الآن، وكذلك الذين سلموا قمحهم للمطحن بعضهم لم يستلم حقوقه حتى الآن، علماً بأن قمحهم قد تم طحنه وأكله رغيفاً ولقيمات و«علوق بهائم» لم نسمع بصاحب مخبز أو بائعة لقيمات قد اشترى الدقيق «بالجرورة» فهذا يعني ان الجهة التي استلمت قمح هؤلاء البؤساء استلمت ثمنه وتريد القيام بعملية عمليتين أي «قلبة قلبتين» ثم تعطي هؤلاء البؤساء حقوقهم، إنها «قلبة في شكل وهمة» كما تقول لغة السوق هذه الأيام. فليعلم كارتيل القطن القديم وكارتيل القمح الجديد ان هؤلاء المزارعين «المساكين» ان عطية قد أيقظهم وظهرت بوادر هذا في إحجام البعض عن زراعة القطن هذا العام. قبل مدة كتبنا قصة ولدنا الذي رأى أحد المغتربين العائدين وقد صرعه عطية وهو يدفر درداقة يحمل عليها بعض الأناتيك للبيع فقال ولدنا: «الزمن دا عطية بقى ود ناس أهو في النهاية بصرف ليك درداقة»، ولكن في هذه الأيام أصبح عطية شرساً جداً وأصبح يغطس في الماء ويقطع «الجبادة» ويخرج ويشوت ضحاياه.. فيا حكومة يا... ... منقوول ...... للكاتب عبداللطيف البونى