دافع عنها بثقة

طه سليمان: (سنتر الخرطوم) تعكس واقعنا بصدق

بقلم : نشأت الامام

 



بدايته كانت مع فرقة أولاد البيت، بعدها اتجه للغناء بمفرده، وفي العام 1998م اصدر ألبومه الأول «ملكة كونك» واحتوى على عمل خاص، ولم يحقق النجاح المطلوب، لكنه انطلق بعد ذلك ليصبح اليوم من الفنانين الشباب الذين تتهافت عليهم جماهير الفن من الشباب خاصة.. جدل كثيف أثير حول بعض ما يقدمه طه سليمان، لكنه يدافع عن ذلك بثقة ويؤكد أن له فهمه الخاص تجاه أعماله..

جلسنا إليه في منزل الأستاذ محجوب أفندي بود نوباوي وبمعيتنا الأستاذ بابكر زيادة وهما من المهتمين بالفن وقضاياه، مما خلق اثراءً للحوار مع الفنان طه سليمان، إذن لنقرأ معاً ما قاله طه:-

حوار: نشأت الإمام


ü بدايتك كانت بأولاد البيت ورغم النجاح الذي تحقق.. لكن لماذا لم تعمر هذه الفرقة طويلاً..؟

- من المؤكد أن لكل فرد بالفرقة أفكاره الخاصة، ربما في بادئ الأمر كان الانتماء للفرقة يرضي الطموح، لكن بعد فترة من الوقت أصبح لكل واحد تطلعاته، ومن النادر أن تجد أناساً يتوافقون دوماً على المدى البعيد، لذا كان عمر الفرقة بهذا القصر..

ü هذا الطموح الذي قادك بعيداً عن الفرقة.. ترى إلى أين أوصلك الآن..؟

- هو فقط قادني حتى الآن لأضع قدمي في بداية الطريق.. لكني لا أحسب أني وصلت لما أتمناه، طريق الفن شاق للحد البعيد، وكلما اتخذ الفنان خطواته بتأنٍ وروية، كلما كانت تجربته أكثر رسوخاً..

ü (سنتر الخرطوم) أغنية اختلف الناس حولها، لكن طه دوماً ما يدافع عنها رغم ما بها من سطحية..؟

- «سنتر الخرطوم» أغنية تعكس لحد كبير واقعنا الاجتماعي والثقافي والرياضي، وتتناول أزماتنا هذه بلغة بسيطة جداً، لذا وجدت حظها من الانتشار، واستطاعت ان تحقق نجاحاً كبيراً.. و..

ü مقاطعة : الأعمال الهشة كالفقاعات سرعان ما تتلاشى وهذه الأغنية بنيتها هشه للغاية..؟

- ليس ذلك مرده هشاشة تعاني منها الأغنية، فمضامين الأغنية وأفكارها كبيرة، لكنها قدمت في عبارات بسيطة جداً، لكن لا أحب تسميتها بـ «السطحية»، فأغنية «سنتر الخرطوم» جريئة للحد البعيد، وربما تمثل شكلاً جديداً في التناول الغنائي، ونتمنى أن ننجز أعمالاً على شاكلتها، تناقش مشاكلنا وهمومنا الحياتية بصورة واضحة ودونما تستر..

ü كفنانين شباب لا تهتمون كثيراً بالاستفادة ممن سبقوكم.. مما خلق جفوة بينكم والجيل الذي تقدمكم؟

- نحاول نحن كثيراً أن نخلق تواصلاً مع من سبقونا من الفنانين، لكن ربما انشغال الكبار، خاصة في الظروف الراهنة حال دون أن يستطيع الكبار استقطاع بعض من وقتهم للاهتمام بالفنانين الشباب، فكل الناس أصبحت مشغولياتها تلهيها عن كثير عما تود فعله..

ü لكن الأمر يعود ربما لاحساسكم بأنكم لا تحتاجون منهم للنصح..؟

- عن نفسي حتى الآن لا أحسب أني كبرت على النصح، لكن ربما يكمن الشعور بأننا جيل متطلع، يحاول التماهي قدر المستطاع مع التطور اليومي في العالم من حولنا، وبعض الكبار يعدون هذا نشوزاً، يصعب عليهم التجاوب معه.. وبالتالي احساسنا بالأشياء جد مختلف..

ü برغم انتاجك لألبوم جديد وظهورك بشكل مختلف فيه، لكن طه مازال تحت ظل سنتر الخرطوم..؟

- الألبوم الذي أصدرته تعبت فيه جداً، ففيه مجهود كبير في شكل الأداء والتكنيك الموسيقي المستخدم، وبه أشياء جديدة حرصت على تجويدها، وفوق هذا قمت لوحدي بانتاج هذا الألبوم فكان الجهد مضاعفاً..

ü وما الذي دعاك لانتاج ألبوم خاص دون الرجوع إلى احدى شركات الانتاج..؟

- احتجت في هذا الألبوم إلى ايصال أفكار جديدة، وعلي وحدي تحمل تقبل الناس لها، فحتى التجويد الذي صاحب تسجيل الألبوم، لا أعتقد أن احدى الشركات كان يمكنها أن تصبر عليه، فهذا الألبوم أنتجته لأرسي به أفكاراً تأتي في مؤخرتها فكرة الربح المادي، وهذا ما يتعارض مع أهداف شركات الانتاج..

ü وكيف كان تقبل الجمهور لهذه اللونية الجديدة..؟

- الحمد لله كنت أخشى أن لا ينجح العمل المقدم، لأن تقبل الأذن للأعمال الجديدة دوماً ما يكون ضعيفاً نسبياً، لكن الحمد لله، رأيت أن الجهد الذي بذلته لم يضع سدى.. ونجح الألبوم..

ü ما هي الأعمال التي ضمها الألبوم..؟

- «فرحني» من كلمات حسن الزبير وألحان ود الحاوي، و«أهلاً» كلمات محجوب الحاج ، «يا أيامي» كلمات وألحان شافعي شيخ ادريس، و«غيرة» اسامة عبد القادر.

ü ألم يساورك القلق وأنت تطرح كل هذه الأعمال الجديدة دفعة واحدة..؟

- نعم كنت متخوفاً ولكني تحديت ذلك، ومعظم الشباب لديهم أعمالاً خاصة جميلة، لكنهم يحتاجون الجرأة لطرحها، وأنا فعلت ذلك، والآن أتغنى بأعمالي الخاصة في بعض الحفلات، وأجد جمهوراً كبيراً من الشباب يحفظ هذه الأغنيات ويرددها معي..

ü كفنانين شباب هل يوجد تعاون فيما بينكم..؟

- قبل فترة كانت العلاقة بيننا كأجمل ما يكون.. هناك تكاتف ومؤازرة في ما بيننا، لكن الآن أرى أن البعض لم يعود كما كان.. ولا ادري هل الاحساس بالنجومية هو السبب، أم أنها مشاغل الحياة هي التي دعتهم إلى هذه الجفوة..

ü وعلى صعيد الشعر، هل هناك تعاون مميز بينك وشعراء شباب..؟

- أتحيز جداً للشعراء الشباب، وذلك لأن الاحساس بيننا يكون قريباً جداً لأننا نعبر عن نفس الأفكار، ونعايش الواقع ذاته، لكن هذا لا يمنع من التعاون مع الشعراء الكبار، وهذا التنوع في التعامل مع مختلف الشعراء يعطي الفنان دوماً أبعاداً جديدة، وينأى به من الوقوع في شرك التكرار..

ü أغنياتنا كيف تنظر إلى السبل المنوط بها نشرها خارج حدود الوطن..؟

- على خلاف ما يقول البعض، أرى أن لا مشكلة لدينا في الألحان أو الكلمات أو حتى السلم الذي نغني عبره، الاشكال يكمن في كيفية طرح هذه الأغنيات، فالعرض لدينا ضعيف للحد البعيد..

ü وإلى ماذا تعزي هذا الضعف..؟

- استسهال الأعمال التجارية والنمطية في الطرح، خوفاً من الخروج عن المألوف لدينا يجعلنا نتقوقع وننكفىء على أنفسنا، نحن نحتاج إلى روح التجديد وقليل من الاقدام لانتاج أعمال مغايرة ذات لونية جديدة..

ü الثنائيات في الفترة الأخيرة حققت نجاحات جيدة، ألا يفكر طه في خوض هذه التجربة..؟

- لديّ ألبوم دويتو قمت بتسجيله في مصر مع الفنانة ندى القلعة، في أعمال مشتركة بيننا، وكذلك تجربة جديدة سجلتها للاذاعة القومية اخيراً مع الأستاذة نبوية الملاك تمثلت في خمسة أعمال.

ü ومع الفنانين الشباب..؟

- لا أعتقد ذلك، نسبة لحساسية يجدها البعض في الوسط الفني.. لذا أحاول دوماً أن أنأى بنفسي من الدخول في أية مقارنات مع الآخرين، أقدم ما لديّ فقط والجمهور يقرر..

ü وأخيراً.. ماذا يستغرق طه سليمان هذه الأيام..؟

- لديّ ألبوم جديد (يا قمر) سوف يرى النور في غضون الأيام القادمة، يضم سبعة أعمال منها أربع أغنيات خاصة من بينها «يا قمر» كلمات وألحان د. كوباني، و«انت ما سعيد» لمحمد حسن قاسم، وأغنيتين للشاعر محمد ديكور.


 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب