مشاهدة النسخة كاملة : يا ليل الكلاكلة متى غدهُ؟ أقيام الساعة موعدهُ؟
حسن سادة
01-07-2007, 12:12 AM
يا إلهي !! كم هي طويلة ليالي الكلاكلة
ولا تسمح للصبح أن يليها
فقلت لها متذمراً:
" وليل كموج البحر ارخى سدوله
علي بانواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه
واردف اعجازا وناء بكلكل
ألا ايها الليل الطويل الا انجلي
بصبح وما الاصباح منك بامثل
فيا لك من ليل كان نجومه
بامراس كتان الى صم جندل "
وخاطبتها تارة أخرى بنبرة أخف وطأة:
" طويل يا ليل وفيك الطول مآسينا
ونسكب فيك دموع الشوق
وما نلقى البواسينا
حبيبنا هناك..
بعيد وسعيد وناسينا..
متي ياليــل ظروفنا تروق..
علي الأفراح ترسينا.. "
وناجيت الليل شاكياً وباكياً:
" اشكو ليك من جور زماني ..
كيف رماني ..شوف براك ..شوف الزمن
كيفن بسو..
حتى باقي الزاد كمل
والليل ..طويل طولاً غريب مافيه ضو
والريح تنوح فوق الدروب
وآخوفي من صوت الرياح
وكتين تنوح وتسوي هو"
وصدحت وقد مللت طول ليل الكلاكلة:
"قولن ليهو ليلو طويل .. طويل.. طولا يجنّن
لا قمرا ظهر في سماهو ، لا نجمات يضوّن
وكل ماليهو يتصبّر يقول أيام يعدن
يمنّي لنفسو بي لقياك ولاّ بترد"
فثمة كراهية طويلة قد نمت بيني وبين الكلاكلة بالليل وأرست جذورها
في الأعماق السحيقة ولا أدري يقيناً سر ذلك الود المفقود بيننا
ومن ذا الذي تجرأ وقطع حبائل الود من دواخلي وأغواري السحيقة
لتلك البقعة الجاثمة في أطراف المدائن
هل هم الوشاة الذين أوقعوا بيننا أم تراني ألقى باللائمة
على قوافل حشرات الرتيلاء
التي تتربص في ثنايا جدران المنازل ومجاري الخريف
التي تزين الأزقة العرجاء التي تلتوي كالحية الرقطاء بين بيوت الطين
المتراصة التي تم تشييدها على طراز واحد وما أن يسدل الليل أستاره
حتى يستهلون بشن غاراتهم على عباد الله المعذبون في الأرض
من قاطني الكلاكلات المتحدة السودانية ولعل رهاب الحرامية
وأساطيرهم التي ترتبط دائماً بالليل كانت وراء ذلك،،
ولو أن حوادث السرقات قد أخذت تتفشى مؤخراً
عياناً بياناً في رائعة النهار وحدث ولا حرج....
ولا أود في هذا المجال أن أوجه يد الإتهام جزافاً إلى غياب الكهرباء
المنتظم الذي وطد صداقة وحميمية متعمقة بيننا وبين الظلام الدامس
الذي كم ألفناه وعشقناه ولكنا تعبنا إذ عشقناه .....
كل هذه الدوافع مجتمعة (وأسباب تانية حامياني)،
قد إنتزعت مشاعر الحب والوداد من قلوبنا تجاه الكلاكلة بالليل.
أم أن الصدود كان مرده هوهوات الكلاب الضالة ونباحها التي تدوي
آناء الليل وتصم الآذان وهي تتجول وتتراقص بذيولها وتحوم قبالة
أسوار البيوت التي زينتها شظايا الزجاج المكسور وأبواب الحديد المزركشة
وأكوام القمامة التي عاث الذاب فيها فساداً وأصبحت مترعاً خصباً
لكافة الهوام ؟
ترى ما سر هذا الجفاء الذي بات سداً منيعاً بيني وبينك أيتها الكلاكلة؟
ففي ذات ليلة من تلكم الليالي الكلاكلية البغيضة كنت مستلقياً
فوق العنقريب بمنزلنا في الوحدة قبالة عربة التاكسي المركونة
في وسط الراكوبة والمغطاة بقماش عتيق وكنت أتأمل ملياً
قطة كانت منهكمة في عالمها الخاص والسعادة لا تسعها
وهي تلعب بذيلها وتحشر جسمها الضئيل تحت عربة التاكسي تارة
وتهرول مزهوة إلى المطبخ تارة أخرى وتعود ثانية غير آبهة بمن ألقى
جسمه المتعب فوق حبال العنقريب وتعيد الكرة بلا هوادة وتؤدة ......
وبينما كنا كذلك أنا وقطتي التعيسة تناهي إلى مسامعي
صوت أمي وهي تناديني بصوت عال:" حسن! حسن!
ألا تسمع؟ هل بك صمم؟" فأجبتها وأنا أنهض متثاقلاً:
" نعم أماه،،، ماذا تريدين مني؟" فقالت" قم يا رجل وأذهب
إلى الفوال لكي تجلب لنا العشاء فقد تأخر الوقت"
فأخذت منها البستلة وإنتعلت سفنجتي وخرجت إلى
ناصية الشارع في طريقي إلى الدكان .....
إنتظروني هنا قليلاً ريثما أعود من الدكان،،،،،
حسن سادة
01-07-2007, 12:17 AM
هأنذا أسابق الخطى في طريقي إلى البيت خوفاً من الكلاب الضالة
التي كانت لا تكف عن النباح وكأنها تعتزم أن تسلبني الفول الذي
ظفرت به بعد جهد جهيد وعراك محتدم دار رحاه
بين الصفوف المتراصة التي تكدست أمام الدكان
كي تحظى بنصيبها المكتوب من كوتة الفول التي بدت كوصفة
الطبيب (عند اللزوم) وحينما ولجت الدار وجدت زائراً عزيزاً
كان ينتظر عودتي على أحر من الجمر .... كان زائر الليل هذا
قد قدم لتوه من خشم القربة خصيصاً لزيارتي حينما علم بمقدمي
من الأراضي السعودية بصورة نهائية ..... لم أصدق أعيني حينما
رأيته جالساً فوق السرير بجانب أمي وقد إرتدى جلباباً ناصع البياض
وتعمم عمة مطرزة وإنتعل فاشرياً مصنوعاً من جلد التمساح الطبيعي..
لم تتغير ملامحه كثيراً وإن غازله الكبر قليلاً ومس جزءاً يسيراً
من بشرة وجهه وأول ما شاهدته وضعت بستلة الفول جانباً فوق الطاولة
وإحتضنته في شوق مستعير فقدا تفارقنا منذ أمد بعيد فقد
إبتلعتني الغربة في أعماقها السحيقة ردحاً من الزمن وجرت
مجرى الدم في عروقنا وحرمتني من الأحباب طويلاً
فقلت له مازحاً حينما تبدت أمام ناظري ساعته السيكو الفضية
:" سبحان الله ! ألا زلت مرغماً بماركة السيكو يا سيد هانم"
فقال لي وهو يرمق الساعة متهكماً :" خذها أنت لك
وأرني الساعة التي جلبتها لي من أرض الحجاز"
ودار الحوار وحديث الذكريات بيننا طويلاً ونحن
نتجاذب أطراف الحديث إلى أن أدركتنا الساعات الأولى من الصباح
ولم نكف خلالها عن الكلام المباح وها هو صباح الكلاكلة
قد أشرق علينا وأذن الفجر الذي شق الدياجي وهدوء الليل
قد فارقنا وعلا الضجيج مردداً :" ترمس أيوة يا الترمس "كبكبي كبكبي"
وصوت آخر :" تصليح العناقريب ،، تصليح العناقريب بالحبال"
وصوت بائع العدة القديمة الذي لم يكن ماهراً بترويج بضاعته
وهو ينادي بصوت جش ينفر السامعين
ولي عودة،،، فأبقوا معي
حسن سادة
01-07-2007, 12:19 AM
بينما كنا نحتسي شاي الصباح سوياً، دوت أصوات التلميذات في المدرسة
الإبتدائية المقابلة وهن يرددن أثناء طابور الصباح:
"وين الملايين؟ الشعب العربي وين؟
الغضب العربي وين ؟ الدم العربي وين ؟
الشرف العربي وين ؟ وين الملايين ؟
اللــه معنا أقوى وأكبــــــــر
من بـــني صهيـــــــــــون
يشنق، يقــتـل، يدفن، يقـبر
أرضي ما بتهـــــــــــــــون ووووين ووووين"
فقال لي سيد وهو يغمس البسكويت في كوب الشاي:" تخيل يا حسن! الشعب السوداني ده طيب خلاص" فسألته مستغرباً:" لماذا؟ ما الذي دعاك تقول هذا" فأجاب:" ذي ما الفنان وردي بيقول في أغنيته الشهيرة: " شايل هموم الناس وهمه العنده غالبه يشيلو،،، نحن كمان نسينا همنا وشايلين هموم التانيين" فقلت له مؤيداً:" ليس وردي فحسب من قال ذلك، فإن مندق أيضاً قال في أغنية بابا :
" أُوسن أُونق مُقوسقون آقا ،،، منجَا ويكُوونلق كن آق أونجلو" أي " ها نحن قد نسينا همنا ،،، وأصبحنا نتباكى بهموم الآخرين"
لم يعلق شيئاً فيما ذكرته ولكنه غيّر الموضوع وأخذ يسألني : " هل تذهب معي إلى أبوحمامة لزيارة عمنا عبد الكريم الذي قدم للعلاج؟" فأجبته بالإيجاب فقال:" إذن أسرع وبدل ثيابك وتعال معي فخير البر عاجله" فخرجنا سوياً إلى الشارع وعندما كنا نسير أمام عيادة إمام متجهين إلى شارع العربيات شاهدنا العم على جودة يدنو إلينا شيئاً فشيئاً فقد كان على عجالة من أمره ومرتبكاً بعض الشيء فسألته: " ما بك يا عمي؟ هل تبحث عن شيء؟ فقال لي وهو يفرك عينيه من تحت النظارة:
" هؤلاء الصبية الواراب سيجلبون لي الضغط والسكري؟ فقلت:" من هم هؤلاء يا عمي؟ فقال :" من غيرهم سوى أولاد عبد الرحيم" فقلت له: لقد شاهدتهم على التو وهم يدخلون منزلنا" فقال وقد علت سيماء الإرتياح على وجهه:" الله يطمئن قلبك يا حسن فقد طمنتني وسوف أذهب إليهم حالاً فجدتهم قلقة عليهم" وبعد أن مضى عمي مرتاح البال على أحفاده واصلنا المسير إلى آخر الشارع ولحسن الحظ وجدنا سيارة نقل طارئ مضت بنا مسرعة إلى أبو حمامة.
دخلنا منزل أختنا قبيلة كرمي ووجدنا عبد الكريم مستلقياً على السرير ولم أعرفه في بادئ الأمر عندما حييته وأنا أتفرس في وجهه ملياً وقلت في نفسي: " سبحان الله الخلاق، حقاً قالوا في المثل" لو الموت خلاك الكبر ما يخليك "،،، يا إلهي أنظر إلى عبد الكريم الذي كان من قبل مفعماً بالقوة والطاقة الجبارة والذي كان يتدفق حركة ونشاطاً لا يستكينان ملقي هكذا على السرير وقد خارت قواه وأعياه المرض " وجلسنا بجواره وأخذ يسأل عن حالنا وأحوالنا بحميمية متناهية وعطف أبوي بالغ ... وفجأة رأيت صبياً يجلس في ركن قصي من الغرفة فسألت سيد هامساً:" من ذا يكون ذلك الصبي؟ "فأجابني بأنه إبن قبيلة ومضينا إلى سبيلنا وبينما كنا واقفين في محطة أبو حمامة قلت له:" ألا نذهب إلى بيتكم في الديم؟ فقال: " ليس الآن فأمامنا زيارة أخرى إلى الإمتداد حيث سنقوم بزيارة عمنا محمد صالح إدريس فقد أتى أيضاً من البلد للعلاج وذهبنا إلى هنالك وكنت أنا منهمكماً مع عمنا محمد صالح أسأله عن حاله وأحوال البلد بينما إنشغل هو في جدال عنيف مع مرغني صالح عن الكرة والهلال والمريخ والتحكيم الظالم وأحوال الكورة المدورة وأشياء من هذا القبيل ولما لاحظ تجاهلي للنقاش الدائر بينهم إستبد به الغيظ فأخذ يقول للخال مرغني صالح ساخراً مني:" هذا الفتى السركمتي الهميم،،، أجارك الله لا يفقه شيئاً في الكرة والرياضة بوجه عام" فأجاب عليه الخال مرغني قائلاً:" أولاً هذا الفتى ليس من سركمتو فحسب بل هو إبن القطرين فهو من آل كفن أسي العريق في فركة" ثانياً أنت أيضاً لا تفقه شيئاً في الكورة إذا كنت حقاً تظن أن صفوف هجوم المريخ أشد تماسكاً وصلابة من هجوم الهلال" وإشتعل النقاش بينهما وبلغ أشده إلى أن أتي بعض الزوار وقطعوا عليهم الحوار .....
ولما دخل علينا الليل وعم الظلام، ذهبنا إلى منزلهم في الديم وأخرجنا السرائر في الحوش وأمر من كان في البيت من الصبية أن يعدوا طعام العشاء ريثما نفرغ نحن من حديث الذكريات والأيام الخوالي ولكنني فجأة وجدت نفس الصبي الذي سألته عنه هامساً بجوار كرمي حاج جالساً بين أولئك الصبية فقلت له مستغرباً: " يا أبو السيد !!! ها هو إبن قبيلة جالس هنالك قبالة شجيرة الليمون أنظر إليه أليس هو نفس الشخص الذي سألتك عنه" فقال وهو يضع العمامة فوق الطاولة المجاورة: " بل كنت أمزح معك !! معقول يا حسن ما بتعرف كنة (فخري) أخوي فقلت:" كلا فقد كان لا يزال صغيراً حينما غادرت البلد"
الموت حق والدوام لله وحده وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام..
لم تمت ذكرياتك بداخلي يا زينة الشباب سيد إبن هانم لذا تعمدت أن لا أرثيك عند الرحيل ولم أرث أحداً من أعز الناس الذين فارقوا الدنيا وخلفوا وراءهم ذكريات دفينة سيسطرها التاريخ بمداد من ذهب.
ولا لم يمت أحد من هؤلاء الذين قابلناهم في زياراتنا فذكرياتهم ستبقى باقية ومناقبهم ستظل خالدة أبد الدهر رحمهم الله جميعاً
حسن سادة
02-07-2007, 03:01 AM
عجبي وواسفي لهذا البوست الذي ظل يتهاوى
بسرعة البرق إلى الدرك السحيق فكان
حاله حال ليالي الكلاكلة الكئيبة
فما بال أهل المنتدى لم يكلفوا أنفسهم
عناء الإطلاع على البوست والمرور
عليه مرور الكرام وذلك أضعف الإيمان
ناهيك عن التعليق عليه وذلك للمحروم مرتبة كبرى
فهل غادر الشعراء من متردم أم أنه عصر الشمارات
والبوبارات والخفائف والفاست فوود ولا عزاء للمواضيع
الأخرى لست أدري
مدنيّة
02-07-2007, 03:07 AM
بالعكس ياحسن
البوست دا من اجمل المواضيع في الاسبوع دا
وطريقة سردك من اجمل ما يكون
وانا متابعاه بس حبيت انك تخلصه
وعلي العموم لك العتبي ياسيدي حتي ترضي
ومنتظرين انك تواصل فيه
عثمان جلالة
02-07-2007, 04:25 AM
الرائع حسون .. روعة التصوير والإبداع
قصتك جميلة ... ورائعة لكنها ماتت على عجل .. تصوير بالغ الدقة
إخفاق في اختيار العنوان ...
ليست هذه النهاية المنتظرة .. للقصة ... وكأن التفاصيل الكثيرة المسرودة عجلت وقطعت حبل أفكارك لتنهي القصة ...
