abosnoon
26-08-2006, 07:16 AM
الخــــــــــــادمة....
- مسعودة،،، مسعودة ،،،، تصرخ الحاجة،،أفقت مفزوعة ،قلبي تعالت دقاته .. كنت منطوية على نفسي من شدة البرد والخوف، حيث بدأت مشغلتي الحاجة فاطمة بتجريدي من غطائي الممزق والمتسخ ،،، لم استجب لها بسرعة، تجاهلتها وأنا افرك عيني و أتثائب كعادتي ،،،، كانت المرة الأولى التي غادرت فيها غرفتي التي قاسمتها مع ثمانية من اخوتي ،،، نزل صراخها من جديد على مسمعي كاللكمات وهي تدعوني بفظاظة للتوجه نحو المطبخ هناك يوجد شغلي ،،،، رغم رغبتي وحزني في مواصلة النوم ، انقلبت من فراشي حيث لازال جميع أهل البيت غارقين في سباتهم المعسول ،، إلا الحاجة،، هرعت إلى المرحاض ،، عدت بسرعة لاقف أمامها جاهزة،،،، أخذتني الرعشة وأنا بباب المطبخ غير مصدقة المشهد ، بل مركزة عيني الطافحتين على الأوساخ ، وأشياء و أخرى غير مرتبة و كأنني في سوق خردة ،،، تقدمت وفي المنعطف سقطت على الأرض بسبب زيت مصبوب على الأرض وأنا على يقين أنها ليست الأولى أو الأخيرة،،
- ما شاء الله.... ما شاء الله ،، تكلمني الحاجة،،، لم تثر ثائرتي ولم أتدمر لأنني معروفة بصبري الحصيف وبرصانتي المعهودة ،، ورغم هذا أحاول بكل الوسائل تجنب شرور و رد فعل الحاجة ،،،
مرت سويعات وأنا منهمكة في التنظيف حسب الأوامر ،،،، انقبضت معدتي جوعا ،، اقتربت منها وطلبتها بوجبة الفطور،،، قذفتني إلى زاوية، الخبز والقهوة هناك...
-اطفحي يا حمارة...وهذا وقته؟؟؟تمنيت لو أنني قفزت من النافذة بعيدة عنها ،،،لكننا نقطن الدور السابع بإحدى العمارات ،، وهي بعيدة جدا عن الأرض ، لا ارغب في الموت ،،، وأنا بهذا السن، وهل زال في جثتي ما يعشق هذه الحياة، خصوصا مع الحاجة التي يتقزز البدن من معاملتها وكلامها السام ،،، لا أعرف أي شيء عنها ، تذكرت أمي المسكينة وهي تدس لي درهما في جيبي وقت رحيلي وهي تخبرني أنه ليس بإمكانها منحني أكثر ،، قد يحدث ثقبا في المصروف اليومي ، عانقتني كأنها تقول لي أنا راضية عنك ابنتي مسعودة حبيبة قلبي، اصبري وصابري ....
أرغب في كل شيء ،،،لكن معاملة الحاجة قاسية ،،،، ، انه حلم أحمق لن يتحقق أبدا ،،، سأتذكره فيما بعد،،،، آه من هذه العجوز الشمطاء القريبة من القبر ،،، لازالت تحرك لسانها بهذا الخبث وأيديها المرتعدتين و هي تدغدغ به وجنتي ،،،، صرخت من جديد
- هيا أخرجي من عالم أحلامك ،،، تحركي...
استعطفتها، قلت لها كم احبك أيتها المرأة الجميلة.... الحنونة.....الدافئة،
- ما هذا يا طفلة ،،،،؟؟؟؟؟ القاذورات،،، يا جاهلة بح صوتي من كثرة الكلام معك،،،
دخل رجل ابيض البشرة، طويل القامة، بشوارب منسقة في عقده السابع ، بابتسامة داكنة سألها
- من تكون؟
- الخــــــادمة ،،،، أجابها
- كيف ،،؟؟؟؟ في سن أصغر بناتك، حرام وألف حرام....
لم يتغير الحال ،،، لعنت الزمن ، بسبب الفقر، والأمية، الظلم،البطالة، والحرمان من أدنى شروط العيش.
في صباح أحد الأيام هيأت لها الفطور كالعادة ، وضعته أمامها بفكر شارد ، وأنا في هذه البلاد الواسعة،لا أعرف أحدا ، القهر له لون آخر وهذه الحاجة تزيد من خنقي ، جرتني من قدماي و حاولت ضربي ،، لا ،، لن استحمل ،،، ركضت صوب الباب ثم نحو الشارع ،، عدوت حتى أصابني التعب ،،، جلست على الرصيف ،،،، سافر خيالي الصغير معلقا بضفائري الذهبية المتدلية ،،، المعلمة تربت على كتفي حين كتبت النص دون ارتكاب أخطاء وبأسلوب جيد ،،، قالت لتلاميذ قسمي ، سيكون لها شأن كبير ، وأقسمت على ذلك إن أنا تابعت الدراسة،،، كان قلبي يتنطط من الفرح ،، سألتها هل سأصبح طبيبة؟ ردت علي بابتسامة عريضة وقبلة حارة ثم ضمتني لصدرها وهمست في أذني ستصبحين اكثر إنشاء الله.
- مسعودة،،، مسعودة ،،،، تصرخ الحاجة،،أفقت مفزوعة ،قلبي تعالت دقاته .. كنت منطوية على نفسي من شدة البرد والخوف، حيث بدأت مشغلتي الحاجة فاطمة بتجريدي من غطائي الممزق والمتسخ ،،، لم استجب لها بسرعة، تجاهلتها وأنا افرك عيني و أتثائب كعادتي ،،،، كانت المرة الأولى التي غادرت فيها غرفتي التي قاسمتها مع ثمانية من اخوتي ،،، نزل صراخها من جديد على مسمعي كاللكمات وهي تدعوني بفظاظة للتوجه نحو المطبخ هناك يوجد شغلي ،،،، رغم رغبتي وحزني في مواصلة النوم ، انقلبت من فراشي حيث لازال جميع أهل البيت غارقين في سباتهم المعسول ،، إلا الحاجة،، هرعت إلى المرحاض ،، عدت بسرعة لاقف أمامها جاهزة،،،، أخذتني الرعشة وأنا بباب المطبخ غير مصدقة المشهد ، بل مركزة عيني الطافحتين على الأوساخ ، وأشياء و أخرى غير مرتبة و كأنني في سوق خردة ،،، تقدمت وفي المنعطف سقطت على الأرض بسبب زيت مصبوب على الأرض وأنا على يقين أنها ليست الأولى أو الأخيرة،،
- ما شاء الله.... ما شاء الله ،، تكلمني الحاجة،،، لم تثر ثائرتي ولم أتدمر لأنني معروفة بصبري الحصيف وبرصانتي المعهودة ،، ورغم هذا أحاول بكل الوسائل تجنب شرور و رد فعل الحاجة ،،،
مرت سويعات وأنا منهمكة في التنظيف حسب الأوامر ،،،، انقبضت معدتي جوعا ،، اقتربت منها وطلبتها بوجبة الفطور،،، قذفتني إلى زاوية، الخبز والقهوة هناك...
-اطفحي يا حمارة...وهذا وقته؟؟؟تمنيت لو أنني قفزت من النافذة بعيدة عنها ،،،لكننا نقطن الدور السابع بإحدى العمارات ،، وهي بعيدة جدا عن الأرض ، لا ارغب في الموت ،،، وأنا بهذا السن، وهل زال في جثتي ما يعشق هذه الحياة، خصوصا مع الحاجة التي يتقزز البدن من معاملتها وكلامها السام ،،، لا أعرف أي شيء عنها ، تذكرت أمي المسكينة وهي تدس لي درهما في جيبي وقت رحيلي وهي تخبرني أنه ليس بإمكانها منحني أكثر ،، قد يحدث ثقبا في المصروف اليومي ، عانقتني كأنها تقول لي أنا راضية عنك ابنتي مسعودة حبيبة قلبي، اصبري وصابري ....
أرغب في كل شيء ،،،لكن معاملة الحاجة قاسية ،،،، ، انه حلم أحمق لن يتحقق أبدا ،،، سأتذكره فيما بعد،،،، آه من هذه العجوز الشمطاء القريبة من القبر ،،، لازالت تحرك لسانها بهذا الخبث وأيديها المرتعدتين و هي تدغدغ به وجنتي ،،،، صرخت من جديد
- هيا أخرجي من عالم أحلامك ،،، تحركي...
استعطفتها، قلت لها كم احبك أيتها المرأة الجميلة.... الحنونة.....الدافئة،
- ما هذا يا طفلة ،،،،؟؟؟؟؟ القاذورات،،، يا جاهلة بح صوتي من كثرة الكلام معك،،،
دخل رجل ابيض البشرة، طويل القامة، بشوارب منسقة في عقده السابع ، بابتسامة داكنة سألها
- من تكون؟
- الخــــــادمة ،،،، أجابها
- كيف ،،؟؟؟؟ في سن أصغر بناتك، حرام وألف حرام....
لم يتغير الحال ،،، لعنت الزمن ، بسبب الفقر، والأمية، الظلم،البطالة، والحرمان من أدنى شروط العيش.
في صباح أحد الأيام هيأت لها الفطور كالعادة ، وضعته أمامها بفكر شارد ، وأنا في هذه البلاد الواسعة،لا أعرف أحدا ، القهر له لون آخر وهذه الحاجة تزيد من خنقي ، جرتني من قدماي و حاولت ضربي ،، لا ،، لن استحمل ،،، ركضت صوب الباب ثم نحو الشارع ،، عدوت حتى أصابني التعب ،،، جلست على الرصيف ،،،، سافر خيالي الصغير معلقا بضفائري الذهبية المتدلية ،،، المعلمة تربت على كتفي حين كتبت النص دون ارتكاب أخطاء وبأسلوب جيد ،،، قالت لتلاميذ قسمي ، سيكون لها شأن كبير ، وأقسمت على ذلك إن أنا تابعت الدراسة،،، كان قلبي يتنطط من الفرح ،، سألتها هل سأصبح طبيبة؟ ردت علي بابتسامة عريضة وقبلة حارة ثم ضمتني لصدرها وهمست في أذني ستصبحين اكثر إنشاء الله.