خالد عبدالماجد
23-07-2006, 11:49 PM
هل يمكن ان تمحو الكلمات الزائفة حقائق التاريخ ؟
قديماً كتب الشاعر المتنبي عن كافور ماكتب وصغره وهو الملك العادل ، وكتب عن سيف الدولة وعظمه وجعله من أعدل الملوك وهو رغم براعته في الحرب عرف عنه التاريخ أنه من ظلمة الحكام ، ولكن الناس نسو تلك الحقائق التاريخية واستندوا إلى كلمات المتنبي الباقية التي ظلت تزيف في تاريخ هذين الرجلين .
ومعروف أن الكلمات التي يكتبها الكتاب عن الأشخاص ربما تحكمها الإنطباعات الشخصية وتكون مبنية على كثير من الأشياء الإفتراضية مما تساعد كثيراً في تغيير بعض الحقائق وتظل هي مانحة الفكرة عن القدماء بعد حين من الزمان بفرضية بقاء تلك الكتابات تحكى عن تلك الحقب القديمة .
وممن راح من ضحايا الأدب المفترى كما راح كافور رجل سمي ( قراقوش ) ، وقراقوش المسكين صار على ألسنة الناس في كل زمان وصار مضرباً للمثل لكل حاكم فاسد ، وكلما أراد الناس أن يصفو حاكماًً بالجور والفساد ويصفو أحكامه وصفوها بحكم قراقوش ، وقراقوش بالتركية تعني النسر الأسود ( قوش : نسر ) ( قرأ : أسود ) .
ولقراقوش صورتان ، صورة تاريخية صادقة طمست وعدلت وصورة خيالية باطلة بقيت وخلدت .
فمن هو قراقوش :
هو أحد قواد بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي كان من أخلص أعوانه وأقربهم إليه ، وكان قائداً مظفراً وجندياً أمينا وكان مهندساً حربياً منقطع النظير ، ومثالاً للرجل العسكري إذا تلقى أمراً أطاع بلا إعتراض ولاتأخير وكان لايقبل من عساكره بغير هذا الشئ .
كان أعجوبة في أمانته عندما أحس الفاطميون بقرب زوال ملكهم شرعوا يعبثون بنفائس القصر ويحملون منه ماخف وزنه وغلا ثمنه فوكل صلاح الدين قراقوش بحفظ القصر فنظر أمامه فإذا كنوز الأرض به من نوادر اليواقيت والجواهر فلم يفتنه هذا المال ولم يغره بريق الكنوز فلم يأخذ لنفسه شيئاً ولم يترك أحداًَ يأخذ منها شيئاً .
أقام قراقوش أعظم المنشأت الحربية التي تمت في عهد صلاح الدين فما القلعة المتربعة بالمقطم بمصر إلا أثراً من آثار قراقوش وما سور القاهرة الذي أدهش ما بقى منه النظّار إلا بعض ماشيده قراقوش ، وعرف عنه كذلك الحكمة فعندما وقع الخلاف بين ورثة صلاح الدين وكادت أن تقع بينهم الحروب ما كفّهم وأصلح بينهم إلا قراقوش ، ولما مات العزيز الأيوبي وأوصى بالملك لأبنه المنصور إبن التاسعة من عمره جعل الوصي عليه والمدبر لأمره قراقوش فكان الحاكم العادل والأمير الحازم أصلح البلاد وأرضى العباد .
فمن أين جاءت تلك الوصمة التي وصم بها ؟
إنها جريمة الأدب أيها السادة .
لقد أساء المتنبي لكافور فألبسه وجهاً غير وجهه وأساء ( إبن مماتي ) لقراقوش فألبسه وجهاً غير وجهه الحقيقي .
وإبن مماتي هذا كان كاتباً بارعاً وأديب طويل اللسان كان موظفاً في ديوان صلاح الدين وكان الرؤساء يتحاشونه ويتوددون إليه بالهدايا ولكن قراقوش لم يهابه وهو الرجل العسكري الذي لايعرف الملق ولم يعي أن سلاح الكلمة أحياناً أقوى من السيف ، وأن ضربة الرمح تشفى ولكن سنان الكلمة تبقى .
ألف إبن مماتي رسالة صغيرة أسماها الفافوش في أحكام قراقوش ووضع هذه الحكايات من خياله ونسبها إليه ، فصدقها الناس ونسوا التاريخ .
فمات قراقوش الحقيقي وعاش قراقوش الفافوش ..
فمن هذا يجب أن نخاف .
يجب أن نخاف من زيف الكلم الذي يغير التاريخ ويطمس ملامحه وكتاباتنا هي من ستظل تحمل ملامح تاريخنا اليوم وهي ماسيستند عليه القادمون فيجب أن نعمل على أن تكون حروفنا صادقة تعبر عن حقيقة واقعنا ويجب أن نسطرها بكل أمانة ..
