شركات الانتاج.. وتدني الذوق

بقلم : نشأت الامام

 



من المسؤول عن تدني الذوق العام في المجال الفني بشكل عام، وفي الغناء بوجه خاص، وإلى أي مدى تسهم شركات الانتاج الفني في السودان في الارتقاء أو الحط من ذائقة المتلقي؟ وما هو دور الفنان تجاه التزامه بخطابه الفني؟..

جملة من التساؤلات دارت بخلدي وأنا أطالع في الأسبوعين الماضيين -على التوالي- شكوى يجأر بها فنانون من فنانينا الشباب، أولهما الفنان الشاب هشام كمال رئيس فرقة ساورا الغنائية، وهو الذي قام -حسب ما أوردته هذه الصحيفة- بتحميل أغنياته الجديدة على شبكة الانترنت، ليقوم (14) ألف متصفح بالاستماع اليها والاحتفاظ بها.. مجاناً..

وحينما استفسرناه عن ذلك أجاب بأن شركات الانتاج الفني هي السبب، لأنها تجبر الفنانين الشباب الذين يودون طرح ألبومات غنائية أن لا يقل عدد الأعمال المسموعة عن أربع أو خمس أعمال، وهذا ما رفضه هشام موضحاً أنه مع احترامه للأعمال القديمة لكنهم كشباب يمتلكون ما يقدمونه وفق رؤاهم الخاصة، لذا آثر بث أغنياته بالمجان..

الشكوى الثانية جاءت في حوار مع الفنان الشاب طه سليمان الذي قام بانتاج ألبومه الأخير بمفرده لعدم قناعة شركات الانتاج الفني بأن يقدم الفنان هذا الكم من الأغنيات الجديدة التي قدمها طه، هذا ما حدا به للسفر إلى دبي ومن ثم انتاج ألبوم يضم سبعة أعمال جديدة، بتوزيع وتكنيك موسيقي مبتكر..

لعل ما فعله طه وقبله هشام لا يتأتى لكثير من فنانينا الشباب، نسبة لقلة الامكانات المتاحة بالنسبة لهم، وهذا ربما يقودهم إلى الرضوخ لشروط شركات الانتاج الفني..

شركات الانتاج الفني من حقها أن تسعى للربح المادي، فالفن أصبح صناعة وتجارة، لكن نتساءل عن ماذا قدمت هذه الشركات لمسيرة الأغنية السودانية..؟ وهل حاولت هذه الشركات الاقدام على انتاج مثل هذه التجارب من قبل؟، أم أنها تخشى المجازفة فحسب؟

مهما يكن من أمر، فإننا نرى أن النظرة الربحية الضيقة تجاه الفن تكاد تودي به إلى التهلكة، فحري بمن يقومون على أمر الانتاج الغنائي في السودان أن يستبصروا جيداً إلى أين يقودون هذا الفن، واضعين في اعتبارهم أن كل ما سيترتب عليه اتجاههم هذا هم مسؤولون عنه بشكل مباشر وواضح..

فالمتلقي الذي يحب الاستماع لما ألف دوماً أيضاً لديه الاستعداد لأن يستمع للجديد ويألفه، لكن أن نحرمه من ذلك خوفاً من الفشل فهذا يؤدي إلى جعله -المتلقي- نهباً لكثير من ساقط الغناء وغثه والذي حتماً سيصله وان كان يجلس في قعر بيته..




 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب