الفنان / محمد سند

بقلم : معتصم عيدروس

 

في أول حوار له عبر الصحف.. الفنان الشاب محمد سند
ظاهرة اهتمام الشباب بالأغنيات العربية اسهمت فيها أجهزة الإعلام السوداني
أغاني البنات تجد جمهوراً عريضاً، وهناك فنانون كبار يتغنون بها
محمود عبد العزيز ترك بصمات واضحة في مسيرته.. ومدني لازال عطاؤها وافراً
إحتكار الشركات الفنية لا يسهم في تطوير الأغنية

أجراه/ طاهر محمد علي ـ معتصم عيدروس

سطع في الفترة الاخيرة نجم الفنان الشاب محمد سيد محمد متولي الشهير بـ محمد سند?.. والمتابع للساحة الفنية يلمح مدى القبول الكبير الذي وجدته البوماته التي وصلت لأربعة ألبومات.. ومحمد سند من الفنانين الذين شهدت بداياتهم البزوغ من خلال الدورات المدرسية بمدينة ود مدني حيث حاز على كأس الدورة المدرسية الثانوية بمدني في  ـ م في الغناء الحديث، ومن ثم كان انضمامه لاتحاد الفنانين بالجزيرة في م.. وشارك خلال الاعوام الماضية ضمن كوكبة فنية في فعاليات معرض السودان التجاري الاول بأسمرا..
الصحافة? ادارت معه هذا الحوار حول قضايا فنية عديدة، فإلى مضابطه
- محمد سند اشتهر في بداياته بترديد اغنيات الحقيبة؟
 اختياري للحقيبة جاء لقناعات مسبقة بان فترة الحقيبة تحمل اجمل الاشعار، ولازالت ألحانها صالحة حتى الآن بدليل قبول كل الاعمار لاغنياتها لذلك تغنيت بها طالما انا مفتون بها في الاول.. ولكن هذا لا يعني انني تغنيت للحقيبة لوحدها فقد اعقبتها بالتغني للفنان الراحل ابراهيم الكاشف ، واحمد المصطفى وعلي ابراهيم اللحو.
- وأين اغنياتك الخاصة؟
 بدأت مشروعاً للتعاون الفني الخاص.. والآن هناك اشعار للاستاذ جمال الشاعر بعناوين (ناسنا الحنان) و(قصة الماضي) ، اضافة الى هيثم عباس، والشاعرين التجاني حاج موسى، وعوض جبريل، وعدد من الملحنين في مقدمتهم يوسف القديل، وزكي كسلا، وبكري حسن عبيد، وهيثم عباس.
- لكن ما يعيبكم كفنانين شباب التغني بأغنيات ما يسمى (أغاني البنات)؟
 ما يسمى باغاني البنات اساسا لم نكتبها او نلحنها، فقد وجدنا فنانين كبارا امامنا يتغنون بها، وهي تجد جمهورا واسعا، وقبولا كبيرا لكنها في النهاية تصبح اغنيات الحفلات المفضلة.
- وماذا عما يسمى بالاغنية الشبابية؟
 ليس هناك اغنية شبابية، مثلا اغنية الحقيبة التي تم التغني بها في زمان سابق، عدلت وادخلت عليها الموسيقى واصبحت جاذبة للمستمعين من فئة الشباب فالامر كله عبارة عن تغيير اللونية، والايقاع السريع الموجود في بقية الاغنيات.
- اتحاد الفنانين بالجزيرة ماذا قدم لكم خلال رحلتكم من معونة للاخذ بيدكم؟
 اتحاد الفنانين اهتم بتقنين الحفلات، والعقودات لكن مسألة الاخذ بيدنا جاءت باجتهادات فردية، ويجب على الاتحاد تصنيف الفنانين حسب الدرجات بغية حفظ حق الفنانين خاصة اعضائه، وانا اقصد الحق المادي والادبي.
- محمد سند يعد من اكثر الفنانين في مدني من حيث الالبومات بعد الفنان عصام محمد نور ترى هل هي علاقة خاصة بالمنتجين؟.
 صدرت لي في الفترة السابقة اربعة البومات لكن تحس في هذه الالبومات التدرج وتغيير طريقة الغناء فقد اتجهت لطريقة نادر خضر في البومي (الليلة مسافر) وفي الالبوم الثاني (الليلة دوب) تغير النمط الى اغنيات خاصة، اما الثالث (الليلة ما جا) و(سايق العظمة) فقد استندا على ارضية الالبومين السابقين، ورواج الالبومات ليس مسألة علاقة بالمنتجين بقدرما هو قبول في اوساط المتلقين لكن هذا لا يعني انني الفنان الوحيد في مدني فهناك فنانون شباب امثال عمر جعفر، وهشام مرحوم، وعز العرب، ومنير حسن، وعثمان علي، لم يجدوا الظهور بالصورة التي وجدتها ومتى ما وضعوا ارجلهم على سلم النجومية فبالتأكيد سيسيطرون على الساحة.
- ارتحالك من مدني للخرطوم .. هل احسست بفروقات ظاهرة من خلال الساحة الفنية؟
