على انغام نجوم الغد

بقلم : نشأت الامام

 

على انغام نجوم الغد
منتدى روان يكرم «صانع النجوم» بابكر صديق


أيها المثقل بذاك الحنون
امسك الفرشاة داعب كل لون
حّرك الازميل وانحت لك كون
وتعالى نتساقى نفتح هاتيك الشجون
انه محراب آداب ودنيا للفنون..
هكذا استهلت الأستاذة ريهام عبد الرحيم كلماتها في حق الأستاذ بابكر صديق في ليلة تكريمه بمنتدى «روان» يوم الأربعاء الماضي، حيث تناولت الليلة مسيرته بصورة عامة، وخاصة تجربته مع برنامج «نجوم الغد»، وحضرها لفيف من رجال الثقافة والفنون، في مقدمتهم الأستاذ حسن فضل المولى مدير قناة النيل الأزرق والسفير صلاح محمد أحمد ود. راشد دياب والشاعر محمد عبد القادر أبو شورة، ود. عمر محمد عمر، والفنان علي السقيد، والاذاعي صلاح طه، والأستاذ طارق البحر مدير إذاعة اف. ام وتحدث فيها كل من الأستاذ عبد السلام محمد خير من قناة النيل الأزرق، ود. عبد اللطيف البوني الصحفي المعروف.
معاً في سياحة سريعة عبر ما قدم خلال هذه الليلة


الأستاذ بابكر صديق المحتفى به تحدث عن مسيرته قائلاً: بدأت بـ (دنيا الفنون) بتلفزيون الجزيرة وتحول إلى (محراب الآداب والفنون)، وجاء بعد ذلك الانتقال للخرطوم في العام (1986) وبدأ برنامج أصوات وأنامل، وهو برنامج اهتم بالشباب وخاصة بالجانب التشكيلي، وذلك لقلة المهتمين بالتشكيل مقارنة بما يجده الغناء والموسيقى في الأجهزة الإعلامية، وكثير من الشباب لم تتح لهم فرصة المنابر التي يطلون من عبرها على المتلقي، لذا البرنامج كان منبراً مهماً أتاح لهم فرصة الظهور والتواجد، وتقديم ما لديهم، والبرنامج بدأ قبل ستة أعوام، سجل ثلاث حلقات بالتلفزيون القومي، ومن ثم انتقل بشكل جديد على قناة النيل الأزرق..
وحول ذكرياته مع برنامج محراب الآداب والفنون، قال بابكر: أذكر أنني من خلال برنامج دنيا الفنون وبمدينة ود مدني قابلت شاباً في الصف الأول الثانوي، وجدته بالمنطقة الصناعية يحمل جيتاراً أوتاره ناقصة، وسألته ماذا تريد أن تفعل به هنا، فأجابني بأنه سيقوم باستعمال بعض الأسلاك العادية ويوصلها بطريقة معينة فتعطي نتيجة ممتازة، وقد كان.. فاخذته مع للتلفزيون، وكانت المقدمة الموسيقية للبرنامج بمصاحبة هذا الشاب، وهو د. الفاتح حسين..
بعد هذا التقديم، بدأت فقرات التكريم، والتي استهلها الفنان نزار عبد الرحيم من «نجوم الغد» في نسخته الخامسة والذي تغنى برائعة الكاشف:
انت عارف انا بحبك
وبحلف بك
ولا ماك عارف بالمرة؟
تلته الشاعرة رحاب حسين وهي احدى «نجوم الغد» في نسخته السابعة والتي قدمت قصيدة مطلعها:
فتحت ولقيت
وش الصباح نعسان
وظنيت الصباح ساهر
معاي بالليل
وكان حيران
وتحدث الأستاذ عبد السلام محمد خير وهو أحد المسؤولين عن برنامج ««نجوم الغد»»، والذي ذكر: لكل انسان زواياه التي يتخذها وينظر خلالها للوحة ما، والآن أحتار كيف أحتوي بقراءتي لوحة الأستاذ بابكر صديق، لكني أقول أن بابكر ذو أثر بالغ علينا في العمل الاعلامي على الرغم من أننا تقدمناه بسنوات في هذا المجال، فهذا البرنامج كان امتداداً لمحراب الآداب والفنون، الذي ولد بتلفزيون الجزيرة والتف حوله الناس هناك، وكان له نصيب من احتفاء بالتلفزيون القومي، فمنذ بداية البرنامج كنا نرى تدافع المشاهدين عليه، وكان بابكر يعطيه من وقته وجهده الكثير، حتى أصبح برنامجاً تتناقله الأجيال وتحكي به وعنه، وتم تحويل البرنامج إلى القسم الثقافي بالتلفزيون تقديراً للدور الثقافي الذي يلعبه البرنامج.. وبابكر درّب أجيالاً على دقائق الفنون، وقدم من خبرته خدمات جليلة، لضيوفه ومشاهديه..
وبابكر من رواد تجميل الشاشة السودانية، وغالبية العمل الذي قدم في قناة النيل الأزرق كان متأثراً بخطه وخطاه، لذا فعندما جاء برنامجه ««نجوم الغد»» كان بابكر قد حفر عميقاً في وجدان المتلقي، فنجح البرنامج نجاحاً جميلاً، وقدم العديد من المبدعين للساحة الفنية السودانية.
وأرى أنه آن الأوان في انتهاج العديد من المؤسسات لنهج «روان» في تكريم الأستاذ الفنان الانسان بابكر صديق، فهو يستحق منا كل احتفاء وتقدير..
كيف لا أعشق جمالك..
ما رأت عيناي مثالك..
هكذا صدح نجم الغد خالد عبد الله، وتبعته رفيعة ابراهيم التي قدمت احدى أغنيات الفلكلور من غرب السودان، وتبعها النجم أحمد علي شريف في قصيدة مطلعها:
صحيت.. ياهو الصباح
زي كل يوم
تقعد على طرف السرير
تسترجع الأحلام
طشاش
القمره كانت في الحلم
ولاّ النجم؟
غايتو المهم
الضو ده جاك
د. عبد اللطيف البوني بدأ حديثه مشفقاً على الإخوة في منتدى «روان» حول تكريمهم القادم، ترى لمن سيكون؟ فبابكر صديق سدرة منتهى الابداع، وذروة سنامه، وواصل البوني: أعتبر نفسي من المحظوظين الذين تابعوا الأستاذ بابكر في تلفزيون الجزيرة، وأذكر أنه في قريتنا (اللعوتة) في سبعينات القرن الماضي كان هناك تلفاز وحيد يقصده الناس ويدفعون قرشاً مقابل فرجتهم، كان الدخل يرتفع جداً عند حدثين، أولهما أن تكون هناك مباراة بين الهلال والمريخ، والحدث الثاني «محراب الآداب والفنون»..
وان كان بابكر أخذ بيد د. الفاتح حسين في مجال الموسيقى، وبيد د. راشد دياب في مجال التشكيل، فقد أخذ بيدنا نحن على المشاهدة، فأصوات وأنامل كان طفرة في برامج المنوعات وبرامج الفنون والثقافة، فلأول مرة نرى التشكيل ونسمع به كان عبر هذا البرنامج، وهؤلاء الشباب الذين قدمهم وأتاح لهم فرص الاطلال بفنونهم من خلال التلفزيون، واستمرت التجربة ببرنامج ««نجوم الغد»» والذي أعتقد أنه برنامج فك احتكار الأجهزة الإعلامية لبعض الوجوه التي أضحت مكررة بصورة رتيبة..
وواصل د. البوني: دهشت في احدى المرات وأنا أرى أحد أبناء قريتنا وهو يعزف بالتلفزيون، فهذا الشاب لم يكن له من حطام الدنيا سوى هذه الموهبة، وهذه «الصفارة»، فاستضافه بابكر في برنامجه وقدمه للمشاهدين، ودهشتي منبعها بُعد هذا الشاب عن الخرطوم، وبالتالي ابتعاده عن الأضواء التي يمكن أن تسلط على غيره، بعامل القرب الجغرافي، أو القرب الشخصي ممن يقومون على العمل الاعلامي، فالشكر لبابكر صديق الذي جعل هذا ممكناً.
وأضاف: خلال الفترة السابقة كنت أقدم برنامجاً بقناة النيل الأزرق، وحضرت الكثير من بروات «نجوم الغد»، فهذه الساعة من الزمن التي تقدم عبر الشاشة، يعكف بابكر ما يزيد عن عشرين ساعة في منتجتها، وهناك تراه ليس فناناً فحسب، بل أباً ومربياً لكل هؤلاء الشباب، يثابر ويكافح من أجل أن ينتخب لنا ما يقدمه خلال ساعة من الزمن الممتع، وكل هذا يقوم به بابكر بكثير من الحب، فبابكر أحب عمله لدرجة التماهي معه.. وهذه درجة حري بمن بلغ شأوها أن يكرم جزاءً لكل ما قدم..
بعد هذه الكلمة الضافية، تقدم النجم ضياء الدين السر والذي تغنى للفنان رمضان حسن بأغنية:
الزهور صاحية وانت نايم
داعبت شعرك النسايم
الفقرة التالية قدم لها بابكر صديق بنفسه، وتحدث عن الفنان فخر الدين محمد والذي حينما بثت حلقته اتصل بهم مسؤول اعلامي بالجامعة العربية وطلب مشاركته في عمل عربي، لكن بيروقراطية الاجراءات حالت دون ذلك، وتغنى فخر الدين برائعة علي السقيد:
رجعت القلب يدق تاني
من بعد الصمت الهزاني..
ومن سنار تغنت سارة النور من للراحل المقيم ابراهيم عوض:
حبيبي جنني وغيّر حالي
حيّر فكري.. دا الشغل بالي
تبعها النجم البيهقي أحد «نجوم الغد» في نسخته السابعة، وبعده عبد الخالق عثمان في أغنية:
ما بنقدر نغير للأيام سجية
مكتوبات علينا المرة وهنية..
وجاء الشاعر مصطفى محمد مختار في قصيدة انسانية جميلة مطلعها:
طبيخك يابا
لامن مرة تصبح يمة تعبانة
وناكل لما ما نشبع
ونحنا بطونا مليانة
وحانت فقرة النجم محمد البدوي أبو صلاح.. والذي استقبله جمهور المنتدى بعاصفة من التصفيق، وغنى لعثمان حسين:
يا حبيبي ليه تقول
ايامنا راحت وانتهينا
يا حبيبي
ولاّ ديك كانت سحابة..؟
تلته النجمة الساطعة التي اكتشفها بابكر صديق، عافية حسن وزادت أشواق الجماهير معها لمعانقة جميل الغناء، فتغنت بـ:
زاد الشوق علينا
اريت يا غالي تسمع
ارحم حال عيونا
وعشان خاطرنا ترجع..
وكانت نافذة الشعر الأخيرة في تلك الأمسية مع الشاعر أبو بكر محمد الحاج وهو أحد ««نجوم الغد»» في نسخته الأولى:
يا حلوه يا بت هندسة
انا راسي جاط
ما بين هواك والدبرسة
وغنى بعده النجم محمد المعز من نسخة ««نجوم الغد»» الأخيرة أغنية الفنان الكاشف (لي حق إذا اتهمتَ) وتلاه الفنان سوداني، أيضاً برائعة الكاشف (المهرجان)..
بعد ذلك وختاماً للأمسية جاءت فقرة التكريم الذي قامت به روان للأستاذ بابكر صديق، ولم يقف التكريم عنده اذ تعداه ليشمل قناة النيل الازرق ممثلة في ربانها حسن فضل المولى، وشمل التكريم الفرقة الموسيقية التي صاحبت هؤلاء النجوم عبر حلقات البرنامج المختلفة، وانفض سامر الأمسية وما زال هناك الكثير الذي لم يقال عن هذا المبدع بابكر صديق، ولسان حال الجماهير يلهج بالشكر لكل من أسهم في انجاح هذه الأمسية الرائعة.* .








 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب