جرد حساب !

بقلم : نشأت الامام

 


عندما لم نكتب عن برنامج «أغاني وأغاني» على قناة النيل الأزرق، عندما أفردت له الصفحات والأعمدة الفنية، بل حتى السياسية، وزينت بالحديث عنه مجالس المدينة، لم نشأ الكتابة لأننا أردنا الاستمتاع بجمالية الصمت في حضرة بهاء لن يتكرر مصادفة، خشينا أن لا تسعفنا اللغة في وصف تلك الجمالية، لذا آثرنا الصمت..!

لكن الآن ونحن نقوم بجرد حساب لبرامج شهر رمضان المعظم على مختلف الاذاعات والقنوات المحلية، لم يكن هناك مناص من الاشارة إلى أن البرنامج المذكور أعلاه، يعتبر الأكثر جماهيرية، والأوفر حظاً في حصد النجاح من بين جميع ما قدم خلال الشهر الفضيل..

واللافت في رمضان هذا العام، الاستعداد المبكر الذي قامت به كل هذه الاذاعات والقنوات المحلية، فعندما قمنا قبل أسبوعين من بداية الشهر، بمحاولة للتعرف على بعض ملامح ما أعِد، عقدنا حاجب الدهشة عرفاناً بما يبذله الاخوة في هذه الأجهزة، فقد كانت معظم القوائم البرامجية جاهزة تماماً قبل وقتٍ كافٍ، بل أن معظم البرامج المسجلة تم تسجيلها مبكر جداً لتفادي المفاجآت المربكة، مما جعل المسؤولين يصرحون لنا وهم «مالين ايدهم» مما أعدوا لهذا الشهر..

ونعتقد أن المنافسة الموجودة في ساحتنا المحلية، مقروءة مع ما تقدمه الفضائيات العالمية التي تملأ الأثير، جعلت الجميع يسعى لتقديم أفضل ما عنده، فالتلفزيون القومي والنيل الازرق، بل حتى قناة الخرطوم بمحدودية مدى بثها، كانوا يجتهدون كثيراً في تقديم أفضل ما لديهم خلال رمضان..

كذلك الاذاعات -خاصتها وعامتها- أفردت مساحات واسعة للبرامج التفاعلية والتي تعطي مؤشراً دالاً على مقدار التواصل بينها وجمهور مستمعيها، وحتى البرامج التي لم تتغير خلال هذا الشهر واحتفظت بهيكلها القديم، اكتسبت صبغة رمضانية محببة جعلتها تتماشى وعظم الشهر الفضيل..

لن نصغ السمع هذا العام لمن يأتي ليحدثنا عن أن البرمجة الرمضانية «كانت فطيرة»، فالجهد الذي بذله القائمون على أمر الاعلام المرئي والمسموع عندنا كان وسيظل محل تقدير واحتفاء منا، ورغم علمنا بأن رمضان الآن يشد رحاله للمغادرة، إلا أننا نطمع في أن يستمر هذا الدفق الابداعي طوال أيام السنة، حتى نرى هذا التدافع المحبب بين جمهور المستمعين والمشاهدين، نحو اذاعاتنا وقنواتنا المحلية دون الهروب بعيداً نحو ما يصدر الينا من الخارج..

وكل عام.. والجميع بألف خير..

 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب