سامر حسن
15-04-2007, 10:25 PM
د . فتح العليم عبد الله
ضع كل الصحف السودانية امامك على طاولة ثم اقرأ العناوين البارزة تجد الآتي : نهب بنك في الهزيع الاخير من الليل الجثة تدخل المحكمة وتمسك بتلابيب القاضي ، 6 مليارات جنيه جملة اختلاسات المال العام ، امرأة في الستين من عمرها حامل بالحلال ، شلل الاطفال يكتسح الولاية الشرقية وبعد كل ذلك تجدمربعاً صغيراً على الصفحة الاولى مكتوب داخله (ابدأ بها يومك) انتو خليتو لينا يوم نبداهو !؟
ما رأيك صديقي القارئ ان نهرب سويا الى موضوع آخر قد يجعلك على الاقل في وضع طبيعي ان لم يكن ممتازاً.
لقد قسم العرب نمو الاسنان الى مراحل فقالوا انه مادام رضيعا فهو صبي فاذا فطم فهو وليد فاذا راهق فهو غلام فاذا خرج شعر وجهه فهو شاب ثم يكون مجتمعا ثم كهلا ثم شيخا ثم يتوجه الى الدار الباقية اما شاكراً واما كفوراً.
جرت العادة ان يصاب الرجل بالصلع في طور شاب او مجتمع فاذا حدث بعد ذلك فهو تدرج طبيعي وان حدث قبل ذلك فهو اما جرب او ما يعادله بالامراض الاجنبية كذلك الاصلع هو الذي ذهب الصلع عن وسط رأسه فاذا ذهب عن الصدغين قيل انزع اما الثط فهو الذي ليس له شعر في اللحية او العارضين والسنطا هو الذي ليس له شعر في العارضين وله في اللحية.
الرجل الاصلع علي الدوام شخص كريم خطيب غزير الادب والحكمة هادي الطبع يجيد فن التفاوض في الازمان وصاحب حيل وافانين يستحيل على الفريسة النجاة منه كما انه يحب النساء والصيد لحدي هنا كويسين.
يبدأ الشعر في السقوط عقب المراهقة بعشرة دقائق فقط ويعزي الاطباء ذلك الى تدفق هائل للهرمونات الذكرية وهذه محمدة فالصلع لا يصيب اى كائن الا الذكور في بني آدم وما تقولي قال الجاحظ ولا شيطان احمر.
في بداية التساقط تجد الشاب يقضي معظم الساعات امام المرآة متفقدا شعره صوفة صوفة ثم يستعين على رؤية مؤخرة الرأس بمرآة اخرى كي يطمئن قلبه ولا يألوا جهدا في البحث عن ادوية بلدية مثل ماء البصل ولبخة الحسكنيت او كريمات مستوردة مغذية للبشر ودا كله ما بحله جاياهو جاياهو .
اصحاب الصلع في الطريق العام ينظرون الى بعضهم البعض دون معرفة سابقة ويسود بينهم ود شديد كما انهم يتبادلون غمزات وشفرات لا يعرفها غيرهم فهم مثل جماعة الماسونية تماما عندما تكون الصلعة في بداياتها ينظر صاحبها الى اصحاب الصلع المكتملة فيرى فيهم مستقبله فيصاب بالاكتئاب وهم يرون فيه ماضيهم فيصابون بالحسرة لا تحزن يا صديقي ان الله معنا ويكفينا القول المأثور ان كل ذي صلعة فاهم وليس كل فاهم بذي صلعة.
الرجل الوسيم مكتمل الهيئة والصورة لا يحتاج الى كثير عناء لامالة قلب امرأة اما ذوي العاهات من اصحاب الصلع فعليهم اعباء ثقيلة جدا لكي يصلوا الى ما وصل اليه الوسيم في لا زمن حيث على الواحد منهم ان يكون كريما لطيفا سخيا شجاعا ودا شغل كثير خلاص يا جماعة ومكلف للغاية.
الملاحظ في الصلع في السودان هو انه عكس الامطار تماما فهو يقل كلما اتجهت جنوبا ويزداد كلما اتجهت شمالا زد على ذلك فهو من طائفة الامراض (س . ص) الغير قابلة للعلاج حتى الآن مثل السكري والصرعة والسرطان وهذه ايضا محمدة وقائمة الامراض (س . ص) طويلة جدا الاانني لا اريد ان اخيف القارئ لكيلا ادحض الهدف الذي وعدتك به في اول المقال.
السودان من البلاد الموبوءة باستخدام الانصاص كقولك نص بيت نص عرقي ، نص جالون ، نص كم ،حتى الشوارع يقولون عليها الثورة بالنص وكذلك السجانة فاذا كان الاعتراف بالانصاص قد صار بهذه الشمولية فلماذا يحاسبنا الحلاقون على اساس انه رأس كامل ؟ اليس هذا تطفيق وظلم وبيع باطل ؟ الا يكفينا ما نحن فيه من وساوس وكمان ندفع ؟ .
بعض الناس يطيل الشعر الذي على جانبي الصلعة ثم (يجلطه) عليها فتبدو مكسوة بالسواد وتجعل من منظر الشخص مقبولا الا ان علاقة هذا الشعر بالصلعة مثل علاقة القش بالمكيف فهو ليس من الاصل مثل هذا الشخص تجده حذر جدا في ان يصطدم بشئ مثل حافة باب او خلافه كما انه يقرأ النشرة الجوية جيدا قبل الخروج لمعرفة اتجاه الرياح فان كان ذاهبا الى توتي والرياح معترضة اياه فسوف يغير وجهته الى محلية الازهري كي يحتفظ برأسه مغطى.
كذلك تعتبر حلاقة الصلعة عقوبة عند معظم الشعوب ففي السودان مثلا اذا اتت البنت منكرا حلقوها صلعة او على الاقل هددوها بذلك وهذا رادع جدا حتى الاولاد يخشون الدخول في معسكرات الخدمة الوطنية خوفا من الحلاقة صلعة ولا ادري لماذا تعتري الناس الفوبيا من الاصابة بها علما بأننا كويسين والحمد لله.
في زمن خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان هنالك فتى وسيما وجميلا اسمه نصر بن حجاج انشغلت كل بنات المسلمين بذلك الفتى حتى صرن يرددن اسمه في الشهيق والزفير وذات يوم اثناء مرور سيدنا عمر سمع فتاة ضاق بها الحال تقول :
ياليت شعري عن نفسي ازاهقه
مني ولم اقض ما فيها من الحاج
هل من سبيل الى خمر فأشربها
ام من سبيل الى نصر بن حجاج
سأل سيدنا عمر الناس من نصر بن حجاج ؟ قيل اجمل فتيان المدينة قال على به فلما رآه من اجمل الناس قال له عزيمة من امير المؤمنين ان تحلق رأسك.
قال الراوي اثناء قيام الحلاق بازالة شعر نصر كانت الفتيات يتخطفن الخصل بعد الحلاقة صار نصر بن حجاج اكثر بهاء فأمره عمر رضي الله عنه ان يتلثم حتى لا تبدو الا عيناه فافتتن الناس بعينيه فقال له عمر : لا تساكنني ببلدة انا فيها ونفاه الى خراسان وهنالك افتتنت به زوجة والي خراسان (يعني جاط الدنيا جوطة) بعد عام جاءت والدة نصر الى سيدنا عمر وقالت يا امير المؤمنين عبد الله وعاصم بين يديك وولدي في خراسان ؟ رد على ولدى فسكت عمر قليلا ثم قال اما وانا بالمدينة فلا.
كان هنالك رجل موهوم يظن ان كل صاحب صلعة شخصا عظيما عبقريا فكلما يلقي احدهم في الطريق يسلم عليه ببشاشة ثم يسأله شغال شنو بالله ؟ فيرد وكيل وزارة فيقول الموهوم دا الكلام وفقك الله ظل الرجل الموهوم على هذا الحال فيوما يلتقي بنائب اخصائى ومرة بقاضي محكمة عليا وذات يوم رأى رجلا له صلعة ملساء مستديرة ساطعة فهرول نحوه هاشا وبعد ان سلم عليه سأله السؤال المعتاد شغال شنو بالله ؟ فرد الرجل عندي زريبة فحم فقال الموهوم هسع دي عاوزه ليها صلعة !!
