عزيزتي اروقة..كيف لك هذا؟!

بقلم : نشأت الامام

 

عزيزتي اروقة..كيف لك هذا؟!

سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أدلف لمبنى مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم ببحري، وفي الرواق المخصص للكتاب،
حيث التجهيزات والاعداد الجيد للمكتبات الصوتية والمقروءة، وفخامة المبنى وبذخ ترتيبه الذي ينبئ بأن هناك أموالاً طائلة أنفقت، كان تساؤلي الأول، من أين يمول كل ذلك..؟
على الرغم من ان المكتبة كانت تحمل اسم «القريش»، إلا أنني كنت أظن أن مؤسسة أروقة ما هي إلا أحد الأذرع الحكومية للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، لذا فاكتشافي أن «أروقة» هي مؤسسة خاصة تعنى بالنشاط الثقافي، كان مفاجأة أضافت المزيد من الاستفهامات حول تبني المجلس لنشاطات أروقة بكل هذه الكثافة..!
فعاليات «أروقة» خلال عام الثقافة العربية، كانت الأبرز والأنجح، وكتبنا من قبل أن السعيد عثمان لو تباهى بـ «أروقة فقط.. لكفاه»، فقد كانت أروقة قمة في النشاط والعمل الدؤوب من أجل إشاعة الثقافة بين الناس، عامتهم وخاصتهم.
عندما جاءت افادات المسؤول عن «أروقة» ــ وهو أيضاً المسؤول الأول عن المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون- أماطت اللثام بكل شفافية عن تمويل أروقة، وكيف تكونت هذه المكتبة من مقتنياته الخاصة، وأبانت رؤيته بعيدة المدى للتنمية الثقافية، وأكدت أن تنويع مصادر تمويل الثقافة سيحميها من نزعة هيمنة جهات بعينها، مما يعزز حماية النتاج الثقافي من السقوط في شراك آلية السوق واغراءات التعامل الاستهلاكي.. فهي مؤسسة طوعية تسعى لتقديم واقع ثقافي أفضل.
يظل التساؤل قائماً برغم النشاط الكبير الذي تقوم به المؤسسة عبر «أروقتها» المختلفة من رواق للترجمة والنشر، وآخر للشعر، وثالث للتاريخ، وغيره للكتاب، وأخيراً رواق للطفل يسهم اسهاماً فاعلاً في تنشئة جيل متسلح بالمعرفة عبر عدد من الاستراتيجيات التي تعتزم المؤسسة انتهاجها وصولاً لأهدافها، يبقى التساؤل الذي مفاده:
كم من المؤسسات الأهلية في السودان تحظ بهذا الدعم «الخاص» الذي تجده أروقة؟! وهل كان لـ «أروقة» أن تجد مثل هذا الانفاق ان لم يكن السمؤال خلف الله مسؤولاً عن المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون؟!
مجرد تساؤل ربما يكمن في الاجابة عليه « رواق رؤية» لازالة الكثير من الابهام حول علاقة الدولة بالثقافة، وأي المنافذ التي يمكن أن تجعل الدولة تضخ من مواردها في «عروق» الثقافة المجدبة بفعل احجام الدولة عن الدعم غير الموجه..!

 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب