المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النخلة الغامضة



vivid
08-06-2006, 09:21 AM
الزمان : الساعة الثامنة مساء من عام 1981م - المكان سريري الدافئ بـ(حي البهلة - رفاعة)

دجاجي يلقط الحب و يجري وهو فرحان
كأن عيونه خرز له في الشمس ألوان

عمي منصور : ود يا فيفيد - طُم خشمك دا و أمشي نوم
أنا : يا عمي بكرة عندي تسميع بتاع قصيدة - خليني أذاكر شوية
عمي منصور (غاضباً): قلت ليك أمشي نوم يا ولد، قبل ما أجي و أعلقك من لسانك

تعلقني من لساني؟ - أنت أيها الرجل الأمي!!! أيها السفاح!!! أيها الشرير!!!؟ سامحك الله أيها العم. و لكن يجب عليك أن تعلم أيها العم بأنني إنسان لا يحب و لا يرضى أن يتحكم فيه الغير. انا إنسان حر و طليق منذ أن ولدتني أمي، و لن أسمح لك بتسييري كما تشاء. لك زوجتك و لك أولادك – إذهب و تحكم فيهم كما تشاء و لكنك ليست لديك أي سلطة تنفيذية على فيفيد.

نعم إن عمي منصور هو عم قاسي بكل معنى الكلمة. أعرفه كما أعرف نفسي: رجل بحجم و ضخامة حيوان منقرض. له عيون كعيون القط البري. فارع الطول. كث الشعر و الحاجبين. ربااااه – إن كل شيء في جسد عمي منصور تمتاز بالمتانة و الضخامة. يخيل لي عندما يلاعبني و يرفعني إلى قمت رأسه بأنني ارتقي إلى عنان السماوات العلى. و أفقد معه الإحساس بالزمن. إنه إنسان غريب، الكل في بلدي يعرفه. و الكل في بلدي يحترمه. و الكل في بلدي يخاف منه. ماذا تراه يحسب نفسه؟ لماذا يكن له الناس كل هذا الإحترام و كل هذا الخوف؟ مع إنه رجل عادي مثله مثل بقية الرجال في بلدي. ربما يكون إختلافه الوحيد عن بقية الرجال يكمن في تلك القطعة الزائدة من اللحم التي يقال لها النخلة. نعم – يتميز عمي عن البقية بأن له نخلة. و أن الآخرين لا يملكون أي نخلة. يمتلك عمي منصور نخلة غريبة شكل. تحتل موقعاً استراتيجياً بجوار عينه الشمال و بالتحديد عند الطرف الأقصى من العين.

من أين أتى عمي منصور؟ من أين أتى هذا العم الغريب؟ أيكون من كوكباً آخر؟ انه يستطيع أن يتنبأ بالكثير من الأحداث التي المستقبلية. أذكر عندما مرضت دجاجتي الفيومية جراء اجتياح ذلك الوباء الغامض قال لي عمي: "يا فيفيد ان دجاجتك الفيومية سوف تعيش". كيف عرفت أيها العم الغامض بأن دجاجتي الفيومية" سوف تعيش؟" من أين أتيت بهذه القوة التنبؤية؟. أتكون ورثتها من جدي السادس؟ لابد من وجود سر. لا شيء يحدث في هذه الدنيا إلا و يكون وراءه سبباً فما هو مصدر قوتك و صرامتك و نبوءتك؟

نعم انها هي، لا بد أن سر عمي منصور يكمن في تلك النخلة. تلك النخلة التي تميز بها عمي عن غيره و التي اتخذت موقعاً استراتيجياً عند طرف عينه الشمال لابد أن يكون لهذه النخلة سر غامض. نعم . . لقد تميز عمي منصور بهذه النخلة دون غيره من الرجال. هل جدي السادس ذلك الرجل الصالح يمتلك مثل هذه النخلة؟. الكل في حي البهلة ينظر لـعمي كأنه آلهة. هل يكون ذلك من تأثير هذه النخلة العجيبة؟ نعم انها النخلة دون شك. كل هذا الغموض و كل هذه القوى و البسطة في الجسم تكمن في تلك النخلة. انها السر الذي منحه له الله دون غيره من الرجال. ماذا تراها تكون؟ أهي مجرد قطعة لحمة زائدة ليس لها أي تأثير أم أنها بمثابة (عصا موسى) التي ميزه الله بها دون كل الرسل. الغول العنقاء و الخل الوفي انها من الخرافات أيكون عمي منصور هو رابعها؟

لابد أن أكتشف السر الغامض لهذه النخلة التي تنمو و تكبر بهذه الصورة مدهشة. لا بد أن أعرف سرها. لا بد أن أرضي فضولي من هذه اللحمة الزائدة. لا بد أن أضع حداً لإستفساراتي. ربما لو لمستها تأتيني تلك القوة التي انفرد بها هذا العم. ربما يريد هذا العم أن ينفرد بهذا السر لوحده؟ آآآه منك يا عم – كم أنت بخيل و كم أنت قاسي. لو كان سر قوتك يكمن وراء هذه اللحمة الزائدة فلماذا تبخل به علينا؟ دعنا نصبح أقوياء مثلك. دع أجسادنا تنمو و تكبر مثل جسدك العاتي. لو كنت مكانك لوزعت أسرار هذه النخلة على كل أخواني. بل على كل أفراد اسرتي. لا لا لا سوف أوزعه لكل أهالي حي البهلة المساكين.

"يا فيييفييييد نوم قبل ما أجي و أقطع ليك ضنبك"

يا للهول انه الغموض بعينه ، كيف عرف هذا العم أنني لم أنم؟. و كيف يقطع ذنبي و أنا لا أملك أصلاً ذنبا؟. نعم أنا لا أملك ذنبا . أيكون عمي هو من قطع ذنبي و أنا صغير؟ يا للكارثة !!! يا للمصيبة!!! أين ذنبي يا عم؟. لماذا قطعت ذنبي يا عم؟. لو أنك أنت من قطعت لي ذنبي و أنا صغير فهذا يعني أنني لا أملك ذنبا في هذا الوقت الحاضر؟؟ فلماذا تهدد بأن تقطع ذنبي؟. ماذا سوف تقطع الآن؟ أنني لا أملك ذنبا كي تقطعه. أتريد أن تقطع شيئاً آخر؟. لا لا لا كل أشيائي ثمينة و لن أسمح لك بقطع أي شيئاً آخر. يكفيك الذنب الذي أخزته على حين غرة، و لكن بقيت أعضائي تخصني أنا لوحدي.و سوف يأتي يوماً أنتقم لذنبي المقطوع أشد الإنتقام. مهلاً . إن خالي بله لا يملك ذنبا هو الآخر. و كذلك سمسمه و عبودي لا يملكان أذنباً هما أيضاً . نعم إن الله خلقنا بدون أذناب ربما يخاف علينا إن خلقها لنا أن يقطعها أمثال عمي منصور. إن الله أراحنا من هذه الأذناب لأنه يحبنا و لا يردنا أن نكون مضطهدين من الغير. على العموم لو كانت لنا أذنابا و قام عمي منصور بقطعها حلالٌ عليه، لأن المعركة (كرٌ و فر) و إنها البداية التي بدأها عمي و سوف أنهيها أنا و بأسلوبي أنا الذي سوف أعرفه.

"انت لسه صاحي يا فييفييد؟"

نعم أنا صاحي – لم أنم بعد. لو أخبرتك بذلك نخلتك المتعجرفة تلك فتعال واجهني. إنها ساعة الإنتقام أيها العم الغامض. نعم انها ساعة الإنتقام و لن أضيعها. أريد أن اقتص منك أيها العم أريد أن أرضي فضولي أريد أن أعرف سر النخلة.

يا ترى مما تتكون تلك النخلة التي هي مصدر أسرار و إلهام عمي منصور؟ هل هي حقيقة أم من نسج الخيال؟. هل يتخفى ورائها ساحر أم إنها هبة من الله لأن عمي يكثر من الصلاة؟. لا شك أنها هبة من الله لأن عمي برقم أسلوبه الصارم و القوي في المعاملة إلا أنه لا يفرط في عبادته. إنه لا ينام كل الليل. تجده طيلة اليوم و هو يركع و يسجد لله، عكس خالي بله الذي أضاع ثلثي عمره وراء المنكرات و ملزات الدنيا. إذا كانت هذه النخلة هبه من الله فلماذا يكتم عمي السر و لا يحدثنا بذلك. أيخاف على هذه النخلة منا؟ هل إذا حدثنا بسر هذه اللحمة الزائد سوف يأخذها الله منه و يعطيها لشخص آخر؟ ماذا لو صحا من نومه و وجد أن هذه النخلة تحولت منه و طلعت عند خالي بله. بالتأكيد إن خالي بله سوف يسيء التصرف بها. سوف يوظفها لإرتكاب المنكرات و توافه الأمور. سوف يوظفها مادياً لجمع الأموال التي عجز عن توفيرها و هو بكامل قواه.
ان السر أقوى من أن أفكر فيه هكذا. يجب أن اتخذ خطوة فعليه حتى أصل لسر تلك النخلة الغامضة. ربما لو عرفت سرها تنتقل قواها الغامضةلي و أصبح مثل عمي حازماً صارماً مشدود الجسم، لا يقف أمامي شيء إلا وصرعته و هزمته. يجب علي الوصول بسرعة لسر تلك النخلة العجيبة قبل أن يخطف الموت عمي. الكل يموت في النهاية. ربما يكون الموت على قيد أنمله من عمي. إن عمي ليس معصوم من الموت. نعم يمكن أن يموت ذلك العم بهدوء كما قد مات جدي السادس بهدوء. هذا ما قالته لي خالتي السعدية. نعم خالتي السعدية تعرف سر جدي السادس. لقد توارث أجدادي القصة عن بعض، إلى أن وصلت لي. أيكون عمي منصور هو خليفة جدي السادس؟ و لم لا- أعرف الكثير من أصحاب القوة القامضة يورثونها لأبناءهم. انها أسئلة كثيرة و محيرة يجب أن أضع لها حداً. يجب أن أعرف سر تلك النخلة الغامض يجب أن أعرف ماذا يخبء لنا هذا العم. يمكن أن يكون هذا العم من عالم آخر و نحن لا ندري. كل هذه الإسئلة توجد إجاباتها في تلك النخلة القابعة في طرف عين عمي منصور.يجب يجب يجب أن أصل لعمي و هو في سريره و أعرف سر تلك النخلة.

رفعت غطاء البطانية من وجهي بكل هوء، و أنزلت رجلي اليمنى أولاً، خوفاً من عواقب ما أقوم به. ثم أتبعتها رجلي اليسرى. ثم وجدت نفسي و أنا واقفاً بكامل جسدي على الأرض. نزلت على الأرض و بدأت أحبو في إتجاه ذلك السرير العريض، الذي يتمدد عليه عمي الغامض مع نخلته العجيبة. إن عمي الآن غارق في نوم عميق حتى أذنيه. توجهت لسريره كالسير الذي يسير نحو المنحدر. و لكن بدون أن أصدر أي صوت. ثم وقفت عن منتصف السرير. إن عمي يملئ السرير كاملاً. ياه!!! يا لضخامة جسمه. هذه هي المرة الأولى التي أتمعن في جسد عمي الضخم. إن عمي حاجة مهولة إذا ما قارنته بـخالي بله. إنه صورة عكسية تماماً لخالي بله كالفرق بين السماء و الأرض. أدرك تماماً إن هذا الفرق مصدره تلك النخلة. مسكين يا خالي بله كم أنت مظلوم. لو كنت في مثل سنك لكنت ارتكبت جناية في هذا العم الظالم و في نخلته المتعجرفة. ثم تقدمت حتى كاد جسدي يلامس جسده، و شعرت بحرارة جسده تسري في جسمي كالتيار. عندها هتف لي منادي : "يا فيفيد ارجع لسريرك و اتقي شرور تلك النخلة". و لكني تمالكت نفسي و رددت لذلك الهاتف "أنه لا رجعة اليوم". إما أنا و إما النخلة. لا يمكن أن تهزمني تلك النخلة اللعينة. اما أن يكون عمي هذا كائناً إنسياً مسلماً و إما شيئاً من نسج الخيال. شيئاً صنعته تلك النخلة القابعة عند نهاية عينه الشمال. إنه الآن يرقد أمامي كالميت . . أتراه ميت أم نائم؟. أدرك تماماً إنه يراني عن طريق نخلته الغامضة و لكنه يتظاهر بالنوم. قم أيها العم و واجهني وجهاً لوجه. سوف أفضحك في الإجتماع القادم للأسرة، سوف أقول إنك شيء لا وجود له، إنك تمشي و تسير بواسطة قطعة من اللحم لا يتعدى حجمها حجم بلحة صغيرة. ثم تقدمت و بدأ لي عمي ميتاً، لا لا لا يجب أن لا تموت أيها العم قبل أن أعرف سرك و سر نخلتك و أفضحك وسط كل أفراد الأسرة. يجب أن لا تموت يجب أن تبقى ليعلم القادمون من بعدي ماذي يعني لهم عم منصور. نظرت إلى رأسه و إلى قدميه، إن عمي منصور رجل بطول الزرافة، لا نهاية لجسده. إنه جسد غير طبيعي لا يمكن لإنسان أن يكون له مثل هذا الجسد العجيب. و لكني الآن لا إهتم لجسدك. إن الجسد له وقته المناسب الذي سوف أهتم به. و لكن هدفي اليوم هي تلك اللحمة الزائدة. تلك اللحمة التي سيطرت على عمي و صنعت منه الرجل المهاب. و مددت يدي إلى تلك النخلة الغامضة كي ألمسها. و لكن عمي إنقلب في نومه. فسحبت يدي بسرعة قبل أن يصحو ذلك العم التعيس. لا تتظاهر أيها العم بالنوم، أدرك تماماً أنك و نخلتك على كامل وعيك. مددت يدي ثانية و شعرت بأن شنبه كفرشة الألون. أنه شنب غير طبيعي. إن كل ما في عمي غير طبيعي. يا لها من عيون غائرة في محاجرها كأنهما قطعتين من الجمر. و شعرت بأنفاسه الحارة تلهب يدي كأنها أبواخ من جهنم. إن عمي حار في طبعه و حار في جسده و حار في نفسه أيضاً. و مددت يدي و لمست النخلة العجيبة. سرت في جسدي رعشة لم أتعودها من قبل. أتكون قد سممت بدني هذه النخلة؟ لا لا لا . . . لو سممتني لكنت الآن راقداً مثل عمي دون حرك. ما هذه الخطوط الغريبة و العجيبة. إنها كخطوط جبهة عمي. كما إنها لينة كحبة الزبيب العملاقة. ماذا سوف يحدث لو عصرتها أتراها سوف تنفجر في يدي و تملأني بذلك سائل العجيب الذي أشاهده في الأفلام الأمريكية؟. ليس هنالك سحر في تلك اللحمة. لا توجد قوة غامضة. إنها مجرد لحمة. لحمة عادية. لا تسمن و لا تغني من جوع. إنها مجرد ديكور لإخافة الناس. إذا لم تكن كذلك لكانت إلتهمتي الآن عندما لمستها و عصرتها. إن عمي يستخدم تلك النخلة فقط لإخافة أهالي حي البهلة المساكين. و لكني من يوم غدِ سوف تجدني لك بالمرصاد أيها العم. لا أخاف و لا أخاف من نخلتك.

ثم عدت إلى سريري و أنا أشعر بداخلي بإحساس لذيذ نتيجة إنتصاري على نخلة عمي منصور.

صباح اليوم التاني

خالتي السعدية : مالك يا فيفيد بترجف كدا
انا : شاعر لي بي حمى يا السعدية.
خالتي السعدية : الله يستر عليك من الملاريا
انا : لا لا لا حمتي دي ما من الملاريا
خالتي السعدية : أها من شنو يا فيفيد؟

إلتفت إلى جدي منصور و هو جالس يسبح فوق سجادته. وجدته يبتسم إبتسامة غامضة و مخيفة. ثم نظرت إلى نخلته العجيبة فوجدتها قد إذدادت تألقاً و بريقاً و غموضاً.

zoolfrda
08-06-2006, 09:32 AM
والله حيرتنا معاك يا فيفيد

وما عرفنا سر نخله جدك منصور طلعت شنو

سواااح
08-06-2006, 01:53 PM
فيفيد ..

جواي احساس انو القصة ليها تتمة

يعني ما معقول تسيبنا معلقين كده

صاح الكلام ولا لا ..؟؟

دمـــــــــــــت ،،

vivid
10-06-2006, 05:08 AM
يا زول يا فردة

يا سواح

البوست جزء من قصة قصيرة

اختصرتها بقدر الامكان

و عدلت في بعض مفرداتها حتى يتقبلها الاعضاء الأفاضل

سوار الياسمين
11-06-2006, 11:29 PM
تحياتي ليك يا فيفيد

انا طوالي لما القى ليك بوست بوقف الشغل

ولما المعاي تسألني مالي موقفة شغل

بقول ليها فيفيد

وهي للان ما فاهمة فيفيد ده شنو وانا صراحة ما حابة اقوول ليها

ومستنية منك المزيد يا فيفيد

Jamal Elmahi
13-06-2006, 04:57 AM
فيفد النخله الحمقاء ...أقصد الغامضه اكيد سرها أتنقل ليك لما لمستا نخلت عمك وعصرتها ذي الزبيبه ومن ديك وعيك....يعني هسع الكلام السمح دا كان ما نخلة عمك بتجيبو من وين؟؟؟
فبدل ما تكوّش علي الحلاوه دي براك وصّف لينا درب عمك دا بي وين...وياريت يكون جمب مدرسة أمل المجتبي....بالله المدرسه دي كاسره فيني ضلعتين لي هسع ما برن ..وكل مرّه يتاورني....لامن عاملات لي حولاله....

ود الماحي