Du3ash
28-06-2007, 02:14 AM
(شرفى) مواطن بسيط يستأجر منزلا بأحد الأحياء الشعبية وهو يعمل سائقاً للحافلات يتنقل بين واحدة وأخرى حتى تم مؤخراً إتفاقه مع (منصور الجلابى) ليسوق له حافلته من أجل إعالة أفراد أسرته المكونه من زوجته (عزيزة) وإبنه مهندس الكمبيوتر (وليد) وإبنته الموظفه (مها) .
كان اليوم (جمعه) … شرفى كعادته أيام الجمع يستيقظ من النوم متأخرا إذ أن هذا اليوم مخصص لصيانه الحافلة من تغيير (زيوت وفلاتر) وخلافه .. إستيقظت (عزيزة) زوجته مبكرا كعاتها لعمل شاى الصباح عندما سمعت طرقا على الباب فقالت فى نفسها (وهى تلبس توب البيت الذى كان موضوعا على أحد الكراسى) :
- سيد البيت الجعان ده ؟ هسع ما يا دوبو يوم واحد فى الشهر جاى ناطى لينا صباحات الله بى خير
تفاجأت (عزيزة) بان الطارق لم يكن (سيد البيت) إنما شخص أسمر السحنة ذو لحية خفيفة يرتدى جلابية بيضاء وطاقية خضراء ويضع حول رقبته مسبحة لالوب ضخمة
- (فى لكنة غريبة) : السلام عليكم
- وعليكم السلام
- ده مش بيت بتاع الشيخ شرفى
- آآى لكن بس هو ما شيخ
- لا لا إن شاء اللاهو شيخ
- هو إن شاء اللاهو موجود ؟
- موجود لكن نائم النصحيهو ليك
قامت عزيزة بإيقاظ (شرفى) الذى قام متثاقلا نحو (الحمام) حيث قام بغسل وجهه ثم إتجه لباب الشارع :
- أهلا مرحب
- وعليكم السلام شيخ شرفى
- أهلا وسهلا (فى تعجب) ما عرفت الشيخ من وين؟
- والله نحنا ناس سائحين فى الدنيا ده ساااكت
- أيواا وعرفت إسمى ده من وين طيب؟
- واللاهى ده حكاية عجيبه (مواصلا) أنا ما بعرفكم لكن جيت ماشى بالشارع ده و أول ما جيت قصاد بيتكم ده جانى (هاتف) و..
- جاج (هاتف) مس كول يعنى؟
- لا لا ما ( إس كول) ديل (الخدام) بتاعينى طوالى كلمونى قالو ليا بيت ده فوقو( كنز سليمان) ولازم تمشى تطلعو للناس ديل هسع عشان ناس ديل مساكين – مواصلا- قمت قلت لى (خدام) طيب بيت ده بتاع منو قامو قالو ليا ساكن فيهو زول إسمو (شرفى)
- (فى إستياء) : يعنى هسع إنت من الصبح كده مصحينا عشان تطلع لينا كنز ؟
- (فى ثقة) : خدام ده ما يكضب إنت عينك تشوف
(عزيزة تتدخل) : إنت ما تخليهو يطلعو خسران شنو؟ أحتمال الله ده يكون رضى علينا وعاوز يبسطنا !!
- (الزائر وقد دعم موقفه كلام عزيزة) : إنت ما تخسر حاجه كلام خدام ده تمام هسع تشوف بى عينك
- طيب المطلوب هسع مننا شنو ؟
- (يقوم بإفراغ الكيس الذى يحمله على الأرض … كتاب قديم صغير الحجم منزوع الغلاف على صفحته الأولى رسومات غريبه .. عدد من ريش الحيوانات الملون .. قطع صغيرة من الأوراق البيضاء .. عدد من الأكياس البلاستيكية المتسخة فى حجم قبضة اليد) بينما يقوم بترتيب هذه الأشياء ويختار جزءا منها للمهمة يرفع رأسه مخاطبا شرفى :
- بس جيبو لينا (كرتونه) كبير نخت فيهو الكنز ومعاهو مبخر فيهو (جمر) نارو شديد
بينما إتجهت (عزيزة) إلى المطبخ لتجهيز(المبخر والنار) قام (شرفى) متوجها إلى حيث كان إبنه (وليد) لا زال نائما :
- قوم يا وليد .. أصحى قوم جيب لينا كرتونه من الدكان
- (وهو يتمطى ويدعك عينية) : كرتونة بسكويت
- بسكويت شنو جنك أكل .. كرتونه فاضية
- طيب قدر شنو؟
- جيب أكبر كرتونة تلقاها
خرج وليد بعد أن قام بغسل وجهه على عجل فى ذات الوقت الذى قامت فيه (عزيزة) بإحضار المبخر ثم وهى تخاطب (الزائر) بينما تمسك (بالهبابة) :
- أريتو جمر السرور والله ولع ليك جنس وليعة يا سيدنا الشيخ
يمسك (الزائر) بالمبخر ويضعه أمامه وهو يتمتم ببعض التعاويذ الغير مفهومة ويضع عليه بعضا من (البخور) ذو الرائحة النفاذة :
- جيبو كمان (صحن كبير) فيهو موية نضيف
تذهب (عزيزة لإحضار (الصحن ) بينما (شرفى) يتابع ما يقوم به (الزائر) فى تركيز
- أهو ده يا سيدنا الصحن مليان موية نضيفة بس عكرانه شوية … مويت الأيام دى أصلها كده
يضع (الزائر) الصحن أمامه .. يرمى عليه عددا من الحصى الصغيرة ثم يبدأ فى قراءة بعض التعاويذ مرة أخرى وهو ينظر فى الماء بتركيز … ثم فجأة يلتفت إلى شرفى قائلا :
- خدام بيقولو (كنز) فى أوضه ده (وهو يشير إلى صالون المنزل)
فى هذه اللحظة يدخل (وليد) وهو يحمل (كرتونة كبيرة) مخاطبا والده :
- لفيت الدكاكين دى كلها ما لقيت أكبر من الكرتونه دى … هو إنتو عاوزين بيها شنو؟
تشير إليه (عزيزة) بيدها بما معناهو أدخل جوة أنا ح أشرح ليك الموضوع .. يدخلان معا ثم بعد دقائق يعودان حيث ينتصب الزائر واقفا وهو يحمل (الكرتونه) بيد والمبخر باليد الاخرى :
- أنا ح أدخل أوضه ده عشان أطلع (الكنز) وكرتونه ده عشان نختو فيهو بس ح أقفل أوضه ده عشان إنتو ما تقدرو تشوفو خدام عشان خدام (شكلو فظيع) ما تقدر تتحملوهو
يدخل (الزائر) ويقفل خلفه (باب الصالون) ويجلس (الثلاثة) ينتظرون فى (البرنده ) التى أمام الصالون وتنضم إليهم (مها) شقيقة (وليد) والتى تقف أمامهم وهى تتثائب قائلة :
- مالكم الليلة من الصباح قاعدين برة (مصنقرين) كده ؟ فى شنو؟
تقوم والدتها بشرح الأمر لها ثم تواصل فى همس :
- وهسع قاعد يطلع لينا فيهو؟ - مواصلة- والله من زمانك (بت المنى) الوداعية ما حصل كشحت ليا ودع إلا قالت ليا (الدهب) المدفون في بيتكم ده شنو؟
- أوع يكون زول مستهبل ساكت يا أمى؟
- ونحنا خسرانين شنو؟
الأصوات التى كانت تنطلق من (الحجرة) تختفى شيئا فشيئا .. يفتح الزائر باب الصالون والعرق يملأ ثيابه ويشير للجميع بالدخول .. الكرتونه تتوسط الصالون وهى ممتلئه عن آخرها بالسبائك والسلاسل والقطع الذهبية .. الجميع فى ذهول تام لم يقطعه إلا صوت (شرفى) وهو يخاطب الزائر :
- ده هسع دهب؟
- (فى ثقه) : أيوا ( دهب) ولو عاوز تتأكد ممكن هسع تشيل منو قطعه صغير تمشى بيهو السوق تشوفو !!
- (عزيزة وهى تنظر للدهب فى إنبهار) لا خلا ص مافى داعى مصدقنك يا الشيخ
- (وليد وهو يخاطب الشيخ) : خلاص شيل نصيبك وأدينا نصيبنا
- لا لا دهب ده عشان تقدرو تشيلو لازم نضبح ليهو (تلاته بقرات) عيون كديس
- كيف يعنى (عيون كديس) ؟
- ده بقر عندنا هناك فى البلد عيونو ذى (عيون كديس) ومافى زول بيعرف مكانو إلا ناس البلد فى (الجبل)
- والبقرة (عيون كديس) دى بى كم؟؟
- والله غالى عشان ما موجود كتير .. الواحد يكون بى إتنين مليون .. يعنى التلاته بى سته مليون –مواصلا- (دهب) ده لازم ندخلوهو هسه (دولاب فاضى) ونقفلوهو وما ينفتح إلا بعد بقر (عيون كديس) ينضبح ونرشو بى دم وأسمعو كلام ده كان (دولاب) ده إنفتح خدام بيشيلو دهب ده كلو ويختو بدلو (حجار) !!
- وهسع طيب الخدام عايزين شنو؟
- خدام عايزين بقر (عيون كديس) إنتو تدونى قروش أمشى بلد إشترى بقر مسافه بتاع إسبوع وأجى نضبحو هنا ونرش دهب بالدم عشان تقدرو تتصرفو فيهو
- لكن هسع ما معانا المبلغ ده
- لو ما جمعتو قروش ده هسع خدام كل شوية بيشيل من دهب ده لحدت ما يكمل لازم قروش بى سرعة عشان لازم بقر (عيون كديس) بى سرعه !!
عقدت الأسرة إجتماعا صغيراً بعد أن إنتحت جانباً .. قررت (عزيز)ة أن تقوم بنزع (الغويشتين) اللابساهم فى إيدا أضافة إلى (كرسى جابر) الذى كانت تضعه فى علبه فى الدولاب كما قامت مها بنزع (السلسل) الذى أهداه لها والدها عند دخولها للجامعه
- شوف يا الشيخ نحنا ناس (فقرانين) وقروش ما عندنا لكن شيل ( الدهب ) ده بيعو وإشترى بيهو البقر (عيون الكديس) القلتو ده
- (يمسك بالدهب ويقلبه بين يديه ) : دهب دا ما بجيب خمسة مليون قروش بقر .. لازم تزيدوهو
- ( مها تخرج الشريحه من موبايلا ثم تقدمه له ) : شوف يا (حاج) موبايلى ده 90n تمنو مليون ومية وكان جدعتو ساكت بجيب سبعمية ثم (تخلع من أصبعها الدبله) :
- وكمان شيل الدبله دى معاهم
يمسك بالموبايل ينظر إليه :
(وهو يعيده لها بينما يحتفظ بالدبله) : كلام بتاع تلفونات ده ما نعرفو
- إنت بس شيلو ووديهو السوق (محلات الموبايلات) وهم بشتروهو منك
(وهو يعيد الموبايل ويضعه داخل الكيس) : قروش ده يكون ناقص مليونين كده .. نحنا لازم نجيب بقر (عيون كديس) بى سرعة عشان خدام ده ما يشيلو الدهب
- (شرفى) يهمس فى إذن عزيزة) : قومى أمشى شوفى صاحباتك الفى الحلة ديل لو عندهم قروش
محاولات إستلاف :
- عليكى الله يا (أمونه) ما بلقى ليا عندك شوية (قريشات) كده لحدت يوم يومين؟
- ذى كم كده؟
- يعنى ذى مليون مليونين
- إنتى جنيتى يا عزيزة ملايين شنو العندنا أنا قايلاكى تقولى ليا عايزة ليكى عشره خمسطاشر ألف قلت أديكى
القروش الخاتاها (للجمرة) دى - مواصلة- لكن مسئوله من الخير يا بت أمى الملايين دى عاوزين بيها شنو؟
- (وهى تتلعثم غير متوقعه للسؤال) : والله .. فى الحقيقه .. أصلو إسمنا طلع فى الخطة الأسكانية وقالو بكرة السحب والزول لازم يجيب معاهو (الرسوم)
- شوفى راسك عديل تمشى لى عواطف زوجت (مولانا) جارنا ده وحات عيونى ديل القروش عندهم ربط ربط
خرجت (عزيزة) من منزل أمونه وهى تقول لنفسها :
- هو كان ما ساى غبا منى الجابنى أسألك شنو؟ هو معقول يكون عندكم ملايين ؟ ما كحيانين ذى حلاتنا
ضغطت (عزيزة) على جرس الباب الذى سرعان ما قامت (الشغالة) بفتحه حيث وجدت نفسها أما (عواطف) التى كانت تجلس على (سرير) فى ضل المطبخ
- إتفضلى يا عزيزة
- أذيك يا عواطف … والله بس مستعجلة شوية وجيتك مغروضة فيكى وعاوزه ليا (قريشات) كده عشان إسمنا طلع فى الخطة الإسكانية وما محضرين روحنا وكده
- عاوزة ليك ذى كم يعنى؟
- مليون مليونين كده
- والله يا (عزيزة) أنا هسع ما عندى غير مليون كنت خاتاهو عاوزة إشترى ليا بيهو تياب لكن ما مشكلة بديكى ليهو حلى بيهو مشكلتك
حملت عزيزة (المليون) وعادت بسرعة البرق إلى البيت حيث كان (الزائر) ينتظر
- شوف يا سيدنا الشيخ أها ده مليون وعندك هناك غويشتين وسلسل وكرسى جابر والموبايل والدبلة أمشى (أصرفم) وكان نقصت القروش تمها ولمن تجى راجع تلقانا حضرنا ليك الباقى
يأخذ (الزائر) المبلغ ويضعه داخل الكيس ويطلب منهم أن يساعدوه على حمل (الكرتونة) الممتلئة بالذهب ليدخلها إلى داخل (الدولاب) ثم يقوم بقفلة وهو يخاطبهم فى جدية :
- لو فتحتو دولاب ده قبل ما نضبح بقر(عيون كديس) الخدام ح يرجعو (الدهب) ده كلو ويقلبوهو (حجار)
- لا يا شيخنا بننتظرك بس إنت ما تتأخر علينا
ما أن خرج (الزائر) حتى جلست الأسرة وكل فرد من أفرادها قد سرح بخياله بعيدا يمنى نفسه بحياة جديده........
ونواصل ...
كان اليوم (جمعه) … شرفى كعادته أيام الجمع يستيقظ من النوم متأخرا إذ أن هذا اليوم مخصص لصيانه الحافلة من تغيير (زيوت وفلاتر) وخلافه .. إستيقظت (عزيزة) زوجته مبكرا كعاتها لعمل شاى الصباح عندما سمعت طرقا على الباب فقالت فى نفسها (وهى تلبس توب البيت الذى كان موضوعا على أحد الكراسى) :
- سيد البيت الجعان ده ؟ هسع ما يا دوبو يوم واحد فى الشهر جاى ناطى لينا صباحات الله بى خير
تفاجأت (عزيزة) بان الطارق لم يكن (سيد البيت) إنما شخص أسمر السحنة ذو لحية خفيفة يرتدى جلابية بيضاء وطاقية خضراء ويضع حول رقبته مسبحة لالوب ضخمة
- (فى لكنة غريبة) : السلام عليكم
- وعليكم السلام
- ده مش بيت بتاع الشيخ شرفى
- آآى لكن بس هو ما شيخ
- لا لا إن شاء اللاهو شيخ
- هو إن شاء اللاهو موجود ؟
- موجود لكن نائم النصحيهو ليك
قامت عزيزة بإيقاظ (شرفى) الذى قام متثاقلا نحو (الحمام) حيث قام بغسل وجهه ثم إتجه لباب الشارع :
- أهلا مرحب
- وعليكم السلام شيخ شرفى
- أهلا وسهلا (فى تعجب) ما عرفت الشيخ من وين؟
- والله نحنا ناس سائحين فى الدنيا ده ساااكت
- أيواا وعرفت إسمى ده من وين طيب؟
- واللاهى ده حكاية عجيبه (مواصلا) أنا ما بعرفكم لكن جيت ماشى بالشارع ده و أول ما جيت قصاد بيتكم ده جانى (هاتف) و..
- جاج (هاتف) مس كول يعنى؟
- لا لا ما ( إس كول) ديل (الخدام) بتاعينى طوالى كلمونى قالو ليا بيت ده فوقو( كنز سليمان) ولازم تمشى تطلعو للناس ديل هسع عشان ناس ديل مساكين – مواصلا- قمت قلت لى (خدام) طيب بيت ده بتاع منو قامو قالو ليا ساكن فيهو زول إسمو (شرفى)
- (فى إستياء) : يعنى هسع إنت من الصبح كده مصحينا عشان تطلع لينا كنز ؟
- (فى ثقة) : خدام ده ما يكضب إنت عينك تشوف
(عزيزة تتدخل) : إنت ما تخليهو يطلعو خسران شنو؟ أحتمال الله ده يكون رضى علينا وعاوز يبسطنا !!
- (الزائر وقد دعم موقفه كلام عزيزة) : إنت ما تخسر حاجه كلام خدام ده تمام هسع تشوف بى عينك
- طيب المطلوب هسع مننا شنو ؟
- (يقوم بإفراغ الكيس الذى يحمله على الأرض … كتاب قديم صغير الحجم منزوع الغلاف على صفحته الأولى رسومات غريبه .. عدد من ريش الحيوانات الملون .. قطع صغيرة من الأوراق البيضاء .. عدد من الأكياس البلاستيكية المتسخة فى حجم قبضة اليد) بينما يقوم بترتيب هذه الأشياء ويختار جزءا منها للمهمة يرفع رأسه مخاطبا شرفى :
- بس جيبو لينا (كرتونه) كبير نخت فيهو الكنز ومعاهو مبخر فيهو (جمر) نارو شديد
بينما إتجهت (عزيزة) إلى المطبخ لتجهيز(المبخر والنار) قام (شرفى) متوجها إلى حيث كان إبنه (وليد) لا زال نائما :
- قوم يا وليد .. أصحى قوم جيب لينا كرتونه من الدكان
- (وهو يتمطى ويدعك عينية) : كرتونة بسكويت
- بسكويت شنو جنك أكل .. كرتونه فاضية
- طيب قدر شنو؟
- جيب أكبر كرتونة تلقاها
خرج وليد بعد أن قام بغسل وجهه على عجل فى ذات الوقت الذى قامت فيه (عزيزة) بإحضار المبخر ثم وهى تخاطب (الزائر) بينما تمسك (بالهبابة) :
- أريتو جمر السرور والله ولع ليك جنس وليعة يا سيدنا الشيخ
يمسك (الزائر) بالمبخر ويضعه أمامه وهو يتمتم ببعض التعاويذ الغير مفهومة ويضع عليه بعضا من (البخور) ذو الرائحة النفاذة :
- جيبو كمان (صحن كبير) فيهو موية نضيف
تذهب (عزيزة لإحضار (الصحن ) بينما (شرفى) يتابع ما يقوم به (الزائر) فى تركيز
- أهو ده يا سيدنا الصحن مليان موية نضيفة بس عكرانه شوية … مويت الأيام دى أصلها كده
يضع (الزائر) الصحن أمامه .. يرمى عليه عددا من الحصى الصغيرة ثم يبدأ فى قراءة بعض التعاويذ مرة أخرى وهو ينظر فى الماء بتركيز … ثم فجأة يلتفت إلى شرفى قائلا :
- خدام بيقولو (كنز) فى أوضه ده (وهو يشير إلى صالون المنزل)
فى هذه اللحظة يدخل (وليد) وهو يحمل (كرتونة كبيرة) مخاطبا والده :
- لفيت الدكاكين دى كلها ما لقيت أكبر من الكرتونه دى … هو إنتو عاوزين بيها شنو؟
تشير إليه (عزيزة) بيدها بما معناهو أدخل جوة أنا ح أشرح ليك الموضوع .. يدخلان معا ثم بعد دقائق يعودان حيث ينتصب الزائر واقفا وهو يحمل (الكرتونه) بيد والمبخر باليد الاخرى :
- أنا ح أدخل أوضه ده عشان أطلع (الكنز) وكرتونه ده عشان نختو فيهو بس ح أقفل أوضه ده عشان إنتو ما تقدرو تشوفو خدام عشان خدام (شكلو فظيع) ما تقدر تتحملوهو
يدخل (الزائر) ويقفل خلفه (باب الصالون) ويجلس (الثلاثة) ينتظرون فى (البرنده ) التى أمام الصالون وتنضم إليهم (مها) شقيقة (وليد) والتى تقف أمامهم وهى تتثائب قائلة :
- مالكم الليلة من الصباح قاعدين برة (مصنقرين) كده ؟ فى شنو؟
تقوم والدتها بشرح الأمر لها ثم تواصل فى همس :
- وهسع قاعد يطلع لينا فيهو؟ - مواصلة- والله من زمانك (بت المنى) الوداعية ما حصل كشحت ليا ودع إلا قالت ليا (الدهب) المدفون في بيتكم ده شنو؟
- أوع يكون زول مستهبل ساكت يا أمى؟
- ونحنا خسرانين شنو؟
الأصوات التى كانت تنطلق من (الحجرة) تختفى شيئا فشيئا .. يفتح الزائر باب الصالون والعرق يملأ ثيابه ويشير للجميع بالدخول .. الكرتونه تتوسط الصالون وهى ممتلئه عن آخرها بالسبائك والسلاسل والقطع الذهبية .. الجميع فى ذهول تام لم يقطعه إلا صوت (شرفى) وهو يخاطب الزائر :
- ده هسع دهب؟
- (فى ثقه) : أيوا ( دهب) ولو عاوز تتأكد ممكن هسع تشيل منو قطعه صغير تمشى بيهو السوق تشوفو !!
- (عزيزة وهى تنظر للدهب فى إنبهار) لا خلا ص مافى داعى مصدقنك يا الشيخ
- (وليد وهو يخاطب الشيخ) : خلاص شيل نصيبك وأدينا نصيبنا
- لا لا دهب ده عشان تقدرو تشيلو لازم نضبح ليهو (تلاته بقرات) عيون كديس
- كيف يعنى (عيون كديس) ؟
- ده بقر عندنا هناك فى البلد عيونو ذى (عيون كديس) ومافى زول بيعرف مكانو إلا ناس البلد فى (الجبل)
- والبقرة (عيون كديس) دى بى كم؟؟
- والله غالى عشان ما موجود كتير .. الواحد يكون بى إتنين مليون .. يعنى التلاته بى سته مليون –مواصلا- (دهب) ده لازم ندخلوهو هسه (دولاب فاضى) ونقفلوهو وما ينفتح إلا بعد بقر (عيون كديس) ينضبح ونرشو بى دم وأسمعو كلام ده كان (دولاب) ده إنفتح خدام بيشيلو دهب ده كلو ويختو بدلو (حجار) !!
- وهسع طيب الخدام عايزين شنو؟
- خدام عايزين بقر (عيون كديس) إنتو تدونى قروش أمشى بلد إشترى بقر مسافه بتاع إسبوع وأجى نضبحو هنا ونرش دهب بالدم عشان تقدرو تتصرفو فيهو
- لكن هسع ما معانا المبلغ ده
- لو ما جمعتو قروش ده هسع خدام كل شوية بيشيل من دهب ده لحدت ما يكمل لازم قروش بى سرعة عشان لازم بقر (عيون كديس) بى سرعه !!
عقدت الأسرة إجتماعا صغيراً بعد أن إنتحت جانباً .. قررت (عزيز)ة أن تقوم بنزع (الغويشتين) اللابساهم فى إيدا أضافة إلى (كرسى جابر) الذى كانت تضعه فى علبه فى الدولاب كما قامت مها بنزع (السلسل) الذى أهداه لها والدها عند دخولها للجامعه
- شوف يا الشيخ نحنا ناس (فقرانين) وقروش ما عندنا لكن شيل ( الدهب ) ده بيعو وإشترى بيهو البقر (عيون الكديس) القلتو ده
- (يمسك بالدهب ويقلبه بين يديه ) : دهب دا ما بجيب خمسة مليون قروش بقر .. لازم تزيدوهو
- ( مها تخرج الشريحه من موبايلا ثم تقدمه له ) : شوف يا (حاج) موبايلى ده 90n تمنو مليون ومية وكان جدعتو ساكت بجيب سبعمية ثم (تخلع من أصبعها الدبله) :
- وكمان شيل الدبله دى معاهم
يمسك بالموبايل ينظر إليه :
(وهو يعيده لها بينما يحتفظ بالدبله) : كلام بتاع تلفونات ده ما نعرفو
- إنت بس شيلو ووديهو السوق (محلات الموبايلات) وهم بشتروهو منك
(وهو يعيد الموبايل ويضعه داخل الكيس) : قروش ده يكون ناقص مليونين كده .. نحنا لازم نجيب بقر (عيون كديس) بى سرعة عشان خدام ده ما يشيلو الدهب
- (شرفى) يهمس فى إذن عزيزة) : قومى أمشى شوفى صاحباتك الفى الحلة ديل لو عندهم قروش
محاولات إستلاف :
- عليكى الله يا (أمونه) ما بلقى ليا عندك شوية (قريشات) كده لحدت يوم يومين؟
- ذى كم كده؟
- يعنى ذى مليون مليونين
- إنتى جنيتى يا عزيزة ملايين شنو العندنا أنا قايلاكى تقولى ليا عايزة ليكى عشره خمسطاشر ألف قلت أديكى
القروش الخاتاها (للجمرة) دى - مواصلة- لكن مسئوله من الخير يا بت أمى الملايين دى عاوزين بيها شنو؟
- (وهى تتلعثم غير متوقعه للسؤال) : والله .. فى الحقيقه .. أصلو إسمنا طلع فى الخطة الأسكانية وقالو بكرة السحب والزول لازم يجيب معاهو (الرسوم)
- شوفى راسك عديل تمشى لى عواطف زوجت (مولانا) جارنا ده وحات عيونى ديل القروش عندهم ربط ربط
خرجت (عزيزة) من منزل أمونه وهى تقول لنفسها :
- هو كان ما ساى غبا منى الجابنى أسألك شنو؟ هو معقول يكون عندكم ملايين ؟ ما كحيانين ذى حلاتنا
ضغطت (عزيزة) على جرس الباب الذى سرعان ما قامت (الشغالة) بفتحه حيث وجدت نفسها أما (عواطف) التى كانت تجلس على (سرير) فى ضل المطبخ
- إتفضلى يا عزيزة
- أذيك يا عواطف … والله بس مستعجلة شوية وجيتك مغروضة فيكى وعاوزه ليا (قريشات) كده عشان إسمنا طلع فى الخطة الإسكانية وما محضرين روحنا وكده
- عاوزة ليك ذى كم يعنى؟
- مليون مليونين كده
- والله يا (عزيزة) أنا هسع ما عندى غير مليون كنت خاتاهو عاوزة إشترى ليا بيهو تياب لكن ما مشكلة بديكى ليهو حلى بيهو مشكلتك
حملت عزيزة (المليون) وعادت بسرعة البرق إلى البيت حيث كان (الزائر) ينتظر
- شوف يا سيدنا الشيخ أها ده مليون وعندك هناك غويشتين وسلسل وكرسى جابر والموبايل والدبلة أمشى (أصرفم) وكان نقصت القروش تمها ولمن تجى راجع تلقانا حضرنا ليك الباقى
يأخذ (الزائر) المبلغ ويضعه داخل الكيس ويطلب منهم أن يساعدوه على حمل (الكرتونة) الممتلئة بالذهب ليدخلها إلى داخل (الدولاب) ثم يقوم بقفلة وهو يخاطبهم فى جدية :
- لو فتحتو دولاب ده قبل ما نضبح بقر(عيون كديس) الخدام ح يرجعو (الدهب) ده كلو ويقلبوهو (حجار)
- لا يا شيخنا بننتظرك بس إنت ما تتأخر علينا
ما أن خرج (الزائر) حتى جلست الأسرة وكل فرد من أفرادها قد سرح بخياله بعيدا يمنى نفسه بحياة جديده........
ونواصل ...