زوجة بالأقساط!!!

بقلم : نشأت الامام

 

الزواج هو المنفذ الطبيعي لمواجهة الميول الجنسية الفطرية, وهو المرتكز الرئيسي والمكون الأول للأسرة التي تبدأ منها التكوينات الأولي للمجتمع, وتنظر المجتمعات لأمر الزواج نظرة تكريم وتهذيب وسمو, لا نظرة حيوانية مجردة, فهو عامل استقرار نفسي لطرفيه, وباشباعه تصلح النفوس وتقوى على العبادة واعمار الأرض, واستمرار الخلق..
والآن أصبح أمر الزواج أمراً شاقاً على الكثير من أبناء هذا الجيل, ويقوم الشباب بتأجيل زواجهم لحين يصبحوا في وضع يمكنهم من اعالة أسرة, وذلك لأن الشبان يصلون الى سن النضج الفسيولوجي أسرع مما يصلون الى الاستقرار الاقتصادي.
وتمخضت عن ذلك الكثير من المشاكل الاجتماعية والصحية الخطرة, وامتلأ المجتمع بالأمراض وصار الانحلال الأخلاقي سمة يتسم بها السواد الأعظم من شبابنا, وذلك لغياب الوازع الديني , ولطبيعة التطور الذي تشهده حتى على نطاق الأفكار والمعتقدات, وللتعقيد الذي يحدث في أمر الزواج الأثر البالغ في ازدياد هذه الظواهر السالبة.
فيجب تذليل جميع العقبات من طريق الزواج, لتجري الحياة على طبيعتها وبساطتها.
ويقول الله تعالى في محكم تنزيله:( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) صدق الله العظيم
ويقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه:(النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني) صدق رسول الله.
اذن تتجلى لنا بوضوح أهمية اكمال نصف الدين, ولكن وكما يقول معظم الشباب, تظل الامكانات صخرة كؤود , وأذكر أنه وقبل وقت ليس بالبعيد, دار نقاش بين عدد من الشباب حول هذه المسألة, وفجأة صاح أحد الأخوة هاتفاً: (وجدتها.. وجدتها) فأخذتنا الدهشة ونحن نستمع الى (أرخميدس) القرن الواحد وعشرين, فقال : نعم لقد وجدتها, زوجة بالتقسيط!!
أخذتنا الدهشة برهة, نعم برهة ليس الا, ثم شرعنا نتناقش في ذلك, لم لا؟ فكل شيء أصبح بالتقسيط, المنزل, العربة, الاثاثات, الأدوات الكهربائية, وحتى الملابس يشملها العرض, لم لا يكون الزواج ضمن هذه القائمة الممتدة؟؟!
وبدأت الفكرة تأخذ ابعاداً حقيقية, فبدلاً من أن تكتمل كل تجهزات الزواج في آن واحد, لم لا يتم تقسيمها -أو بالأصح تقسيطها_ على فترات متباعدة, فمثلاً المقدم يكون (قولة الخير), وبعد أربعة أشهر (شيلة الملابس) وبعد ذلك بفترة (شيلة الأكل), وتترك مدة زمنية لا بأس بها ثم تقدم (الشبكة) , وبعدها بقليل (الريحة) وتكون الدعوة والوليمة هي اخر الأقساط التي يتم سدادها!!
ولكن لم نتفق بعد على الكيفية التي يتم بها تسليم العروس, فالبعض يرى أنه يجب استلامها منذ القسط الأول, والبعض الأخر يرى أن يتم التسليم بعد اكتمال جميع الأقساط الواجبة السداد, ومن ثم يكتب العقد باسم صاحبه!!
أعزائي:
أدلوا معنا بآرائكم حول هذه الزيجة الاقتصادية ووفقنا الله واياكم لتسديد أقساطنا على الوجه الذي يرضاه!!
 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب