أين نحن؟

بقلم : نشأت الامام

 


(أب «سوداني» يرفع قضية ضد ابنته وفي القناة الفضائية التي تعمل بها، لأنهما -الابنة والقناة- يتجاهلان اسم الأب، ولا يذكران اسمها متبوعاً باسمه)!

هذا خبر ورد في احدى الصحف خلال الأسبوع الماضي، والأب هو الاعلامي البارز الذي يعمل الآن في هيئة تلفزيون واذاعة الخرطوم، الأستاذ مبارك خاطر، الذي لا يزال صدى صوته يتردد في «الإقليم الأوسط»، وفي قلب الجزيرة بمدينة ود مدني، دوماً يذكر الناس صوته الذي انبعث من تلفزيون الجزيرة، كأروع ما يكون الأداء الاذاعي والاعلامي..

والابنة هي تسابيح، التي يذكر اسمها هكذا (حاف) عبر قناة النيل الأزرق، وهي مذيعة في بواكير عمرها، ولازالت طالبة بجامعة الخرطوم، وعمرها الاعلامي تجاوز العام بقليل!

دون أدنى شك يكفي تماماً ما سقناه بعاليه ليثبت لنا أن الادعاء بأن الرجل حانق على ابنته لأنها تتجاهله، لا مكان له من الصحة، فهو علم لا يحتاج إلى من يُعرف به، حتى ولو كانت ابنته!، وأي أب «سوداني» هذا الذي يرفع قضية ضد ابنته؟!

أعزائي..

أين نحن؟ وفي أي بلد؟ هل غادرنا حدود السودان؟ أم لا زلنا هنا؟ وهل أصابتنا العولمة بهذه اللوثة التي تكاد تفقدنا بوصلة انتمائنا لقيمنا ومثلنا التي نعتز بها؟

ولكن خيراً فعل الأستاذ مبارك بنفيه لهذا الخبر، بل وتأكيده أنه من اختار أن لا تذكر تسابيح اسمها متبوعاً باسمه، حتى تشق طريقها بمنأى عن إرث والدها الاعلامي، وحتى توجد لنفسها اسماً خاصاً بها، دون أن ينسب نجاحها لوالدها..

إذن.. أن تذكر تسابيح اسمها فقط، هذا أمر يحسب لها لا عليها، وينبئ بمدى ثقتها في مقدراتها، وتصميمها العميق على ترك بصمتها الخاصة بها، ويبدو هذا واضحاً من خلال مثابرتها وهي توفق بين دراستها وعملها، دون أن تركن لقرابة، أو تعتز بصلة، عدا صلتها بابداع تحسه وتتبعه، ينبع من داخل ذاتها..

لازال السودان بخير، والفن كذلك، وأستطيع أن أؤكد أننا لن نسمع قريباً بقضايا مثل قضية هيفاء وهبي ووالدها، وروبي وشقيقتها، أو أصالة وزوجها السابق، وغير ذلك من غرائب ما يرد علينا من الخارج، فنحن لازلنا.. سودانيين.. ونعتز جداً بذلك!!


 

نشأت الامام

14/11/2007

 

راسل الكاتب