الوطن يسع محجوب ايضاً

بقلم : نشأت الامام

 


ربما كان لتجربة أصدقاء الفنان محمد وردي، ونجاحها في الليلة الاحتفائية التي أقامتها لتكريمه، بعداً مستحباً جعل للجهد الشعبي الأثر البيّن في الوقوف مع المبدعين، بعد أن جأر الكثيرون بالشكوى جراء اهمال أجهزة الدولة الرسمية لهذه الفئة المبدعة.
وروابط معجبي المبدعين تحمل دلالات معبرة بالنسبة للمبدع المحتفى به، وذلك لأن التكريم يتجاوز سقفه الدعم المادي، وذلك بالمؤازرة المعنوية الداعمة التي يجدها المبدع من محبيه وهم يلتفون حوله ويعترفون بفضل ابداعه.
والآن نرى الرفاق يتنادون من كل حدب وصوب، يتلهفون في سعيهم الدؤوب لمؤازرة شاعر زاهد في الدنيا وفي متاعها، باخع نفسه على حب الوطن، وباذل روحه رخيصة تجاه ما يؤمن به.. ويعتقده..
محجوب شريف، شاعر تتقاصر الأوصاف عن ادراك سموق قامته، عاشق للحرية حد الجنون، ورغم أنه قضى أكثر من نصف عمره محروماً منها، لكن لم ينل كل ذلك من عزمه ويقينه تجاهها، فقط أورثته رطوبة المعتقلات علة في صدره، جعلته الآن يكابد «رهق» الشهيق والزفير، وأوصى الأطباء ونصحوا بأن علاجه يجب أن يتم على وجه السرعة، هناك في عاصمة الضباب لندن..
جميعنا يعلم عفة يد محجوب شريف، وايثاره على نفسه رغم ما به من خصاصة، فهو الإنسان الذي لا يحس بحياته إلا من خلال حياة الآخرين..
لذا فمحبوه ومعجبوه شكلوا رابطة أصلها ثابت في الخرطوم، وفروعها في شتى أصقاع العالم، يعدون العدة لرحلة علاجه، وبدأت اتصالاتهم بأندية الهلال والمريخ، وفرقة عقد الجلاد، وفرقة الهيلاهوب، وغيرها من الجهات غير الرسمية، في جهد شعبي خالص تجاه مبدع أحب الشعب وأحبه، ونتمنى أن تلتقط الدولة ممثلة في وزير الثقافة والشباب والرياضة القفاز، وتعلن عن دعمها لاكمال علاج الشاعر محجوب شريف، فبعيداً عن أي انتماء يظل محجوب ابناً لهذا الوطن، وهو وطن «حدادي مدادي» ويسع الجميع

 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب