رهيب
30-08-2004, 01:10 AM
هذه قصة مؤثرة جداً..
هي طويلة بعض الشيء ولكن اتمنى أن تقرئوها كلها..
يحكى أن رجلاً كان من فقهاء أهل بغداد وكان ممن يسار إليه العلم والصلاح وكان شيخاً كبيراً فاضلاً وأراد الحج إلى بيت الله الحرام فألف من اصحابه جماعة من الذين كانوا يقرؤون عليه فارتبط معهم على أنهم يخرجون متوكلين على الله عز وجل.
فلما ساروا في بعض الطريق وإذا بدير نصراني وقد أعياهم الحر والعطش فقالوا:يا أستاذنا نسير لهذا الدير فنستظل حتى يبرد النهار ونرحل إن شاء الله تعالى فقال لهم:افعلوا ما شئتم فساروا إلى ذلك الدير نزلوا عند جداره وقد أصابهم العياء والحر فنام الطلبة والشيخ لم ينـم.
قال:فتركهم الشيخ نائمين وخرج يطلب ماء لوضوئه ولم يكن له هم إلا ذلك فبينما هو يمشي في حومة الدير يطلب الماء فرفع رأسه فرأى جارية صغيرة السن كأنها الشمس الضاحية فلما رآها الشيخ تمكن إبليس من قلبه ونسى الوضوء والماء ولم يكن له هم إلا الجارية فأقبل يقرع الباب قرعاً عنيفاً فخرج إليه راهب وقال له:من أنت.
قال له:أنا فلان العالم الفلاني وعرفه بنفسه واسمه.
فقال له الراهب:ما تريد يا فقيه المسلمين؟
قال له:يا راهب هذه الصبية التي بدت من أعلى الدير ما هي منك؟
قال الراهب:هي ابنتي،فما سؤالك عنها؟
قال له الشيخ:أريد أن تزوجني إياها.
قال له الراهب:إن ذلك لا يجوز عندنا في ديننا ولو كان جائزاً لكنت أزوجها منك بغير مشورتها ولكن قد جعلت لها على نفسي عهداً أن لا أزوجها إلا من ترضى لنفسها ولكن أنا أدخل عليها وأعلمها بخبرك فإن رضيتك لنفسها زوجتك منها.
قال له الشيخ:حبا وكرامة.
قال :فذهب الراهب إلى ابنته فأعلمها بالقصة والشيخ يسمع.
فقالت:يا أبت كيف تزوجني منه وأنا على دين النصرانية وهو على دين الإسلام إن ذلك لا يتم له إلا أن يدخل في دين النصرانية.
قال:فعند ذلك قال لها الراهب:أرأيت إن دخل في دينك تتزوجينه؟
قالت:نعم.
والشيخ العالم في هذا كله يتضاعف به الأمر وإبليس يزينها في عينيه وأصحابه رقود ليس عندهم علم بما حل به.
قال:فعند ذلك أقبل عليها الشيخ وقال لها:قد نبذت دين الإسلام ودخلت في دينك.
قالت له الجارية:هذا زواج قدري ولكن لا بد من حق الزوجية ودفع المهر وأين الحق أراك رجلاً فقيراً ولكن أقبل منك في حقى أن ترعى هذه الخنازير عاماً كاملاً ويكون ذلك صداقي.
قال لها:نعم لك ذلك ولكن أشترط عليك أن لا تجبى وجهك عني لأنظر إليك غدوة وعشياً.
قالت:نعم.
فأخذ عصاه التي كان يخطب عليها وأقبل بها على الخنازير يزجرها لتمشى للمرعى.
وجرى هذا كله وأصحابه نيام فلما استيقظوا من نومهم طلبوا الشيخ فلم يجدوه فسألوا عنه الراهب فأعلهم بالقصة.
قال:فمنهم من خر مغشياً عليه ومنهم من بكى وناح ومنهم من تأسف على ما حل به.
ثم قالوا للراهب:وأين هو؟
قال لهم:هو يرعى الخنازير.
قال:فمضينا إليه فوجدناه متكئاً على عصاه التي كان يخطب عليها وهو يزجر بها الخنازير وفلنا له:يا سيدنا ما هذا البلاء الي حل بك.
وجعلنا نذكره فضل القرآن والإسلام وفضل محمد صلى الله عليه وسلم وقرأنا عليه القرآن والحديث.
فقال لنا:إليكم عني فأنا أعلم بما تذكرونني به منكم ولكن قد نزل بى البلاء من عند رب العالمين.
قال:فكلما عالجناه ليسير معنا ما قدرنا عليه فمضينا إلى مكة وتركناه وفي قلوبنا منه حسرة.
وقضينا حجنا ورجعنا نريد بغداد فلما صرنا إلى ذلك الموضع فقلنا:تعالوا ننظر ما فعل الشيخ لعله ندم وتاب إلى الله عز وجل ورجع عما كان فيه.
قال:فذهبنا إليه فوجدناه على حالته وهو يزجر الخنازير فسلماً عليه وذكرناه وقرأنا عليه القرآن فما رد علينا شيئاً فانصرفنا عنه وفي قلوبنا منه حسرة عظيمة.
قال:فلما صرنا على بعد من الدير وإذا نحن بسواد قد أقبل علينا من ناحية الدير وهو يصيح علينا فوقفنا له فإذا هو صاحبنا الشيخ قد لحق بنا.
وقال:أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله،وأنا قد تبت إلى الله ورجعت عما كنت فيه وما كان ذلك إلا من ذنب كان بيني وبين ربي عاقبني به فكان من البلاء ما رأيتم.
قال:فسررنا بذلك غاية السرور وجئنا إلى بغداد وأقبل الشيخ على العبادة والاجتهاد أكثر مما كان عليه قبل ذلك فبينما نحن يوماً في دار الشيخ نقرأ عليه،وإذا نحن بامرأة قد قرعت الباب فخرجنا إليها وقلنا لها:ما حاجتك أيتها المرأة.
قالت:أريد الشيخ وقولوا له:إن فلانة بنت فلان الراهب قد جاءت لتسلم على يديك فأذن لها بالدخول فدخلت وقالت له:يا سيدي جئت لأسلم على يديك.
فقال لها الشيخ:وما كانت القصة.
قالت له:لما وليت عني غلبتني عيناي فنمت فرأيت فيما يرى النائم على بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول:لا دين إلا دين محمد صلى الله عليه وسلم،قال لي ذلك ثلاث مرات،ثم قال لي بعد ذلك:ما كان الله ليبتلى بك ولياً من أوليائه.وها أنا قد جئت إليك وأنا بين يديك وأقول(أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله)
ففرح الشيخ بذلك حيث من الله عليها بدين الإسلام على يدية فتزوجها على كملة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال:فسألناه عن ذلك الذنب الذي كان بينه وبين الله.
قال:كنت يوماً ماشياً في بعض الأزقة وإذا برجل نصراني قد لصق بئ فقلت له:ابعد عني عليك لعنة الله.فقال:ولم؟قلت له:أنا خير منك.
فالتفت النصراني وقال:ما يدريك أنك خير مني وهل تدري ما عند الله تعالى حتى تقول هذا الكلام؟
وقد بلغني بعد ذلك أن هذا الرجل النصراني قد أسلم وحسن إسلامة ولزم العبادة فعاقبني الله تعالى من أجل ذلك ما رأيتم.
تعليق..قصة مهمة ولها فوائد كثيرررة..يجب الحذر من الإعجاب ومن اللسان فإنه خطير..وكذلك من ترك شيء لله عوضه بأحسن..فعندما ترك هذا الشيخ تلك الجارية من أجل دينة عوضه الله بأن هي بنفسها أتت إليه..
والله الموفق
منقوووووووووول
هي طويلة بعض الشيء ولكن اتمنى أن تقرئوها كلها..
يحكى أن رجلاً كان من فقهاء أهل بغداد وكان ممن يسار إليه العلم والصلاح وكان شيخاً كبيراً فاضلاً وأراد الحج إلى بيت الله الحرام فألف من اصحابه جماعة من الذين كانوا يقرؤون عليه فارتبط معهم على أنهم يخرجون متوكلين على الله عز وجل.
فلما ساروا في بعض الطريق وإذا بدير نصراني وقد أعياهم الحر والعطش فقالوا:يا أستاذنا نسير لهذا الدير فنستظل حتى يبرد النهار ونرحل إن شاء الله تعالى فقال لهم:افعلوا ما شئتم فساروا إلى ذلك الدير نزلوا عند جداره وقد أصابهم العياء والحر فنام الطلبة والشيخ لم ينـم.
قال:فتركهم الشيخ نائمين وخرج يطلب ماء لوضوئه ولم يكن له هم إلا ذلك فبينما هو يمشي في حومة الدير يطلب الماء فرفع رأسه فرأى جارية صغيرة السن كأنها الشمس الضاحية فلما رآها الشيخ تمكن إبليس من قلبه ونسى الوضوء والماء ولم يكن له هم إلا الجارية فأقبل يقرع الباب قرعاً عنيفاً فخرج إليه راهب وقال له:من أنت.
قال له:أنا فلان العالم الفلاني وعرفه بنفسه واسمه.
فقال له الراهب:ما تريد يا فقيه المسلمين؟
قال له:يا راهب هذه الصبية التي بدت من أعلى الدير ما هي منك؟
قال الراهب:هي ابنتي،فما سؤالك عنها؟
قال له الشيخ:أريد أن تزوجني إياها.
قال له الراهب:إن ذلك لا يجوز عندنا في ديننا ولو كان جائزاً لكنت أزوجها منك بغير مشورتها ولكن قد جعلت لها على نفسي عهداً أن لا أزوجها إلا من ترضى لنفسها ولكن أنا أدخل عليها وأعلمها بخبرك فإن رضيتك لنفسها زوجتك منها.
قال له الشيخ:حبا وكرامة.
قال :فذهب الراهب إلى ابنته فأعلمها بالقصة والشيخ يسمع.
فقالت:يا أبت كيف تزوجني منه وأنا على دين النصرانية وهو على دين الإسلام إن ذلك لا يتم له إلا أن يدخل في دين النصرانية.
قال:فعند ذلك قال لها الراهب:أرأيت إن دخل في دينك تتزوجينه؟
قالت:نعم.
والشيخ العالم في هذا كله يتضاعف به الأمر وإبليس يزينها في عينيه وأصحابه رقود ليس عندهم علم بما حل به.
قال:فعند ذلك أقبل عليها الشيخ وقال لها:قد نبذت دين الإسلام ودخلت في دينك.
قالت له الجارية:هذا زواج قدري ولكن لا بد من حق الزوجية ودفع المهر وأين الحق أراك رجلاً فقيراً ولكن أقبل منك في حقى أن ترعى هذه الخنازير عاماً كاملاً ويكون ذلك صداقي.
قال لها:نعم لك ذلك ولكن أشترط عليك أن لا تجبى وجهك عني لأنظر إليك غدوة وعشياً.
قالت:نعم.
فأخذ عصاه التي كان يخطب عليها وأقبل بها على الخنازير يزجرها لتمشى للمرعى.
وجرى هذا كله وأصحابه نيام فلما استيقظوا من نومهم طلبوا الشيخ فلم يجدوه فسألوا عنه الراهب فأعلهم بالقصة.
قال:فمنهم من خر مغشياً عليه ومنهم من بكى وناح ومنهم من تأسف على ما حل به.
ثم قالوا للراهب:وأين هو؟
قال لهم:هو يرعى الخنازير.
قال:فمضينا إليه فوجدناه متكئاً على عصاه التي كان يخطب عليها وهو يزجر بها الخنازير وفلنا له:يا سيدنا ما هذا البلاء الي حل بك.
وجعلنا نذكره فضل القرآن والإسلام وفضل محمد صلى الله عليه وسلم وقرأنا عليه القرآن والحديث.
فقال لنا:إليكم عني فأنا أعلم بما تذكرونني به منكم ولكن قد نزل بى البلاء من عند رب العالمين.
قال:فكلما عالجناه ليسير معنا ما قدرنا عليه فمضينا إلى مكة وتركناه وفي قلوبنا منه حسرة.
وقضينا حجنا ورجعنا نريد بغداد فلما صرنا إلى ذلك الموضع فقلنا:تعالوا ننظر ما فعل الشيخ لعله ندم وتاب إلى الله عز وجل ورجع عما كان فيه.
قال:فذهبنا إليه فوجدناه على حالته وهو يزجر الخنازير فسلماً عليه وذكرناه وقرأنا عليه القرآن فما رد علينا شيئاً فانصرفنا عنه وفي قلوبنا منه حسرة عظيمة.
قال:فلما صرنا على بعد من الدير وإذا نحن بسواد قد أقبل علينا من ناحية الدير وهو يصيح علينا فوقفنا له فإذا هو صاحبنا الشيخ قد لحق بنا.
وقال:أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله،وأنا قد تبت إلى الله ورجعت عما كنت فيه وما كان ذلك إلا من ذنب كان بيني وبين ربي عاقبني به فكان من البلاء ما رأيتم.
قال:فسررنا بذلك غاية السرور وجئنا إلى بغداد وأقبل الشيخ على العبادة والاجتهاد أكثر مما كان عليه قبل ذلك فبينما نحن يوماً في دار الشيخ نقرأ عليه،وإذا نحن بامرأة قد قرعت الباب فخرجنا إليها وقلنا لها:ما حاجتك أيتها المرأة.
قالت:أريد الشيخ وقولوا له:إن فلانة بنت فلان الراهب قد جاءت لتسلم على يديك فأذن لها بالدخول فدخلت وقالت له:يا سيدي جئت لأسلم على يديك.
فقال لها الشيخ:وما كانت القصة.
قالت له:لما وليت عني غلبتني عيناي فنمت فرأيت فيما يرى النائم على بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول:لا دين إلا دين محمد صلى الله عليه وسلم،قال لي ذلك ثلاث مرات،ثم قال لي بعد ذلك:ما كان الله ليبتلى بك ولياً من أوليائه.وها أنا قد جئت إليك وأنا بين يديك وأقول(أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله)
ففرح الشيخ بذلك حيث من الله عليها بدين الإسلام على يدية فتزوجها على كملة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال:فسألناه عن ذلك الذنب الذي كان بينه وبين الله.
قال:كنت يوماً ماشياً في بعض الأزقة وإذا برجل نصراني قد لصق بئ فقلت له:ابعد عني عليك لعنة الله.فقال:ولم؟قلت له:أنا خير منك.
فالتفت النصراني وقال:ما يدريك أنك خير مني وهل تدري ما عند الله تعالى حتى تقول هذا الكلام؟
وقد بلغني بعد ذلك أن هذا الرجل النصراني قد أسلم وحسن إسلامة ولزم العبادة فعاقبني الله تعالى من أجل ذلك ما رأيتم.
تعليق..قصة مهمة ولها فوائد كثيرررة..يجب الحذر من الإعجاب ومن اللسان فإنه خطير..وكذلك من ترك شيء لله عوضه بأحسن..فعندما ترك هذا الشيخ تلك الجارية من أجل دينة عوضه الله بأن هي بنفسها أتت إليه..
والله الموفق
منقوووووووووول