نجوم الغد .. الي اين؟

بقلم : نشأت الامام

 

المنافسة الشريفة بين المبدعين احدى ثماره..

بابكر صديق: «نجوم الغد» قدمهم.. لكن من يرعاهم؟


كابشن: بابكر صديق

الخرطوم: نشأت الإمام


بكثير من الترقب تابع جل الشعب السوداني الحلقات الأخيرة من البرنامج الناجح «نجوم الغد»، البعض غادر المنافسة من محطاتها الأولى، وتقدم آخرون إلى أن حصدوا جوائز المنافسة، وكان للمتابعين الكثير من الاستفهامات حول «النسخة الأخيرة»، إذ أن أمدها امتد لعام كامل، وكان فيها أكثر من فائز واحد، مما جعلهم يرون صورة مغايرة لما ألفوه من المنافسات القصيرة المدى بين «نجوم الغد».

سقنا تساؤلاتنا للأستاذ بابكر صديق «معد البرنامج» ومكتشف النجوم، وسألناه عن ذلك، وعن رؤيتهم في مستقبل البرنامج وتطويره.. إذاً لنبقى معه متابعين..


حول الفترة الطويلة التي قضاها «نجوم الغد» في المنافسة الأخيرة التي امتدت لعام كامل، يقول الأستاذ بابكر صديق: كنا في السابق نقوم بتقسيم المتنافسين إلى مجموعات، وكل مجموعة بها فائز يشارك في الختام، وكانت العددية لا تتجاوز الستة عشر متنافساً، لكن في النسخة الأخيرة من البرنامج بلغ عدد المشاركين 46 مشاركاً، لذا صرنا نصعد النجوم من مرحلة لأخرى، ويصف ذلك بأنه: «مثل دوري كرة القدم»، ويرى بابكر أن ذلك جعل الكثير من هؤلاء الشباب يتكررون أكثر من مرة، وكانت الفائدة تكمن في رسوخ المشاركين لدى المشاهدين، فأضحوا يعرفونهم ويألفونهم، كذلك استفاد هؤلاء الشباب من عامل الثقة الذي اكتسبوه من خلال ظهورهم لأكثر من مرة على شاشة التلفزيون.

ويواصل بابكر: أيضاً أعطتنا هذه الفترة الطويلة التي قضاها هؤلاء النجوم بين ظهرانينا التقييم الحقيقي لهم، وذلك من خلال أدائهم وعلاقاتهم مع الآخرين، فلمسنا إلى أي مدى بالضبط يتمتع كل منهم بمواهبه التي تؤهله ليصبح فناناً في المستقبل، فكلما كان هناك تأنٍ في التقييم كان هذا التقييم على جانب من الدقة.

ويواصل بابكر سرده لايجابيات هذه التجربة، ويذكر: حفلت هذه النسخة من البرنامج بأكبر عدد من الفائزين، ففي مجال الشعر كان هناك أكثر من فائز، مثلاً ابراهيم جابر، واحمد الشريف، وابو بكر محمد الحاج ، وفي الغناء كذلك تفوق عدد من النجوم مثل رفيعة ابراهيم، وانصاف فتحي، ومساجد سيد، اضافة إلى عباس حسن عباس والبيهقي خليفة، وأيضاً كان هناك كأس خاص لنجمة صغيرة في السن هي شروق حسن، اضافة إلى النجم المميز الأول وهي حرم النور التي تم اختيارها ليس بواسطة اللجنة فحسب، بل شارك الجمهور داخل وخارج الاستديو في الترشيح والاختيار، والأمر الذي اسعدنا وسعينا إليه هو مشاركة النجوم لاختيار النجم من بينهم، إذ أن هذا يربي فيهم قيم المنافسة الشريفة، وروح التعاون والتآزر بينهم كجيل قادم من الفنانين.

بابكر صديق لم يخف اعجابه بحرم النور، وذكر أنها من منطقة «الضقالة» بالقرب من الحصاحيصا، وقال: حرم صاحبة صوت مميز جداً رغماً عن صغر سنها -تدرس بالصف الأول الثانوي- وهي متفردة للغاية وأداؤها ثابت للحد البعيد، وكذلك بدأت خطوات جادة في انتاج أغنيات خاصة بها، وأشار بابكر إلى أن عدداً من الشعراء اتصلوا بها وأعطوها بعض أشعارهم لتتغنى بها.

ولم ينس الأستاذ بابكر نجومه السابقين، فتحدث عن عافية حسن والشاب سعد بكثير من الثقة في مشوارهما الفني، وكذلك محمد ابو صلاح الذي قال عنه بابكر: بالرغم من صغر سنه واحتمال تغير صوته في المرحلة القادمة، لكن محمد له موهبة كبيرة في العزف على العود، وكذلك أداؤه به قدرات درامية مهولة، ومع محافظته على صوته لا شك أننا سنشهد فناناً متكاملاً يعد اضافة حقيقية لمسيرة الفن السوداني، فمحمد احساسه عالٍ جداً بالغناء.

لكن التجربة كانت مضنية، إذ بذل فيها جهداً مضاعفاً نسبة لهذه العددية الكبيرة، وعن ذلك يقول بابكر: في المستقبل القريب لا أعتقد أننا سنقوم بتكرارها، لعدد من العوامل من بينها استغراق هذه التجربة لزمن طويل نسبياً، وكذلك المشاهد السوداني بطبعه «ملول» لذا يحتاج إلى التجديد خلال فترات قصيرة..

وعن تصور قناة النيل الأزرق للفترة القادمة، أوضح بابكر أنهم استمعوا في الفترة الأخيرة لعدد ضخم من الأصوات بلغ (6000) صوت جديد خلال الشهور الأربعة المنصرمة، وتم اختيار (139) صوتاً، روعي أن تكون الفئة العمرية ما بين 16-25 عاماً، والتركيز سيكون على من هم دون العشرين، أما الذين يتجاوزون تلك السن فستقام لهم منافسة خاصة بينهم وذلك حتى تصبح المنافسة عادلة، ويعلل بابكر ذلك بالقول: نحاول أن نرتب التجارب حسب قربها من بعضها..

حصر البرنامج في العاصمة كان أحد هواجس القائمين على أمره، إذ يفترض أن تكون هناك عدالة في توزيع الفرص بالنسبة لولايات السودان المختلفة، فمن المؤكد أن هناك مبدعين غير معروفين ولم تسعفهم ظروفهم في الوصول إلى الخرطوم، لذا خطا البرنامج خطوات جديدة كما أكد بابكر بأنهم بدأوا بولاية الجزيرة واستمعوا في ودمدني إلى 150 صوتاً من أبناء الجزيرة، تم اختيار 19 منهم ليتنافسوا فيما بينهم، ومن ثم ينتقل المميزون منهم للانضمام للنسخة القادمة من «نجوم الغد».

ويواصل بابكر: هذه الخطوة ستتبعها خطوات في مختلف ولايات السودان، وبعد ذلك سنتجه إلى المبدعين من أبناء المغتربين، حيث نعد العدة لنصل إليهم في مهجرهم ونقيم منافسات هناك على ضوئها ينضم المتفوقون إلى المشاركة في البرنامج.

دور قناة النيل الأزرق الفضائية لا ينحصر في اجراء المنافسة فقط، بل يرى بابكر أن القناة قدمت هؤلاء النجوم إلى المجتمع السوداني بصورة فيها مجهودات مقدرة، ونوه إلى أن هناك الكثير من الجهات التي يجب أن تتضافر جهودها لرعاية هؤلاء المبدعين، فالشعراء والملحنون والاعلاميون وشركات الانتاج الفني تقع على عاتقهم المسؤولية المباشرة تجاه هؤلاء الواعدين، حتى لا تأفل هذه النجوم.




 

نشأت الامام

21/06/2007

 

راسل الكاتب