تسنيم خالد
26-12-2006, 02:10 PM
كثيرة هي الصفحات في مفكرتي الاغترابية بعدد وجوه الناس الذين عرفت في هذه البلاد.. وجوهٌ أشرقت بالعلم و ارتفعت و وجوه اغتنى أصحابها بالمقدرة و المثابرة و القدرة على اصطياد الفرص و منهم فئة نجحوا بالنصب والاحتيال و المتاجرة بكلّ شيء و وجوه نجح أصحابها إلى حدٍ ما بالجهد و الحرمان و التعب و مواصلة الليل بالنهار لشقّ الطريق..
أمّا السواد الأعظم من هذه الوجوه هي وجوه الذين قهرتهم الغربة و لم تصبّ المال الوفير في حساباتهم المصرفية و عوضاً عنه أجرت الدمع الغزير على وجوهم الكابية بعدما نسوا الفرح من زمنٍ ولّى وراح و منهم من ضاعوا في متاهات هذا العالم المادي البارد في غربة الثلج الصامت..
و عند كلّ وجه من هذه الوجوه نجح صاحبه أم فشل قصةٌ من قصص القهر و آلامٌ دفينة لا يحسن معرفتها إلاّ من عانى مرارة الاغتراب..
و في جاليتنا العربية و للأسف ما أكثر الذين فشلوا و ندموا على هذه الخطوة و مع هذا لم يتجرؤوا على العودة لأنّ الزمن لا يعود للوراء و لأنّ المساحة التي تركوها بأوطانهم شُغلت بسواهم و لأنّ الفاقة أو الفشل أو الضياع بعيداً في الاغتراب أهون منه في بلادهم و بين قومهم..
كم و كم بلغ عدد الذين باعوا كل ما كان لديهم و تنازلوا عن وظائفهم و جاءوا إلى سراب جنة الغرب و كم عرفت من الذين عملوا سنوات بجهد و كد في الخليج العربي ثمّ جاءوا بجنا أعمارهم ليضيع الجنى و ثمن ما باعوه و من ثمّ يجدون أنفسهم في طريقٍ مسدود مجبرين على تجاهل ما لديهم من شهادات و خبرات و القبول بأعمال وضيعة شاقّة بالكاد تسدّ فواتير المعيشة الباهظة التكاليف في هذه البلاد أو العيش على المعونات الحكومية و كم عرفت أو سمعت عن الذين أصيبوا بالفالج و الجلطات و من توقفت قلوبهم بذبحات قلبية حادّة ليتركوا عائلاتهم و أولادهم من بعدهم يغرقون وسط دائرة الصفر تائهين من بعدهم في هذه البلاد..
و في معظم الأحوال و الظروف الثمر مهما بلغ لا يستحق الخطى على دروب الأشواك و وعورة الطرقات و الأعمار التي تسرقها أيام و ليالي الغربة الباردة و الجهود التي كانت ستنجح أكثر في تربتها و الخسارة على الطرفين، خسارة البلاد لأبنائها و خسارة الأبناء لبلادهم
أمّا السواد الأعظم من هذه الوجوه هي وجوه الذين قهرتهم الغربة و لم تصبّ المال الوفير في حساباتهم المصرفية و عوضاً عنه أجرت الدمع الغزير على وجوهم الكابية بعدما نسوا الفرح من زمنٍ ولّى وراح و منهم من ضاعوا في متاهات هذا العالم المادي البارد في غربة الثلج الصامت..
و عند كلّ وجه من هذه الوجوه نجح صاحبه أم فشل قصةٌ من قصص القهر و آلامٌ دفينة لا يحسن معرفتها إلاّ من عانى مرارة الاغتراب..
و في جاليتنا العربية و للأسف ما أكثر الذين فشلوا و ندموا على هذه الخطوة و مع هذا لم يتجرؤوا على العودة لأنّ الزمن لا يعود للوراء و لأنّ المساحة التي تركوها بأوطانهم شُغلت بسواهم و لأنّ الفاقة أو الفشل أو الضياع بعيداً في الاغتراب أهون منه في بلادهم و بين قومهم..
كم و كم بلغ عدد الذين باعوا كل ما كان لديهم و تنازلوا عن وظائفهم و جاءوا إلى سراب جنة الغرب و كم عرفت من الذين عملوا سنوات بجهد و كد في الخليج العربي ثمّ جاءوا بجنا أعمارهم ليضيع الجنى و ثمن ما باعوه و من ثمّ يجدون أنفسهم في طريقٍ مسدود مجبرين على تجاهل ما لديهم من شهادات و خبرات و القبول بأعمال وضيعة شاقّة بالكاد تسدّ فواتير المعيشة الباهظة التكاليف في هذه البلاد أو العيش على المعونات الحكومية و كم عرفت أو سمعت عن الذين أصيبوا بالفالج و الجلطات و من توقفت قلوبهم بذبحات قلبية حادّة ليتركوا عائلاتهم و أولادهم من بعدهم يغرقون وسط دائرة الصفر تائهين من بعدهم في هذه البلاد..
و في معظم الأحوال و الظروف الثمر مهما بلغ لا يستحق الخطى على دروب الأشواك و وعورة الطرقات و الأعمار التي تسرقها أيام و ليالي الغربة الباردة و الجهود التي كانت ستنجح أكثر في تربتها و الخسارة على الطرفين، خسارة البلاد لأبنائها و خسارة الأبناء لبلادهم