لقاء السحاب كان في «سيد الاسم»
تكريم أحمد الجابري وكامل عبد الماجد
بقلم : نشأت الامام

 


 

احتفلت مؤسسة أروقة الاسبوع الماضي بمقر المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون بذكرى الفنان الجابري، وكرّمت كذلك الشاعر كامل عبد الماجد، وجاءت الليلة تحت اسم «سيد الاسم» وهي الأغنية التي كتبها الأخير وتغنّى بها الأول، واشتملت الليلة التي حضرها لفيف من رجال الثقافة والفنون على تقديم عدد من النماذج لأعمال الجابري، وقصائد وكلمات في حق المحتفى به كامل..معاً في قراءة سريعة لتلك الليلة الفنية:-

الإعلان عن اللقاء الذي يجمع بين الجابري وكامل، أطلق عليه المنظمون في أروقة -على لسان مسؤوليها - اسم «لقاء السحاب»، فالحميمية التي تعاملا بها واخرجت من لدنها بوحاً جميلاً، شاركتهما فيها أروقة وهي تطبع ديوان «سيد الاسم» والذي نفذت طبعته الأولى، وبدأت بعد ذلك فقرات الليلة بعزف من فرقة أروقة الخضراء لمقطوعة «المروج الخضراء» لمؤلفها برعي محمد دفع الله..

واستهل التغني بأغنيات الجابري الفنان حسن الماحي وهو يردد أغنية «الطاؤوس»:

ملك الطيور

ارقص وسط الرياض نشوان

خلي الزهور

تفتح مختلفة الألوان

وتلته الفنانة نشوى عبد المطلب بأغنية:

مظلوم في حبي مالي

ايه ذنبي الجنيتو؟

حبيت لكن نسوني

ونسوا عهدي الرعيتو

تبع ذلك أغنية لأبي قرون وهي أغنية الرسائل:

من طرف الحبيب

جات اغرب رسائل

يحكي عتابو فيها

وقال ناسينو قايل

ومن ثم وبكلمات مؤثرة تحدّث الفنان محمد الحسن الجقر عن نشأة الفنان الجابري بحي العرب بأم درمان وأثر ذلك في تكوينه الفني الأول وكذلك والد الجابري كان مادحاً مما جعله يستمع إلى المديح ومحاولة تقليده منذ نعومة أظافره، لذا فصوت الجابري صوت مدرب، وحنجرته كانت صافية، اضف إلى ذلك مقدار الشجن الذي يلازم أغنياته، وأوضح الجقر أن الجابري فنان رقيق المشاعر والأحاسيس لحد بعيد، وأنه -الجابري- تقدم لأكثر من «13» مرة للجنة الأصوات لتجيز له صوته وتم رفضه، لكن احساس الفنان بداخله كان يقوده دوماً للمثابرة حتى تمت اجازة صوته، وانطلق بعد ذلك عبر الاذاعة السودانية وبدأ يغني عبر السلم السباعي في أغنيات مثل «دلوني يا صبايا»، وأذكر أنه طلب مني أن أنتقي له أغنية من أغنيات الحقيبة، فرشحت له «يارشا يا كحيل»، وأحبها الجابري جداً، ونجح في أدائها..

ويختتم الجقر حديثه قائلاً: الفنان الجابري عانى كثيراً في حياته، لكنه كان يتألم بصمت، ونتمنى أن توثق حياته وأغنياته حتى تتعرف الأجيال الجديدة على هذا الفنان الرائع..

الشاعر والناقد الفني الزبير سعيد تحدث عن الجابري مؤكداً أن ثقافته الموسيقية لعبت دوراً مهماً في محافظته على صوته، كما أن الجابري استفاد من توظيف الموسيقى الشرقية وفقاً للمزاج السوداني، وأضاف الزبير: غنائية الجابري تعتمد بشكل اساسي على الايقاع، وهو يتمتع باحساس مرهف للغاية، وحيوية عالية في الأداء الغنائي، كما أنه يؤدي الأغنية بانفعال منضبط وكان موفقاً في توزيع آهاته في الجمل الغنائية بصورة مميزة..

وعن الجانب الاجتماعي في حياة الجابري أوضح الزبير أن الجابري كان وثيق الصلة بوالدته لدرجة أنها عندما انتقلت للدار الآخرة ظل يذهب يومياً ليجلس جوار قبرها معظم أوقات اليوم.

وقبل أن يتغنى الفنان أبو بكر الشريف بأغنية «الجريف واللوبيا» قدمت فرقة اروقة أغنية «يا شاغلني»، والتي وجدت تجاوباً كبيراً من الجمهور..

الأستاذ عبد القادر محمد زين وزير الدولة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة شكر المنتدى وأشاد برواده والقائمين على أمره، وتابع الوزير: اني أقدم الدعوة لكل المبدعين للاهتمام بابداعهم، لأنه يعتبر لسان هذه الأمة، ونحن في الوزارة لا ندعي أننا نحمل ثقافة ولكننا نتيح لأبناء شعبنا من المثقفين فرصاً ليعبروا عن هذا الشعب، ونحن بدورنا نعمل على وضع استراتيجية للثقافة حتى نرسم ملامح مضيئة للمستقبل، ونعمل كذلك على تحويل الشعارات المتعلقة بالابداع إلى واقع ملموس..

واختتم الفنان أبو علامة أغنيات الجابري عبر:

مافي حتى رسالة واحدة

بيها اتصبّر شوية

والوعد بيناتنا انك

كل يوم تكتب الىّ

تلى ذلك عدة كلمات في حق الشاعر كامل عبد الماجد، أبرزها كلمة صديقه الشاعر محيي الدين الفاتح، والذي تحدث عن شاعرية كامل، واحساس المرهف، وانه يداعب الحروف بهمساته، وقرأ نصاً لكامل يزيد عمره عن الاربعين عاماً..

مشاركة الفنانين محمود تاور وعاصم البناء جاءت عبر أغنيات للشاعر كامل، الأولى من ألحان عبد اللطيف خضر ود الحاوي -الذي شارك بالعزف على العود- والأخرى من ألحان مغنيها نفسه..

وجاء التكريم الذي قدمه السيد الوزير، وبعده اختتم كامل صاحب أغنيات «تائه الخصل»، «سيد الاسم»، «ديل عيونك ولّلا واحة»، «غنوة للولد الحريف» وغيرها من جميل الأغنيات، اختتم الامسية بكلمته التي شكر فيها كل الحضور الذي شاركه هذه اللحظات السعيدة، وقال: اتحدث الآن ومشاعري ملؤها الامتنان وشكري يمتد لزملائي في حنتوب وأهلي في المناقل، وجميع أهل الصحافة والثقافة..



 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب