portbail
06-08-2007, 02:50 AM
لعدم كفاية الأدلة
صحيفة الراى العام
عدد الجمعه الموافق 3 أغسطس 2007م
موقع الكاتب www.alfatihgabra.com
تحت شجرة النيم الوارفه ذات الظل الممتد التى تقع أمام منزل (حاج مختار) إنعقد المجلس اليومى لشلة (الضمنه) والذى يضم اللاعبين الاساسيين (حاج سليمان النجار) والذى يقع منزلة ملاصقاً لمنزل (حاج مختار) من الجهه اليمنى و(أبو زيد الحلاق) وهو الجار الملاصق لحاج مختار من اليسار و(عم سيدأحمد) المعلم بالمعاش والذى يواجه منزله منزل (حاج مختار) ... على الرغم من أن (حاج مختار) كان يدعى انه (أحرف) من لعب (الضمنه) غير أنه فى ذلك اليوم كان كثير الأخطاء مما جعل زميله فى اللعب (أبوزيد الحلاق) يهاجمه بعد أن مات (الدش) فى يده قائلاً :
- والله (يا حاج مختار) على بالحرام إنت خرفت وبقيت ما بتركز !!
- أركز كيفن عاد وأنا الليل كلو ما نايم !!
- (أب زيد فى تريقه) : بتحب وإلا شنو؟
- احب شنو والله يا جماعه أنا ليا كم يوم (حبوب النوم) القاعد أخدن ديل قطعوا منى
و...
- (حاج سليمان مقاطعاً وهو يقوم بإمساك قطع الضمنه بكلتا يديه) : وما تمشى تشتريهن من
لأجزخانه؟
- (حبوب النوم دى يا (حاج سايمان) ناس الجزخانه ما بصرفوهن لى بدون روشته من الدكتور
- (أستاذ سيد أحمد وهو يضرب بقطعه الضمنه على التربيزة) : وما تمشى للدكتور يكتبا ليك
- (حاج مختار يضع قطع الضمنه على التربيزه كمن يوقف اللعب) : ده ما الموضوع يا جماعه !!
- (الجميع فى إستغراب) : طيب أها والموضوع شنو؟
- (يقوم حاج مختار بجر كرسيه أإلى الأمام قليلا كمن يود أن يذيع سراً) : أصلو الحكايه انا
مما (حبوب النوم) ديل قطعن منى بقيت ما بجينى نوم إلا مع آذان الصبح
- (الجميع بصوت واحد) : أها وبعدين
- بعدين يا جماعه كل يوم الساعه إتنين بالليل أسمع ليك صوت عربية (تربط) قدام بيت جارنا
الجديد (حاج رمضان) ده !!
- عربيت شنو؟
- (بوكس هايلوكس) ليهو اسبوع يجى الساعه إتنين ويقيف قدام بيت (حاج رمضان) الأجرو ده
ويطلع ليهو (حاج رمضان) ويبدأ يطلع فى (طباقت البيض) والسواق سيد البوكسى (يرص) والله
أكان قلت ليكم كل يوم قاعد يمرق ليهو ميت طبق شويه !! يستف ليك البوكسى ده لى عينو
ويقوم فى النهاية ( سيد البوكسى) يدور ويمشى و(حاج رمضان) يدخل بيتو ويسدو عليهو !!
- ما إحتمال يكون وادينو لى مناسبه وإلا كده
- مناسبت شنو بقول ليك الكلام ده مستمر كل يوم ليهو يجى أسبوعين
- والبيض ده بجيبو من وين عندو مزرعه ؟ وإلا مربى ليهو جداد فى البيت
- جداد شنو؟ وبيت شنو؟ البيض ده (كتير خلاص) ما بيضن بتاع (جداد بيت)
- أها يعنى كل يوم بجيبو من وين؟
- (حاج مختار مخاطبا الشله) : والله يا جماعه ده المحيرنى ذاتو - ثم يلتفت نحو (حاج
سليمان) – كدى بالله يا سليمان لاحظو للحاجه دى !!
إتفقت شلة الضمنة التى تجلس أمام منزل (حاج مختار) على مراقبة (حاج رمضان) لمعرفة سر (أطباق البيض) التى تخرج من المنزل ليلاً وعلى مشارف الصباح وفى ذات الوقت المحدد وعند الساعة الثانية بعد منتصف الليل تماما كان الجميع يواربون أبواب منازلهم وينظرون من فتحات (الشبابيك) إلى (حاج رمضان) وهو يقوم بملئ (ضهرية البوكس) بأطباق البيض !!
- أها شفتو كلامى صاح وإلا ما صاح ؟
قالها (حاج مختار) وهو يقوم بتعديل وضع البنبر ليواجه زميله فى اللعب (أب زيد الحلاق) بينما تتوسطهما (تربيزة الضمنه)
- والله فعلا الكلام القلتو طلع صاح أنا أمبارح ساهرت لمن البوكسى جا
- أنا ذاتى شفت المنظر ده أمبارح (قالها الطاهر) جار (حاج رمضان) من الناحية الأخرى
- (الطاهر مواصلاً) : شوفو أنا بعد شوية ح أجيب ليكم خبر القصة دى
- أعمل حسابك الزول ده ما قاعد يتكلم ليهو مع زول مما جاء سكن فى الحى ده
- لا أنا عندى ليهو خطه بت لذينا
- خطت شنو؟
- أنا ح أمشى أعمل ليهو إنى عاوز ليا (طبق بيض) وفتشت الدكاكين كلها ما لقيت !!
قام (الطاهر) فورا من مقعده متجها نحو (باب) حاج رمضان وبعد طرقات بسيطه فتح الباب بينما كان أفراد (الشله) ينظرون بطرف أعينهم لما يحدث .. لم يطل إنتظارهم حتى خرج (الطاهر) من منزل (حاج رمضان) متجها نحوهم وهو خالى الوفاض لا يحمل فلى يده شيئا بينما كان الجميع فى إنتظاره لمعرفة ما أسفرت عنه زيارته لحاج رمضان
- أها حصل شنو؟
- (وهو يجلس على البنبر من جديد) : والله الراجل رحب بيا وقعدنى فى الصالون بتاعو .. قلت ليهو أنا مستعجل وعاوز ليا (طبق طبقين بيض ) لأنى ما لقيت فى الدكاكين .. قام قال ليا (لكن أنا ما عندى جداد) قمت سكتا وما قدرت أقول ليهو (البيض القاعد تطلعو بالليل ده شنو؟)
لما كان (الطاهر) يقص ما حدث كان (أزهرى) والذى يعمل سائقا بأحد الجهات (الأمنية) قد إنضم (للشلة) فى الفترة التى ذهب فيها (الطاهر لزيارة حاج رمضان) وعرف بموضوع (أطباق البيض)
- أنا الموضوع ده ح أجيب ليكم خبرو بس إنتو روقو شويه !
