عز الدين علي سليمان» كوجاك

بقلم : نشأت الامام

 

الفنان المسرحي عز الدين علي سليمان»
كوجاك يعزو ركود المسرح لغياب النص الهادف وابتعاد العمالقة
نحن الآن بصدد أحد عمالقة الكوميديا في السودان. أثرى ساحات وخشبات المسارح الولائية والقومية بالفن الراقي الجميل.. أنجبته منجم الابداع والمبدعين.. ومدني.. انه عز الدين علي سليمان.. الشهير بـ (كوجاك) فلنرى ماذا سيقول في هذا الحوار الذي لا يخلو من طرافة!!
* يبتدر الحديث بالقول: أعمل مساعد شرطة بقطاع الخدمات والتوجيه برئاسة شرطة ولاية الجزيرة.. (صول).
البداية كانت بالجمعيات الأدبية بالمدرسة المتوسطة وليالي السمر مع الأصدقاء والتي من خلالها اكتسبت لقب (كوجاك) الذي أعتز به جداً لأنني وقتها كنت.. (مكعوجاً ومكلوجاً) .. والانطلاقة الحقيقية لي في عالم المسرح والتمثيل كانت في الدورة المدرسية القومية عام (1978) تلك الدورة التي شهدت بداية النبوغ وتفتح الموهبة في هذا المجال.
يضيف كوجاك.. من وقتها نبعت في خاطري فكرة انشاء فرقة مسرحية بشكل وفكرة مغايرة لأنماط الفرق المسرحية التقليدية. فرقة تعمل لأجل (تبسيط اجراءات الابداع) .؟. هكذا قالها.. تراعي الحالة المادية للجمهور حيث لاحظنا احجامه اللافت للنظر عن المسرح نسبة لغلاء سعر التذاكر.. لذا لم نتوان في انشاء فرقة المسرح المتجول بفكرة رائدة وتعني (مسرح الوجود في كل المواقع والمساحات).. مسرح لا يعرف الخشبة ولا الديكور ولا الاكسسوارات ولا الأزياء.. مسرح على الهواء الطلق بدون ستارة أو كواليس.
بدأنا التجربة عام 1984م بفرقة عرفات وقدمنا من خلالها في ذات العام مسرحية (المهرج) للكاتب السوري محمد الماغوط قبل فرقة الأصدقاء بسنوات.
ومسرحنا في الحقيقة يقدم في كل المناسبات وعلى خشبة مسرح الكارو.. وفي الخاطر تقديم تجربة مسرح على مركبة عامة .. بمعنى.. حينما يقف البص في محطة ما.. نصعد لتقديم مشهدنا (الهادف) جداً ان شاء الله.. في ثلاث دقائق.. متناولين بعض القضايا والاشكالات المجتمعية ومعالجتها في دقائق.. ولتوصيل خدمة الابداع المسرحي بدون بروتكولات عرض.. وسبق ان قدمنا هذه التجربة في أسواق ودمدني.. والأبيض والليري بجنوب كردفان وأويل بشمال بحر الغزال.
التمثيل في «البنطون»
قدمنا.. ولا يزال الحديث لكوجاك.. العديد من الأعمال المسرحية المميزة منها على سبيل المثال مسرحية (المرحوم في فك التسجيلات) على مسرح الكارو بالأبيض وعلى متن بنطون رفاعة .. وأيضاً مسرحية (الدفن في مقابر الحكومة) من تأليفي واخراجي.. بالاضافة لمسرحيتي (مجانين تحت التمرين والفكي الانصايد).
وعن علاقة فرقته بالشرطة يذكر تأسيس قسم للمسرح بقسم التوجيه والخدمات برئاسة شرطة ولاية الجزيرة مبيناً أن هذا القسم يسهم كثيراً في ترقية وتطوير وعكس الانجاز الشرطي وتأكيد الارتباط بالمجتمع تحقيقاً لشعاري (الشرطة في خدمة المجتمع والأمن مسؤولية الجميع).
تقليدي وغير متطور
ولا ينسى عز الدين الاشادة بحكومة ولاية الجزيرة ووزارتي الثقافة والاعلام والشؤون الاجتماعية ومواطني ودمدني لاسهامهم الفاعل في انشاء مسرح أهلي باسم (المسرح المتجول)، الذي من المنتظر كما يقول افتتاحه في الفترة القادمة.. وبهذا يؤكد بأن الجزيرة عامة وومدني خاصة.. أجدر المدن والولايات بأن تكون عاصمة للثقافة السودانية.
ويعود للقول بأن معظم مسرحيات فرقته من تأليفه فضلاً عن بعض الأفكار الجماعية في ذات الفرقة، وكذلك السودنة لبعض الأعمال المسرحية عربية كانت أو انجليزية سيما وان مسرحنا مسرح جاد ويتعامل مع الفكرة الهادفة والمضمون الجاذب والجاد.
كوجاك لديه رأي سالب وحانق على راهن المسرح السوداني ويصفه بأنه (مسرح تقليدي.. غير متطور.. وليس مواكباً للأحداث) ويشدد على ان كل ما يراه الجمهور من خلال المسرح ماهو الا (تنظير لا يضيف لحركة الابداع جديداً!!).
ويقول.. نظرتنا للمسرح تنبع من فكرة هادفة لمعالجة القضايا والهموم الحياتية برؤى فنية راقية ومن هذا المنطلق نرى ان كل عمل مسرحي لا يستوعب هذه المضامين ليس جديراً بالمشاهدة أو العرض.
كوميديا رخيصة
ويشن كوجاك هجوماً عنيفاً وحاداً على ما يقدم الآن من كوميديا سواء على المسرح أو أشرطة الكاسيت ويسميها.. (الكوميديا الرخيصة والهابطة) سيما وانها تحمل نكاتاً (بايخة ومبتذلة) بالاضافة للطرح القبلي لذات النكات والطرائف السائدة هذه الأيام.. وهذا من شأنه اثارة الفتنة والنعرات القبلية بين المواطنين.. وهذا ما نرفضه تماماً وندعو (هؤلاء).. هكذا قالها.. للتوقف عنه فوراً.. ونناشد الجهات المسؤولة مجلس المصنفات الأدبية وشرطة الآداب والنظام العام للتدخل السريع لمنع مثل هذه الخزعبلات من النشر والتداول درءاً للفتنة خاصة وأن الهدف منها (الربح السريع) وانها تستنزف القبائل وتسخر منها فضلاً عن تعاملها الساذج مع المتلقي الباحث عن (سندوتش كوميدي) دسم يهضم به المعاناة التي اثقلت كاهله وقصمت ظهره.
مضامين ترتبط بالمجتمع
ويصف كوجاك (معهد الموسيقى والدراما سابقاً) بانه لم يضف شيئاً للمسرح السوداني حتى الآن (لأن المشرفين عليه موظفون فقط وليسوا فنانين لكي يسهموا في تطويره وتقديم ما ينفع الطلاب والجمهور.. ومع ذلك يرى كوجاك ان واقع الدراما الاذاعية أفضل حالاً من التلفزيونية الذي يقول إنه (لا زال يبحث عن المشاهد الذي يتابع ما يعرض فيه من دراما ومسرحيات وأفلام سودانية.. إن وجدت.. نسبة لقصورها البائن عن أداء دورها المنوط وتوصيل رسالتها المرجوة للمجتمع بالاضافة لركاكة أداء الممثل نفسه وتكلفه الواضح وبعده عن التلقائية واتقان وتقمص الدور الموكل له.. كوجاك يفيد بأن المعالجة لكساد سوق الدراما السودانية وجذب المشاهد لخشبات المسرح تكمن في ايجاد أفكار وأعمال درامية مسرحية ذات ارث ثقافي وحضاري ومضامين مرتبطة بالمجتمع وهمومه.ويوصي كوجاك الوسط الفني والمسرحي خاصة بأهمية البعد عن الصراعات و(القطيعة والشمارات) وادعاء النجومية والغرور.. ويقول.. الفن رسالة سامية وعلينا السمو لدرجتها ومكانتها والترفع عن الصغائر لأن الفنان هو الذي يشكل الحضور الفاعل في ساحة العطاء الوطني بكل معاني الانتماء للوطن بتجرد ونكران ذات لاعلاء شأن الوطن والمواطن والنهوض والتقدم..

\>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

سعادة الوزير.. وممنوع التصوير
في ختام مهرجان طبول السلام في نسخته الثانية شباب وبس، تسلم وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية بولاية الخرطوم هاشم هارون توصيات مقهى الشباب، وكان قبل عام -او يزيد- تسلم في مهرجان أطفال وبس «توصيات الأطفال» التي قدمت له بذات السيناريو.. نتساءل ليس إلا: ماذا فعلت بالتوصيات الأولى يا سعادة الوزير، وهل مصير الثانية سيمضي بذات السيناريو من «الركن»؟ الذي مضى به مصير سابقتها.
التلفزيون.. ممنوع الاقتراب
الحديث الذي أثاره الزميل طارق شريف بصحيفة الصحافة حول قرار منع التلفزيون دخول الصحافيين لمبانيه إلا بعد أخذ الأذن من أجهزة الأمن والمخابرات، يعد مثيراً للدهشة حد «فغر الفاه»، إذ لا يعقل أن يصبح هذا الجهاز «القومي» ثكنة عسكرية مكتوب عليها «ممنوع الاقتراب أو التصوير»!!
السني.. شكراً جميلاً
استضافت حلقة الأسبوع الماضي من برنامج «نجم الأسبوع» على أثير راديو الرابعة الفنان السني الضوي «فردة ثنائي العاصمة»، السني شكل جمالاً باذخاً وهو يعلن عن تعاونه غير المحدود مع الشباب متى ما أحس بجديتهم، وهو بذلك يضرب مثالاً نادراً في مجال تواصل الأجيال، مراعياً التوقيت المناسب للتقاعد، إذ يعد توقفه عن الغناء واتجاهه للتلحين خطوة صائبة تماماً، فهو على غير العادة يرى أن هناك وقتاً مناسباً للتقاعد، متجاوزاً بعض الكبار الذين أصاب أصواتهم الوهن لكنهم يصرون أن يتغنوا ضاربين عرض الحائط بما يصيب أذاننا من نشاذ أصواتهم التي أكل عليها الدهر.. وشرب..!
قنوات.. للتسامح
الأثر البائن لزيارة قافلة الابداع التي سيرها اتحاد الشباب الوطني متضامناً مع الاتحاد العام للطلاب السودانيين لأسمرا، أبانت أن الثقافة والفنون هي رأس الرمح في تغيير الواقع المعاش من تنافرات تعتري علاقة البلدين، ونحتاج بالفعل إلى مثل هذا التواصل الفني والثقافي من أجل ايجاد الحلول الناجعة لكثير من الخلافات التي عجزت السياسة عن رأب صدعها..















 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب