elmoiz
14-04-2007, 02:42 AM
حكاية أيوب
أستيقظ (أيوب) في صباح ذلك اليوم وكعادته فقد أشعل سيجارة (الصباح) وإتجه صوب الحمام) ثم بعد أن إنتهت (السيجارة) عرج على (حوض الغسيل) ليتسوك.. أمسك بفرشاة الأسنان وصب (كعادته) على رأسها بعض الماء ثم تناول صباع المعجون الذى وجده ملتصق (الجانبين) تماماً إلى حد (التقوس) مما يعنى أن أحدهم قد قام بعصره لإستخراج آخر ما تبقى منه لذلك لم تنجح محاولات أيوب بضغطه ثم لى (عنقه) ثم (لفه) من أجل إستخراج أى جزء منه مما جعله يتناول مكنة الحلاقه) الموضوعة أمامه على رف الحوض ليستخرج منها (الموس) ويقوم كجراح ماهر بشق (بطن) صباع المعجون طولياً ثم فتحه مستخدماً (الفرشاة) فى خرت)بواقي المعجون (الحمراء) التى كانت تلتصق فى (أمان) على جدران الصباع مستعيناً فى ذلك بصب بعض الماء عليها... ثم أدخل الفرشاة فى فمه وهو ينظر للمرآة.
إنتهى (أيوب) من (السواك) الذى لم يستغرق وقتاً طويلاً بسبب عدم تشبع(الفرشاة) بالمعجون فقام بوضعها جانبا وإعادتها للرف بعد أن قام بغسل فمه ثم مد يده لتناول (كروسة الأمواس) الزرقاء فى محاولة لحلاقه ذقنه فوجدها فارغة وقد إبتلت بالماء مما جعله يتندم بعض الشئ على إستخدام (الموس) التي كانت (بماكينة الحلاقه) وإتلافها فى قطع (صباع المعجون) فربما كانت تقوم بالمهمة.. أيوب) يكره أن تبرز شعيرات (ذقنه) البيضاء لأسباب لا داعى لذكرها الآن لذا فقد قام بإلتقاط (الموس) التى إستخدمها فى (فتح) صباع المعجون.. قام بغسلها ثم بدأ فى حلاقه ذقنه التى بدأ بعضها ناعماً وبعضها غير ذلك.
• يا بوى عملت ليا شنو فى موضوع الرسوم دى؟؟ ناس (الجامعه) قالو ليا بنديك أسبوع كان ما جبتيهم ما ح تدخلى الإمتحان
• يا بوى الليلة برضو ما نمشى المدرسة عشان (حق مواصلات) مافى؟
قبل أن يرد (أيوب) رده اليومى (الله كريم ح تفرج) كانت زوجته (صفية) قد بدأت مداخلتها) اليومية :
o أريتا حالت السواد والرماد.. البيت ليهو إسبوعين نار ما إتولعت فيهو و(جمرتو) قاطعة؟ لا سكر لا لبن لا شاى لا..
o عليكى الله يا (صفية) المسلسل بتاع (النقة) الكلو يوم ده خلينا منو.. ما تعكسيها علينا أصلها معكسة
o ما معكسا براك أهو راجل (بثينة) جارتنا القريبه دى باع ليهو فردة (كليه) لى (ناس شركه بيع الأعضاء) العملوها (الجماعة ديل) زنقاتو كلها إتفكت وكمان إشترى ليهو موتر (فيسبا)
• أنا قلت ليكى ما رافض الفكرة لكن نحنا (كلاوينا) دى تانى (نص إستوا) ما تنفع. و(ناس الشركة) ديل ح يختوها لينا فى (الواطه) – مواصلاً- دى كلاوى إشتغلت ليها كم وخمسين سنه ماشه تنفع؟ وكمان (تتصدر بره)؟
• إن شاء الله إشتغلت ليها ميت سنه.. كل شئ بى تمنو إنت بس أمشى شوفهم بيشتروها بى كم؟
مستدركة
• وإلا أقول ليكا أمشى هسع لى (عوض) راجلبثينة) ده إستفسر منو تجربة عوض)
بعد تردد شديد خرج أيوب من منزله وإتجه صوب منزل جاره عوض والذى وجده بالسروال والعراقى) أمام منزله يقوم بتلميع (الموتر) بعد أن قام بغسله :
• كيفك يا (عوض(
• مرحب (أيوب) إتفضل لى جوه.. وإلا دقيقه أجيب ليك كرسى
• لا.. لا.. شكرا بس الحقيقه أن جايي استفسر منك فى موضوع وكده
• إن شاء الله خير
• لا.. خير... أصلو فى الحقيقه.. يعنى.. فى الواقع.. اصلو (فى هذه اللحظة بالذات فكر أيوب فى مغبة سؤاله لعوض وماذا سوف يحدث لو أن المسأله كانت شمارات نسوان ساكت وإنو ما باع كليتو
• مالك كده متردد عاوز تستفسر من شنو يا أيوب؟
• طبعاً يا عوض يا خوى براك شايف الحاله بقت صعبة والناس كلها بقت مفلسة وقعدت على الحديده وزول ساكت يدينك والإ تشيل منو قروش مافى والناس باعت كلو حاجة والأكل والشراب بقى فى تلتلة والأولاد والمدارس و..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
وقف (أيوب) حائراً فى أى الصفوف يقف لكن سرعان ما تبددت حيرته عندما خاطبه الشخص الذى كان يقف فى نهاية (الصف) القريب منه:
• لو عاوز (الكلى) تعال شباك الباطنية ده!!
ما أن وقف (ايوب) خلف ذلك الشخص حتى بادره مواصلا حديثه:
• تعرف يا أستاذ عشان (الكلى) دى (إستيريو) يعنى يمين وشمال الناس كلها عاوزة تبيع (سماعة) أقصد واحده و(تشتغل) بى واحده.. عشان كده الصف ده طويل!!
• وطيب صف (الأنف والأذن والحنجرة) ده البيقيف فيهو منو؟؟ - مواصلا- يعنى أقصد البيقيف فيهو بيكون عاوز يبيع شنو؟
• كيف ياخى ديل ممكن يشترو منك (الأذن الوسطى) أو (الطبله) أو الأذن الخارجية ذاتا وبعدين ما تنسى؟
• شنو؟
• الحبال الصوتية) ذاتا بيشتروها (بالمتر) والعجب لو الزول صوتو (فنان) يدفعو ليهو (كاش داون) طوالى
• والباقين ديل طيب؟
• طيب أوريك.. ناس (العيون) ديل للناس العاوزين يبيعو (عدسه))... شبكية... عين (كومبليت)... وناس (الأورده والشرايين) ديل للناس العاوزين يبيعو ليهم بوصة) بوصتين.. وإلا (قدم)..بتاع (وريد) وإلا شريان!!
• والزول الحايشترى (شرايين) ده يعمل بيها شنو؟؟
• إنت الظاهر ما عندك فكرة ناس القلب والجلطات ديل كلهم قاعدين يعملو عمليات (بايباص) – يقصد bypassing- ويشيلو ليهم (شريان) من (الكراع) بدل المقفول فى القلب – مواصلاً- أها الزول بدل ما يشيلو من (كراعو) يقوم (يشترى من(السوق!!
• طيب ده كلو عرفناهو (النسوان) ديل يبيعو شنو؟؟
• (إستنكار) كيفن يبيعو شنو؟؟ يا خى ديل عندهم أغلى (إسبيرات) .
أقيف أوريك - يخرج من جيبه ورقة ثم يفتحها مخاطباً أيوب:
• شوف دى القائمه بتاعت (أسعار الأعضاء) شوف هنا - وهو يمرر بأصبعه على القائمة ثم يقف تحت عنوان (أسعار الأعضاء النسوية) - أها شوف سعر (المبيض) الشغال الواحد كم؟؟ ده سعرو أغلى من (إتنين كلاوى)!!!
• طيب ما شايف ليا قسم للمخ والأعصاب؟
• يضحك عاليا ثم بعد أن يهدأ): إنت قايل (الجماعة) ديل عويرين؟؟ هم ما عارفين أعصاب) المواطنين دى كلها (بايظه) و(أمخاخهم) كلها سلوكا ضاربه والواحد فيهم بقى يا طالع (صينية) يا مرشح (للطلوع !!!!
أيوب قدام الشباك:
بعد زمن ليس بالقصير قضاه (أيوب) وهو يدردش مع (الرجل) الذى كان يقف أمامه
وجد أيوب نفسه أمام الشباك وصوت يسأله:
• أنت يا أستاذ عاوز تبيع شنو؟
• إنتو عندكم شنو؟؟
• كبده.. كلاوى.. كمونيه أقصد (مرارة).. مصارين.. شريفه أقصد (رهيفه) طيب أها أسعاركم كيف؟
• طيب أها أسعاركم كيف؟؟
يمد يده إلى ورقة أمامه ويعطيها لأيوب قائلاً) :
• دى القائمه بتاعت الأسعار.-مواصلاً – الأسعار دى طبعاً بإفتراض إنو العضو العاوز تبيعو شغال (تش) يعنى ما فيهو اى (لكلكة!!
يمسك أيوب بالقائمة ويبدأ بالقراءة بصوت خافت كأنه يحدث نفسه: : كلية يمين.. كلية شمال.. (مصران غليظ) بالبوصة.. مصران (أعور) المتر خمسميه.. كبدة.. طوحال.. (ثم يرفع رأسه مخاطباً الموظف :-
• ياخى أسعاركم دى مالا فى الواطه كده؟
• فى حدة) : والله يا أستاذ فى الواطة فى الما (واطة) دى أسعارنا وبين (البائع) والمشترى يفتح الله ويستر الله!
• هى لكن طوااالى نحن (نبيع) وإنتو (تشترو)؟؟
• يا أستاذ الصف طويل ما تاخرنا ساكت قول لينا قررت تبيع شنو؟
• طيب قول بقينا على الكلية (الشمال) إنت عارف إنو (الكلية الشمال) سعرها (أرخص) من (اليمين)؟؟
• فى إندهاش) : ليه مش كلهم (كلاوى)؟
• آآى كلهم كلاوى لكن اليمين بتكون (مبروكة)!!
• كان كده خلاص إنتو شيلو (المبروكه) وخلو لينا الفيها(الشيطان) دى!
لازم نفحصك:
خرج أيوب من (الصف) بعد أن قام بإستلام (فورم إستئصال كلية) من الموظف الذى أشار عليه بالذهاب إلى معمل الفحص حيث وجد صفين أحدهما للرجال حيث
وقف والآخر (للنساء) حيث كانت إحداهن وتبدو عليها علامات (الدعة) بعض الشئ تخاطب التى تقف خلفها فى الصف:
والله يا بت أمى ما طالبانى حليفة والدة ليا سبعة من بنات لى أولاد.. يعنى الحمد لله كملت (الولادة) أها قلت شن لزوم (المبايض) تانى؟ عايزه بيهم شنو؟ ما أبيعهم (للجماعة) ديل وأجدد عفش البيت
o والله أنا عرس ما معرساهو قعدت منتظرة ليا عريس لمن قربت (أقطع) أها قلت بجى (الخريف) و(المبايض) بتقيف أخير الواحدة تبيعهم الإتنين للجماعة ديل وتمسك ليها قرش قرشين حلوين بدل ما (يموتوا) ليها فى يدها – مواصلة- هم عليكى الله رجال (العرس) وينهم؟؟
o والله صدقتى يا ختى الرجال كلهم قعدو على (الحديده) وكان للجماعة المرطبين ناس (مثنى) وثلاث و(رباع) ديل ما بعرسو الزينا ديل... ديل بعرسو الوشهم وش (ممثلات) ودشهم (عربسات)
• آآيا صدقتى والله ياختى هسع بقت (القروش والسماحه) فى حتة.. و(الفقر والقباحة) فى حتة
• يحتحتهم يا الله اللا نام ولا أكل طعام أكان خلونا على (الحديدة)!!