قديماً كتب الشاعر المتنبي عن كافور ماكتب وصغره وهو الملك العادل ، وكتب عن سيف الدولة وعظمه وجعله من أعدل الملوك وهو رغم براعته في الحرب عرف عنه التاريخ أنه من ظلمة الحكام ، ولكن الناس نسو تلك الحقائق التاريخية واستندوا إلى كلمات المتنبي الباقية التي ظلت تزيف في تاريخ هذين الرجلين .
ومعروف أن الكلمات التي يكتبها الكتاب عن الأشخاص ربما تحكمها الإنطباعات الشخصية وتكون مبنية على كثير من الأشياء الإفتراضية مما تساعد كثيراً في تغيير بعض الحقائق وتظل هي مانحة الفكرة عن القدماء بعد حين من الزمان بفرضية بقاء تلك الكتابات تحكى عن تلك الحقب القديمة .
وممن راح من ضحايا الأدب المفترى كما راح كافور رجل سمي ( قراقوش ) ، وقراقوش المسكين صار على ألسنة الناس في كل زمان وصار مضرباً للمثل لكل حاكم فاسد ، وكلما أراد الناس أن يصفو حاكماًً بالجور والفساد ويصفو أحكامه وصفوها بحكم قراقوش ، وقراقوش بالتركية تعني النسر الأسود ( قوش : نسر ) ( قرأ : أسود ) .
ولقراقوش صورتان ، صورة تاريخية صادقة طمست وعدلت وصورة خيالية باطلة بقيت وخلدت .
فمن هو قراقوش :
هو أحد قواد بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي كان من أخلص أعوانه وأقربهم إليه ، وكان قائداً مظفراً وجندياً أمينا وكان مهندساً حربياً منقطع النظير ، ومثالاً للرجل العسكري إذا تلقى أمراً أطاع بلا إعتراض ولاتأخير وكان لايقبل من عساكره بغير هذا الشئ .
كان أعجوبة في أمانته عندما أحس الفاطميون بقرب زوال ملكهم شرعوا يعبثون بنفائس القصر ويحملون منه ماخف وزنه وغلا ثمنه فوكل صلاح الدين قراقوش بحفظ القصر فنظر أمامه فإذا كنوز الأرض به من نوادر اليواقيت والجواهر فلم يفتنه هذا المال ولم يغره بريق الكنوز فلم يأخذ لنفسه شيئاً ولم يترك أحداًَ يأخذ منها شيئاً .
أقام قراقوش أعظم المنشأت الحربية التي تمت في عهد صلاح الدين فما القلعة المتربعة بالمقطم بمصر إلا أثراً من آثار قراقوش وما سور القاهرة الذي أدهش ما بقى منه النظّار إلا بعض ماشيده قراقوش ، وعرف عنه كذلك الحكمة فعندما وقع الخلاف بين ورثة صلاح الدين وكادت أن تقع بينهم الحروب ما كفّهم وأصلح بينهم إلا قراقوش ، ولما مات العزيز الأيوبي وأوصى بالملك لأبنه المنصور إبن التاسعة من عمره جعل الوصي عليه والمدبر لأمره قراقوش فكان الحاكم العادل والأمير الحازم أصلح البلاد وأرضى العباد .
فمن أين جاءت تلك الوصمة التي وصم بها ؟
إنها جريمة الأدب أيها السادة .
لقد أساء المتنبي لكافور فألبسه وجهاً غير وجهه وأساء ( إبن مماتي ) لقراقوش فألبسه وجهاً غير وجهه الحقيقي .
وإبن مماتي هذا كان كاتباً بارعاً وأديب طويل اللسان كان موظفاً في ديوان صلاح الدين وكان الرؤساء يتحاشونه ويتوددون إليه بالهدايا ولكن قراقوش لم يهابه وهو الرجل العسكري الذي لايعرف الملق ولم يعي أن سلاح الكلمة أحياناً أقوى من السيف ، وأن ضربة الرمح تشفى ولكن سنان الكلمة تبقى .
ألف إبن مماتي رسالة صغيرة أسماها الفافوش في أحكام قراقوش ووضع هذه الحكايات من خياله ونسبها إليه ، فصدقها الناس ونسوا التاريخ .
فمات قراقوش الحقيقي وعاش قراقوش الفافوش ..
فمن هذا يجب أن نخاف .
يجب أن نخاف من زيف الكلم الذي يغير التاريخ ويطمس ملامحه وكتاباتنا هي من ستظل تحمل ملامح تاريخنا اليوم وهي ماسيستند عليه القادمون فيجب أن نعمل على أن تكون حروفنا صادقة تعبر عن حقيقة واقعنا ويجب أن نسطرها بكل أمانة ..