مرتضى يوسف العركي
12-05-2007, 12:29 AM
يتبع _
هاهي أخيرا عروس البحر جده في وضح النهار نحلق فوق أبنيتها البيضاء المتناثرة كقطن مهمل في أحدى حوا شات المشروع النائمة من فترة على فراش سياسة خصيئة لم تمارس سوى الاتوات و الجبايات فأثرت أن تنام بلا طيب تجتر سابق أزمان فقد ذهب من تزينت لهم الإنجليز و وبعدهم من الرجال الذين عشقوها تمكين لا ادعاءات واسبروا غورها مواسم زروع وفصول بوار وغازلوا جسدها خطط نماء وجيدها اخضرار دورات فكانت نجاحات لخضرة حصاد وقبلها أيام برضا قلوب ولوزات قطن بيضاء يانعات سواء تنتصب وإنسانها بزهو وخيلاء فيما بين الأرض والسماء كما الطائرة و هذه المدينة التي تقترب شيئا شيئا ما اغرب جدة فهي ليست قصة مدينتين إنها قصة واحدة لمدينة كعادتها تلسعك بلا استئذان رطوبة بحر بكرم ملحوظ وترحيب فتر دونه حرارة استقبال مجرد مراسيم برتكولية تؤديها على مضض كيفما وهي حسناء يتجاوزها الإطراء فتبدو مجرد بوابة لا مدينة يهمل محاسنها ومفاتنها الجميع الذين يسرعون في اجتياز دروبها كقضاء منقض لا مرد له ولاعنه محيد تقودهم أشواقهم الإيمانية لما ورائها ويبقى قدرها مجرد محطة وصول لمغادرة وبداية مغادرة لسفر جديد دون أن يطرأ جديد على القصة أو حتى عليها كمدينة .
لم تكن ثمة إجراءات على باب هذه الطائرة الملكية فقط سيارتان فخمتان جاورتا الطائرة وأقلتنا من سلمها مباشرة إلى الخارج صوب قصر سمو الأمير الكريم بحي الشاطىء الفخم المتمدد بجدة لتناول وجبة الغذاء ومنه إلى مكة المكرمة ملبين يا للمواجهة بيت الله هذا الجبار المتكبر الملك القدوس السلام حضرني أديبنا أبو أمنة حامد عندما سأله وبصورة تجريمية لا يحسد عليها الأستاذ حسين خوجلي في أيام لها إيقاع ( قالوا لي يا استأذنا أنت مشيت لبيت الله وما زرته وكمان ما زرت الحبيب المصطفى )فما كان إلا وان أجاب بتلقائية أنا أقابل الله الواحد الأحد الصمد الجبار القوي العزيز لا أستطيع أنا أخاف كثيرا من المواجهة أنا لا اقوى على المواجهه وانا أضعف من أن ازور إنسان خطير غير معالم البشرية جمعاء محمد بن عبد الله.
البقيع هنا المرضعة حليمةالسعدية وحراء وأهل الطائف ورجل واقف واجف رفع اكفه نحو السماء (اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس اللهم أن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي )أعظم دعاء بث على مسامع البشرية جمعاء حتى الآن في هذه الأمكنة الطاهرة تحضرني السيرة منذ ان كنت طفلا يستدرك قليل أشياء من جملة أشياء في مقررات الدراسة حينها صباحا أو حتى في المساء عندما يقتادني الوالد إلى زاوية الأحمدية بالجوار بجلباب أطول مني يسقطني أرضا كل خطوات في أزقة المدنيين التي يجهل مجاهلها أحيانا قاطنيها وأنا أجد السير وراء خطوات أبي النشطة لدرس شيخنا الشيخ عبد المجيد جزاه الله عنا كل خير في السيرة النبوية ومجمل العبادات في مدينتي المطمئنة استرجع حديث شيخ أبي وشيخي الذي تنازعني في الإصغاء إليه وبقية جيراني الصغار صواني اللقيمات الراقدة بالجوار وصحون الرز باللبن التي لن يقربها احد إلا بعد الدرس ونهاية صلاة العشاء هنا الشعب ودار الأرقم كان ورقة ابن نوفل بمخطوطاته هنا كان الصديق الصدوق ابو بكر وعلى بن أبي طالب رضى الله عنهما الذي قال للناس يومها أن هذا الرجل لقاتلي والله فقالوا له لما تقتله يا أمير المؤمنين لكيلا يقتلك فأجاب ومن يقتلني إذن فابتسمت في سري من يقتلنا أذن في بلادنا أهؤلاء الساسة أم المتمردون أم البلهارسيا والملا ريا أم نموت في منافي الدنيا أم نموت كأمنية الحاجة صاحبة الشلوخ في بيت الله وجوار المصطفى صلوات الله عليه وسلامه شتان ما بين رغبة تلك الحاجة في موتها في بيت الله وجوار المصطفي رضاء و تقرير لمحطة غربية شاهدته قبل بضعة أيام من الحج تستدعي فيه الحوادث المتتالية من حرائق وانهيارات وأرقام الموتى الذين قضوا فيها ومجهودات منظمة حقوق الإنسان في بشاعة الأمر ومحاولة إدانة المملكة العربية السعودية التي تموت في التدابير كل عام بصبر وجلد لا يجد منا الا الشكر والحمد فابتسمت للمفارقة فيما يذهبون وفيما نعتقد ونؤمن فما يرونه عطفا وشفقه من منطلقات تبدو بنرجسية حقوق الإنسان وحماية الحياة تراها ذات الشلوخ وكثيرون مثلها شرف موت بجوار الرحمن كيفما وهي حسن خاتمة بجوار الحبيب وصحبة الأخيار قيمة لا تعرف الإنصاف حتى وان كان الموت يا له من شرف استدعائه أنسي الغرب تجاربه الدموية في مسيرته نحو الديمقراطية، وترسيخ القانون وما استنبتنه لاحقا من منظمات كحقوق الإنسان أنسى مشاهد محاكم الساحرات وطائفة الكويكرز المخالفين للعقيدة الدينية السائدة في أوروبا القرون الوسطي وقتها كم كانوا متمدنين لدرجة الحرق لم يشفع لضحاياهم كونهم طائفة دينية، مسالمة، تدعو للإخاء، والمساواة، و الحريات حاكمتهم السلطة الكنسية الإنجليزية، ودفعتهم للهجرة لأمريكا التي نتطلع الآن لبرامج هجرتها ونلعن حظنا العاثر جراء خلو أسماؤنا من قوائم اللوتري كل عام وهذه الأخيرة حاكمتهم وعذبهم وأعملت فيهم مشانقها ومقاصلها غريب أمر أمريكا هذه فقد أسست فيما بعد، أهم سمات دستورها، وقوانينها على فكرهم فويليام بن أحد الآباء المؤسسين للكويكرز و للحريات الدينية في التاريخ الأمريكي. تذكرت ما خطه والقطار الذي يحمل أهلي الطيبين وكراتين زوادتهم بعد أن زفتهم جموع مدينتي التي نامت