قالها (ازهرى) فى نبرة (رجل الأمن الواثق من نفسه) ... لم يضع (أزهرى) أى وقت ففى صبيحه اليوم التالى قام بإخطار الشخص المسئول أمنيا عن المنطقة التى يسكنها (حاج رمضان) بأمر (البيض) وفى سرعه تم تكوين تيم لمراقبة المنزل حيث جاء التقرير بعد ثلاثة أيام يفيد بأن هنالك كميات من (البيض) الموضوع على (أطباق) تخرج فى تمام الساعة الثانية من بعد منتصف اللبل كل يوم من منزل المدعو (حاج رمضان) كما إنه قد إتضح من خلال و-(المراقبه والتنصت) بأن المنزل لا يحتوى على أى نوع من أنواع (الطيور) أو الحيوانات .
ليله القبض على رمضان :أ
قلقت تلك الظاهرة الغريبة مضجع المسئول الأمنى الذى أقسم على نفسه أن يقوم بإماطة اللثام عنها فى أقرب فرصةوصمم على أن يقوم بإستدعاء (حاج رمضان) والتحقيق معه حيث تم عمل (كمين محكم) إلقى فيه القبض عليه بينما كان يقوم بتحميل البوكس بأطباق البيض حيث تم التحفظ على (كمية البيض) المقبوض وإنزالها فى القسم (كمعروضات ) إضافة (لعربه البوكس) التى تم الإفراج عنها وعن صاحبها بعد أن تم أخذ عنوانه كاملاً :
- البيض ده فواتيرو وين يا حاج؟
- فواتير شنو كمان هو فى بيض بعملو ليهو فواتير
- نحنا راقبناك لقيناك كل يوم قاعد تطلع ليك 500 بيضه من بيتك – إنت ساعى ليكا جداد فى
البيت؟
- لا
- عندك مزرعه ؟
- لا
- طيب بتجيبو من وين ؟
- قاعدين يدونى ليهو هدية؟
- منو القاعد يديك ليهو هدية؟
- جماعه كده !!
- شووووف يا حاج الكلام بتاع الألغاز ده هنا ما بنفع خليك واضح وجاوب على الأسئله دى عشان ما
نغلط معاك
- إنتو كمان بتغلطو مع الزول فى (حقو)؟
- بلاش (لماضه) معاك وجاوب
- أها أقول ليكم حاجه وكت جابت ليها (كلام فاضى) أنا ما ح أتكلم وعاوز محامى !!!
الخبر فى الصحف :
قام (الحاج رمضان) بالإتصال بإبن شقيقه التاجر بسوق (ليبيا) والذى قام بتوكيل محامى للدفاع عن عمه (الحاج رمضان) والذى كان يجهل تماما حتى تلك اللحظة التهمة التى بموجبها تم القبض عليه ، فى اليوم التالى كان الأستاذ (حسن عطرون المحامى) قد تقدم بعريضة للإطلاع على محضر البلاغ وقد تم له ذلك علاوة على سماح السلطات له بمقابلة موكله (الحاج رمضان) وقد أكد الأستاذ (حسن عطرون) للحاج رمضان أن إعتقاله بهذه الصورة ومكوثه طوال هذه الفترة رهن الإعتقال يعد إنتهاكا للدستور وأنه – أى الأستاذ عطرون- لن يسكت على هذا الأمر وسوف يقوم بتصعيده إلى أعلى المستويات حتى وإن أدى ذلك إلى مخاطبة (المحكمة الدستوريه) .
بعد أسبوع من إلقاء القبض على (حاج رمضان) تناقلت بعض الصحف خبر إعتقاله والذى قام بتسريبه الأستاذ (عطرون) المحامى وقد جاء فى الخبر :
تم القبض على أحد المواطنين بواسطة الأجهزة الأمنية وهو يقوم بتحميل أطباق من البيض من منزله دون أوراق صحية بصورة مشيوهه وقد تم إرسال عينات من (البيض) إلى الجهات المختصة لفحصه والتـاكد من صلاحيته للإستهلاك الآدمى وقد أوردت ذات الصحف أن المواطن (حاج رمضان) لا يزال قيد الإعتقال .
لم تمض أيام قلائل حتى سارعت (منظمات المجتمع المدنى) و(حقوق الإنسان) بالمطالبه بإطلاق سراح المواطن (الحاج رمضان ) كما أصدرت بعض التنظيمات والأحزاب السياسية بيانات تدعو فيها الحكومة بإطلاق سراح (الحاج رمضان) أو تقديمه لمحاكمة عادلة وذلك بحجة أن إعتقالة طوال هذه الفترة التى تجاوزت الأسبوع دون تقديمه لمحاكمة يعد إنتهاكا لدستور البلاد. وقد أفرد كتاب بعض الصحف اليوميه عددا من الأعمده للمطالبه بإطلاق سراح (حاج رمضان) مشيرين كعادتهم إلى أن ذلك يتعارض تعارضا واضحا مع (دستور البلاد) كما زاد البعض إلى تحميل الطرف الثانى (الشريك فى الحكم) مسئولية السكوت عن مثل هذه الإنتهاكات حتى أن أحد كتاب الاعمده قد وضح ذلك ضاربا مثلا قديما يقول (جبناك يا أب زيد تعين لقيناك عاوز تتعان) !!
كعادة بعض الكتاب الموالين جاء الحديث عن خبر إعتقال (الحاج رمضان) رصينا هادئا ناظراً للمسالة من زاوية (الحفاظ على الأمن ) ففى عموده الشهير تناول الكاتب الذى لا يفتأ يعدد حسنات (الحكومة) بأن مثل هذه الإعتقالات إنما توضح أن عين الأمن ساهرة وأن الايام ستثبت بأن (بيض الحاج رمضان) لابد وأن يكون له صله بالإنفجارات التى تمت مؤخراً فى (بوركينا فاسو) والحاوله الإنقلابية التى شهدتها (جزر القمر) ولم ينس الكاتب كعادته إالصاق التهمة بإحدى الدول التى قال عنها بإنها تسعى لتقويض النظام وزعزعة الأمن .
شمارات فى الحى :
بعد أن أوردت الصحف خبر إعتقال الحاج رمضان إنتشر الخبر فى الحى الذى يسكنه ولم يكن مصدر الإنتشار هو فقط ورود الخبر فى الصحف إذ أن شله الضمنة بقيادة (حاج مختار) و(عم سليمان) قد ساهموا أيضا فى نشر الخبر بل أنهم كانو يرددون فى مناسبة وبلا مناسبة أن الفضل يرجع إليهم فى القبض على (حاج رمضان) بفضل حسهم الأمنى العالى حيث يؤكد (حاج مختار) بان المسالة ما مسالة (بيض) وأن حاج رمضان ضالع فى احدى الأنشطه المشبوهه لإحدى الجهات السياسية المعروفه لمعارضتها الحكومة كما يؤكد (حاج أبوزيد) بانه قد عثر فى أحد الأيام على (بيضه) ملقية أمام (باب شارع) حاج رمضان – ربما سقطت من البوكس إثناء عملية التحميل- وقد ختم على تلك البيضه بشعار (جمهورية البطريق) والتى تعد من الدول المختلفة سياسيا مع (الحكومة) .
- والله ووالله أنا حاج رمضان ده مما سكن قدامنا هنا قلت ليهم الزول ده إلا يكون جاسوس ؟
قالتها (حاجه سعديه) وهى تقف أمام (جزارة فوزى) تنتظر دورها لشراء اللحم رداً على سؤال
(زينب بت الحاج) التى ردت قائله وهى تضع (اللحم فوق الكيس) :
- وصحى مسكوهو ناس (البوليس)؟
هنا تطوعت (الشفه) زوجه (حاج سليمان) قائلة :
- والله ووالله وما طالباتنى حليفه شوف عينى (المنشورات) دى شالوها بالكراتين !!
- (حاجه سعاد فى إستغراب): يعنى طلع ما جاسوس ؟
- شن عرفنى (جاسوس) وإلا (معارض)؟
- هو يعنى يا الشفه باختى الزول المعارض والجاسوس ما واحد ؟
- برى بلاى ياختى جنس الكلام ده قالو بيودى فى (داهيه) أنا شن عرفنى بالكلام الكبار كبار
ده !!
- (هنا تتطوع سكينه الدايه) : والله وبالله جاركم (حاج رمضان) ده الكلام السمعتو قالو إنو
(جاسوس)
- وكيفن عرفتى الكلام ده يا (سكينه) ؟
- هو الكلام ده يا (حاجه سعاد) عاوز ليهو عرفه؟ الزول ده مما يمشى يجيب جرايدو ويدخل بيتو
تانى ما بيطلع .. وكمان فى الشارع ده لا بيتكلم مع زول لا بيسلم على زول لا بمشى ليهو
مناسبه بس ماسك خشمو عندو ما ياهو يكون (جاسوس) – ثم تلتفت إلى (نفيسه) متحدثه فى صيغة
توكيد - :
- أها دى ما عما يل ناس جواسيس !!
تفاوتت مشاعر أهل الحى فى مسألة إعتقال (حاج رمضان) فبينما رأى عدد كبير منهم أن الحاج ( يستاهل اللى جرالو) ويستحق الحصل ليهو لغموضه وعدم وضوحه وإنطوائيته وأن عليه إثبات الجهه التى تموله بهذا (البيض) غير أن غالبية أهل الحى – خاصة شلة الضمنة التى قادها حب الإستطلاع لما حدث- كانت وكأنها تستشعر الذنب فها هو (حاج مختار) يتساءل وهو يقوم بإحضار (جردل الماء البارد) من داخل المنزل مخاطبا أفراد الشله التى تجمع عدد منهم :
- الزول ده ما فكوهو؟
- والله يا (حاج مختار) يا خوى الظاهر ما فكوهو عشان بيتو لسه مقفول !
- قالها (أبوزيد) وهو يقوم بغمس (كوز الماء) داخل (الجردل) فيما يتداخل (عم سليمان) وهو
ينفض يديه من بقابا (السفه) التى وضعها على فمه :
- والله يا أب زيد أنا ما كنت قايل حكايت الزول دى معقده كدة !!
فى هذه الأثناء يحضر (أزهرى) وما يراه الجميع حتى يوجهون أنظارهم عليه فبحكم وجوده كسائق فى تلك الجهه الأمنيه وبصفته من أدلى بتلك المعلومات التى ادت للقبض على (حاج رمضان) فالجميع يعتقد بأنه يعلم أكثر من غيره بتطور القضيه :
- الزول ده ما فكوهو يا أزهرى؟
- إنتو فى فكوهو والله الزول ده حكايتو إتعقدت بالحيل
- كيفن !!
- مش (كميت البيض) القببضوها منو فى القسم (إختفت) ؟
- كيفن الكلام ده ؟ إختفت كيف؟
- مش هى وبس كمان (البيض ) الودوهو عشان يفحصوهو ذاتو إختفى!!
- عادى يكون عندو ناس عايزين (يتكتكو) ليهو الموضوع ويخلو (المعروضات) تختفى !!
- يتكتكو شنو؟ المعروضات دى كانت محروسه حراسه مشدده حسب التعليمات
- يكون (الأمريكان) داخلين فى الموضوع ده ؟
- أمريكان شنو هو الأمريكان فاضيين لينا؟
- أها وطيب البيض ده يكون إختفلى كيف يعنى ؟
أختفاء (البيض الفضل) :
لم يكن يعلمم أفراد شلة الضمنه وهم يناقشون موضوع ( إختفاء البيض) بالأمس المفاجأة التى سوف تفجرها لهم الصحف فى اليوم التالى فها هى أحدى الصحف الإجتماعية ذائعه الصيت تحمل مانشيتا عريضا يقول : (بلاغات إختفاء بيض فى ظروف غامضة) وتورد بعض محاضر البلاغات :
بلاغ (1) :
عبده صالح عمر
27 سنه
سائق ركشه
السكن الفتيحاب مربع 6
الأقوال :
والله يا جنابو الليله الصباح ذى الساعه حداشر كده كنت شايل ليا مشوار من (المورده) وديتو (السوق) قمت حسيت إنى جعان قلت أمشى مطعم (الطيبات) القدام (السينما) ده .. مشيت قعدت وطلبت ليا واحد (كبده) وإتنين (بيض بالطوه) قام (الجرسون) جاب ليا الطلبات .. بس مشيت أغسل ايدى جيت لقيت الصحن بتاع البيض (فاضى)عاينت يمين شمال قلت يكون واحد من الأولاد (الشماسه) البدخلو المطاعم ديل يكون ختفو لكن لقيت مافى زول قاعد قدام التربيزة الأنا قاعد فيها !! بعد شويه لقيت ليك كم زول تانى حصلت ليهم نفس الحاجه طلبو( بيض ) وقبل ما ياكلوهو لقوهو إختفى .... ودى كل أقوالى !!
بلاغ (2)
فوزيه على محمد
مديرة روضه
المورده شارع الفيل
والله يا سعادت الضابط دى حاجه غريبه وكده .. الأطفال ديل أهلهم قاعدين يحشو ليهم (سندوتشات) من بيوتهم .. الليله لمن جات حصة الفطور هيثم ونشوى ورانيه وعلا ديل قعدو يبكوا قمت سالتهم مالكم قامو قالو ليا سندوتشاتنا لقيناها مافى ... أنا أول حاجه إفتكرت إنو فى أطفال شالوها منهم قمت فتشت الأولاد كلهم أها يا سعاده الضابط سالت كل واحد فيهم إنت ماما حشت ليك سندوتش شنو كلهم قالو (بيض) عرفت طوالى (الحكايه فيها إن) عشان أنا أمبارح قريت فى الجرايد عن (بيض عم رمضان) الإختفى ده وقلت إحتمال يكون فى علاقه بين الإتنين ... ودى أقوالى العاوزة أقولا !!
بلاغ (3)
عادل جلال أخمد
55 سنة
صاحب كافتيريا النورس
المهندسين أم درمان
يا سعادتك أنا من كم يوم جانى زول قال ليا عندى (بيض فريش) وحاجه تمام قلت ليهو بتدينا (الطبق) بى كم قام قال ليا بديكم ليهو بى(عشرة ألف) والطبق قاعدين نحنا نشتريهو بى (إتناشر الف) وكمان (بيض تعبان) ما ذى البيض الورانى ليهو الزول ده أها قمت قلت ليهو نزل ليا (خمسين طبق) قام نزلهم ليا من البوكس بتاعو وختاهم ليا قدام باب الكافتيريا بعد ما سلمتو القروش ... أها بس دخلت أكلم العمال يجو يدخلوهو قمت لقيت أترو مافى !! لكن المجننى إنو المسافة الدخلت أنادى فيها العمال دى بس (ثوانى) وما ممكن تسمح للزول ده أو أى مخلوق إنو يشيل كمية البيض دى
أها هسع لمن قريت فى الجرائد عن موضوع إختفاء (بيض حاج رمضان) قلت أجى أفتح البلاغ ده ... ليس لدى أى أقوال اخرى !!
لم تكن هذه البلاغات التى إستقبلتها الاقسام المختلفه هى الحالات الوحيده النى تم فيها إختفاء للبيض فقد تداول الناس قصصا عن حالات عده لإختفاء (البيض) من داخل الثلاجات فى المنازل وأرفف المطابخ كما سرت شائعات عديده بان هنالك من شاهد البيض وهو (يسير) بل أن أحدهم أجزم بانه رأى بيضه وهى تهتز طربا وهى تستمع لإحدى الأغانى الهابطه قبل ان تختفى بين يديه وهو يحاول إعدادها لطعام الإفطار.... وصارت مساله (البيض) وحكاوى (البيض) هى شغل المدينة الشاغل !! مما حدا بالمغنيه (حنان مس كول) أن تقوم ( بنجر) أغنيه لتوثيق الظاهرة يقول مطلعها :
بيض رمضان
آآى آآى
خاتنو فى الدكان
آآى آآى
طش ليهو زمان
آآى آآى
أكلو الحبان
آآى آآى
وإلا شالو الجان
آآى آآى
فى ظل إحجام (المواطنين) عن شراء البيض خوفا من ظاهرة الإختفاء فقد سارعت شركات بيع منتجات الدواجن بنشر إعلانات مدفوعة القيمة بالصحف اليومية يقول احدها (أوع يغشوك ... بيض رمضان ما عندو أمان) .. كما جاء فى إعلان آخر لأحدى الشركات (بيضنا ضمان عامين .. أحذرو البيض الهجين) !!
فك اللغز :
بينما كان الجميع منشغلون كانت هنالك جهه واحده تعمل فى صمت وتأنى تسعى نحو تمليك المواطنين الحقيقه .. تم التحقيق مع عدد كبير ممن لهم صله بالمتهم (الحاج رمضان) كما تم جمع كثير من المعلومات عنه كما تمت إعاده القبض على (صاحب العربه البوكس) التى كانت تقوم بتحميل البيض والذى سبق أن تم الإفراج عنه فى بداية التحقيقات حيث تعرف عليه المبلغين من اصحاب الكافتيريات والمطاعم والبقالات وأفادو بانه ذات الشخص الذى قام ببيعهم كميات البيض (المختفية) وقد قام (صاحب البوكس) بإماطة الثام عن هذه القضيه حيث إعترف بانه قد قام بتسليم (الحاج رمضان) عدد 100 ألف (بيضه) سليمة ليضاعفها له إلى (مليون وميتين) بيضه عن طريق (التنزيل) !!
كسرة :
تمت محاكمة (الحاج رمضان) تحت طائلة طائلة المواد 22/3 من قانون (غسيل البيض) والمادة «7» من قانون مكافحة الثراء الحرام والمشبوه وقد أطلق سراحة لكفاية (البيض) وعدم كفاية (الأدله) !!
صحيفة الراى العام
عدد الجمعه الموافق 3 أغسطس 2007م
موقع الكاتب www.alfatihgabra.com
تحت شجرة النيم الوارفه ذات الظل الممتد التى تقع أمام منزل (حاج مختار) إنعقد المجلس اليومى لشلة (الضمنه) والذى يضم اللاعبين الاساسيين (حاج سليمان النجار) والذى يقع منزلة ملاصقاً لمنزل (حاج مختار) من الجهه اليمنى و(أبو زيد الحلاق) وهو الجار الملاصق لحاج مختار من اليسار و(عم سيدأحمد) المعلم بالمعاش والذى يواجه منزله منزل (حاج مختار) ... على الرغم من أن (حاج مختار) كان يدعى انه (أحرف) من لعب (الضمنه) غير أنه فى ذلك اليوم كان كثير الأخطاء مما جعل زميله فى اللعب (أبوزيد الحلاق) يهاجمه بعد أن مات (الدش) فى يده قائلاً :
- والله (يا حاج مختار) على بالحرام إنت خرفت وبقيت ما بتركز !!
- أركز كيفن عاد وأنا الليل كلو ما نايم !!
- (أب زيد فى تريقه) : بتحب وإلا شنو؟
- احب شنو والله يا جماعه أنا ليا كم يوم (حبوب النوم) القاعد أخدن ديل قطعوا منى
و...
- (حاج سليمان مقاطعاً وهو يقوم بإمساك قطع الضمنه بكلتا يديه) : وما تمشى تشتريهن من
لأجزخانه؟
- (حبوب النوم دى يا (حاج سايمان) ناس الجزخانه ما بصرفوهن لى بدون روشته من الدكتور
- (أستاذ سيد أحمد وهو يضرب بقطعه الضمنه على التربيزة) : وما تمشى للدكتور يكتبا ليك
- (حاج مختار يضع قطع الضمنه على التربيزه كمن يوقف اللعب) : ده ما الموضوع يا جماعه !!
- (الجميع فى إستغراب) : طيب أها والموضوع شنو؟
- (يقوم حاج مختار بجر كرسيه أإلى الأمام قليلا كمن يود أن يذيع سراً) : أصلو الحكايه انا
مما (حبوب النوم) ديل قطعن منى بقيت ما بجينى نوم إلا مع آذان الصبح
- (الجميع بصوت واحد) : أها وبعدين
- بعدين يا جماعه كل يوم الساعه إتنين بالليل أسمع ليك صوت عربية (تربط) قدام بيت جارنا
الجديد (حاج رمضان) ده !!
- عربيت شنو؟
- (بوكس هايلوكس) ليهو اسبوع يجى الساعه إتنين ويقيف قدام بيت (حاج رمضان) الأجرو ده
ويطلع ليهو (حاج رمضان) ويبدأ يطلع فى (طباقت البيض) والسواق سيد البوكسى (يرص) والله
أكان قلت ليكم كل يوم قاعد يمرق ليهو ميت طبق شويه !! يستف ليك البوكسى ده لى عينو
ويقوم فى النهاية ( سيد البوكسى) يدور ويمشى و(حاج رمضان) يدخل بيتو ويسدو عليهو !!
- ما إحتمال يكون وادينو لى مناسبه وإلا كده
- مناسبت شنو بقول ليك الكلام ده مستمر كل يوم ليهو يجى أسبوعين
- والبيض ده بجيبو من وين عندو مزرعه ؟ وإلا مربى ليهو جداد فى البيت
- جداد شنو؟ وبيت شنو؟ البيض ده (كتير خلاص) ما بيضن بتاع (جداد بيت)
- أها يعنى كل يوم بجيبو من وين؟
- (حاج مختار مخاطبا الشله) : والله يا جماعه ده المحيرنى ذاتو - ثم يلتفت نحو (حاج
سليمان) – كدى بالله يا سليمان لاحظو للحاجه دى !!
إتفقت شلة الضمنة التى تجلس أمام منزل (حاج مختار) على مراقبة (حاج رمضان) لمعرفة سر (أطباق البيض) التى تخرج من المنزل ليلاً وعلى مشارف الصباح وفى ذات الوقت المحدد وعند الساعة الثانية بعد منتصف الليل تماما كان الجميع يواربون أبواب منازلهم وينظرون من فتحات (الشبابيك) إلى (حاج رمضان) وهو يقوم بملئ (ضهرية البوكس) بأطباق البيض !!
- أها شفتو كلامى صاح وإلا ما صاح ؟
قالها (حاج مختار) وهو يقوم بتعديل وضع البنبر ليواجه زميله فى اللعب (أب زيد الحلاق) بينما تتوسطهما (تربيزة الضمنه)
- والله فعلا الكلام القلتو طلع صاح أنا أمبارح ساهرت لمن البوكسى جا
- أنا ذاتى شفت المنظر ده أمبارح (قالها الطاهر) جار (حاج رمضان) من الناحية الأخرى
- (الطاهر مواصلاً) : شوفو أنا بعد شوية ح أجيب ليكم خبر القصة دى
- أعمل حسابك الزول ده ما قاعد يتكلم ليهو مع زول مما جاء سكن فى الحى ده
- لا أنا عندى ليهو خطه بت لذينا
- خطت شنو؟
- أنا ح أمشى أعمل ليهو إنى عاوز ليا (طبق بيض) وفتشت الدكاكين كلها ما لقيت !!
قام (الطاهر) فورا من مقعده متجها نحو (باب) حاج رمضان وبعد طرقات بسيطه فتح الباب بينما كان أفراد (الشله) ينظرون بطرف أعينهم لما يحدث .. لم يطل إنتظارهم حتى خرج (الطاهر) من منزل (حاج رمضان) متجها نحوهم وهو خالى الوفاض لا يحمل فلى يده شيئا بينما كان الجميع فى إنتظاره لمعرفة ما أسفرت عنه زيارته لحاج رمضان
- أها حصل شنو؟
- (وهو يجلس على البنبر من جديد) : والله الراجل رحب بيا وقعدنى فى الصالون بتاعو .. قلت ليهو أنا مستعجل وعاوز ليا (طبق طبقين بيض ) لأنى ما لقيت فى الدكاكين .. قام قال ليا (لكن أنا ما عندى جداد) قمت سكتا وما قدرت أقول ليهو (البيض القاعد تطلعو بالليل ده شنو؟)
لما كان (الطاهر) يقص ما حدث كان (أزهرى) والذى يعمل سائقا بأحد الجهات (الأمنية) قد إنضم (للشلة) فى الفترة التى ذهب فيها (الطاهر لزيارة حاج رمضان) وعرف بموضوع (أطباق البيض)
- أنا الموضوع ده ح أجيب ليكم خبرو بس إنتو روقو شويه !
قالها (ازهرى) فى نبرة (رجل الأمن الواثق من نفسه) ... لم يضع (أزهرى) أى وقت ففى صبيحه اليوم التالى قام بإخطار الشخص المسئول أمنيا عن المنطقة التى يسكنها (حاج رمضان) بأمر (البيض) وفى سرعه تم تكوين تيم لمراقبة المنزل حيث جاء التقرير بعد ثلاثة أيام يفيد بأن هنالك كميات من (البيض) الموضوع على (أطباق) تخرج فى تمام الساعة الثانية من بعد منتصف اللبل كل يوم من منزل المدعو (حاج رمضان) كما إنه قد إتضح من خلال و-(المراقبه والتنصت) بأن المنزل لا يحتوى على أى نوع من أنواع (الطيور) أو الحيوانات .
ليله القبض على رمضان :أ
قلقت تلك الظاهرة الغريبة مضجع المسئول الأمنى الذى أقسم على نفسه أن يقوم بإماطة اللثام عنها فى أقرب فرصةوصمم على أن يقوم بإستدعاء (حاج رمضان) والتحقيق معه حيث تم عمل (كمين محكم) إلقى فيه القبض عليه بينما كان يقوم بتحميل البوكس بأطباق البيض حيث تم التحفظ على (كمية البيض) المقبوض وإنزالها فى القسم (كمعروضات ) إضافة (لعربه البوكس) التى تم الإفراج عنها وعن صاحبها بعد أن تم أخذ عنوانه كاملاً :
- البيض ده فواتيرو وين يا حاج؟
- فواتير شنو كمان هو فى بيض بعملو ليهو فواتير
- نحنا راقبناك لقيناك كل يوم قاعد تطلع ليك 500 بيضه من بيتك – إنت ساعى ليكا جداد فى
البيت؟
- لا
- عندك مزرعه ؟
- لا
- طيب بتجيبو من وين ؟
- قاعدين يدونى ليهو هدية؟
- منو القاعد يديك ليهو هدية؟
- جماعه كده !!
- شووووف يا حاج الكلام بتاع الألغاز ده هنا ما بنفع خليك واضح وجاوب على الأسئله دى عشان ما
نغلط معاك
- إنتو كمان بتغلطو مع الزول فى (حقو)؟
- بلاش (لماضه) معاك وجاوب
- أها أقول ليكم حاجه وكت جابت ليها (كلام فاضى) أنا ما ح أتكلم وعاوز محامى !!!
الخبر فى الصحف :
قام (الحاج رمضان) بالإتصال بإبن شقيقه التاجر بسوق (ليبيا) والذى قام بتوكيل محامى للدفاع عن عمه (الحاج رمضان) والذى كان يجهل تماما حتى تلك اللحظة التهمة التى بموجبها تم القبض عليه ، فى اليوم التالى كان الأستاذ (حسن عطرون المحامى) قد تقدم بعريضة للإطلاع على محضر البلاغ وقد تم له ذلك علاوة على سماح السلطات له بمقابلة موكله (الحاج رمضان) وقد أكد الأستاذ (حسن عطرون) للحاج رمضان أن إعتقاله بهذه الصورة ومكوثه طوال هذه الفترة رهن الإعتقال يعد إنتهاكا للدستور وأنه – أى الأستاذ عطرون- لن يسكت على هذا الأمر وسوف يقوم بتصعيده إلى أعلى المستويات حتى وإن أدى ذلك إلى مخاطبة (المحكمة الدستوريه) .
بعد أسبوع من إلقاء القبض على (حاج رمضان) تناقلت بعض الصحف خبر إعتقاله والذى قام بتسريبه الأستاذ (عطرون) المحامى وقد جاء فى الخبر :
تم القبض على أحد المواطنين بواسطة الأجهزة الأمنية وهو يقوم بتحميل أطباق من البيض من منزله دون أوراق صحية بصورة مشيوهه وقد تم إرسال عينات من (البيض) إلى الجهات المختصة لفحصه والتـاكد من صلاحيته للإستهلاك الآدمى وقد أوردت ذات الصحف أن المواطن (حاج رمضان) لا يزال قيد الإعتقال .
لم تمض أيام قلائل حتى سارعت (منظمات المجتمع المدنى) و(حقوق الإنسان) بالمطالبه بإطلاق سراح المواطن (الحاج رمضان ) كما أصدرت بعض التنظيمات والأحزاب السياسية بيانات تدعو فيها الحكومة بإطلاق سراح (الحاج رمضان) أو تقديمه لمحاكمة عادلة وذلك بحجة أن إعتقالة طوال هذه الفترة التى تجاوزت الأسبوع دون تقديمه لمحاكمة يعد إنتهاكا لدستور البلاد. وقد أفرد كتاب بعض الصحف اليوميه عددا من الأعمده للمطالبه بإطلاق سراح (حاج رمضان) مشيرين كعادتهم إلى أن ذلك يتعارض تعارضا واضحا مع (دستور البلاد) كما زاد البعض إلى تحميل الطرف الثانى (الشريك فى الحكم) مسئولية السكوت عن مثل هذه الإنتهاكات حتى أن أحد كتاب الاعمده قد وضح ذلك ضاربا مثلا قديما يقول (جبناك يا أب زيد تعين لقيناك عاوز تتعان) !!
كعادة بعض الكتاب الموالين جاء الحديث عن خبر إعتقال (الحاج رمضان) رصينا هادئا ناظراً للمسالة من زاوية (الحفاظ على الأمن ) ففى عموده الشهير تناول الكاتب الذى لا يفتأ يعدد حسنات (الحكومة) بأن مثل هذه الإعتقالات إنما توضح أن عين الأمن ساهرة وأن الايام ستثبت بأن (بيض الحاج رمضان) لابد وأن يكون له صله بالإنفجارات التى تمت مؤخراً فى (بوركينا فاسو) والحاوله الإنقلابية التى شهدتها (جزر القمر) ولم ينس الكاتب كعادته إالصاق التهمة بإحدى الدول التى قال عنها بإنها تسعى لتقويض النظام وزعزعة الأمن .
شمارات فى الحى :
بعد أن أوردت الصحف خبر إعتقال الحاج رمضان إنتشر الخبر فى الحى الذى يسكنه ولم يكن مصدر الإنتشار هو فقط ورود الخبر فى الصحف إذ أن شله الضمنة بقيادة (حاج مختار) و(عم سليمان) قد ساهموا أيضا فى نشر الخبر بل أنهم كانو يرددون فى مناسبة وبلا مناسبة أن الفضل يرجع إليهم فى القبض على (حاج رمضان) بفضل حسهم الأمنى العالى حيث يؤكد (حاج مختار) بان المسالة ما مسالة (بيض) وأن حاج رمضان ضالع فى احدى الأنشطه المشبوهه لإحدى الجهات السياسية المعروفه لمعارضتها الحكومة كما يؤكد (حاج أبوزيد) بانه قد عثر فى أحد الأيام على (بيضه) ملقية أمام (باب شارع) حاج رمضان – ربما سقطت من البوكس إثناء عملية التحميل- وقد ختم على تلك البيضه بشعار (جمهورية البطريق) والتى تعد من الدول المختلفة سياسيا مع (الحكومة) .
- والله ووالله أنا حاج رمضان ده مما سكن قدامنا هنا قلت ليهم الزول ده إلا يكون جاسوس ؟
قالتها (حاجه سعديه) وهى تقف أمام (جزارة فوزى) تنتظر دورها لشراء اللحم رداً على سؤال
(زينب بت الحاج) التى ردت قائله وهى تضع (اللحم فوق الكيس) :
- وصحى مسكوهو ناس (البوليس)؟
هنا تطوعت (الشفه) زوجه (حاج سليمان) قائلة :
- والله ووالله وما طالباتنى حليفه شوف عينى (المنشورات) دى شالوها بالكراتين !!
- (حاجه سعاد فى إستغراب): يعنى طلع ما جاسوس ؟
- شن عرفنى (جاسوس) وإلا (معارض)؟
- هو يعنى يا الشفه باختى الزول المعارض والجاسوس ما واحد ؟
- برى بلاى ياختى جنس الكلام ده قالو بيودى فى (داهيه) أنا شن عرفنى بالكلام الكبار كبار
ده !!
- (هنا تتطوع سكينه الدايه) : والله وبالله جاركم (حاج رمضان) ده الكلام السمعتو قالو إنو
(جاسوس)
- وكيفن عرفتى الكلام ده يا (سكينه) ؟
- هو الكلام ده يا (حاجه سعاد) عاوز ليهو عرفه؟ الزول ده مما يمشى يجيب جرايدو ويدخل بيتو
تانى ما بيطلع .. وكمان فى الشارع ده لا بيتكلم مع زول لا بيسلم على زول لا بمشى ليهو
مناسبه بس ماسك خشمو عندو ما ياهو يكون (جاسوس) – ثم تلتفت إلى (نفيسه) متحدثه فى صيغة
توكيد - :
- أها دى ما عما يل ناس جواسيس !!
تفاوتت مشاعر أهل الحى فى مسألة إعتقال (حاج رمضان) فبينما رأى عدد كبير منهم أن الحاج ( يستاهل اللى جرالو) ويستحق الحصل ليهو لغموضه وعدم وضوحه وإنطوائيته وأن عليه إثبات الجهه التى تموله بهذا (البيض) غير أن غالبية أهل الحى – خاصة شلة الضمنة التى قادها حب الإستطلاع لما حدث- كانت وكأنها تستشعر الذنب فها هو (حاج مختار) يتساءل وهو يقوم بإحضار (جردل الماء البارد) من داخل المنزل مخاطبا أفراد الشله التى تجمع عدد منهم :
- الزول ده ما فكوهو؟
- والله يا (حاج مختار) يا خوى الظاهر ما فكوهو عشان بيتو لسه مقفول !
- قالها (أبوزيد) وهو يقوم بغمس (كوز الماء) داخل (الجردل) فيما يتداخل (عم سليمان) وهو
ينفض يديه من بقابا (السفه) التى وضعها على فمه :
- والله يا أب زيد أنا ما كنت قايل حكايت الزول دى معقده كدة !!
فى هذه الأثناء يحضر (أزهرى) وما يراه الجميع حتى يوجهون أنظارهم عليه فبحكم وجوده كسائق فى تلك الجهه الأمنيه وبصفته من أدلى بتلك المعلومات التى ادت للقبض على (حاج رمضان) فالجميع يعتقد بأنه يعلم أكثر من غيره بتطور القضيه :
- الزول ده ما فكوهو يا أزهرى؟
- إنتو فى فكوهو والله الزول ده حكايتو إتعقدت بالحيل
- كيفن !!
- مش (كميت البيض) القببضوها منو فى القسم (إختفت) ؟
- كيفن الكلام ده ؟ إختفت كيف؟
- مش هى وبس كمان (البيض ) الودوهو عشان يفحصوهو ذاتو إختفى!!
- عادى يكون عندو ناس عايزين (يتكتكو) ليهو الموضوع ويخلو (المعروضات) تختفى !!
- يتكتكو شنو؟ المعروضات دى كانت محروسه حراسه مشدده حسب التعليمات
- يكون (الأمريكان) داخلين فى الموضوع ده ؟
- أمريكان شنو هو الأمريكان فاضيين لينا؟
- أها وطيب البيض ده يكون إختفلى كيف يعنى ؟
أختفاء (البيض الفضل) :
لم يكن يعلمم أفراد شلة الضمنه وهم يناقشون موضوع ( إختفاء البيض) بالأمس المفاجأة التى سوف تفجرها لهم الصحف فى اليوم التالى فها هى أحدى الصحف الإجتماعية ذائعه الصيت تحمل مانشيتا عريضا يقول : (بلاغات إختفاء بيض فى ظروف غامضة) وتورد بعض محاضر البلاغات :
بلاغ (1) :
عبده صالح عمر
27 سنه
سائق ركشه
السكن الفتيحاب مربع 6
الأقوال :
والله يا جنابو الليله الصباح ذى الساعه حداشر كده كنت شايل ليا مشوار من (المورده) وديتو (السوق) قمت حسيت إنى جعان قلت أمشى مطعم (الطيبات) القدام (السينما) ده .. مشيت قعدت وطلبت ليا واحد (كبده) وإتنين (بيض بالطوه) قام (الجرسون) جاب ليا الطلبات .. بس مشيت أغسل ايدى جيت لقيت الصحن بتاع البيض (فاضى)عاينت يمين شمال قلت يكون واحد من الأولاد (الشماسه) البدخلو المطاعم ديل يكون ختفو لكن لقيت مافى زول قاعد قدام التربيزة الأنا قاعد فيها !! بعد شويه لقيت ليك كم زول تانى حصلت ليهم نفس الحاجه طلبو( بيض ) وقبل ما ياكلوهو لقوهو إختفى .... ودى كل أقوالى !!
بلاغ (2)
فوزيه على محمد
مديرة روضه
المورده شارع الفيل
والله يا سعادت الضابط دى حاجه غريبه وكده .. الأطفال ديل أهلهم قاعدين يحشو ليهم (سندوتشات) من بيوتهم .. الليله لمن جات حصة الفطور هيثم ونشوى ورانيه وعلا ديل قعدو يبكوا قمت سالتهم مالكم قامو قالو ليا سندوتشاتنا لقيناها مافى ... أنا أول حاجه إفتكرت إنو فى أطفال شالوها منهم قمت فتشت الأولاد كلهم أها يا سعاده الضابط سالت كل واحد فيهم إنت ماما حشت ليك سندوتش شنو كلهم قالو (بيض) عرفت طوالى (الحكايه فيها إن) عشان أنا أمبارح قريت فى الجرايد عن (بيض عم رمضان) الإختفى ده وقلت إحتمال يكون فى علاقه بين الإتنين ... ودى أقوالى العاوزة أقولا !!
بلاغ (3)
عادل جلال أخمد
55 سنة
صاحب كافتيريا النورس
المهندسين أم درمان
يا سعادتك أنا من كم يوم جانى زول قال ليا عندى (بيض فريش) وحاجه تمام قلت ليهو بتدينا (الطبق) بى كم قام قال ليا بديكم ليهو بى(عشرة ألف) والطبق قاعدين نحنا نشتريهو بى (إتناشر الف) وكمان (بيض تعبان) ما ذى البيض الورانى ليهو الزول ده أها قمت قلت ليهو نزل ليا (خمسين طبق) قام نزلهم ليا من البوكس بتاعو وختاهم ليا قدام باب الكافتيريا بعد ما سلمتو القروش ... أها بس دخلت أكلم العمال يجو يدخلوهو قمت لقيت أترو مافى !! لكن المجننى إنو المسافة الدخلت أنادى فيها العمال دى بس (ثوانى) وما ممكن تسمح للزول ده أو أى مخلوق إنو يشيل كمية البيض دى
أها هسع لمن قريت فى الجرائد عن موضوع إختفاء (بيض حاج رمضان) قلت أجى أفتح البلاغ ده ... ليس لدى أى أقوال اخرى !!
لم تكن هذه البلاغات التى إستقبلتها الاقسام المختلفه هى الحالات الوحيده النى تم فيها إختفاء للبيض فقد تداول الناس قصصا عن حالات عده لإختفاء (البيض) من داخل الثلاجات فى المنازل وأرفف المطابخ كما سرت شائعات عديده بان هنالك من شاهد البيض وهو (يسير) بل أن أحدهم أجزم بانه رأى بيضه وهى تهتز طربا وهى تستمع لإحدى الأغانى الهابطه قبل ان تختفى بين يديه وهو يحاول إعدادها لطعام الإفطار.... وصارت مساله (البيض) وحكاوى (البيض) هى شغل المدينة الشاغل !! مما حدا بالمغنيه (حنان مس كول) أن تقوم ( بنجر) أغنيه لتوثيق الظاهرة يقول مطلعها :
بيض رمضان
آآى آآى
خاتنو فى الدكان
آآى آآى
طش ليهو زمان
آآى آآى
أكلو الحبان
آآى آآى
وإلا شالو الجان
آآى آآى
فى ظل إحجام (المواطنين) عن شراء البيض خوفا من ظاهرة الإختفاء فقد سارعت شركات بيع منتجات الدواجن بنشر إعلانات مدفوعة القيمة بالصحف اليومية يقول احدها (أوع يغشوك ... بيض رمضان ما عندو أمان) .. كما جاء فى إعلان آخر لأحدى الشركات (بيضنا ضمان عامين .. أحذرو البيض الهجين) !!
فك اللغز :
بينما كان الجميع منشغلون كانت هنالك جهه واحده تعمل فى صمت وتأنى تسعى نحو تمليك المواطنين الحقيقه .. تم التحقيق مع عدد كبير ممن لهم صله بالمتهم (الحاج رمضان) كما تم جمع كثير من المعلومات عنه كما تمت إعاده القبض على (صاحب العربه البوكس) التى كانت تقوم بتحميل البيض والذى سبق أن تم الإفراج عنه فى بداية التحقيقات حيث تعرف عليه المبلغين من اصحاب الكافتيريات والمطاعم والبقالات وأفادو بانه ذات الشخص الذى قام ببيعهم كميات البيض (المختفية) وقد قام (صاحب البوكس) بإماطة الثام عن هذه القضيه حيث إعترف بانه قد قام بتسليم (الحاج رمضان) عدد 100 ألف (بيضه) سليمة ليضاعفها له إلى (مليون وميتين) بيضه عن طريق (التنزيل) !!
كسرة :
تمت محاكمة (الحاج رمضان) تحت طائلة طائلة المواد 22/3 من قانون (غسيل البيض) والمادة «7» من قانون مكافحة الثراء الحرام والمشبوه وقد أطلق سراحة لكفاية (البيض) وعدم كفاية (الأدله) !!