الموسيقار بدر الدين عجاج
بقلم : نشأت الامام

 


خريج أول دفعة من معهد الموسيقى والمسرح، كان يعزف على آلة الأوكرديون، في العام 72 غادر المعهد، وهو أول من أدخل آلة الأورغ للفرق الموسيقية في السودان، أول عمل سجله بها كان أغنية أبو عركي، «حلوة عيونك فيهم روعة»، وواصل بعد ذلك مع الأستاذ محمد الأمين، وقدما معاً عدداً من الأعمال الجميلة، ومن ثم بدأ العزف المنفرد بآلة الأورغ، والجديد في هذه التجربة أن الجمهور كان هو الذي يغني، وأول ألحانه «لمحتك، حاجة فيك» للفنان مصطفى سيد أحمد، وهما كانتا نقطة تحول في مسيرة مصطفى الفنية، ومن ثم قام بتلحين عدد كبير من الأغنيات، لكثير من الفنانين..

إذاً.. دعونا نستمع للموسيقار بدر الدين عجاج، بعد عودته اخيراً إلى أرض الوطن حول الكثير من القضايا التي تشغل الساحة الفنية..

* غياب طويل عن السودان.. ما هي دواعي هجرة الفنان..؟

- منذ بداية التسعينات كان الخناق يضيق على أهل الفن، تحملت الكثير من ذلك، لكن آواخر التسعينات، لم يعد بوسعي تحمل المزيد، فهاجرت إلى أوروبا..

* وهل وجدت الحياة التي تنشدها هناك..؟

- الحياة هناك ليست سهلة، فهي تحمل الكثير من المعاناة أيضاً، لكن الاحساس بأن هناك تواصلاً مع الوطن عبر شتى الوسائل يصبح عزاءً.. فغياب الفنان عن جمهوره يجعله غير متوازن، وبالتالي كانت معادلة صعبة..

* إلى أي مدى أثرت هذه المعاناة على ألحان عجاج..؟

- لها تأثير كبير، فللغربة شجنها الخاص، والذي بلا ريب ينعكس في شكل ما تقدمه من ألحان..

* عودتك الآن، هل تعني أن هناك تحسناً طرأ على الأوضاع هنا..؟

- إلى حد ما، فالعمل الفني نراه الآن بدأ خطوات جادة ومسؤولة، لذا جئت لتقديم بعض ما لديّ..

* ما الأثر الذي أفدته من التطور التكنولوجي في مجال الموسيقى هناك..؟

- مازالت التكنولوجيا تدهشنا كل يوم، واستفدت بأني أقمت استديو خاص بي في المنزل، حيث أن هذه الأشياء هناك، يمكن فعلها بأقل عدد من الآلات، ومكنتني التكنولوجيا من ادارة هذا العمل بمفردي..

* برغم مشاركات الفنانين السودانيين بالخارج مازالت الأغنية السودانية غير معروفة.. ماذا ينقصنا..؟

* أعمالنا وايقاعاتنا مبهرة، لكن تحتاج هذه الأعمال لدعم من الدولة، والدولة عندنا لا ترعى الفنون..

* إذاً هي مشكلة امكانات برأيك..؟

- نعم.. هذا الوجود الخارجي يحتاج لدعم كبير، وهذا لا يتوافر لفنانينا، والدليل على ذلك أن من وصل إلى هناك وقدم ما لديه، ينجح في جذب قاعدة كبيرة لهذا الفن، لكن كيف يصل؟ هذا هو السؤال..

* نحت ابنتاك جانب الفن، هل كان ذلك بتشجيع منك..؟

- في البداية أردت التأكد من احساسهما بالفن، وبعد ذلك أصبحت أشجعهما وأؤازرهما في هذا الطريق..

* هذا يعني املاؤك لهما ماذا يقدمان..؟

- ليس بالضبط، لكن ساعدتهما من قبل أن لا يسمعا مبتذل الغناء، لذا هما الآن بعيداتان عن هابط الغناء، ربما مثل هذا تشكيلاً لشخصيتيهما الفنية..

* لكن لك آراء منتقدة لتجربة ابنتك نانسي..؟

- نانسي لها صوت جميل، لكنها لم توظفه في أعمالها الخاصة، وبذلك ستصبح مؤدية لا فنانة..

* الفنان في بداياته يحتاج لترديد بعض الأعمال حتى يصل للناس..؟

- لكن يجب عليه أن ينجز أعماله الخاصة، لأنها هي التي ستخلده في آخر المطاف..

* لكن المستمع يريد أن يسمع ما ألفه من أغنيات خالدات..؟

- القليل من ذلك لا يضير، لكن الشعراء لم ينضب معينهم بعد، وهناك الكثير من الكلمات الجميلة، فلماذا لا نخرجها للناس، ونعوّدهم عليها أيضا!!

* ربما يؤدي ذلك إلى تأخر ظهور الفنان بالشكل المطلوب..؟

- نعم.. هذه هي المشكلة، فالاستعجال للشهرة نراه اليوم بين الكثير من الفنانين الشباب، مما يجعلهم أشبه بالظواهر الفنية، التي سرعان ما تتلاشى دون ترك أثر دال عليها..

* كيف ينظر عجاج للساحة الفنية الآن..؟

- على مستوى الشعراء ما زال الشعر السوداني كما هو بكل جماله، والموسيقى تطورت للحد البعيد، وهناك أيضاً أصوات جميلة، لكن الفن أصبح طريقاً للربح وبأيسر الطرق، مما أضر بمسيرة الغناء..

* لكن ممارسة الفن باحترافية من قبل البعض تتطلب ذلك..؟

- اعتماد الفنانين على الفن ربما يعد سبباً، وعدم الاجتهاد في خلق واقع جديد للغناء مرده أنهم يستأثرون بأعمال دون أن يدفعوا مقابل لذلك..

* لمن يدفعون هذا المقابل..؟

- للشعراء، والملحنين، أصحاب المجهود الحقيقي في الأعمال، لذا فهم يلجأون لأعمال قديمة ويرددونها في سبيل الكسب ليس إلا..

* وهل هذا ما دعاك لعدم انتاج أعمال طيلة الفترة السابقة..؟

- نعم.. فلا أتخيل أن أبذل مجهوداً في تلحين أعمال، ويتكسب بها غيري، وحتى حقي الأدبي يتجاهله الناس، ناهيك عن المادي..

* ولكن الآن هناك قانون للمصنفات يعطي الشاعر والملحن حقهما..؟

- اطلعت على نصوص هذا القانون، وأتمنى أن تتوافر له المعينات لتطبيقه بالصورة المثلى، حتى يُنصف هؤلاء المبدعون..

* وماذا ستقدم الآن للساحة الفنية..؟

- لديّ الكثير من الأعمال الجاهزة التي قمت بتلحينها، وأجزتها الآن من المصنفات الفنية، والبداية ستكون بألبوم لحنته بالكامل لابنتي نهى، سيصدر خلال الفترة القادمة..

* وهل ستحتكر ابنتاك جميع أعمالك..؟

- ضاحكاً: إلى الآن نعم، لكني لا أمانع مستقبلاً في التعاون مع جميع الفنانين الجادين..





 

نشأت الامام

15/02/2007

 

راسل الكاتب