يومها هادئة مطمئنة لأمانيهم وأشواقهم للمجاورة لبيت الله ورسوله الحبيب (ليس هناك رجال يملكون التخويل، أو السلطة، حتى يتحكموا في ضمائر الناس، في الأمور الدينية) كم عار على هذه المنظمات إدارة الصراع في قضايا الخلاف الديني نعم تلكم الشلوخ والوجوه الكالحة القاصدة في رحلة ليست بين طيات السحاب بهذه الطائرة المذهلة بل بقطار متهالك ووابورات تمخر عباب البحر قد تصل أم لا وقودها ليس جازولين أو ماكينات بقدر ما وقودها أشواق لاهثة لبيته الحرام ورغبات جامحة للحج تغسل الأدران وتطهر الأبدان والموت في بيته الحرام لم تغش دواخلهم العذراء البكر خلافات الإجهاض، والمثلية الجنسية، والجندر(الزواج من نفس الجنس) ادعى للغرب أن يحسم قضايا ه الخلافية قبل أن يحجم أشواق الآخرين في حرية الاعتقاد والاختيار وحتى لطريقة الموت فالموت موت إذا سلمنا جدلا بكونه موت في ماخور بخمر رخيص أو انتحارا بدافع الإكتئاب والخواء الروحي لقمة الشعوب المتمدنة ومعدلات المعيشة العالية والراقية في الدول الاسكندنافية حسب ما تشير الإحصائيات فليس من له أن يدعي أن الله قد منحه، تخويلاً بأن يقرر في صحة وبطلان عقائد الناس وخياراتهم وقيمهم الدينية، تماما كما يؤمن التوجه الغربي بهذه القيم نفسها على ذلك تندرج اطروحاته من غير تأسيسس سليم منهجيا. فالمعتقد ظل و يبقى عاملا شديد التاثير في خيارات ورؤى الناس. ولا بد من تاسيس اتجاهات الايمان بمسلماته والله لا يجيب الزعل فنحن رضاء بذلك عن طوع وقناعة .وكما غريب أمر هذه المنظمات و أمريكا فغريب أمر رجال مدينتنا شيخ العرب طيب الله ثراه و فهمي البوشي ومصطفي ود حواء وصغيرون واحمد جقود وكافة فرق الموت في العراق اقصد فرق حفر القبور التي تعج بها أحياء ود مدني يضحكون ملء شدوقهم والجنازة بجوارهم يقيسون قبورهم ويوصون بعضهم بتظبيطها يضحكون ويتنابذون بأقذع الألفاظ وهم المحسنين أصحاب القيم العالية في ستر الموتى أيا كان الظرف صباحا أما مساء كان صيفا أو حتى شتاء يدفعون من جيوبهم الأكفان وقيمة الروائح للموتي ممن تعذرت وأقعدتهم الظروف.
علمتني الحياة أن لا اضحك مرة أخرى و اصبغ الأشياء بعدم الاكتراث بقدر إعمال التمعن والتأمل في كثير من الأشياء والناس مهما كانت درجة بساطتهم فقد ضحكت من قبل على الحاجة المودعة ولم أتمعن رغبتها الغريبة في الموت في بيت الله بقدر ما تمعنت في شلوخها وانصرفت للقطار ورغبتي في رؤيته بواضحات النهار حين كنت طفلا استدرك قليل أشياء من جملة أشياء وانصرفت غير أبه أكثر من ثلاثون عاما مشوار عمر في الشرطة والاغتراب والأكاديميات والقانون اضحك في سري من مقولات حفاري القبور في مدينتي وعملهم وفلسفتهم في الموت ليأتيني أخيرا ذات اليقين بصرف النظر عن الطريقة والأسباب والشخوص وكيفية الموت في حسن ختام عله يصيب سقف أمنية تلك الحاجة التي انقطعت عني منذ ليلة القطار والليل المطبق فينا انتظار والموت بنفس ما رغبت من خيار ويا ليت فهمي البوشي وصحبه حفاري القبور وساتري الناس الأخيار بعيدا عن السياسة والساسة ينتظرونني لدى البيت الحرام وبجوار حبيبهم المصطفى بشرط الصمت في حضرة المصطفي فيما يقولون مع طلبي للأمريكان والمنظمات بعدم التدخل فدخول مكه مصرح فقط للمسلمين .
دنيا يملكها من لا يملكها اغني أهليها سادتها الفقراء
الجاهل من ظن أن الأشياء هي الأشياء
والغافل من لا يأخذ منها ما تعطيه على استحياء
الفيتوري كالعادة
فاصل ونواصل
مرتضى يوسف العركي
الرياض
هاهي أخيرا عروس البحر جده في وضح النهار نحلق فوق أبنيتها البيضاء المتناثرة كقطن مهمل في أحدى حوا شات المشروع النائمة من فترة على فراش سياسة خصيئة لم تمارس سوى الاتوات و الجبايات فأثرت أن تنام بلا طيب تجتر سابق أزمان فقد ذهب من تزينت لهم الإنجليز و وبعدهم من الرجال الذين عشقوها تمكين لا ادعاءات واسبروا غورها مواسم زروع وفصول بوار وغازلوا جسدها خطط نماء وجيدها اخضرار دورات فكانت نجاحات لخضرة حصاد وقبلها أيام برضا قلوب ولوزات قطن بيضاء يانعات سواء تنتصب وإنسانها بزهو وخيلاء فيما بين الأرض والسماء كما الطائرة و هذه المدينة التي تقترب شيئا شيئا ما اغرب جدة فهي ليست قصة مدينتين إنها قصة واحدة لمدينة كعادتها تلسعك بلا استئذان رطوبة بحر بكرم ملحوظ وترحيب فتر دونه حرارة استقبال مجرد مراسيم برتكولية تؤديها على مضض كيفما وهي حسناء يتجاوزها الإطراء فتبدو مجرد بوابة لا مدينة يهمل محاسنها ومفاتنها الجميع الذين يسرعون في اجتياز دروبها كقضاء منقض لا مرد له ولاعنه محيد تقودهم أشواقهم الإيمانية لما ورائها ويبقى قدرها مجرد محطة وصول لمغادرة وبداية مغادرة لسفر جديد دون أن يطرأ جديد على القصة أو حتى عليها كمدينة .
لم تكن ثمة إجراءات على باب هذه الطائرة الملكية فقط سيارتان فخمتان جاورتا الطائرة وأقلتنا من سلمها مباشرة إلى الخارج صوب قصر سمو الأمير الكريم بحي الشاطىء الفخم المتمدد بجدة لتناول وجبة الغذاء ومنه إلى مكة المكرمة ملبين يا للمواجهة بيت الله هذا الجبار المتكبر الملك القدوس السلام حضرني أديبنا أبو أمنة حامد عندما سأله وبصورة تجريمية لا يحسد عليها الأستاذ حسين خوجلي في أيام لها إيقاع ( قالوا لي يا استأذنا أنت مشيت لبيت الله وما زرته وكمان ما زرت الحبيب المصطفى )فما كان إلا وان أجاب بتلقائية أنا أقابل الله الواحد الأحد الصمد الجبار القوي العزيز لا أستطيع أنا أخاف كثيرا من المواجهة أنا لا اقوى على المواجهه وانا أضعف من أن ازور إنسان خطير غير معالم البشرية جمعاء محمد بن عبد الله.
البقيع هنا المرضعة حليمةالسعدية وحراء وأهل الطائف ورجل واقف واجف رفع اكفه نحو السماء (اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس اللهم أن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي )أعظم دعاء بث على مسامع البشرية جمعاء حتى الآن في هذه الأمكنة الطاهرة تحضرني السيرة منذ ان كنت طفلا يستدرك قليل أشياء من جملة أشياء في مقررات الدراسة حينها صباحا أو حتى في المساء عندما يقتادني الوالد إلى زاوية الأحمدية بالجوار بجلباب أطول مني يسقطني أرضا كل خطوات في أزقة المدنيين التي يجهل مجاهلها أحيانا قاطنيها وأنا أجد السير وراء خطوات أبي النشطة لدرس شيخنا الشيخ عبد المجيد جزاه الله عنا كل خير في السيرة النبوية ومجمل العبادات في مدينتي المطمئنة استرجع حديث شيخ أبي وشيخي الذي تنازعني في الإصغاء إليه وبقية جيراني الصغار صواني اللقيمات الراقدة بالجوار وصحون الرز باللبن التي لن يقربها احد إلا بعد الدرس ونهاية صلاة العشاء هنا الشعب ودار الأرقم كان ورقة ابن نوفل بمخطوطاته هنا كان الصديق الصدوق ابو بكر وعلى بن أبي طالب رضى الله عنهما الذي قال للناس يومها أن هذا الرجل لقاتلي والله فقالوا له لما تقتله يا أمير المؤمنين لكيلا يقتلك فأجاب ومن يقتلني إذن فابتسمت في سري من يقتلنا أذن في بلادنا أهؤلاء الساسة أم المتمردون أم البلهارسيا والملا ريا أم نموت في منافي الدنيا أم نموت كأمنية الحاجة صاحبة الشلوخ في بيت الله وجوار المصطفى صلوات الله عليه وسلامه شتان ما بين رغبة تلك الحاجة في موتها في بيت الله وجوار المصطفي رضاء و تقرير لمحطة غربية شاهدته قبل بضعة أيام من الحج تستدعي فيه الحوادث المتتالية من حرائق وانهيارات وأرقام الموتى الذين قضوا فيها ومجهودات منظمة حقوق الإنسان في بشاعة الأمر ومحاولة إدانة المملكة العربية السعودية التي تموت في التدابير كل عام بصبر وجلد لا يجد منا الا الشكر والحمد فابتسمت للمفارقة فيما يذهبون وفيما نعتقد ونؤمن فما يرونه عطفا وشفقه من منطلقات تبدو بنرجسية حقوق الإنسان وحماية الحياة تراها ذات الشلوخ وكثيرون مثلها شرف موت بجوار الرحمن كيفما وهي حسن خاتمة بجوار الحبيب وصحبة الأخيار قيمة لا تعرف الإنصاف حتى وان كان الموت يا له من شرف استدعائه أنسي الغرب تجاربه الدموية في مسيرته نحو الديمقراطية، وترسيخ القانون وما استنبتنه لاحقا من منظمات كحقوق الإنسان أنسى مشاهد محاكم الساحرات وطائفة الكويكرز المخالفين للعقيدة الدينية السائدة في أوروبا القرون الوسطي وقتها كم كانوا متمدنين لدرجة الحرق لم يشفع لضحاياهم كونهم طائفة دينية، مسالمة، تدعو للإخاء، والمساواة، و الحريات حاكمتهم السلطة الكنسية الإنجليزية، ودفعتهم للهجرة لأمريكا التي نتطلع الآن لبرامج هجرتها ونلعن حظنا العاثر جراء خلو أسماؤنا من قوائم اللوتري كل عام وهذه الأخيرة حاكمتهم وعذبهم وأعملت فيهم مشانقها ومقاصلها غريب أمر أمريكا هذه فقد أسست فيما بعد، أهم سمات دستورها، وقوانينها على فكرهم فويليام بن أحد الآباء المؤسسين للكويكرز و للحريات الدينية في التاريخ الأمريكي. تذكرت ما خطه والقطار الذي يحمل أهلي الطيبين وكراتين زوادتهم بعد أن زفتهم جموع مدينتي التي نامت يومها هادئة مطمئنة لأمانيهم وأشواقهم للمجاورة لبيت الله ورسوله الحبيب (ليس هناك رجال يملكون