الجندي المجهول
22-04-2006, 10:10 PM
هاجمني صديقي قائلاً: أنتم المهتمون بالشأن الرياضي لا تتعاملون سوى مع سطح الأشياء ولاتجهدون أنفسكم بالغوص في الأعماق مطلقاً.
سألته: لماذا هذا الاتهام الخطير يا صديقي؟
فأجاب: أنت مثلاً قد كتبت غير مرة منتقداً ممارسات أحد الإداريين بالأندية السودانية لكنك ظللت دائماً تغفل حقيقة أساسية هي جوهر الموضوع.
اعتدلت في جلستي قبل أن أطرح عليه سؤالي الثاني: وما هي هذه الحقيقة؟
قال: حقيقة من أين أتى هذا وكيف؟ وما هو مصدر ما لديه من أموال؟
قلت له: وما علاقة مصادر أمواله بما تناولته في مقالاتي، فنحن نتحدث عن كرة القدم يا صديقي ، وما يهمنا هو كيف يدير هو أو الآخرون أنديتنا، أما أي أمور أخرى فلا تهمنا كثيراً..
قاطعني صديقي مبتسماً: ألم أقل لك أنكم تتناولون الأمور بسطحية تحسدون عليها، فلو أنك توقفت قليلاً مع الطريقة التي أتى بها هذا الإداري وتأملت قليلاً في احتمالات مصادر أمواله لأختصر ذلك عليك الكثير من الحديث ولوفرت العديد من مقالاتك، تدرى لماذا؟
هززت رأسي في حيرة وقلت: بالطبع لا أدرى يا صديقي.
وجاءتني الإجابة سريعة: لأن من يأتي بهذه الطريقة ويصرف الكثير جداً من الأموال في شراء الذمم لا بد أنه يخطط لما لا تساعدكم أعينكم- التي اعتادت على النظر للصور القريبة فقط- في رؤيته.
قلت: لقد زدت حيرتي يا صديقي، فهلا أفصحت حتى تمكنني من فهم ما ترمى إليه بحديثك هذا!
فقال: أول ما فعل هذه الإداري عند حضوره للبلد أنه وزع الكثير جداً من الهدايا الثمينة على نجوم الوسط الفني قبل أن يتحول للوسطين الصحفي والرياضي غامراً أعضائهما بهداياه التي لم تكن هدايا عادية كما تعلم ويعلم الكثيرون غيرك.
سألته: وما المشكلة في ذلك؟
رد ضاحكاً: هل تظن أنه كان يدفع كل تلك الأموال من أجل سواد عيون أولئك الأشخاص؟ فهو قد حضر وفق خطة واضحة المعالم ومدروسة جيداً ولذلك بدأ بالنجوم في الوسط الفني لكي يكسب إلى جانبه شريحة مهمة، ثم عرج على الوسط الصحفي ليضمن ولاء كل من يمسك بقلم يمكن أن يوظف في يوم من الأيام ضده وبعد ذلك انتهى بالوسط الرياضي من أجل إحكام السيطرة لأن من وضعوا الخطة التي قلت لك أنها دُرست جيداً يعرفون أن غالبية أبناء الوطن مهووسون بالرياضية وكرة القدم على وجه الخصوص، ولذلك فإن السيطرة على هذا الوسط تعنى أن الرجل سوف يجد القبول من غالبية سكان السودان.
قلت: والله يا صديقي أنا ما زلت حائراً تجاه ما تقول.
رد على بالقول: لا تقل لي أنك لم تفهم ما أرمي له بعد كل هذا الحديث حتى لا أصفك بالغباء.
أضفت: ليس هناك مشكلة في أن تصفني بالغباء، فالمهم عندي هو أن أفهم.