بعد أن تابع (أيوب) ما كان يدور فى (صف السيدات) إنتبه لكون أنه على بعد أمتار قليلة من شباك (المعمل) فقام لا شعورياً بسؤال الشخص الذى كان يقف أمامه فى الصف:
• هسع الناس ديل ح يفحصوا لينا شنو؟
• يلتفت إليه تماماً) : كيف يفحصو ليك شنو؟؟ ديل ح يفحصوا ليكا أى حاجة
– مواصلاً-
ديل ما شداد و(لضاض) فى (البيع والشراء) قايلهم بيشتروا ليهم حاجه ساكت لو ما إتأكدو منها.. والله (يفلفلو) ليكا الزول جنس (فلفلة)
) كيفن يعنى؟
كيفن شنو والله قالو جايبين ليهم أجهزة فحص فى مستشفى (سوبا التعليمى) مافى طبعا طبعاً هنا بجيبوها لكن فى (المستشفيات) يجيبوها ليه؟؟
والله يا أستاذ قالو جابو ليهم جهاز هنا بالكمبيوتر بس قالو يدخلو ليكا الزول فيهو بى جاى نتائج الفحوصات تجى مكتوبه بى جاى – مواصلاً- والله شدت الجهاز ده ما حديث قالو ليكا بيفحص البول والفسحة والدم وهم جوه جسم الزول!!
أها هسع كشف (الجماعة) ديل بى قروش؟؟
قروش شنو؟؟ إنت قايلهم مغفلين؟؟ لو عملوهو بى قروش مع (الشعب) المفلس ده ما حقهم راح ومافى زول ح يجيهم.. هم خلو ليهم قروش فحص لى زول ما (نفضوا) جيوب الناس وخلوهم على (الحديدة)
لم يستغرق فحص ايوب سوى دقائق معدودة فقد طلب منه الإستلقاء على جهاز الفحص الذى قام بسحبه إلى داخله وهو مستلق عليه ثم أخرجه من الناحية الأخرى بينما كانت بيانات (نتيجة الفحص) تطبع على الطابعة الملحقة بالجهاز.بعد أن إستلم (أيوب) نتيجة الفحص كان همه كله فى معرفة (ما مدى سلامة كليته) لذا فقد قام بطرح السؤال على (فنى المعمل) والذى رد عليه :
• لمن تمشى لى لجنة التقييم هم ح يوروك الحاصل!!
• ولجنة التقييم دى وين؟
• شفت المكاتب (الصفراء) ديك ؟ القدام (المسجد) الأخضر داك؟.. بس داك محل لجنة التقييم ماذا تساوى كلية (أيوب)؟
دخل (أيوب) بعد طول إنتظار إلى (مكتب لجنة التقييم) الذى كان يضم لجنة متخصصة لتقييم (الأعضاء الباطنية) تسلم منه أحدهم (يبدو أنه رئيس اللجنة) نتيجة الفحص.. نظر إليها مليئاً ثم خاطبه قائلا ً:
شوف يا أستاذ إنت طبعا عارف (الكلية اليمين) السليمه سعرها كام.. أها هسع كليتك دى فيها شوية (إلتهابات) و(الغشاء الخارجى) بتاعا فيهو كم (فتق) كدا.. طيب كدى نشوف ح نخصم منك كم؟؟ - ينظر إلى ورقه أمامه ويواصل – ح نخصم منك كم.. ح نخصم منك كم... طيب إلتهابات 10% وكمان (غشاء فيهو فتق) 13% كدا يكون المجموووع.. طيب صفر وتلاته يساوى.تلاته وواحد وواحد يساوا إتنين – يلتفت لأيوب:
أنحنا يا أستاذ ح نخصم من السعر 23%
أخصموا العاوزين تخصموهو بس (قبضونا الباقى!!
بعد أن يقوم بالكتابة على فورم التقييم الذى أمامه):
o طيب يا أستاذ بعد كده إنت تشيل الورق ده وتمشى بيهو (المكتب القانونى) الفوقنا طوالى ده عشان يكملو ليكا باقى الإجراءات عقد بيع وإستئصال
وقف (أيوب) أمام (الأستاذ) الذى كان منهمكا فى إعداد عقد بيع (مترين مصران غليظ) لأحد المواطنين وبعد أن إنتهى وسلمه العقد رفع راسه ليتسلم ورق (أيوب) وبعد أن (فرفر) الورق قال مخاطباً (ايوب:
o الطلب بتاعك الأولانى ده ناقص؟
o فى خوف وإستغراب): ناقص شنو؟
o ما ختيت فيهو (دمغة جريح)؟
o يا جماعة جريح منو؟؟ أنا ذاتى هسع ما (مشروع جريح ) وكمان ممكن أكون مشروع (شهيد)؟
o بالله ما تأخرنا يا أستاذ أمشى خت لينا دمغة فى الطلب بتاعك دا وتعال نكمل ليكا الإجراءات
لما كان أيوب (أباطو والنجم) ولا يحمل فى جيبه سوى (ألف جنيه المواصلات) فقد قام خجلاً بمحاوله لشرح الأمر (للأستاذ:
• والله... فى الحقيقة... أصلو يا أستاذ.. يعنى.. فى الحقيقه
• عاوز تقول ما معاك مش كده؟؟
o أيوه والله يا أستاذ الحالة صعبة؟
o وهو يكتب على الورقة): خلاص ح أكتب ليك يخصموها منك بعدين!!
o أخصمو الإنتو عاوزنو بس (قبضونا الباقى!!
o طيب بطاقتك وين؟
o يخرجها من جيبه): أهو دى؟
o ينظر إليها متفحصاً): دى صلاحيتها منتهية وما مجددة؟
o لكن أجددا كيف؟؟ التجديد ده عاوز ليهو (عشرات الألوف) نجيبا من وين؟؟ هو أحنا قادرين ناكل؟؟
o طيب خلاص أنا ح (أفوتا) ليك يلا (وقع) لينا فى العقد ده (يعطيه العقد فيقوم أيوب بالتوقيع عليه وإعادته له حيث يقوم (الأستاذ) بتسليمه نسخة منه..
يبدأ (أيوب) فى قراءة (نصوص) عقد (البيع والإستئصال) بصوت خافت.. أنا المواطن أيوب صابر أيوب بمحض إرادتى وكامل قواى العقلية قد (تنازلت) لشركة (تستأصلون لشراء الأعضاء البشرية) عن (كليتى اليمنى).... ثم قبل أن يكمل قراءة نصوص العقد يلف الأوراق جميعها فى يده ويخاطب (الأستاذ:
• طيب يا أستاذ بعد ده أمشى وين؟؟
• بعد ده يا أستاذ (أيوب) دربك مرق وبقيت زول (إستئصال) ساااكت
• فى تلهف) : يعنى أمشى وين؟
• تمشى تسجل إسمك فى (مكتب تحديد مواعيد العمليات) هناك فى المكتب البفتح على (المسجد داك
• طيب ومتين ح (نقبض)؟
• بعد العملية طوالى... وبعدين ما تخاف (حقك يروح)... نحنا ناس بنخاف الله وما بناكل (قروش زول) أهو مكتوب فى العقد الشايلو ده إنو حتى لو (العملية) ما نجحت وإنت (رحت فيها) نحنا ملزمين ندى (القروش) للورثه بتاعتك!!
ح نبيع:
نسبة للعدد الهائل من (العمليات) التى يجريها مستوصف (تستأصلون) حتى بعد إستعانته بفريق أطباء من (ماليزيا) و(هاواى) و(جزر القمر) فقد تم تحديد العملية لأيوب بعد إسبوعين من تاريخه على الرغم من (إستجداء) أيوب للموظف الذى كان يقوم بتحديد تواريخ العمليات بأن (يحجز) له فى أقرب فرصة ممكنة حتى يتمكن من سداد (رسوم) إبنته الجامعية لتتمكن من الجلوس للإمتحانات.
• أها عملت شنو قاعد هناك لمن الواطا عصرت؟؟
• خلاص عملنا العقد؟
• عقد شنو هى (خطة إسكانية)؟
• والله إنتى ما عارفا حاجه ساكت.. فحوصات.. وعقودات.. وطلبات.. وصفوف ما تديك الدرب
• صفوف شنو كمان؟ الناس كتار وإلا شنو؟
• ما كتار كيفن؟؟ إنتى ما شايفا (الشوارع) دى بقت فاضيه كيف!!
• أها والعملية أقصد (القروش) بيسلموك ليها متين؟
• والله قالو بعد أسبوعين
فى إستنكار):
• إسبوعين شنو يا راجل؟؟ إنت ما عارف إمتحانات بتك بعد أسبوع واحد وقالو ليها كان ما جبتى قروش (القسط) ح نحرمك من (الإمتحان)؟
• والله شرحت ليهم لكن ما قدرو يعملو ليا حاجه عشان الناس المنتظرين كتار
• خلاص شيل ورقك وعقوداتك دى أعمل منها صورة وأمشى أديهم ناس الجامعة ووريهم إنك منتظر تستلم قروش (الكلية اليمين!!
• ما ح يوافقو.. مش (جامعات الزمن ده) والله لو قلت ليهم (قروش القلب) ذاتو ما يحنو)
أيوب يستأصل:
فى صالة الإنتظار التى تفضى إلى حجرة العمليات بمركز (تستأصلون) الطبى جلس (أيوب) منتظرا دوره لإجراء العملية.. الزمن يمر بطيئاً على الرغم من وجود (عشرين) غرفة عمليات تعمل فى آن واحد
• إنت عاوز (تستأصل) شنو؟
قالها متسائلاً الشخص الذى يرتدى ملابس (بالية متسخة) وتبدو عليه أعراض (الإدمان) والذى يجلس على يمين (أيوب
• أنا عاوز (أستأصل) الكلية اليمين... (فى عفوية): وإنت شنو؟؟
• والله أنا كنت عاوز أعمل زيك كده وأديهم (كلية) لكن بعد ما فحصو والنتيجه طلعت قالو ليا (كلاويك) دى ما نافعه عشان كنت (بتشرب) – مواصلا – أها قلت (أبيع) ليهم حته من (المعده) أصلو أكل ذاتو عشان تهضمو مافى وقاعده ساكت فى هذه الأثناء كان (الرجل) ذو الملامح (المتجهمة) الذى يقوم بقراءة أسماء الداخلين إلى العمليات قد بدأ بقراءة أسماء (الدفعة) الجديده والتى كان(أيوب) فى طليعتها.. شمار فى مرقه:
أفاق أيوب من البنج على صوت (موظف المكتب القانونى) وهو يقول له
• معليش يا أستاذ بس كان فى إجراء (قانونى) فات علينا
• فى صعوبة): شنو؟
• مفروض كان تجيب لينا (خلو طرف) من العوائد و الضرائب والزكاة والنفايات بإنو الناس ديل ما عاوزين منك أى قروش لأنو فى حالة (الدولة) عاوزة منك أى قروش ح نقوم نخصمها من (البيعة) ونوردها للدولة
• بصعوبه): لكن حالتى دى ما بتسمح ليا
• ما مشكلة عشان (راحتكم) الناس ديل (عملو) ليكم (مكاتب) هنا فى المجمع بتاع الشركه ده وأنا عشانك يا أستاذ ح أمشى أشيل ورقك وأمرروا عليهم وبعدين تلقاهو فى (الحسابات) لمن تمشى تصرف
• بارك الله فيك يا أستاذ
فى الحسابات:
جلس أيوب أمام المحاسب الذى بدأ منشغلاً فى (العمليات الحسابية) التى يجريها على (أوراق أيوب) ثم رفع رأسه يخاطبه وهو يضع يده على الآله الحاسبة:
• شوف يا أستاذ (الكلية السليمة) سعرها إتنين مليون قاموا خصموا منها (بدل تالف) 23% كده يكون فضل ليك مليون وتلتمية وأربعين... طيب (ينظر إلى الورق) عليك متأخرات (عوايد) تمنوميه وأربعين كده يكون فضل ليكا خمسمية ألف لمن نطرح منها متأخرات (النفايات) خمسميه وعشرين ألف كده نكون عاوزين منك (عشرين ألف) ممكن تجيبا لينا فى أى وكت!!!
عزيزى القارئ:
إذا رأيت شخصا أشعث أغبر يعتلى (صينية كبرى برى) وهو يخاطب المارة مردداً بإستمرار
• تعالو شيلو دى كمان)... (تعالو شيلو دى كمان)
فأعلم إنه لا يقصد الدعوة لإزاحة تلك (الشاشة الإعلانية العملاقة) التى رفض المسئولون إزاحتها حماية لأرواح (الشعب الفضل) بل يقصد (كليته اليسرى) التى تبقت له...
>إنه أيوب!! السوداني : الفاتح يوسف جبرا
أستيقظ (أيوب) في صباح ذلك اليوم وكعادته فقد أشعل سيجارة (الصباح) وإتجه صوب الحمام) ثم بعد أن إنتهت (السيجارة) عرج على (حوض الغسيل) ليتسوك.. أمسك بفرشاة الأسنان وصب (كعادته) على رأسها بعض الماء ثم تناول صباع المعجون الذى وجده ملتصق (الجانبين) تماماً إلى حد (التقوس) مما يعنى أن أحدهم قد قام بعصره لإستخراج آخر ما تبقى منه لذلك لم تنجح محاولات أيوب بضغطه ثم لى (عنقه) ثم (لفه) من أجل إستخراج أى جزء منه مما جعله يتناول مكنة الحلاقه) الموضوعة أمامه على رف الحوض ليستخرج منها (الموس) ويقوم كجراح ماهر بشق (بطن) صباع المعجون طولياً ثم فتحه مستخدماً (الفرشاة) فى خرت)بواقي المعجون (الحمراء) التى كانت تلتصق فى (أمان) على جدران الصباع مستعيناً فى ذلك بصب بعض الماء عليها... ثم أدخل الفرشاة فى فمه وهو ينظر للمرآة.
إنتهى (أيوب) من (السواك) الذى لم يستغرق وقتاً طويلاً بسبب عدم تشبع(الفرشاة) بالمعجون فقام بوضعها جانبا وإعادتها للرف بعد أن قام بغسل فمه ثم مد يده لتناول (كروسة الأمواس) الزرقاء فى محاولة لحلاقه ذقنه فوجدها فارغة وقد إبتلت بالماء مما جعله يتندم بعض الشئ على إستخدام (الموس) التي كانت (بماكينة الحلاقه) وإتلافها فى قطع (صباع المعجون) فربما كانت تقوم بالمهمة.. أيوب) يكره أن تبرز شعيرات (ذقنه) البيضاء لأسباب لا داعى لذكرها الآن لذا فقد قام بإلتقاط (الموس) التى إستخدمها فى (فتح) صباع المعجون.. قام بغسلها ثم بدأ فى حلاقه ذقنه التى بدأ بعضها ناعماً وبعضها غير ذلك.
• يا بوى عملت ليا شنو فى موضوع الرسوم دى؟؟ ناس (الجامعه) قالو ليا بنديك أسبوع كان ما جبتيهم ما ح تدخلى الإمتحان
• يا بوى الليلة برضو ما نمشى المدرسة عشان (حق مواصلات) مافى؟
قبل أن يرد (أيوب) رده اليومى (الله كريم ح تفرج) كانت زوجته (صفية) قد بدأت مداخلتها) اليومية :
o أريتا حالت السواد والرماد.. البيت ليهو إسبوعين نار ما إتولعت فيهو و(جمرتو) قاطعة؟ لا سكر لا لبن لا شاى لا..
o عليكى الله يا (صفية) المسلسل بتاع (النقة) الكلو يوم ده خلينا منو.. ما تعكسيها علينا أصلها معكسة
o ما معكسا براك أهو راجل (بثينة) جارتنا القريبه دى باع ليهو فردة (كليه) لى (ناس شركه بيع الأعضاء) العملوها (الجماعة ديل) زنقاتو كلها إتفكت وكمان إشترى ليهو موتر (فيسبا)
• أنا قلت ليكى ما رافض الفكرة لكن نحنا (كلاوينا) دى تانى (نص إستوا) ما تنفع. و(ناس الشركة) ديل ح يختوها لينا فى (الواطه) – مواصلاً- دى كلاوى إشتغلت ليها كم وخمسين سنه ماشه تنفع؟ وكمان (تتصدر بره)؟
• إن شاء الله إشتغلت ليها ميت سنه.. كل شئ بى تمنو إنت بس أمشى شوفهم بيشتروها بى كم؟
مستدركة
• وإلا أقول ليكا أمشى هسع لى (عوض) راجلبثينة) ده إستفسر منو تجربة عوض)
بعد تردد شديد خرج أيوب من منزله وإتجه صوب منزل جاره عوض والذى وجده بالسروال والعراقى) أمام منزله يقوم بتلميع (الموتر) بعد أن قام بغسله :
• كيفك يا (عوض(
• مرحب (أيوب) إتفضل لى جوه.. وإلا دقيقه أجيب ليك كرسى
• لا.. لا.. شكرا بس الحقيقه أن جايي استفسر منك فى موضوع وكده
• إن شاء الله خير
• لا.. خير... أصلو فى الحقيقه.. يعنى.. فى الواقع.. اصلو (فى هذه اللحظة بالذات فكر أيوب فى مغبة سؤاله لعوض وماذا سوف يحدث لو أن المسأله كانت شمارات نسوان ساكت وإنو ما باع كليتو
• مالك كده متردد عاوز تستفسر من شنو يا أيوب؟
• طبعاً يا عوض يا خوى براك شايف الحاله بقت صعبة والناس كلها بقت مفلسة وقعدت على الحديده وزول ساكت يدينك والإ تشيل منو قروش مافى والناس باعت كلو حاجة والأكل والشراب بقى فى تلتلة والأولاد والمدارس و..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
وقف (أيوب) حائراً فى أى الصفوف يقف لكن سرعان ما تبددت حيرته عندما خاطبه الشخص الذى كان يقف فى نهاية (الصف) القريب منه:
• لو عاوز (الكلى) تعال شباك الباطنية ده!!
ما أن وقف (ايوب) خلف ذلك الشخص حتى بادره مواصلا حديثه:
• تعرف يا أستاذ عشان (الكلى) دى (إستيريو) يعنى يمين وشمال الناس كلها عاوزة تبيع (سماعة) أقصد واحده و(تشتغل) بى واحده.. عشان كده الصف ده طويل!!
• وطيب صف (الأنف والأذن والحنجرة) ده البيقيف فيهو منو؟؟ - مواصلا- يعنى أقصد البيقيف فيهو بيكون عاوز يبيع شنو؟
• كيف ياخى ديل ممكن يشترو منك (الأذن الوسطى) أو (الطبله) أو الأذن الخارجية ذاتا وبعدين ما تنسى؟
• شنو؟
• الحبال الصوتية) ذاتا بيشتروها (بالمتر) والعجب لو الزول صوتو (فنان) يدفعو ليهو (كاش داون) طوالى
• والباقين ديل طيب؟
• طيب أوريك.. ناس (العيون) ديل للناس العاوزين يبيعو (عدسه))... شبكية... عين (كومبليت)... وناس (الأورده والشرايين) ديل للناس العاوزين يبيعو ليهم بوصة) بوصتين.. وإلا (قدم)..بتاع (وريد) وإلا شريان!!
• والزول الحايشترى (شرايين) ده يعمل بيها شنو؟؟
• إنت الظاهر ما عندك فكرة ناس القلب والجلطات ديل كلهم قاعدين يعملو عمليات (بايباص) – يقصد bypassing- ويشيلو ليهم (شريان) من (الكراع) بدل المقفول فى القلب – مواصلاً- أها الزول بدل ما يشيلو من (كراعو) يقوم (يشترى من(السوق!!
• طيب ده كلو عرفناهو (النسوان) ديل يبيعو شنو؟؟
• (إستنكار) كيفن يبيعو شنو؟؟ يا خى ديل عندهم أغلى (إسبيرات) .
أقيف أوريك - يخرج من جيبه ورقة ثم يفتحها مخاطباً أيوب:
• شوف دى القائمه بتاعت (أسعار الأعضاء) شوف هنا - وهو يمرر بأصبعه على القائمة ثم يقف تحت عنوان (أسعار الأعضاء النسوية) - أها شوف سعر (المبيض) الشغال الواحد كم؟؟ ده سعرو أغلى من (إتنين كلاوى)!!!
• طيب ما شايف ليا قسم للمخ والأعصاب؟
• يضحك عاليا ثم بعد أن يهدأ): إنت قايل (الجماعة) ديل عويرين؟؟ هم ما عارفين أعصاب) المواطنين دى كلها (بايظه) و(أمخاخهم) كلها سلوكا ضاربه والواحد فيهم بقى يا طالع (صينية) يا مرشح (للطلوع !!!!
أيوب قدام الشباك:
بعد زمن ليس بالقصير قضاه (أيوب) وهو يدردش مع (الرجل) الذى كان يقف أمامه
وجد أيوب نفسه أمام الشباك وصوت يسأله:
• أنت يا أستاذ عاوز تبيع شنو؟
• إنتو عندكم شنو؟؟
• كبده.. كلاوى.. كمونيه أقصد (مرارة).. مصارين.. شريفه أقصد (رهيفه) طيب أها أسعاركم كيف؟
• طيب أها أسعاركم كيف؟؟
يمد يده إلى ورقة أمامه ويعطيها لأيوب قائلاً) :
• دى القائمه بتاعت الأسعار.-مواصلاً – الأسعار دى طبعاً بإفتراض إنو العضو العاوز تبيعو شغال (تش) يعنى ما فيهو اى (لكلكة!!
يمسك أيوب بالقائمة ويبدأ بالقراءة بصوت خافت كأنه يحدث نفسه: : كلية يمين.. كلية شمال.. (مصران غليظ) بالبوصة.. مصران (أعور) المتر خمسميه.. كبدة.. طوحال.. (ثم يرفع رأسه مخاطباً الموظف :-
• ياخى أسعاركم دى مالا فى الواطه كده؟
• فى حدة) : والله يا أستاذ فى الواطة فى الما (واطة) دى أسعارنا وبين (البائع) والمشترى يفتح الله ويستر الله!
• هى لكن طوااالى نحن (نبيع) وإنتو (تشترو)؟؟
• يا أستاذ الصف طويل ما تاخرنا ساكت قول لينا قررت تبيع شنو؟
• طيب قول بقينا على الكلية (الشمال) إنت عارف إنو (الكلية الشمال) سعرها (أرخص) من (اليمين)؟؟
• فى إندهاش) : ليه مش كلهم (كلاوى)؟
• آآى كلهم كلاوى لكن اليمين بتكون (مبروكة)!!
• كان كده خلاص إنتو شيلو (المبروكه) وخلو لينا الفيها(الشيطان) دى!
لازم نفحصك:
خرج أيوب من (الصف) بعد أن قام بإستلام (فورم إستئصال كلية) من الموظف الذى أشار عليه بالذهاب إلى معمل الفحص حيث وجد صفين أحدهما للرجال حيث
وقف والآخر (للنساء) حيث كانت إحداهن وتبدو عليها علامات (الدعة) بعض الشئ تخاطب التى تقف خلفها فى الصف:
والله يا بت أمى ما طالبانى حليفة والدة ليا سبعة من بنات لى أولاد.. يعنى الحمد لله كملت (الولادة) أها قلت شن لزوم (المبايض) تانى؟ عايزه بيهم شنو؟ ما أبيعهم (للجماعة) ديل وأجدد عفش البيت
o والله أنا عرس ما معرساهو قعدت منتظرة ليا عريس لمن قربت (أقطع) أها قلت بجى (الخريف) و(المبايض) بتقيف أخير الواحدة تبيعهم الإتنين للجماعة ديل وتمسك ليها قرش قرشين حلوين بدل ما (يموتوا) ليها فى يدها – مواصلة- هم عليكى الله رجال (العرس) وينهم؟؟
o والله صدقتى يا ختى الرجال كلهم قعدو على (الحديده) وكان للجماعة المرطبين ناس (مثنى) وثلاث و(رباع) ديل ما بعرسو الزينا ديل... ديل بعرسو الوشهم وش (ممثلات) ودشهم (عربسات)
• آآيا صدقتى والله ياختى هسع بقت (القروش والسماحه) فى حتة.. و(الفقر والقباحة) فى حتة
• يحتحتهم يا الله اللا نام ولا أكل طعام أكان خلونا على (الحديدة)!!
بعد أن تابع (أيوب) ما كان يدور فى (صف السيدات) إنتبه لكون أنه على بعد أمتار قليلة من شباك (المعمل) فقام لا شعورياً بسؤال الشخص الذى كان يقف أمامه فى الصف:
• هسع الناس ديل ح يفحصوا لينا شنو؟
• يلتفت إليه تماماً) : كيف يفحصو ليك شنو؟؟ ديل ح يفحصوا ليكا أى حاجة
– مواصلاً-
ديل ما شداد و(لضاض) فى (البيع والشراء) قايلهم بيشتروا ليهم حاجه ساكت لو ما إتأكدو منها.. والله (يفلفلو) ليكا الزول جنس (فلفلة)
) كيفن يعنى؟
كيفن شنو والله قالو جايبين ليهم أجهزة فحص فى مستشفى (سوبا التعليمى) مافى طبعا طبعاً هنا بجيبوها لكن فى (المستشفيات) يجيبوها ليه؟؟
والله يا أستاذ قالو جابو ليهم جهاز هنا بالكمبيوتر بس قالو يدخلو ليكا الزول فيهو بى جاى نتائج الفحوصات تجى مكتوبه بى جاى – مواصلاً- والله شدت الجهاز ده ما حديث قالو ليكا بيفحص البول والفسحة والدم وهم جوه جسم الزول!!
أها هسع كشف (الجماعة) ديل بى قروش؟؟
قروش شنو؟؟ إنت قايلهم مغفلين؟؟ لو عملوهو بى قروش مع (الشعب) المفلس ده ما حقهم راح ومافى زول ح يجيهم.. هم خلو ليهم قروش فحص لى زول ما (نفضوا) جيوب الناس وخلوهم على (الحديدة)
لم يستغرق فحص ايوب سوى دقائق معدودة فقد طلب منه الإستلقاء على جهاز الفحص الذى قام بسحبه إلى داخله وهو مستلق عليه ثم أخرجه من الناحية الأخرى بينما كانت بيانات (نتيجة الفحص) تطبع على الطابعة الملحقة بالجهاز.بعد أن إستلم (أيوب) نتيجة الفحص كان همه كله فى معرفة (ما مدى سلامة كليته) لذا فقد قام بطرح السؤال على (فنى المعمل) والذى رد عليه :
• لمن تمشى لى لجنة التقييم هم ح يوروك الحاصل!!
• ولجنة التقييم دى وين؟
• شفت المكاتب (الصفراء) ديك ؟ القدام (المسجد) الأخضر داك؟.. بس داك محل لجنة التقييم ماذا تساوى كلية (أيوب)؟
دخل (أيوب) بعد طول إنتظار إلى (مكتب لجنة التقييم) الذى كان يضم لجنة متخصصة لتقييم (الأعضاء الباطنية) تسلم منه أحدهم (يبدو أنه رئيس اللجنة) نتيجة الفحص.. نظر إليها مليئاً ثم خاطبه قائلا ً:
شوف يا أستاذ إنت طبعا عارف (الكلية اليمين) السليمه سعرها كام.. أها هسع كليتك دى فيها شوية (إلتهابات) و(الغشاء الخارجى) بتاعا فيهو كم (فتق) كدا.. طيب كدى نشوف ح نخصم منك كم؟؟ - ينظر إلى ورقه أمامه ويواصل – ح نخصم منك كم.. ح نخصم منك كم... طيب إلتهابات 10% وكمان (غشاء فيهو فتق) 13% كدا يكون المجموووع.. طيب صفر وتلاته يساوى.تلاته وواحد وواحد يساوا إتنين – يلتفت لأيوب:
أنحنا يا أستاذ ح نخصم من السعر 23%
أخصموا العاوزين تخصموهو بس (قبضونا الباقى!!
بعد أن يقوم بالكتابة على فورم التقييم الذى أمامه):
o طيب يا أستاذ بعد كده إنت تشيل الورق ده وتمشى بيهو (المكتب القانونى) الفوقنا طوالى ده عشان يكملو ليكا باقى الإجراءات عقد بيع وإستئصال
وقف (أيوب) أمام (الأستاذ) الذى كان منهمكا فى إعداد عقد بيع (مترين مصران غليظ) لأحد المواطنين وبعد أن إنتهى وسلمه العقد رفع راسه ليتسلم ورق (أيوب) وبعد أن (فرفر) الورق قال مخاطباً (ايوب:
o الطلب بتاعك الأولانى ده ناقص؟
o فى خوف وإستغراب): ناقص شنو؟
o ما ختيت فيهو (دمغة جريح)؟
o يا جماعة جريح منو؟؟ أنا ذاتى هسع ما (مشروع جريح ) وكمان ممكن أكون مشروع (شهيد)؟
o بالله ما تأخرنا يا أستاذ أمشى خت لينا دمغة فى الطلب بتاعك دا وتعال نكمل ليكا الإجراءات
لما كان أيوب (أباطو والنجم) ولا يحمل فى جيبه سوى (ألف جنيه المواصلات) فقد قام خجلاً بمحاوله لشرح الأمر (للأستاذ:
• والله... فى الحقيقة... أصلو يا أستاذ.. يعنى.. فى الحقيقه
• عاوز تقول ما معاك مش كده؟؟
o أيوه والله يا أستاذ الحالة صعبة؟
o وهو يكتب على الورقة): خلاص ح أكتب ليك يخصموها منك بعدين!!
o أخصمو الإنتو عاوزنو بس (قبضونا الباقى!!
o طيب بطاقتك وين؟
o يخرجها من جيبه): أهو دى؟
o ينظر إليها متفحصاً): دى صلاحيتها منتهية وما مجددة؟
o لكن أجددا كيف؟؟ التجديد ده عاوز ليهو (عشرات الألوف) نجيبا من وين؟؟ هو أحنا قادرين ناكل؟؟
o طيب خلاص أنا ح (أفوتا) ليك يلا (وقع) لينا فى العقد ده (يعطيه العقد فيقوم أيوب بالتوقيع عليه وإعادته له حيث يقوم (الأستاذ) بتسليمه نسخة منه..
يبدأ (أيوب) فى قراءة (نصوص) عقد (البيع والإستئصال) بصوت خافت.. أنا المواطن أيوب صابر أيوب بمحض إرادتى وكامل قواى العقلية قد (تنازلت) لشركة (تستأصلون لشراء الأعضاء البشرية) عن (كليتى اليمنى).... ثم قبل أن يكمل قراءة نصوص العقد يلف الأوراق جميعها فى يده ويخاطب (الأستاذ:
• طيب يا أستاذ بعد ده أمشى وين؟؟
• بعد ده يا أستاذ (أيوب) دربك مرق وبقيت زول (إستئصال) ساااكت
• فى تلهف) : يعنى أمشى وين؟
• تمشى تسجل إسمك فى (مكتب تحديد مواعيد العمليات) هناك فى المكتب البفتح على (المسجد داك
• طيب ومتين ح (نقبض)؟
• بعد العملية طوالى... وبعدين ما تخاف (حقك يروح)... نحنا ناس بنخاف الله وما بناكل (قروش زول) أهو مكتوب فى العقد الشايلو ده إنو حتى لو (العملية) ما نجحت وإنت (رحت فيها) نحنا ملزمين ندى (القروش) للورثه بتاعتك!!
ح نبيع:
نسبة للعدد الهائل من (العمليات) التى يجريها مستوصف (تستأصلون) حتى بعد إستعانته بفريق أطباء من (ماليزيا) و(هاواى) و(جزر القمر) فقد تم تحديد العملية لأيوب بعد إسبوعين من تاريخه على الرغم من (إستجداء) أيوب للموظف الذى كان يقوم بتحديد تواريخ العمليات بأن (يحجز) له فى أقرب فرصة ممكنة حتى يتمكن من سداد (رسوم) إبنته الجامعية لتتمكن من الجلوس للإمتحانات.
• أها عملت شنو قاعد هناك لمن الواطا عصرت؟؟
• خلاص عملنا العقد؟
• عقد شنو هى (خطة إسكانية)؟
• والله إنتى ما عارفا حاجه ساكت.. فحوصات.. وعقودات.. وطلبات.. وصفوف ما تديك الدرب
• صفوف شنو كمان؟ الناس كتار وإلا شنو؟
• ما كتار كيفن؟؟ إنتى ما شايفا (الشوارع) دى بقت فاضيه كيف!!
• أها والعملية أقصد (القروش) بيسلموك ليها متين؟
• والله قالو بعد أسبوعين
فى إستنكار):
• إسبوعين شنو يا راجل؟؟ إنت ما عارف إمتحانات بتك بعد أسبوع واحد وقالو ليها كان ما جبتى قروش (القسط) ح نحرمك من (الإمتحان)؟
• والله شرحت ليهم لكن ما قدرو يعملو ليا حاجه عشان الناس المنتظرين كتار
• خلاص شيل ورقك وعقوداتك دى أعمل منها صورة وأمشى أديهم ناس الجامعة ووريهم إنك منتظر تستلم قروش (الكلية اليمين!!
• ما ح يوافقو.. مش (جامعات الزمن ده) والله لو قلت ليهم (قروش القلب) ذاتو ما يحنو)
أيوب يستأصل:
فى صالة الإنتظار التى تفضى إلى حجرة العمليات بمركز (تستأصلون) الطبى جلس (أيوب) منتظرا دوره لإجراء العملية.. الزمن يمر بطيئاً على الرغم من وجود (عشرين) غرفة عمليات تعمل فى آن واحد
• إنت عاوز (تستأصل) شنو؟
قالها متسائلاً الشخص الذى يرتدى ملابس (بالية متسخة) وتبدو عليه أعراض (الإدمان) والذى يجلس على يمين (أيوب
• أنا عاوز (أستأصل) الكلية اليمين... (فى عفوية): وإنت شنو؟؟
• والله أنا كنت عاوز أعمل زيك كده وأديهم (كلية) لكن بعد ما فحصو والنتيجه طلعت قالو ليا (كلاويك) دى ما نافعه عشان كنت (بتشرب) – مواصلا – أها قلت (أبيع) ليهم حته من (المعده) أصلو أكل ذاتو عشان تهضمو مافى وقاعده ساكت فى هذه الأثناء كان (الرجل) ذو الملامح (المتجهمة) الذى يقوم بقراءة أسماء الداخلين إلى العمليات قد بدأ بقراءة أسماء (الدفعة) الجديده والتى كان(أيوب) فى طليعتها.. شمار فى مرقه:
أفاق أيوب من البنج على صوت (موظف المكتب القانونى) وهو يقول له
• معليش يا أستاذ بس كان فى إجراء (قانونى) فات علينا
• فى صعوبة): شنو؟
• مفروض كان تجيب لينا (خلو طرف) من العوائد و الضرائب والزكاة والنفايات بإنو الناس ديل ما عاوزين منك أى قروش لأنو فى حالة (الدولة) عاوزة منك أى قروش ح نقوم نخصمها من (البيعة) ونوردها للدولة
• بصعوبه): لكن حالتى دى ما بتسمح ليا
• ما مشكلة عشان (راحتكم) الناس ديل (عملو) ليكم (مكاتب) هنا فى المجمع بتاع الشركه ده وأنا عشانك يا أستاذ ح أمشى أشيل ورقك وأمرروا عليهم وبعدين تلقاهو فى (الحسابات) لمن تمشى تصرف
• بارك الله فيك يا أستاذ
فى الحسابات:
جلس أيوب أمام المحاسب الذى بدأ منشغلاً فى (العمليات الحسابية) التى يجريها على (أوراق أيوب) ثم رفع رأسه يخاطبه وهو يضع يده على الآله الحاسبة:
• شوف يا أستاذ (الكلية السليمة) سعرها إتنين مليون قاموا خصموا منها (بدل تالف) 23% كده يكون فضل ليك مليون وتلتمية وأربعين... طيب (ينظر إلى الورق) عليك متأخرات (عوايد) تمنوميه وأربعين كده يكون فضل ليكا خمسمية ألف لمن نطرح منها متأخرات (النفايات) خمسميه وعشرين ألف كده نكون عاوزين منك (عشرين ألف) ممكن تجيبا لينا فى أى وكت!!!
عزيزى القارئ:
إذا رأيت شخصا أشعث أغبر يعتلى (صينية كبرى برى) وهو يخاطب المارة مردداً بإستمرار
• تعالو شيلو دى كمان)... (تعالو شيلو دى كمان)
فأعلم إنه لا يقصد الدعوة لإزاحة تلك (الشاشة الإعلانية العملاقة) التى رفض المسئولون إزاحتها حماية لأرواح (الشعب الفضل) بل يقصد (كليته اليسرى) التى تبقت له...
>إنه أيوب!! السوداني : الفاتح يوسف جبرا