 الغناء في مدني تجد له محبين ومهتمين وتستطيع بذلك العطاء اكثر فأكثر، لكن في الخرطوم تحس بان الغناء عبارة عن كسب مادي..
- ما السر في تزامن البوماتك مع الفنان محمود عبد العزيز.. وظهور البوماتكما معا؟
 ليس ثمة اتفاق، ولعل احتكار شركة البدوي للانتاج الفني اسهم في تزامن هذه الالبومات، واتمنى ان اترك بصمة في مسيرة الفن، ومحمود عبد العزيز وصل الى اذهان ووجدان الجمهور الكبير الذي يسمع له..
- هل باعتقادك ان الاحتكار يسهم في تطور الغناء؟
 لا اعتقد، فالاحتكار يضر بالفنانين حيث تلزمك الشركة المعينة بغناء محدد ومعين، حسب ما ترى، فالفنان هو الذي يعرف طلب جمهوره، وماذا يريد..
- ما رأيك في تجارب فنانين امثال زمراوي، وشبارقة وهما من الفنانين الجدد في مدني؟
 تجربة زمراوي من خلال الالبوم الذي سمعه الجمهور اعتقد انها ناجحة جدا، ومقنعة، والبومه الاخير -حكاية ملام- فرض نفسه على الساحة الفنية، واتمنى ان يتجه للغناء الخاص، وابراز شخصيته الفنية، والانعتاق من صوت المرحوم احمد الجابري، اما شبارقة من خلال البومه (شباب مدني) فهو الآخر تجربة حديثة، استطاع من خلالها ان يلفت الانتباه له، ويعتبر اضافة للفنانين بود مدني.
- وماذا عن الفنان عمر جعفر؟
 عمر جعفر يمتاز بصوت دافيء، وليس فيه ما يعيب فهو مثال الفنان الملتزم، والجاد ويسير بخطى سليمة نحو النجومية، وامنياتي له بمسيرة فنية ناجحة.
- ومن من الاصوات الاخرى في العاصمة؟
 هناك طه سليمان، وطلال حلفا. اما الاصوات النسائية فهناك الفنانة سميرة دنيا، وهاجر كباشي.
- كيف تصف ظاهرة اهتمام الشباب بالاغاني العربية والفنانين العرب امثال كاظم الساهر، واصالة، وغيرهما دون الاهتمام بالغناء السوداني؟
 الاسباب معروفة فهي تكمن في القنوات الفضائية، وتناسي الاعلام السوداني للاغنية السودانية وابرازها بشكل جاذب، اضف الى ذلك تقنيات الاغنية التي تمثلت حديثا في الفيديو كليب، ونحن لدينا تراث غنائي ثر جدا متمثل في اغنيات الحقيبة، والفنانين الكبار ان لم اقل العظام امثال الكاشف، واحمد المصطفى، ومحمد الامين.
- الفرق الجماعية في السودان.. اشكالاتها.. ومعوقات القبول لها؟
 الغناء الكورالي يعتمد على سد النقص لدى الاصوات غير القادرة على ايصال امكاناتها الفردية، وهي غير ناجحة لعدة اسباب منها تمازج الاصوات، وامكانات المتلقي في الحفلات فهو يفضل الفنان الواحد دون استيعاب مجموعات كبيرة، لكن هذا لا ينفي نجاح فرق مثل عقد الجلاد، واولاد البيت، والاصائل، نجاحها الغنائي ، لكن نجاحها الاداري في كثير من الاحيان يصيب هذه الفرق بالتشرذم والتشتت.
- محمد سند.. هل انت من مؤيدي التغني بالاورغن خاصة وانها اصبحت ظاهرة مرتبطة بالشباب؟
 الاورغن ليس آلة كاملة، وهي لا تقدم التطور المنشود للفنان، اما الغناء بالاوركسترا الكاملة يعطيك الاحساس بالغناء، والاحساس بالآلات.. وفي هذا الاطار اؤيد القرار او التوجيه الصادر من اتحاد الفنانين بمنع التغني بالاورغن، وان لم يكن لابد منه فعلى الاقل يجب ان يكون وسط عدد من الآلات الموسيقية الاخرى..
- هل من مشروعات طموحة لتطوير تجربتك الغنائية؟
 هناك نية لدراسة الموسيقى بكلية الموسيقى والدراما والتغني لشعراء كبار أمثال حسن الزبير وغيره وعرض تجربتي للمنتديات والاجهزة حتى اتبين المزيد من النقد الهادف تطويرا لتجربتي.
- كلمة اخيرة
 لابد من كلمة شكر للفنان عصام محمد نور الذي لم يبخل عليّ دوما بالنصح والارشاد ، وكذا الحال للاخوة هاني سعيد، وخالد البيو الذين ساعدوني على ارتياد هذه الآفاق الفنية، ووعد الجمهور بالجديد من خلال البوم (الشوق والريد) ويعقبه البوم (عيون الصيد) وخلالهما يتضح شكل الاختلاف ما بين سابق محمد سند، ولاحقه من خلال لونية جديدة اتمنى ان تكون خطوة للامام.

 

معتصم عيدروس

 

راسل الكاتب