قال: من يدخل على المجتمع بهذا الشكل المريب لا بد أن يكون شخصاً مريباً، ومثل هذا لا يمكن أن يقدم ما يفيد الناس حتى وإن أنفق كل يوم مائة مليون, ولو أنكم توصلتم لهذه النتيجة كرياضيين لما تجادلتم حول أفكاره أو أساليب إدارته ولأدركتم منذ الوهلة الأولى أن " الغريق قدام" كما يقول مثلنا.
حمدت الله على أن صديقي قد أفصح بعض الشئ وقلت: إذن أنت لا تتوقع من هذا الرجل شيئاً مفيداً!
أضاف: لا منه ولا من أمثاله ولا ممن دفعوه لهذا الوضع الاجتماعي الذي يتمتع به حالياً. ولعلك تتفق معي أن أمثال هذا الرجل قد أفسدوا الكثيرين من ضعاف النفوس الذين لا يقوون على مقاومة إغراء المال.
هززت رأسي وقلت: في هذه أتفق معك تماماً، فهناك الكثير من الأقلام التي تُشترى بالمال في بلدنا السودان وقد نجح هذا الرجل في هدف كهذا وتمكن من كسب الكثيرين الذين لم يعد لهم أي هم سوى التغني بأمجاد هذا القادم الجديد حتى أوشكنا أن نصدق ما يكتب ويقال، وفي مرات كثيرة كنا نسرح مع أسئلة من شاكلة: ترى هل هذا الإداري هو من أسس النادي؟ وهل كان واحداً من ألمع لاعبيه في الستينات أو الخمسينات؟ وهل درب الفريق خلال فترة السبعينات؟ لكننا عندما نفيق من سرحاننا كنا في كل مرة نجابه بحقيقة واحدة هي أن تاريخ الرجل مع النادي لا يتعدى سنوات قليلة لا تسمح بأن تكون له أمجاداً معه ولذلك فإن أي حديث عن أسطورة جديدة لا يعدو أن يكون حديثاً مدفوع الأجر وهو لن يغير من الحقيقة شيئاً.
************************************************** ************************************************** ********
هذا المقال منقول من موقع sudanile.com واردت فقط ان يشاركني الجميع ما قرأته ولكم تحياتي بلا حدود
سألته: لماذا هذا الاتهام الخطير يا صديقي؟
فأجاب: أنت مثلاً قد كتبت غير مرة منتقداً ممارسات أحد الإداريين بالأندية السودانية لكنك ظللت دائماً تغفل حقيقة أساسية هي جوهر الموضوع.
اعتدلت في جلستي قبل أن أطرح عليه سؤالي الثاني: وما هي هذه الحقيقة؟
قال: حقيقة من أين أتى هذا وكيف؟ وما هو مصدر ما لديه من أموال؟
قلت له: وما علاقة مصادر أمواله بما تناولته في مقالاتي، فنحن نتحدث عن كرة القدم يا صديقي ، وما يهمنا هو كيف يدير هو أو الآخرون أنديتنا، أما أي أمور أخرى فلا تهمنا كثيراً..
قاطعني صديقي مبتسماً: ألم أقل لك أنكم تتناولون الأمور بسطحية تحسدون عليها، فلو أنك توقفت قليلاً مع الطريقة التي أتى بها هذا الإداري وتأملت قليلاً في احتمالات مصادر أمواله لأختصر ذلك عليك الكثير من الحديث ولوفرت العديد من مقالاتك، تدرى لماذا؟
هززت رأسي في حيرة وقلت: بالطبع لا أدرى يا صديقي.
وجاءتني الإجابة سريعة: لأن من يأتي بهذه الطريقة ويصرف الكثير جداً من الأموال في شراء الذمم لا بد أنه يخطط لما لا تساعدكم أعينكم- التي اعتادت على النظر للصور القريبة فقط- في رؤيته.
قلت: لقد زدت حيرتي يا صديقي، فهلا أفصحت حتى تمكنني من فهم ما ترمى إليه بحديثك هذا!
