حسن سادة
18-01-2007, 03:27 AM
رغم أن زائرتي كانت قد أتحفتني بزيارتها غير المرغوبة وقد تسللت خلسة في ظلام الليل غير أني لا أحسب أنها كانت بها حياءُ ولا يحزنون...
وبما أنها كانت قد طرَقت بابي بأناملها الناعمة حتى كل متنها لتلج شقتي وتناجيني ملياَ وتبث لي أسرار الهوى وتصوغ الصبح ذوباً بابلياً وتهمس لي حديث العشاق الحيارى، إلا أنني "لم أفرش لها المطارف والحشايا"
"ولم أراقب وقتها من غير شوق، مراقبة المشوق المستهام"
ولا أدري كيف وصلت هذه الزائرة من الزحام في ليلة خميس منامية ضوت بها ضي القمر كما في أغنية فنان العرب محمد عبده!
ألم يكفها الأمرين الذين عانيت منهما جراء دوي أبواق السيارات التي تراصت كأعواد الثقاب في شارع المعارض في قلب المنامة - (أنا لي في المنامة غزال دائماً يغني عليهو) - من كل حدب وصوب وقد تباينت لوحاتها وتشكلت ما بين سعودية وقطرية وكويتية وإماراتية وهلم جرا ،،، ناهيك عن مواكب الدراجات النارية الفاخرة التي أخذت تجوب الشارع جيئة وذهاباً في كرنفال إستعراضي مهيب وجلس على متونها صبية في ريعان شبابهم من العجم أي من البحرينيين من ذوي الأصول الإيرانية أو الفارسية ولا هدف لهم في الحياة سوى التسكع والإستعراض ومغازلة الحسان وهكذا حال شباب اليوم من جيل الفاست فوود والنت والأنكى من ذلك أن الحسان يقفن متسمرات عند رؤية هؤلاء الحناكيش مرددات عبارات الإنبهار والإعجاب:
" WOW!!! that is cool !!! hip!! in." يا لبجاحتهن!!!
يا إلهي ماذا دهاني!!! لقد نسيت أن أفتح باب الشقة لزائرتي البغيضة التي لم تكن على شاكلة زائرة الشاعر المتنبي بل كانت أشد فتكاً وإثماً وضراوة فتباً لوجع الضرس المبرح الذي قض مضجعي في منتصف الليل وأنا أغط في سبات عميق غير آبه بالضجيج الذي كان يسود أركان المدينة فأخذت أبحث عابثاً عن أقراص البنادول في أدراج خزانتي وفوق الطاولة الكائنة في ركن قصي من الصالون وأصرت الآلام المبرحة أن لا تبرحني وأنا أهيم من غرفة إلى أخرى وأبدل أعواد القرنفل الواحدة تلو الأخرى عشان يمكن يكون أوفى ولكن هيهات أن تفارقني الآلام فهرولت إلى الصيدلية التي تقع على ناصية الطريق ولكنها لسوء حظي العاثر كانت قد أوصدت أبوابها وبينما كنت أقف متسمراً في مكاني قبالة الصيدلية والحيرة والآلام تتناوبان في إيذائي دون ذنب جنيته، وقفت سيارة كريسيدا بيضاء اللون أمامي وأخذ من بداخله يناديني من وراء الزجاج بصوت عال
:" يا أبوعلي ! يا حلفاوي تعال أركب" وتفرست في وجهه ملياً فإذا هو البلولة العربي صديقي السوداني من شرق السودان وقد إرتدى سديرياً غامق اللون ونسي أنه في الخليج ورميت جسمي المتعب بداخل السيارة وتبادلنا طقوس السلام بالطريقة السودانية التي تثير الأعصاب وقادته مشاعر الفضول ليسألني قائلاً:" ما الذي أتى بك إلى هنا في هذه الساعة المتأخرة من الليل"؟ فقلت له وأنا أمسك بفكي ": إنه ألم الضرس اللعين فأتيت إلى هذه الصيدلية أبتغى بلسماً شافياً ولكنني وجدتها مقفلة بالضرفتين كما ترى!! لكنني لما رأيتك واقفاً ألفيت أن أروي لك ما جرى" هكذا قفيت كلامي كما في رائعة اليزيد بن معاوية "العامرية" وحينما إنتهيت من سردي أخذ يضحك بصوت عال ويقول :" والله صدق حلفاوي" فقلت له غاضباً :" وما بهم الحلفاويين ألا يعجبونك فقال لي مبتسماً": بل هم أحسن ناس ولكن علاجك الفوري عندي أنا" فقلت له كيف ألا تخبرني به؟ فقال:" إليك بهذه السفة الكاربة" فقلت له:" ولكنني لا أسف السعوط البتة وإن كنت أدخن المارلبو بشراهة" فقال لي وهو يناولني الحقة :" ولكن هذا ظرف علاجي طارئ" فأخذت منه السفة ووضعتها أسفل شفتي السفلي وشممتها بأنففي وألفتها أذكى من القرنفل وكانت هذه السفة هي زائرتي الأخري
ذات الخفر ودل العذارى التي طردت الزائرة الأولي دون رجعة فأخذت أغني لها جذلاً
"زمان الآلام والتبريح بسيبه عشان تشيلو الريح
إنت معاي لا بندم ولا بقضي العمر تبريح
" أصلو السن ناباً كان وضرساً كان كريه وكريه
أصلو السن كان وهماً لبستو طقم وقبضت الريح.......
مع الإعتذار لشاعر أغنية وردي
وبما أنها كانت قد طرَقت بابي بأناملها الناعمة حتى كل متنها لتلج شقتي وتناجيني ملياَ وتبث لي أسرار الهوى وتصوغ الصبح ذوباً بابلياً وتهمس لي حديث العشاق الحيارى، إلا أنني "لم أفرش لها المطارف والحشايا"
"ولم أراقب وقتها من غير شوق، مراقبة المشوق المستهام"
ولا أدري كيف وصلت هذه الزائرة من الزحام في ليلة خميس منامية ضوت بها ضي القمر كما في أغنية فنان العرب محمد عبده!
ألم يكفها الأمرين الذين عانيت منهما جراء دوي أبواق السيارات التي تراصت كأعواد الثقاب في شارع المعارض في قلب المنامة - (أنا لي في المنامة غزال دائماً يغني عليهو) - من كل حدب وصوب وقد تباينت لوحاتها وتشكلت ما بين سعودية وقطرية وكويتية وإماراتية وهلم جرا ،،، ناهيك عن مواكب الدراجات النارية الفاخرة التي أخذت تجوب الشارع جيئة وذهاباً في كرنفال إستعراضي مهيب وجلس على متونها صبية في ريعان شبابهم من العجم أي من البحرينيين من ذوي الأصول الإيرانية أو الفارسية ولا هدف لهم في الحياة سوى التسكع والإستعراض ومغازلة الحسان وهكذا حال شباب اليوم من جيل الفاست فوود والنت والأنكى من ذلك أن الحسان يقفن متسمرات عند رؤية هؤلاء الحناكيش مرددات عبارات الإنبهار والإعجاب:
" WOW!!! that is cool !!! hip!! in." يا لبجاحتهن!!!
يا إلهي ماذا دهاني!!! لقد نسيت أن أفتح باب الشقة لزائرتي البغيضة التي لم تكن على شاكلة زائرة الشاعر المتنبي بل كانت أشد فتكاً وإثماً وضراوة فتباً لوجع الضرس المبرح الذي قض مضجعي في منتصف الليل وأنا أغط في سبات عميق غير آبه بالضجيج الذي كان يسود أركان المدينة فأخذت أبحث عابثاً عن أقراص البنادول في أدراج خزانتي وفوق الطاولة الكائنة في ركن قصي من الصالون وأصرت الآلام المبرحة أن لا تبرحني وأنا أهيم من غرفة إلى أخرى وأبدل أعواد القرنفل الواحدة تلو الأخرى عشان يمكن يكون أوفى ولكن هيهات أن تفارقني الآلام فهرولت إلى الصيدلية التي تقع على ناصية الطريق ولكنها لسوء حظي العاثر كانت قد أوصدت أبوابها وبينما كنت أقف متسمراً في مكاني قبالة الصيدلية والحيرة والآلام تتناوبان في إيذائي دون ذنب جنيته، وقفت سيارة كريسيدا بيضاء اللون أمامي وأخذ من بداخله يناديني من وراء الزجاج بصوت عال
:" يا أبوعلي ! يا حلفاوي تعال أركب" وتفرست في وجهه ملياً فإذا هو البلولة العربي صديقي السوداني من شرق السودان وقد إرتدى سديرياً غامق اللون ونسي أنه في الخليج ورميت جسمي المتعب بداخل السيارة وتبادلنا طقوس السلام بالطريقة السودانية التي تثير الأعصاب وقادته مشاعر الفضول ليسألني قائلاً:" ما الذي أتى بك إلى هنا في هذه الساعة المتأخرة من الليل"؟ فقلت له وأنا أمسك بفكي ": إنه ألم الضرس اللعين فأتيت إلى هذه الصيدلية أبتغى بلسماً شافياً ولكنني وجدتها مقفلة بالضرفتين كما ترى!! لكنني لما رأيتك واقفاً ألفيت أن أروي لك ما جرى" هكذا قفيت كلامي كما في رائعة اليزيد بن معاوية "العامرية" وحينما إنتهيت من سردي أخذ يضحك بصوت عال ويقول :" والله صدق حلفاوي" فقلت له غاضباً :" وما بهم الحلفاويين ألا يعجبونك فقال لي مبتسماً": بل هم أحسن ناس ولكن علاجك الفوري عندي أنا" فقلت له كيف ألا تخبرني به؟ فقال:" إليك بهذه السفة الكاربة" فقلت له:" ولكنني لا أسف السعوط البتة وإن كنت أدخن المارلبو بشراهة" فقال لي وهو يناولني الحقة :" ولكن هذا ظرف علاجي طارئ" فأخذت منه السفة ووضعتها أسفل شفتي السفلي وشممتها بأنففي وألفتها أذكى من القرنفل وكانت هذه السفة هي زائرتي الأخري
ذات الخفر ودل العذارى التي طردت الزائرة الأولي دون رجعة فأخذت أغني لها جذلاً
"زمان الآلام والتبريح بسيبه عشان تشيلو الريح
إنت معاي لا بندم ولا بقضي العمر تبريح
" أصلو السن ناباً كان وضرساً كان كريه وكريه
أصلو السن كان وهماً لبستو طقم وقبضت الريح.......
مع الإعتذار لشاعر أغنية وردي