المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن مدن الملح



محراب
18-02-2007, 01:20 AM
الإسم: يوسف النسي - 12/09/2006

وكانت مدن الملح ، اروع ما قرأت وما ستقرأه الأجيال القادمة ،هي رواية لن ولن تموت ،تحكي حياة البدويين كانوا حقا بدوا ،كما تحكي حياة من عثر فجأة على لؤلؤة فحسبها كما لو انها درر رمل تدروهاالرياح وان ضاعت منه يوما فهناك المزيد،مدن الملح،هي بحق درة تاج الرواية العربية،بجدارة ،رواية ملأى بالمفاجاة ،الرفض العنيد في شخص متعب والاقبال الاعمى على الحياة في شخص صبحي المحملجي ، مدن الملح هي غصة اخرى من غصات الحياة ، ستظل تؤرق كل من اطلع على صفحاتها،هي مرآة المجتمات الخليجة، مجتمعات لحد كتابة هده الاسطر لم تستيقظ بعد من غفوتها، كل شيء مكيف من السيارة الى المكتب الى المرحاض، مدن الملح لمادا هي كدلك ؟ كونها قابلة للدوبان في اية لحظة ، وحتما ستدوب يوما ما. اتدكر اني حين فرغت من قراءتها اتضح لي كم هو هدا العالم صغير وتافه ايضا بكل ترهاته وآماله،وان لا أحد غير منيف سيكتب يوما شيئا مشابيها لما كتبه هدا الانسان العربي الابي ، مدن الملح هي تيه داخل تقاسيم الليل وكدا النهار ،وبعبارة واحد لن ولن استطيع افائها حقها ولو اتيت بكل محيطات العالم حبرا،فلن استطيع التعبير عن جمالية ودقة تفاصيلها وصدق نقلها للاحداث والاشخاص ،فكفانا انها ترجمت لخمس وعشرين لغة عبر العالم ،درسها الغرب وانبهر بها ، دون ان يكرم كاتبها ، فلما ياترى؟الجواب ان كاتبها لم يتدلق ولم يخدع ولم يقبل احدية الحكام وصناع القرار ، فعبد الرحمان منيف هو وحده كبير هده الامة ، وهو وحده قطرة الشرف الوحيدة في بئر الدعارة العربية.

أعجبني هذا الملمح فأردت أن ألفت انتباه الشباب إلى قراءة هذه الرواية لمن لم يقرؤها ومن لم يمر عليها ـ فأنا قرأتها سنة 1994م ولا أتذكر منها سوى جمالها الرائع واحتاج أن أقرأها بفهم آخر لأنني وقتها كثير من التفاصيل كانت غائبة عني .

[u]هي مرآة المجتمات الخليجة، مجتمعات لحد كتابة هده الاسطر لم تستيقظ بعد من غفوتها، كل شيء مكيف من السيارة الى المكتب الى المرحاض.