لم تراعي متابعتنا .. وتلهفنا ... وانتقلت في تفاصيل كثيرة بسرعة
التحية لك على هذه الروعة وأضم صوتي للأخت مدنية في أنه أروع ما قرأت لهذا الاسبوع
حسن سادة
02-07-2007, 05:07 AM
لم يدم ليل الكلاكلة طويلاً كما أسلفت في مقدمة
موضوعي حين دعوته متوسلاً:
" يا ليل هات لينا صباح"
فنادني مناد من غياهب الليل محذراً:
" الصباح إن لاح لا فايدة في المصباح"
فأطفأت مصباحي خشية أن يخجله نور الصباح
ففلق الصباح وأصبح الصبح وها نحن على النور إلتقينا
وأشرقت شمس وجدي بإطلالة أروع الناس مدنية وجلالة
وخاب ظني بأهل المنتدى الذين رضعوا على سطح القمر
ولا غرو أنهم قوم إذا نثروا الحديث حسبتهم نثروا الدرر
فألفيت أن أعيني تغرورق
فدعوني أستمحيكم عذراً
يا معشر المنتدين إن ألقيت باللوم
والعتاب عليكم جزافاً ويحضرني هنا قول الشاعر:
لم أؤاخذك بالجفاء لأني ،،، واثقٌ منك بالوداد الصريح
فجميل العدو ليس جميل وقبح الصديق ليس قبيح
وغفرت لكم صمتكم الذي أفزعني
فما كنت أحسب أن الصمت في محراب الجمال جمال
شكراً للطلة والهلة وما تحرمونا جمال جياتكم
حسن سادة
02-07-2007, 05:38 AM
في ذات يوم قليل النسيم كثير الغبار شحيح المطر من أيام الكلاكلة كان كلاكلياً هوانا وعندما أرسى الليل سدوله وخيم الظلام وهجد الأنام وأنا وحدي مساهر والنحول على جسمي يا حبايب ظاهر وغط الناس في سبات عميق كنت أنا على موعد لم يطل أمده مع دعوة كريمة من شقيقتي نعمات للإستمتاع بمأدبة عشاء فاخرة لأتناول ما طاب من وجبة التركين بالقراصة المحلفاوية السميكة القوام في بيتها الكائن بالتعويضات في أطراف الكلاكلة قبالة سكن النازحين وعندما انتهت مراسم الوليمة تناولنا الشاي السادة لتخفف من وطأة التركين وويلاته وهممت بالإنصاف إلى منزلنا في الكلاكلة الوحدة نهضت شقيقتي وهي تحمل صينية الطعام وقالت لي وهي تحمل جركانة الماء:
أخلي عاصم ولدي يوصلك في السكة يا حسن؟"
فقلت لها وأنا أعدل الشال الذي زيّن هامتي:
" لا لا أنا بمشي براي"
ثم عدت أدراجي في طريق العودة وقد كان السكون المرعب هو سيد الموقف إلا النذير اليسير من نباح الكلاب الضالة التي أخذت تجوب في الأزقة تبحث عن ضالتها من فتات العظام وما أكثر جموع الكلاب في الكلاكلات حتى أنها صارت تشكل سمة فريدة ومعلماً بارزاً من معالم المدينة وإن كانت نظيرتها أم بدة تنافسها في ذلك ثم يخيم الهدوء مجدداُ ليعكر صفوه مواء القطط السمان التي تمرح في أكوام القمامة المتناثرة في فوضى منقطع النظير وهي تقفز وتعلو الأسوار دونما أي هدف يذكر وربما كانت تمارس تمرينات رياضية ثم يعلو في الأرجاء بغتة نقيق الضفادع التي إتخذت برك الماء التي خلفها الخريف مرتعاً لها فكنت خائفاً ووجلاً فوددت قليلاً أن أبدد مشاعر الخوف والرعب فبدأت أردد مقاطع أنشودة قديمة من العهد المايوي البائد وقد كانت أنشودة عزيزة علي لا لكلماتها البلهاء ولكن للحنها الشجي فكنت أدندن منشداً:
" الشعب قسم يقولها نعم ليك يا القائد الملهم
نقولها من الضمير والفم عشان أولادنا تتعلم
نقولها نعم عشان سوداننا يتقدم إلخ الأغنية
وفجأة إذا بي أسمع صوتاً مجلجلاً يناديني من خلفي زاجراً
" يا زول هووووي أقيف !! ثابت
فتسمرت في مكاني جامداً كما الوتد وقد إرتعدت فرائصي خوفاً
وأخذ العرق يتصبب على جبيني فسألتهم والخوف لا يزال يسكنني:
" من أنتم يا هؤلاء؟ وماذا تريدون مني بحق السماء
فأنا لست بحرامي ولا بسارق ولا ناهب"
فقالوا لي وقد دنوا مني أكثر:
" نعلم ذلك جيداً ولكن النشيد الذي كنت تردده قبل قليل
ممنوع منعاً باتاً ومخالف للقانون وبيجيب الكشة وبيوديك في ستين داهية
ألا تعلم بأن عهد مايو قد إنتهى وولى إلى دون رجعة
وأن سفينة الانقاذ سارت لا تبالي بالرياح
فقلت لهم" الانقاذ علي عيني ورأسي من فوق
ولكنني كنت فقط أسلي نفسي في هذا الليل البهيم وأؤنس وحشتي
ثم تركوني وشأني وعادوا إلى سيارة الجيب قائلين لي :
" المهم ما يتكرر تاني ،،، فاهم؟
فقلت لهم وقد تلاشى الخوف قليلاً:
" سمعاً وطاعة يا جنابو"
ثم واصلت مسيري إلي الوحدة وأنا أردد تارة:
" الله أكبر يا هو ديل دفاعنا الشعبي يا هو ديل"
وتارة أخرى
"يا عسل رايق مصفى يا تركين مليانة شطة
فيك طعم ونحن بالقليل منك بنشقى"
مع الاعتذار للفنان الكبير
عبد العزيز مبارك
وإلى اللقاء في حلقة أخرى من ليالي الكلاكلة
هيثم عبدالعال
02-07-2007, 06:09 AM
رائع في سردك وفي إنتقاء مفرداتك وأظننا كسبنا قلماً متفرداً سيدوزن ساحات منتدانا بموسيقى الكلم ، وإن كان لي أن أعيب عليك شيئاً فهو فقط التجديف بنا في عرض البحر في جو ربيعي بديع وفجأة ترمي بالمجاديف وتسبح بعيداً وتدعنا في عرض البحر دون معين رغم إنا لا نجيد السباحه
حسن سادة
02-07-2007, 08:41 PM
ها أنت وقد أتيت إليّ أيها العزيز هيثم
وأنا قد شارفت الوصول إلى منزلنا
في الوحدة في هذا الليل البهيم
وليتك كنت قد لحقت بي في قارعة
الطريق قبل ساعات قبل مدة
-(جاني مرسال المودة) -
كي تؤنسني وتبدد وحشتي
وتقيني شر طوارق الليل
أقدم إلى وتفضل معي إلى المنزل
لنكمل الكلام المباح
فلا زال الليل طفل يحبو على قدميه
وشكراً لتكبد اعناء المجئ إلى
الكلاكلة في منتصف الليل أيها العزيز
نزار حسن محمد
02-07-2007, 09:10 PM
ايها الرائع ..من اين اتيت انت ..هل مازال يوجد فى زمننا هذا اناساً مثلك ..
اعذرنى فانى أستأذنك لكى استرق السمع لحديثك الروحى او لنقل لعقلك الباطنى الظاهرى
اعترف بانى مررت على البوست مرور الكرام ..فى بادى الامر.. وذلك لكثرة مااشهده من مواضيع..غريبه شبيها بى توسنامى ..ولكن عدت وقراة ووجدة لوحه ابحث عنها منذ زمنا طويل ..لن ..اطيل عليك اخى حسن ..فانا فى انتظر ونشوه وترقب لما يخطه بنانك يحفظك لنا رب العباد...وفى انتظارك ايها الاتى من رحم مهيره بت عبود ..وفى انتظارك،،،ودحسن
عثمان جلالة
02-07-2007, 09:25 PM
أنا معاك يا حسون ...
معاك اتبرجت غيمة ورجع فاضي الكلام مليان....
قصتك الأخيرة دي وربطها بي واقع الكلاكلة وما حدث في الطريق ذكرني بي قصيدة للشاعر الكبير أحمد مطر اسمها (صاحبي حسن)
أكتب ليك منها ...
زار الرئيس المؤتمن بعض ولايات الوطن
وحين زار حينا قال لنا
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن ... فقد مضى ذاك الزمن
لم يشتكي أحد فقد مضى ذاك الزمن
فقام صاحبي حسن
وقال صاحبي حسن
يا سيدي ... أين الرغيف واللبن ...
وأين تأمين السكن .... وأين توفير المهن ...
وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن ...
..................
البقية تأتي ........
حسن سادة
02-07-2007, 09:34 PM
ها هو صباح الكلاكلة يشرق علينا مجدداً
فأسمع طرقاً خفيفاً على باب الحديد فتقول
لي أمي زاجرة:
" ألا تسمع هذا الطرق يا حسن؟"
فقلت لها وأنا أنهض من السرير مسرعاً:
" بلى يا أماه وسوف أقوم حالاً بفتح الباب
وإستقبال الطارق وتوجهت إلى الباب
فوجدت العزيز نزار واقفاً وقد أمسك
بيمناه باقة ورد فأدخلته وإتخذت له مجلساً
بصحن الدار قبالة شجر الليمون
وأخذ يحكي لي عن المشوار الذي قطعه
مستقلاً باصات مدني السياحية
ليمد حبائل الوصال والود مع أهله
في الكلاكلات فمرحباً بك يا نزار
فقد شرفتنا بمقدمك الميمون
وجاءت أمي حاملة صينية الشربات
فرددت صادحاً:
" شرباتنا بالأفراح تطوف
على كل موالف وكل ولوف
بي ريدنا طوعنا الظروف
تاني الزمن ما منو خوف
فطالما كنت معنا هاهنا يا نزار
تاني الزمن ما منو خوف
حسن سادة
02-07-2007, 10:18 PM
من منا يكره صعود الجبال
وأن يعيش أبد الدهر بين الحفر
يقيني أن الهمم هي
جلالنا حين ينقطع الحيل عنا
وجلالتنا قد أنارت ليالي
الكلاكلة التي ظللت أمقتها
ردحاً من الزمن
ولكن ثمة إلفة قد نمت
وترعرعت بيني وبين لياليها
شكراً لجلال كلماتك المعبرة
يا جلالة
وفي إنتظار البقية الباقية
من درر الكلم التي نثرتها هنا
محمد الفاضل
02-07-2007, 10:30 PM
موضوع رائع تابع ايها المبدع
حسن سادة
02-07-2007, 10:37 PM
لست وحدك عاشق مدني يا هذا
فكلنا في عشق مدني شرق
وإن كنت حلفاوي الهوى
ولكن يظل العشق مدني
فقلت لدرة الجزيرة هامساً:
" عشقي يفني عشقي وفنائي إستغراق
مملوكك لكني سلطان العشاق "
شكراً لإطرائك الرقيق يا عاشق مدني
فقد عشقت كلماتك أيضاًُ
وأدمنت السهر ولا أبالي
فدعني أقول النصيحة:
" القال هواي مليان سراب
نهايتو شقى ونهايتو عذاب"
فلا فض فوك يا إبن الأجاويد
في أرض المحنة
عثمان جلالة
02-07-2007, 11:19 PM
جيتك يا صاحبي حسن
قال الرئيس المؤتمن ... أحرق ربي جسدي أكل هذا حاصل في بلدي ....
شكراً على صدقك في تنبيهنا يا ولدي ... وسوف ترى الخير غداً ....
.
...
......
.......
وبعد عام زارنا وحين زارنا قال لنا ....
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن ... فقد مضى ذاك الزمن
لم يشتكي أحد فقد مضى ذاك الزمن
لم يشتكي الناس .... فقد مضى ذاك الزمن
......
.......
......
فقمت معلناً ... وقلت معلناً
يا سيدي ....
أين الرغيف واللبن .. وأين تأمين السكن ... وأين توفير المهن
وأين من يعالج المريض دونما ثمن
.......
.....
معذرة .... يا سيدي ..... أين صاحبي حسن؟
حسن سادة
02-07-2007, 11:43 PM
ذهبنا ذات مرة أنا ووالدتي وشقيقتي حنان
وزوجتي - التي أتت تزور السودان لأول مرة
ورغم أنها حلفاوية الأصل إلا أنها عاشت في
مصر طيلة حياتها لأن أبوها وهو خالي
كان ولا يزال هنالك – توجهنا جميعاً إلى محطة تمانية
في الكلاكلة صنقعت لوداع أناس قالوا ماشين للبلد
ورصوا الهديمات عدلوا وركبوا اللواري وقبلوا
وحملنا معنا طروداً كنا نود أن نرسلها إلى البلد
وما أن شارفت الدنيا إلى المغيب قالت لي والدتي:
" أرى أن الجو شكله غريب ولا يسر بخير ولدي إحساس
بأننا سنكون على موعد قريب مع أمطار غزيرة
سوف تغرق الكلاكلة وما فيها فإصطحب أختك وزوجتك
وتوجهوا فوراً إلى بيتنا في الكلاكلة الوحدة قبل أن يحدق بكم
السيول فيحدث ما لا يحمد عقباه فذهبنا إلى البيت
وطوال الطريق كنا نخشى أن يداهمنا المطر
ولكننا وصلنا البيت بسلام آمنين
دون أن يعكر صفونا ذلك الزائر
المرتقب الذي طال إنتظاره
وقلنا للمطر هامسين:
" من بهجة وعدك وما جيتنا
وفضلنا وحياتك منتظرين
وياريت من اول وريتنا انك يمكن تتاخر يوم
بقولو الغايب عذره معاه وفى غيابك ياما نشيل اللوم"
وجلسنا في البرندة نرقب الأجواء بحذر شديد
ومرت لحظات وكمان ساعات طالت وحياتك ومنتظرين
لو وشوش صوت الريح
فى الباب يسبقنا الشوق قبل العينين
ونعاين الشارع .. نلقاه تائه فى دموع
المغلوبين"
وفجأة دوت الرعود تصم الآذان
ورأينا برق عبادي وقد سوى الهول
بصدق أفعاله ما بالقول
روى اليابس على المبلول
قلب فرح الحرازة هدور
وهطل المطر مدراراً وبغزارة لم أعهدها من قبل
طوال حياتي فمسقط رأسنا حلفا عصي المطر
ولا ينزل المطر فيه إلا على إستحياء رذاذاً وزخات
فتجمعنا سوياً وإحتمينا في البرندة
وفجأة إقتربت مني أختي حنان وقالت لي هامسة:
" تعال وشوف زوجتك بتعمل شنو"
فإقتربت منها ووجدتها تتلو الآيات القرآنية تلو الأخرى
وتردد الشهادتين دون توقف وسألتها وأنا أطمئنها:
" ما بالك وقد إنزويت جانباً ولماذا تتمتمين
بكل هذه الصلوات والأدعية
فقالت لي وهي ترتجف خوفاً:
" سامحني يا حسن لوجه الله والرسول
وأغفر لي إن أخطأت في حقك
طوال فترة زواجنا"
فقلت لها وأنا أهدئ من روعها:
" أنا مسامحك لوجه الله ولكن ما هي المناسبة؟
فقالت لي والدموع تذرف من أعينها كالسيل الذي حاق بنا:
" يا لطيف يا لطيف اللهم ألطف بعبادك"
وأردفت مبتهلة وقد رفعت أكفها في ضراعة تمزق:
" اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف فيه،،،
اللهم ألطف بنا فيما جرت به المقادير"
وقالت وهي تحثني بذكر إسم الله:
" إنها القيامة بعينها فقد أزفت الساعة
ووقعت الواقعة فإستغفر ربك يا حسن"
فقلت أناجي ربي :
" إستغفر الله سبحانك إني كنت من الظالمين"
وفجأة توقف المطر وعلا صوت الجيران يطلبوننا
بفتح منافذ المياه وتسريب المياه من داخل البيوت
وتبدد السحاب وتلاشى شيئاً فشيئاُ
فقلت أخاطب أختي حنان التي إنهمكت بغرف المياه بالجردل:
" السحاب لو أصلو خاصمنا وتعب
والرياح الفى الدرب
شتتت فرح القوافى
ومددت حزن المنافى
برضو ذكراك
فينا باقى
فى الحنايا
فى عيون أطفال بتكتب بالدوايا
فى المشاوير والحكايا
ولسع ساكن فى القلب "
مختار بازى
03-07-2007, 01:51 AM
[B]صدقني يا حسن سادة ما بعرف الكلام السمح الدرر داك كان مطرتك بيهو
لكن بقول ليك متابعين والله وانا شخصيا متابعك من وانتة بتكتب في البوست دا والله صدقني
حسن سادة
03-07-2007, 02:22 AM
ثمة أحد يطرق الباب حتى كلّ متنه فقلت لأختي حنان صائحاً:
ألا تسمعين هذا الطرق المدوي؟ إفتحي الباب فأنا مشغول
بردم حفر الحوش بالتراب فذهبت مسرعة نحو الباب
وأخذت تناديني قائلة:
" إنه شخص يدعى مختار بازي ويقول بأنه قد أتى خصيصاً
لشد أزرنا ومساعدتنا في محاربة آثار المطر فأقدمت نحو الباب
ووجدت الأخ الشفيف مختار البازي وقد شمر ساعديه وأمسك بكوريك
وقال لي:
" لقد جئت لنجدتكم والقيام بالواجب"
فقلت له:" هكذا عهدنا بكم يا أهل مدني
وهكذا تكون القيم السودانية السمحة
وهكذا تكون الشهامة والمروءة
وإلا فلا
شكراً لطلتلك في ربوع الكلاكلة يا إبن الباز
معتز الريح
03-07-2007, 02:31 AM
الحبيب حسن سادة ..
سردك روعة .. يحكي روعة شخصك ..
تحكي لنا بحنين لأماكن عشنا معك فيها من خلالك
سجل حضوري ومتابعتي ..
بحق انت اضافة للمنتدى ..
مختار بازى
03-07-2007, 02:33 AM
طرقت الباب حتي كلّ متني يبابا قال يابازي صبرا قلت يا حسن طيل صبري
هكذا عهدناكم اهل الروعة ودمتم لنا زخرا حسن سادة
حسن سادة
03-07-2007, 03:07 AM
أبشروا خيراً يا معشر ساكني الكلاكلة
فقد أتاكم معتز الريح يسابق الريح
وقد سبقه الشوق إلى محطات الكلاكلات
المتحدة فقد سافر بي خيالو هناك
وصنقع فوق سحاب الري
وبنى الموج قصور آمال
ومد للسحاب يدهُ
وشدّ سرجه فوق الريح
عشان يلقاكم
وهو يود أن يطوي المسافات طي
فهلا قبضتم الريح
وأبقيتموه بيننا في القبة
أم الوحدة أو التعويضات أو القلعة
فقد كان كلاكلياً هواه
مرحباً بمقدمك أيها الشفيف معتز
حسن سادة
03-07-2007, 03:17 AM
مشاركة مكررة
حسن سادة
03-07-2007, 03:24 AM
دق بابنا ثانية فحسبت أنه صوت الريح الذي يوشوش في الباب
ولكن تواصل الطرق فذهبت أنا لأتفحص من الطارق فوجدته
العزيز ذو الشهامة مختار البازي فسألته أنسيت شيئاً عندما كنت هنا
منذ قليل فقال لي والبسمة تعلو شفتيه:
جينا ليك والشوق دفرنا .. يا نشوق روحنا ودمرنا
فقلت له وأنا أفتح الباب له:
" لو مشتاق حقيقة ما بتغيب دقيقة"
وأردفت قائلاً وأنا أشيّعه إلى الداخل:
" وأتيتني..
هلا ّ أتيت إذا أتاك حديث عشقي
مثقلاً بالوجد مستعراً بنار الكبرياء..
صمت الرزاز عن التضرع للسحاب ِ
وما ارتوت في العمق أمطار الرجاء..
عمّ السكون زُهى البرية واعتلىَ
سطحَ المجرة نورُ وجهك
فارتقى صرح الفضاء
وتتابع الشغف الحثيث لمقلتيك لعله
يغفو على أمل اللقاء
والورد بعدك ما تنفس صدره
فيض الجوى "
شكراً لمرورك يا بعض الرحيق
ولا أدري من ذا يكون البرتقال
تنويه:
القصيدة الواردة أعلاه
للشاعر د. معز بخيت
غيداء نورالدين
03-07-2007, 09:07 AM
موضوعك جميل ايها المبدع
تقبل مروري
نزار حسن محمد
03-07-2007, 07:43 PM
الحبيب الغالى ..حسن ساده الحلفاوى
بداء كلنا فى الهوى حلفاويه..وبقرارت وزاريه اصبحت الكلاكلات شماليه ..وحلفاويه 100 %
اخى ابوعلى ...
لقد احبوك اهل منتدى ودمدنى لانك مثلهم تكره الشتات ...وسامحك الله .. الفريق ابراهيم عبود ..وحلفا قديمه ولا باريس...
احبوك اعضاء المنتدى لانك تحب الحق وتكره الظلم ..وتسترجع ..لهم.. ذكريات ..لنبض قلوبهم ..وتعيد البسمه لكل طائر ارتحل عبر البحر...
تبسم ثغر اللوز عن طيب نشره *** وأقبل فى حسن يجل عن الوصف
هلموا الية بين قصف لــــــذة *** فأن غصون الزهر تصلح للقصف
المبدع الفنان..حسن ساده بكل الحب والحنين ننتظرك...
لك كل الود ايها الفنان
حسن سادة
03-07-2007, 09:59 PM
أحبتي في ربوع الكلاكلة
هاهم الصبية قد إجتمعوا
على مشارف الكلاكلات عند اللفة
وهم شايلين أزهار شايلين قلبوه نهار
وحبهم المكتوم عملوه جهار
والشافهم قال جلّ القهّار
وذلك لإستقبال العزيزة غيداء
التي مرت هنا قبل قليل
فقلت لها محيياً:
" يا ماري بي بيتنا جيت صدفة أم جيتنا؟
بيك هلت الأنوار وعم السرور بيتنا "
يا الفي العصر مروره
حسن سادة
03-07-2007, 10:16 PM
أبشري يا كلاكلة الخير والسرور
فقد جاءك العزيز نزار
يمتطي صهوة جواد أغر
فقلت له مرحباً:
" ترجل يا فارس الفرسان نزار
وألقي سرجاً جانباً
لأننا
إنحنا صار مجلسنا عامر في طرب
في غبطه في نشوه و حبور
يا أمير الحسن يا سامي المكانه
من عواطفك حبي لو فاقد مكانه
أهدي لي تفاحه بس أو برتكانه
فهي غير شك مرضيه
بيها أقتبس الضياء
بل أذوق طعم الحياه
إنت ملهمني الاغاني
أنت مصدر فني
وإحساسي و شعوري
وما كنت داير أقولو ليك يا نزار
لكين لسان الحال سرد
"يمازجنا التقاء الدم
ويادوب الطشاش حلمك
ندهني طشاش
اداريك من سموم تلفح
أتاريك.. غيمه جات ترمح"
بدر الدين محمد
03-07-2007, 11:13 PM
كان صديقي الحفاوي الذي احبه من كل قلبي ويحبه كل ابناء الدفعة عندما نرتحل في رحلات الدراسات الميدانية لنرسم اقاصي البلاد يركن الى مكان نائي في المعسكر - فاتعقبه - اجده يحتضمن عوده ويغني بالعربي وبالرطانه واحايانا تصاحب النغمات العبرات والآهات وهو يسترجع دبروسة وارقين مموسقة .. اذكر اغنية - لا انساها- وشاركته كثيرا في ادائها
غدارة يا حلفا القديمة خسارة ..زايلة الدنيا
***
حلفا يا عروسة النيل
نبكيك والدموع بتسيل
حكم المولى اصلو جميل
يا حليل العجوة والقنديل
زايله الدنيا
***
حلفا الليلة وين يا دوبا
ولت واصبحت يحكوبا
ضاعت واصبحت منكوبة
ما راضيين شتات النوبة
زايلة الدنيا
***
اما الكلاكلة
اذكر قصة قريبي الذي ارتحل ليسكن في الكلاكلة في منزل عديله المحسي وبعد عشرة ايام لملم عفشه ورجع وسط الخرطوم.. سألوه .. لماذا تركت البيت الجميل المجاني ..قال .. والله الحته دي ما في زول بتكلم عربي الا الراديو
في الخاطر صور حلفا القديمة وفي العيون الكلاكلة واهل الكلاكلة
والتحية لك حسن
حسن سادة
03-07-2007, 11:31 PM
أمسكت مايكرفوناً جهوراً يجلجل صوته ويدوي الأرجاء
وجبت أحياء الكلاكلة أناشد أهلها إلى التوجه نحو لفة القبة
للإستقبال الحاشد والمهيب الذي نظمها معشر الكلاكليون
خصيصاً لإستقبال الوجيه فارس مدني والجزيرة بأسرها
الذي يعد من علية القوم وسرواتها أستاذنا الفنان المبدع
بدر الدين صاحب الإحساس الفني المرهف
فليكن اللقاء كبيراً بحجمه يليق بمكانته السامية
وتجمع بجانبي زمرة من الصحفيين والمصورين الذين إلتفوا لتغطية
الحدث المهيب فقلت لهم (ممنوع الإقتراب والتصوير)
شكراً لمرورك في الكلاكلات المتحدة يا أعز الناس
الطويل
04-07-2007, 04:26 AM
دائما كما عودتنا رائع كمدينتا أخونا حسن ساده
موضوعك جميل جمال جبال التاكا والله ياحسكو
ربنا اديك العافيه
حسن سادة
04-07-2007, 04:48 AM
ذات ليلة وقد نسيت الإدارة المركزية للكهرباء سهواً أن تمارس طقوسها السادية وهواياتها المفضلة من خلال قطع الكهرباء عن عباد الله المعذبون في الأرض وتركوا الكهرباء تنير كيفما تشاء دونما رقيب ولا حسيب ولا أدري على وجه التحديد ما الذي دعاها إلى ذلك فإغتنمناها سانحة قد عنت لنا أوارها وجلسنا أنا ووالدتي وأختي حنان في وسط الحوش نستمتع بمشاهدة برنامج فرسان في الميدان في التلفزيون وقد وضع كل منا بين راحتيه حفنة من التسالي وأخذ يلوكه في فمه وكأننا في قاعة سينما كلوزيوم وفجأة تناهت إلى مسامعنا طرقاً في الباب فذهبت أنا وفتحت الباب ووجدت أن الزائرة هي بنت خالي نجاة وقد أتت من حي الصافية في الخرطوم بحري خصيصاً لتدعونا لحضور حفل عيد ميلاد بنتها الأمورة نادين وقالت نجاة لأمي وهي تناولها الطفلة نادين لكي تداعبها :
" يا عمتي إنت بالذات حضورك ضروري في عيد ميلاد المفعوصة دي"
فقالت لها أمي :" وهي تقّبل الطفلة نادين"
" يا بتي عمتك كبرت حسع على الحاجات دي ويا الله حسن الختام
حنعيش زمنا وزمن غيرنا"
فقالت لها نجاة :
" يا حجة والله إنتي الخير والبركة وربنا يطول في عمرك إن شاء الله"
فقالت لها أمي:" لكين أنا حأرسل ليكم حنان دي أصلها بتموت في الحفلات دي"
وبعد مرور يومين ذهبت حنان إلى الصافية لحضور عيد الميلاد وعادت في اليوم صبيحة اليوم التالي فأخذت أسألها بشغف كيف كانت فعاليات الحفل فقالت وهي تقدم لنا الكعكعة التي جلبتها من الحفل:
" أسكت خليه ساكت يا حسن أخوي غايتوحاجة ما حصلت ولا في الأحلام"
فقلت لها وقد تشوقت لمعرفة حفلات المجتمع المخملي والأرستقراطي:
" عليك الله يا حنان أحكي لينا بالتفصيل الممل"
فقالت وهي تتأمل بيتنا المتواضع:
" أقول ليك شنو وأخلي شنو غايتو بإختصار كدة أنحن هنا في الكلاكلة السجمانة دي ما عايشين كلو كلو" وإستطردت تقول وهي تستجمع شريط ذكريات ليلة البارحة كمن تسرد فيلماً وثائقياً:
" أول حاجة ودونا ليك كده في فيلا حدادي مدادي يرد الروح إشي موكيت وإيسي أباجورات وثريا ونجف وكراسي ومقاعد ما تعرف كيف وأثاث غاية في الأبهة وقد كانت مراسم الحفلة فوق السطوح جوار بركة السباحة وقد زينت الأرجاء بكافة أنواع الزينة وجابو لينا تورتا ماكنة قدر الزير الفي المزيرة ده بدون مبالغة وبعدين نجاة أخذتني لي عوضة كدة مكندشة ورقدت فيها وقربت أنوم مع الطراوة الصناعية دي "
وعندئذ حدقت أنا ملياً في وجهها مشدوها ولسان حالي يقول:
" التراب ملينا عيشتو
أريتني ذيك كل يوم يحضني جو"
" تنتشي الدنيا وتزغرد
بالنسيمة الحلوة تطربنا
وتنقر بابنا كو.....كو
يا سلام "
وواصلت حنان كلامها المباح كما في أسطورة ألف ليلة وليلة
وقالت:
" غايتو النساوين كلهن إتلمن في السطوح وأنا ما إشتغلت بيهن الشغلة
ورقدت بعيد في المكيف وبقيت أعاين ليهن من الشباك وبعدين نجاة لاحظت الحكاية وزعلت ورسلت لي مرة كبيرة من غير الناطقات باللغة النوبية فأقدمت نحوي وهي تقول:
" ما لك يا بت أمي ؟ المرقدك هنا شنو ؟
عندك صداع والله حاجة أجيب ليكي أسبرين والله بنادول
سلامتك يابتي "
وإستطردت حنان وقالت لي بأنها قالت لهذه المرأة:
" بري يا يمة صداع شنو إن شاء الله اللي تكرهني "
فقالت لي ويبدو بلكنة شايقية:" نان مالك يا بتي؟ الحاصل شنو؟
أجي يا أخواني!!! إنت زعلانة من زولة هنا في الحفلة دي"
فقالت حنان:" لا مافي حاجة ،، الله لا جاب الزعل أنا بس تعبانة
ومرهقة من مشوار الكلاكلة السفر ده وعايزة أرتاح شوية"
خلاص أنا جاية معاكي يا خالة"
ولقيت ليك النساوين ديل حاجة تانية ذي البنتفرج
عليهم في المسلسلات ديل
والغريبة ما شفت لي ولا واحدة بالغلط كده لابسة ليها دهب"
فقلت لها مستغرباً: " كلام شنو ده!
يعني كانوا لابسات شنو ألماس؟"
فقالت وهي تلقي نظرة لغويشتها:
" لا لا ألماس شنو إنت كمان!
حاجة كدة ستايل لامن مبالغة إكسسوارات جاية كدة مع لون التوب والفستان
حتى المكياج عامل ماتشينج مع لون الهندام وخاتات حاجة كدة ما عارفة بيقولوا ليه شنو في الفستان من فوق"
فقاطعتها متهكماً:
" قصدك البروش يا متخلفة"
وإستطردت تسرد:
" غايتو أناقة كدة فايتة الحد وما ليها حل
ونحن هنا يا كاف البلاء علينا الله وعيشة السوق وأنا دي بالذات أول
ما أخش العوضة أعمل مكياج في الصباح أمي تكورك لي وتقول:
" يا بت إنتي بتعملي في شنو أمرقي برة عشان أرسلك تجيبي الخضار"
وأخذت تسرد لي التفاصيل الدقيقة من الفيلا والحفل وقطع التورت والهدايا
وفجأة جاءت أمي وقد سمعت جزءاً يسيراً من الوصف وقالت لحنان
وهي تجلس على السرير ومعها حفنة بطاطس كانت تود تقطيعها:
" خير إن شاء الله اللهم إجعله خير
والله إنت بخيتة وسعيدة يا بتي"
فقالت لها حنان مازحة:
" يا يمة إنت خاشة غلط وما نقشة حاجة تب،
إنت قايلاني قاعدة أحكي لي في حلم؟
فقالت لها أمي:" الحاجات القاعدة تحكيها لأخوكي دي
إلا في الحلم وما أظنه يكون علم
"ده شيتاً أصلو ما شفنا
لا في الناس ولا في الريل
ده ما قدر الله جانا عديل"
معذرة لمطربي الأغنيات التي وردت في المداخلة
حسن سادة
04-07-2007, 05:06 AM
ها هي الكلاكلة وقد إزدهت وتوشحت
ثوباً قشيباً بمقدم عزيزنا الشفيف أبو رانية
فيا بنوت كلاكلتنا العامرة
أبشرن بالعديل وزين
وتسلم يا أبورانية أخوي يا جنّاب المحن
وليك البنات زغردن
فتجدني أتخيلك تجوب شوارع الكلاكلة
وأتخيلك بتقابل جنى الرطانة في اللفة
"بتخيلك كل ما الصباح طل وبدا
بتخيلك في زرقة السما والمدى
كل ما الغروب لون خواطري وهدهدها
وكل ما ابتهجت وبلل اعماقي الندى
بتخيلك يا كرنفال حزني المضى
لما النجوم تغفى وتنوم
وانكسر خاطري و يموت فيني الرضا
بتخيلك زحمة فرح تملك حواسي و تبهجا
ونجدة غريق يتلاشى في جوف الدجى
لا قربه ساحل .. لا جزر .... لا طوق نجاة
بتخيلك لمة صغار ونسة وحجى
وقمراً طلع ضوى الدساتر وبهرجها "
القصيدة منقولة
صالح ابوشوارب
04-07-2007, 05:44 AM
الاخ حسن سادة (انت فعلا من الزمن الجميل )
لك منى تحية عطرة
لاستغرب يا ابو على فنحن في خبر كان منذ ان اختطفو منا اهل الشمارات المنتدى العام ولم نجد الحروف الابجدية التى نعبر لك عن فرحتنا بك حتى تنقذنا من هؤلاء
اخي حسن لا تستعجل فنحن منذ دخولك علينا بدأنا نستعيد ما سلبوه منا فارجوك اصبر علينا حتى نفوق من اثار هذا الاختطاف
ابو منار
حسن سادة
04-07-2007, 06:00 AM
عزيزي صالح
أولاً شكراً لإطلالتك البهية هاهنا
والتي أحسبها أجمل من فراشة مجنحة
على ضفاف المقرن فقد أسكرتني كلماتك الأنيقة
ثانياً يا الله وأواه من ذلك الزمن الجميل
الذي إندثر في تلافيف الخاطر وتعاريجه
وأصبح مجرد ذكريات نجترها كلما عاودنا الحنين
وأوع ليل الغربة ينسيك ريحة الطين في جروفنا
والتميرات البهبن ديمة راقصات في حروفنا
الدعاش والغيم رزازا في العصير بالفرح بلل كتوفنا
نحن راجعين في المغيرب المغيرب المغيرب
فقد ظمأت روحي وحنـّت للتلاقي
وهفا قلبي .. إلي الماضي
وناداني إشتياقي
أنا ظمآنُ ُ أُلاقي
من حنيني .. ما أُلاقي
ولكن هوّن عليك يا أخي صالح
"ولأجل أعينه البريئة والوطن
ولأجل جيل سوف يأتى
من براكين الزمن
ولأجل أوراق الشتاء
لأجل حبّات المطر
سنصافح الأقدار نسخر بالخطر
و نعلم الأجيال معنى حبنا
شوق توجع واستقر"
تنويه
القصائد منقولة
بدر الدين محمد
07-07-2007, 01:59 AM
قصيدة " يا ليل الصب " لأبي الحسن علي الحصري القيرواني ، هي قصيدة جميلة اشتهرت وترددت على كل لسان ، وقد نسج على منوالها كثير من الشعراء ، وتغنت بها فيروز.
يَا لَيْلَ الصَّبِّ مَتَى غَدُهُ أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
رَقَـدَ السُّمَّـارُ فَأَرَّقَـهُ أَسَفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لـهُ ممّا يَرْعَاهُ ويَرْصُدُهُ
كَلِفٌ بِغَزَالٍ ذي هَيَفٍ خَوْفَ الوَاشِينَ يُشَرِّدُهُ
نَصَبَتْ عَيْنَايَ لَهُ شَرَكَاً في النَّوْمِِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ
وَكَفَى عَجَبَاً أنِّي قَنِصٌ للسِّرْبِ سَبَانِي أَغْيَدُهُ
صَنَمٌ للفِتْنَةِ مُنْتَصِـبٌ أَهْوَاهُ وَلا أَتَعَبَّـدُهُ
صَاحٍ والخَمْرُ جَنَى فَمِهِ سَكْرَانُ اللَّحْظِ مُعَرْبِدُهُ
يَنْضُو مِنْ مُقْلَتِه ِ سَيْفَاً وَكَأَنَّ نُعَاسَاً يُغْمِـدُهُ
فَيُرِيقُ دَمَ العُشَّاقِ بِـهِ والويلُ لِمَنْ يَتَقَلَّـدُهُ
كَلاّ ، لا ذَنْبَ لِمَنْ قَتَلَتْ عَيْنَاهُ وَلَمْ تَقْتُلْ يَـدُهُ
يَا مَنْ جَحَدَتْ عَيْنَاهُ دَمِي وَعَلَى خَدَّيْهِ تَـوَرُّدُهُ
خَدَّاكَ قَدْ اعْتَرَفَا بِدَمِي فَعَلامَ جُفُونُكَ تَجْحَدُهُ
إِنِّي لأُعِيذُكَ مِنْ قَتْلِي وَأَظُنُّكَ لا تَتَعَمَّـدُهُ
بِاللهِ هَبِ المُشْتَاقَ كَرَىً فَلَعَلَّ خَيَالَكَ يُسْعِـدُهُ
مَا ضَرَّكَ لَوْ دَاوَيْتَ ضَنَى صَبٍّ يُدْنِيكَ وَتُبْعِـدُهُ
لَمْ يُبْقِِ هَوَاكَ لَهُ رَمَقَاً فَلْيَبْكِ عَلَيْهِ عُـوَّدُهُ
وَغَدَاً يَمْضِي أَوْ بَعْدَ غَدٍ هَلْ مِنْ نَظَرٍ يَتَزَوَّدُهُ
يَا أَهْلَ الشَّوْقِ لَنَا شَرَقٌ بِالدَّمْعِ يَفِيضُ مُوَرَّدُهُ
يَهْوَى المُشْتَاقُ لِقَاءَكُمُ وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدُهُ
مَا أَحْلَى الوَصْلَ وَأَعْذَبَهُ لَولا الأَيَّامُ تُنَكِّـدُهُ
بِالبَيْنِ وَبِالْهِجْرَانِ ، فَيَا لِفُؤَادِي كَيْفَ تَجَلُّدُهُ
الحُبُّ أَعَفُّ ذَوِيهِ أَنَـا غَيْرِي بِالْبَاطِلِ يُفْسِدُهُ
حسن سادة
08-07-2007, 01:03 AM
بِاللهِ هَبِ المُشْتَاقَ كَرَىً فَلَعَلَّ خَيَالَكَ يُسْعِـدُهُ
مَا ضَرَّكَ لَوْ دَاوَيْتَ ضَنَى صَبٍّ يُدْنِيكَ وَتُبْعِـدُهُ
العزيز بدر الدين
شكراً لطلتك البهية في أرجاء الكلاكلة مجدداً
فقد كانت بمسيس الحاجة إلى تلكم الطلة التي
كم أعدت إليها الروح ونبض الحياة
يا ويح قلب الإشتهاك
يا بدر ما أجمل بهاك
سير في علاك وأنشر ضياك
شاقيني رغم الشوق إليك
شاقيني وأنا أنا سائل عليك
ما بين المدارات والفصول
يا ريت مواسم الريد تطول
قفلت أبواب الوصول
عندك مفاتيح الوصول
فأفتح أبواب الكلاكلة الموصدة
وتوغل أيها الحبيب
حسن سادة
08-07-2007, 09:37 PM
يا أيتها الكلاكلة هأنذا ألج أحيائك متوشحاً دمقساً وحريراً
من الألق الجمال لأجتر حديث الذكريات التي عشتها في زمن ماض
في أيامنا الخوالي ويقيني أيتها المدينة النائمة على ضفاف النيل الأبيض
أنه:
" كل إحساس من هواي
بحرو ساكن بين إيديك
اشتقت للحظة البتسرق
عمري كلو تجيبو ليك
اشتقت للنجم البسافر
في الخيال يرحل يجيك
اشتقت والشوق مستحيل
في دروبو يتمرد عليك "
فأخذ لسان حالي يردد للكلاكلة
كلمات الشاعر د . معز بخيت
"هلا أتيت إذا أتاك حديث عشقي
مثقلاً بالوجد مستعراً بنار الكبرياء..
صمت الرزاز عن التضرع للسحاب ِ
وما ارتوت في العمق أمطار الرجاء..
عمّ السكون زُهى البرية واعتلىَ
سطحَ المجرة نورُ وجهك
فارتقى صرح الفضاء
وتتابع الشغف الحثيث لمقلتيك لعله
يغفو على أمل اللقاء
والورد بعدك ما تنفس صدره
فيض الجوى
إيماءة منسية بين الهواء
رباه ما هذا الذي بالحق أنت وهبته
هذا الجمال بلا انتهاء
رباه ما هذي العيون صنعتها
من لؤلؤ واستبرق
وعد المشيئة حين شاء!! "
ففي منتصف السبعينات من هذا القرن أو ربما أواخره وبينما كنت أستمتع بإغفاءة القيلولة في منزل شقيقي بالكلاكلة صنقعت قدم إلينا صديق عمري الصدوق طيب الله ثراه وأسكنه فسيح الجنان وشمله بشآبيب رحمته ورضوانه إبن الخال المرحوم الهادي عوض أدهم ليزف إلى بشرى الحفل الخيري الذي سيقام بالمدرسة الإبتدائية بمحطة 12 وقد كان الراحل المقيم مغرماً على شاكلتي بفنان الشباب أبو عركي البخيت فجلس بجانبي فوق الأريكة الخشبية الموضوعة في كبد البرندة وأخذ يقول لي وقد تملكته مشاعر الفرحة :" تخيل يا حسن أننا سوف نشاهد مطربنا المفضل على الطبيعة عياناً بياناً وأظنه سوف يصدح ويشجينا بأغنياته الجديدة" فقلت له وأنا أناوله كوب الشاي:" لا أعتقد أن لديه أغاني جديدة تذكر بعد أغنية عن حبيبتي بقول لكم ياللا صفقوا كلكم" فقاطعني وقال لي وهو يرشف الشاي :" نسيت أن أقول لك بأن بنات طلسم (البلابل) سيشاركن في الحفل أيضاً" فقلت وقد غمرني الفرح:" يا الله !!! لابد أنها ستكون ليلة ليلاء وليلة العمر"
فوضع المرحوم كوب الشاي فوق الطاولة الصغيرة ونهض واقفاً وهو يهم بالإنصراف قائلاً: " عليك الله يا حسن ما تنسى الحفل وتعال بري عشان نلقى لينا محل لي قدام في الصفوف الأولى" ومضى مسرعاً....
وما أن خيّم الليل البهيم وودعنا نهار يوم طويل كانت الكلاكلة صنقعت على موعد مع ذلك الحفل المرتقب وأخذ الناس يتوافدون إلى مكان الحفل تباعاً من كل فج عميق وإكتظت أرجاء المدرسة بالرواد وبعد ساعة صعدت البلابل على خشبة المسرح وقد إرتدين ماكساً طويلاً كانت الموضة السائدة آنئذ وأخذن يرددن:" إنت ما مجبور علينا ونحن مجبورين عليك" وأعقبنه بأغنية لون المنقة وسط تصفيق حار أخذ يدوي الأرجاء فقال لي المرحوم الهادي:" أنا ما عارف يا حسن الأنية دي ما عاجباني كلو كلو وإتخيل إنها للشاعر الكبير إسحق الحلنقي؟ فقلت له وأنا أمعن النظر نحو المسرح :" لابد أنه كان يريد مجاراة ركب العصر والريتم السريع في الأغنية فجاءت الكلمات خفيفة كما ترى" ثم صعد أبو عركي وقد ألتف أسلاك المايكرفون بين أنامله وأخذ يردد: " يا تحفة حواء يا روح آدم يا ست الكل" وعلا التصفيق وعبارات الإعجاب والإطراء وما إن قال :" يا حديث الرب لي دنيانا ويا ملكة بتأسر دنيانا يا أروع وأجمل إنسانة يا ست الكل" قال لي المرحوم الهادي أدهم بنبرة لا تخلو من التهكم والسخرية:" يا حسن ألحق!!! الراجل ده كفر والله شنو؟
فقلت له مستغرباً:" كفر شنو إستغفر الله ،،، إيه الخلاك تقول كدة في الراجل؟
فقال لي: " إنت ما سامعه بيقول شنو؟
"حديث الرب لي دنيانا هو القرآن "
فقلت له زاجراً:
" عليك بطل غلبة وفلسفة وإستمع إلى الأغنية وإنت ساكت"
وختم أبوعركي فعاليات الحفل وهو يشدو بأغنية نور النوار
وما إن قال:
" سهرنا الليل وكملنا في ظلال عينيك النعسانة:
وعينك ما تشوف النور علت الكراسي تتطاير في السماء
والشكلة دورت وعلا المكان ضجيج وهرج ومرج وأخذ الحاضرون
يركضون إلى الخارج فارين من هذا الشغب
وفجأة لم أجد المرحوم بجانبي ووجدته يركض كالغزال أمام المدرسة فقلت له وأنا أركض خلفه مذعوراً : عليك الله إستناني يا هادي أنا ما قادر أجري ذيك فقال لي
وهو مستغرق في الضحك :" إنت يا حسن وقت السفسفة والأكل بتنسى إنو حيجي يوم ذي ده " فقلت له غاضباً:
" كدة برضو يا هادي مش جينا هنا سوى وإنت اللي كلمتني عن الحفل؟
يا راجل حرام عليك إستناني؟
فقال لي:
" في زول بستنى زول في يوم ذي ده"
فقلت له متهكماً وقد عجزت عن الجري والركض:
" يا أخواني البنات الجري ده ما حقي
حقي المشنقة والمدفع الثكلي"
رحمك الله رحمة واسعة يا إبن الخال هادي
وأسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
اللهم آمين
هيثم عبدالعال
10-07-2007, 06:05 AM
فووووووووووق
حتى لا يحرم من المتعه كل من يلج المنتدى
حسن سادة
10-07-2007, 08:23 PM
عذراً أيها العزيز هيثم
فقد لبثت في الحاج يوسف لعدة أيام
وكنت بعيداً عن الكلاكلات المتحدة
ولم يتسنى لي شرف إستقبالك
في ربوع الوحدة وصنقعت
فأهلاً بك هنا أيها العزيز
تفضل وإتخذ لك مجلساً فوق هذا الحصير
ريثما يعدون لنا الشاي بالأبري
نزار حسن محمد
10-07-2007, 09:11 PM
طال علينا فراقك والله ياحسن ساده
ياخى تلاته يوم ..وانا بفتش عليك
فرحت كثيرا ..برجوعك الينا..
حسن سادة
10-07-2007, 10:21 PM
الشفيف الوريف نزار بيه
عقبال عندك كان عندنا عرس وحفلة كاربة
بي ندى القلعة وغنت لينا حنانة من بيت الكلاوي
وعندنا عرس تاني قريب في المايقومة بعزمك فيه
وشكراً للجية والكلاكلة نورت يا باشا يا أمير
حسن سادة
10-07-2007, 10:22 PM
"جَلَسَت ست الكسرة في لفة القبة
والخوفُ بعينيها
تتأمَّلُ باميتها الطبيخ
قالت:
يا ولدي.. لا تَحزَن
فالملاح عَليكَ هوَ المكتوب"
وجذبت بمبراً كان مرمياً بجوارها وجلست أمامها
وأنا أسائلها وأنا أشتم رائحة الطبيخ الشهي:
حجة حليمة إذيك طابخة لينا شنو الليلة؟ أنا شامي
ريحة البامية فايحة ذي المسك" فقالت لي وهي تقلب حلة البامية:
" يا ولدي الخير كتير خالتك الليلة محضرة ليك غداء ما حصل"
فقلت لها متشوقاً:
" طابخة شنو يعني؟"
فقالت لي وهي تفتح لي أغطية حلل الطبيخ"
دي فضلة خيرك رجلة مسبكة باللحمة ودي حلة البطاطس
باللحمة المفرومة ودي القاورما" فقاطعتها قائلاً:
" يعني شنو قاورما يا حجة؟ أول مرة أسمع الإسم ده قبل كدة"
فقالت لي وقد غرفت عينة منها بالمغرفة لتريني إياها :
" القاورما هي ملاح البصل ،،،
إنت الظاهر عليك من الشمالية"
فقلت لها:" نعم "
وفجأة إستدارت في جلستها وهي تزجر بنتها الصغيرة
التي إستلقت فوق حصير بال وأخذت تتصفح مجلة قديمة:
" يا بت إنتي جنك قراية قومي أشطفي لي الصحون ديل"
فتجاهلت البنت كلام أمها وضربت به عرض الحائط
وسرحت بين ثنيات المجلة وهي مستغرقة في تقليب صفحاتها
فتبادر إلى ذهني رائعة ود الأمين:
"سارحه مالك يا حبيبة
ساهية وأفكارك بعيدة
بقرأ في عيونك حياتي
وإنت مشغولة بالجريدة
بتقرى فى ايه كلمينى يا سلام مهتمة عاملة
يعنى لازم تقرى هسه مقال بحالو وقصة كاملة
إلخ الأغنية
وفوجئنا برجل عريض المنكبين يأتي إلينا
ويسأل الحجة حليمة عن عدم نظافة عدة الطعام
فقالت له حليمة مستفسرة عن هويته:
" وإنت يا أخوي بي صفتك شنو بتسألني عن النظافة؟
فأجابها الرجل وقد تأبط إضبارة وأمسك بقلم جاف قديم:
" حأكون شنو يعني ؟ ما ضابط صحة وكدة"
فقالت حليمة متهكمة وقد أخذت تلوح بيديها:
" أجي يا أخواني ،، سجمنا والراجل هجمنا،،
شكيتك على الله شكيةً لا بتتعطّل ولا بتتبطّل،
ضابط طيران يا يابا والله ضابط نيشان؟
ما ضابط ضبان ،،، أولك زيت وآخرك فليت"
فقال لها الرجل زاجراً وقد أغضبه تهكم حجة حليمة:
" يا ولية بطل غلبة ونظفي عدتك دي
وما داير يكون في هنا ضبانة كلو كلو،،، سامعة والله لا؟
فقالت حليمة وهي تشير إلى ولدها الأصغر
الذي كان يلهو على مقربة من موضع الحلل والصحون:
" يا جنابو إنت شايف الولد ده"
فقال:" شايفو حيكون شنو يعني ولد كتشينة؟
فقالت: " الولد ده أنا جايباهو هنا مخصوص عشان يقش لي الضبان
وده إختصاصو الوحيد وكان شفت لي ضبانة واحدة طايرة هنا
بالغلط ما بديه مصاريفة اليومية"
فقال الضابط وقد إنفرجت أساريره قليلاً:
" والبت القاعدة تقرأ في المجلة دي جايباه لي شنو؟
فقالت:
" البت دي بتغسل لي الصحون والكبابي ولو إنها ما شايفة شغلها حسع"
وجذبت منها المجلة وألقتها بعيداًً
وبعد أن إنتهيت من تناول ملاح الرجلة بالكسرة تناولت كوباً
من الشاي وأعطيتها نقودها ومضيت إلى محل الحلاقة الكائنة
على الناصية جوار مكتب المحامين في لفة القبة وعلى حسن حظي
لم يكن مكتظاً بالزبائن كعادته ووجدت الحلاق السماني يتأمل
في وجهه في المرآة وربما كان يتفقد دملاً في وجنتيه
ورحب بي وأجلسني في كرسي الحلاقة وقد أحضر
كامل عدته وأخذ يسألني وقد يضع المنديل فوق كتفي:
" عايز قصة ياتو موضة؟"
فقلت له مستغرباً:
" تقصد شنو يا حاج ؟ أي قصة والسلام"
فقال لي وهو يستعرض ملكته في فنون الحلاقة وقص الشعر:
" لا لا أصلو الأيامات دي أولاد الجيل الطالع جديد ديل بيطلبوا إشي م
ايكل جاكسون وإيشي ماريينز وبيكهام وكارل لويس قصات كتيرة ما تديك الدرب"
فقلت له:" يا عمي أنحن كبرنا على الحاجات دي أعمل لي أي قصة
إن شاء الله قصة أبوداؤود حتى"
فبدأ في قص الشعر وقد أخذ يحدثني في ثرثرة بالغة عن السياسة
الداخلية والخارجية للسودان وعن الأوضاع في كوسوفو والخليج
فزجرته قائلاً:
" عليك الله يا حاج أحلق لي وإنت ساكت
وبعدين تعال هنا أنا جني وجن السياسة والمواضيع التقيلة دي"
فواصل في الحلاقه وقد كف عن الثرثرة قليلاً وفجأة أخذ يسألني:
" الأخ مغترب؟"
فقلت له نافياً:
" لا أنا كنت مغترب وكان فعل ماضي قاصر،،،
لكين حسع رجعت السودان نهائي"
فقال لي وهو ينفض منديل الحلاقة:
" غايتو أنا سامع ولدي الكبير بيقول
كان فعل ماضي ناقص لكين قاصر دي ما ناقشها كلو كلو"
فقلت له وأنا أكتم ضحكة باتت حبيسة الأشداق:
" قاصر دي كلمة خليجية ومعناها ناقص برضو"
فقال لي:" غايتو ناس الخليج ديل عندهم جنس كلام !
أسكت خليه ساكت"
ومضي قدماً في قص الشعر وهو يدندن مردداً:
" مين علمك تهوى الجمال،، يا قلبي مين سلمك،
العلمك ظلمك ظلمك،،
مين علمك تهوى وتحب وتكون لي أقرب جار وحب
من هجره تشكي وتتنحب
إن لم يكن صدرك رحب يا قلبي أحسن تنسحب"
فضقت ذرعاً من صوته الأجش وقلت له:
" تعرف يا حاج!"
فقال لي: " مالك،، في شنو؟"
فقلت له وأنا أهم بالنهوض من كرسي الحلاقة:
" حقو أنا اللي لازم أنسحب وأفضها سيرة"
فقال لي وهو يجلسني في الكرسي مجدداً:
" مالك أنا زعلتك في حاجة لا سمح الله؟
فقلت :
" يا أخي ده جو بتاع غناء والله إنت فايق ورايق
وبعدين أنا مصدع وبلعت لي بنادول قبل شوية"
فقال لي وهو يهدئني:
" خلاص يا عم ما عندك أي عوجة أنا حأنطم "
ولم ينبس ببنت شفة إلى أن أكمل الحلاقة
حتى كلمة " نعيماً" لم يتلطف بها
خالد النور
11-07-2007, 01:52 AM
الرائع حسن ساده
أريد أن أوضح نقطة وهي بكل تأكيد لا تخفى عن الجميع .. أسلوبك القصصي أسلوب مثير جدا خصوصا إذا كان الملقي يتفنن في الإلقاء وفى إسلوب العرض وتسويق الشخصية وتقديم الذات
وهو إسلوب ينم عن شخصية مفعمة بالإحساس الرائع.
لك منى كل الحب والتقدير
حسن سادة
11-07-2007, 03:01 AM
العزيز خالد
لا إنت مقامك ما هنا في لفة القبة
والكسرة والبشتنة إنت تجيني البيت
في الوحدة عشان نعمل ليك قراصة حلفاوية
بالويكة ويفرشوا ليك الأزاهير ونغني غناوي
ونحكي حكاوي لمان ندوب في الليل
فتعال إلينا بالوحدة ولسع الوقت طويل
شكراً لكلماتك الرقيقة التي تنم عن رقة مشاعرك
وما تحرمنا جمال جياتك
عثمان جلالة
11-07-2007, 03:47 AM
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسون إنت الظاهر وراث ولا حاجه يأخي نحن معاك يوماتي .. يوماتي رحيل .. وبرنامجك مليان من ست الكسره .. للحلاق .. وحفلاتك .. ما تديك الدرب .. ما شفناك يوم شايل شهاداتك .. والبعض من خبرات الخليج .. وبتفتش لى شغل عليك الله من بكره .. أمرق .. فتش ليك شغل .. ونحن معاك .. كان الحكاية ساهلة .. النجي راجعين وبتشوف لينا معاك .. بيت إيجار في الكلاكله ..صأأأأأأأأأأأأأأأأح
حسن سادة
11-07-2007, 05:23 AM
العزيز الظريف جلالة
دعني أجلس قليلاً في المصطبة الكائنة قصاد بيتنا
ففي حضرة جلالك يطيب الجلوس مهذب أمامك يكون الكلام
وشكراً لمرورك الخاطف في أرجاء الكلاكلة
فقد لبست حلة من الجمال بجلالكم وبهائكم
يا أخوي قصة الحلاق دي قصة قديمة حصلت
قبل 16 سنة وحسع أنا لي 15 سنة
شغال في المنامة بالبحرين
يعني الموضوع كلو مجرد فلاش باك
وهل من عودة لينا في البوست
أم هي مستحيلة؟
عود لينا يا ليل الفرح
داوي القليب الإنجرح
عد إلى الكلاكلة مسرعاً تسبقك الخطى
فإنني قد إحتجت إليك
وإشتقت إليك فعلمني أن لا أشتاق
وإحتجت ليك
"وأحتجتُ أن ألقاك
حين تربع الشوق المسافر وإستراح
وطفقتُ أبحث عنك
في مدن المنافي السافرات
بلا جناح،،،،
كان إحتياجي ..
أن تضمخ حوليَ الأرجاءَ
يا عطراً يزاور في الصباح ،،،
كان إحتياجي .. أن تجيءَ إليَّ مسبحة ً
تخفف وطأة الترحال ..
إن جاء الرواح ،،،،
واحتجتُ صوتك كالنشيد
يهز أشجاني ..ويمنحني جواز الإرتياح ،،،
وعجبتُ كيف يكون ترحالي
لربعٍ بعد ربعك
في زمانٍ .. ياربيع العمر لاح !
كيف يا وجع القصائد في دمي
والصبر منذ الآن ..غادرني وراح
ويح التي باعت ببخسٍ صبرَها
فما ربحت تجارتها
وأعيتها الجراح ،،،
ويح التي تاهت خطاها
يوم لـُحتَ دليل ترحالٍ
فلونت الرؤي
وإخترت لون الإندياح ،،،
أحتاجك الفرح الذي ..
يغتال فيّ توجسي .. حزني
ويمنحني بريقاً ..
لونه .. لون الحياة
وطعمه .. طعم النجاح"
القصيدة للشاعرة العملاقة روضة الحاج
حسن سادة
11-07-2007, 09:20 PM
كنت أهم بالخروج من البيت
في الصباح الباكر إلى سوق الخضار في الكلاكلة الوحدة بعد أن دونت
كافة طلبات البيت من الوالدة وبينما كنت أفتح الباب وأهم بالإنصراف
سمعت الطفل عمّار يناديني بأعلى صوته وهو يقول لي:
" يا حسن إستنى حبوبة سعدية عايزاك فرجعت وقلت لأمي :
" ماذا تريدين وقد سجلت كافة الطلبات من خضار وغيره
وحتى حزمة البرسيم التي طلبتيها للغنماية التي قلت لي
بأنها باتت على لحم بطنها ليلة البارحة لم أنساها ،،
أها وتاني عايزة شنو يا يمة؟
فقالت لي وقد أخرجت حقة الصعوط من جيبها"
" نسيت أقول ليك جيب لي كيس صعوط"
فقلت لها وأنا أضع سلة الخضار جانباً:
" الصعوط يا أمي أنا حأجيبو ليكي من صعوط الوطنية الفاخر
لمان أنزل الخرطوم بعدين"
فقالت لي وقد ألحت على طلبها:
" أيوة لكين الصعوط حسع قاطي عندي وخالتك فاطمة هانم
رسلت لي الولد عمار عشان أرسل ليها سفة"
وعندئذ جاءت حنان مسرعة وهمت بأن تطلب مني شيئاً ما
ولكنها خشيت أن تزجرها الوالدة فقالت لي وقد أمسكت بيدي:
"تعال يا حسن أنا دايراك في كلام سر"
وإبتعدت قليلاً عن أمي وأردفت قائلة:
" عليك الله جيب لي كريم ديانا من ست النساء اللي بتفرش
كريماتها قدام المكتبة" ويبدو أن أمي كانت قد إسترقت السمع
وسمعت ما طلبتها حنان فقالت وهي تنهرها:
" يا بت إنت كل يوم والتاني تشتري ليكي كريم ؟
الكريم اللي إشتريتيه قبل يومين وديتيه وين؟
إنتي حكايتك شنو ما تقولي لي؟
" غايتو يا حسن البت دي حتجيب لي ضغط وسكري
وآخري معاها ما معروف"
فقاطعتها حنان وقد إستحضرت شيئاً كانت قد نسيته وقالت:
" والله كويس ذكرتيني يا أمي! عليك الله يا حسن
ما تنسى تجيب لي شريط الهادي الجبل من هدى صحبتي ،،
أصلها أخدت الشريط وما رجعته ليها يومين"
فصاحت أمي في وجهها قائلة:
"هادي جبل شنو با بت؟ جبل يكسّر رأسك إن شاء الله قولي آمين"
وتركتهن في على هذا الحال ومضيت في طريقي إلى السوق .
وما أن توغلت السوق رأيت بيتر يقف على الناصية قبالة
عمود الكهرباء فقلت له:
" بيتر إذيك ،، ما عندك برنجي الليلة؟
فقال لي وهو يريني علبة أخرى:
" برنجي معدوم يا حسن في ماركة أثيوبية جديدة ظهرت أديك
منها حبة تجرب ؟ فأجبت بالرفض ورحت أحوم بين أكوام
الخضار في السوق وفجأة تناهى إلى مسامعي صوتاً يناديني
من خلف الجدران قائلاً:
" شنو يا حسن أخوي!! سلام الله ما في؟ فتاح يا حليم رزاق يا كريم"
فأدرت وجهي نحوها ووجدت أنها البتول ست الدكوة
وقد جلست القرفصاء أمام أكياس الدكوة المفروشة
على قارعة السوق فقلت لها معتذراً:
" صباح الخير يا ست البتول والله ما شفتك العتب على النظر"
وأعقبت أقول لها وأنا أحدّق ملياً على بضاعتها:"
بعدين تعالي هنا يا البتول ! إنتي يا كاف البلاء زول عتب عليك
ما في والله شنو مالها دكوتك قاعدة ذي ما هي؟
فقالت لي وهي تتحسس أكياس الدكوة بأناملها:
" أسوي شنو في النصيب والمكتوب،، ناس الدكاكين الأيامات دي جابو ليهم
زبدة فول سوداني معلب إشي ناعم وإشي خشن وشايفة الناس كلها قبّلت عليهم
وخلوني كدة ذي ما إنت شايف"
فقلت أطمئنها:" زبدة فول شنو إنتي كمان؟
الدكوة ذيها ما في كلو كلو وبعدين المعلبات دي بيختوا فيها
مواد حافظة قالوا بيجيب الأمراض الله يعافينا"
ثم أردفت أقول لها مازحاً:
" والله يا بتول يا أختي ذكرتيني نكتة الدجاحة اللي
شافت الناس قبلوا على ماجي وقررت الإنتحار وكتبت في
وصيتها (خلي ماجي ينفعكم)"
فأخذت تضحك بصوت عال وهي تقول لي:" الله يجازي محنك يا حسن
والله ضحّكتني وأنا زعلانة وأها وإنت حسع عايز كام كيس دكوة؟
غايتو لو إنت إشتريت كيسين حأديك التالتة ببي بلاش " فقلت لها
وأنا أتناول الأكياس الثلاثة:
" والله عرض ترويجي مغري"
ثم تركتها وذهبت إلى حاج الماحي الجزار وقد إكتظ محله بالزبائن وغالبيتهم
من جنس الحريم والكل في الإنتظار والترقب وفجأة جاءت إمرأة متقدمة
في السن قليلاً وقالت للجزار:" عليك الله يا حاج الماحي إديني إتنين كيلو
من غير عظم وشيل الشحم منو عليك الله عشان ما ناقصين كولويسترول "
فقال لها الماحي وهو منهمك بتقطيع اللحم بالساطور:"يا حجة إنتي مستعجلة لي شنو؟
وبعدين إنت جاية حسع يا دوب ، الناس واقفة هنا من صباح الرحمن" فأجابت المرأة متذمرة:
" أيوة أنا جيت حسع لكين ظروفي الصحية ما بتسمح لي أقيف لمدة طويلة،،،
بعيد عنك وعن السامعين عندي روماتيزوم وعرق النساء"
وأنحنت وهي تدلك ركبيتها بطرفيها وهي تردد :
"وووب علي كراعي صحي قالوا الكبر شين"
فناولها الجزار طلبها من اللحم فذهبت إلى حال سبيلها وجاءت غادة حسناء
في منتهى الجمال والرقة وهي تدنو متئدة الخطي في دلال الحرائر الغُر النواضر
ربات الخفر وقد بدت على محياها آثار الترف والرفاهية والنعمة
وأخذ الماحي الجزار يحدق فيها وقد تجاهل الجمع الغفير وناداها قائلاً:
" إتفضلي يا ستي طلبك شنو؟
وإقتربت الغادة من منصة الجزار وقد فجت الجموع الغفيرة وقالت له:
أنا عايزة لي خمسة كيلو لحم وإتنين كيلو لحم مفروم" فقال لها الجزار:
خمسة كيلو لحم ده على العين والرأس لكين المفروم ده كمان يدوكي كيف؟
فقالت المرأة وهي تحاول جاهدة إخفاء إبتسامة ماكرة:
" يا حاج ما عندك الماكينة اللي بتفرم اللحم؟
فقال الماحي متهكماُ :" بَري يا بنت أمي،
الحاجات دي إلا في الخرطوم تحت بس "
فقالت: " ما مشكلة أديني اللحمة وخليني أمشي من الزحمة دي،،،
يا الله الناس بقت مالها عاملة زحمة كده في كلو حتة،،، يا ساتر"
ومضت تمشي الهوينى وظل الحاج الماحي يتابعها بنظرات الإعجاب
وقد وضع الساطور جانباًُ ولم يأبه بأصوات الزبائن وهم يتذمرون قائلين:
" يا حاج أنحن طلباتنا وينو" وظل الماحى سارحاً وهو يشيع الغادة
بنظراته إلى أن إختفت وتوارت عن الأنظار ولسان حاله يقول لها مناجياً:
" زينة وعاجباني،،
تعجب كل شاعر يلعب بالمشاعر
عليها يهنيني ويقول زينة وعاجباني
أنا بي ريدها ناذر إني أكون مغامر
بكل غالي عندي أضحّي ولا أحاذر
بقلبي والأحاسيس بأدق المشاعر
بالأيام وعمري وكل عزيز ونادر
لأنها لو عرفتو عفافها على قادر
وما قادر أجاهر ريدها علي ظاهر
لما يزيد حنيني أقول زينة وعاجباني"
مع الإعتذار للأستاذ الكابلي
نزار حسن محمد
11-07-2007, 10:03 PM
الله..الله ..عليك يا..ابوعلى ..
قصبن عنى تلفت نظرى..
سرحت ..فى عوالم بعيده..
الله ايداك الصحه والعافيه
ويحقق لك الفى مرادك
ودحسن
حسن سادة
12-07-2007, 12:46 AM
العزيز نزار بيه
عليك الله سيب التلفون اللي إنت ماسك فوقه ده
وتعال معاي عشان عازمك غداء في لفة الكلاكلة القبة
بس خليني أودي الحاجات دي في البيت وأجيك صادي
شكراً لمرورك في واحة الكلاكلة
وشكراً أيضاً لكلماتك الرقيقة
التي تكاد أن تتفجر نغم
وحسنك فاح مشاعر
وعم الطيب كلاكلتنا
هم ظنوك أزاهر مرت بي طريقنا
وقالوا رياض غوالي
مسّخ كل غالي
والناس المشاعر بين رسام
وشاعر ديمة يغنوا ليك
وما عرفوك إنت
نزار عاشق الكلاكلة
صلاح ودالطاهر
12-07-2007, 03:33 AM
اخي حسن ساده انا من المعجبين بكتاباتك ولكن لااستيطع ان اعلق علي هذه الكتابات الجميله فتشكر يارائع
حسن سادة
12-07-2007, 03:39 AM
الشفيف ود الطاهر
يا ما صبرنا على جفاك يا العالي قدرنا عندنا
وسوف نصبر حتى تهل علينا كالهلال في سماء الكلاكلة
تفاصيل قولي والمجمل حأصبر يعني إيه حأعمل
هلالي الهل وإتكمل
(بس أنا خايف إذا جيتك تقول لي إنت مريخابي)
وعليك الله ما تنسى تجيب معاك الأمورة السنيورة الحلوة
دي معاك ربنا يحرسها ويصونها ويحميها من كل شر
بس بشرط أقلع منها الموبايل ده عشان ما تخربها
وشكراً لمرورك الأنيق أيها الأنيق صلاح بيه
صلاح ودالطاهر
12-07-2007, 04:07 AM
الشفيف ود الطاهر
يا ما صبرنا على جفاك يا العالي قدرنا عندنا
وسوف نصبر حتى تهل علينا كالهلال في سماء الكلاكلة
تفاصيل قولي والمجمل حأصبر يعني إيه حأعمل
هلالي الهل وإتكمل
(بس أنا خايف إذا جيتك تقول لي إنت مريخابي)
وعليك الله ما تنسى تجيب معاك الأمورة السنيورة الحلوة
دي معاك ربنا يحرسها ويصونها ويحميها من كل شر
بس بشرط أقلع منها الموبايل ده عشان ما تخربها
وشكراً لمرورك الأنيق أيها الأنيق صلاح بيه
اخي حسن ساده خوفا ً قلمي لايستطيع ان يجاري هذا الانسان المرهف حسن ساده فتشكر يارائع وهذا القمر الذي اضع صورته هي ابنة اخي نزار حسن ايلاف وضعت صورتها عشان حبي الاخوي للاخ نزار حسن واسرته الكريمه
حسن سادة
12-07-2007, 04:41 AM
العزيز ود الطاهر
شكراً لهلتك مجدداً فوق سماء البوست
فهي أجمل من فراشة مجنحة على
ضفاف المقرن الجميل
أما هذه المحروسة فأسأل الله العلي
القدير أن يصونها ويخليها
وأن تتربى في عز والديها
وتكون ذخراًُ للوطن
اللهم آمين
مدنيّة
12-07-2007, 04:49 AM
(بس أنا خايف إذا جيتك تقول لي إنت مريخابي)
ياحسن سادة مالهم المريخاب :D
يلا واصل لينا في ابداعاتك مع انك ....... :D
حسن سادة
12-07-2007, 05:22 AM
أستاذنا محبوبة الملايين مدنية
شكراً لمرورك من هنا وإن كنت عاتبة يا عاشقة النجمة
وأنا في الأساس مريخابي لكين ما المريخ الحسع اللي ما بعرف
فيه إلا العجب حبيبي
مريخي كان في الزمن الجميل أيام
ناس سامي عز الدين
ضروري في التمرين (الله يرحمه)
وعادل أمين وجمال أبو عنجة
وحامد بريمة وهذه الكوكبة المتألقة
وهاكي الهتاف ده من الدورة المدرسية التي
كانت تحصد كؤوسها مدرسة الهوارة الثانوية بمدني
من عنديكم)
" في كل سنة الهوارة ما أحسنها
كأس الدوري بقى حقنا"
وهو في الأساس نشيد لمايو تم تحريفه
(في كل سنة ثورة مايو ما أحسنها
رجال الثورة إستحقوا الثناء)
يا حليل مايو وأيام زمان
وكورة زمان الما خمج
بسطاوى
13-07-2007, 05:13 AM
اكتب اكتب اكتب ولا تنتظر التعليق فكتاباتك منها نرتوى باجمل المعانى وهناك شى داخلى
عميق يخرج منك فى كلمات وعندما نقراة يتمنع علينا بالسمو فلا نستطيع الا الصمت
اكـــــــــــتب اكــــــــــــــــــــتب ونحن نقراء فى صمت
المكاشفى
13-07-2007, 01:35 PM
العزيز حسون الرائع بكتاباتك الكلاكليه الفزه
لقد نظمت فأوفيت وسردت فأكفيت
ولك العتبى إن تأخرنا
مدنيّة
14-07-2007, 12:52 AM
مريخي كان في الزمن الجميل أيام
ناس سامي عز الدين
ضروري في التمرين (الله يرحمه)
وعادل أمين وجمال أبو عنجة
وحامد بريمة وهذه الكوكبة المتألقة
صدقت والله
وناس عاطف القوز
كمال عبدالغني
وابراهومة
زمن والله
حسن سادة
14-07-2007, 10:33 PM
العزيز الغالي بسطاوي
شكراً لمشاعرك الفياضة
أما الصمت والكلاكلة فهما
ضدان لا يلتقيان
تماماً كما قال الشاعر:
" فالوجه مثل الصبح مبيض
والشعر مثل الليل مسود
ضدان لما استجمعا حَسُنَا
والضد يظهر حسنه الضد "
فإياك أن تصمت في ربوع الكلاكلة
أيها العزيز بسطاوي
وأقيف وسط البلد وأهتف
بريدك يا صباح عمري
كان شرف باذخ أن أهلّ في ديار
الكلاكلة عزيزنا المكاشفي
حاملاً قناديل المحبة ليضيئ
سماءات الكلاكلة ورافعاً
راية المحبة العامرة
ولسان حاله يقول:
" أنحن البينا عامرة"
وكتر الجية هنا يا مكاشفي
لنتشرف بك أكثر فأكثر
وشكراً لمرور عاشقة الوهج الأحمر
أستاذتنا المريخابية الهوى مدنية هانم
وخاوووني يا مرحب دايرها تبقى خوة
بنت الرفاعي
15-07-2007, 03:46 AM
ماشاءالله عليك وعلى سردك الجميل من شدة ما عشت مع حكاويك نسيت أنا وين وعشت الدور معاك.
وفي إنتظار المزيد.
حسن سادة
15-07-2007, 04:37 AM
بشراك أيتها الكلاكلة يا درة المدائن
فقد نلت المرام كله بزيارة مرام
فوجدت رفيقا لا يخون ولا يجافي ..
يحفظ عهده في عمق قلبه .. ويروي ودك نظم القوافي
فإياك بأن تنسي رفيقا .. إذا جفت عن الوصل التلاقي
فأنثري الرياحين والمسك في أرجارئها
وأرقصوا زيدوا الساحة سماحة
ونحن وراكم نشيل
نغني غناوي ونحكي حكاوي
لمان نذوب في الليل
وشكراً للطلة والهلة يا مرام
حسن سادة
15-07-2007, 11:09 PM
في رونق الصبح البديع وقد تحلّى الكون بمنظر الطبيعة الخلابة
طرق طارق بيت روضة في أقاصي الكلاكلة وهي منهمكة في غسيل
الملابس في وسط الحوش فصاحت تنادي إبنها الصغير زاجرة:
" يا تامر هوووي ! يا ود إنت ما تبطل اللعب الكتير ده.؟
قوم أمشي أفتح الباب البيخبط ده"
فركض تامر مسرعاً نحو الباب وهو يحمل الكرة التي كان يلعب بها
وفتح الباب فدخلت هانم القادمة من الحاج يوسف تلقي كلمات التحية والسلام
فتركت روضة كوم الغسيل الذي كان بين يديها وأقبلت نحوها
وهي تنشف يديها من آثار الصابون بفوطة صغيرة فعانقتها
وسلمت عليها ثم أجلستها في البرندة
وهي تعاتبها على شح الوصال قائلة:
" والله زمان يا ست هانم أختي، يعني الواحدة ما تشوفكم إلا بالشهور؟
الحكاية شنو ؟"
فقالت روضة وهي تضع توبها فوق المنضدة:
ها يا روضة يا أختي إنت قايلة أنحن في البلد؟
إنت ما عارفة مشاغل الخرطوم وظروفها اللي ما ليها درب ولا آخر والجري
والحوامة كل يوم من صباح الرحمن في المستشفيات ومحطة السكة حديد
والبكيات والأفراح والمناسبات الكتيرة اللي ما بتخلص دي؟
غايتو يا خيتي الله يكون في العون خليها على الله بس" وإستطردت قائلة:
وبعدين تعالي هنا!!! يعني إنتو قاعدين تجونا في الحاج يوسف كام مرة؟
وذي ما قال ترباس (ما بنمشي لي ناس ما بيجونا)
فردت روضة وهي تهم بالنهوض لإعداد الشاي:
" يا بت أمي عليك الله مشوار الحاج يوسف ده ما سفر عديل كدة؟
الواحدة تركب ليها كام بص عشان تجي؟
وبعدين أنا طوالي قاعد أتوه في الحاج يوسف دي،
إستنيني دقيقة واحدة حأجيك راجعة بس أركب كافتيرة الشاي دي"
فقالت لها هانم معتذرة:" عليك الله أقعدي قبلك هنا، أنا ما ضيفة
وبعدين أنا ما قاعدة أشرب شاي كتير الأيامات دي
عشان عندي الضغط بعيد عنك" فقالت لها روضة
وهي تضع يديها في فكها مستغربة:" كُر عليك يا يمة
وألف لا بأس عليكي، إنت يا أختي لسع صغيرة على جنس الأمراض دي؟
ضغط شنو ؟ إن شاء الله عدوينك يا بت أمي"
فقالت هانم وهي تمسك برأسها: " والله قبل شهر كدة شعرت
بي صداع شديد وكلمت محمد ولدي يوديني المركز الصحي
وكشف على الدكتور وقال لي يا ولية إنت عندك ضغط وقللي من الملح في الأكل"
ثم أعقبت وقد أخذت تدنو من روضة قليلاً كمن تود أن تذيع سراً كان مخفياً :
" خلينا من الضغط حسع الله الشافي وأسمعيني كويس يا روضة" فدنت روضة مستغربة وقالت:" في شنو يا بنت الناس حيرتيني معاكي والله؟ فأجابت :" خير كلو خير،،، محاسن بتي- عقبال عندك كدة – إتقدم ليها واحد دنقلاوي جارنا في الحاج يوسف وكان زميلها في كلية الهندسة وحسع أنا جاية أشاورك عشان ما عندي غيرك في الغربة دي" فقالت روضة وهي تبدي فرحها بالخبر السار:" ما شاء الله وتبارك الله مبروكين إن شاء الله ربنا يتمم بي خير،، يا سلام يا هانم أختي والله لو ما كنت حادة خالي اللي إتوفى قبل شهرين كنت زغردت بأعلى صوتي يا سلام محاسن دي بنت جدعة خلاص وتستاهل كل خير" فسكتت برهة ثم أعقبت تسألها متشوقة: " أها ما وريتيني والعريس ده شغال وين في دبي والله الدوحة والله جدة والله وين في الخليج؟
فقالت هانم:" بري يا يمة دبي شنو وخليج شنو عريسنا عريس الهناء والسرور شغال قبلو هنا في السودان ده"
فسألت روضة مجدداً للمزيد من التفصيل:" بالله ، الرسول ،، ما شاء الله وين في السودان ؟ شغال في ياتو وزارة " فأجابت هانم:" شغال مهندس كبير في هجليج بيمشي شهر هناك ويقعد شهر هنا في الخرطوم وماهيتو بتكون ماشة كمان" فقالت روضة:" أجي يا أخواني؟ وهجليج دي كمان وين عليك الله؟ فأجابت هانم:" والله أنا سامعة محاسن بتي بتقول لي حاجة كدة بين الغرب والجنوب يعني الحتات اللي فيها آبار البترول" فسألتها روضة مجدداً:" وبعدين الشغال في هجليج ده يجيب ليها التيبان والدهب والشيلة من وين؟ فقالت هانم:" كيفن يجيب ليها من وين يا بت أمي- السودان ده ما مليانة فساتين وتيبان ودهب بالكوم وعلى أحسن ما يكون بس الناس دي جنها حاجات الخليج يعني الحكاية حاجة نفسية وبس،، طيب يا روضة أنا حأقول ليكي قصة مضحكة خلاص بنت أخوي ماجدة اللي قاعدة مع راجلها في دبي بتعرفيه طبعاً ؟ دي يا ست الناس السنة الفاتت جات من الإمارات تحضر عرس أختها الصغيرة زيزي وطلبت من راجلها يشتري ليها أغلى التيبان من دبي ،، معاها حق أخت العروسة وعايزة تتباهى وتقبض الجو وكدة وأول ما جات هنا وحضرت الحنة لقت ليك النساوين القاعدات هنا في السودان لافات تيبان حاجة تخبل،ن التيبان المطرزة دي اللي مصنعها في أمدرمان وإتحرجت جنس إحراج غايتو الله لا يوريكي،، بس طوالي مشت لي راجلها وقالت ليه يوديها أمدرمان عشان تشتري التيبان السودانية أيه رأيك في الحكاية دي؟
فقالت روضة : إنتي كلامك صح يا هانم لكين إنتي ما شايفة إنو التيبان اللي هنا ديل غاليات لا من غلط؟ فقالت هانم:" أيوة عاد الغالي بي غلاوته لكين مش" وأردفت قائلة وقد نهضت وهي تهم بلف توبها إستعداداً للإنصراف:" ووب علي الوقت سرقنا أبو محمد حيقتلني أنا إتأخرت شديد"
فقالت لها روضة وهي تمسك يديها لتحثها بالمكوث:" عليكي الله أقعدي كدة وإتغدي معانا الليلة
أنا لسع ما شبعت منك يا بت أمي"
فإعتذرت هانم ومضت في سبيلها إلى الحاج يوسف
حسن سادة
16-07-2007, 11:55 PM
أحمد وولد الجيران يلعبان الكرة في الحوش ويحدثان جلبة
قضت مضجع روضة التي لفت رأسها بمنديل إثر صداع ألمّ بها
ورقدت في البرندة فخرجت تزجرهما وتطلب منهما الكف عن اللعب
والهرج والمرج غير أنهما واصلا في اللعب غير آبهين
بها فقالت تحاور إبنها أحمد : " والله كويس يا أحمد إستنى بس
خلي أبوك يجي من الشغل
وأنا لي صرفة تانية معاك"
فقال لها أحمد وهو يركل الكرة بيمناه:" أبوي هو اللي قاعد يشجعني
دايماً على ممارسة الرياضة وطوالي بيقول لي يا كابتن
أحمد إنتي بس اللي ما عايزانا نلعب" فقالت له وهي تخلع المنديل
المربوط على رأسها"
خلاص سوي الدايره لكين قسماً عظماً ما أكون بت أمي
وأبوي أكان خليتك تمشي الليلة حنة محاسن في الحاج يوسف ،
أها رأيك شنو" فألقى أحمد الكرة في سقف المنزل وقال لها:
" لا لا خلاص ما في لعب كورة تاني وإنت شايفة إني رميت الكرة ،،،
كلو وإلا حنة محاسن بنت خالتي دي"
وأقبلت روضة نحو المطبخ وقد إنهمكت في الضحك.
وفي المساء تجمع المدعوون لحفلة الحنة في محطة 12
في إنتظار الحافلة التي ستقلهم إلى بيت العرس في الحاج يوسف
وعندما حان وقت العشاء إنطلقت الحافلة وسط الزغاريد
وأهازيج الفرح وقد تجمع الصبيان في مؤخرة الحافلة
بينما جلست الحسان في المقدمة، بينما إصطفت
جموع النساء والرجال من كبار السن في وسط الحافلة
وبدأت المنافسة سجالاً بينهم في الغناء حيث إستهل الصبيان
في ترديد الأغاني وقد إتخذوا من جركانة حملوها معهم آلة للإيقاع:
نمشي شرق لطلمبة شل،،، ونمشي غرب لطلمبة أجب
ويللا طويل،،، شل شل شل كُبّ لي جالون
حسب القانون،،، أديني جالونين حتى لو بالدين
لا لا مابديك الطرمبة هاديك ،،، ما بعيدة عليك
البابور الجاز خلوه اليشتغل
الشغل بالجاز خلو اليشتغل
وأنهوا الأغنية وسط دهشة وقهقهات الكبار
وتركوا الفرصة للبنات لكي يرددن أغنيتهن:
" العربية تقوم بينا للحاج يوسف يا
وحي العمدة وأبوروف يا سمع وشوف
أم درمان يا ،، كلو حنانيا ،، دي السودان كلو أمان يا
طلعت الكبري نزلت بحري الصبابي سبب عذابي
الدناقلة الشعبية الختمية ووصلت كوبر
كوبر الواحة محل الراحة
ودخلت الوحدة الوحدة جوة
كريسيدا يا،، سمح سيدها
العربية تقوم بينا
ثم أعقبها الأولاد بأغنيتهم مرددين:
"فوق الحلة ديك أنا تاني ما بجي
الشمار كتير أنا تاني ما بجي
فقدت الحنان فقدت الأمان أنا تاني
حبيبي أشر لي تاني ما بجي
أظنو حس بي ما بجي
كان حلف أنا تاني ما بجي
سحبو فردتي أنا تاني ما بجي
إرتفعت حمتي أنا تاني ما بجي
أنا بركب الأمجاد وبفارق البلاد
بفارق الخرطوم وحر السموم
وتاني ما بجي "
فصاح الحاج مرسي في وجوههم زاجراًُ وهو يقول:
" يا أولادي عليكم الله ده غناء ده؟
حاجة مسخرة ساكت ما تغنوا لينا حاجة سمحة وعدلة
فقالت سكينة التي جلست في طرف المقعد في منتصف الحافلة:
" غايتو يا حاج أسكت خليها على الله ساكت،،،
بري يا يمة من أولاد وبنات الجيل ديل جيل الإنترنت
والفضائيات عليكم الله ده إسمو غناء ده؟"
فغضب هيثم الذي ترأس شلة الغناء في مؤخرة الحافلة
وقال مدافعاًُ عن جيله:
" يا حاج روّق المنقة كدة شوية،،،
يعني عايزنا نغني ليكم شنو يعني؟
الود والله القمر بوبا؟
ده غنانا حسع والزمن داير كدة"
فقال حاج مرسي مخاطباً فرقة البنات:
" يا الله يا بنات إنتو ورونا دوركم
وسمعونا حاجة عليها القيمة"
ورمى هيثم جركانة الإيقاع نحو البنات
وقال لهم :" خلاص إنتو ورونا الغناء الما خمج"
فرددت الحسان:
" المهيرة عقد الجلاد النار يا عريسنا
عروسك غلبو الثبات
المهيرة شمعة بتموع
ويا خليلنا قش الدموع لي عرسونا
عريسك غلبو الثبات
المهيرة مهيرة السبق
يا الطيبك فاح بالحلة وعبق
يا ام كفيلاً صال وجال
يا ضميرا ً لف االسجار
الموت في شانك حلال
المهيرة البيت فرشو
ديل نسابتك بالبيجو جو..
المهيرة مهيرة السرور
إنت ملكة وحرس إنجليز حكومة يا عروسنا
عريسك غلبو الثبات"
فصاحت إحدى الحريم وقد أطلقت زغرودة
رجت لها أرجاء الحافلة وقالت:
" ينصر ديكن يا بناتي كدة الغناء والله بلاش
ولو إني مستغربة حرس الإنجليز ديل
الجابهم شنو بعد ما رفعنا راية الإستقلال؟
وأعقب عم مرسي قائلاً:
" البنات ما قصرن ،، أدونا حاجة من أغنيات التراث الخالدة
وحسع يا اولاد إنتو ورونا حتغنوا لينا شنو؟"
فأجاب عليه لؤي وقد تملكته مشاعر الغيرة:
والله يا حاج البنات ديل غنوا الأغنية دي خوف منك بس
عشان أنا سمعتهن قبل شوية كانوا بيرددوا أغنية حنانة
لكين غيرو رأيهم فجأة وبدلوا الأغنية بالمهيرة"
فقال حاج مرسي:" وأغنية حنانة دي كمان تطلع شنو؟
فقال لؤي:" دي أغنية قمة في الهيافة والدناءة بتقول كلماتها:
" دق الباب بي طوبة .. فتحت ليه حبوبة ...
وقالوا أمو شمشارة
أريدها وأريد شمارها
قالوا أمه ما فيشة
معزومة جَبنة بالشيشة
في يمينه دبورة وفي شماله دبورة
ملازم حاجة معقولة
ودق الباب وجانا
وأنا جريت لي حفيانة
ما قصدت الخيانة
قاصداه يقيّل معانا"
أها يا حاج كدة كيف؟
فقال الحاج: " مبالغة"
" الله يستر علينا من غناء آخر الزمن"
وأخيراً وصلت الحافلة بيت العرس
في الحاج يوسف وعلت أصوات الزغاريد مجدداً
ابوالنور
17-07-2007, 12:09 AM
ترى ما سر هذا الجفاء الذي بات سداً منيعاً بيني وبينك أيتها ........؟
يا سلام يا حسن ربنا يحفظك ويحفظ ليك قلمك انشاءالله يا رب
حسن سادة
17-07-2007, 12:25 AM
عزيزنا وحبيبنا أبو النور
شكراً لزيارتك لنا في ربوع الكلاكلة
وأعتذر لعدم وجودنا في الكلاكلة حالياً
فنحن مشغولين في عرس محاسن
في الحاج يوسف وياريت تأجر
ليك أمجاد وتحصلنا بي هناك
وعقبال عندك
ابوالنور
17-07-2007, 12:33 AM
عزيزنا وحبيبنا أبو النور
شكراً لزيارتك لنا في ربوع الكلاكلة
وأعتذر لعدم وجودنا في الكلاكلة حالياً
فنحن مشغولين في عرس محاسن
في الحاج يوسف وياريت تأجر
ليك أمجاد وتحصلنا بي هناك
وعقبال عندك
امين يا حسن انشاءالله
لكن تكون طالبنا نحنا في عرس سمر في المنيره
ويلا شوف ليك اتوز سريع اصلنا
حسن سادة
17-07-2007, 01:06 AM
إنت يا أبو النور أخوي
حكايتك شنو؟
منيرة شنو يا أخوي؟
تكونش قاعد في القاهرة ونحن ما عارفين؟
وبعدين تعال ياتو منيرة؟
إمبابة المنيرة شارع ذكي مطر؟
والله منيرة اللي في مصر القديمة
جنب المنيل وقصر العين؟
عموماً بترجاك أنا في كتكات
محل الصيد ما هاجر وفات
وبستناك أنا في العجوزة
إنت من هنا والله من سنكات
يا حبيبي
يا حليل أم الدنيا
ابوالنور
17-07-2007, 02:14 AM
مَالُه أعياهُ النضال بَدنِى .. وروحى ليه مشتَهيه ودمدنى ِ
ليتَ حظِى سمَح وأسعدنِى.. طُوفَه فَد يوم بى ربوع مدنِى ِ
كنت أزورُه أبويَاودمدنِى ... واشكى ليهُ الحضرى والمدنِى
آهِ على حُشَاشَتِى ودَجَنِى ... و حنينى ولوعتِى وشَجَنِى
دار أبوُيَا ومتعَتِى وعجَنِى... ياسَعادتِى ولوعتِى ومَجَنِى
المنيره يا اخوي حسن احد احياء مدنية ودمدني العامره بي وجودك في منتدياتها وهي تقع في الناحيه الجنوبيه الشرقيه لمدنية ودمدني و من الاحياء الدرجه اولي بها
ودمت مع خالص الود ولاحترام
حسن سادة
17-07-2007, 02:23 AM
العزيز أبو النور
شكراً للمعلومة الضافية
وصراحة ما كنت ناقش الحكاية دي كلو كلو
وشرف كبير أن أزور مدني العظيمة
عند زيارتي للسودان إن شاء الله
همسة
أنا مطوّل شديد من السودان
ومقيم في المنامة البحرين
حسن سادة
24-07-2007, 10:43 PM
أصبح الصبح وها نحن مع ناس العرس إلتقينا،
إلتقى ناس الكلاكلة بناس الحاج يوسف مبتهجين
بمراسيم العرس وأخذت جموع المدعوين يفدون إلى
بيت الحفل من كل حدب وصوب بينما عكف أهل العريس
والعروس بالإنشغال في إعداد الحفل فمنهم من راح يرص الكراسي
في الصيوان الذي تم تركيبه أمام بيت العروس بينما راح البعض الآخرين
يعلق أكاليل الزينة والمصابيح الملونة في أرجاء الصيوان وقد أوكلت مهمة
تركيب الكوشة وتزيينها لبعض صبية الحي وها هو عمارة تسود
يترجل من بص الأمجاد ممسكاً بذراعيه الميكرفون الذي أحضره
خصيصاً من ربوع الكلاكلة وهمّ بتركيبها فوق مسرح الحفل
وأخذت الساعات تمضي سراعاً إلى أن حان وقت الحفل وسط الزغاريد
وقد حضر شقيق العريس
بعربته التي زينها وبهرجها ليحمل شقيقه العريس والعروسة
إلى الكوافير فخرجت العروسة محاسن وهي بكامل زينتها
وقد إرتدت فستان الزفاف الأبيض المطرز ووضعت على هامتها طرحة الزفاف
ولكن لا أدري ما الذي حمل مصمم الفستان
على تفصيله بهذا النحو فقد ترك قطعة طويلة تجرجر في الأرض تماماُ كذيل الطاؤوس
ولولا تلكم الزهرات الصغيرات اللائي أمسكن بطرف الفستان وصرن يمشين خلف العروسة لوقعت العروسة من طول الفستان. يا لروعة المنظر وقد إصطفت البنيات الصغيرات على طول الطريق الممتد المؤدي إلى حيث السيارة المزينة التي ستقل العروسين وقد حملت كل واحدة منهن سلة ممتلئة بالزهور وأخذن ينثرن حبات الورود للعروسين وقد علت أصوات الزغاريد
وبعد أن غادر العروسين مكان الحفل صعد مطرب
واعد يبدو أنه من أهل العريس بصحبة فرقته الموسيقية
وأخذ يصدح برائعة زكي عبد الكريم:
أميرة الشباب يا السمحة أنا جاييك عريس
يا زينة البنات يا الملكة مهرك ما رخيص
عارفك جميلة وزايدة في البنوت غلا
لكين ظروفنا القاسية كيف نتحملها؟
إلى أن قال:
يعجبني فيك لو قلت أنا ما دايره مال
وأصلو العرس بالفاتحة يا ناس ما حلال"
وعندئذ إقتربت روضة من نبرة التي كانت تجلس بجوارها في الصيوان
وهمست في أذنها قائلة:
" سامعة يا بت أمي الراجل قاعد يقول في شنو؟
عايزين عروستنا تقول لعريسها " أنا ما دايرة مال "
ويقوموا يعرسوها بلوشي بلوشي"
فقالت لها نبرة وقد إنهمكت في الضحك:
هييي لكين يا روضة أختي حرام عليكي
الراجل القاعد يغني ده ما العريس! والعريس ذنبه شنو عليكي الله"
فأعقبت روضة وهي تحدق النظر في المغني:
" يعني فنان الغفلة ده ما لقى إلا الأغنية دي؟ حكم والله
وأنهى المطرب الدنقلاوي وصلته الغنائية
فصعد أحد الشبان إلى خشبة المسرح وأمسك بالميكرفون
والمايك الذي الذي دمع
وأخذ يلقي عبارات التهنئة والأماني العذبة أمام الحضور قائلاً:
سيداتي وسادتي الحضور تهانينا للصغيرين وعقبال النجاح
في المدرسة والعرس لمان يكبروا إن شاء الله؟
فذهبت هانم أم العروسة إلى أم العريس وسألتها مستفسرة:
" يا أختي إنتي الراجل القاعد يخطب ده، من أهلكم؟
فأجابت أم العريس نافية:
" بري يا أمي؟ والله أنا ذاتي كنت عايزة أسألك نفس السؤال ده"
فنادت هانم إبنها الكبير معاذ قائلة له:
" أطلع المسرح يا ولد وشوف شغلك مع الراجل اللبطي ده؟
فصعد معاذ وقال للغريب:
" الجابك شنو هنا يا فردة؟ وإنت قايل اللمة والزيطة الهنا دي
بي مناسبة شنو؟
فأجاب الغريب قائلاً وقد أصيب بالحرج والإرتباك:
" حتكون شنو يعني ما طهور وحبينا نبارك ونقوم بالواجب"
فأوسعه معاذ ضرباً مبرحاً وهو يقول له:
" طهور شنو الله يطهّرنا من أمثالك الطفيليين ديل"
فهرب الرجل من وسط الجموع وقد ولى أدباره وسط دهشة المدعوين.
سأتوقف هنا قليلاً ريثما يعود العروسين من الكوافير
ونواصل معكم نقل فعاليات الحفل
فأبقوا هنا في صيوان الفرح
حسن سادة
25-07-2007, 10:17 PM
لقد شارفت عقارب الساعة نحو منتصف الليل حسب التوقيت المحلي
لمدينة الحاج يوسف ولا زالت فعاليات حفل الزواج تمضي على قدم وساق
وسط الزغاريد وتباشير الفرح وأصوات الموسيقى الصاخبة تتعالى
وتدوي الأرجاء طرباً شجياًُ وها هو العريس وقد أطل إلى ساحة العرس
برفقة عروسته وحاشيته وقد عادا للتو من الكوافير وقد إصحبهما
جموع المدعوين إلى حيث الكوشة وهما يتلقيان سيل من التهاني والتبريكات
وقد إعتلى المسرح مطرب آخر ويبدو أنه ينتمي إلى مركز شباب بحري
وبدأ يردد رائعة عبد العزيز المبارك:
" شرباتنا بالأفراح تطوف على كل موالف وكل ولوف
بي ريدنا طوعنا الظروف تاني الزمن ما منو خوف يا عزنا"
وعندئذ نزل العروسان من منصة الكوشة ليرقصا سوياً بصحبة بعض أفراد
الأسرة وسط التباشير وأصداء الفرح الذي عم الساحة بأكملها
وإنتقل المطرب في وصلته الغنائية
إلى أغنية الفنان الكبير وردي والتي تغنى بها أيضاً محمد منير:
" فرحي خلق الله وإتني يا شبه القمرة
وأرقصي رشي عبيرك فينا وفتحي يا زهرة
أرقصي زيدي الساحة سماحة ونحن وراك نشيل
نغني غناوي ونحكي حكاوي لما نذوب في الليل
لا بترتاحي لا بتريحينا ولسع الوقت طويل"
وعندها دنا أحدهم من المطرب وهو يبشر له
وتمتم قائلاً:
" والله إنت اللي ما عايز ترتاح وتريحنا معاك
وترحمنا من صوتك الأجش ده"
ويبدو أن المطرب لم يسمعه وواصل في الغناء
وعاد العروسان إلى الكوشة وقد تركا الفرصة للحضور
للمشاركة في الرقص والإستمتاع بفعاليات الحفل
وفجأة إعتلى الكوشة أحد أقرباء العروس من رجال الكلاكلة
وقال للعريس:
" يا أبو النسب إنتو حفلتكم الليلة مالها كلها عربي في عربي
ما جايبين فنان يغني لينا رطانة ولو حيا الله فاصل واحد
والله إنت ما داير تسمع رطانة؟
فقال العريس وهو يحدق في العروسة محاسن:
" كيف الكلام ده يا حاج؟ ده أنا حتى متفق مع محاسن من أيام
الخطوبة تعلمني الرطانة لكن ما لقينا لينا واحد هنا
في الحاج يوسف يغني رطانة"
وعندئذ صعدت فاطمة خالة العروس لتبارك للعروسين
وقد كانت منشغلة في
إستقبال الضيوف وحدقت في وجه العروس ملياً وقالت لها:
" ووب علي سجمي إنت محاسن والله زولة تانية؟
فقالت لها محاسن وهي مستغرقةة في الضحك شنو حكايتك يا خالتي ؟
يعني ما عرفتيني والله شنو؟
فقالت مستغربة:
" بري يا يمة إن شاء الله يقطعني حتة حتة،،،
والله ما عرفتك وشنو يا بتي العاملاها في وجهك ده؟
فقالت محاسن: ده ما الماكياج يا خالتي ناس الكوافير ديل عندهم شغلات
تحير الواحدة"
وفجأة صعد إلى الكوشة رجل يبدو أنه لا ينتمي إلى أهل العريس أو العروس
وبارك للعريس وتمتم شيئاً أشبه إلى السر وغادر المكان
وفجأة قال العريس معتذراً للمدعوين:
" يا جماعة خلاص كتر خيركم وما قصرتو تب
كفاية كده،،، وحقو ننهي الحفلة ونخلي الناس تمشي ترتاح
وإن شاء الله نجازيكم في الخير
والمسرات وسارع أهل الكلاكلة إلى حافلة الأمجاد إستعداداً للعودة
وإنطلقت الحافلة مسرعة نحو الكلاكلة
وتناول بعض الصبية جركانة الإيقاع وبدأوا يرددون
في هرج ومرج:
" عربيتو تويوتا وموبايلو في النوتة
أقرب لي هوانا
وأموت في حبهُ موتة يا ناس،،،
" يا زادي وجليسي يا البتفهم حديثي
يا تومي وجليسي يا البتفهم حديثي
أديهوا سيسي في سيسي
من وريدي الرئيسي"
فقامت سكينة من مقعدها في منتصف الحافلة
وزجرت الأولاد قائلة:
يا أولاد نقطوما بي سكاتكم عليكم الله
إن شاء الله يدوكم سيس في سيسي
في الحوادث قولوا آمين"
ما معقولة يا جماعة والله صدعتونا عديل كدة
ما كفاكم الغناء في بيت العرس"
وإقتربت الحافلة من مشارف الكلاكلة
ولسان حال ركابها يقول:
" في دنيانا نحن نعيش وما همانا
لما تفوتنا لحظة جميلة
اجمل لحظة تستنّانا
والحبان نشيل نديلو
اجمل ريدة مع حبانا "
حسن سادة
31-07-2007, 02:12 AM
عندما فردت ساعة المساء
الجناح ولملم مصابيح النهار،،
والكون شرب لون الجراح،، والعتمة نامت فى الدروب،،
والليل لبس أجمل وشاح،، تجمع ثلة من شباب الكلاكلة الوحدة
تحت عمود الكهرباء في قارعة الطريق يترأسهم هيثم الذي جلس
فوق مصطبة صغيرة وأشعل سيجارة المارلبوو وقدم واحدة منها
لسموأل فقال له معتذراً بأنه يستمتع بسفة كاربة من الصعوط الكارب
ولا يود أن يخرب مزاجه بالسجاير وسأله وهو ينظر ملياً إلى علبة السجاير:
" شايف خالك الشغال في الأسواق الحرة ما مقصّر معاك"
فقال له هيثم وهو ينفث الدخان المتطاير:
" خالي شنو يا ود الحلال،،، دي أنا إشتريتها من لفة القبة"
وبعد هنيهة، إنضم رأفت إلى جلسة الأنس –
التي ما شافوا فيها ملل وما طاف عليهم نعاس –
فقال له سموأل معاتباً:" مين فكرك يا حبيبنا مين الهداك الينا"
فأعقبه هيثم مازحاً:
" مانسيناك جاي تعمل إيه معانا بعد ما بدلتنا
وماسقيناك أحلي ما في عمرنا
" من عواطف مالقيناك،، جاي تعمل أيه؟
وإنهالت عليه عبارات اللوم والعتاب على الصدود والجفاء
حيث ختمها شريف قائلاً:
" شنو يا أخونا لا بتواصل ولا بتفاصل لا بتلوم
ماهماك نحن وراك كيف بنقاسي "
فقال رأفت مدافعاً :
" يا جماعة روقوا المنقة كده شوية أنا كنت مشغول في الأيامات الفاتت دي كانت عندي إمتحانات ملاحق في الجامعة ويا دوب خلصت وخلوها على الله بس، ربكم يستر ويجيب العواقب سليمة يا رب"
" وبعدين تعالوا هنا أنا غبت منكم أسبوع واحد بس"
وقاطعه هيثم قائلاً:" غايتو أنحن الحمد لله هم القراية دي إنتهينا منه،، بس أخلص الخدمة الإلزامية وطوالي فكك للسعودية ويكون دربي مرق لأنو ود خالتي قال لي فيزتي جاهزة"
فقال له سموأل متهكماً :" سعودية شنو يا أخوي هوي؟ الخليج ده كان زمان...
يعني إنت كدة حالتك ذي الماشي ليك حفلة بعدما الفنانين مشوا والناس قاعدة تفكك في الصيوان وتشيل الكراسي ! إنت ما سمعت أغنية الحنانة البتقول:
( تعيش السعودية يا اللامة العواطلية؟)
فقال هيثم وهو يمسح نظارته بكم قميصه:
" ها يا أخوي ده كلام حاقدين ساكت والله السعودية لسع بي خيرها وذي العسل"
فقال له هيثم:
"ماشي خلاص
ونحنَ الدوبنا
يا دوبْ جينا
شايلينْ فى العُيونْ أمطارْ
وجايينْ
من ليالى الشوقْ
ودايرِنكْ تكون نهارْ
تقوم تمشي
شِنْ يَبْقَالنَا
مِنْ بَعْدِكْ
وشِنْ يَبْقَالنَا من أشعار"
وفجأة إنقطعت الكهرباء وسط صياح بعض الصبية المارة
فقال هيثم متذمراً:
" أوه بدينا مع النكد والهم! عليكم الله حسع ده وقتو ده؟
فأجاب السموأل مازحاً:
" ليلنا يدوم مع الهمسة ويصبح زي فرح امسى
وافتش لي الحزن مرسى وأسيـب الكان عشـان انســى "
فأعقب رأفت قائلاً:
"لـما الليل يروق ويحلى
تجي النسمة وتضم شتلة
نساهر الليل نلاقيها
شايلة سواد عيون طفلة"
فقال لهم هيثم:
" والله يا شباب إنتو فايقين ورايقين
يعني الكهرباء تقطع وتخليكم مبسوطين أكتر؟
لا والعجيبة كمان إنكم قاعدين تغنوا غناء للظلام"
وفجأة قال سعيد الذي كان صامتاً طوال الوقت
وهو يلوح بيمينه إلى شبح إنسانة تمشي في الظلام:
" يا جماعة الزولة الجاية من بعيد دي ما إشراقة
الساكنة في الوحدة وبتقرأ في الأحفاد؟
فقال هيثم نافياً :
" إشراقة شنو يا راجل إنت بتبالغ عديل كدة،،،
ذي زولة ضعيفونة ساكت "
فقال سعيد مؤكداً حدسه:" والله دي إشراقة ذاتها "
وأخذت الزولة تقترب رويداً رويداً:
وواصل سعيد حديثه:
" هـى ذاتـها، حـبيبتى ذاتها، اللحظة نازل فى حماها
وفى ضـراهـا واتقاسم الاحلام معاها"
فقال له هيثم ساخراً:
" حبيبتك بي وين يا مجنون يا مهووس إنت!
إشراقة دي حاجة تانية"
فقال سعيد زاجراً:
" يازول هوووي!!! عليك الله ما تغلط،،
يعني أنا شوية ولا هين والله لين؟
فقال السموأل : " لا بس إنت كمان لازم تورينا حبيبتك كيف؟
فقال سعيد بصوت خفيض : " ما بقدر أقول أنا ما داير أصرح
يمكن قولي يروح ويمكن قولي يجرح
يمكن شي يفوح والناس ما بتريح "
فسأله السموأل : " بتقول في شنو إنت أنا ما سامعك"؟
فقال له سعيد متهكماً :
" أديني سمعك في الأخير
أنا عمري ما فاضل كتير
شالوهو مني الأمنيات
الضايعة في الوهم الكبير
والدنيا ما تمت هناء
لسه فاضل
ناس تعاشر
وناس تضوق طعم الهناء
بكرة أجمل من ظروفنا
ولسع جايات المنى "
وفجأة دنت إشراق من الشباب في طريقها إلى الدكان
تتهادى وتمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
وراح سعيد يدندن صادحاً:
" ما عارفين نقول شنو،،، نقول سمح ؟ نقول حلو؟
نقول جميل ما هو الجمال مكملوا"
فشاركه هيثم في ذات الدندنة معقباً:
" والخطوة تحكي مع الطريق إيقاع منغم مقتدر"
فدنت إشراقة أكثر فأكثر فوقفوا جميعاً ثم أخذوا
يحدقون في طلعتها البهية فإنزعجت إشراقة وقالت لهم
في غنج ودلال" يا أولاد مالكم وقفتوا كدة فجأة خلعتوني
والله وجبتو لي الفزع ،،،
دايرين شنو؟
فأجابوا بصوت واحد:
" نفرح نطير لمان تقولي دايرين شنو،،،
وتقوليها بي لهجة زعل
دايرين حنان ،،، طيبة زمان
دايرين تكوني لينا الأمل"
وإنصرفت إشراقة غير آبهة بكلمات الغزل وتوارت عن الأنظار
والشباب في وجل وحيرة لا يحسد عليها فقال أحدهم يائساً:
" يا الله يا جماعة نمشي بيوتنا لأنو سهرنا الليل وكملناه في
ظلال عينينا النعسانة"
فقال سعيد ولا زالت أفكاره مشتتة وعالقة بست الجمال
إشراقة التي مرت قبل قليل:
" لو مرة بعدك يا زمان الغربة تجمعنا الصدف
أنا كيف اعود من طيبة أول نظرة للدار منكسف
وا ضيعة الوتر اللي ما غنيت معاهو ولا عزف
من صدفة عابرة بلا سلام قلبي الغريق في الهم نزف
ياريتني ما شفتك ربيع ولا كان يلازمني الأسف
صحّيتي في نفسي الوجود
ورجّعتي لعيوني النهار "
مع الإعتذار الشديد لشعراء ومطربي الأغاني الواردة أعلاه
صلاح الدين محمد
31-07-2007, 04:13 AM
جاني عزيز وساقني حنين بيقول دوبيت
المبدع / حسن سادة
صدقني ده قصة غرام بي الشوق بدت
وانت ترفع الستار ايذانا بميلاد طراز جديد من
الابداع وانت تمزج ما بين الزكريات وايقاع الحياة اليوماتي
بس اقول ليك اكيد ده وعد غرقان في نداهو بالعودة والابحار معاك
حسن سادة
31-07-2007, 05:17 AM
أحبتي في ربوع الكلاكلة ها هو صلاح الدين
قد أتاكم ممتطياً صهوة جواد أغر فلا تخشوه
فإنه لم يتوغل الكلاكلة غازياً وفاتحاً كما فعل
صلاح الدين الأيوبي في زمن تولى ومضى
بل قدم خصيصاً ليبحر معي ويفج عباب البحر
كالملاح التائه غير آبه بالنوارس التي تغازلنا
في لجة البحر ولا أدري من أين أتاني هذا العزيز صلاح
ولعله قد:
" طلع مــــن جــــوه احــــزانـى الـــعديـــدة
نجـمـة تحى بتــضــوى فى دجى الليلات وحيدة
فكـرة فـنــانة وجــديـدة ونـظــــره لـماحة وفريدة
بعد أن فتشت عنه فـى الــقــــري النـائية البعيدة
وسألت عنه فـى بـــلاد ومـــدن عديدة
وأبحرت فى كل الموانئ اكـوس عليه
أهـــــاتــــى بــيـــه وانـــاجى فيه
مـشــتــاق علىّ المه واحتويه اشمه
بالـحــنـــــان الــعـــنـدي كلو أضمه
فألتقينا والدهشة هى اللى اتكلمت
وقـبــل الأيــادى العيون هى السلمت
مرحباً بك أيها العزيز صلاح الدين
فقد إزدانت الكلاكلة فرحة بمقدمك
وغنتك نشيداً فرايحياً ومواويلاً ودوبيتاً
وأهازيج فرح ملأت الأرجاء ألقاً
صلاح الدين محمد
31-07-2007, 11:23 PM
مكتوبه في الممشى العريض
سادة لونوا خمري قلبي حباه
لانو كل الجمال وهبوه ليك وجعلو السحر بين ايديك
ومن ارض المحنة ومن قلب الجزيرة برسل سلامي
واقول الا ياها هي ذاتا الكلاكلة ذاتا اللحظة نازل في حماها وفي ضراها
وبتقاسم الافراح معاها
نزار حسن محمد
31-07-2007, 11:30 PM
اخى حسن ساده بيه
الف مبروك بفوز موضوعك كافضل موضوع لشهر يوليو ..
ومزيدا من الابداع ...
لك كل الود
حسن سادة
01-08-2007, 12:52 AM
العزيز صلاح الدين
ما بالها الكلاكلة وأهلها قد هاموا عشقاً
بزيارتك الميمونة لأرجائها العامرة
فالدخينات والوحدة وصنقعت والتعويضات
قد إجتمعوا في كرنفال عرس لا تنتهي مراسيمه
فأخذوا يرددون منشدين:
" الزول السمح فات الكبار والقدرو
كان شافوه ناس الكلاكلة كانوا بيعذروا
السبب الحماني العيد هناك أحضره
جرتيك الشبيكي البنجوه في صدره
وإنت ما ياكا الحنين وإنت ما ياكا الأمير
فطل علينا كالمطر الرذاذ
لتخضر جروفنا
حسن سادة
01-08-2007, 01:01 AM
العزيز الهميم نزار
لا أدري كيف أصف مشاعري الفرحة بولوجك هاهنا
في الكلاكلة حقيقة ومجازاً فقد ضاع الكلام وماتت حروف
اللقيا قبال أهمسها ووالله ما غابت محاسنك لحظة لا الود إتنسى
ولكنني أخشى أن أبوح بمكنوناتي
وأن يتفشى الخبر برغمي
وكنت أقمت..عليه الحصونَ
وخبأتُه من فضولِ البشرْ
صنعت له من فؤادي المهاد
ووسدته كبدي المنفطر
ومن نور عيني نسجت الدثار
ووشيته بنفيس الدرر
فعلمتها كيف تخفي الحنين
تواريه خلف ستار الحذر
فما همَسَتْهُ لأذن النسيم
ولا وشوشته لضوء القمر
ولكن.. برغمي تفشي الخبر
وذاع وعم القري والحضر
شكراً لتهنئتك الرقيقة لبوست الكلاكلة
وإن كنت أرى أن الفائز الحقيقي
هو كل من ولج هذا البوست ونثر درراً
وأشاح النور والألق واود أن أنتهز
هذه السانحة الطيبة التي عنت لي أوراها
لأتقدم بباقة ورد فرايحية لكل متداخل ومنتد
في هذا البوست فبكم قد إكتسب الجمال
فعلى الجمال تغار منا؟؟؟؟
تغريد خارج السرب
إنت يا نزار ناس الحاج يوسف
مختفين عن كل سبل الإتصالات
يكونوا مسافرين والله الحكاية معاندة
وتحياتي لهم مدداً ومدراراً
ولشخصك العزيز مثلها ونيف
محمد عباس
05-08-2007, 02:46 AM
تصور يا اخي حسن عندما قرأت موضوعك تخيلت أنني في أحدي قري البطانة
مش في الكلاكلة وكمان فيها كلاب ضالة يارجل رفقا بأهل تلك الكلاكلة التي لها تاريخ طويل
ونحن في الخرطوم نكن لتلك الكلاكلة كل الود لانها تعتبر البوابة الجنوبيه التي نتنفس عبرها
بالاضافة لمهعد الشيخ النذير الديني الذي يعتبر من الصروح الدينية التي يشار اليها بالبنان
والكلاكلة شأنها كشأن الكثير من الارياف التي تعتبر ملجأ للكثيرون الذين وفدوا للعاصمة
في السنوات الاخيرة وأستقروا فيها والكثير الكثير من الذين كانوا يقطنون في قلب العاصمة لكن ضعف
احوالهم المادية دفعهم لبيع منازلهم هناك واللجؤ لتلك الكلاكلة لانها الاقل سعرا في العاصمة
لكنني اقول لك بكل أمانة كما قال الشاعر
عين الرضي عن كل عيب كليلة
لكن عين السخط تبدي المساؤي
حسن سادة
05-08-2007, 08:49 PM
العزيز محمد عباس
أسعد الله يومك
أولاً أشكرك على المرور بالبوست وإن لم يعجبك فهذا شأنك،،
وإختلاف الراي لا يفسد للود قضية،،،
ثانياً موضوع البوست يا عزيزي إن تمعنت النظر
ومررت به جلياً ليس الكلاكلة بل هي مجرد خواطر وذكريات
شخصية بحتة حدثت لشخصي وشاءت الظروف المحضة
أن تكون الكلاكلة مسرح أحداثي وذكرياتي لأنني عشت
بها ردحاً من الزمن ولو عشت في مكان غيرها كنت حتماً
سأكتب عنها
إنما الموضوع مجرد خواطر ومواقف خاصة مرت بي في الكلاكلة
وليس لتسليط الضوء على الكلاكلة وتاريخها ومسيرتها عبر الأجيال
أما الكلاب أعزك الله وأكرمك وغيرها من الصور
كمياه الأمطار الراكدة فهي سمة بارزة من سمات كافة
أحياء الخرطوم بما فيها المنشية والرياض بدون إستثناء
ولا داعي لأن نجمل الحقائق ونلونها كيفما نشاء لكي
تبدو جميلة أمام الناظرين
أما تاريخ الكلاكلة وأهميتها التاريخية ودورها
البارز في نهضة السودان فسوف يسعدني كثيراً
أن أطلّع عليه في بوست تخصصه أنت
لكي نعرف هذه المدينة الحبيبة عن كثب
ختاماً لك الشكر أجزله
مرتضى يوسف العركي
06-08-2007, 02:11 AM
المبدع حسن سادة
اولا انت لست سادة بل بكل الالوان آسف لابتعادي في الاجازة التي اتيت منها لاتمعن وابحر كثيرا في القيمة العالية لموضوعك الثر .... اسمح لي ان اهنيء انفسنا على الارتشاف المتتابع المتأني المتلذذ في تفاصيل حياتنا كقيمة ادبية اجتماعية تستدعي الكثير من خلال قلمك المعايش للهوية بابعادها القيمية المتداخلة سواء بكلابها او افوالها او حتى ضيوفها وشخوصها وبرنداتها وثقافتها واغانيها التي تطربنا سيمفونية سودانية ما احوجنا لدلوفها واختمارها تفرض ان لانروح منها غادي غادي في ظل هشاشة المنتوج الذي يبدو لي اننا نطرقة بحياء غير مطلوب برغم ثراء حياتنا بل بهذا الطرق يمكن ان نتجاوز به رحابات المكتبة العربية
ايها السادة ليس الامريكان بل السادة بكل الالوان حسن هل من مزيد ؟ياريت ......
همس : اتطلع لأن نقيم الموضوع بقيمته المجملة العالية وليس فقط النظر له جزئية قد لا تروق البعض منا فهلا ؟
حسن سادة
06-08-2007, 03:00 AM
هأنذا أعتلي هامة سيارة جيب وقد أمسكت بيمناي ميكرفوناً
أناشد به معشر أهل الكلاكلة منادياًً :
" أبشروا يا قوم فقد أطل في دياركم العزيز الحلامابي
ينشد ودكم ويطمع في وصالكم عن كثب فأخرجوا عن بيوتكم
وتجمعوا في شارع الوحدة أو أينما ما شئتم وأنثروا الأزاهير في الطرقات
وأشعلوا قناديل الفرح وأرفعوا رايات المجد ورددوا أهازيج المواويل
فالضيف القادم أهلٌ لكل هذه الحفاوة البالغة وجدير بتقديركم"
وما إن سمعوا صوت المنادي حتى خرج من يترأس مسيرتهم
قائلاً لهم :
يا إخوتي غنوا له،،، غنوا له،،، اليوم"
فخرجوا من بيوتهم عن بكرة أبيهم
وهم يرددون بصوت واحد
والفرحة تكاد لا تسعهم :
" فرحانة بيك كل النجوم لا نام بريقها ولا انطفأ
ما الريده يا ام قلبــاً ندى ذاد القلوب المرهفه
وانشاء الله طول ما حبي ليك
لا يطل حزن لا يكون جفا
شفتيني كيف...؟
شفتيني كيف انا ببقى بيك سيد الفرح والريد براى
تشرق شموس زمن الهنا ويرحل جفاف عمرى وصباى
وانشاء الله طول ما عمري ليك ما تنجرح عزة هواى
بحلم معاك...
بحلم معاك انو الحزن غيمه وخلاص رحلت بعيد
وانو اللي باقي من الزمن ومن عمرى كلو بعيشو عيد
انشاء الله طول ما حبي ليك ما نعيش زمن قاسى وعنيد
جيتي ومعاك..
جيتي ومعاك جاني الصباح عْم الشروق حزن الحروف
يا طيبه زي دفقة طمي بالخير غشت جدب الجروف
انشاء الله طول ما عمري ليك ما نلاقي يوم قسوة ظروف "
بطلتك هذه أيها العزيز الحلامابي
تجد أن العذاب فارق طريقنا
وأن العيون سهرهن هجد
ويقيني بأنك قد شرفت البوست وأكسبته ألقاً وهاجاً
فلا تحرمنا جمال جياتك
حسن سادة
08-08-2007, 08:24 PM
عمي صباحاً معشوقتي الكلاكلة وأسلمي
وأعذريني إن كنت عصي الوصال
فإن شيمتك الصبر
لولا الخريف لهاجني إستعبار
وزرت دارك والحبيب يزار
فإستنيني هاهنا
إستنيني ولو حاولت تصدي حنيني
وما أظن تلقي حنين زيي يحبك تاني
وياما الغربة بتتحداني
وأنا بتحدى الزمن الجائر
لو في بعدك يتحداني
تماضر
02-04-2010, 08:50 PM
الف شكر
هذا البوست جميل جدا
شكرا أستاذ
نزار حسن محمد
03-04-2010, 07:25 PM
اين انت ايها البنفسجى الساده
نفتقدك بشده ..
ننتظرك على احر من الجمر
لكى تنثر لنا الابداع هنا
واينما حللت
اتمنى ان لاتطول الغيبه
monim
04-04-2010, 10:12 AM
صدقت يا استاذ حسن فانا من سكانها ولكنني اكرهها كما لم اكره بقعة في حياتي وبتمنى اليوم اليفكني منها سواء بالرحيل منها الى حي آخر أو الرحيل من الدنيا قبل عودتي اليها من الغربة
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir