فرقة «مليجي قروب»

بقلم : نشأت الامام

 

ذكروا أنه ليس آلة جامدة

فرقة «مليجي قروب»:

«الإيقاع» أســـــاس الموسيـــــقى

فرقة المليجي من الفرق الابداعية الناهضة والمتخصصة في فن الايقاع، أسهمت الفرقة بشكل لافت في تطوير فن الايقاع الذي اعتبرته أساس العمل الموسيقي وليس مجرد آلة جامدة، ففي داخل الايقاع تنمو بذرة الابداع الموسيقي.. تضم الفرقة (9) من أبناء مليجي المؤسس وهو موسيقي غني عن التعريف، وهم أسامة وفائز، حاتم، جمال، شريف، سامر، فادي، ونميري، بالاضافة إلى شقيقاتهم، وكذلك بهاء الدين الصديق الحميم للأسرة..

نلتقيهم في هذه المساحة ونبحر معهم في «عمق الايقاع» خاصة وأن السودان من أغنى البلدان بفنون الايقاع وله في ذلك تراث واسع وتفرد يقل شبيهه..

-إلى أى مدى أثرت البيئة والنشأة الأولى في تكوين فرقة المليجى؟

= منذ نشأتنا الأولى وجدنا الآلات الموسيقية بالمنزل وسبقنا عليها فائز وأسامة وعصام والأخير كان من المبدعين، في مجال الموسيقى. والعم مليجى غنى عن التعريف فهو موسيقى بدأ بالعزف في موسيٍقي البوليس ولما لاحظ الإنجليز طموحه أنتدب الى مصر وهنالك تعلم الموسيقى وفق أسسها العلمية . والبداية لفرقة المليجى كانت في مدنى كان إسمها أنذاك مليجى أخوان بقيادة العملاق الكبير فائز المليجى وهو الأن في أمريكا وأسامة بهولندا .

- كيف تقيمون مشاركتكم في مهرجان «موسيقى وبس» وما هي نشاطات الفرقة..؟

= مهرجان موسيقى وبس كان مهرجاناً للموسيقى فقط والفكرة كانت لأول مرة في السودان واستحسنها المستمع السوداني، وذلك بوجود فرقة إيقاعية بمصاحبة الآلات الإيقاعية «كالبيز»، ونعتقد أنها كانت ناجحة، وشاركنا في مهرجانات أخري وسجلنا عدة تسجيلات في التلفزيون القومى وقناة النيل الأزرق والإذاعة وألبوم موسيقي.وجد رواجاً نوعا ما، ومشاركتنا الأخيرة أثناء انعقاد مؤتمر القمة الأفريقية..

-قدمتم في مهرجان «طبول السلام» مقطوعات ايقاعية، إلى أي مدى تفاعل المتلقي مع الايقاعات..؟

(لطيفة) وهي إسم لأحدي المقطوعات التي قدمتها الفرقة ويختلف مجال عملنا من الموسيقي العادية فهى ليست مقطوعات ولكنها مكيفات إيقاعية وهي بمساحة اقصر من الموسيقى تعطي الإيقاع علي مساحة الكلمات التي تكمل الجملة الموسيقية.

- ماذا عن آلاتنا الايقاعية الشعبية، وإلى أي مدى يمكن تطويرها..؟

= هنالك النقارة وهي توظف في مختلف نشاطات المجتمع بغرب السودان، وتوجد أخرى في جبال النوبة يضرب عليها ايقاع الميري، وأخرى مختلفة أيضاً تخص الشلك، أما الدلوكة فتتواجد في شمال السودان وهي آله قوية وتعد من ثقافة الشمال وفي الوسط تستعمل فى المناسبات وترتبط بالأفراح، وتوجد أيضاً الادينقو وهى آلة شعبية إيقاعية قريبة من النقارة . أما آلة البنقز فهي أساسية في السودان ووظيفتها ضبط الزمن، وبصورة عامة تحمل هذه الطبول رسائل معينة وأي إيقاع يحمل في مكنونه مدلولاً معيناً.

- ثقافتنا الإيقاعية إلى أي مدى تأثرت بالثقافة العربية والافريقية..؟

=هناك ايقاعات مختلفة، بعضها مأخوذ من افريقيا، والبعض الآخر عربي، بل وتوجد بعض الايقاعات اللاتينية، فمثلاً الرق و التمتم والسامبا وهى اشكال دخيلة وإيقاعتنا الأساسية فى الشمال الدليب والسامبا الحلفاوية وفي الوسط إيقاع النحاس والدلوكة وفي الجنوب توجد النقاقير المختلفة مثل نقارة الشلك والدينكا وإيقاع الكمبلا وهو« إيقاع متكامل مع حركة الأرجل فى الرقص» وإيقاع المردوم وهو عدة أشكال في دارفور يختلف المردوم عن مردوم كردفان وإيقاعات البجه أيضاً إيقاعات السيره والجرارى، رقصة الرقبة وتسمى «شبة الجمل »وإيقاع السماكه وهو إيقاع خليجى وهنالك أنماط إيقاعية كثيره في الشرق وكذلك فى جنوب النيل الأزرق..

