المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دندنة



أبوريلان
29-09-2004, 07:05 AM
الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وأسعد الله أوقاتكم بالخير ..

.
.





® مدخـل...!

دنت آنـاء الليل ..من أطراف النهار ..بدت بالهروب من الفضيحة ..لامحالة سيُنتهك الظلام .. عندهـا .. شعرتُ برغبةٍ في المسير ..إلى كل الإتجاهات .. كنتُ في وضعٍ غريب .. أنظرُ إلى أقصى نقطة يسقط عندها الأفق .. فأردد ..
" ربمـا " ..
.........." سيحدث " ..
......................" هناك سيكون " ..
فذاكرتي بدأت بإستيعاب القادم .. بعد ماأراق الماضي قدرتها على الإختزال ...! بدأتُ بالتهيـؤ لإستقبالِ أول القادمين من أيّ إتجاهٍ أسيرُ إليه .. بدأتُ ذلك .. وأنا أتراوح مابين سلّمِ صالات القدوم .. وأعتاب المغـادرة ..!


( 1 )



® عطـش...!

للمشاهد التي تبعثُ الحنين في قلوبٍ تدعيه .. وترسم بروعة .. مظاهر الوجوه المشدوهة بإبتساماتٍ تنبعُ من عمق الملامح .. وليس فقط تمدد شفاهٍ مصطنع ... أشبه مايكون برمادية ماكان بيـاضاً .. ومع كل خطوةٍ نحو نقطة سقوط الأفق .. كانت أنفاسي تضيق .. وتضيق ...!
ومع ذلكـ .. كنتُ أمضـي .. لإستيعابِ شئٍ آخر .. غير هذا " العطـش " ...!!


( 2 )



® خـوف ...!

كنتُ أمتلئ رعباً قبل هذا الطريق .. ولكن مع أولى خطواتي فيه .. كان الليلُ قد أدبر في سكينة .. حتى صدى النباح الذي كان يصيبني بالأرق .. أفتقدته .. أيعقـل أن تكون الكلاب قد غادرت ..؟! .. لا أظـن ..
باغتني تفكيرٌ بعلاقة الخوف والتصنع .. والزيف .. والكذب ...!
أحسستُ برابط .. لم أتمكن منه جيداً .. أقلقني .. أصابني بصداع .. لأقترب من الأرض متوقفاً عن المسير ..!

( 3 )



® أمـل ...!

غفـوتُ على ذراعي الممدود / الذي لايستقر فوق ركبتي .. ولم تكـن مجرّد غفوة .. فقد تجاوزتُ بها الزمن .. والمكان .. والحد الأقصى لإستيعابي .. أحسستُ بأن الزمنَ قد توقف .. فلا شئ يوحي بالنهار .. لم أستغرب تلك الأضواء .. فأنا في زمنٍ أضواءه قد أوشكت على جعلِ النهارِ مدى الحياة .. وكأنها أمرٌ طبيعي .. رغم أنني خارجٌ من قريةٍ جرفتها المسافات بعيداً عن كل المدن المضئية .. فإنبعثَ في داخلي خيطٌ ضعيفٌ .. كدتُ أناديه : " يـاأمل ..! " .. لكنني تراجعت عن النداء .. وبدأتُ أولى خطواتي .. متابعاً سيري .. نحو أضـواء المدينة ...!


( 4 )



® ولو..و..ج ...!

كلما أمعنتُ في المسير .. كان صوتُ الوقعِ الذي تُغنيه خطواتي على لحن الطريق .. يعلو .. ويعلو .. حتى لفتَ إنتباهي .. وأشغل تفكيري .. فبات يورقُ عينين لاتستريحان من على نقطة سقوط الأفق التي لم أعُد أراها .. من شدة الضـوء .. الذي يزرعُ في حدقة كل عينٍ حقولاً من إحمـرار ...!


" تكــ.! "

" تكــ.! "

" تكــ.! "

" تكــ.! "

" تكــ.! "



صـوت الثواني ينقرُ معصمي .. يُخيّل إليّ بأن الساعة في قلبي .. فدقاتُ قلبي بدأت تتسابق إلى الخروج .. وخطواتي إتسمت بالهدوء .. حتى أصبحت المسافة بين قدمٍ .. وقدم .. في كل خطوةٍ مقـدار " قــدم " ...! حتى بانَ لي شئٌ أشبه مايكونُ بمدخلِ قلعة .. تقدمتُ بضع خطوات وتوقفت .. حاولت المُضيُّ قُدُمُاً .. فأبى كلُّ شئٍ منّي .. تمعنت في ذلك العلوّ .. فوجدت أن الأضواء تشعُ جوف سورٍ ذي عـلوّ وذاكَ مدخله .. وأنا في داخلي صراعٌ بين المكوثِ .. والإستمرار نحو مارأيت ...! وتغلّبَ الإستمرارُ .. والإستمرارُ فقط .. ولكن رُغماً عن نهاية كل الصراعات .. وعنّي أيضاً .. مكثتُ مكاني .. بحجةِ قدمين لايستطيعا الحراك .. وأمام المدخل جُنْدٌ دائموا الذهـابِ .. والإياب ...!

( 5 )



® تعويــذة ...!

كخرافة .. لاوجـود لها إلا في بذخ الخيال .. والإبحار الفاحش ضد ماهو منطـق / واقع / حقيقة .. كحُلُمٍ في منتهى صحوة .. جاء صوتُ أوتارٍ حالمة .. تمتزجُ بهديـلٍ يشبه الهمس .. وكأن ماأسمعه " سلطنة / دندنة / رنيم " .. وأحياناً .. تزدادُ هيمنةُ الوتر .. فيطغى على أسراب الحمام .. وهمساتُ العاشقين .. عرفتُ حينها .. ماذا يعني : " عـزفٌ منفرد " ..!
لم أجرؤ إلا على الإذعان لموجات المزيج / السلطنة .. حتى إنتهى بنغمةٍ ناعمة من أحد أوتار العود .. مع إلتفاتةٍ لا إراديةٍ / خاطفةٍ مني .. بإتجاه العـزف .. نسيتُ الأضـواء .. والمدينة .. بسـورها .. ومدخلها .. وسـرتُ نحو صـوتٍ لم يعد يُسْمَع .. فالمزيجُ مغـري ..!


( 6 )



® طـوقُ نجاة ...!

دندنةٌ تعودُ من جديد .. أخفَضُ صوتاً من المرةِ الأولى .. وتزدادُ إقتراباً .. مع أن أوراق الأشجار تساهم في إنعدام الرؤية .. وحفيفها على عدم الإنطراب .. أو تحديد مكان العازفين .. وكنتُ قد تركتُ الطريق المخصص للمرور .. وإتجهت بين الأشجارِ بإتجاه عـزفٍ غاوي / أو دليل ... توغلتُ .. وأكثرتُ التوّغـل ... تعثرت .. أشواكٌ وحشائش .. تعلقُ بنعلي .. والمرتفعُ منها يدمي ساقيّ .. وبينما أحاولُ أن أتجنبَ إيذاء نفسي .. والرؤية لم تتضح بعد .. لكثافة الورق .. ومن بين غصنين غضّين .. لاح لي مايشبه الشمس .. كبرق .. عدتُ للوراء خطوة .. تأكدتُ بأنه نورُ الحـيّز الذي يتسع لأشعةٍ غنية .. تشبه أشعة شمسِ قريتنا .. ومن بين الغصنين .. قفزتُ كلائذٍ بفرار .. وها أنا أنفضُ عني كل الأشواك .. والعتمة التي كادت أن تحيلني إلى غصنٍ متيّبس وسط تلك القضبان الخضراء ... لكن الرحمة الإلهية أنقـذتني ... سعادتي بذلك لم يقطعها سـوى عودة سلطنة العـود من جديد .. ولكن هذه المرة .. كان العزفُ أكثرُ شجناً .. وأرقُّ إطراباً ...!

( 7 )


® بيــاض ...!

إندمجتُ .. بل غرقتُ في ماسمعت .. فجاء لسمعي .. من بين أوتار الشجن .. همسٌ لم أستسيغه .. لم يكن كهمسـي .. لكنني فهمتُ مايقـول ... فأجبته :

- لاشـأن لي بكل ذلك .. خارجٌ أنا للبحثِ عن صباح .. جذبني ذلكَ النور القادم من خلفِ السور العظيم .. ولكن ماسمعته من عزف كان أكثرُ جاذبية .. فسرتُ إلى هنا ..

- إذاً فأكتب ..

- ما أنا بكاتب ..

- وهل كنت فعلاً ذاهبٌ إلى ذلك السور ..؟ أتعلم ماذا خلف جدرانه ..؟!

- لا .. لا أعلم .. لكن يكفي هذا البيـاض والشروق القادم من هناك ..

- تُذكرني بالفرَاش .. تحملُ نفس المستوى من الغباء أو تزيد عنه قليلاً .. لو كنت قد إقتربت من البياض الذي تزعم .. لما عُدت إلى دنياكَ أبداً .. خلف ذلك السور الحصين .. تتبدل العقول .. وتُزيّن الرذيـلة والقذارة .. بأوشحة الملائكة .. فإما أنك لن تعود من بياضك الذي تزعم .. أو ستعود قذراً بأهدافٍٍ خسيسة .. ترتدي وشاح الطُهر .. وتتغنى بأنك الناصر .. ولن تعود من ذلك حتى تواجه المصير .. الذي تواجهه الفرَاشَات .. الباحثةُ عن بيـاضٍ مثلك ..!!

أومأتُ برأسي مع إبتسامةٍ عفوية .. وكأنني بدأتُ أدرك ماتقولُ .. فنبرة الصدق كست حروفها .. ومدخل السور كان مريبـاً ..!


( 8 )



® أوتوجـراف ...!

- إذاً .. فأكتب على قطعة الجلدِ تلك شئياً لن يندثر .. سأغنيه على لحنٍ زكيّ .. كل العمرِ أشدو به .. ليصحو كل العابريـن – مثلك - من هنا .. نحو بياضٍ مصيره رماديّة ..!

تناولَت عودها .. وبدأت تدنـدن ..
وعلى صخرةٍ قريبة كانت محبرةٌ قديمة .. تنغمسُ في عمقها ريشةُ نسر .. ومطويةٌ جلدية .. جلستُ على الصخرة .. تناولت الريشة .. وكتبت :


" ما أنــا بكاتب ....! "


( 9 )


® مخـرج ...!

أكـثرُ ماكان يؤرقني .. في طريقِ العودة .. سـؤالٌ يتردد صداه على مسامعي .. كذلك الوتر .. الذي أطرب .. وأشجى ..!!

- لمـاذا تقوم ذات السلطنة بكل ذلك ..؟!
- الغـريب .. أن الجند على المدخل .. يتمايلون على أنغام أوتارها ..!!

aborawan
29-09-2004, 08:11 PM
دنت آنـاء الليل ..من أطراف النهار ..بدت بالهروب من الفضيحة ..لامحالة سيُنتهك الظلام .. عندهـا .. شعرتُ برغبةٍ في المسير ..إلى كل الإتجاهات .. كنتُ في وضعٍ غريب .. أنظرُ إلى أقصى نقطة يسقط عندها الأفق .. فأردد ..
" ربمـا " ..
.........." سيحدث " ..
......................" هناك سيكون " ..
فذاكرتي بدأت بإستيعاب القادم .. بعد ماأراق الماضي قدرتها على الإختزال ...! بدأتُ بالتهيـؤ لإستقبالِ أول القادمين من أيّ إتجاهٍ أسيرُ إليه .. بدأتُ ذلك .. وأنا أتراوح مابين سلّمِ صالات القدوم .. وأعتاب المغـادرة ..!


ذكرتني احدهم وهو يدندن ويتمشي على النيل في كبري شمبات قائلاً ( آآآآآآه اشتقنا لمدني وزهورا متين الرجعة لأمدرمان ) تحياتي اخوي

أبوريلان
29-09-2004, 08:39 PM
يا أبو روان أكون قال فى شمبات حليل مجلسنا بس أنت تكون طابق عشان كدا ماسمعتوا تمام .

aborawan
29-09-2004, 11:16 PM
لا يا فردة هو صاحبنا ده كان مشعشع ( مسطول ) يعني بخيالو اخد ليه سرحه مع الهواء البارد والنسيم العليل وشاف نفسوا في مدني واشتاق للرجعة تاني :):)
بعدين يا جمال الحب على الكبري حاجة روعه :D:D بس للاسف ام روان ما قاعد تنزل السودان نهائي :(:( عشان الواحد يطبق فى الكبري والمتنزهات

أبوريلان
30-09-2004, 12:28 AM
أبو روان يعنى المدام برضو طيور مهاجره والله ربنا يجمعكم على خير ، لكن الحب فى الكبرى زى الشرى فى القندول . مشكور على المرور وربنا يلم شملكم

schizo
30-09-2004, 02:57 AM
ابو ريلان

كانت صياغة الكلمات صياغه رائعه
منسوجه بخيوط الامل والـوجـل
تتدفق من خلالها اشعة براقه
تكسوها ملامح الرجل
تزهر فيها رياحين الشوق

دامت دندنتك العذبة لتطرب مسامعنا...

الزين
30-09-2004, 12:03 PM
ابو يلان / مساء بلون الجمال


دندنه لحن يستدعى ماوراءه يتسربل بمنلوج الدواخل وهى تحاور عالم الواقع يستنكه تجليات الروح فى ندائها البعيد القريب..المدخل خطوات الوجيب نحو المجهول والفناء وجيب القلب يحاور العتمه نحو افق بعيد يبزع شمسه من مخاض الليل .....تحياتى