المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اضـــــــــــــاءات في الحس الوطني



صالح ابوشوارب
04-07-2007, 05:49 AM
فى جلسة في منزل الدكتور/ بدرا لدين ابنعوف (مدناوى ) كان المتحدث زميله ( قطب الحزب الاتحادى ) الدكتور / عبدا لله وهو أستاذ جامعي
بعد انقلاب مايو كان ( قطب حزب الامة ) المرحوم الاستاذ / محمد احمد محجوب رئيس الوزاء الاسبق في حالة مرضية تستدعى ذهابه للخارج .. ولكن سلطات مايو في تلك الفترة رفضت السماح له بالسفر للخارج . وبعد فترة سمحت له السفر للعلاج وكانت وجهته الى انجلترا .
واثناء تواجده في انجلترا قامت هيئة الاذاعة البريطانية بعمل لقاء اذاعى . وكانت من ضمن الاسئلة التى طرحت عليه سؤال خبيث عن رئيس مجلس قيادة الثورة الرئيس جعفر نميرىومستواه الدراسي وترتيبه عندما تخرج من المدرسة الثانوية .
هل فعلا كان ضعيفا فى مستواه ومتأخرا في الترتيب على اقرانه ؟
هنا وقف الاستاذ / محمد احمد محجوب طالبا من المذيع ان يوقف هذا اللقاء لافتا نظره بان الشخص الذى يتحدث عنه هو الان رئيسا له ولبلده فلايصح ان يطرح مثل هذه الاسئلة
فذهب حاملا كرامة الوطن ورموزه فوق راسه من غير ان يكمل هذا اللقاء الذى يحلم به كثيرا من السياسيين الأقزام وهم يتسلقون درجات كرامة الوطن ورموزه حتى يصلون الى قامة الاستاذ محمد احمد محجوب ولكن هيهات
الا رحم الله الاستاذ محمد احمد محجوب وادخله فسيح جناته وهو يعلمنا معانى الوطنية حتى يومنا هذا فهل تعلمنا من هذه المواقف !!

ابو منار

معتز الريح
04-07-2007, 05:57 AM
الأستاذ صالح أبوشوارب ..
اتمنى من كل أحد عرف الرئيس السابق جعفر نميري
أن يتكرم علينا بفتح بوست يحكي لنا حكايات المشير
في ربوع مدني وما سمعناه عن فترة شبابه بمدني

أشك في ماقيل عن ضعف مستواه الأكاديمي ..
والدليل دراسته في مدرسة حنتوب الثانوية
أشهر وأميز مدرسة ثانوية داخلية في السودان
ومستوى كل من تخرج منها معروف ..

نأمل منك أو من العم عمر سعيد النور
فتح بوست يحكي لنا عن الرئيس السابق وأيامه في مدني ..

لك جزيل الشكر لتذكرنا بقامات سامقة في بلادي

صلاح ودالطاهر
04-07-2007, 06:35 AM
[quote=معتز الريح;199926]الأستاذ صالح أبوشوارب ..
اتمنى من كل أحد عرف الرئيس السابق جعفر نميري
أن يتكرم علينا بفتح بوست يحكي لنا حكايات المشير
في ربوع مدني وما سمعناه عن فترة شبابه بمدني

أشك في ماقيل عن ضعف مستواه الأكاديمي ..
والدليل دراسته في مدرسة حنتوب الثانوية
أشهر وأميز مدرسة ثانوية داخلية في السودان
ومستوى كل من تخرج منها معروف ..

نأمل منك أو من العم عمر سعيد النور
فتح بوست يحكي لنا عن الرئيس السابق وأيامه في مدني ..



اولا الشكر لاخ صالح ابوشوارب وثانيا اثني علي كلامك مدرسة حنتوب هي من اقوي المدارس في ذالك الوقت فارجو من الاخ صالح والاستاذ / عمر سعيد اتحافنا بما يوجد داخل المخباه

مختار بازى
04-07-2007, 06:41 AM
التحية لك عمنا واستاذنا الفاضل صالح ابوشوارب وانت تلقننا درسا من احد قامات البلد

عمر سعيد
04-07-2007, 07:49 AM
يقول الشاعر :
ســـتذكر أجيــال تجئ خُطَاكم
ويُكتـبُ تاريــخٌ نقـي يطــولُ

ما سطره يراع الأخ الأستاذ صالح أبو شوارب ، هو غيض من فيض ... فهؤلاء الأفذاذ نماذج فريدة سطروا ملاحم لا تُعد ولا تُحصى .. وسجلوا نجاحات وتفوقاً في ميادين كثيرة ، وكان لهم نجاحاً وحضوراً فاعلاً ... ترفعوا عن الصغائر ، وكان نهجهم مع خصومهم السياسيين دائماً (( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن )) .. لذلك كانوا عمالقة في كل شئ ، وأعجب أخي أبومنار عندما أرى ساسة هذا الزمان ، صدقني البون شاسع ، ويا حسرتاه على عصر العملاقة !! .

ونقول لابننــا معتز الريح سنهوري ، وللأخ ود الطاهر إن مد الله في الآجال ، سأحاول التعرض لبعض من سيرة ( أبوعاج ) ، وعلاقته بود مدني .

شبارقة
04-07-2007, 09:12 AM
هذه هي الوطنية الحقّة ...
وهذا هو السوداني الذي نفتخر بأن نحمل الجنسية التي ينتمي لها ...

كم هي عظيمة هذه الرسالة!!

لك كل الود والتقدير معلمنا العزيز أبو شوارب

صالح ابوشوارب
05-07-2007, 08:09 AM
لك جزيل الشكر لتذكرنا بقامات سامقة في بلادي

شكرا للاخ معتز للمداخلة وانشاء الله ربنا يقدرنا نبحث في موضوع ابعاج

صالح ابوشوارب
05-07-2007, 08:11 AM
اولا الشكر للاخ صالح ابوشوارب وثانيا اثني علي كلامك مدرسة حنتوب هي من اقوي المدارس في ذلك الوقت

شكرا للاستاذ صلاح الطاهر للمداخلة وفعلا مدرسة حنتوب من اقوى المدارس الثانوية والتاريخ يشهد لها بذلك

صالح ابوشوارب
05-07-2007, 08:15 AM
التحية لك عمنا واستاذنا الفاضل صالح ابوشوارب وانت تلقننا درسا من احد قامات البلد

الاخ مختار شكرا لهذه المداخلة ودخولك لهذا الموضوع دليل حسك الوطنى ربنا يحفظك

صالح ابوشوارب
05-07-2007, 08:23 AM
فهؤلاء الأفذاذ نماذج فريدة سطروا ملاحم لا تُعد ولا تُحصى .. وسجلوا نجاحات وتفوقاً في ميادين كثيرة ، وكان لهم نجاحاً وحضوراً فاعلاً ... ترفعوا عن الصغائر


اخى الاستاذ / عمر سعيد
(تحياتى لك وما شاء الله اليومين ديل نحن فرحانين بي وجودك معنا )
استاذى عمر انت تعلم بان شباب المنتدى في حوجة لجرعات من الدروس والتجارب وخاصة مثل سيرة الاستاذ / محمد احمد محجوب . وفي هذا المقام لاانسي ان اشكر الدكتور / عبدالله من ( الحزب الاتحادى) الذى ذكر هذه القصة عن الاستاذ / محمد احمد محجوب وهو من ( حزب الامة )
وهذه الرواية التى يرويها لنا عضو اتحادى عن عضو حزب امه فهى بحد ذاتها درس آخر للشباب

صالح ابوشوارب
05-07-2007, 08:25 AM
هذه هي الوطنية الحقّة ...
وهذا هو السوداني الذي نفتخر بأن نحمل الجنسية التي ينتمي لها ...
كم هي عظيمة هذه الرسالة!!


شكرا للمستشار شبارقة
واتمنى ان تصل هذه الرسالة للاعضاء في زمن تم فيه اختطاف المنتدى

admin
06-07-2007, 10:45 PM
http://www.sudan.gov.sd/imagx/100.gif
محمد أحمد محجوب ولد عام 1908م بمدينة الدويم بولاية النيل الأبيض وتخرج في كلية الهندسة بكلية غردون التذكارية عام 1929م ،كما نال الاجازة في الحقوق عام 1938م، عمل في مجال القضاء حتى استقال عام 1946م ، ليعمل بالمحاماة عام 1947م ثم انتخب عضواً بالجمعية التشريعية واستقال منها عام 1948م .تولى منصب وزارة الخارجية عام 1957م وفي حكومة أكتوبر تولى منصب وزارة الخارجية في عام 1964 م،وفي فترة الديمقراطية الثانية تولى منصب رئيس الوزراء عام 1967م ،وتولى المنصب مرة أخرى عام 1968م إلى جانب مهام وزير الخارجية . من مؤلفاته مقالات في صحيفة النهضة وفي مجلة الفجر وكتاب (الحكومة المحلية) كما اشترك مع عبد الحليم محمد في كتاب (موت دنيا) ، له كتاب (الديمقراطية في الميزان) باللغة الإنجليزية Democracy on Trial وله أشعار كثيرة وديوان (الفردوس المفقود) . توفي عام 1976م .

admin
06-07-2007, 10:48 PM
اما اعماله التي صدرت:
أ) الاعمال الفكرية:
1/ الحركة الفكرية في السودان الى اين تتجه؟.... الخرطوم 1941م.
2/ الحكومة المحلية في السودان.. القاهرة 1945م.
3/ موت دنيا (بالاشتراك مع عبدالحليم محمد)... القاهرة 1946م.
4/ نحو الغد.... الخرطوم 1970م.
5/ وظهرت له باللغة الانجليزية: Democracy On Trial
(الديمقراطية تحت المحاكمة) لندن 1974م.
ب) دواوين شعر:
1/ قصة قلب .... بيروت 1961م.
2/ (قلب وتجارب)... بيروت 1964م.
3/ (الفردوس المفقود)... بيروت 1969م.
4/ مسبحتي ودني.... القاهرة 1972م.
ج) هذا عدا المقالات والخطب المتعددة داخل البرلمانات السودانية المتعاقبة أو في اروقة الامم المتحدة ومنظمة الدول الافريقية..
من اشعارة

قصيدة الحب
شعر/ محمد أحمد محجوب
هَلْ تذكرين اللَّيْلَ في «حُلُم»
والغُصْنُ مَيَّاداً أُطَوِّقُهُ
وَيَبُوحُ عِطْرُكِ بِالْمُنَى سَحَراً
أمْ تَذْكُرِينَ اللَّيْلَ نَزْحَمُهُ
والنَّاسُ يطْويهمْ وَيَنْشُرُهُمْ
تَتَمَازجُ الأَرْوَاحُ واِجف
ونُجُومُهُ السَّكْرَى مُعَلَّقَةٌ
لَيْلٌ أَوَاخِرُهُ كَأَوَّلِهِ
والسَّامِرُون يَكَادُ يُفْزِعُهُمْ
إنِّى لأَذْكُرُ كُلَّ خَافِيَةٍ
ذِكْرًى أُقَدِْسُها وأَلْثُمُها
وحَسَدْتُ أَمْسى حين ودعني
ورضيتُ بالذكرى اجدِّدُها
واليوْمَ عُدْت فعاد ريقُهًا
فكأَنَّ أَمْسى حاضرى وغَدِى
بُوركْتَ يَا أَمْسى تُوَاكبُني
وَالْقَلْبُ يخْفقُ خفْقَةَ الأَلَم
أَخْشى عليه تكسُّرَ النَّعمِ
ويبُوحُ شِعْرِى بالهوى العَرِمِ
بحديثنا همْساً فماً لِفَم
ليلٌ حبِيسٌ سابغُ النِّعَمِ
وَوِصَالُهُ الْمَمْدُودُ كَاللَّممِ
وَالْفَجْرُ يرْمُقُها من الْقِمَمِ
طِفْلٌ غرِيرٌ غَيْرُ مُنْفَطِمِ
ضوْءُ الصَّبَاحِ مَخَافَة النَّدَمِ
طافتْ بقلْبِى ـ قَلْبِكِ الشَّبِم
وعبيرُها يزْكُو مَعَ الْقِدمِ
ورَثَيْتُ يوْمِى كاذِبَ الحُلُمِ
أَبْقَى عَلَى الأَيَّام مِنْ كلمي
ورُوى الشَّبَابِ تَلُوحُ مِنْ أَمَمِ
وَمَواكِبُ الأَيَّامِ كَالْعَدمِ
وَغَدِى تأَلَّقَ مُتْرَعَ الدِّيَمِ




إلى الشاعر الباكي لمحمد احمد المحجوب
إلى الشاعر توفيق أحمد تعليقاً على قصيدته «الشاعر الباكي»
يا شاعراً يَبكي ومجدُك آتِ
إني ليُسكرني قصيدُكَ مُرْسَلاً
وَيُعيدُ في نفسي مَريرَ شكاتها
أرْسَلْتَ دمعاً من فؤادك فائضاً
ورسمتَ آلاماً تَنُوءُ بِثقْلها
وذكرت إخواناً تفرَّقَ شَمْلُهُمْ
والنَّاسُ إنْ عصفتْ بِجمْعِهم النَّوى
يا ليت اياماً تُشيدُ بذِكْرها
وإذا تعسَّرَ في الحياة وُجُودُها
ولها بشعرك في النُّفُوس تجدُّدٌ
لا تحسبِ العَلْياءَ سَهْلاً نيْلُها
وإذا تَحَطَّمتِ الدُّمى من شاعِرٍ
ويفيضُ فيها مِنْ جمالٍ ساحرٍ
فاعدْ لمتحفِكَ الجميل جمالهُ
توفيقُ لا تيأسْ فإنَّكَ شاعرٌ
ويرى ضياءَ في الظلام يُنيرُهُ
والشعرون شقاؤُّهم وسُعُودُهُمْ
يتأثرونُ بما يراهُ خياُلُهم
وبكاؤهم طربٌ لقومٍ اصبحوا
ويرون اعراساً بِمَأُتم شاعرٍ
واتى بكلِّ خريدةٍ في شِعره
فإذا تحطَّمَ مِنْ بنائِكَ شامخٌ
وتقشَّعَت آمَالُ نفسك في العُلا
في كُلِّ بيت لوْ أَرَدْت وسيلةٌ
فدع البكاء وفي قصيدك وحدهُ
أسْقَيْتني كأساً مِنَ العَبَرَات
سَهّلاَ جَمِيلاً كالحياة مُواتٍ
نَغَمٌ تُؤلِّفُهُ مِنَ الزَّفرَاتٍ
فجرت دُمُوعُ الصَّحْب مُنْهمِرات
وَرَثَيْتَ آمَال الفوْاد العَاتِي
وَجَميل عهدٍ طيِّبِ النَْفحات
ذكروا اللقاء على رُبى الجنَّات
عادت وعدتُم بعْد طُول شَتَاتٍ
فَكفى خُلُودُ الذِّكْرِ في الخطرات
كَتَجَدُّدِ الأَمواج مُنْدَفِعَاتٍ
أَوْ أَنَّهَا تأُتِي مَعَ الرَّغَباتٍ
سيُعيدها المثالُ المثّالُ مُكْتَمِلاتٍ
ما يبعثُ الآمال بعد ممات
وأَعِدْ بربِّكَ صادق العزمات
يَحْيَا على الآلام والعثرات
إن كان ضوءُ الفجر ليس بآت
بيد الخيال وخاطف اللمحات
وخياُلُهم اضفى مِنَ المِرآة
يترنَّحونَ على صدى الانات
جَاشَتْ عواطفُهُ مِنَ النَّكبات
لِتقوم نادبة مع الخفرات
وقض عليك الدهرُ بالحسراتِ
فكفى قريضُك محكمُ الآيات
لخُلُود ذكرك في الزَّمان الآتي
افرغْ جُهُودك صادق النيَّاتِ

صالح ابوشوارب
08-07-2007, 08:16 AM
الأخ الغالي
الادمن
لقد أثريت هذا الموضوع وذودته بخلفية جميلة وموسيقي تصورية شكراً لك على مجهودك الطيب

عمر سعيد
08-07-2007, 10:49 PM
[QUOTE=admin;200803]http://www.sudan.gov.sd/imagx/100.gif
محمد أحمد محجوب ولد عام 1908م بمدينة الدويم بولاية النيل الأبيض وتخرج في كلية الهندسة بكلية غردون التذكارية عام 1929م ،كما نال الاجازة في الحقوق عام 1938م، عمل في مجال القضاء حتى استقال عام 1946م ، ليعمل بالمحاماة عام 1947م

حياك الله أيها الادمن ... وفعلاً وكما تفضل أستاذنا ( أبومنار ) ، فقد أضفيتم على الموضوع موسيقى تصويرية ، وقدمتم له خلفية جميلة ... فجزاءك الله عنا خيراً .

والواقع أن (( المحجوب )) من الرجال المخلصين الذين افتقدناهم بالموت عرف عنه قوة شخصيته وجديته في العمل ... ووهبه الله قلباً كبيراً ، وعقلاً حكيماً ... إلى جانب كونه إنساناً مُبدعاً ، كما كان يتمتع بسرعة البديهة ، وكان أيضاً شاعراً فطحلاً ... أشعاره سوف تبقى خالدة في قلوب محبيه ( أستعرض نماذج منها الادمن في مداخلته ) ... ويتمتع كذلك ـ رحمه الله ـ باللباقة في الحديث ، وكان خطيباً مُفوهاً ، لا يستطيع أن يجاريه أحد ، فحديثه مُفحم ، وردوده جاهزة وسريعة ، وكانت له صولات وجولات في البرلمان ، وإبان توليه لحقيبة الخارجية السودانية ، وعندما تولى رئاسة الوزارة ، وكان وجهاً مُشرقاً ... وشرف السودان بكل فخر في جميع المحافل .

وللأسف أمثال هؤلاء ، لا يجدون الاهتمام الذي يستحقوه ، ونحن لانملك سوى أن نزجي الشكر للأخ أبومنار ، وللادمن ، وواضح تماماً أننا أمام ( ثنائي ) ، لو تضافرت جهودهما ، فسيخرجان لنــا الدرر ، وهذه سانحة طيبة نناشدهم من خلالها بمواصلة المشوار ، وندعو الله مخلصين أن يجزيهما عنا خير الجزاء ... وهذا ما نريده ( لمنتدياتنا ) أن تكون ( منتديات نطرح من خلالها كل ما ينفع الناس ) بعيداً عن سفاسف الأمور ، وساقط القول .

والشكر موصول لكل من شارك بالحوار ( معتز الريح سنهوري ... ود الطاهر ... مختار بازى ... شبارقة ) .


واللهم أغفر للمحجوب ، واجزه عنا خير الجزاء ، اللهم أرفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يأرب العالمين .

ابوالنور
09-07-2007, 01:52 AM
الكبير كبير وهذه الكلمه لا تقال الا في وكتيها
دمتم بي كل الاحترام والتقدير صلاح ادمن
وربنا يديكم العافيه وتكترو لينا من التحف دي

admin
09-07-2007, 11:14 PM
مادام كبرتو لي راسي كدا .. بزيدكم من الشعر بيت


اذا الادب الرفيع وإذا الفن الجميل وسيلة إلي ايقاظ الشعور وخلق الوعي القومي - بعد ان كنا نتخذ هذا وذاك غاية لذاته لا وسيلة - بدأت صفحة جديدة مختلفة عن سابقتها وان كانت موصولة بها ولكن مثلنا العليا لم تتغير ومقاييسنا لنقد الرجال والافكار لم تتبدل.
بهذا الحديث ابتدأ الاستاذ محمد احمد محجوب كتابهما موت دنيا هو والاستاذ عبد الحليم محمد ، ويحتوي الكتاب علي عصارة تجربتهما في الحياة الجميلة قبل ولوجهما إلي حياة الواقع الوطني والسياسي وحياة الصراع وقد سكبا فيه كل ما يملكان من فكر وفن وسياسة وأدب ولعمري ان هذا الكتاب مفخرة لذلك الجيل ويعد مكسبا حقيقيا لجيل اليوم والاجيال القادمة ويقع الكتاب في (140) صفحة من الحجم المتوسط .
- تأليف - محمد احمد محجوب -عبد الحليم محمد- تاريخ النشـر - دار البلد الخـرطوم 1999م - الطبعة الثالثة .
واقتبس بعض ما جاء في الكتاب

قد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا
فكيف بنا وساعاتنا كثر ، ومواضع ذكرياتنا لا تحصى عدا . وهاهي ليلة الخسوف تدفعنا إلى الإشراق ، وأحاديث الكعاب تعود بنا إلى همسات الكتاب وما انبث بين السطور من أسرار . ووحيد ابن الرومي تعود بنا إلى " وحيد " التي عرفناها يافعة فقلنا الهلال يتلوه القمر ، وعرفناه فتاة مكتملة الأنوثة ، مشرقة الحسن ، في عينيها حور ، وفي خدودها ما لست أعرف كنهه :
وخدود لست أدري ما الذي فيهن جالا
عشقتاها وغنيناها الشعر ، شعر الحب والغزل ، فكأنه ثمة وتر جديد أضيف إلى تلك القيثارة الثائرة ، فعادت صداحة بنغم الحب الذي يخاطب القلوب قبل العقول والآذان . ولكن هل تدوم الأيام على حال ؟ فها هو الباز يتخطف تلك القمرية التي لها تغريد ، وها نحن لا ندري هل نسينا حبها أم لا يزال في القلب طارفه التليد:
حبي الماضي وقد كفنته بثياب من نسيج الزمن
أصحيح أنني ودعت وطرحت الميت رهن الكفن
ذلك السر عميق ودفين
ولكن في القلب هاتفا يذكره ذلك الحب كلما نسيه او تناساه ، فما رأينا حسنا إلا وقلنا فيه قبس من " وحيد " ففي ليلة ذلك العرس الذي تزينت فيه الحسان وخرجن في أبهى الصور ، إلا واحدة لم تحفل بالزينة ، ولم تهتم لشيء ، تركت أمرها على سجيته لأنها كانت تشعر بأنها لا تحتاج إلا المساحيق والزينة ، وأنت تهمس في أذني ألا تراها ؟ وأنا واجم لا أجيب ، وإذا بك تقول وكم في العرس أبهى من عروس ، وأنا صامت ممعن في الصمت ، أتدري لماذا ؟ ذلك لأني كنت أرى فيها شبها من وحيد ، وأرى أن وحيدا قد بعثت من جديد ، وان قلبي يهفو لها ، وأن شيطان شعري يتحرك ، ولكن هل ينطق بغير ذكر اسم وحيد:
ووحيد أين مني
لا أرى اليوم وحيدا
أنت أججت فؤادي
فبدا كونا جديدا
وبه الحب مثوى
فارحميه أن يبيدا
------
إن للمرأة في حياتنا أبلغ الأثر ، فهي التي ألهمتنا الشعر والأدب ، وهي التي شوقتنا إلى الفن فعقدنا له المجالس وتجشمنا في سبيله المخاطر ، ولكن أتذكر أيضا أن المرأة هي التي علمتنا كيف يجب أن يكون التفاني في سبيل البلاد ؟
كان ذلك في عام الفداء ، وقد طالت العطلة الدراسية ، وكنا من أمرنا في حيرة ، وزاد بنا الوجل لأن مصيرنا الدراسي كان في كف عفريت ، وها هو ولي أمرنا يطرق اطراقة طويلة وممضة ومؤلمة . إنه يقدس العلم ولا يريد لنا إلا أن نظفر بالتعليم العالي ليرى فينا كل ما يتمناه . ولهذا كان يفكر في أمر تعليمنا إذا ما سخرت الأقدار ووضعت حدا للتعليم نظرا لما تمخضت عنه ظروف ذلك العام . ونحن بدورنا كانت لنا اطراقة تلو إطراقة ، نفكر في أمرنا وما قد يصيبنا من خطر أو ما قد يقع علينا من تعس وشقاء ، وما كان ليخرجنا من ذلك التفكير الممض إلا القراءة ، فتارة تنشد أنت رائية المتنبئ :
باد هواك صبرت أم لم تصبرا
وبكاك إن لم يجر دمعك أو جرى

وتسترسل في الإنشاد حتى تبلغ منها مكان السجدة فإذا بنا مذهولين ساهمين ونحن نردد قوله :
قطف الرجال القول وقت نباته
وقطفت أنت القول لما نورا
فهو المشيع بالمسامع إن مضى
وهو المضاعف حسنه إن كررا
وإذا سكت فإن أبلغ خاطب
قلم لك أتخذ الأنامل منبرا

وتارة أنشد نونية شوقي الخالدة ، وما نكاد نصل منها إلا ذلك البيت الذي لن ننساه لان له علاقة بذلك الحدث المشئوم ، والضرب المبرح من قريبنا الذي كان لا يعرف الشفقة ، وها هو ذا تحيله الشيخوخة عاطفة وبرا ورحمة ، حتى إذا وصلنا منها إلى ذلك البيت أنشدناه مجتمعين :
ولو كنا نجر هناك سيفا وجدنا عندهم عطفا ولينا

ولكن الشعر لا يطول بنا كثيرا ، ولا نصبر على صحبته ، وسرعان ما نلجأ إلى مجموعة خطب الزعيم الشاب مصطفى كامل باشا ، نقرؤها في نبرات خطابية ، ونستظهرها على ظهر قلب ، ونحسب أن مكانة من الجموع الحاشدة ، تستمع إلينا في إعجاب وتقاطع جملنا بالتصفيق والهتاف . ولكنها أحلام الطفولة سرعان ما صرفتنا عنها أحداث الحياة . فها هي المدافع تدوي وها هي الدماء تسيل ، وها نحن نجري في الطرقات نشهد الهرج والمرج ، وماهي إلا لحظة قصيرة ، حتى بدت امرأة سودانية تحمل إناء كبيرا مكتملا بالثريد ، وما مرت بواحد من أولئك الجند المنتشرين في الطرقات إلا وحطت عنها حملها ودعته لأكلة شهية بعد جوع مريع ، وأخذت عنه السلاح ووقفت مكانه تحرسه .
يا للعجب وما للنساء ولحمل السلاح ؟ إن نسائنا إذا جد الجد سيشدون أزر الرجال ، وسيولي العدو هلعا وسينشد متفتت الأكباد :
ونساؤهم لو تشهدون نساءهم
في الحرب حاملة على الشجعان
كلما أعذب ما يكون وأنه
لا شد ما يسطو على النيران

وها نحن نتبعها عن قرب ، ونشهد جهادها في صمت وجلد ، ونقرر في أنفسنا أن هذا الشعب لن يضام .
وامرأة أخرى جلت عن أن تسمى .
فرقت الحوادث بينها وبين بعلها ، وهو أنبل الرجال وأثبتهم على مضض الجهاد ، فاحتملت كل ذلك في صبر وثبات ، حانية على طفلتيها الحبيبتين ، تربيهما وتعلمهما وتغرس فيهما أنبل المقاصد والعقائد ، وها هي تقص عليهما قصة أبيهما ، وكيف خرج عن الحمى وتعرض للصعاب والتشريد آونة ، ونعم بالحياة والنجاح أخرى ، وتخفف عنهما حرمانهما حنو الأبوة ورعايتها وهي في كل ذلك تتألم صابرة وترتقب عودة الرائد .
وها هو ذا قد عاد إلى الحمى .
وها هو ذا يقود القافلة ويحسن الحداء . وها نحن ننضوي تحت لوائه ، ونسعد بالعمل معه ومشاركته التفكير في شؤون البلاد ، وإذا بتلك المرأة النبيلة تحثنا حديث ذلك العام ، وموقفها من ذلك الرجل المنتفخ الأوداج ، الذي لم يبق مكانا في الدار إلا نبشه ، ولم يبق إلا خدرها يريد أن يصل إليه ، وهنا أعطته الدرس الأول والصفعة القوية .
(( وفي سبيل من قد سيق هذا وشُرِّد ؟ ألا تخجل يا هذا من نفسك .. )) . لقد كان الدرس قاسيا ، وقد وعاه ذلك المنتفخ الأوداج في حينه ، وخرج من الدار مطأطأ الرأس وفي عينيه دمعة تترقرق . ولكنه لم يع الدرس كاملا ، فقد عاد بعد حين إلا ما كان عليه من ذل وانكسار وسو مقصد .
إنها امرأة نبيلة تصنع أكثر مما يصنعه الرجال ، وتتعرض لكل المصائب وهي آمنة مطمئنة ، وتخرج من كل المحن وهي منتصرة . وبودي أن أسميها ولكن جلت عن أن تسمى .
في سبيل مثل هذه المرأة يحلو الشقاء ، وفي سبيل مثل هذه المرأة يردد الشعراء الحداء :
قد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا

وتحدث عنه هيكل في مرات عديدة واقتبس لكم من كلامه بعض ما قال مع ملاحظة كيف يتم ربط السياسة بالشعر.. علما بان حديث هيكل هذا كان ابان لقاءه بعبدالرحمن المهدي في عام 1953 بالسودان .. وانظر تهكمه (هيكل)ونظرة مصر وقتها للسودان:

لقائى مع المهدى كان فى دائرته.. بقصر ذى طلاء أبيض كانوا يسمونه البيت الأبيض، وكان معه هناك فالتقيت به.. السيد محمد أحمد محجوب، الذى أصبح فيما بعد رئيس وزراء السودان، وهو محامى شاب فى ذلك الوقت، وشاعر.
محجوب كان من أنصار الإستقلال، وقد قال لى فى مرة سابقة بيت شعر له.. سبق وأن أستشهدت به

ولو أن على حجر ذُبحنا... جرى الدميان بالخبر اليقين.
وفى يوم لقائى مع السيد عبد الرحمن المهدى سألت محجوب: لسه.. ولو أن على حجر ذُبحنا؟!، فأجاب بقصيدة ثانية فى حضور السيد عبد الرحمن المهدى وقد أستوقفه ذلك:

يرجو الخلاص لغاصب من غاصب... لا ينقذ النخاس من نخاس
وهنا أشار السيد عبد الرحمن المهدى بيده للمحجوب حتى يكتفى..
هنا نظرة تقليدية شائعة.. كانت مصر مظلومة فيها؛ هى أن مصر متورطة فى تجارة العبيد.. وليس أقل من تورط إنجلترا، وحقيقة الحال.. أن مصر لم تكن متورطة فى ذلك. لكن المحجوب كان يرى.. أنه لن ننفذ من نخاس فيأتى نخاس آخر!.


عندما توفي عرفات نجم من نجوم لواء 1924 كتب المحجوب عن هذا الحدث الجلل فقال

كتب ( المحجوب ) في صحيفة الفجر عن ( عرفات ) وقد رحل . زلزال ألم بالكائنات ، فرّت الطيور من فوق أفنانها ، و فرحت العيون الزرق . قد رحل اليوم مجداً من أمجاد أمة ، فماذا يا تُرى قد كتب ؟ . هنا بعض ما خطه قلم الأديب ( المحجوب ) في العام 1937 من الميلاد : ـ
( عرفات )
وإنه لحديث حزين هذا الذي تحويه صفحات الفجر هذه المرة ، لأنها تنتظم دموع شعب كريم عرف لأبنائه حقهم فقدره ، وشعر بفقدهم فبكاهم ، ولأنها تفيض بأنات الشباب ، وقد فُجع في حامل لوائه ، وتزدحم بالنظيم والنثير من كل لؤلؤي اكتسب الحمرة من وفاء القلوب المفجوعة وقضى هو ذوب المآقي الحسيرة . وكم كنا نود أن يكون حديث اليوم في( الفجر ) من فيض قلم عرفات السِحري يعالج فيه ما استعصى من شئوننا العامة ، ويحدثنا عن الواجبات ، ويفكرنا بالحقوق ، ولكن هكذا إرادة الله حكمت ولا راد لقضاء الله .
مات عند الفجر :
في فجر ذلك اليوم المشئوم استيقظت من نومي على صوت أقرب الناس إلى وأحناهم على عرفات في أيام علته التي قضى بعدها ، وما كدت أزيح الغطاء عن وجهي إلا وانفرجت شفتاه عن لفظتين لا يزال صداهما يتردد في أذني وقلبي " مات عرفات " . وهنا استولى عليّ الذعر ، وعقد لسان صاحبي وهو الذرب ، وجاش صدره بالحزن وفاضت عيناه بالدموع وأجهشت في البكاء ، وعهدي به لا يحزن على ميت و لا يبكي على فائت لأن مهنته جعلته يرى الأموات في كل يوم يغادرون هذه الدار إلى دار أخرى ، ولكنه فقد الصديق العزيز والرجل النافع يلينّ القلوب القاسية ويبعث الشجون الكامنة ويفجر الدموع من الجفون الجافة . أجل " مات عرفات " وهاأنذا أعدو في الطريق حاسر الرأس شارد اللب أسكب الدمع فلا يبرد علة ، وأرسل الصوت بالأنات الكامنة فلا يفرّج كربة ، وهاأنذا أدخل داره فإذا كل من فيها حزين ثاكل ، وإذا بطفلتيه الحبيبتين قد جللهما السواد ، وإذا بزوجه الوفية قد ذوت كالغصن الذابل ، وإذا بي أسترجع الذكريات سراعاً ، وإذا بي أرى آماله الكبيرة تنهار ، وإذا بي أرى مجلسه العامر ينطوي ، وإذا بي أرى الصحب يتلفتون ليروا هل من فتى يعقد له اللواء فترتد الأبصار حاسرة لأن الفتى قد قضى نحبه ، ولأن رب اللواء قد سقط في حومة الجهاد ، ولم يبق سوى الجند . فأبكي ويبكي من حولي ولكن ماذا يجدي البكاء .
النعي :
وما كادت أشعة الفجر الفضية تنمحي من أثر الفاجعة الأليمة وترتفع الشمس إلى كبد السماء ولكن بها كلف من أثر الحلكة التي كست الوجوه ، وأعشت العيون إلا وأقبلنا على بعضنا نتفاكر ونقول ،ولكن لعرفات علينا حقاً أكثر من هذا البكاء . لا بد من القيام به ، ولأمة ( عرفات ) علينا بعض الحق لا بدّ من وفائه . وأول ما فكرنا فيه أن ننعيه لأمته ، وهنا عقدت الألسنة التي تحسن الإملاء وجفّت الأقلام التي ما عودت الجفاف ، فهذا يدفع القرطاس إلى ذاك ، وهذا يحاول أن يملي فلا يفلح ، فأيقّنا أن الفجيعة لم تقف عند حد ، وإن هذا الموت لم يكفه القضاء على واسطة عقدنا وريحان مجلسنا ، بل ضاعف الفقد بأن عقد ألسنتنا وشلّ أقلامنا ، فعجزنا حتى عن نعي ( عرفات ) , وأخيراً بأيد مضطربة وشفاه راجفة ، وأكباد واجفة دفعنا إلى المطبعة النعي الذي وُزع على سكان العاصمة المثلثة في حينه ، والذي نشرناه فوق هذا الحديث ، فكان نعياً حزيناً مضطرباً يدل على أن الحزن عقال الألسنة الذربة ، وقيد الأقلام التي لا يكبحها قيد .
لفّ نعشه لون أخضر ، عليه كلمات عاش ومات ( عرفات ) من أجلها :
{ الحرية والنهضة والفجر }
تسابق الشيوخ والشباب يتخطفون النعش . أمة تبكي حملته إلى مدفنه ، و أكاليل الزهر على قبره تبدو يانعة . الخطباء يتباكون في مرقده ، وكنت أقول لنفسي :
{ستُنسى كلمات التأبين ، وينتصر الموت على الحياة ، مهما خفّفت وطأته الحقيقة . }
ولد هو في فجر يوم من أيام عرفات ، قُبيل الفتح الأخير ، وطبول الحرب تدق وجلجلة السلاح ودوي المدافع تصُم الآذان ، وقد أحست روحه وهو في المهد دماء الشهداء تسيل على ثرى الوطن ، وأرواحهم تفيض إلى بارئها راضية مطمئنة ، لأنها قضت واجبها نحو الله والوطن ، وأن من يولد في مثل تلك الظروف لحري أن يقف حياته لخدمة بلاده وأن يجاهد أصدق الجهاد ، ولهذا كانت روح عرفات روح تضحية وجهاد لأنها أحست معنى الوطنية في المهد وتشبعت به .
لم يزل أبناء جيله يذكرون الذكاء والنبوغ ودماثة الخُلق . يبدو لك ذاهلاً متشاغلاً عن دروس التعلم ، تحسبه لا مبالياً ، ولكنه يمّل سماع المكرر من الحديث . لا شيء يوقف طموحه في التطلع إلى العوالم التي تتراءى أمام عينيه ، فيهرب من دروس المنهاج إلى عوالم أرحب . ذلك شأن الرجل الحالم . ( عرفات ) يحلم بتأثيل مجد طارف ، ركض خلفه حتى مماته . انقضت أيام الدراسة وكان في الطليعة المتعلمة في تلك الأيام ، والتحق بمصلحة البريد والبرق موظفاً . بدأ بجِد يعمل ليجد مكاناً لأبناء جلدته بين موظفي الجاليات الأخرى وهم كُثر في تلك المصلحة . إنه رب عائلة تكبر عن مرتب الوظيفة ، فعمل في بيوت التجارة ، وعند الليل يعود إلى داره يقرأ ويكتب ، أو يعرج على بعض أصحابه يجاذبهم أطراف الحديث أو يتقارضون الشِعر ويروون من أخبار العرب والعربية كل طريف وظريف . فهو ريحانة مجالس الأنس والأسمار . المستقبل في العمل يبسم ، والأسرة الصغيرة ، زوجة وطفلتين تبشران بهناء .
الآن قرعت أجراس النداء ولبى ( عرفات ) الطلب . وفي عام 1924 م ، رأى هو وصحبه أن حمل اللواء أوجب ، وأصبحوا رأس فكر يؤجج للنضال غير عابئين بالسجن أو التشريد أو الموت . لم يزل يذكر الذاكرين ذلك النداء الذي نشره ( عرفات ) باللغة الإنجليزية على صفحات ( التايمز ) ونشرت الأهرام ترجمته ، وذلك في وقت كان كُتاب الإنجليزية فيه لا وجود لهم في بلادنا ، ولكن ( عرفات ) كان سباقاً في كل حلبة .
في مصر : ـ
شّد هو الرحال إلى مصر ،ليقرب من معقل النهضة المصرية . فشد الرحال ، وضحى بالوطن الأصغر في سبيل الوطن الأكبر ، بعائلته في سبيل أمته . غادر البلاد غير حاسب حساب زوجه الوفية ولا طفلتيه الحبيبتين وغير حاسب حساب المرتب المضمون و ركب مركب المجهول . اتصل بالدوائر وامتزج بالأوساط ، ورأى في أبناء مصر على عهده حركة دائبة وفكراً ثاقباً وصبراً على الشدائد وتقديراً للواجب . عندما كانت تعرض الوظائف عليه يرفضها بإباء وهو يقول :
{ ما جئت إلى مصر طالب مال ولا باحثاً عن عمل ، ولكنني جئت أعرض مطالب شعب وأدافع عن قضية أمة }
وبينما هو في كفاحه هناك قتل ( السير لي إستاك ) فزُج مع صحبه من السودانيين في السجن ، وظل سبعة أشهر كان فيها مثال الثبات والصبر والنزاهة ، والثبات أمام القضاء والصبر على مضض السجن ، والنزاهة في الرد على ما يوجه اليه من الأسئلة . خرج من السجن فوجد الحياة على غير ما ترك ، ووجد نظام الحكم غيره بالأمس ، ورأى الوجوه التي كانت باشة بالأمس متجهمة اليوم . ووجد النفوس التي لا تعرف الخور قد قبعت في الدور ، وأيقن آنذاك أن جهاده قد وضع له حد ولو إلى حين . نزل إلى ميدان العمل الحر فلم يأنف من أن يفتح حانوتاً للبقالة يرتزق منه هو وأبناؤه الطلبة الذين ذهبوا إلى مصر في طلب العلم ، ثم من بعد نزح إلى سيناء واتصل بشركة التعدين الإنجليزية ، وظل يعمل بها زهاء العام ، ثم استقال عنها .
في جَدّة : ـ
ذهب ( عرفات ) إلى جدّة ، وعمل بشركة القناعة للسيارات وكان في أوقات فراغه يعطي دروساً في اللغة الإنجليزية واللغة العربية للراغبين . وجمع حوله جماعة من الصحاب السودانيين والمصريين والجدّاويين ، فوجدوا فيه خير عون وخير موئل . بعد أدائه فريضة الحج ، رأى أن يعود للوطن لأنه من الذين يؤمنون بأن المرء لا يستطيع خدمة بلاده خارج الوطن ، وأن الصوت الذي يأتي في ذلك الزمان من خارج الحدود يأتي خافتاً .
عودة الرائد : ـ
تغرب ( عرفات ) عن الوطن مدى خمسة أعوام ونيّف ، وعاد بعدها بتجارب عظيمة . كتب ( عرفات ) من جدة إلى أستاذه ( المستر هللسون ) وكان إذ ذاك مساعداً للسكرتير الإداري في الشئون الأهلية طالباً أن يسهِل له أستاذه سبيل العودة على أن يأخذ على نفسه تعهداً للمحافظة على الأمن العام مدة عامين ، وإذا أخل بالشرط دفع خمسمائة من الجنيهات . ولعل السر الذي لا يعرفه الناس هو الرسالة التي بعث بها للسكرتير الإداري يطلب العودة لبلاده ، فما كان فيها مستجدياً ولا متملقاً ولكنه كان صريحاً حراً . واليك ترجمة هذه الفقرة من تلك الرسالة :
{ ليس بدعاً أن يطلب الرجل العودة إلى بلاده وعلى الأخص عندما يرى أمانيه وآماله تحطمت أمامه . لقد اشتركت فيمن اشترك في حركة سنة 1924 تدفعني إلى ذلك وطنيتي ، وما أن فشلت مهمتي رغبت العودة اليوم إلى بلادي ولا أقطع على نفسي عهداً بأنني إذا دعتني ظروف الخدمة العامة في بلادي سأحجم عن ذلك }
هكذا عاد الرائد إلى وطنه لا ليقبع في داره ويكسب عيش أولاده ، بل ليعمل مع العاملين من أبناء أمته وليلبي النداء من جديد حين تقرع أجراسه .
عرفات في الحِمى : ـ
عاد ( عرفات ) إلى الحِمى وسرعان ما وجد له عملاً عند غير الحاكمين ، فهو متعدد المواهب ، لن يعدم العمل أنى حّل وأنى سار . وجعل يتسلل إلى المجتمعات ويتعرف بالأوساط من جديد ، وكان نادي الخريجين بالخرطوم في طور التأسيس . فقام ( عرفات ) بإخراج وتمثيل عدة روايات لمساعدة النادي ، ولعل الناس ذاكرون له بالخير تمثيله لدور مجنون ليلى وهو يهيم بليلاه ويحن إلى تراب المهد من أرض عامر . ولم تحرم مؤسسة من المؤسسات الوطنية الخيرية من خدمات ( عرفات ) ، فقد مثل رواية أو اثنتين مساعدة للمدرسة الأهلية ، وأقام السوق الخيري الأول لمساعدة ملجأ القرش ، وشرع في السوق الخيري الثاني للمشاريع الوطنية الثلاثة : الأهلية والأحفاد والملجأ ليبرهن للناس أن عمل الخير لا يعرف التحزب ، وأن خير الأعمال ما كان لخير الوطن جميعه وخالصاً لوجه الله ، ولكن المنية عاجلته قبل أن يتم ما بدأ .
( عرفات ) الصحفي : ـ
أبرز ما في ( عرفات ) إيمانه في الصحافة كأداة لخدمة الأمة من الناحيتين الثقافية والاجتماعية ، واعتقاده في أنها خير أداة لتحقيق مطالب البلاد . وعندما عاد من الأراضي الحجازية أحس بالنقص الفاضح في صحافتنا ، وما كاد الصديق أبو الريش يفكر في إصدار مجلة النهضة ، ودعاني للعمل معه وطلب إلي أن أدعو ( عرفات ) ليعمل معنا ، لأن صلته بعرفات لم تكن لتسمح له أن يطلب منه ذلك الطلب ،إلا وتقدمت لصديقي أزف إليه البشرى بظهور صحيفة الشباب ، وأدعوه إلى العمل في الصحافة التي يؤمن بها ، وكان أن نزل على رغبتنا وقال لأبي الريش :
{ سأحاول التعاون معك بقدر ما يسمح لي زمني }
وخامر أبا الريش الشك في معاونة ( عرفات ) له لأنه لم يعطه عهدا قاطعا . وشد ما كانت دهشة أبي الريش ودهشتي عندما بدأنا العمل ، ورأينا ( عرفات ) أكثرنا مواظبة وتوفراً على خدمة الصحيفة في تحريرها وإدارتها ، وكان أول من جزع لاحتجابها في المرة الأولى وأكثر الناس حزناً يوم ماتت بموت صاحبها عليه رحمة الله وغفرانه .
الفجر : ـ
عز على ( عرفات ) ألا تكون للشباب صحيفة بعد احتجاب النهضة ، فعمل جهده إلى إصدار الفجر ، يرسل أشعته الفضية على سواد هذا الليل الحالك ، ويبذل فيه كل ما ملكت يده وسكب فيه عصارة فكره وذوب قلبه ، فكانت صحيفة الشباب في أدبها وثقافتها واجتماعياتها ووطنياتها ،كانت ملتقى القديم الصالح بالجديد النافع . وهنالك بدت مرونة ( عرفات ) وحنكته السياسية ، فكان يهدئ من ثورة الشبان إذا رأى اللهب يكاد يجتذبهم ويذكيها عندما يرى الجمر كاد يخبو ويصير رماداً، وكان يعمل ما يريد عمله فإذا بالفجر يصدر وإذا بإدارة الأمن العام تدق جرس التلفون تحذر مرة وتهدد أخرى ، وإذا ( بعرفات) يقابل التحذير والتهديد بصدر رحب وابتسامة صفراء ، ويمضي غير عابئ بالتحذير ولا بالتهديد ولسان حاله يقول :
{ سنعودهم الحرية حتى يألفوها وسنطالبهم بالحقوق حتى يقروها وسنريهم مقدرتنا على القيام بالواجب في غير ما ضوضاء حتى يكبرونا }.
وهكذا مضى وخلف ( الفجر ) تركة اجتماعية لهذا الشعب ، واستمر ( الفجر ) في ليل طويل حتى حسبناه لا حقاً بصاحبه ، وكدنا نقيم مأتماً وحداداً وكدنا نؤبن هذه الأمة لولا أن هب شباب البلد العاملون وخافوا من وصمة الأجيال القادمة ، فعاد الفجر بفضلهم وفضل القراء إلى الظهور ، وعرفات الذي ولد في الفجر ومات في الفجر ستنعم روحه بالخلود في هذا الفجر لتحيى ذكرى ( عرفات ) .
عرفات الصديق :
وهنا أرجو أن يعفيني القراء لأن ذلك شيء يخصني وحدي دون سائر الناس ، وما ذكرته إلا ثارت شجوني وفاضت عيوني بالدموع وإذدحمت بمخيلتي الذكريات وكفاني أن ابكيه بيني و بين نفسي في دمعة حارة أرسلها أو قصيدة أدبجها على قرطاس كلما جاش القلب لذكراه وإن أبى الناس إلا أن يشاركونني هذه الذكرى الحزينة فليترقبوها في أوانها في كل عام ، وأما أنت أيها الميت الخالد الحي الذكر فنم هانئاً في جنات عدن تحف بك الحور الحسان ويطوف عليك الولدان المخلدون وثق أن صحابك على العهد باقون وهم لتراثك الأدبي والاجتماعي حافظون ولمبادئك السامية راعون وهذا فجرك منارة هديهم وأداة جهادهم وعليه بعد الله يعتمدون ، وتساعدهم على ذلك أمتك الكريمة التي هم لعطفها وتقديرها راجون . طبت يا ( عرفات ) دنيا وآخرة وتلك عقبى المحسنين .

حاشية : ـ
* الكاتب : محمد أحمد محجوب ( رئيس وزراء السودان الأسبق )
* المقال :بعض مما خطه الكاتب و نُشر بمجلة الفجر _ المجلد الثالث
العدد الثاني _ 16 مارس 1937 ميلادية .



النازلينَ ضفافَ النيل نغبطُهم والصاعدينَ جبالَ الأرز واحرّبي
(بالرما) يا صاحِ كم من غادة لعبتْ بالرمل, فازدانَ ذاك الثغر باللعبِ
وكم فتاة اذا مادَتْ وإن خطرَتْ ترنح القوم من سُكر ومن طَرَبِ
وإن تفتح وردُ الخد مبتسماً فأي كفٍّ لذاك الوردِ لم تثبٍ?
وذات دلٍّ تريكَ الحبَّ مازحةً وإن تُغازلْ فلم ترحمْ ولم تجب
الله يعلمُ كم في الثغر من مرحٍ وكم بسفحك يا لبنانَ من أربِ!
وكم بقلبي من حبٍ وعاطفة نحو الشآم وذاك الساحل اللَّجِبِ
أما رأيتَ بسنكات وربوتها صفو الحياة وعيش القانع التَّعِبِ
والشاهقات كساها الثلج فانبعثتْ في (أركويت) تناجي السحب عن كثبِ
وهل رأيت فتاة العُرب قد سفرَتْ من غير قصدٍ, فكانت فتنة النُّجبِ!
وهل رأيت من الآرام راتعةً تحت الأراكِ فلم تجفلْ ولم تعبِ
و(كردفان) أما شاهدت نضرتها عند الخريف, وقد غامت مع السُّحُبِ
والباسقات من الأشجار يقصدها طلاب فنٍّ ومن يشكون من نَصَبِ
والحسن يا صاح إما شئت فَاتِنهُ فانظر بربِّك ذاك الساذج العربي
قالوا (بهيبان) جنَّات إذا غشيت كانت لرائدها الجنَّات في حلبِ
وما (دلامي) وقد رَفَّت خمائلها إلا زُحيلة موحي الفن والأدبِ
وشمس (ميري) وقد خفت لمغربها تهفو وتغرب في عين من اللهبِ

عمر سعيد
10-07-2007, 07:33 AM
[QUOTE=عمر سعيد;201726][QUOTE=admin;200803]http://www.sudan.gov.sd/imagx/100.gif
محمد أحمد محجوب ولد عام 1908م بمدينة الدويم بولاية النيل الأبيض وتخرج في كلية الهندسة بكلية غردون التذكارية عام 1929م ،كما نال الاجازة في الحقوق عام 1938م، عمل في مجال القضاء حتى استقال عام 1946م ، ليعمل بالمحاماة عام 1947م



آلم أقل لكم أن هذا الثنائي سيخرج لنا الدرر ؟!!

لله درك أيها الادمن

وننتظر المزيد .

سواااح
25-12-2007, 11:13 PM
يقول الشاعر :
ســـتذكر أجيــال تجئ خُطَاكم
ويُكتـبُ تاريــخٌ نقـي يطــولُ

ما سطره يراع الأخ الأستاذ صالح أبو شوارب ، هو غيض من فيض ... فهؤلاء الأفذاذ نماذج فريدة سطروا ملاحم لا تُعد ولا تُحصى .. وسجلوا نجاحات وتفوقاً في ميادين كثيرة ، وكان لهم نجاحاً وحضوراً فاعلاً ... ترفعوا عن الصغائر ، وكان نهجهم مع خصومهم السياسيين دائماً (( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن )) .. لذلك كانوا عمالقة في كل شئ ، وأعجب أخي أبومنار عندما أرى ساسة هذا الزمان ، صدقني البون شاسع ، ويا حسرتاه على عصر العملاقة !! .

ونقول لابننــا معتز الريح سنهوري ، وللأخ ود الطاهر إن مد الله في الآجال ، سأحاول التعرض لبعض من سيرة ( أبوعاج ) ، وعلاقته بود مدني .


الاستاذ عمر سعيد ..

نحن في انتظار التعرض
لسيرة ابو عجاج
وقبل كل شئ
ما سبب التسمية بهذا الاسم ؟؟

دمـــــــــــــــــــــــت ،،

عثمان جلالة
26-12-2007, 01:55 AM
الرائعون حتى الثمالة ..... أستاذنا صالح / الآدمن / الريس عمر ... وجميع المتداخلين في هذا البوست الممتع لكم وافر التقدير والتحية .... وشكرا عميماً كما المطر المنتظر .... المثل السائد Politics is a dirty game لم يكن يجد حظه مع أمثال المحجوب مثال السياسي الشريف ... فكرا وممارسة ... وشتان ما بين الفكر والتطبيق .. وشتان ما بين اليوم والأمس .. وأسفي على وطني ......... كان في زمنهم يشتعل النشاط بالمناكفة الفكرية .... ويجلسون بعدها في ود لتناول الوجبة أو القهوة ... في المقهى .... ولكل حادث حديث ... التحية للمحجوب ولكل من ترك بصمة طاهرة في جبين هذا الوطن .... ومنتظرين المزيد .........

همسة ... أنا من خريجي حنتوب الثانوية .. ما أوقن به تماما ويعلمه الجميع أن حنتوب كان لا يدخلها إلا متفوق ... وحتى طيشها قد يأتي في مقدمة مدارس أخرى ........ لأنها مدرسة للمتفوقين فقط .. أو هكذا كانت ... رحم الله حنتوب الثانوية


كرررررررررركبه شدددددددددددديدة !!!!!

أين سياسي اليوم .... من مثال كالمحجوب ... لا يرضى السخرية في وطنه وأبناء وطنه حتى في أعدائه ... بل أين الجميع .... من قامة كالمحجوب ........ دنيا لا يملكها من يملكها .......

أدنى ما فينا ... يعلونا يا ياقوت فكن الأدنى تكن الأعلى فينا ..........

أين وأين ؟؟؟؟ هذا الحس الوطني .... (هذا الرقم موقوف من الخدمة مؤقتاً) ونقول .......لا تيأس حاول مرة أخرى .....

مرتضى يوسف العركي
26-12-2007, 05:22 AM
الاستاذ ابو شوارب
الحمد لله وصلت ... وبصورة عميقة
متعكم الله دوما بالصحة والعافية ...

moh_alnour
26-12-2007, 04:09 PM
تحية إجلال وأحترام
لتلك القامات السامقة التي عاشت في وجدان
الشعب السوداني تفرداً وعطاء
رحم الله طيب الذكر
السياسي المحنك والشاعر المجيد والقانوني الضليع والمهندس الموهوب
محمد أحمد المحجوب

وصادق دعواتي القلبية للمشير الرئيس
جعفر محمد نميري ( أبعاج ) بطول العمر ودوام الصحة والعافية
والذي عُرف عنه تفوقه في الرياضيات والتأريخ والرياضة
وقد كان سباحاً وعداءاً ولاعباً ماهراً لكرة القدم بنادي الأتحاد بمدني
وعسكرياً حازماً وجسور
وهو من طلاب مدرسة حنتوب في عصرها الذهبي في الأربعينات
همسة
من الأشياء التي لا أنساها والتي روتها لي جدتي لأبي
أنها عندما كانت ترقد بمستشفى ود مدني بأبي
جاءتها وزارتها بالمستشفى السيدة : زينب بت صالح أرباب
وأحضرت معها غداء وتيرمس شاي
وهي أم الرئيس جعفر نميري وكانت تربطها بجدتي علاقة رحم ومودة

أؤيد فكرة الأخ معتز الريح وأتمنى من أستاذنا عمر سعيد النور
أن يمدنا ببوست عن الرئيس جعفر محمد نميري عبر هذا المنتدى
* هنالك صفحات قليلة عن الرئيس جعفر محمد نميري بكتاب ( كنت قريباً منهم )
للأستاذ : محمود أبو العزائم ( مد الله في أيامه )

محمد يوسف
26-12-2007, 05:27 PM
الاخوة الأعزاء
الشخصيات العامة ليست ملك لنفسها بقدر ما هي ملك للعامة.
وليس كل من إعتلى العرش أو الرئاسة أو الحكم جدير بها ولنا في فرعون وهامان وأشقى ثمود وغيرهم ما كانو جديرين بالمكانة التى نالوها ولكنها إرادة الله ليبلونا أينا أحسن عملاً وقد وضح لنا من أحسن عملاً.
أنا من جيل الثمانينات (وأعني هنا بكلمة جيل ليس سنة الميلاد ولكن الفترة التي وصلت فيها لعمر التكليف) وأتعجب عندما أسمع قصص وحكاوى الجيل السابق الذي عاصر الرخاء والنعمة ولم يحافظ عليها وشكر النعمة بالليالي الحمراء ونحن في السودان من أوائل البلاد التى نالت إستقلالها بالمنطقة ولكننا لازلنا في زيل القائمة ونحن نمتلك من مقومات الثراء والخير الكثير مثل الأرض الخصبة والنيل الجاري بطول البلاد ويتعرض ليمنح عرضها رشفات من شريانه وأرضنا الزاخرة بالذهب بكل ألوانه الأصفر والاسود رغم كل هذا نحن نمضي للوراء وليس للأمام وتتعطل المؤسسات الكبرى التي كانت تعمل وكانت شرايين الوطن مثل السك حديد وينهار مشروع الجزيرة الذي كان عماد الإقتصاد في فترة الإستعمار ومابعد الإستقلال فهل يتحمل هذا الجيل الجديد؟

أم يتحمله جيل الستينات وما نسمعه من حكايات الليالي الحمراء التي أمضو فيها زهرة شابهم؟

لقد استلمنا البلاد من المستعمر والجنسيات المختلفة تدخل السودان بغرض الإغتراب والعمل فيه لتحسين أوضاعهم المعيشية مثل الأقباط والهنود واليمنيين واليوم ينتشر أبناء السودان في جميع بقاع الأرض بما فيها اليمن والهند لتحسين وضعهم المعيشي بعد أن بنت تلك الشعوب بلادها وكنا نحن في الليالي الحمراء.

نحن في جيل الثمانينات كنا مرحلة إنتقالية بين هذا وذالك ولا أتحدث عن جيلي ولكني أرى إشراقات كبيرة في جيل الألفية الثالثة (الالفينات) الواعد وبحمد الله عندما تدخل المساجد في هذا الزمان لاترى غير الشباب الذي نشأء على عبادة ربه ولم يعرف طريق المعاصي وفي حلقات التلاوة لا ترى غير الشباب وفي مجال التقنيات والريادة لاترى غير الشباب وجميع المشروعات الناجحة في ارض الوطن حالياً يقودها الشباب فدعنا لا نلقى بظلنا وما ضينا الثقيل على كاهل شباب اليوم حتى لا تتعثر خطاهم السريعة في طرقات الحياة وشتان بين زماننا وزمانهم ونحن بحاجة كي نتعلم منهم أكثر من حوجتهم للتعلم منا ونحن نتعلم منهم تشغيل وصيانة الحاسوب الذي هو وسيلة إتصالنا وحمل كلماتك لنا وكلماتنا لك ونستعين بهم في برمجة موبايلاتنا التي تربطنا بالأهل والاحباب في كل مكان من الوطن حتى في القرى النائية بعد ان كان الإتصال الهاتفي ينقطع تماما بين الخرطوم وودمدني في فترة الخريف في أواخر الثمانينات من هذا القرن وكان الإتصال الهاتفي لخارج البلاد منعدم كلياً ، نحن الآن نستعين بالله ثم بجيل اليوم لبرمجة وتشغيل الاطباق الفضائية التي تنقل لنا مايدور في العالم لحظياً ونجلس في حلقات التلاوة لنتعلم منهم النطق الصحيح لكلمات كتاب الله الكريم فماذا قدم لنا الماضي حتى نتباكى عليه؟

وحتى لايفهم حديثي بمعنى آخر أنا اعني الجيل بكامل المعنى وليس حكومة أو حزب محدد كما هو فحوى الموضوع لايتحدث عن حزب أو حكومة ولكن عن أجيال ونميري والمحجوب لم يجمعهم حزب واحد ولم تجمعهم حكومة واحدة ولكن جمعهم جيل واحد.

Madanawi
26-12-2007, 11:22 PM
المحجوب هو أحد الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه
عمل بجد واجتهد بتفان لخدمة وطنه والاقليم باكمله
كتب اسمه ونقشه على حجر كريم في جبل التاريخ
الناصع وفي حقبة كانت مليئة بالأفذاذ السياسين والمفكرين.
قدم وطنه على كل طائفي بل وعلى نفسه فكان النتاج
كتابة اسمه بحروف من ذهب تنثر عبق السياسي الفذ
والوطني المخلص والشاعر المرهف ورجل المواقف

أبوبكرحامد
28-12-2007, 10:56 PM
فى جلسة في منزل الدكتور/ بدرا لدين ابنعوف (مدناوى ) كان المتحدث زميله ( قطب الحزب الاتحادى ) الدكتور / عبدا لله وهو أستاذ جامعي
بعد انقلاب مايو كان ( قطب حزب الامة ) المرحوم الاستاذ / محمد احمد محجوب رئيس الوزاء الاسبق في حالة مرضية تستدعى ذهابه للخارج .. ولكن سلطات مايو في تلك الفترة رفضت السماح له بالسفر للخارج . وبعد فترة سمحت له السفر للعلاج وكانت وجهته الى انجلترا .
واثناء تواجده في انجلترا قامت هيئة الاذاعة البريطانية بعمل لقاء اذاعى . وكانت من ضمن الاسئلة التى طرحت عليه سؤال خبيث عن رئيس مجلس قيادة الثورة الرئيس جعفر نميرىومستواه الدراسي وترتيبه عندما تخرج من المدرسة الثانوية .
هل فعلا كان ضعيفا فى مستواه ومتأخرا في الترتيب على اقرانه ؟
هنا وقف الاستاذ / محمد احمد محجوب طالبا من المذيع ان يوقف هذا اللقاء لافتا نظره بان الشخص الذى يتحدث عنه هو الان رئيسا له ولبلده فلايصح ان يطرح مثل هذه الاسئلة
فذهب حاملا كرامة الوطن ورموزه فوق راسه من غير ان يكمل هذا اللقاء الذى يحلم به كثيرا من السياسيين الأقزام وهم يتسلقون درجات كرامة الوطن ورموزه حتى يصلون الى قامة الاستاذ محمد احمد محجوب ولكن هيهات
الا رحم الله الاستاذ محمد احمد محجوب وادخله فسيح جناته وهو يعلمنا معانى الوطنية حتى يومنا هذا فهل تعلمنا من هذه المواقف !!

ابو منار

الحبيب أبو منار
لك الحب والسلام والتحية
إنه سيدى نبل مابعده نبل ، نأمل أن يكون لنا فى سيرة هؤلاء العظماء أسوةً حسنة .

جنيـــــدو
28-12-2007, 11:41 PM
جل ما حُكي لا يتعدى بعض الصفات التي ربما كانت في كثير من البشر فلا تمييز وفي الآخر كلنا يسعى لتطوير نفسه ... عبر كل السوائل والسبل !

اذكروا محاسن موتاكم .. هذا طلبي ولن نختلف فيه ..

---

الشعب السوداني : ترأسه العديد ولكن لا يذكر محاسن ومساوئ الحكم إلا حين يأتي الطوفان ويغرق السفينة بمن فيها وهكذا نحن طبع فينا لا ولم يتغير ...

السياسة : بحر مهتاج لا يتوقف وخاصة أن أمواجه في عمق العنصرية ... بين وبين ... فلا عوم ههنا ...

النميري : من المكلف بجمع وثائق فترة حكم الرؤساء المتتالين !