من الخاسر..؟
بقلم : نشأت الامام

 


ü صدر الأربعاء الماضي حكم محكمة الاستئناف القاضي بإبطال حكم المحكمة العامة لصالح الشاعر هاشم صديق ضد الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون.. والذي قضى بأن تدفع الهيئة مبلغ مائة مليون جنيه (بالقديم) للشاعر نسبة لبث الاذاعة والتلفزيون لأغنياته على مدى ثلاثين عاماً دون منحه التعويض المادي الذي يستحقه..

ü حين صدور الحكم الأول لصالح هاشم صديق بتعويضه 10 ملايين دينار، قال هاشم: لست سعيداً بهذا المبلغ، رغم أنني (زول) فقير من قبيلة الشعراء، ولم أذهب وراء مجد شخصي، بل ذهبت وراء تثبيت حق الملكية الفكرية لكل الشعراء..

ü موقف هاشم صديق بعدم بث أغنياته ومنع ترديدها، ربما يعد عدائياً في ظاهره، لكنه أراد به تثبيت مبدأ معين ينبغي أن يتحقق في التعامل مع الشعراء، وكذلك يعد تقليداً جديداً في التعاطي مع حقوقهم بعدالة وانصاف، وإلى حد ما نجح الحجر الذي ألقاه هاشم في تحريك بركة الركود القانوني تجاه قضايا الشعراء، وكذلك التعريف بقانون الملكية الفكرية..

ü اذن هناك حق في مسعى هاشم صديق، فهو يرى أن نتاجه الشعري لم يقدر حق تقديره، لذا قام برفع الدعوى، وكذلك للمحكمة التي نقضت الحكم حق، حسب رؤاها القانونية لهذه المسألة، إذ أنها أوضحت أن البينات التي قدمت لم تكشف عن الضرر الذي أصاب الشاكي ليستحق بموجبه استلام مبلغ التعويض..

ü بعيداً عن الخوض في مضامين القوانين، ومدى موافقتها لهذه الواقعة، نرى أن الخاسر الوحيد في هذه القضية هو المتلقي السوداني الذي افتقد أغنيات هاشم زمناً طويلاً، إذ أن الشعر الذي يغنى للأستاذ هاشم يمنحه كثيراً من حضور لدى المتلقي البسيط، وتبقى الدواوين فرضية لأناس معينين..

ü ونحن نقدمها دعوة للأستاذ الأديب هاشم صديق بأن أوجاعاً خرافية تسد علينا منافذ الأفق، قد لازمتنا ونحن نفتقدك، وصارت الساحات مباحة لا للشعراء فحسب، بل لأشباههم، وللأدعياء..

ü وهي دعوة نرفعها للأستاذ أمين حسن عمر مدير الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون، ندوّن عليها أن غياب أغنيات هاشم أزعجنا كثيراً، فتراضوا، نرضى عنكم..

وأخيراً لهاشم صديق:

تمشي وتجي

زي شمعة العمر الشقي

تطرينا كل مليون مسا

وفي لمحة تنسى وتنطفي

يا غايبة زي روح الزمن

يا حاضرة فينا

ولا بتبيني وتتلقي..











 

نشأت الامام

27/05/2007

 

راسل الكاتب