التخويل، أو السلطة، حتى يتحكموا في ضمائر الناس، في الأمور الدينية) كم عار على هذه المنظمات إدارة الصراع في قضايا الخلاف الديني نعم تلكم الشلوخ والوجوه الكالحة القاصدة في رحلة ليست بين طيات السحاب بهذه الطائرة المذهلة بل بقطار متهالك ووابورات تمخر عباب البحر قد تصل أم لا وقودها ليس جازولين أو ماكينات بقدر ما وقودها أشواق لاهثة لبيته الحرام ورغبات جامحة للحج تغسل الأدران وتطهر الأبدان والموت في بيته الحرام لم تغش دواخلهم العذراء البكر خلافات الإجهاض، والمثلية الجنسية، والجندر(الزواج من نفس الجنس) ادعى للغرب أن يحسم قضايا ه الخلافية قبل أن يحجم أشواق الآخرين في حرية الاعتقاد والاختيار وحتى لطريقة الموت فالموت موت إذا سلمنا جدلا بكونه موت في ماخور بخمر رخيص أو انتحارا بدافع الإكتئاب والخواء الروحي لقمة الشعوب المتمدنة ومعدلات المعيشة العالية والراقية في الدول الاسكندنافية حسب ما تشير الإحصائيات فليس من له أن يدعي أن الله قد منحه، تخويلاً بأن يقرر في صحة وبطلان عقائد الناس وخياراتهم وقيمهم الدينية، تماما كما يؤمن التوجه الغربي بهذه القيم نفسها على ذلك تندرج اطروحاته من غير تأسيسس سليم منهجيا. فالمعتقد ظل و يبقى عاملا شديد التاثير في خيارات ورؤى الناس. ولا بد من تاسيس اتجاهات الايمان بمسلماته والله لا يجيب الزعل فنحن رضاء بذلك عن طوع وقناعة .وكما غريب أمر هذه المنظمات و أمريكا فغريب أمر رجال مدينتنا شيخ العرب طيب الله ثراه و فهمي البوشي ومصطفي ود حواء وصغيرون واحمد جقود وكافة فرق الموت في العراق اقصد فرق حفر القبور التي تعج بها أحياء ود مدني يضحكون ملء شدوقهم والجنازة بجوارهم يقيسون قبورهم ويوصون بعضهم بتظبيطها يضحكون ويتنابذون بأقذع الألفاظ وهم المحسنين أصحاب القيم العالية في ستر الموتى أيا كان الظرف صباحا أما مساء كان صيفا أو حتى شتاء يدفعون من جيوبهم الأكفان وقيمة الروائح للموتي ممن تعذرت وأقعدتهم الظروف.
علمتني الحياة أن لا اضحك مرة أخرى و اصبغ الأشياء بعدم الاكتراث بقدر إعمال التمعن والتأمل في كثير من الأشياء والناس مهما كانت درجة بساطتهم فقد ضحكت من قبل على الحاجة المودعة ولم أتمعن رغبتها الغريبة في الموت في بيت الله بقدر ما تمعنت في شلوخها وانصرفت للقطار ورغبتي في رؤيته بواضحات النهار حين كنت طفلا استدرك قليل أشياء من جملة أشياء وانصرفت غير أبه أكثر من ثلاثون عاما مشوار عمر في الشرطة والاغتراب والأكاديميات والقانون اضحك في سري من مقولات حفاري القبور في مدينتي وعملهم وفلسفتهم في الموت ليأتيني أخيرا ذات اليقين بصرف النظر عن الطريقة والأسباب والشخوص وكيفية الموت في حسن ختام عله يصيب سقف أمنية تلك الحاجة التي انقطعت عني منذ ليلة القطار والليل المطبق فينا انتظار والموت بنفس ما رغبت من خيار ويا ليت فهمي البوشي وصحبه حفاري القبور وساتري الناس الأخيار بعيدا عن السياسة والساسة ينتظرونني لدى البيت الحرام وبجوار حبيبهم المصطفى بشرط الصمت في حضرة المصطفي فيما يقولون مع طلبي للأمريكان والمنظمات بعدم التدخل فدخول مكه مصرح فقط للمسلمين .
دنيا يملكها من لا يملكها اغني أهليها سادتها الفقراء
الجاهل من ظن أن الأشياء هي الأشياء
والغافل من لا يأخذ منها ما تعطيه على استحياء
الفيتوري كالعادة
فاصل ونواصل
مرتضى يوسف العركي
الرياض