فقال: أول ما فعل هذه الإداري عند حضوره للبلد أنه وزع الكثير جداً من الهدايا الثمينة على نجوم الوسط الفني قبل أن يتحول للوسطين الصحفي والرياضي غامراً أعضائهما بهداياه التي لم تكن هدايا عادية كما تعلم ويعلم الكثيرون غيرك.
سألته: وما المشكلة في ذلك؟
رد ضاحكاً: هل تظن أنه كان يدفع كل تلك الأموال من أجل سواد عيون أولئك الأشخاص؟ فهو قد حضر وفق خطة واضحة المعالم ومدروسة جيداً ولذلك بدأ بالنجوم في الوسط الفني لكي يكسب إلى جانبه شريحة مهمة، ثم عرج على الوسط الصحفي ليضمن ولاء كل من يمسك بقلم يمكن أن يوظف في يوم من الأيام ضده وبعد ذلك انتهى بالوسط الرياضي من أجل إحكام السيطرة لأن من وضعوا الخطة التي قلت لك أنها دُرست جيداً يعرفون أن غالبية أبناء الوطن مهووسون بالرياضية وكرة القدم على وجه الخصوص، ولذلك فإن السيطرة على هذا الوسط تعنى أن الرجل سوف يجد القبول من غالبية سكان السودان.
قلت: والله يا صديقي أنا ما زلت حائراً تجاه ما تقول.
رد على بالقول: لا تقل لي أنك لم تفهم ما أرمي له بعد كل هذا الحديث حتى لا أصفك بالغباء.
أضفت: ليس هناك مشكلة في أن تصفني بالغباء، فالمهم عندي هو أن أفهم.
قال: من يدخل على المجتمع بهذا الشكل المريب لا بد أن يكون شخصاً مريباً، ومثل هذا لا يمكن أن يقدم ما يفيد الناس حتى وإن أنفق كل يوم مائة مليون, ولو أنكم توصلتم لهذه النتيجة كرياضيين لما تجادلتم حول أفكاره أو أساليب إدارته ولأدركتم منذ الوهلة الأولى أن " الغريق قدام" كما يقول مثلنا.
حمدت الله على أن صديقي قد أفصح بعض الشئ وقلت: إذن أنت لا تتوقع من هذا الرجل شيئاً مفيداً!
أضاف: لا منه ولا من أمثاله ولا ممن دفعوه لهذا الوضع الاجتماعي الذي يتمتع به حالياً. ولعلك تتفق معي أن أمثال هذا الرجل قد أفسدوا الكثيرين من ضعاف النفوس الذين لا يقوون على مقاومة إغراء المال.
هززت رأسي وقلت: في هذه أتفق معك تماماً، فهناك الكثير من الأقلام التي تُشترى بالمال في بلدنا السودان وقد نجح هذا الرجل في هدف كهذا وتمكن من كسب الكثيرين الذين لم يعد لهم أي هم سوى التغني بأمجاد هذا القادم الجديد حتى أوشكنا أن نصدق ما يكتب ويقال، وفي مرات كثيرة كنا نسرح مع أسئلة من شاكلة: ترى هل هذا الإداري هو من أسس النادي؟ وهل كان واحداً من ألمع لاعبيه في الستينات أو الخمسينات؟ وهل درب الفريق خلال فترة السبعينات؟ لكننا عندما نفيق من سرحاننا كنا في كل مرة نجابه بحقيقة واحدة هي أن تاريخ الرجل مع النادي لا يتعدى سنوات قليلة لا تسمح بأن تكون له أمجاداً معه ولذلك فإن أي حديث عن أسطورة جديدة لا يعدو أن يكون حديثاً مدفوع الأجر وهو لن يغير من الحقيقة شيئاً.
************************************************** ************************************************** ********
هذا المقال منقول من موقع sudanile.com واردت فقط ان يشاركني الجميع ما قرأته ولكم تحياتي بلا حدود