غاب الفنان السوداني وحضر شعبولا
بقلم : نشأت الامام

 

غاب الفنان السوداني وحضر شعبولا

نجوم الدراما يسيطرون على سوق الاعلان

تقرير فني: نشأت الإمام


لا شك أن الاعلان أصبح ظاهرة فنية تشكل هوية للمدن، لذا اتخذ أشكالاً وأنماطاً وسياقات خاصة، فكم من الصور والعبارات التي نراها ونسمعها يومياً ونحن نسير في الطرقات، يجذبنا الاعلان عبر القراءة أو المشاهدة أو السمع، فيستفز طاقتنا الكامنة للاستفهام، ويخلق بداخلنا نوعاً من التشويق لمتابعته، ومن ثم جذب انتباهنا لما يروج له..

فثمة علاقة طردية بين تطور الاعلان وطريقة عرضه، وتطور المجتمع المتلقي لهذا الاعلان، لذا نجد أن هناك كثافة في الاعلانات المنتشرة هذه الأيام، تبعاً لنهضة اقتصادية بدأت تتسارع خطواتها يوماً بعد يوم..

وفي قراءة سريعة دعونا نلقي نظرة على عدد من الأشكال الفنية للاعلان، ومن هم نجوم الاعلانات في السودان..

وجوه جديدة

اللافت في الاعلانات المكتوبة على اللافتا أنها تحمل وجوهاً لعدد من النجوم، لكن هناك أيضاً عدداً من الوجوه الجديدة التي تظهر في اعلانات بعض شركات الاتصال، إذ دوماً يكون الشكل والملامح السودانية هي القاسم المشترك بين هذه الوجوه، اضافة إلى دخول نجوم كرة القدم المحليين إلى سباق نجوم الاعلان، فكثيراً ما أصبحت تطالعنا صور النجمين هيثم مصطفى وفيصل العجب على جانبي الطريق، وهما يمثلان قمة أكبر ناديين في السودان، وعلى الرغم من اختفاء ظاهرة قيام الرياضيين بتقديم الاعلانات منذ فترة طويلة، وذلك عندما قام نجم السودان السابق أحمد آدم قبل أكثر من عقدين من الزمان بانتاج عدد من الاعلانات، إلا أن عودة نجوم الرياضة للظهور في الاعلانات بدت متعثرة بعض الشيء وهذا مرده أفول بريق النجومية الرياضية سريعاً في السودان، مما يجعل من الصعوبة بمكان الرهان على نجومنا المحليين في جذب المتلقي للاعلان، أضف لذلك عدم تحقيق انجازات على الصعيد الاقليمي في مجال الرياضة، يجعل النجومية الرياضية محدودة البريق وبالتالي التأثير..

نجوم الدراما

الاعلانات التي تقدم بشكل درامي أخذت حيزاً كبيراً في الآونة الأخيرة، ففي التلفزيون هناك نجوم لهذه الاعلانات يأتي في مقدمتهم الفنان محمد الفادني الذي ظل لفترات طويلة قاسماً مشتركاً في تقديم الكثير من الاعلانات، وأيضاً هناك نادية أحمد بابكر، ومحمد صديق، وجمال عبد الرحمن، وسعاد عبد اللطيف، وغيرهم، وجميعهم نجوم دراميون قدموا ألواناً مختلفة من الإعلانات، ولكن تتجلى الدراما في أوضح ما تكون عند متابعتنا للاذاعات السودانية، حيث نجد أن هناك اقبالاً واضحاً على تقديم هذا اللون من الإعلان، وغالباً يكون القالب الدرامي كوميدياً، مما يضمن للاعلان رسوخاً أكبر لدى المتلقي، فتفاعل المتلقي مع ما يقدم له واعجابه بذلك، يعد جواز مرور لنجاح الإعلان، وايفائه بالغرض الذي قدم من أجله..

تراجع الغزو

في الفترة الماضية اتجهت الكثير من الشركات لتقديم اعلانات يتم انتاجها خارج السودان، واعتمدت معظم هذه الاعلانات على ألحان لأغنيات عربية مشهورة وتقدم عبر وجوه غير سودانية، لكن ذلك يخلق نوعاً من التباين لدى المتلقي، اذ ان بيئة الاعلان مختلفة، وهذا ربما يؤدي إلى عدم خلق التفاعل المطلوب من المتلقي، حيث تتبدى له غرابة بيئة الاعلان عن بيئته مما ينسحب سلباً على التواصل المطلوب من الاعلان.

والآن نرى انحساراً لهذه الظاهرة، وأصبحت ألحان الأغنيات السودانية تتقدم بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة..

وأثمرت العودة لسودنة الاعلانات عن بروز أصوات جديدة تصدح بكلمات الإعلانات، وهي في أغلبها ليست لفنانين معروفين، لكنها وجدت القبول والاستحسان بشكل لافت، وكذلك هناك عدد من الألحان الجميلة التي نسمعها بين الحين والآخر، مما يبين لنا رواج هذا النوع من الاعلان..

إحجام الفنانين

برغم التنامي المطرد لسوق الإعلان، لكن لايزال فنانو الغناء السوداني بعيدون عن هذه الساحة، ففي الخارج نجد الفنانين هم نجوم الإعلانات الذين يعتمد عليهم، لكن في السودان هناك احجاماً من الدخول في هذا الضرب من الفنون، وربما تشهد الفترة القادمة دخول عدد من الفنانين الشباب لهذا المجال، لكن إلى الآن فالمحصلة..(صفر).

شعبولا بالسودان

جاء اختيار بعض الشركات للنجم المصري شعبان عبد الرحيم ليؤدي أغنياته بطريقة اعلانية لهذه الشركات، نسبة للقبول والشهرة اللذين يتمتع بهما «شعبولا» في السودان، فهو فنان خفيف الظل للحد البعيد، وله معجبون في مختلف فئات المجتمع، وهو بذلك يصبح فرس رهان رابح، إذ أن المعلن يسعى إلى ايصال رسالته الاعلانية لأكبر عدد من المتلقين، وهذه الخاصية متوافرة لدى «شعبولا» بشكل كبير، وهذا ربما يدفع عدداً آخر من الشركات للاستعانة بخدماته في مقبل الأيام..

الأطفال أيضاً..

المتلقي المستهدف بالرسالة الإعلانية يتم تحديده على وجه الدقة، لذا فالاعلانات الموجهة للأطفال يتم التعامل معها وفق فهم دقيق لاحتياجات واهتمامات الأطفال، لذا كانت معظم الإعلانات التي تخبر عن سلع تخص الأطفال، يقوم بأدائها أطفال، أو تتم عبر شخصيات كرتونية ألفها الأطفال، لكن في الفترة الأخيرة تلاحظ وجود وجوه جديدة لأطفال يقدمون عدداً من الإعلانات المرتبطة بسلع تخص كبار السن، وغالباً يتم ذلك عبر خلق دراما كوميدية تخلق نوعاً من الفكاهة الجاذبة لمادة الإعلان..

إذن..

يجب الاعتراف بعدم امكانية حصر الأساليب الإعلانية بكل مناحيها، لأن تبدلها وتطورها اليومي صار كبيراً، إضافة إلى تبعية الاعلان لاقتصاديات السوق، فتكون أمامه حزم من المؤثرات تشارك جميعاً في أسلوب ظهور الإعلان وتشكيله، لكننا بلا شك سنشهد في القريب العاجل تنامياً متسارعاً حول فنون الاعلان، وظهور العديد من النجوم الجدد في هذا المجال، من ممثلين وفنانين ونجوم رياضيين، كلهم يتنافسون لتقديم واقع جديد لفن الإعلان في السودان.






 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب