بابكر
12-10-2006, 12:29 AM
استئجار (نائحات) في المآتم من (عجائب الخرطوم السبع)
استئجار ( نائحات ) في المآتم هي إحدى ظواهر عديدة اجتاحت المجتمع السوداني
الذي تسارعت فيه عجلة التغيير في السنين الأخيرة. هذه الظاهرة تناولها بطرافة
د. فتح العليم عبد الله في كتابه ( عجائب الخرطوم السبع )
( لفت نظري قبل ثلاثة أسابيع في منزل ضخم واسع بوسط محافظة الخرطوم حيث ذهبنا لتعزية صديق في والده, لفت انتباهي مرور امرأتين في حالة بكاء وعويل وهما تدوران حول المبنى الداخلي وبالتفرس في وجهيهما وسحنتيهما أيقنت أنهما ليستا من أقارب المرحوم ولاحتى من معارفه, ولما اشتد بي ( الشمار ) سألت أحد أقارب المرحوم من الشباب عنهما فقال لي: ديل يا عمو ( بكايات ) يعني ببكن بالقروش ، المستطيع يأجرهن طوال أيام المأتم والعاجز يكتفي باليوم الأول فقط !!
لاحظ ( العاجز ) دي ..
تحضر النائحة إلى منزل العزاء وتطلب الـ CV أي السيرة الذاتية للميت من زوجته أو ابنته الكبرى
العمر: 70 عاما.
المهنة : ضابط معاش وله وكالة سفر وسياحة
المستوى التعليمي : دبلوم الحربية زائدا بعض الكورسات في الترجمة والحاسوب
أسماء أكبر الأبناء والبنات : فيصل ، أحلام ، رابحة ، عواطف.
هل قام بأي عمل بطولي : نعم ،، محاولة انقلابية فشلت في فترة الرئيس نميري
تأخذ النائحة المعلومات وتعقد اجتماعا عاجلا بزميلاتها وبعد التداول يخرجن
للملأ وهن يرددن :
الليلة ياب دقنا دايرة وخدودا نايرة وقدرة فايرة وشيكاتا طايرة- كتلنا فيك
الليلة يا أبو أحلام يا الشالوك للصالح العام وحكموا عليك بالإعدام – مو دايم
إلا الله
الليلة يا السايق الكراون يا أب مدفعا هاون- وينك لينا؟
وهنا يهج البيت ويفور بالعويل والنواح وتميل النائحة يسارا ثم تنحني ضاغطة
بيدها اليسرى على أنفها ثم تنظر إلى ابنته الكبرى نظرة ذات فحوى: لقيتيني
كيف؟ أو: دا الشغل..
الليلة يا الساكن ديم لطفي أب كلمة تشفي الما متزوج عرض- زايلة وخربانة
البجيك بتجبرو والواقع بتشيلو يا السايق الباجيرو – مو دار عمار
فقدتك السكرتيرة والطربيزة المستديرة والمرسيدس الخنزيرة – خليتنا لمنو؟!
( لاحظ العربة قبل دقائق كانت كراون ! ).
بعد ذلك تذهب النائحات إلى غرفة قصية حيث يؤتى لهن بالثريد والإدام والزواحف
والبارد والساخن وعند الانتهاء من هذه المأدبة تنقد البنت الكبيرة النائحات
مبلغ 300 ألف جنيه وتقول لهن همسا:
ضروري حضوركن بكرة المغرب عشان ناس السعودية والبلد جايين .. كويس؟ )..
استئجار ( نائحات ) في المآتم هي إحدى ظواهر عديدة اجتاحت المجتمع السوداني
الذي تسارعت فيه عجلة التغيير في السنين الأخيرة. هذه الظاهرة تناولها بطرافة
د. فتح العليم عبد الله في كتابه ( عجائب الخرطوم السبع )
( لفت نظري قبل ثلاثة أسابيع في منزل ضخم واسع بوسط محافظة الخرطوم حيث ذهبنا لتعزية صديق في والده, لفت انتباهي مرور امرأتين في حالة بكاء وعويل وهما تدوران حول المبنى الداخلي وبالتفرس في وجهيهما وسحنتيهما أيقنت أنهما ليستا من أقارب المرحوم ولاحتى من معارفه, ولما اشتد بي ( الشمار ) سألت أحد أقارب المرحوم من الشباب عنهما فقال لي: ديل يا عمو ( بكايات ) يعني ببكن بالقروش ، المستطيع يأجرهن طوال أيام المأتم والعاجز يكتفي باليوم الأول فقط !!
لاحظ ( العاجز ) دي ..
تحضر النائحة إلى منزل العزاء وتطلب الـ CV أي السيرة الذاتية للميت من زوجته أو ابنته الكبرى
العمر: 70 عاما.
المهنة : ضابط معاش وله وكالة سفر وسياحة
المستوى التعليمي : دبلوم الحربية زائدا بعض الكورسات في الترجمة والحاسوب
أسماء أكبر الأبناء والبنات : فيصل ، أحلام ، رابحة ، عواطف.
هل قام بأي عمل بطولي : نعم ،، محاولة انقلابية فشلت في فترة الرئيس نميري
تأخذ النائحة المعلومات وتعقد اجتماعا عاجلا بزميلاتها وبعد التداول يخرجن
للملأ وهن يرددن :
الليلة ياب دقنا دايرة وخدودا نايرة وقدرة فايرة وشيكاتا طايرة- كتلنا فيك
الليلة يا أبو أحلام يا الشالوك للصالح العام وحكموا عليك بالإعدام – مو دايم
إلا الله
الليلة يا السايق الكراون يا أب مدفعا هاون- وينك لينا؟
وهنا يهج البيت ويفور بالعويل والنواح وتميل النائحة يسارا ثم تنحني ضاغطة
بيدها اليسرى على أنفها ثم تنظر إلى ابنته الكبرى نظرة ذات فحوى: لقيتيني
كيف؟ أو: دا الشغل..
الليلة يا الساكن ديم لطفي أب كلمة تشفي الما متزوج عرض- زايلة وخربانة
البجيك بتجبرو والواقع بتشيلو يا السايق الباجيرو – مو دار عمار
فقدتك السكرتيرة والطربيزة المستديرة والمرسيدس الخنزيرة – خليتنا لمنو؟!
( لاحظ العربة قبل دقائق كانت كراون ! ).
بعد ذلك تذهب النائحات إلى غرفة قصية حيث يؤتى لهن بالثريد والإدام والزواحف
والبارد والساخن وعند الانتهاء من هذه المأدبة تنقد البنت الكبيرة النائحات
مبلغ 300 ألف جنيه وتقول لهن همسا:
ضروري حضوركن بكرة المغرب عشان ناس السعودية والبلد جايين .. كويس؟ )..