- الإيقاعات المخزنة في الاورغن على المدى البعيد هل تساعد على دثر هذه الآلات..؟

= لن تكون إيقاعات الاورغن كالإيقاعات الحية على الرغم من أنها موضوعة بنوتة موسيقية، ولكن الضربات والنغمات فيه تفتقد إلى الاحساس.. لذا لن تنال من الآلات الايقاعية..

-مقاطعة -

-يمكن أن نقول أن الإيقاع لازال يحتفظ ببريقه..؟

=الإيقاع في السودان يمشى بخطوات ثابتة نحو التطور حتي الإيقاع يمكن أن نستخرج منه جملاً موسيقية و في العصر الحالى لايوجد شئ صعب فما عليك إلا عمل الفكرة ومن ثم تنفيذها حسب التقنيات المتوافرة.

-هل هناك مشاريع مستقبلية يمكن أن نطور بها الآلات المحلية..؟

= هناك العديد من الدراسات.. لكن كتطبيق عملي.. لا يوجد..

- ما المشكلة في ذلك..؟

= الظروف الاقتصادية الضاغطة حدت من عمل التطوير اللازم، ولكن سنقوم بتضخيم الإيقاع بالآلات الشعبية وذلك بتطوير الآلات باسلوب غربى وشرقى وأفريقي وخماسى.. بحيث تكون محدودة والعازفون فى السودان مميزون ويستطيعون انجاز ذلك.

*الآتنا لماذا لاتتم المشاركة بها خارجياً..؟

= لان طبولنا والآتنا ليست بها المواصفات القياسية إذ تتأثر بعوامل البيئة من حرارة ورطوبة ولو أنها صنعت بشكل جيد بحيث تستخدمها في كل الاجواء وكل المناخات ستكون أفضل..

- «مليجي قروب» هل لها اتصالات مع الفرق الموسيقية الأخرى بهدف ترقية العمل الموسيقي..؟

الفرقة ربما هي الوحيدة المتخصصة في الايقاعات، وقمنا بعمل حوارات مع جماعات موسيقية لتوضيح أن هذا الإيقاع ليس آلة جامدة لإعطاء شكل منتظم، بل هي أساس العمل الموسيقي فالإيقاع له دور بداخلة تعبير عن أشياء كثيره جداً والموسيقى مبنية على الإيقاع، وهو أقدم وسيلة إتصال في الدنيا، ولكن لم تجد حظها من الإهتمام والبحث وحتي المتبحرين في الموسيقى لم يولوا الموسيقى من الجانب الإيقاعى الاهتمام اللازمً، وذلك للاستفادة من هذه التجربة والبناء عليها وتتطوير هذه المسألة في السودان.

- وما الجديد لدى «مليجي قروب»..؟

= هناك أمسية كاملة عن حوار الإيقاعات مع مجموعة استيفن وهى مجموعة عظيمة ومتخصصة في الرقص، وذلك بمنتدى أروقة الثقافي، ونوجه شكرنا للأستاذ السموأل خلف الله لتفهمه واهتمامه بهذا الموروث الثقافي..

- وخارجياً..؟

مشاركتنا الخارجية كانت مشاركات منفردة مع الفنانين ومع د. الفاتح حسين.

- مقاطعة= كمجموعة ايقاعية فقط..؟

=لا لم تكن فى شكل مجموعة ولكن فى أيام فرقة السمند ل مع د. الفاتح حسين، لأن المشاركات الخارجية بها الكثير من المجاملات.. وهناك جهات بعينها تقوم باحتكار هذه المشاركات ومنحها لأناس لا يستحقونها..

- أخيراً كيف تنظرون لدور الإعلام في نشر الموسيقى..؟

نتمني من الصحافة والإعلام الاهتمام بالجانب الموسيقى والجانب الإيقاعى بالذات. ونحن نملك كنوزاً موسيقية والسودان أكثر بلد في العالم غنى بالإيقاعات.. لذا فمن الأوجب أن نسلط عليها الضوء ونسهم في تحريك عجلة تقدمها وتطورها








 

نشأت الامام

 

راسل الكاتب