العالمية.. من عتبة البيت

بقلم : نشأت الامام

 

في مساء مفعم بالايقاعات المحلية -بعد اعادة صياغتها واضفاء ملامح جديدة عليها- بمركز شباب الربيع في احدى لياليه الفنية..كانت المحاولة الجادة لفرقة صلاح براون الغنائية الاستعراضية..

فالفرقة قدمت تجربة جديدة ترتكز فيها على الايقاع الشعبي وذلك بادخاله في قوالب موسيقية حديثة تؤكد من خلالها على هوية الأغنية السودانية، والايقاع المأخوذ من بيئات سودانية مختلفة، ولكنه من صميم التراث والفولكلور الشعبي، بعيداً عن شبهة الاستلاب، أو أن يكون ايقاعاً دخيلاً على الثقافة السودانية..

ومن خلال هذه التجربة يحاول براون أن يوصلنا إلى أن هذه الايقاعات المغرقة في المحلية بامكانها أن تصبح عالمية بلمسات ساحرة بمصاحبة بعض الآلات الموسيقية الحديثة، مع الاحتفاظ بخصوصية الايقاع كما هو دون أدنى مساس به، ولكن التركيب الموسيقي هو ما سيقود هذا الايقاع للولوج إلى رحاب العالمية..

هذه الفكرة التي يعمل عليها براون معروفة اقليمياً، فايقاع «الراي» الجزائري هو ايقاع شعبي يشابه ايقاع «النوبة» عندنا وبقليل من الجهد، وكثير من التفكير العملي الجاد، أصبح ايقاعاً عالمياً يعرفه الجميع، وكذلك تجربة الجارة اثيوبيا مع ايقاع التم تم الشعبي، حيث حمله رواد التجديد الموسيقي باثيوبيا وصار من الايقاعات العالمية المعروفة وذلك بمزجه بالموسيقى الحديثة، وكذلك في زائير نجد ايقاع «الجالوبا» وبفضل تطوير الأشكال الموسيقية هناك تجاوز محليته الضيقة إلى آفاق عالمية واسعة..

المقولة بأن «الطريق إلى العالمية يبدأ من عتبة بيتي» تشرح بجلاء أن أي عمل يرتكز على أرضية صلبة مستمدة من صميم ثقافة الشعب مع بعض «الجهد» بامكانه أن يمضي قدماً في طريق العالمية، وكل ما نرجوه أن لا تصبح تجربة «براون» لمجرد الفرجة، بل نتمنى أن تمتد إليه الأيدي في مؤازة تعضد من عزيمة الرجل في مسعاه نحو فضاءات أرحب للموسيقى السودانية..














 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب