المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "محاكمات سريعة



رهيب
05-10-2004, 12:06 AM
البشير وجمع الأضداد : "محاكمات سريعة .. وعادلة" !

طلع علينا الرئيس البشير بتصريح يقول فيه بأن محاكمات "المتآمرين" ستكون سريعة .. وعادلة!
هذا فتح جديد في ساحة العدالة .. فمن أول شروط العدالة أن تتاح "للمتهم" كل الفرص التي تسمح له بإثبات براءته .. وهذا يتطلب إتاحة الوقت .. أي إنعدام السرعة التي تعمل لغير صالح المتهم .. على الدوام ..

لم يتحرج الرئيس البشير في القول أيضا بأنه كان بإمكانه قطع رأس حسن الترابي الزعيم المعروف ..
وإذا ما أضفنا الجملة الأخيرة إلى الأولى لوجدنا بأن "عدالة البشير" تتلخص في إصدار الأحكام أولا .. ومن ثم البحث عن "الحيثيات المؤدية إلى الحكم" .. بإختصار إنها "عدالة إكسبريسو" ..

ليس هناك من طريقة لعقد "زواج" بين الأنظمة الديكتاتورية .. والعدالة .. فهذا زواج باطل من الأساس .. وكل المحاولات لعقد مثل هذا "الزواج القسري" .. هو نوع من "الإغتصاب" المقونن .. إنه هتك لأسس العدالة ..
والبشير ليس النموذج الوحيد في هذا الوطن العربي .. فأمثاله كثر .. ولا داعي لإعطاء الأدلة ..
ومن الشواهد على ذلك تلك الأعداد الغفيرة من العلماء من أبناء هذا الوطن .. الذين إختاروا العيش في المهاجر ..
وإنه لمما يدمي القلب أن تكون الكفاءات مهاجرة .. والديكتاتوريات قاعدة ..
في ألمانيا وبريطانيا والمراكز التخصصية الأهم في العالم لجراحة القلب والسرطان فإن بعض الأسماء الأبرز هم من الأطباء العرب ..
أين العلامة أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل والذي كرمه العالم .. ونسته الأنطمة العربية كلها ..
أين هي الطبيبة السعودية التي سجلت كشفا علميا رائدا في حقل الطب ؟ ذكرت مرة واحدة في الإعلام البريطاني .. وإختفت !!
أما الإعلام العربي فلم يأخذ علما بها .. لأن عيونها ليست زرقاء .. وشعرها ليس أشقرا ..
تسألون ما العلاقة بين غياب العدالة .. وهذا الكلام عن العلماء العرب المقيمين في المهاجر ؟
الربط واضح.. فلا طمأنينة حيث لا عدالة .. ولا حرية حيث لا عدالة ..
و حين قال البشير بأنه قادر على قطع رأس الترابي فإنه كان صادقا .. وللأسف الشديد !
ومن دواعي الحيرة والألم أن يصبح جون قارنق (عميل إسرائيل) مرحبا به في الخرطوم ..
في حين يواجه شيخ جليل ومناضل صلب إسمه حسن الترابي إحتمال الحكم عليه بالإعدام ..

لا داعي لسرد قصة الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حين شاهده أحد الأعراب نائما في ظل شجرة .. فلا حراس .. ولا حاشية .. ولا أبهة .. فقال ذلك القول الشهير "عدلت .. فأمنت .. فنمت .."
العدالة هي الأمان للحاكم .. والأمن للمحكومين .. إنها في أساس بناء الدولة التي تحضن أبناءها .. كالأم الرؤوم ..
حين يجاهر الحاكم بغياب العدالة .. ويفاخر بأن بإمكانه قطع رأس أي مواطن (دون محاكمة عادلة) فإنه في واقع الأمر يرسم الطريق المؤدي .. إلى نهايته هو ..
ومن لا يقرأ التاريخ .. لا يتعلم شيئا ..