منقول
ضع كل الصحف السودانية امامك على طاولة ثم اقرأ العناوين البارزة تجد الآتي : نهب بنك في الهزيع الاخير من الليل الجثة تدخل المحكمة وتمسك بتلابيب القاضي ، 6 مليارات جنيه جملة اختلاسات المال العام ، امرأة في الستين من عمرها حامل بالحلال ، شلل الاطفال يكتسح الولاية الشرقية وبعد كل ذلك تجدمربعاً صغيراً على الصفحة الاولى مكتوب داخله (ابدأ بها يومك) انتو خليتو لينا يوم نبداهو !؟
ما رأيك صديقي القارئ ان نهرب سويا الى موضوع آخر قد يجعلك على الاقل في وضع طبيعي ان لم يكن ممتازاً.
لقد قسم العرب نمو الاسنان الى مراحل فقالوا انه مادام رضيعا فهو صبي فاذا فطم فهو وليد فاذا راهق فهو غلام فاذا خرج شعر وجهه فهو شاب ثم يكون مجتمعا ثم كهلا ثم شيخا ثم يتوجه الى الدار الباقية اما شاكراً واما كفوراً.
جرت العادة ان يصاب الرجل بالصلع في طور شاب او مجتمع فاذا حدث بعد ذلك فهو تدرج طبيعي وان حدث قبل ذلك فهو اما جرب او ما يعادله بالامراض الاجنبية كذلك الاصلع هو الذي ذهب الصلع عن وسط رأسه فاذا ذهب عن الصدغين قيل انزع اما الثط فهو الذي ليس له شعر في اللحية او العارضين والسنطا هو الذي ليس له شعر في العارضين وله في اللحية.
الرجل الاصلع علي الدوام شخص كريم خطيب غزير الادب والحكمة هادي الطبع يجيد فن التفاوض في الازمان وصاحب حيل وافانين يستحيل على الفريسة النجاة منه كما انه يحب النساء والصيد لحدي هنا كويسين.
يبدأ الشعر في السقوط عقب المراهقة بعشرة دقائق فقط ويعزي الاطباء ذلك الى تدفق هائل للهرمونات الذكرية وهذه محمدة فالصلع لا يصيب اى كائن الا الذكور في بني آدم وما تقولي قال الجاحظ ولا شيطان احمر.
في بداية التساقط تجد الشاب يقضي معظم الساعات امام المرآة متفقدا شعره صوفة صوفة ثم يستعين على رؤية مؤخرة الرأس بمرآة اخرى كي يطمئن قلبه ولا يألوا جهدا في البحث عن ادوية بلدية مثل ماء البصل ولبخة الحسكنيت او كريمات مستوردة مغذية للبشر ودا كله ما بحله جاياهو جاياهو .
اصحاب الصلع في الطريق العام ينظرون الى بعضهم البعض دون معرفة سابقة ويسود بينهم ود شديد كما انهم يتبادلون غمزات وشفرات لا يعرفها غيرهم فهم مثل جماعة الماسونية تماما عندما تكون الصلعة في بداياتها ينظر صاحبها الى اصحاب الصلع المكتملة فيرى فيهم مستقبله فيصاب بالاكتئاب وهم يرون فيه ماضيهم فيصابون بالحسرة لا تحزن يا صديقي ان الله معنا ويكفينا القول المأثور ان كل ذي صلعة فاهم وليس كل فاهم بذي صلعة.
الرجل الوسيم مكتمل الهيئة والصورة لا يحتاج الى كثير عناء لامالة قلب امرأة اما ذوي العاهات من اصحاب الصلع فعليهم اعباء ثقيلة جدا لكي يصلوا الى ما وصل اليه الوسيم في لا زمن حيث على الواحد منهم ان يكون كريما لطيفا سخيا شجاعا ودا شغل كثير خلاص يا جماعة ومكلف للغاية.
الملاحظ في الصلع في السودان هو انه عكس الامطار تماما فهو يقل كلما اتجهت جنوبا ويزداد كلما اتجهت شمالا زد على ذلك فهو من طائفة الامراض (س . ص) الغير قابلة للعلاج حتى الآن مثل السكري والصرعة والسرطان وهذه ايضا محمدة وقائمة الامراض (س . ص) طويلة جدا الاانني لا اريد ان اخيف القارئ لكيلا ادحض الهدف الذي وعدتك به في اول المقال.
السودان من البلاد الموبوءة باستخدام الانصاص كقولك نص بيت نص عرقي ، نص جالون ، نص كم ،حتى الشوارع يقولون عليها الثورة بالنص وكذلك السجانة فاذا كان الاعتراف بالانصاص قد صار بهذه الشمولية فلماذا يحاسبنا الحلاقون على اساس انه رأس كامل ؟ اليس هذا تطفيق وظلم وبيع باطل ؟ الا يكفينا ما نحن فيه من وساوس وكمان ندفع ؟ .
بعض الناس يطيل الشعر الذي على جانبي الصلعة ثم (يجلطه) عليها فتبدو مكسوة بالسواد وتجعل من منظر الشخص مقبولا الا ان علاقة هذا الشعر بالصلعة مثل علاقة القش بالمكيف فهو ليس من الاصل مثل هذا الشخص تجده حذر جدا في ان يصطدم بشئ مثل حافة باب او خلافه كما انه يقرأ النشرة الجوية جيدا قبل الخروج لمعرفة اتجاه الرياح فان كان ذاهبا الى توتي والرياح معترضة اياه فسوف يغير وجهته الى محلية الازهري كي يحتفظ برأسه مغطى.
كذلك تعتبر حلاقة الصلعة عقوبة عند معظم الشعوب ففي السودان مثلا اذا اتت البنت منكرا حلقوها صلعة او على الاقل هددوها بذلك وهذا رادع جدا حتى الاولاد يخشون الدخول في معسكرات الخدمة الوطنية خوفا من الحلاقة صلعة ولا ادري لماذا تعتري الناس الفوبيا من الاصابة بها علما بأننا كويسين والحمد لله.
في زمن خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان هنالك فتى وسيما وجميلا اسمه نصر بن حجاج انشغلت كل بنات المسلمين بذلك الفتى حتى صرن يرددن اسمه في الشهيق والزفير وذات يوم اثناء مرور سيدنا عمر سمع فتاة ضاق بها الحال تقول :
ياليت شعري عن نفسي ازاهقه
مني ولم اقض ما فيها من الحاج
هل من سبيل الى خمر فأشربها
ام من سبيل الى نصر بن حجاج
سأل سيدنا عمر الناس من نصر بن حجاج ؟ قيل اجمل فتيان المدينة قال على به فلما رآه من اجمل الناس قال له عزيمة من امير المؤمنين ان تحلق رأسك.
قال الراوي اثناء قيام الحلاق بازالة شعر نصر كانت الفتيات يتخطفن الخصل بعد الحلاقة صار نصر بن حجاج اكثر بهاء فأمره عمر رضي الله عنه ان يتلثم حتى لا تبدو الا عيناه فافتتن الناس بعينيه فقال له عمر : لا تساكنني ببلدة انا فيها ونفاه الى خراسان وهنالك افتتنت به زوجة والي خراسان (يعني جاط الدنيا جوطة) بعد عام جاءت والدة نصر الى سيدنا عمر وقالت يا امير المؤمنين عبد الله وعاصم بين يديك وولدي في خراسان ؟ رد على ولدى فسكت عمر قليلا ثم قال اما وانا بالمدينة فلا.
كان هنالك رجل موهوم يظن ان كل صاحب صلعة شخصا عظيما عبقريا فكلما يلقي احدهم في الطريق يسلم عليه ببشاشة ثم يسأله شغال شنو بالله ؟ فيرد وكيل وزارة فيقول الموهوم دا الكلام وفقك الله ظل الرجل الموهوم على هذا الحال فيوما يلتقي بنائب اخصائى ومرة بقاضي محكمة عليا وذات يوم رأى رجلا له صلعة ملساء مستديرة ساطعة فهرول نحوه هاشا وبعد ان سلم عليه سأله السؤال المعتاد شغال شنو بالله ؟ فرد الرجل عندي زريبة فحم فقال الموهوم هسع دي عاوزه ليها صلعة !!
منقول