salwa
05-02-2007, 08:59 PM
موضوع منقول بس مفيد جدا
اقررررررررررروا لو تسمحوا....!!!!
إنها عضوة جديدة في عالم الأمومة، لم يمر عليها غير ثلاث سنوات رزقها الله تعالى فيها بطفل في الثانية وطفلة مازالت في الشهور الأولى، كل يوم يمر لا يزيدها حباً وتعلقاً بأبنائها وشكراً لله تعالى على تلك النعمة، إلا بقدر ما يزيدها قلقاً وتخوفاً: كيف تستطيع أن تربى أبنائها تربية صالحة في هذا الزمان الصعب؟
ولأنها قريبة جداً إلى نفسي.. جلست معي تبثني ما يدور برأسها من مخاوف وأمنيات
قالت: أنني أشعر بالرعب كلما فكرت فيما يحيط بهم من أسباب الفتن والفساد وأتسائل كيف أستطيع أن أنشّأهم على الصلاح والتقوى والاستقامة دون أن يتأثروا سلبياً بالمد الثقافي الهائل الوافد إلينا عبر القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت ؛ حاملاً في طياته الغث والسمين من المواد المعروضة ؟
قلت: لا نستطيع أن نحجب الأبناء وليس هذا هو التصرف السليم، ولكن لابد أن يبقى الوالدان هما المؤثر الأول في تشكيل شخصية الابن من خلال حصن الأسرة والمنزل، ولهما في ذلك وسائل كثيرة:
أولاً: اللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به وحده في طلب هداية الأبناء وصلاحهم، وهذه هي صفة عباد الرحمن التي مدحهم الله تعالى بها في كتابه العزيز:} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {
وأن يكون الأساس الديني والعقدي هو الأصل الذي ينطلق منه الوالدان في تربيتهما للأبناء، قال تعالى : } أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ {
ثانياً: تربية الأبناء على مراقبة الله تعالى: وذلك من خلال غرس عبادة الإحسان في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم، والتي شرحها النبى صلى الله عليه وسلم في قوله:
] أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك[
وبذلك يتكون لدى الطفل الضمير الحي اليقظ، والرقيب الداخلي، فإذا شبّ الطفل على ذلك تكوّن لديه الضابط الذي يميز به بين ما هو نافع وما هو ضار، والذي سمّاه الله تعالى " فرقاناً" قال تعالى:} يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً {، قال العلماء في تفسيرها: فرقاناً تميزون به بين الحق والباطل.
ولقد كان رسول الله يتعاهد صغار الصحابة رضوان الله عليهم بهذه التربية، فنراه يعلم ابن عمه الغلام الصغير عبد الله بن عباس رضى الله عنه وعن أبيه- ويغرس فيه مراقبة الله تعالى فيقول له وقد أردفه خلفه على حمار:" يا غلام ! أنى أعلمك كلمات..احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك؛ رفعت الأقلام وجفت الصحف ".
وعلى درب الرسول الكريم سار سلفنا الصالح عليهم رضوان الله تعالى يتعاهدون أبنائهم وهم صغار جداً:
" قال سهل بن عبد الله التسترى: كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم الليل، فأنظر إلى صلاة خالي ( محمد بن سوار)، فقال لي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره؟ قال: قل بقلبك عند تقلبك فى فراشك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك: الله معي، الله ناظر إلىّ، الله شاهدي؛ فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال: قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال: قل ذلك في كل ليلة إحدى عشر مرة، فقلته فوقع في قلبي حلاوته؛ فلما كان بعد سنة ، قال لي خالي : احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة؛ فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لذلك حلاوة في سرى؛ ثم قال لي خالي يوماً : يا سهل من كان الله معه، وناظراً إليه، وشاهده .. أيعصيه؟ إياك والمعصية!"
ثالثاً: لابد أن يستشعر الوالدان مسئولية كل منهما عن دورهما العملي في تنمية الضمير لدى الأبناء، وذلك من خلال تصرفاتهما وسلوكهما الطبيعى بشرط أن يكون منضبطاً ومحافظاً على مركز( القدوة الحسنة)، لأن الطفل يتلقى هذا السلوك بطريقة تلقائية ومباشرة فينطبع داخله أن هذا هو السلوك الصحيح المنضبط، فيبدأ في تقليده ويحذو حذوه.
مثال: إذا ارتكب الطفل سلوكاً خاطئاً، فقام الوالدان يتوضيح الأمر له بهدوء مبينين له أثر السلوك الخاطئ الذي يرتكبه على نفسه وعلى الآخرين من حوله، فإن هذا الأسلوب سيساعد على جعل الطفل يفكر في تأثير تصرفاته وأفعاله( نتائجها) على الآخرين قبل أن تصدر منه، وبالتالي يحجزه هذا الأسلوب عن الوقوع مستقبلاً في كثير من السلوكيات الخاطئة.
مثال آخر: عند محاسبة الطفل على سلوك خاطئ أو عادة سيئة نريده أن يتخلص منها، يحاول الوالدان أن يضعا الابن أمام نفسه ويطلبا منه هو شخصياً أن يصدر حكمه ويوضح رؤيته الشخصية لهذا السلوك الخاطئ، وهل يقبل لنفسه هذه الصورة الخاطئة؟
إن هذا الأسلوب ينمى لدى الطفل وبعد أن يكبر ملكة وعبادة ( محاسبة النفس) مما يؤدى به إلى إعزاز نفسه والترفع بها عن الدنايا والأخلاق السيئة أو السلوك الشائن.
وأخيراً وإن كان ليس لوسائل التربية الناجحة آخر- :
التوعية ونعنى بها:
إن من حق الأبناء علينا أن نمنحهم القدر الكافي من التوعية التي تحصنهم من التلوث السلوكي، وأن ندربهم على معرفة وتمييز أنواع الناس ، ومخاطر الحياة في وقت مبكر وذلك من خلال إعطائهم جرعات متدرجة ومناسبة من الحرية وإتاحة الفرصة للتفاعل مع الحياة، وبمرور الوقت تتكون لديهم القدرة على حماية أنفسهم في ظل ما تلقوه من وسائل الضبط والتمييز وأساسها تنمية المراقبة لله تعالى في أنفسهم.
وهنا قالت لي صديقتي وقد بدا عليها الهدوء والارتياح:
لقد فتح حديثك أمامي أبواب الأمل وأزال عنى الخوف، ولست أتخلى عن الدعاء والتضرع لله تعالى لحظة واحدة مادامت مسيرة تربية الأبناء مستمرة، فهو وحده خير هادٍ ومعين.
قلت لها: إن السر ليس في حديثي، إنه في ديننا العظيم الذي يصلح النفوس ويهدى القلوب في كل زمان ومكان.
اقررررررررررروا لو تسمحوا....!!!!
إنها عضوة جديدة في عالم الأمومة، لم يمر عليها غير ثلاث سنوات رزقها الله تعالى فيها بطفل في الثانية وطفلة مازالت في الشهور الأولى، كل يوم يمر لا يزيدها حباً وتعلقاً بأبنائها وشكراً لله تعالى على تلك النعمة، إلا بقدر ما يزيدها قلقاً وتخوفاً: كيف تستطيع أن تربى أبنائها تربية صالحة في هذا الزمان الصعب؟
ولأنها قريبة جداً إلى نفسي.. جلست معي تبثني ما يدور برأسها من مخاوف وأمنيات
قالت: أنني أشعر بالرعب كلما فكرت فيما يحيط بهم من أسباب الفتن والفساد وأتسائل كيف أستطيع أن أنشّأهم على الصلاح والتقوى والاستقامة دون أن يتأثروا سلبياً بالمد الثقافي الهائل الوافد إلينا عبر القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت ؛ حاملاً في طياته الغث والسمين من المواد المعروضة ؟
قلت: لا نستطيع أن نحجب الأبناء وليس هذا هو التصرف السليم، ولكن لابد أن يبقى الوالدان هما المؤثر الأول في تشكيل شخصية الابن من خلال حصن الأسرة والمنزل، ولهما في ذلك وسائل كثيرة:
أولاً: اللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به وحده في طلب هداية الأبناء وصلاحهم، وهذه هي صفة عباد الرحمن التي مدحهم الله تعالى بها في كتابه العزيز:} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {
وأن يكون الأساس الديني والعقدي هو الأصل الذي ينطلق منه الوالدان في تربيتهما للأبناء، قال تعالى : } أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ {
ثانياً: تربية الأبناء على مراقبة الله تعالى: وذلك من خلال غرس عبادة الإحسان في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم، والتي شرحها النبى صلى الله عليه وسلم في قوله:
] أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك[
وبذلك يتكون لدى الطفل الضمير الحي اليقظ، والرقيب الداخلي، فإذا شبّ الطفل على ذلك تكوّن لديه الضابط الذي يميز به بين ما هو نافع وما هو ضار، والذي سمّاه الله تعالى " فرقاناً" قال تعالى:} يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً {، قال العلماء في تفسيرها: فرقاناً تميزون به بين الحق والباطل.
ولقد كان رسول الله يتعاهد صغار الصحابة رضوان الله عليهم بهذه التربية، فنراه يعلم ابن عمه الغلام الصغير عبد الله بن عباس رضى الله عنه وعن أبيه- ويغرس فيه مراقبة الله تعالى فيقول له وقد أردفه خلفه على حمار:" يا غلام ! أنى أعلمك كلمات..احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك؛ رفعت الأقلام وجفت الصحف ".
وعلى درب الرسول الكريم سار سلفنا الصالح عليهم رضوان الله تعالى يتعاهدون أبنائهم وهم صغار جداً:
" قال سهل بن عبد الله التسترى: كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم الليل، فأنظر إلى صلاة خالي ( محمد بن سوار)، فقال لي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره؟ قال: قل بقلبك عند تقلبك فى فراشك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك: الله معي، الله ناظر إلىّ، الله شاهدي؛ فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال: قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال: قل ذلك في كل ليلة إحدى عشر مرة، فقلته فوقع في قلبي حلاوته؛ فلما كان بعد سنة ، قال لي خالي : احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة؛ فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لذلك حلاوة في سرى؛ ثم قال لي خالي يوماً : يا سهل من كان الله معه، وناظراً إليه، وشاهده .. أيعصيه؟ إياك والمعصية!"
ثالثاً: لابد أن يستشعر الوالدان مسئولية كل منهما عن دورهما العملي في تنمية الضمير لدى الأبناء، وذلك من خلال تصرفاتهما وسلوكهما الطبيعى بشرط أن يكون منضبطاً ومحافظاً على مركز( القدوة الحسنة)، لأن الطفل يتلقى هذا السلوك بطريقة تلقائية ومباشرة فينطبع داخله أن هذا هو السلوك الصحيح المنضبط، فيبدأ في تقليده ويحذو حذوه.
مثال: إذا ارتكب الطفل سلوكاً خاطئاً، فقام الوالدان يتوضيح الأمر له بهدوء مبينين له أثر السلوك الخاطئ الذي يرتكبه على نفسه وعلى الآخرين من حوله، فإن هذا الأسلوب سيساعد على جعل الطفل يفكر في تأثير تصرفاته وأفعاله( نتائجها) على الآخرين قبل أن تصدر منه، وبالتالي يحجزه هذا الأسلوب عن الوقوع مستقبلاً في كثير من السلوكيات الخاطئة.
مثال آخر: عند محاسبة الطفل على سلوك خاطئ أو عادة سيئة نريده أن يتخلص منها، يحاول الوالدان أن يضعا الابن أمام نفسه ويطلبا منه هو شخصياً أن يصدر حكمه ويوضح رؤيته الشخصية لهذا السلوك الخاطئ، وهل يقبل لنفسه هذه الصورة الخاطئة؟
إن هذا الأسلوب ينمى لدى الطفل وبعد أن يكبر ملكة وعبادة ( محاسبة النفس) مما يؤدى به إلى إعزاز نفسه والترفع بها عن الدنايا والأخلاق السيئة أو السلوك الشائن.
وأخيراً وإن كان ليس لوسائل التربية الناجحة آخر- :
التوعية ونعنى بها:
إن من حق الأبناء علينا أن نمنحهم القدر الكافي من التوعية التي تحصنهم من التلوث السلوكي، وأن ندربهم على معرفة وتمييز أنواع الناس ، ومخاطر الحياة في وقت مبكر وذلك من خلال إعطائهم جرعات متدرجة ومناسبة من الحرية وإتاحة الفرصة للتفاعل مع الحياة، وبمرور الوقت تتكون لديهم القدرة على حماية أنفسهم في ظل ما تلقوه من وسائل الضبط والتمييز وأساسها تنمية المراقبة لله تعالى في أنفسهم.
وهنا قالت لي صديقتي وقد بدا عليها الهدوء والارتياح:
لقد فتح حديثك أمامي أبواب الأمل وأزال عنى الخوف، ولست أتخلى عن الدعاء والتضرع لله تعالى لحظة واحدة مادامت مسيرة تربية الأبناء مستمرة، فهو وحده خير هادٍ ومعين.
قلت لها: إن السر ليس في حديثي، إنه في ديننا العظيم الذي يصلح النفوس ويهدى القلوب في كل زمان ومكان.