صدقى
04-06-2006, 06:49 PM
لبّى نــداء ربه فى 21/5/2006م رائد م على أحمد جميل ،
تدرج فى بوليس السودان من جندى نفر حتى نزوله للمعاش برتبة رائد ( ضابط صف )، و طيلة هذه الفتره لم يحدث أن حرر مخالفه ! ليس ذلك بسبب تقاعسه عن تطبيق القانون بل كان له أسلوبه الخاص فى معاقبة المخالف ، فبلباقته و لطف تعامله يمضى من إرتكب المخالفة معاقبا و قانعا و ربما مبتسما ! ،
أذكر كنا نمشى راجلين عند نهاية اليوم الدراسى من مدنى الثانويه حتى موقف البصات العام وسط المدينه و عند مرورنا بذلك التقاطع المزدحم دوما ذلك الوقت عند بوابة السكه حديد غرب مستشفى ودمدنى
نستمتع برؤية على جميل و هو يقف فى هذه النقطه الحساسه ليساعد فى تسهيل حركة المرور رغم حرارة الشمس و الغبار العالق و حركة السير الخانقه تلك الساعه تراه مبتسما وملوحا بكلتا يديه رادا التحايا أكثر من تلويحه للسيارات الهادره !! فالجميع كانوا يعرفونه و يحبونه فيلقون عليه التحيه ،
كان رئيسا لنادى جزيرة الفيل الذى يحصد هذه الأيام ما زرعه الرعيل الأول بقيادة على جميل ، كان رئيسا للنادى لفترة طويله تفوق الثلاثين سنه أعطى خلالها لجماهير الكرة بمدنى نجوما و أقمار إستمتعوا كثيرا بفنهم و برعايته الفريده أهدى للهلال العاصمى أسامه و للمريخ أحمودى و الطاهر هوارى و لأهلى الخرطوم ميرغنى بكرى ( هانز )،
كنا فى عطبره لمنافسات الدورى الممتاز ، تصدرنا المجموعه بإنتصارنا فى المباراة الختاميه على الأمير العطبراوى 3/2 و تأهلنا للمرحله النهائيه بالخرطوم و تلقى على جميل إشارة من مدنى بضرورة حضوره صباح اليوم التالى لمدنى لمهمه عاجله و بعد نهاية المباراة التى أصر على حضورها حتى النهايه توجهنا معه جميع أفراد البعثه لمحطة السكه حديد لوداعه و إضطر لأن يستغل عربة بضاعه و كان لوحده فخاطبه أحدنا قائلا : معقول تمشى المشوار الطويل ده وحدك يا ريس ؟ و كان رده : لوحدى كيف يعنى ؟ أنا معاى 3 أهداف و نقطتين و ناس جزيرة الفيل كلهم !
ما أجملك يا على و أنت تلوح لنا بيدين مقبوضتين إلى صدرك و وجه تملأه نشوة النصر و البسمه و الدموع ،
حضرت للسودان لتقبل العزاء فى والدى ( رحمه الله ) بعد الوفاة بإسبوع ، كنا جلوسا و فى مقابلنا يجلس هو على كرسى كبير ألزمته إياه حالته الصحيه ، عندما يأتى أحد الزملاء من قدامى اللاعبين و بعد قراءة الفاتحه معى و مصافحتى يتجه مباشرة للريس على جميل منحنيا فوقه تقبيلا و حضنا فى مشهد مؤثر قل أن تكتحل أعيننا بمثله فى هذا الزمن الصدىء ، هذا بعد أن إبتعد كلاهما عن النادى كما هى سنة الحياه و لكن يدفعهم لعناقه و هذا الحب الدفاق ما تركه فى دواخلهم من إرث نبيل ،كان الجميع يشاهد هذا المنظر و فى إتفاق وجدانى يهتفون : هذا الرجل إنسان فوق العاده !
كان حضوره مشعا فى كل محفل يرتاده ...
لم يحدث أن رآه أحدا و هو يزجر أو يصيح غاضبا ، لم يحدث أن قصده محتاج لخدمه و رجع خائبا ، مضت الأسطورة ... و بقيت آثار خالده ،
رحمك الله يا على جميل .. ليس بقدر كثافة ما قدمت ... و لكن بما وسعت رحمة الله تعالى .
(( يا أيتها النفس المطمئنه إرجعى إلى ربك راضية مرضيه فادخلى فى عبادى و ادخلى جنتى ))
تدرج فى بوليس السودان من جندى نفر حتى نزوله للمعاش برتبة رائد ( ضابط صف )، و طيلة هذه الفتره لم يحدث أن حرر مخالفه ! ليس ذلك بسبب تقاعسه عن تطبيق القانون بل كان له أسلوبه الخاص فى معاقبة المخالف ، فبلباقته و لطف تعامله يمضى من إرتكب المخالفة معاقبا و قانعا و ربما مبتسما ! ،
أذكر كنا نمشى راجلين عند نهاية اليوم الدراسى من مدنى الثانويه حتى موقف البصات العام وسط المدينه و عند مرورنا بذلك التقاطع المزدحم دوما ذلك الوقت عند بوابة السكه حديد غرب مستشفى ودمدنى
نستمتع برؤية على جميل و هو يقف فى هذه النقطه الحساسه ليساعد فى تسهيل حركة المرور رغم حرارة الشمس و الغبار العالق و حركة السير الخانقه تلك الساعه تراه مبتسما وملوحا بكلتا يديه رادا التحايا أكثر من تلويحه للسيارات الهادره !! فالجميع كانوا يعرفونه و يحبونه فيلقون عليه التحيه ،
كان رئيسا لنادى جزيرة الفيل الذى يحصد هذه الأيام ما زرعه الرعيل الأول بقيادة على جميل ، كان رئيسا للنادى لفترة طويله تفوق الثلاثين سنه أعطى خلالها لجماهير الكرة بمدنى نجوما و أقمار إستمتعوا كثيرا بفنهم و برعايته الفريده أهدى للهلال العاصمى أسامه و للمريخ أحمودى و الطاهر هوارى و لأهلى الخرطوم ميرغنى بكرى ( هانز )،
كنا فى عطبره لمنافسات الدورى الممتاز ، تصدرنا المجموعه بإنتصارنا فى المباراة الختاميه على الأمير العطبراوى 3/2 و تأهلنا للمرحله النهائيه بالخرطوم و تلقى على جميل إشارة من مدنى بضرورة حضوره صباح اليوم التالى لمدنى لمهمه عاجله و بعد نهاية المباراة التى أصر على حضورها حتى النهايه توجهنا معه جميع أفراد البعثه لمحطة السكه حديد لوداعه و إضطر لأن يستغل عربة بضاعه و كان لوحده فخاطبه أحدنا قائلا : معقول تمشى المشوار الطويل ده وحدك يا ريس ؟ و كان رده : لوحدى كيف يعنى ؟ أنا معاى 3 أهداف و نقطتين و ناس جزيرة الفيل كلهم !
ما أجملك يا على و أنت تلوح لنا بيدين مقبوضتين إلى صدرك و وجه تملأه نشوة النصر و البسمه و الدموع ،
حضرت للسودان لتقبل العزاء فى والدى ( رحمه الله ) بعد الوفاة بإسبوع ، كنا جلوسا و فى مقابلنا يجلس هو على كرسى كبير ألزمته إياه حالته الصحيه ، عندما يأتى أحد الزملاء من قدامى اللاعبين و بعد قراءة الفاتحه معى و مصافحتى يتجه مباشرة للريس على جميل منحنيا فوقه تقبيلا و حضنا فى مشهد مؤثر قل أن تكتحل أعيننا بمثله فى هذا الزمن الصدىء ، هذا بعد أن إبتعد كلاهما عن النادى كما هى سنة الحياه و لكن يدفعهم لعناقه و هذا الحب الدفاق ما تركه فى دواخلهم من إرث نبيل ،كان الجميع يشاهد هذا المنظر و فى إتفاق وجدانى يهتفون : هذا الرجل إنسان فوق العاده !
كان حضوره مشعا فى كل محفل يرتاده ...
لم يحدث أن رآه أحدا و هو يزجر أو يصيح غاضبا ، لم يحدث أن قصده محتاج لخدمه و رجع خائبا ، مضت الأسطورة ... و بقيت آثار خالده ،
رحمك الله يا على جميل .. ليس بقدر كثافة ما قدمت ... و لكن بما وسعت رحمة الله تعالى .
(( يا أيتها النفس المطمئنه إرجعى إلى ربك راضية مرضيه فادخلى فى عبادى و ادخلى جنتى ))